ريف دمشق

محافظة ريف دمشق هي إحدى المحافظات الجنوبية في الجمهورية العربية السورية، أحدثت عام 1973م، وتضم المناطق الريفية المحيطة بمدينة دمشق. ومساحتها 17654كم2. تشكل بموقعها صلة وصل بين محافظة حمص في الشمال ومحافظات درعا والسويداء والقنيطرة في الجنوب، كما أنها حلقة وصل بين الأقطار العربية المجاورة: لبنان في الغرب والشمال الغربي والعراق في الشرق، كما أن لها حدوداً مشتركة مع الأردن في الجنوب الشرقي، تمر عبر أراضيها الطرق الدولية والعادية التي تربط مدينة دمشق بما حولها.

سكن الإنسان محافظة ريف دمشق منذ أقدم العصور، ودلت على ذلك اللقى في وادي اسكفتا غربي يبرود، وفي صيدنايا، وفي تل الصالحية في الغوطة، وفي تل الرماد شرقي قطنا، وفي مناطق أخرى. وتوالت على المحافظة العصور التي مرت على القطر، وكانت قد تركت بصماتها، فمن اللغة الآرامية ماتزال خمس قرى في القلمون تتحدث إحدى لهجاتها جبعدين، معلولا، الصرخة ،البخعة،الجبة. كما أن أسماء كثير من التجمعات البشرية تعود إلى أصل آرامي مضايا، حرستا، الصرخة، يبرود، حزرما، داريا. ومن عصور اليونان والرومان والبيزنطيين نرى آثاراً عمرانية تتمثل في المعابد والأديرة. منها: كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانه في يبرود، ودير القديسة تقلا في معلولا، ودير سيدة صيدنايا، وكنيسة القديس بطرس في صيدنايا، وقد كان معبداً وثنياً في الأصل.

ومن آثار العصور الإسلامية مسجد قارة الكبير، وضريح السيدة زينب وبقايا قصور الأمويين في البادية، والخانات المنتشرة على طول الطرق القديمة والتي ماتزال قائمة حتى اليوم، منها خان العروس وخان عياش في القسم الشمالي من المحافظة وخان ذي النون وخان سعسع في القسم الجنوبي منها. تنتشر التجمعات السكانية في محافظة ريف دمشق، قرب ينابيع المياه دير عطية، النبك، الكسوة أو في مواقع دفاعية عرنة، معلولا، بقعسم، قلعة جندل أو على طرق المواصلات القطيفة، النبك، الكسوة أو على ضفاف الأنهار قرى أودية بردى والأعوج ومنين أو في أعالي مصاطب بردى.يعمل سكان المحافظة بالزراعة بالدرجة الأولى ثم بالصناعة والخدمات ومنها وظائف الدولة.وينتشر في المحافظة عدد كبير من المعامل التي أقيمت بعد الاستقلال. وبخاصة في المناطق الشمالية والجنوبية من مدينة دمشق منها الغزل والنسيج والزجاج والإسمنت والسكر والبرادات والسجاد وغيرها بالإضافة إلى الصناعات التقليدية واليدوية، منها معاصر الزيتون والعنب والوحدات الإرشادية لصناعة السجاد اليدوي.

تتمتع محافظة ريف دمشق بموقع سياحي هام في القطر العربي السوري، ففيها مناطق اصطياف تعد من أشهر المناطق مثل: منطقة قطنا، منطقة الزبداني ويبرود، إضافة إلى بعض المراكز الدينية، مقام السيدة زينب، دير سيدة صيدنايا، معلولا وغيرها... وفي المحافظة بعض المعاهد والكليات منها معصر العلوم السياسية في مدينة التل.

تفصل الغوطة بين محافظتي دمشق وريف دمشق، وتحيط مدينة دمشق، وهي مجموعة بساتين يرويها نهر بردى بفروعه وفق خطة روائية قديمة وعادلة، وتقدم الغوطة لدمشق العاصمة رئة كبرى وحزاماً من الخضار يفصلها عن المناطق الجرداء، وهي تابعة لمحافظة ريف دمشق وأكبر مدينة فيها هي دوما وقسم منها تابع لمدينة دمشق، وفي أقصى الغوطة الشرقية يقع مطار دمشق.0
وتتألف محافظة ريف دمشق من 8 مناطق و21 ناحية.

- منطقة التل وتتبعها نواحي: قرى مركز التل-صيدنايا-رنكوس.

- منطقة داريا وتتبعها نواحي: قرى مركز داريا-صحنايا.

- منطقة دوما وتتبعها نواحي: مدينة دوما-قرى مركز دوما-حرستا-الضمير-النشابية-  الغزلانية-حران العواميد-السبع بيار.

- منطقة الزبداني وتتبعها نواحي: مركز الزبداني-الديماس-عين الفيجة-مضايا-سرغايا.

- منطقة قطنا وتتبعها نواحي: مركز قطنا-الحرمون-سعسع.

- منطقة القطيفة وتتبعها نواحي: مركز القطيفة-جيرود-معلولا.

- منطقة النبك وتتبعها نواحي: مركز النبك-دير عطية.

- منطقة يبرود وتتبعها نواحي: قرى مركز يبرود-عسال الورد.

جولة في ريف دمشق:

عبر غوطة دمشق نمر بعدد من القرى لنصل إلى دوما: وتقع في أرض سهلية خصبة، في الطرف الشمالي الشرقي من غوطة دمشق المحاذي لسلسلة القلمون الأولى، على بعد 14كم من العاصمة دمشق. إعمارها قديم، وجدت فيها آثار لمعبد الشمس الذي أصبح ديراً للمسيحيين الأرثوذكس ثم كنيسة ومدرسة للرهبان. بنى فيها ألب بن محمود بوري عام 532ه- "الجامع الكبير". تطورت عمرانياً في النصف الثاني من هذا القرن تطوراً ملحوظاً، إذ شُقت فيها الشوارع الحديثة وأنشئت فيها الأبنية الحديثة الطابقية، وأقيمت فيها المشافي والمصانع.

تعد مدينة دوما عقدة مواصلات هامة، إذ تربطها بقرى الغوطة والمرج والبادية طرق مزفتة، كما تصلها بالعاصمة دمشق طريق مزفتة. تتبعها ثلاث مزارع هي: مزرعة الدوير-مشافي القصير-مخيم القنيطرة للنازحين. وثلاث نواحٍ هي: حرستا والضمير والنشابية.

ننطلق من دمشق باتجاه الشرق في طريق بغداد لنصل إلى الضمير، ونتابع السير إلى سعسع، وهي بلدة في حوض النهر الأعوج، مركز ناحية، تتبع قطنا. وتقع في أرض سهلية وسط الحوض المذكور، على طريق دمشق-القنيطرة، وعلى الجانب الأيمن للنهر الأعوج، وهي إلى الجنوب الغربي من مدينة قطنا وتبعد عنها 26كم.

وفي طريق مباشر شمالي دمشق نصل إلى كفرسوسة التي أصبحت من أحياء دمشق السكنية الراقية ثم نصل إلى داريا، وهي منطقة في الغوطة الغربية ومركز منطقة، تسميتها قديمة تعني بالسريانية الدار على وجه التكثير بإضافة الياء، وقد نسب إليها "أبو سليمان الداراني" وبها قبره. وهو "عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الزاهد" يقال إن أصله من واسط، توفي بداريا سنة 235ه-، كما نسب إليها عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أبو عتبة الأزدي الداراني وغيرهم من فقهاء الشام ومن الصحابة.

تقع في أرض سهلية فسيحة تكتنفها الجبال من الشمال الغربي والجنوب مثل جبل عنتر وجبل داريا، وهي إلى الجنوب الغربي من مدينة دمشق على بعد 8كم منها.

ونتابع في مفرق المعضمية القريب من المطار العسكري المسير إلى قطنا. وهي مدينة في أسفل جبل الشيخ، تقع على السفوح الدنيا الشمالية الشرقية للجبل المذكور. تحيط بها التلال من أكثر جهاتها فتلال عين سلطان وحنيفة وعنتر من الجنوب الشرقي، وتل الرماد الأثري من الجنوب، وقد عثر فيه على آثار وبقايا للإنسان الحجري القديم وآثار يونانية رومانية. يبعد 24كم عن مدينة دمشق باتجاه الجنوب الغربي. وقريباً من قطنا يقع تل الرماد.

وإذا أردنا زيارة المدن البعيدة كان لابد من السير في أحد الطرقات الدولية التالية: