المدن الساحلية والقلاع

القدموس

بلدة تبعد عن بانياس 26كم باتجاه الجنوب الشرقي، تطل على ما حولها وعلى ممر بانياس - مصياف، فيها بقايا قلعة قديمة لم يبق منها إلا جدران وبقايا سور متهدم، ونصل إليها من البلدة بواسطة أدراج حجرية قديمة. واتسعت شهرة هذه القلعة أيام صلاح الدين الأيوبي.

وتشتهر بلدة القدموس بوجود مشفى القدموس لمعالجة المصابين بالأمراض الصدرية وفيه 212سريراً. ومن القدموس نستطيع زيارة قلعة الكهف.

بانياس

وبعد جبلة نتابع الطريق إلى بانياس، وهي مدينة ومركز منطقة ومرفأ على الساحل السوري. يرجح أن المدينة كنعانية الأصل، كانت تابعة لمملكة أرواد أرادوس تطورت وازدهرت في العصرين اليوناني والروماني باسم بالانيا ثم بُلنياس أي الحمامات ومنه اشتق اسمها الحالي أي بانياس. استقر فيها الصليبيون وعرفت في أيامهم باسم فاليني، حتى طردهم منها السلطان قلاوون عام 1285م.

من آثارها قلعة القوز. ويجاور المدينة من الجنوب برج الصبي وهو برج متقدم من قلعة المرقب، كما عثر فيها على أعمدة من الغرانيت، وطواحين مائية، ولقى نقدية من أزمنة مختلفة، رومانية وإسلامية وصليبية إلى جانب حمامات عامة.

تقع بانياس على خليج صغير على ساحل المتوسط، تبعد المدينة عن مدينة طرطوس 38كم شمالاً وعن مدينة اللاذقية 52كم جنوباً. بني الحي القديم فوق سفح تل يعرف حالياً بحي القلعة. توسعت بسرعة منذ عقد الستينات باتجاه الشمال والجنوب.

وفي بانياس مصفاة للنفط طاقتها 6 مليون طن سنوياً وفيها مرفأ تصل إليه أنابيب النفط العراقي وفيها شركة نقل النفط السوري. وفيها محطة لتوليد الكهرباء حرارياً 340ميغاواط. ويوجد في المدينة ميناء صغير للصيد والنزهة.

وتشرب المدينة من شبكة نبع بانياس.

جبلة

وهي مدينة ساحلية ومركز منطقة، كان اسمها غابالا في العصر اليوناني والروماني ثم حرّف إلى جبلة. ولكن المدينة قديمة تعود إلى العصور الكنعانية، وكانت مرفأ لمملكة سيانو وكانت عاصمتها على بعد 10كم من جنوب شرق جبلة.

ومن أهم الآثار في جبلة المدرج الكبير الذي يعود تاريخ بنائه إلى نهاية القرن الثاني الميلادي حيث بني في عصر الإمبراطور جوستنيان أي في العصر البيزنطي، ثم أضيفت إليه فيما بعد القلعة، وهو يستوعب سبعة إلى ثمانية آلاف متفرج، ويتألف من ثلاثة أدوار وينتصب فوق أرض منبسطة ويرتكز على عقود ويحمل كل قوس درجة من درجاته. تحول إلى قلعة أثناء الفتوحات الإسلامية، وفي منتصف القرن العشرين كان مغطى بالردميات حيث بدأت السلطات الأثرية الاهتمام فيه ولا تزال أعمال الكشف والترميم مستمرة لإعادته إلى الحياة.

وبالقرب من المسرح ترتفع مئذنة مسجد وسلسلة من القباب البيضاء هي ضريح السلطان الصوفي إبراهيم بن الأدهم وكان سلطاناً في بلخ أفغانستان ثم ترك عرشه ليعيش حياة الزهد والفضيلة والمحبة، ومات ودفن في جبلة سنة 778م.

أدركت جبلة الفتح الإسلامي 638م واحتلها الصليبيون عام 1108م وحررها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م. وفي العصر العثماني ألحقت بولاية طرابلس، وهي مدينة من أجمل مدن الساحل وأكثرها هدوءً محاطة بالبساتين والأشجار المثمرة.

قلعة الكهف

قلعة الكهف وكانت تسمى عش النسر استعملها الإسماعليون، وقرب الكهف ثلاثة وديان ضيقة أشبه ما تكون بالأنفاق لارتفاع حوافها ومنها أخذت القلعة اسم الكهف.

ومن بانياس نسير في طريق صاعد شرقاً إلى قلعة المرقب أو نعود لكي نتابع الطريق إلى طرطوس.