وإلى الغرب نسير من دمشق إلى منطقة المصايف التي تبدأ بالربوة حيث المقاهي والمطاعم والمنتزهات، ثم إلى دمر حيث نهضت ضاحية حديثة، ونعود إلى طريق دمشق بيروت مروراً بقدسيا، وهي بلدة في وادي بردى، تشرف على وادي بردى من الغرب، كما تقع إلى الشمال الغربي من مدينة دمشق على بعد 13كم.
وبعدها نتابع المسير في طريق بيروت الرئيسي حتى نصل إلى ميسلون، وهي مزرعة، تتبع ناحية الديماس، وتسميتها آرامية قديمة. عرفت عند الفتح العربي الإسلامي باسم عيد الشهداء لأن جماعة قد استشهدوا فيها عند فتح مدينة دمشق.ثم ذاعت شهرتها وتغنى بها الشعراء بسبب المعركة التي جرت على أرضها. وذلك عندما علمت دمشق بأنباء تقدم الجيوش الفرنسية من دون مقاومة لتسريح الجيش السوري. فثار الشعب واضطرب مع حكومته، عندها سارع وزير الحربية آنذاك، يوسف العظمة إلى تجهيز من بقي من قوات الدفاع، فتوقفت عمليات التسريح وأذاع الملك فيصل بياناً دعا فيه الشعب لصد الغزاة حتى جمع فيها قرابة ثلاثة آلاف متطوع. وفي صباح السبت 24 تموز من عام 1920. التقى الفريقان المتحاربان على أرض ميسلون. وخلال ساعات حصدت المدافع والطائرات الفرنسية، الجنود والمجاهدين السوريين وسقط يوسف العظمة شهيداً في ساح المعركة. دفن يوسف العظمة مكان استشهاده، ولا يزال ضريحه إلى الآن.
وقبل أن نتابع السير عبر ضاحية الأسد وفي بداية سهل الديماس الذي يقودنا إلى ميسلون قد ننعطف شمالاً إلى سوق وادي بردى، وهو قرية في وادي بردى، تقع على السفح الشمالي لجبل النبي هابيل وعلى الضفة اليمنى لنهر بردى عند مخرجه من أول خانق يجتازه النهر بعد سهل الزبداني.
وقبل أن نصل في وادي بردى إلى عين الفيجة لابد من زيارة بَرهْليّا، وهي قرية في وادي بردى، تتبع ناحية قرى مركز ومنطقة الزبداني، محافظة ريف دمشق. تقع على يسار نهر بردى، شرقي جبل النبي هابيل، تبعد 19كم جنوب مدينة الزبداني، يعتقد أنها كانت جزءاً من مملكة آرام دمشق، تعاقبت عليها آثار العصور الرومانية والعربية الإسلامية، يدل على ذلك بقايا أعمدة في شمالها من معبد شهير بعض آثاره في متحف دمشق.
ثم نصل إلى عين الفيجة، وهي بلدة، ومركز ناحية، في وادي بردى. تسميتها يونانية الأصل، تقع على ضفتي نهر بردى، وهي إلى الغرب من مدينة دمشق ب- 24كم. تشرب من شبكة نظامية تستمد مياهها من نبع الفيجة، والذي يمدُّ مدينة دمشق بمياهه العذبة. وفي البلدة عدد آخر من الينابيع التي تتأثر بانخفاض وارتفاع مياه نبع الفيجة أهمها عين حاروش، عين دورة، عين الزويات، عين السادات... ترتبط بمدينة دمشق بطريق مزفتة، وبخط السكة الحديدية: دمشق - الزبداني. تتبعها مباشرة مزرعة: عين الخضراء.
وعين الفيجة، نبع فوكلوزي في وادي بردى، تتفجر مياهه من جبل القلعة عند منسوب 820م. يرفد جزء منه نهر بردى ويستفيد منه سكان عين الفيجة في الشرب والسقي والاصطياف، حيث أقيمت على أطرافه المقاهي التي يؤمها المصطافون. وجُر الجزء الأكبر من مياهه إلى مدينة دمشق عبر نفق بطول 18كم. وبإدارة مؤسسة مياه عين الفيجة التي عملت على تطوير المشروع بإنشاء خزانات وأنفاق وخطوط توزيع جديدة لسد حاجة سكان العاصمة بدمشق. يبلغ وسطي غزارته 8م3/ثا.
وفي التكية يلتقي الطريق القادم من دمشق عبر ميسلون مع طريق الوادي. والتكية مزرعة في وادي بردى، تتبع قرية سوق وادي بردى، وتقع على الضفة اليسرى لنهر بردى جنوب سهل الزبداني. إعمارها قديم يعود إلى العصر الروماني، حيث بناها الإمبراطور زاكيوس عام 249م وأطلق عليها وعلى سوق وادي بردى اسم زاكية تكريماً للإمبراطور. وقد قضت عليها الحروب المتوالية وهدم السور الذي كان فيها وصار اسمها "التكية" في عصر الملك الأشرف خليل بن قلاوون في عام 1292م. تتمتع بموقع جميل يجذب إليه المتنزهون بعد أن انتشرت فيها المقاهي والمقاصف على ضفاف نهر بردى. أهم ما يميزها معمل الكهرباء الذي أُنشئ عام 1906 بالاستفادة من الشلال الناجم عن الحتّ التراجعي لنهر بردى، ثم استعيض عنه بمعمل آخر في سوق وادي بردى عام 1957. تقع عند ملتقى الطريقين القادمتين من دمشق إلى الزبداني، وتبعد عن مدينة الزبداني 13كم باتجاه الجنوب.
ونسير في طريق بيروت، بعد التكية وحتى نصل إلى مفرق سهل الزبداني، وهنا نزور مقام هابيل، حيث نسير في طريق مستقيم موازٍ لمجرى نهر بردى المليء بالمطاعم والمنتزهات، مروراً بمصايف مضايا وبقين وفيها نبع عذب عبئت مياهه الغازية حاملة اسم بقين، ثم نصل إلى مصيف الزبداني. والزبداني، مدينة في جبال لبنان الشرقية، تقع فوق مرتفع من الأرض في الطرف الشمالي لسهل الزبداني على جانبي نهر قليل الغزارة ينحدر إليها من الشمال. تبعد عن مدينة دمشق 44كم باتجاه الشمال الغربي. يعمل سكانها بزراعة أشجار التفاح واللوز فوق مساحة 1954ه. يسقى 70% منها من مياه الآبار، إضافة إلى استثمار الاصطياف والتنزه اللذين يحققان دخلاً جيداً لفئة كبيرة من السكان. وفيها محطة للأرصاد الجوية وبرادات لحفظ جزء من الإنتاج الوافر من التفاح. تشرب من شبكة تستمد المياه من أحد الينابيع المحلية، إضافة إلى مياه الآبار الارتوازية.
ومن بقين-الجرجانية أو الزبداني، نصل إلى مصيف بلودان المرتفع. وبلودان، قرية اصطياف رئيسية في القطر، تقع على السفوح الغربية للجبل الشرقي المطل على سهل الزبداني من ارتفاع يزيد على 2000م، على بعد 6كم إلى الشرق من بلدة الزبداني. هي قرية قديمة عُثر فيها على آثار دير قديم باسم القديس جرجس وقد جدد بناؤه حيث تحول إلى كنيسة. ووجدت آثار في منطقة الكِبْري إلى الجنوب من القرية، عُثر فيها على لوحات ونقوش أثرية تعود إلى العصر الروماني، كما عثر على آثار في جبل يونان شمال القرية. وتروى الأراضي من الينابيع الموجودة في القرية وحولها نبع أبو زاد، نبع بلودان، نبع عين حزير، عين البيضاء، عين الدولة. وتشرب القرية من شبكة نظامية تغذيها مياه الينابيع المنوه عنها. وقد استجرت مياه نبع بردى من سرغايا. تتحول هذه القرية إلى مدينة صيفاً فهي تحوي عدة مقاصف ومنتزهات وفنادق أشهرها فندق بلودان الكبير ومقاصف عين أبو زاد. تتصل بالقرى المجاورة بطرق مزفتة، كما تتصل بدمشق بطريق مزفتة طولها 50كم.