منطقة البادية

على امتداد 130 ألف كم2 تقع منطقة البادية في الجهة الجنوبية الشرقية من سورية ويطلق على هذه المنطقة الجافة اسم البادية والتي تبلغ مساحتها ثلثي مساحة القطر، ويرجع اسمها إلى البدو الرحل الذين يعيشون فيها، ويطلق على سكان الواحات التي أنشئ فيها قصور ومحطات سكان البوادي نسبة إلى هذه القصور.  

والبادية هي المنطقة الشامية التي تقع جنوب نهر الفرات، ويحدها من الغرب المنطقة الوسطى المغمورة، وفي الشرق والجنوب الشرقي تتصل وتقسم منطقة البادية إلى بادية الرصافة وتقع شمال السلاسل التدمرية الشمالية. وإلى السلاسل التدمرية وجبل البشرى مع حوضي الدو وتدمر، ثم إلى بادية الشام الأساسية وتقع جنوب وشرق السلاسل التدمرية، وتتألف من منطقة الحماد والخبرات، ومنطقة الأودية والفيضات.

بادية الرصافة

منطقة جافة قليلة السكان تناثرت فيها القرى مثل دبسي فرج ودبسي غفنان والرملة ورجوم وجعيدين. ومع ذلك ففي فصول الربيع يرتادها البدو للرعي.

وفي هذه المنطقة تظهر مواقع أثرية هامة أبرزها الرصافة وخربة الحالول والرملة التي مازال البدو يستفيدون من الصهاريج القديمة فيها.

ومع ذلك فلقد تم حديثاً استصلاح بعض الأراضي في حوضي مسكنة والرصافة بمساحة 50 ألف هكتار نتيجة ارتفاع المياه بعد إنشاء سد الفرات وتكوّن بحيرة الأسد.

بادية الشام

ويطلق عليها اسم الشامية، وتشمل المنطقة الواقعة جنوب وشرق السلسلة التدمرية، ويحدها مجرى الفرات من جهة الشمال الشرقي، وهضبتا الصفا والزلف من جهة الجنوب والجنوب الغربي، وهي جزء من بادية كبيرة تتصل بالأردن والعراق. وتخضع هذه المنطقة إداريا إلى محافظة حمص ومحافظ ريف دمشق و محافظة السويداء وتخضع شمالاً لمحافظتي دير الزور والرقة.

تشغل منطقة الحماد والخبرات حوالي نصف مساحة البادية الجنوبية، وهي هضبة واسعة، سطحها منبسط، وتنتشر فوقها الخبرات والحوضات مع بعض الجبال والتلال في مناخ صحراوي صرف.

وتتألف الزاوية الجنوبية والجنوبية الغربية من الهضبة، من أراضٍ بركانية تعرف بالحرّة. وقد تكونت من مقذوفات جبل العرب، والقرى التي تصل المنطقة بجبل العرب. وإلى الشمال تقع الصفا، ثم ديرة التلول التي تضم مجموعة من المخاريط البركانية.

أما منطقة الأودية والفيضات فهي سهل منبسط ينحدر باتجاه وادي الفرات ويحدده عدد من الأودية القديمة، مثل وادي المياه أو وادي الصواب، تجري فيها سيول الأمطار غير الدائمة. ومناخ هذه المنطقة شبه صحراوي.

ولا تكفي الأمطار لإمداد الحياة الزراعية في البادية، ويعيش البدو فيها متنقلين وراء المناطق الأقل جفافاً والواعدة بالمطر للإقامة في الخيام ولرعي المواشي .

لقد أحدث قطع أشجار الغابات في الجبال انجرافاً في التربة مما سبَّبَ غياباً للمناطق النباتية ، وكذلك يعدّ الرعي المفرط ضرراً للبادية . فلقد كانت البادية قديماً مغطاةً بغطاء نباتي أكثر كثافة من غطائها الحالي ، بل كان ثمة أشجار ونباتات حراجية صغيرة وكلأ وافر ولكنه كان منتشراً على مساحة واسعة لا تسمح للقطعان بالانتشار للرعي ، مما يدعو إلى تركيز الرعي في منطقة محدودة تستهلك الغطاء النباتي ، كذلك فإن عمليات استصلاح أراضي البادية تشكل خطراً على هذا الغطاء . ولقد كانت الاستعمالات الكيفية لأخشاب الأشجار في البادية سبباً لانقراض الأشجار .

وفي هذه المنطقة تم الكشف عن أحواض النفط في حقل التيّم جنوب دير الزور حيث يستغل الآن. كما كشفت التنقيبات عن مخزون كبير من الغاز الجاف وعن مكامن للملح الصخري.

وكان مرور أنابيب النفط الخام من العراق إلى بانياس وطرابلس لبنان، سبباً في إنشاء محطات وتجمعات سكنية في الشامية، لعبت دوراً هاما في تحسين مستوى المعيشة وبين المحطة الثانية والثالثة أقيمت محطة تضخ مياه الشرب. وقد رافق إنشاء هذه المحطات شبكة طرق مواصلات، وشبكة اتصالات سلكية ولاسلكية. ونستطيع القول إن هذه المحطات ساعدت البدو على التمدين وعلى رفع مستوى معيشتهم، بل القضاء على طابع البداوة في حياتهم.