دمشق في العصور الإسلامية

فتح العرب المسلمون دمشق عام 1هـ/635م-636م في عصر الخليفة عمر بن الخطاب بجيش من أبرز قادته أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد، وتألق نجم دمشق عندما أصبحت عاصمة للدولة العربية الإسلامية الأموية، المترامية الأطراف عام 1هـ/ 661م، والتي امتد سلطانها من الصين شرقاً إلى بواتيه في قلب جنوب شرق فرنسا. وفي عام 750م انتهى عصر ازدهارها بقيام الدولة العباسية وسادت فيها الفوضى، وتجاذبها الطامعون من الحكام والإقطاعيين في مصر، فحكمها الطولونيون ثم الأخشيديون ثم الفاطميون.  

في عام 478هــ/ 1085م دخلت دمشق تحت حكم السلاجقة فعادت من تبعية القاهرة إلى سلطة حكام بغداد والخلافة العباسية إلا أنها تبعية اسمية، وفي عام490هـ/ 1096م تأسست في دمشق دولة الأتابكة "البورية" واشتد الصراع مع الغزاة الصليبيين ملوك
القدس في ذلك الوقت، وقد حاول الصليبيون غزوها بقيادة بعض ملوكهم

وفي عام 549هـ/ 1154م بدأت
دمشق تستعيد مكانتها السياسية كعاصمة لدولة قوية عندما دخلت في حوزة نور الدين بن زنكي، وحملت لواء تحرير المناطق المحتلة من الغزاة الصليبيين، ووصلت قمة مجدها السياسي والعسكري في صراعها مع الصليبيين عندما أصبحت عاصمة الدولة الأيوبية 571هـ/ 1174م، وانطلقت منها جيوش العرب المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس من الغزاة 583هـ/ 1187م بعد أن كان الفرنجة الصليبيون قد هددوا دمشق أكثر من مرة. وقد دخلت دمشق في تبعية حكم المماليك في القاهرة منذ عام 1259م. ثم تعرضت لحملة المغول بقيادة هولاكو الذي نشر فيها الدمار عام 659هـ/ 1260م. وتكررت مأساة دمشق على يد المغول ثانيةً على يد غازان ثم ثالثة عام 1401م. وحلت بالمدينة نكبة كبيرة حيث أصاب الدمار معظم مبانيها، وقتل عدد كبير من أهلها واحترقت أحياؤها. وانسحب منها المغول بعد بضعة أشهر، وعادت لنفوذ المماليك ثانية، وعاد إليها ازدهارها العمراني والثقافي والاقتصادي.
 

دخلت دمشق في حكم العثمانيين 922هـ/ عام 1516م وأصبحت مركزاً لإحدى الولايات الرئيسية في الدولة العثمانية، عدا الحقبة ما بين عامي 1831-1840 حيث حكمها إبراهيم باشا ابن محمد علي والي مصر. وفي هذه الحقبة توافد إليها الأجانب من قناصل وتجار وسياح وانفتحت على العالم.

وتم تحريرها من الحكم العثماني في أواخر عام 1918، وأعلن فيها حكم عربي في 8/3/1920 ما لبث أن انهار بعد معركة ميسلون في 24/7/1920. وخضعت سورية وعاصمتها دمشق للانتداب الفرنسي. وفي عام 1925 تفجرت في دمشق وغوطتها أحداث الثورة السورية الكبرى، حتى تحقق جلاء الجيوش الأجنبية في 17 نيسان عام 1946، وأصبحت دمشق عاصمة دولة عربية مستقلة.