المنطقة الشمالية الشرقية

يفصلها عن أجزاء المدينة سور المدينة الشمالي وشارع الثورة، وإذا سرنا باتجاه السور ابتداء من شارع الثورة، فإننا نجد أنفسنا في شارع الملك فيصل وكان سابقاً شارع الحلوانيين.

أما في بدايته فكانت منطقة تحت القلعة حيث سوق البطيخ وسوق الخضار وسوق الخيل الذي حل محله سوق الهال وسوق التبن. وإلى الشرق من هذه المنطقة تقع أحياء القصاع وباب توما.

وإلى الشمال من هذه المنطقة تقوم منطقة العقيبة وهي ضاحية أنشئت في عصر الفاطميين وتقع في شمالي دمشق، والكلمة تصغير العقبة، ولقد سميت كذلك لوقوعها على المنحدر الذي يحد وادي النهر من ناحية الشمال.

وفيها أقام الإمام الأوزاعي، وفيها جامع التوبة الذي سمي كذلك لأنه كان خان الزنجاري ثم استعمل للرزيلة وهدم وأنشئ مكانه الجامع . ثم نرى مرج الدحداح الذي أصبح مقبرة.

وإذا تابعنا السير في شارع الملك فيصل فإنا نصل إلى باب الفراديس أو باب العمارة، والعمارة حي قديم في دمشق وأصل تسميته بعمارة الأخنائي التي كانت خارج باب الفراديس القرن 14 واستمرت التسمية العمارة فقط على المنطقة حتى اليوم.

ثم نتابع الطريق حتى مسجد الأقصاب حيث نلتقي بسوق عائد إلى الغرب هو سوق ساروجا، أو سويقة صاروجة، أنشأها الأمير صارم الدين صاروجا المظفري عام 740ه وتوفي 743ه/1342م وكان أميراً في صفد ثم في دمشق وكان من أنصار الأمير تنكز.

ولقد شق شارع حديث موازٍ لسوق ساروجا وهو شارع بغداد، أنشئ هذا الشارع عام 1925 لتسهيل وصول القوات الفرنسية من الغوطة إلى المستشفى العسكري في منطقة القصاع شرقي مدينة دمشق، وللتخلص من البساتين التي كان يأوي إليها الثوار، وأطلق عليه اسم بغداد لأنه بداية طريق السيارات الصحراوي الذي يصل دمشق ببغداد. ويوازي هذا الشارع، المحلق الشمالي وعلى يساره البارك الغربي وبانوراما حرب تشرين والمتحف العسكري العتيد.