باب الثاء والدال، الراء

ثدأ

الثُّداء: نَبت له ورَق كأَنه ورق الكُراث وقُضْبان طِوال تَدُقُّها الناسُ، وهي رَطْبة، فيتخذون منها أَرْشِيةً يَسْقُون بها، هذا قول أَبي حنيفة. وقال مرة: هي شجرة طيبة يُحبها المال ويأْكلها، وأُصولُها بيض حُلْوة، ولها نَوْرٌ مثل نَوْرِ الخِطْمِي الأَبيض، في أَصلها شيءٌ من حُمرة يَسيرة، قال: وينبت في أَضْعافِه الطَّراثيثُ والضَّغابيسُ، وتكون الثُدّاءَةُ مثل قِعْدةِ الصبي. والثَّنْدوةُ للرجل: بمنزلة الثَّدْي للمرأَة؛ وقال الأَصمعي: هي مَغْرِزُ الثّدْي؛ وقال ابن السكيت: هي اللحم الذي حول الثدي، إذا ضَمَمْتَ أَوَّلها همزت، فتكون فُعْلُلةً، فإِذا فتحته لم تهمز، فتكون فَعْلُوة مثل تَرْقُوة وعَرْقُوة.

ثدق

ثدَق المطرُ: خرج من السحاب خُروجاً سريعاً وجَدَّ نحو الوَدْق.
وسحاب ثادق ووادٍ ثادق أَي سائل. ابن الأَعرابي: الثَّدْق والثادِق النَّدى الظاهر. يقال: تباعَد من الثادق. قال ابن دريد: سألت الرِّياشي وأبا حاتم عن اشتقاق ثادق فقالا: لا نعرفه، فسأَلت أَبا عثمان الاشتانذاني فقال:ثدَقَ المطر من السحاب إذا خرج خروجاً سريعاً.
وثادقٌ: اسم فرس حاجب بن حَبيب الأَسدي؛ وقول حاجب:

وباتَتْ تَلُومُ علـى ثـادِقٍ

 

ليُشْرى، فقد جَدَّ عِصْيانُها

أَلا إنَّ نَجْواكِ في ثـادِقٍ

 

سواء عليَّ وإعلانُـهـا

وقلتُ: أَلم تَعْلَمـي أَنـه

 

كرِيمُ المَكَبّةِ مِبدانُـهـا؟

فهو اسم فرس. وقوله عِصيانُها أَي عِصياني لها، وصواب إِنشاده:

باتت تلوم على ثادق

بغير واو؛ وقال ابن الكلبي: ثادق فرس كان لمُنْقِذ بن طَريف بن عمرو بن قُعَين بن الحرث بن ثَعلبةَ وأَنشد له هذا الشعر، قال: والصحيح أَنه لحاجب وهو أَيضاً موضع؛ قال زهير:

فَوادِي البَدِيِّ فالطَّوِيّ فثادِق،

 

فوادِي القَنانِ جِزْعُه فأَثاكِلُهْ

وقد ذكره لبيد فقال:

فأَجمادَ ذِي رَقْدٍ فأَكْنافَ ثادِقٍ،

 

فصارةَ تُوفي فوقَها فالأَعابِلا

ثدم

رجُل ثَدْمٌ: عَيِيُّ الحجَّةِ والكلامِ مع ثِقَل ورَخاوةٍ وقِلَّة فَهْم، وهو أَيضاً الغَليظ الشِّريِّر الأَحْمق الجافي، والجمع ثِدام، والأُنثى ثَدْمة وهي الضخْمة الرِّخْوة؛ عن اللحياني.
والثِّدامُ: المصْفاة. وإِبْريقٌ مُثَدَّم: وُضِع عليه الثِّدامُ، وحكى يعقوب أَن الثاء في كل ذلك بدل من الفاء. ورجل فَدْم ثدْم بمعنى واحد.

ثدن

ثَدِنَ اللحمُ، بالكسر: تغيَّرت رائحتُه. والثَّدِنُ: الرجلُ الكثير اللحم، وكذلك المُثَدَّن، بالتشديد؛ قال ابن الزبير يفضِّل محمد بن مَرْوان على عبد العزيز:

لا تَجْعَلَـنَّ مُـثَـدَّنـاً ذا سُـرَّةٍ،

 

ضَخْماً سُرادقُه، وطيءَ المَركب.

كأَغَرَّ يَتَّخِذ السُّـيوفَ سُـرادِقـاً،

 

يَمْشي برائشِه كمَشْيِ الأَنْـكَـبِ.

وثَدِنَ الرجلُ ثَدَناً: كثُر لحمُه وثقُل. ورجل مُثَدَّنٌ: كثير اللحم مُسترْخٍ؛ قال:

فازتْ حَليلةُ نَوْدلٍ بِهَـبَـنْـقَـعٍ

 

رِخْو العِظام، مُثَدَّنٍ عَبْلِ الشَّوَى.

وقد ثُدِّنَ تَثْديناً. وامرأَة مُثَدَّنة: لَحيمة في سماجةٍ، وقيل: مسمَّنة؛ وبه فسر ابن الأَعرابي قول الشاعر:

لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ الـلَّـواتـي،

 

في المَصانيعِ، لا يَنِينَ اطِّلاعا.

قال ابن سيده: وقال كراع إن الثاء في مُثَدَّنٍ بدل من الفاء من مُفَدَّن، مشتق من الفَدَن، وهو القَصْر، قال: وهذا ضعيف لأَنا لم نسمع مُفَدَّناً، وقال: قال ابن جني هو من الثُّنْدُوةِ، مقلوبٌ منه. قال: وهذا ليس بشيء. وامرأَةٌ ثَدِنة: ناقصةُ الخَلْق؛ عنه. وفي حديث علي، رضي الله عنه، أَنه ذكر الخوارج فقال: فيهم رجل مُثدَّن اليَدِ أَي تُشْبه يدُه ثَدْيَ المرأَة، كأَنه كان في الأَصل مُثَنَّد اليد فقُلب، وفي التهذيب والنهاية: مَثْدُونُ اليد أَي صغيرُ اليد مجتمعها، وقال أَبو عبيد: إن كان كما قيل إنه من الثُّنْدُوة تشبيهاً له به في القِصَر والاجتماع، فالقياس أَن يقال مُثَنَّد، إلا أَن يكون مقلوباً، وفي رواية: مُثْدَن اليد؛ قال ابن بري: مُثْدَن اسم المفعول من أَثدَنْتُ الشيء إذا قصَّرْته. والمُثْدَن والمَثْدُون: الناقصُ الخَلْق، وقيل: مُثْدَن اليد معناه مُخْدَج اليد، ويروى: مُوتَن اليد، بالتاء، من أَيْتَنَت المرأَة إذا وَلدَت يَتْناً، وهو أَن تخرُج رِجلا الولد في الأَول، وقيل: المُثْدَن مقلوب ثند، يريد أَنه يُشْبه ثُندوة الثَّدْي، وهي رأْسه، فقدم الدال على النون مثل جذب وجبذ، والله أَعلم.

ثدي

الثَّدْي: ثدْي المرأَة، وفي المحكم وغيره: الثَّدْي معروف، يذكر ويؤنث، وهو للمرأَة والرجل أَيضاً، وجمعه أَثْدٍ وثُدِيّ، على فُعول، وثِدِيّ أَيضاً، بكسر الثاء لما بعدها من الكسر؛ فأَما قوله:

وأَصْبَحَت النِّساءُ مُسَلِّباتٍ،

 

لهُنَّ الويلُ يَمْدُدْنَ الثُّدِينـا

فإِنه كالغلط، وقد يجوز أَن يريد الثُّدِيَّا فأَبدل النون من الياء للقافية.
وذو الثُّدَيَّة: رجل، أَدخلوا الهاء في الثُّدَيَّة ههنا، وهو تصغير ثَدْي. وأَما حديث عليّ، عليه السلام، في الخوارج: في ذي الثُّدَيَّة المقتول بالنهروان، فإِن أَبا عبيد حكى عن الفراء أَنه قال إِنما قيل ذو الثُّدَيَّة بالهاء هي تصغير ثَدْي؛ قال الجوهري: ذو الثُّدَيَّة لقب رجل اسمه ثُرْمُلة، فمن قال في الثَّدْي إِنه مذكر يقول إِنما أَدخلوا الهاء في التصغير لأَن معناه اليد، وذلك أَن يده كانت قصيرة مقدار الثَّدْي، يدل على ذلك أَنهم يقولون فيه ذو اليُدَيَّة وذو الثُّدَيَّة جميعاً، وإِنما أُدخل فيه الهاء، وقيل: ذو الثُّدَيَّة وإِن كان الثَّدْي مذكراً لأَنها كأَنها بقية ثَدْي قد ذهب أَكثره، فقللها كما يقال لُحَيْمة وشُحَيْمة، فأَنَّثها على هذا التأْويل، وقيل: كأَنه أَراد قطعة من ثَدْي، وقيل: هو تصغير الثَّنْدُوَة، بحذف النون، لأَنها من تركيب الثَّدْي وانقلاب الياء فيها واواً لضمة ما قبلها، ولم يضر ارتكاب الوزن الشاذ لظهور الاشتقاق.
وقال الفراء عن بعضهم: إِنما هو ذو اليُدَيَّة، قال: ولا أُرى الأَصل كان إِلاَّ هذا، ولكن الأَحاديث تتابعت بالثاء.وامرأَة ثَدْياء: عظيمة الثَّدْيين، وهي فعلاء لا أَفَعلَ لها لأَن هذا لا يكون في الرجال، ولا يقال رجل أَثْدَى.ويقال: ثَدِيَ يَثْدَى إذا ابتلَّ. وقد ثَداهُ يَثْدُوه ويَثْدِيه إذا بَلَّه. وثَدَّاه إذا غَذَّاه.والثُّدَّاء، مثل المُكَّاء: نبت، وقيل: نبت في البادية يقال له المُصاص والمُصَّاخ، وعلى أَصله قشور كثيرة تَتَّقِد بها النار، الواحدة ثُدَّاءة؛ قال أَبو منصور: ويقال له بالفارسية بهراه دايزاد وأَنشد ابن بري لراجز:

كأَنَّما ثُدّاؤه المَخْروفُ،

وقد رَمَى أَنصافَه الجُفُوفُ،

رَكْبٌ أَرادوا حِلَّةً وُقُوف

شبه أَعلاه وقد جف بالركب، وشبه أَسافله الخُضْر بالإِبل لخضرتها.
وثَدِيَت الأَرضُ: كسَدِيَت؛ حكاها يعقوب وزعم أَنها بدل من سين سَدِيَتْ، قال: وهذا ليس بمعروف، قال: ثم قلبوا فقالوا ثَدِئتْ، مهموز من الثَّأَد، وهو الثَّرَى؛ قال ابن سيده: وهذا منه سهو واختلاط وإِن كان إِنما حكاه عن الجرمي، وأَبو عمر يَجِلُّ عن هذا الذي حكاه يعقوب إِلا أَن يَعْنيَ بالجرمي غيره.
قال ثعلب: الثَّنْدُوَة، بفتح أَولها غير مهموز، مثال التَّرْقُوَة والعَرْقُوَة على فَعْلُوَة، وهي مَغْرِز الثَّدْي، فإِذا ضممت همزت وهي فُعْلُلَة، قال أَبو عبيدة: وكان رؤبة يهمز الثُّنْدُؤَة وسِئَة القوس، قال:والعرب لا تهمز واحداً منهما، وفي المعتل بالأَلف: الثَّدْواءُ معروف موضع.

ثرا

الثَّرْوَة: كثرة العَدَد من الناس والمال. يقال: ثَرْوة رجالٍ وثَرْوة مالٍ، والفَرْوة كالثَّرْوة فاؤه بدل من الثاء. وفي الحديث: ما بعث الله نبيّاً بعد لوط إِلا في ثَرْوَةٍ من قومه؛ الثروة: العدد الكثير:وإِنما خَصَّ لوطاً لقوله: لو أَن لي بكم قُوَّة أَو آوِي إِلى رُكْنٍ شديد.
وثَرْوةٌ من رجال وثَرْوَة من مال أَي كثير؛ قال ابن مقبل:

وثَرْوَةٌ من رجال لـو رأَيْتَـهـمُ،

 

لَقُلْتَ: إِحْدَى حِراجِ الجَرّ من أُقُر

مِنَّا بِبادِيةِ الأَعْـرابِ كِـرْكِـرةٌ،

 

إِلى كَراكِرَ بالأَمصارِ والحَضَـر

ويروى: وثَوْرةٌ من رجال. وقال ابن الأَعرابي: يقال ثَوْرَة من رجال وثَرْوةٌ بمعنى عدد كثير، وثَرْوَة من مال لا غير. ويقال: هذا مَثْراةٌ للمال أَي مَكْثَرة. وفي حديث صلة الرحم: هي مَثْراةٌ في المال مَنْسَأَةٌ في الأَثَر؛ مَثْراة: مَفْعَلة من الثَّراء الكثرة.
والثَّراءُ: المال الكثير؛ قال حاتم:

وقد عَلِمَ الأَقْوامُ لو أَنَّ حاتِمـاً

 

أَراد ثَراءَ المالِ، كان له وَفْرُ

والثَّرَاء: كثرة المال؛ قال علقمة:  

يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَه،

 

وشرْخُ الشَّبابِ عندَهُنَّ عجيبُ

أَبو عمرو: ثَرَا اللهُ القومَ أَي كَثَّرَهم. وثَرَا القومُ ثَراءً:كَثُروا ونَمَوْا. وثَرا وأَثْرَى وأَفْرى: كثُرَ مالُه. وفي حديث إِسمعيل، عليه السلام: قال لأَخيه إِسحق إِنك أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ أَي كثُر ثَراؤُك، وهو المال، وكثُرت ماشيتُك.
الأَصمعي: ثَرا القومُ يَثْرُون إذا كَثُرُوا ونَمَوْا، وأَثْرَوْا يُثْرُون إذا كثُرت أَموالهم. وقالوا: لا يُثْرِينا العَدُوُّ أَي لا يكثر قوله فينا. وثَرا المالُ نفسُه يَثْرُوا إذا كثُر. وثَرَوْنا القومَ أَي كنا أَكثر منهم. والمال الثَّرِي، مثل عَمٍ خفيف: الكثير. والمال الثَّرِيُّ، على فعيل: وهو الكثير. وفي حديث أُم زرع: وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي كثيراً؛ ومنه سمي الرجل ثَرْوانَ، والمرأَة ثُرَيَّا، وهو تصغير ثَرْوى. ابن سيده: مال ثَرِيّ كثير. ورجل ثَرِيّ وأَثْرَى: كثير المال. والثَّرِيّ: الكثير العدد؛ قال المَأْثُور المُحاربي جاهلي:

فقد كُنْتَ يَغْشاكَ الثَّرِيُّ، ويَتَّقِـي

 

أَذاك، ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِع

وأَنشد ابن بري لآخر:

سَتَمْنَعُني منهم رِمـاحٌ ثَـرِيَّةٌ،

 

وغَلْصَمةٌ تَزْوَرُّ منها الغَلاصِمُ

وأَثْرَى الرجلُ: كَثُرت أَمواله؛ قال الكميت يمدح بني أُمية:

لَكُمْ مَسْجِدا الله المَزُورانِ، والحَصَى

 

لَكُمْ قِبْصُه من بين أَثْرَى وأَقْـتَـرا

أَراد: من بين من أَثْرَى ومن أَقتر أَي من بين مُثْرٍ ومُقْترٍ، ويقال:ثَرِي الرجلُ يَثْرَى ثَراً وثَراء، ممدود، وهو ثَرِيٌّ إذا كَثُر ماله، وكذلك أَثْرى فهو مُثْرٍ. ابن السكيت: يقال إِنه لَذو ثَراء وثَرْوة، يراد إِنه لذو عَدد وكثرة مال. وأَثْرَى الرجلُ وهو فوق الاستغناء. ابن الأَعرابي:إِن فلاناً لَقَرِيب الثَّرَى بَعِيد النَّبَط للذي يَعِدُ ولا وفاء له. وثَريتُ بفلان فأَنا به ثَرٍ وثَريءٌ وثَرِيٌّ أَي غَنِيٌّ عن الناس به.والثَّرى: التراب النَّدِيٌّ، وقيل: هو التراب الذي إذا بُلَّ يَصِرْ طيناً لازباً. وقوله عز وجل: وما تحت الثَّرَى؛ جاء في التفسير: أَنه ما تحت الأَرض، وتثنيته ثَرَيانِ وثَرَوانِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، والجمع أَثْراء. وثَرىً مَثْرِيٌّ: بالغوا بلفظ المفعول كما بالغوا بلفظ الفاعل؛ قال ابن سيده: وإِنما قلنا هذا لأَنه لا فعل له فنحمل مَثْرِيَّه عليه.
وثَرِيَتِ الأَرضُ ثَرىً، فهي ثَرِيَّةٌ: نَدِيَتْ ولانَتْ بعد الجُدُوبة واليُبْس، وأَثْرَتْ: كثُرَ ثَراها. وأَثْرَى المطر: بلَّ الثَّرَى. وفي الحديث: فإِذا كلب يأْكل الثَّرَى من العطش أَي التراب النديّ. وقال أَبو حنيفة: أَرض ثَرِيَّةٌ إذا اعتدل ثَراها، فإِذا أَردت أَنها اعْتَقَدَت ثَرىً قلت أَثْرَتْ. وأَرض ثَرِيَّة وثَرْياء أَي ذات ثَرَىً ونَدىً.
وثَرَّى فلان الترابَ والسَّويقَ إذا بَلَّه. ويقال: ثَرِّ هذا المكانَ ثم قِفْ عليه أَي بُلَّهُ. وأَرض مُثْرِيَةٌ إذا لم يجِفَّ ترابُها. وفي الحديث: فأُتِي بالسويق فأَمر به فَثُرِّيَ أَي بُلَّ بالماء. وفي حديث علي، عليه السلام: أَنا أَعلم بجعفر أَنه إِن عَلِمَ ثرَّاه مرة واحدة ثم أَطْعَمه أَي بَلَّه وأَطعمه الناسَ. وفي حديث خبز الشعير: فيطير منه ما طار وما بقي ثَرَّيْناه. وثَرِيتُ بفلان فأَنا ثَرِيّ به أَي غنيّ عن الناس به، وروي عن جرير أَنه قال: إِني لأَكره الرحى مخافة أَن تستفرعني وإني لأَراه كآثار الخيل في اليوم الثَّرِيّ. أَبو عبيد: الثَّرْياء على فَعْلاء الثَّرَى؛ وأَنشد:

لم يُبْقِ هذا الدهر مِنْ ثَرْيائِه

 

غيرَ أَثـافِـيهِ وأَرْمِـدائه

وأَما حديث ابن عمر: أَنه كان يُقْعِي ويُثَرِّي في الصلاة، فمعناه أَنه كان يضع يديه بالأَرض بين السجدتين فلا تفارقان الأَرض حتى يعيد السجود الثاني، وهو من الثَّرَى التراب لأَنهم أَكثر ما كانوا يصلون على وجه الأَرض بغير حاجز، وهكذا يفعل من أَقْعَى؛ قال أَبو منصور: وكان ابن عمر يفعل هذا حين كَبِرت سنُّه في تطوّعه، والسُّنَّة رفع اليدين عن الأَرض بين السجدتين. وثَرَّى التُّرْبة: بَلَّها. وثَرَّيْتُ الموضع تَثْرِيةً إذا رَشَشته بالماء. وثَرَّى الأَقِط والسَّوِيق: صب عليه ماء ثم لَتَّه به. وكل ما نَدَّيته فقد ثَرَّيته. والثَّرَى:النَّدَى. وفي حديث موسى والخضر، عليهما السلام: فبينا هو في مكان ثَرْيانَ؛ يقال: مكان ثَرْيانُ وأَرض ثَرْيا إذا كان في ترابها بلل ونَدىً. والْتَقَى الثَّرَيانِ: وذلك أَن يجيء المطر فيرسَخَ في الأَرض حتى يلتقي هو وندى الأَرض. وقال ابن الأَعرابي: لَبِس رجل فرواً دون قميص فقيل التَقَى الثَّرَيانِ، يعني شعر العانة ووَبَرَ الفَرْوِ. وبدا ثَرَى الماء من الفرس: وذلك حين يَنْدَى بالعَرَق؛ قال طُفَيل الغَنَويّ:

يُذَدْنَ ذِيادَ الحامِساتِ، وقـد بَـدَا

 

ثَرَى الماءِ من أَعطافِها المُتَحلِّب

يريد العَرَق. ويقال: إِني لأَرَى ثَرى الغضب في وجه فلان أَي أَثَرَه؛ قال الشاعر:

وإِني لَتَرَّاكُ الضَّّغينةِ قـد أَرى

 

ثَرَاها من المَوْلى، ولا أَسْتَثيرُها

ويقال: ثَرِيتُ بك أَي فَرِحت بك وسُرِرت. ويقال ثِرِيتُ بك، بكسر الثاء، أَي كَثُرْتُ بك، قال كثيِّر:

وإِني لأَكْمِي الناسَ ما تَعِدِينَنـي

 

من البُخْلِ أَن يَثْرَى بذلِك كاشِحُ

أَي يَفْرَح بذلِك ويشمت؛ وهذا البيت أَورده ابن بري:

وإِني لأَكمي الناس ما أَنا مضمر،

 

مخافة أَن يثرَى بذلك كـاشـح

ابن السكيت: ثَرِيَ بذلك يَثْرَى به إذا فرح وسُرَّ. وقولهم: ما بيني وبين فلان مُثْرٍ أَي أَنه لم ينقطع، وهو مَثَل، وأَصل ذلك أَن يقول لم يَيْبَس الثَّرَى بيني وبينه، كما قال، عليه السلام: بُلُّوا أَرحامكم ولو بالسلام؛ قال جرير:

فلا تُوبِسُوا بَيْني وبينكم الثَّرَى،

 

فإِنَّ الذي بيني وبينكُم مُثْرِي

والعرب تقول: شَهْرٌ ثرَى وشهرٌ ترَى وشهرٌ مَرْعى وشهرٌ اسْتَوى أَي تمطر أَوّلاً ثم يَطْلُعُ النبات فتراه ثم يَطول فترعاه النَّعَم، وهو في المحكم، فأَمّا قولهم ثَرَى فهو أَوّل ما يكون المطر فيرسخ في الأَرض.
وتبتلُّ التُّربة وتَلين فهذا معنى قولهم ثرى، والمعنى شَهْرٌ ذو ثَرىً، فحذفوا المضاف، وقولهم وشهر ترى أَي أَن النبت يُنْقَف فيه حتى ترى رؤوسه، فأَرادوا شهراً ترى فيه رؤوس النبات فحذفوا، وهو من باب كُلَّه لم أَصنع، وأَما قولهم مرعى فهو إذا طال بقدر ما يمكن النَّعَم أَن ترعاه ثم يستوي النبات ويَكْتَهِل في الرابع فذلك وجه قولهم استوى. وفلان قريب الثَّرَى أَي الخير. والثَّرْوانُ: الغَزِير، وبه سمي الرجل ثَرْوان والمرأَة ثُرَيَّا، وهي تصغير ثَرْوَى.
والثُّرَيَّا: من الكواكب، سميت لغزارة نَوْئها، وقيل: سميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مَرْآتها، فكأَنها كثيرة العدد بالإِضافة إِلى ضيق المحل، لا يتكلم به إِلا مصغراً، وهو تصغير على جهة التكبير. وفي الحديث: أَنه قال للعباس يَمْلِك من ولدك بعدد الثُّرَيَّا؛ الثُّريا: النجم المعروف.
ويقال: إِن خلال أَنجم الثُّريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد والثَّرْوةُ: ليلة يلتقي القمر والثُّرَيَّا. والثُّرَيَّا من السُّرُج: على التشبيه بالثُّريا من النجوم. والثُّريَّا: اسم امرأَة من أُميّة الصغرى شَبَّب بها عمر بن أَبي ربيعة. والثُّرَيّا: ماء معروف.
وأَبو ثَرْوان: رجل من رواة الشعر. وأَثْرَى: اسم موضع؛ قال الأَغلب العِجْلي:

فما تُرْبُ أَثْرَى، لو جَمَعْت ترابَها،

 

بأَكثرَ مِنْ حَيَّيْ نِزارٍ على العَـدِّ

ثرب

الثَّرْبُ: شَحْم رَقِيقٌ يَغْشَى الكَرِشَ والأمْعاءَ، وجمعُه ثُرُوبٌ. والثَّرْبُ: الشَّحْمُ المَبسُوط على الأمْعاءِ والمَصارِينِ.
وشاة ثَرْباءُ: عَظيمة الثَّرْبِ؛ وأَنشد شمر:

وأَنْتُم بِشَحْمِ الكُلْيَتَيْن معَ الثَّرْبِ

وفي الحديث: نَهى عن الصَّلاةِ إذا صارَتِ الشمسُ كالأَثارِبِ أَي إذا تَفَرَّقَت وخَصَّت مَوْضِعاً دون موضع عند المَغِيب. شَبَّهها بالثُّرُوبِ، وهي الشحْمُ الرَّقيق الذي يُغَشّي الكَرِشَ والأَمْعاءَ الواحد ثَرْبٌ وجمعها في القلة: أَثْرُبٌ؛ والأَثارِبُ: جمع الجمع. وفي الحديث: انَّ المُنافِقَ يؤَخِّر العَصْرَ حتى إذا صارَتِ الشمسُ كَثَرْبِ البَقَرة صلاَّها.
والثَرَباتُ: الأَصابعُ.
والتَّثْريبُ كالتَّأْنيب والتَّعْيِيرِ والاسْتِقْصاءِ في اللَّوْمِ.
والثَّارِبُ: المُوَبِّخُ. يقال ثَرَبَ وثَرَّب وأَثْرَبَ إذا وَبَّخَ. قال نُصَيْبٌ:

إني لأَكْرَهُ ما كَرِهْتَ مِنَ الَّذي

 

يُؤْذِيكَ سُوء ثَنائِه لـم يَثْـرِبِ

وقال في أَثْرَبَ:

أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً، مِـنْ تِـلادِه،

 

سَوامُ أَخٍ، داني الوسِيطةِ، مُثْرِبِ

قال: مُثْرِبٌ قَلِيلُ العَطاءِ، وهو الذي يَمُنُّ بما أَعْطَى.
وثَرَّبَ عليه: لامَه وعَيَّره بذَنْبه، وذكَّرَه به. وفي التنزيل العزيز قال: لا تَثْرِيبَ عليكم اليَوْمَ. قال الزجاج: معناه لا إفسادَ عليكم.
وقال ثعلب: معناه لا تُذْكَرُ ذنُوبُكم. قال الجوهريّ: وهو من الثَّرْبِ كالشَّغْفِ من الشِّغاف. قال بِشْر، وقيل هو لتُبَّعٍ:

فَعَفَوْتُ عَنْهُم عَفْوَ غَيْرِ مُثَرِّبٍ،

 

وتَرَكْتُهُم لعِقابِ يَوْمٍ سَـرْمَـدِ

وثَرَّبْتُ عليهم وعَرَّبْتُ عليهم، بمعنى، إذا قَبَّحْتَ عليهم فعْلَهم. والمُثَرِّبُ: المُعَيِّرُ، وقيل: المُخَلِّطُ المُفْسِدُ.
والتَّثْرِيبُ: الإفْسادُ والتَخْلِيطُ. وفي الحديث: إذا زَنَتْ أَمةُ أَحدِكم فَلْيَضْرِبْها الحَدَّ ولا يُثَرِّبْ؛ قال الأَزهري: معناه ولا يُبَكِّتْها ولا يُقَرِّعْها بعد الضَّرْبِ. والتقْريعُ: أَن يقول الرجل في وَجه الرجْل عَيْبَه، فيقول: فَعَلْتَ كذا وكذا. والتَّبْكِيتُ قَرِيبٌ منه.
وقال ابن الأَثير: أَي لا يُوَبِّخْها ولا يُقَرِّعْها بالزّنا بعد الضرب. وقيل: أَراد لا يَقْنَعْ في عُقُوبتها بالتثرِيبِ بل يضرِبُها الحدّ، فإنّ زنا الإماء لم يكن عند العرب مَكْروهاً ولا مُنْكَراً، فأَمَرَهم بحَدّ الاماء كما أَمَرَهم بجدّ الحَرائر. ويَثْرِبُ: مدينة سيدنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، والنَّسَبُ إليها يَثْرَبِيٌّ ويَثْرِبِيٌّ وأَثْرَبِيٌّ وأَثرِبِيٌّ، فتحوا الراء استثقالاً لتوالي الكسرات.
وروى عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه نَهى أَن يقالَ للمدينة يَثْرِبُ، وسماها طَيْبةَ، كَأنه كَرِه الثَرْبَ، لأَنه فَسادٌ في كلام العرب.
قال ابن الأَثير: يَثْرِبُ اسم مدينة النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قديمة، فغَيَّرها وسماها طَيْبةَ وطابةَ كَراهِيةَ التَّثْرِيبِ، وهو اللَّوْمُ والتَعْيير. وقيل: هو اسم أَرضِها؛ وقيل: سميت باسم رجل من العَمالِقة.
ونَصْلٌ يَثْرِبِيٌّ وأَثْرِبِيٌّ، مَنْسوب إلى يَثْربَ. وقوله:

وما هو إلاَّ اليَثْرِبِيُّ المُقَطَّعُ

زعَم بعضُ الرُّواة أَن المراد باليثربي السَّهْمُ لا النَّصْلُ، وأَن يَثْرِبَ لا يُعْمَلُ فيها النِّصالُ. قال أَبو حنيفة: وليس كذلك لأَنّ النِّصالَ تُعملُ بِيَثْرِبَ وبوادي القُرى وبالرَّقَمِ وبغَيْرِهِنَّ من أَرض الحجاز، وقد ذكر الشعراء ذلك كثيراً. قال الشاعر:

وأَثْرَبِيٌّ سِنْخُه مَرْصُوفُ

أَي مشدودٌ بالرِّصافِ.
والثَّرْبُ: أَرض حِجارتُها كحجارة الحَرّة إلا أَنها بِيضٌ.
وأَثارِبُ: موضع.

ثرتم

الثُّرْتُم، بالضم: ما فَضَل من الطعام والإِدام في الإِناء، وخصَّ اللحياني به ما فضَل في القَصْعة؛ أَنشد أَبو عبيد:

لا تَحْسَبَنَّ طِعانَ قَيْس بالقَـنـا

 

وضِرابَهْم بالبيضِ حَسْوَ الثُّرْتُم

ثرد

الثَّرِيدُ معروف. والثَّرْدُ: الهَشْمُ؛ ومنه قيل لما يُهشم من الخبز ويُبَلُّ بماء القِدْرِ وغيره: ثَريدة.
والثَّرْدُ: الفَتُّ، ثَرَدَهُ يَثْرُدُهُ ثَرْداً، فهو ثريد. وثَرَدْتُ الخبز ثَرْداً: كسرته، فهو ثَريدٌ ومَثْرُود، والاسم الثُّردة، بالضم.
والثَّريدُ والثَّرودَةُ: ما ثُرِدَ من الخبز. واثَّرَدَ ثريداً واتَّرَدَه: اتخذه. وهو مُتَّرِد، قلبت الثاء تاء لأَن الثاء أُخت التاء في الهمس، فلما تجاورتا في المخرج أَرادوا أَن يكون العمل من وجه فقلبوها تاء وأَدغموها في التاء بعدها، ليكون الصوت نوعاً واحداً، كأَنهم لما أَسكنوا تاء وَتِدٍ تخفيفاً أَبدلوها إِلى لفظ الدال بعدها فقالوا وَدٌّ. غيره: اثَّرَدْتُ الخبز أَصله اثْتَرَدْتُ على افتعلت، فلما اجتمع حرفان مخرجاهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الإِدغام، إِلاَّ أَن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة لم يصح ذلك، فأَبدلوا من الأَول تاء فأَدغموه في مثله، وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء فيقولون: اثَّرَدْتُ، فيكون الحرف الأَصلي هو الظاهر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

أَلا يا خُبْزَ يا ابْـنَةَ يَثْـرُدانٍ،

 

أَبَى الحُلْقُومُ بَعْدَكِ لا يَنـامُ

وبَرْقٍ لِلعَصيدَةِ لاحَ وَهْنـاً،

 

كما شَقَّقْت في القِدْرِ السَّناما

قال: يَثْرُدانٍ غلامان كانا يثردان فَنَسَب الخُبزة إِليهما ولكنه نوّن وصرف للضرورة، والوجه في مثل هذا أَن يحكى، ورواه الفراء أُثْرُدانٍ فعلى هذا ليس بفع ل سمي به إِنما هو اسم كأُسْحُلان وأُلْعُبانٍ؛ فحكمه أَن ينصرف في النكرة ولا ينصرف في المعرفة؛ قال ابن سيده: وأَظن أُثْرُدانَ اسماً للثريد أَو المثرود معرفةً، فإِذا كان كذلك فحكمه أَن لا ينصرف لكن صرفه للضرورة، وأَراد أَبى صاحب الحلقوم بعدك لا ينام لأَن الحلقوم ليس هو وحده النائم، وقد يجوز أَن يكون خص الحلقوم ههنا لأَن ممرّ الطعام إِنما هو عليه، فكأَنه لما فقده حنَّ إِليه فلا يكون فيه على هذا القول حذف.
وقوله: وبرقٍ للعصيدة لاح وهناً، إِنما عنى بذلك شدّة ابيضاض العصيدة فكأَنما هي برق، وإِن شئت قلت إِنه كان جَوْعانَ متطلعاً إِلى العصيدة كتطلع المجدب إِلى البرق أَو كتطلع العاشق إِليه إذا أَتاه من ناحية محبوبه.
وقوله: كما شققت في القِدر السناما، يريد أَن تلك العصيدة بيضاء تلوح كما يلوح السنام إذا شقق، يعني بالسنام الشحم إِذ هو كله شحم. ويقال: أَكلنا ثَريدة دَسِمَةً، بالهاء، على معنى الاسم أَو القطعة من الثريد. وفي الحديث: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام؛ قيل: لم يرد عين الثريد وإِنما أَراد الطعام المتخذ من اللحم والثَّريِد معاً لأَن الثريد غالباً لا يكون إِلاَّ من لحم، والعرب قلما تتخذ طبيخاً ولا سيما بلحم.
ويقال: الثريد أَحد اللحمين بل اللذة والقوَّة إذا كان اللحم نضيجاً في المرق أَكثر ما يكون في نفس اللحم.
والتَّثْريدُ في الذبح: هو الكسر قبل أَن يَبْرُدَ، وهو منهيٌّ عنه.
وثَرَدَ الذَّبِيحَة: قَتَلها من غير أَن يَفْرِيَ أَوْداجَها؛ قال ابن سيده: وأُرى ثَرَّدَه لغة. وقال ابن الأَعرابي: المُثَرِّدُ الذي لا تكون حديدته حادَّة فهو يفسخ اللحم؛ وفي الحديث؛ سئل ابن عباس عن الذبيحة بالعُودِ فقال: ما أَفْرَى الأَوْداجَ غيرُ المُثَرِّدِ، فكُلْ. المُثَرِّدُ: الذي يقتُلُ بغير ذكاة. يقال: ثَرَّدْتَ ذَبيحَتَك. وقيل: التَّثْريدُ أَن يَذْبَحَ الذبيحةَ بشيء لا يُنْهِرُ الدَّمَ ولا يُسيلُهُ فهذا المُثَرِّدُ. وما أَفْرَى الأَوداجَ من حديد أَو لِيطَةٍ أَو طَرِيرٍ أَو عود له حد، فهو ذكيٌّ غيرُ مُثَرِّدٍ، ويروى غيرُ مُثَرَّدٍ، بفتح الراء، على المفعول، والرواية كُلْ: أَمْرٌ بالأَكلِ، وقد ردَّها أَبو عبيد وغيره.
وقالوا: إِنما هي كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ أَي كلُّ شيءٍ أَفْرَى، والفَرْيُ القطع. وفي حديث سعيد وسئل عن بعير نحروه بعود فقال: إِن كانَ مارَ مَوْراً فكلوه، وإِن ثَرَدَ فلا. وقيل: المُثَرِّدُ الذي يذبح ذبيحته بحجر أَو عظم أَو ما أَشبه ذلك، وقد نُهِيَ عنه، والمِثْرادُ: اسم ذلك الحجر؛ قال:

فلا تَدُمُّوا الكَلْبَ بالمِثْرادِ

ابن الأَعرابي: ثَرِدَ الرجلُ إذا حُمِلَ من المعركة مُرْتَثّاً.
وثوبٌ مَثْرُودٌ أَي مغموس في الصِّبْغ؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فأَخذتْ خِماراً لها قد ثرَدَتْه بزعفران أَي صبغته؛ وثوب مَثْرُود.
والثَّرَدُ، بالتحريك: تشقق في الشفتين. والثَّرْدُ: المطر الضعيف؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال: وقيل لأَعرابي ما مَطَرُ أَرضك؟ قال: مُرَكَّكَةٌ فيها ضُروس، وثَرْدٌ يَذُرُّ بقلُه ولا يُقَرِّحُ أَصْلُه؛ الضروس: سحائب متفرقة وغيوث يفرق بينها رَكاكٌ، وقال مرة: هي الجَوْدُ. ويَذُرُّ: يطلعُ ويظهر، وذلك أَنه يَذُرُّ من أَدنى مطر، وإِنما يَذُرُّ من مطر قدر وضَحِ الكف. ولا يُقَرِّحُ البَقْلُ إِلاَّ مِنْ قَدْرِ الذراع من المطر فما زاد، وتقريحه نبات أَصله، وهو ظهور عوده. والثَّرِيدُ القُمُّحانُ؛ عن أَبي حنيفة، يعني الذي يعلو الخمر كأَنه ذريرة.
واثْرَنْدَى الرجل: كثر لحم صدره.

ثرر

عَيْنٌ ثَرَّةٌ وثَرَّارَةٌ وثَرْثارَةٌ: غَزيرَة الماء، وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرارَةً، وكذلك السحابة. وسحابٌ ثَرٌّ أَي كثير الماء. وعين ثَرَّةٌ: كثيرة الدموع؛ قال ابن سيده: ولم يسمع فيها ثَرْثارةٌ؛ أَنشد ابن دريد:

يا مَنْ لِعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِـعِ

 

يَحْفِشُها الوَجْدُ بِدَمْعٍ هامِعِ

يحفشها: يستخرج كل ما فيها. الجوهري: وعين ثَرَّةٌ، قال: وهي سحابة تأْتي من قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل العراق؛ قال عنترة:

جادتْ عليها كُلُّ عَيْنٍ ثَرَّةٍ،

 

فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ

وطعنة ثَرَّةٌ أَي واسعة، وقيل: ثَرَّةٌ كثيرة الدم، على التشبيه بالعين، وكذلك عين السحاب. قال: وكل نعت في حدّ المدغم إذا كان على تقدير فَعَلَ فأَكثره على تقدير يَفْعِل، نحو طَبَّ يَطِبُّ وثَرَّ يَثِرُّ، وقد يختلف في نحو خَبَّ يَخُبُّ فهو خِبُّ، قال: وكل شيء في باب التضعيف فعله من يفَعل مفتوح فهو، في فعيل، مكسور في كل شيء، نحو شَحَّ يَشِحُّ وضَنَّ يَضِنُّ، فهو شحيح وضنين، ومن العرب من يقول: شحَّ يَشُحُّ وضَنَّ يَضُنُّ؛ وما كان من أَفعل وفعلاء من ذوات التضعيف، فإِنَّ فَعِلْتُ منه مكسور العين ويفعل مفتوح، نحو أَصم وصماء وأَشم وشماء؛ تقول: صَمِمْتَ يا رجل تَصَمُّ، وجَمِمتَ يا كَبْشُ تَجَمُّ، وما كان على فَعلْت من ذوات التضعيف غير واقع، فإِن يفعل منه مكسور العين، نحو عَفَّ يَعِفُّ وخَفَّ يَخِفُّ، وما كان منه واقعاً نحو رَدَّ يَرُدُّ ومَدَّ يَمُدُّ، فإِن يفعل منه مضموم إِلاَّ أَحرفاً جاءت نادرة وهي: شَدَّة يَشُدُه ويَشِدُّه وعَلَّه يَعُلُّه ويَعلُّه ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمهُّ وهَرَّ الشيءَ إذا كرهه يَهُرُّه ويَهِرُّه؛ قال: هذا كله قول الفرّاء وغيره من النحويين؛ ابن سيده: والمصدر الثَّرارَةُ والثُّرُورَةُ. وسحابة ثَرَّةٌ: كثيرة الماء. ومطر ثَرُّ: واسعُ القَطْر مُتَدارَكُه. ومطر ثَرُّ: بَيِّنُ الثَّرارَةِ. وشاة ثَرَّةٌ وثَرُورٌ: واسعة الإِحليل غزيرة اللبن إذا حلبت، وكذلك الناقة، والجمع ثُرُرٌ وثِرارٌ، وقد ثَرَّتْ تثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً وثُروراً وثُرورَةً وثَرارَةً. وإِحْليل ثَرُّ: واسع. وفي حديث خزيمة وذكر السنة: غاضتْ لها الدَّرَّةُ ونقصت لها الثَّرَّةُ؛ الثرة، بالفتح: كثرة اللبن. يقال: ناقة ثَرَّة واسعة الإِحليل، وهو مخرج اللبن من الضرع، قال: وقد تكسر الثاء. وبول ثَرُّ: غَزِيرٌ. وثَرَّ يَثِرُّ ويَثُرُّ إذا اتسع، وثَرَّ يَثُرُّ إذا بَلَّ سَويقاً أَو غيره.
ورجل ثَرُّ وثَرثارٌ: مُتَشَدِّق كثير الكلام، والأُنثى ثَرَّةٌ وثَرْثارَةٌ. والثَّرْثارُ أَيضاً: الصَّيَّاحُ؛ عن اللحياني. والثَّرْثَرَةُ في الكلام: الكَثْرةُ والترديد، وفي الأَكل: الإِكثار في تخليط. تقول: رجل ثَرْثارٌ وامرأَة ثَرثارَةٌ وقوم ثَرْثارُونَ؛ وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَبْغَضُكُمْ إِليَّ الثَّرْثارُون المُتَفَيْهِقُونَ؛ هم الذين يكثرون الكلام تَكَلُّفاً وخروجاً عن الحق. وبناحية الجزيرة عَيْنٌ غزيرة الماء يقال لها: الثَّرْثارُ. والثَّرْثارُ: نهر بعينه؛ قال الأَخطل:

لَعَمْري، لقد لاقتْ سُلَيْمٌ وعامِـرٌ،

 

على جانب الثَّرْثارِ، رَاغِيَةَ البَكْرِ

وثَرْثارٌ: واد معروف. وثَراثِرُ: موضع: قال الشماخ:

وأَحْمَى عليها ابنا زُمَـيْعٍ وهَـيْثَـمٍ

 

مُشَاشَ المَراضِ، اعْتادها من ثَراثِر

والثَّرّثَرةْ: كثرة الأَكل والكلام في تخليط وترديد، وقد ثَرْثَر الرجُل، فهو ثَرْثارٌ مهْذارٌ. وثَرَّ الشيءَ من يده يَثُرُّه ثَرّاً وثَرْثَرَةً: بَدَّدَهُ. وحكى ابنُ دريد: ثَرْثَرَهُ بَدَّدَه، ولم يَخُصَّ اليدَ.
والإِثْرارَةُ: نبت يسمى الفارسية الزريك؛ عن أَبي حنيفة، وجمعها إِثْرارٌ. وثَرَّرْت المكانَ مثل ثَرَّيْتُه أَي نَدَّيْتُه.
وثُرَيْرٌ، بضم الثاء وفتح الراء وسكون الياء: موضع من الحجاز كان به مال لابن الزبير له ذكر في حديثه.

ثرط

الثَّرْطُ مثل الثَّلْطِ: لغة أَو لُثْغةٌ. الجوهري: والثَّرْطُ أَيضاً شيء تستعمله الأَساكِفةُ وهو بالفارسية شَرِيسْ؛ ذكره النضر بن شميل ولم يعرفه أَبو الغوث.
والثَّرْطِئةُ، بالكسر: الرجل الأَحْمَقُ الضعيفُ. قال: والهمزة زائدة.
وثَرَطَه يَثْرُطُه ثَرْطاً: زرَى عليه وعابَه، قال: وليس بثبَت. قال الأَزهري: الثَّرْطِئةُ، بالهمز بعد الطاء، الرجل الثقيل، قال: وإِن كانت الهمزة أَصلية فالكلمة رباعية، وإِن لم تكن أَصلية فهي ثلاثية، قال: والغِرْقِئ مثله.

ثرطأ

الثِّرْطِئةُ، بالهمز بعد الطاء: الرَّجل الثَّقيل، وقد حكيت بغير همز وضعاً. قال الأَزهري: ان كانت الهمزة أَصلية، فالكلمة رباعية، وإِن لم تكن أَصلية، فهي ثلاثية، والغِرْقِئ مثله. وقيل: الثِّرْطِئةُ من النساء والرجال: القصير.

ثرطل

الثَّرْطَلة: الاسترخاء. ومَرَّ مُثَرْطِلاً إذا مَرَّ يسْحب ثيابه.

ثرطم

الطَّرْثَمة والثَّرْطَمة: الإِطْراق من غضب أَو تكبُّر، وقد ثَرْطَم. والمُثَرْطِمُ: المُتناهي السِّمَن من الدوابِّ، وقيل: هو المُنْتَهي سِمناً من كل شيء، وقد ثَرْطَم.

ثرع

ابن الأَعرابي: ثَرِعَ الرجلُ إذا طَفَّلَ على قَوْم.

ثرعط

الثُّرْعُطةُ: الحَسا الرَّقِيقُ. الأَزهري: الثُّرُعْطُطُ حَساً رقيق طبخ باللبن.

ثرعل

الثُّرْعُلة: الريش المجتمع على عنق الديك.

ثرعم

ابن الأَعرابي: الثِّرْعامة المرأَة؛ وأَنشد:

أَفْلَحَ مَن كانت له ثِرْعامَهْ

أَي امرأَة، وقال ابن بري: الثِّرْعامة مِظلَّة الناطور؛ وأَنشد:

أفْلَح مَن كانت له ثِرْعامَهْ،

 

يُدخلُ فيها كلَّ يوم هامَهْ

ثرغ

الثَّرْغُ مَصَبُّ الماء في الدَّلْو كالفّرْغِ، وجمعه ثُرُوغٌ، وحكى يعقوب أَن الثاء بدل من الفاء؛ قال ابن سيده: ولا يعجبني لأَنهم لا يكادون يتسعون في المبدل بجمع ولا غيره. وثُرُوغُ الدلو وفُروغُها: ما بين العَراقي، واحدُها فَرْغٌ وثَرْغ.

ثرغل

الثُّرْغُول: نَبْت.

ثرقب

الثُّرْقُبِيَّةُ والفُرْقُبِيَّةُ: ثِيابُ كَتَّانٍ بيضٌ، حكاها يعقوب في البدل، وقيل: من ثياب مصر. يقال: ثوب ثُرْقُبيٌّ وفُرْقُبِيٌّ.

ثرم

الثَّرَمُ، بالتحريك: انكِسارُ السِّنِّ من أَصلها، وقيل: هو انكِسار سِنٍّ من الأَسْنان المقدَّمة مثل الثَّنايا والرَّباعِيات، وقيل: انكِسار الثَّنِيَّة خاصَّة، ثَرِمَ، بالكسر، ثَرَماً وهو أَثْرَمُ والأُنْثَى ثَرْماء. وثَرَمه، بالفتح، يَثْرِمه ثرْماً إذا ضربه على فِيه فَثَرِمَ، وأَثْرَمَه فانْثَرَمَ. وثَرَمْتُ ثَنِيَّته فانْثَرَمَتْ، وأَثْرَمَه الله أَي جعله أَثْرَم. أَبو زيد: أَثْرَمت الرجل إِثْراماً حتى ثَرِمَ إذا كَسرت بعض ثَنيَّته. قال: ومثله أَنْثَرْت الكَبْش حتى نَتِر وأَعْوَرْت عينَه، وأَعْضَبْت الكَبْشَ حتى عَضِب إذا كسرْت قَرْنه. والثَّرْم: مصدر الأثْرَم، وقد ثرَمْت الرجل فثَرِم، وثَرمْت ثَنِيَّته فانْثَرَمَتْ. قال أَبو منصور: وكلُّ كسر ثَرْمٌ ورَثْم ورَتْم. وفي الحديث: أَنه نهى أَن يُضَحَّى بالثَّرْماء؛ الثَّرَمُ: سقوط الثَّنِيَّة من الأَسْنان، وقيل: الثنيَّة والرَّباعيَة، وقيل: هو أَن تُقْلَع السنُّ من أَصلها مطلقاً، وإِنما نَهى عنها لنُقْصان أَكلها. ومنه الحديث في صفة فِرْعَون: أَنه كان أَثْرَم.
والأَثْرَمُ من أَجزاء العَروض: ما اجتمع فيه القَبْض والخَرْمُ، يكون ذلك في الطَّويل والمتَقارَب، شبِّه بالأَثْرَم من الناس. والأَثْرَمان: الليلُ والنهارُ. والأَثْرَمان: الدَّهْر والموْت؛ وأَنشد ثعلب:

ولمَّارأَيتُك تَنْسى الذِّمام،

 

ولا قَدْرَ عندك للمُعْدِمِ،

 

وتَجْفُو الشَّريف إذا ما أَخَلَّ،

 

وتُدْني الدَّنيَّ على الِّرْهَمِ،

وهَبْتُ إِخاءَك للأَعْمَـيَيَنْ،

 

وللأَثْرَمَيْنِ ولـم أَظْـلِـمِ

الأَعْمَيان: السَّيلُ والنار. وأَخَلَّ: احتاج، والخَلَّةُ الحاجة.
والثَّرْمانُ: نَبْت، وهو فيما ذكَر أَبو حنيفة عن بعض الأَعراب شجَر لا ورَق له، ينبُت نبات الحُرُض من غير ورَق، وإِذا غُمِزَ انْثَمأَ كما يَنْثمِئ الحَمْضُ. وهو كثير الماء وهو حامِضٌ عَفِصٌ تَرْعاه الإِبِل والغنم وهو أَخْضَر، ونَباته في أَرُومةٍ، والشِّتاءُ يُبِيدُه، ولا خَشَبَ له إِنما هو مَرْعىً فقط.
والثَّرْماء: ماء لكِنْدةَ معروف. وثَرَم: اسم ثنية تُقابِل موضعاً يقال له الوَشْم، وهو مذكور في موضعه؛ قال:

والوَشْم قد خَرَجَتْ منه، وقابَلَها

 

من الثَّنايا التي لم أَقْلِها ثَـرَمُ

ثرمد

ثَرْمَدَ اللحمَ: أَساء عمله؛ وقيل: لم يُنْضِجْه. وأَتانا بشِواءٍ قد ثَرْمده بالرَّماد؛ ابن دريد: الثَّرْمَدُ من الحَمْض وكذلك القُلاَّمُ والباقلاء. وقال أَبو حنيفة: الثَّرْمَدَةُ من الحَمْضِ تسمو دون الذراع، قال: وهي أَغلظ من القُلاَّمِ أَغصانٌ بلا ورق، خضراءُ شديدةُ الخُضْرِة، وإِذا تقادمت سنتين غَلُظَ ساقُها فاتُّخِذَت أَمشاطاً لِجَوْدَتِها وصلابَتِها، تصْلُب حتى تكاد تُعْجِز الحديد، ويكونُ طول ساقها إذا تقادمت شبراً.
وثَرْمَدُ وثَرْمَداءُ موضعان؛ قال حاتم طيء:

إِلى الشِّعْبِ من أَعلى مَشارٍ فَثَرْمَدٍ،فَيَلْدَةَ مَبْنَى سِنْبِسٍ لابنَة الغَمْرِ

وقال علقمة:

وما أَنت أَمَّا ذِكْرُها رَبَعِيَّةٌ،

 

يُخَطُّ لها من ثَرْمَداءَ قَلِيبُ

قال أَبو منصور: ورأَيت ماء في ديار بني سعد يقال له ثَرْمَداءُ، ورأَيت حواليه القاقُلَّى وهو من الحمْضِ معروف؛ وقد ذكره العجاج في شعره:

لِقَدَرٍ كان وَحاهُ الواحِي،

 

بِثَرْمَداءَ جَهْرَةَ الفِصاحِ

أَي علانية. وحاه: قضاه وكتبه. قال أَبو منصور: ثَرْمَداءُ ماء لبني سعد في وادي السِّتاريْن قد وردتُه، يُسْتَقَى منه بالعقال لقرب قعره.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كتب لحُصَين بن نَضلة الأَسدي: إِن له تَرْمُدَ وكَشْفَةَ؛ هو بفتح التاء المثناة وضم الميم، موضع في ديار بني أَسد، وبعضهم يقوله بفتح الثاء المثلثة والميم وبعد الدال المهملة أَلف، وأَما تِرمِذ، بكسر التاء والميم، فالبلد المعروف بخراسان.

ثرمط

الثُّرْمُطةُ والثُّرَمِطةُ على مثال عُلَبِطةٍ؛ الأَخيرة عن كراع: الطين الرَّطْبُ؛ قال الجوهري: لعل الميم زائدة. الفراء: وقع فلان في ثُرْمُطةٍ أَي في طين رطْب.
قال شمر: واثْرَنْمَط السِّقاء إذا انْتَفَخ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

تأْكلُ بَقْل الرِّيفِ حتى تَحْبَطا،

 

فبَطْنُها كالوَطْبِ حين اثْرَنْمَطا

والاثْرِنْماطُ: اطْمِحْرارُ السِّقاء إذا راب ورَغا، وكَرْثأَ إذا ثَخُنَ اللبن عليه كَرْثَأَةً مثلَ اللِّبإِ الخَثِرِ.
أَبو عمرو: الثُّرْمُوطُ الرجل العظيمُ اللُّقَمِ الكثير الأَكْل.

ثرمل

ثَرْمَل القومُ من الطعام والشراب ما شاؤوا أَي أَكلوا.
والثَّرْمَلة: سوء الأَكل وأَن لا يبالي الإِنسان كيف كان أَكْلُه ويُرَى الطعامُ يتناثر على لحيته وفمه ويلطخ يديه. وثَرْمَل الطعامَ: لم يُحْسِن صناعته ولم يُنْضِجْه صانعُه ولم يَنْفُضه من الرماد حين يَمُلُّه، قال: ويُعْتَذر إِلى الضيف فيقال قد ثَرْمَلْنا لك العَمل أَي لم نَتَنَوَّق فيه ولم نُطَيِّبه لك لمكان العَجَلة. وثَرْمَل اللحمَ: لم يُنْضِجْه. وثَرْمَلَ الرجلُ إذا لم يُنْضِجْ طعامه تعجيلاً للقِرَى. وثَرْمَل عمله: لم يَتَنَوَّق فيه. وثَرْمَل: سَلَح كذَرْمَل؛ قال الراجز:

وإِن حَطَأْت كتِفَيْه ثَرْمَلا

 

وخَرَّ يَكْبُو خَرَعاً وهَوْذَلا

هَوْذَل: قَذَف ببوله. وثَرْمَل وذَرْمَل: سَلَح. والثُّرْمُل: دابّة؛ عن ثعلب ولم يُحَلِّها. والثُّرْمُلة، بالضم: من أَسماء الثعالب، الأَصمعي: الأُنثى من الثعالب ثُرْمُلة، بالضم. والثُّرْمُلة: الفَرْق الذي وَسَطَ ظاهر الشَّفَة العُلْيا. والثُّرْمُلة: البَقِيَّة من التَّمْر وغيره. وبَقِيَتْ ثُرْمُلة في الإِناء أَي بَقِيّة من بُرٍّ أَو شعير أَو تمر. وثُرْمُلة: اسم رجل؛ قال:

ذَهَبَ لَمّا أَن رآها ثُرْمُلَـه

 

وقال: يا قَوْمِ رأَيتُ مُنْكَرَه

ثرن

التهذيب: ابن الأَعرابي ثَرِنَ الرجلُ إذا آذى صَديقَه أَو جارَه.

ثرند

اللحياني: اثْرَنْدَى الرجلُ إذا كثر لحم صدره، وابْلَنْدَى إذا كثر لحم جنبيه وعظما، وادْلَنْظَى إذا سمن وغَلُظَ.
ورجل مُثْرَنْدٍ ومُثْرَنْتٍ: مُخْصِبٌ.

ثرنط

قال الأَزهري: قرأْت بخط أَبي الهيثم لابن بزرج: اثْرَنْطَأَ أَي حَمُقَ.