الجزء الثاني - كتاب المرجانة الثانية في النساء وصفاتهن - صفة المرأة السوء

صفة المرأة السوء

قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إياكم وخضراء الدمن ‏"‏‏.‏

يريد الجارية الحسناء في المنبت السوء‏.‏

وفي حكمة داود‏:‏ المرأة السوء مثل شرك الصياد‏.‏

لا ينجو منها إلا من رضي الله عنه‏.‏

الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب النساء ثلاثة‏:‏ هينة عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش ولا تعين العيش على أهلها وأخرى وعاء للولد وثالثة غل قمل يلقيه الله في عنق من يشاء من عباده‏.‏

وقيل لأعرابي عالم بالنساء‏:‏ صف لنا شر النساء‏.‏

قال‏:‏ شرهن النحيفة الجسم القليلة اللحم الطويلة السقم المحياض الصفراء المشؤومة العسراء السليطة الذفراء السريعة الوثبة كأن لسانها حربة تضحك من غير عجب وتقول الكذب وتدعو على زوجها بالحرب‏.‏

أنف في السماء وآست في الماء‏.‏

وفي رواية محمد بن عبد السلام الخشني قال‏:‏ إياك وكل امرأة مذكرة منكرة حديدة العرقوب بادية الظنبوب منتفخة الوريد كلاهما وعيد وصوتها شديد تدفن الحسنات وتفشي السيئات تعين الزمان على بعلها ولا تعين بعلها على الزمان ليس في قلبها له رأفة ولا عليها منه مخافة إن دخل خرجت وإن خرج دخلت وإن ضحك بكت وإن بكى ضحكت وإن طلقها كان حريبته وإن أمسكها كانت مصيبته سعفاء ورهاء كثيرة الدعاء قليلة الإرعاء تأكل لما وتوسع ذما صخوب غضوب بذية دنية ليس تطفأ نارها ولا يهدأ إعصارها ضيقة الباع مهتوكة القناع صبيها مهزول وبيتها مزبول إذا حدثت تشير بالأصابع وتبكي في المجامع باديةٌ من حجابها نباحة على بابها تبكي وهي ظالمة وتشهد وهي غائبة قد ذل لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور‏.‏

نافرت امرأة فضالة زوجها إلى سلم بن قتيبة وهو والي خراسان فقالت‏:‏ أبضغه والله لخلال فيه‏.‏

قال‏:‏ وما هي قالت‏:‏ هو والله قليل الغيرة سريع الطيرة شديد العتاب كثير الحساب قد أقبل بخره وأدبر ذفره وهجمت عيناه واضطربت رجلاه يفيق سريعاً وينطق رجيعاً يصبح جبسا ويمسي رجسا إن جاع جزع وإن شبع جشع‏.‏

ومن صفة المرأة السوء يقال‏:‏ امرأة سمعنة نظرنة‏.‏

وهي التي إذا تسمعت أو تبصرت فلم تر شيئاً تظننت تظنناً‏.‏

قال أعرابي‏:‏ مفنة معنة كالذئب وسط العنه إلا تره تظنه وقال يزيد بنعمر بن هبيرة‏:‏ لا تنكحن برشاء ولا عمشاء ولا وقصاء ولا لثغاء فتجيئك بولد ألثغ‏.‏

فوالله لولد أعمى أحب إلي من ولد ألثغ‏.‏

وقالوا‏:‏ آخر عمر الرجل خير من أوله يثوب حلمه وتثقل حصاته وتخمد شرارته وتكمل تجارته‏.‏

وآخر عمر المرأة شر من أوله يذهب جمالها ويذوب لسانها ويعقم رحمها ويسوء خلقها‏.‏

وعن جعفر بن محمد عليهما السلام‏:‏ إذا قال لك أحد‏:‏ تزوجت نصفا فاعلم أن شر النصفين ما بقي في يده وأنشد‏:‏ وإن أتوك وقالوا إنها نصف فإن أطيب نصفيها الذي ذهبا وقال الحطيئة في امرأته‏:‏ أطوف ما أطوف ثم آوي إلى بيت قعيدته لكاع وقال في أمه‏:‏ تنحي فاجلسي مني بعيداً أراح الله منك العالمينا حياتك ما علمت حياة سوء وموتك قد يسر الصالحينا وقال زيد بن عمير في أمته‏:‏ أعاتبها حتى إذا قلت أقلعت أبى الله إلا خزيها فتعود فإن طمثت قادت وإن طهرت زنت فهي أبداً يزنى بها وتقود ويقال إن المرأة إذا كانت مبغضة لزوجها فعلامة ذلك أن تكون عند قربه منها مرتدة الطرف عنه كأنها تنظر إلى إنسان غيره وإذا كانت محبة له لا تقلع عن النظر إليه‏.‏

وقال آخر يصف امرأة لثغاء‏:‏ أول ما أسمع منها في السحر تذكيرها الأنثى وتأنيث الذكر والسوأة السوآء في ذكر القمر ولآخر في زوجته‏:‏ لقد كنت محتاجاً إلى موت زوجتي ولكن قرين السوء باق معمر فيا ليتها صارت إلى القبر عاجلاً وعذبها فيه نكير ومنكر وكان روح بن زنباع أثيراً عند عبد الملك فقال له يوماً‏:‏ أرأيت امرأتي العبسية قال‏:‏ نعم قال‏:‏ فيم شبهتها قال بمشجب بال وقد أسيئت صنعته‏.‏

قال‏:‏ صدقت‏.‏

وما وضعت يدي عليها قط إلا كأني أضعها على الشكاعي وأنا أحب أن تقول ذلك لابنيها الوليد وسليمان‏.‏

فقام إليه فزعاً فقبل يده ورجله وقال‏:‏ أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن لا تعرضني لهما‏.‏

قال‏:‏ ما من ذلك بد وبعث من يدعوهما‏.‏

فاعتزل روح وجلس ناحيةً من البيت كأنه حلس وجاء الوليد وسليمان فقال لهما‏:‏ أتدريان لم بعثت إليكما إنما بعثت لتعرفا لهذا الشيخ حقه وحرمته‏.‏

ثم سكت‏.‏

أبو الحسن المدائني‏:‏ كان عند روح بن زنباع هند بنت النعمان بن بشير وكان شديد الغيرة فأشرفت يوماً تنظر إلى وفد من جذام كانوا عنده فزجرها‏.‏

فقالت‏:‏ والله لأبغض الحلال من جذام فكيف تخافني على الحرام فيهم‏.‏

وقالت له يوماً‏:‏ عجباً منك كيف يسودك قومك وفيك ثلاث خلال‏:‏ أنت من جذام وأنت جبان وأنت غيور فقال لها‏:‏ أما جذام فإني في أرومتها وحسب الرجل أن يكون في أرومة قومه‏.‏

وأما الجبن فإنما لي نفس واحدة فأنا أحوطها فلو كانت لي نفس أخرى جدت بها‏.‏

وأما الغيرة فأمر لا أريد أن أشارك فيه وحقيق بالغيرة من كانت عنده حمقاء مثلك مخافة أن تأتيه بولد من غيره فتقذف به في حجره‏.‏

فقالت‏:‏ وهل هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تجللها بعل فإن أنجبت مهرا عريقاً فبالحري وإن يك إقراف فما أنجب الفحل أقول لها لما أتتني تدلني على امرأة موصوفة بجمال أصبت لها والله زوجاً كما اشتهت إن احتملت منه ثلاث خصال فمنهن عجز لا ينادي وليده ورقة إسلام وقلة مال صفة الحسن عن أبي الحسن المدائني قال‏:‏ الحسن أحمر وقد تضرب فيه الصفرة مع طول المكث في الكن والتضمخ بالطيب كما تضرب في بيضة الأدحى واللؤلؤة المكنونة‏.‏

وقد شبه الله عز وجل بها في كتابه فقال‏:‏ ‏"‏ كأنهن بيض مكنون ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ كأنهم لؤلؤ مكنون ‏"‏‏.‏

وقال الشاعر‏:‏ كأن بيض نعام في ملاحفها إذا اجتلاهن قيظ ليله ومد وقال آخر‏:‏ مروزي الأديم تغمره الصف رة حيناً لا يستحق اصفرارا وجرى من دم الطبيعة فيه لون ورد كسا البياض احمرارا وقالت امرأة خالد بن صفوان له‏:‏ لقد أصبحت جميلاً‏.‏

فقال لها‏:‏ وما رأيت من جمالي‏!‏ وما في في رداء الحسن ولا عموده ولا برنسه قالت‏:‏ وكيف ذلك قال‏:‏ عمود الحسن الشطاط وقالوا‏:‏ إن الوجه الرقيق البشرة الصافي الأديم إذا خجل يحمر‏.‏

وإذا فرق يصفر‏.‏

ومنه قولهم‏:‏ ديباج الوجه‏.‏

يريدون تلونه من رقته‏.‏

وقال عدي بن زيد يصف لون الوجه‏:‏ حمرة خلط صفرة في بياضٍ مثل ما حاكٌ حائك ديباجاً وقالوا‏:‏ إن الجارية الحسناء تتلون بلون الشمس فهي بالضحى بيضاء وبالعشي صفراء‏.‏

وقال الشاعر‏:‏ بيضاء ضحوتها وصفراء العشية كالعراره وقال ذو الرمة‏:‏ بيضاء صفراء قد تنازعها لونان من فضة ومن ذهب ومن قولنا في هذا المعنى‏:‏ بيضاء يحمر خداها إذا خجلت كما جرى ذهب في صفحتي ورق ومن قولنا أيضاً‏:‏ يا لؤلؤاً يسبي العقول أنيقاً ورشاً بتقطيع القلوب رفيقا ما إن رأيت ولا سمعت بمثله دراً يعود من الحياء عقيقا عطابيل كالآرام أما وجوهها فدر ولكن الخدود عقيق قولهم في الجارية جميلة من بعيد مليحة من قريب‏.‏

فالجميلة التي تأخذ بصرك جملة على بعد فإذا دنت لم تكن كذلك‏.‏

والمليحة التي كلما كررت فيها بصرك زادتك حسنا‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ السمينة الجميلة من الجميل وهو الشحم‏.‏

والمليحة أيضاً من الملحة وهو البياض‏.‏

والصبيحة مثل ذلك يشبهونها بالصبح في بياضه‏.‏

المنجبات من النساء قالوا‏:‏ أنجب النساء الفروك‏.‏

وذلك أن الرجل يغلبها على الشبق لزهذها في الرجل‏.‏

أبو حاتم عن الأصمعي قال‏:‏ النجيبة التي تنزع بالولد إلى أكرم العرقين‏.‏

وقال عمر بن الخطاب‏:‏ يا بني السائب إنكم قد أضويتم فانكحوا في النزائع‏.‏

وقالت العرب‏:‏ بنات العم أصبر والغرائب أنجب‏.‏

والعرب تقول‏:‏ اغتربوا لا تضووا‏.‏

أي انكحوا في الغرائب فإن القرائب يضوين البنين‏.‏

وقالوا‏:‏ إذا أرادت أن يصلب ولد المرأة فأغضبها ثم قع عليها وكذلك الفزعة‏.‏

وقال الشاعر‏:‏ حملت به في ليلة مزؤودةٍ كرها وعقد نطاقها لم يحلل قالت أم تأبط شراً‏:‏ والله ما حملته تضعا ولا وضعا ولا وضعته يتنا ولا أرضعته غيلا ولا أنمته مئقا‏.‏

حملته وضعا وتضعاً وهي أن تحمله في مقبل الحيض‏.‏

ووضعته يتناً وضعته منكساً تخرج رجلاه قبل رأسه وأرضعته غيلاً أرضعته لبنا فاسدا وذلك أن ترضعه وهي حامل وأنمته مئقا أي مغضبا مغتاظا‏.‏

ومن أمثال العرب قولهم‏:‏ أنا مئق وأنت تئق فلا نتفق‏.‏

المئق‏:‏ المغضب المغتاظ‏.‏

والتئق‏:‏ الذي ر يحتمل شيئا‏.‏

من أخبار النساء لما قتل مصعب بن الزبير بنت النعمان بن بشير الأنصارية زوجة المختار ابن أبي عبيد أنكر الناس ذلك عليه وأعظموه لأنه أتى بما نهى رسول الله ‏)‏عنه في نساء المشركين فقال عمر بن أبي ربيعة‏:‏ إن من أعظم الكبائر عندي قتل حسناء غادة عطبول قتلت باطلاً على غير ذنب إن الله درها من قتيل كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول ولما خرجت الخوارج بالأهواز أخذوا امرأة فهموا بقتلها فقالت لهم‏:‏ أتقتلون من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين فأمسكوا عنها‏.‏