وفي طريق متجه جنوباً نحو السويداء نصل في نهاية غوطة دمشق إلى مقام السيدة زينب وهي مدينة في غوطة دمشق، تتبع ناحية ببيلا. كانت تسمى راوية قديماً، كما ذكرها ياقوت الحموي، تضم حفيدة رسول الله ( السيدة زينب، وقد أخذت المدينة اسمها، وفيها قبر الصحابي الجليل مدرك بن زياد الفزاري، الذي قدم دمشق بصحبة أبي عبيدة بن الجراح سنة 634م.
تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة دمشق على بُعد 8كم، على الطريق الرئيسة دمشق - شهبا - السويداء. ويتألف المقام من الحرم، في وسطه القبر وفوقه الضريح المصنوع من خشب الأبنوس المزدان بالفسيفساء، والعاج والذهب 240×180س م وضع فوقه قفص من الفضة 450×350س م. أما السقف فقد حُمل على أعمدة وجدران مرتفعة، مزدانة بالمرايا المضلعة، وبألواح القيشاني الملونة والمذهبة، وكذلك الحال بالنسبة للجدران الخارجية للحرم. أما الباب فقد صنع من الخشب النفيس، وصُفِّح بالذهب، وطُعِّم بالحجارة الكريمة. وتشكل زيارة المقام مورداً هاماً للسكان. يربطها بمدينة دمشق طريق مزفتة.
بعد زيارة مقام السيدة، وفي الطريق نفسه إلى السويداء، تقام مقابر الشهداء في نّجها. ثم نتابع الطريق مروراً ببلدة الصورة الصغيرة ثم شهبا التي يبعد عن دمشق 88كم حتى نصل إلى السويداء بعد مسافة 106كم عن دمشق.