الجزء الثاني - كتاب المرجانة الثانية في النساء وصفاتهن - باب في الأدعياء

باب في الأدعياء

أول دعي كان في الإسلام واشتهر‏:‏ زياد بن عبيد دعي معاوية‏.‏

وكان من قصته أنه وجهه بعض عمال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على العراق إلى عمر بفتح كان‏.‏

فلما قدم وأخبر عمر بالفتح في أحسن بيان وأفصح لسان قال له عمر‏:‏ أتقدر على مثل هذا الكلام في جماعة الناس على المنبر قال‏:‏ نعم وعلى أحسن منه وأنا لك أهيب‏.‏

فأمر عمر بالصلاة جامعةٌ فاجتمع الناس‏.‏

ثم قال لزياد‏:‏ قم فاخطب وقص على الناس ما فتح الله على إخوانهم المسلمين‏.‏

ففعل وأحسن وجود‏.‏

وعند أصل المنبر علي بن طالب وأبو سفيان بن حرب‏.‏

فقال أبو سفيان لعلي‏:‏ أيعجبك ما سمعت من هذا الفتى قال‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ أما إنه ابن عمك‏!‏ قال‏:‏ فكيف ذلك قال‏:‏ أنا قذفته في رحم أمه سمية‏.‏

قال‏:‏ فما يمنعك أن تدعيه قال‏:‏ أخاف هذا الجالس على المنبر يعني عمر أن يفسد علي إهابي‏.‏

فلما ولي معاوية استلحقه بهذا الحديث وأقام له شهودا عليه‏.‏

فلما شهد الشهود قام زياد على أعقابهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ هذا أمر لم أشهد أوله ولا علم لي بآخره وقد قال أمير المؤمنين ما بلغكم وشهد الشهود بما قد سمعتم والحمد لله الذي رفع منا ما وضع الناس وحفظ منا ما ضيعوا فأما عبيد فإنما ألا أبلغ معاوية بن حرب فقد ضاقت بما يأتي اليدان أتغضب أن يقال أبوك عفٌ وترضى أن يقال أبوك زان وأشهد أن قربك من زياد كقرب الفيل من ولد الأتان وقال زياد‏:‏ ما هجيت ببيت قط أشد علي من قول يزيد بن مفرغ الحميري‏:‏ فكرا ففي ذاك إن فكرت معتبر هل نلت مكرمة إلا بتأمير عاشت سمية ما عاشت وما علمت أن ابنها من قريش في الجماهير سبحان من ملك عباد بقدرته لا يدفع الناس محتوم المقادير وكان ولد سمية ثلاثا‏:‏ زياداً وأبا بكرة ونافعا‏.‏

فكان زياد ينسب في قريش وأبو بكرة في العرب ونافع في الموالي‏.‏

فقال فيهم يزيد بن مفرغ‏:‏ إن زياداً ونافعاً وأبا بكرة عندي من أعجب العجب إن رجالاً ثلاثةً خلقوا من رحم أنثى محالفي النسب ذا قرشي فيما يقول وذا مولىً وهذا ابن عمه عربي فدع عنك الكتابة لست منها ولو غرقت ثوبك بالمداد وقال آخر في دعي‏:‏ لعينٌ يورث الأبناء لعناً ويلطخ كل ذي نسب صحيح ولما طالت خصومة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ونصر بن حجاج عند معاوية في عبد الله بن حجاج مولى خالد بن الوليد أمر معاوية حاجبه أن يؤخر أمرهما حتى يحتفل مجلسه‏.‏

فجلس معاوية وقد تلفع بمطرف خزٍ أخضر وأمر بحجر فأدني منه وألقى عليه طرف المطرف ثم أذن لهما وقد احتفل المجلس‏.‏

فقال نصر بن حجاج‏:‏ أخي وابن أبي عهد إلي أنه منه‏.‏

وقال عبد الرحمن‏:‏ مولاي وابن عبد أبي وأمته ولد على فراشه‏.‏

قال معاوية‏:‏ يا حرسي خذ هذا الحجر - وكشف عنه - فادفعه إلى نصر بن حجاج‏.‏

وقال‏:‏ يا نصر هذا مالك في حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

فإنه قال‏:‏ الولد للفراش وللعاهر الحجر‏.‏

فقال نصر‏:‏ أفلا أجريت هذا الحكم في زياد أمير المؤمنين قال‏:‏ ذاك حكم معاوية وهذا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في الأرض أحمى من الأدعياء لتستحق بذلك العروبية‏.‏

قال الشاعر‏:‏ دعي واحدٌ أجدى عليهم من آلفي عالم مثل ابن داب وقال الأصمعي‏:‏ استمشى رجل من الأدعياء فدخل عليه رجل من أصحابه فوجد عنده شيحاً وقيصوماً فقال له‏:‏ ما هذا فقال ورفع صوته‏:‏ الطبيعة تتوق إليه‏.‏

يريد أن طبيعته من طباع العرب‏.‏

فقال فيه الشاعر‏:‏ يشم الشيح والقيصو م كي يستوجب النسبا وليس ضميره في الصد ر إلا التين والعنبا وعن إسماعيل بن أحمد قال‏:‏ رأيت على أبي سعيد الشاعر المخزومي كردوانياً مصبوغاً بتوريد فقلت‏:‏ أبا سعيد هذا خز قال‏:‏ لا‏.‏

ولكنه دعي على دعي‏.‏

وكان أبو سعيد دعياً في بني مخزوم‏.‏

وفيه قال الشاعر‏:‏ لم يته قط على النا س شريف يا أبا سعيد فته ما شئت إذ كن ت بلا أب ولا جد وإذ حظك في النس بة بين الحر والعبد وإذ قاذفك المفح ش في أمن من الحد وعن أحمد بن عبد العزيز قال‏:‏ نزلت في دار رجل من بني عبد القيس بالبحرين فقال لي‏:‏ بلغني أنك خاطب قلت‏:‏ نعم‏.‏

قال‏:‏ فأنا أزوجك‏.‏

قلت له‏:‏ إني مولى‏.‏

قال‏:‏ اسكت وأنا أفعل‏.‏

أمن قلةً صرتم إلى أن قبلتم دعاوة زراع وآخر تاجر وأصهب رومي وأسود فاحم وأبيض جعد من سراة الأحامر شكولهم شتى وكل نسيبكم لقد جئتم في الناس إحدى المناكر متى قال إني منكم فمصدق وإن كان زنجياً غليظ المشافر أكلهم وافى النساء جدوده وكلهم أوفى بصدق المعاذر وكلكم قد كان في أولية له نسبة معروفة في العشائر على علمكم أن سوف ينكح فيكم فجدعاً ورغماً للأنوف الصواغر فهلا أبيتم عفةً وتكرما وهلا وجلتم من مقالة شاعر تعيبون أمراً ظاهراً في بناتكم وفخركم قد جاز كل المفاخر متى شاء منكم مفرج كان جده عمارة عبس خير تلك العمائر وحصن بن بدر أو زرارة دارم وزبان زبان الرئيس ابن جابر فقد صرت لا أدري وإن كنت ناسياً لعل نجاراً من هلال بن عامر وديلم من نسل ابن ضبة ناسل وبرجان من أولاد عمرو بن عامر بنو الأصفر الأملاك أكرم منكمٍ وأولى بقربانا ملوك الأكاسر أأطمع في صهري دعيا مجاهراً ولم نر شراً من دعي مجاهر ويشتم لؤماً عرضه وعشيره ويمدح جهلاً طاهراً وابن طاهر وقال زرارة بن ثروان أحد بني عامر بن ربيعة بن عامر‏:‏ قد اختلط الأسافل بالأعالي وماج الناس واختلط النجار وصار العبد مثل أبي قبيس وسيق مع المعلهجة العشار وإنك لن يضيرك بعد حول أطرف كان أمك أم حمار وقال عقيل بن علفة‏:‏ وكنا بني غليظ رجالاً فأصبحت بنو مالك غيظاً وصرنا لمالك لحا الله دهراً زعزع المال كله وسود أستاه الإماء الفوارك وذكر جعفر بن سليمان بن علي يوماً ولده وأنهم ليسوا كما يحب‏.‏

فقال له ولده أحمد بن جعفر‏.‏

عمدت إلى فاسقات المدينة ومكة وإماء الحجاز فأوعيت فيهم نطفك ثم تريد أن ودخل الأشعث بن قيس على علي بن أبي طالب فوجد بين يديه صبية تدرج فقال‏:‏ من هذه يا أمير المؤمنين قال‏:‏ هذه زينب بنت أمير المؤمنين‏.‏

قال‏:‏ زوجنيها يا أمير المؤمنين‏.‏

قال‏:‏ اغرب بفيك الكثكث ولك الأثلب أغرك ابن أبي قحافة حين زوجك أم فروة إنها لم تكن من الفواطم ولا العواتك من سليم‏.‏

فقال‏:‏ قد زوجتم أخمل مني حسبا وأوضع مني نسباً‏:‏ المقداد بن عمرو وإن شئت فالمقداد بن الأسود‏.‏

قال علي‏:‏ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله وهو أعلم بما فعل ولئن عدت إلى مثلها لأسوأنك‏.‏

وفي هذا المعنى قال الكميت بن زيد‏:‏ وما وجدت بنات بني نزار حلائل أسودين وأحمرينا وما حملوا الحمير على عتاق مطهمة فيلفوا مبغلينا بني الأعمام أنكحنا الأيامى وبالآباء سمينا البنينا أراد تزويج أبرهة الحبشي في كندة‏.‏

عن العتبي قال‏:‏ أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن خداش لخالد النجار‏.‏

اليوم من هاشم بخ وأنت غداً مولى وبعد غد حلف من العرب إن صح هذا فأنت الناس كلهم يا هاشمي ويا مولى ويا عربي قال‏:‏ وكان الهيثم بن عدي فيما زعموا دعياً‏.‏

فقال فيه الشاعر‏:‏ إذا اجتدى معشراً من فضل نسبتهم فلم ينيلوه عداهم إلى نسب فما يزال له حلٌ ومرتحل إلى النصارى وأحياناً إلى العرب إذا نسب عدياً في بني ثعل فقدم الدال فبل العين في النسب وقال بشار العقيلي‏:‏ إن عمراً فاعرفوه عربي من زجاج مظلم النسبة لا يع رف إلا بالسراج وقال فيه‏:‏ ارفق بنسبة عمرو حين تنسبه فإنه عربي من قوارير ما زال في كير حداد يردده حتى بدا عربياً مظلم النور وقال أيضا في أدعياء‏:‏ هم قعدوا فانتقوا لهم حسباً يدخل بعد العشاء في العرب حتى إذا ما الصباح لاح لهم بين ستوقهم من الذهب والناس قد أصبحوا صيارفةً أعلم شيءٍ بزائف الحسب وقال أبو نواس في أشجع بن عمرو‏:‏ إنما أنت من سليم كواوٍ ألحقت في الهجاء ظلماً بعمرو إنما أنت من سليم كواوٍ ألحقت في الهجاء ظلماً بعمرو وقال فيه‏:‏ أيا متحيراً فيه لمن يتعجب العجب لأسماء تعلمهن أشجع حين ينتسب ولأحمد بن أبي الحارث الخراز في حبيب الطائي‏:‏ لو أنك إذ جعلت أباك أوساً جعلت الجد حارثة بن لام وسميت التي ولدتك سعدى فكنت مقابلاً بين الكرام وله فيه‏:‏ أنت عندي عربي ليس في ذاك كلام شعر فخذيك وساقي ك خزامى وثمام وضلوع الصدر من جسمك نبع وبشام وقذى عينيك صمغ ونواصيك ثغام لو تحركت كذا لان جفلت منك نعام أنا ما ذنبي إن ك ذبني فيك الكرام القفا يشهد إذ ما عرفت فيك الأنام كذبوا ما أنت إلا عربي والسلام وقال في المعلى الطائي‏:‏ معلى لست من طي فإن قبلتك فارهنها وابنك فارمٍ في أجأٍ فلا ترغب به عنها كأن دماملاً جمعت فصور وجهه منها ولآخر‏:‏ تعلمها وإخوته فكلهم بها درب لقد ربوا عجوزهم ولو زينتها غضبوا فيا لك عصبة إن ح دثوا عن أصلهم كذبوا لهم في بيتهم نسب وفي وسط الملا نسب كما لم تخف سافرة وتخفى حين تنتقب أآخر مرتين سبيتمونا وفي الإسلام ما كره السباء إذا استحللتم هذا وهذا فليس لنا على ذاكم بقاء فلا تأمن على حال دعياً فليس له على حالٍ وفاء وكيف يفي لأبعد من أبيه ونسبته إذا اتصل الدعاء الباه وما قيل فيه ذكر عند مالك بن أنس الباه فقال‏:‏ هو نور وجهك ومخ ساقك فأقل منه أو أكثر‏.‏

وقال معاوية‏:‏ ما رأيت نهما في النساء إلا عرفت ذلك في وجهه‏.‏

وقال الحجاج لابن شماخ العكلي‏:‏ ما عندك للنساء قال‏:‏ أطيل الظماء وأرد فلا أشرب‏.‏

وقيل للمدائني‏:‏ ما عندك يا أبا الجحاف قال‏:‏ يمتد ولا يشتد ويرد ولا يشرب‏.‏

وقيل لآخر‏:‏ ما عندك لهن قال‏:‏ ما يقطع حجتها ويشفي غلمتها‏.‏

وقال كسرى كنت أراني إذا كبرت أنهن لا يحببنني فإذا أنا لا أحبهن‏.‏

وأنشد الرياشي لأعرابي من بني أسد‏:‏ تمنيت لو عاد شرخ الشباب ومن ذا على الدهر يعطى المنى وكنت مكيناً لدى الغانيات فلا شيء عندي لها ممكنا فأما الحسان فيأبينني وأما القباح فآبى أنا ودخل عيسى بن موسى على جارية فلم يقدر على شيء فقال‏:‏ النفس تطمع والأسباب عاجزةٌ والنفس تهلك بين اليأس والطمع أنت الفداء لمن قد كان يملؤه ويشتكي الضيق منه حين يلقاه وقال آخر لجاريته‏:‏ ويعجبني منك عند الجماع حياة الكلام وموت النظر وقال آخر‏:‏ شفاء الحب تقبيل ولمسٌ وسبح بالبطون على البطون ورهز تذرف العينان منه وأخذ بالذوائب والقرون وقالت امرأة كوفية‏:‏ دخلت على عائشة بنت طلحة فسألت عنها فقيل هي مع زوجها في القيطون فسمعت زفيراً ونخيراً لم يسمع قط مثله ثم خرجت وجبينها يتفصد عرقاً فقلت لها‏:‏ ما ظننت أن حرة تفعل مثل هذا فقالت‏:‏ إن الخيل العتاق تشرب بالصفير‏.‏

وقيل لأعرابي‏:‏ ما عندك للنساء فأشار إلى متاعه وقال‏:‏ وتراه بعد ثلاث عشرة قائماً نظر المؤذن شكَّ يوم سحاب وقال الفرزدق‏:‏ أنا شيخٌ ولي امرأةٌ عجوز تراودني على ما لا يجوز وقالت رق أيرك مذ كبرنا فقلت لها بل اتسع القفيز لا يعقب التقبيل إلا زبي ولا يداوي من صميم الحب إلا احتضان الركب الأزب ينزع منه الأير نزع الضب روى زياد عن مالك عن محمد بن يحيى بن حبان أن جدته عاتبت جده في قلة إتيانه إياها فقال لها‏:‏ أنا وأنت على قضاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏.‏

قالت‏:‏ وما قضاء عمر قال‏:‏ قضى أن الرجل إذا أتى امرأته عند كل طهر فقد أدى حقها‏.‏

قالت‏:‏ أفترك الناس كلهم قضاء عمر وأقمت أنا وأنت عليه‏.‏

فقال‏:‏ أنا شيخ ولي امرأة عجوز تراودني على ما لا يجوز تريدني أنيكها في كل يوم وذلك عند أمثالي عزيز وقالت رق أيرك مذ كبرنا فقلت لها‏:‏ بل اتسع القفيز وقال أعرابي حين كبر وعجز‏:‏ عجبت من أيري وكيف يصنع أدفعه بإصبعي ويرجع يقوم بعد النشر ثم يصرع ودخلت عزة صاحبة كثير على أم البنين زوج عبد الملك بن مروان فقالت لها‏:‏ أخبريني عن قول كثير‏:‏ ما هذا الدين الذي طلبك به قالت‏:‏ وعدته بقبلة فخرجت منها‏.‏

قالت‏:‏ وعدته بقبلة فخرجت منها‏.‏

قالت أنجزيها وعلي إثمها‏.‏

علي بن عبد العزيز قال‏:‏ كان أبو البيداء رجلاً عنينا وكان يتجلد ويقول لقومه‏:‏ زوجوني امرأتين‏.‏

فقالوا له‏:‏ إن في واحدة كفاية‏.‏

قال‏:‏ أما لي فلا‏.‏

فقالوا‏:‏ نزوجك واحدة فإن كفتك وإلا نزوجك أخرى فزوجوه أعرابية فلما دخل بها أقام معها أسبوعاً فلما كان في اليوم السابع أتوه فقالوا له‏:‏ ما كان من أمرك في اليوم الأول قال‏:‏ عظيم جداً‏.‏

فقالوا‏:‏ ففي اليوم الثالث قال‏:‏ لا تسلوني‏.‏

فاستجابت امرأته من وراء الستر فقالت‏:‏ كان أبو البيداء ينزو في الوهق حتى إذا أدخل في بيتٍ أنق فيه غزالٌ حسن الدل خرق مارسه حتى إذا ارفض العرق انكسر المفتاح وانسد الغلق أهديت جاريةٌ إلى حماد عجرد وهو جالس مع أصحابه على لذة فتركهم وقام بها إلى مجلس له فافتضها وكتب إليهم‏:‏ قد فتحت الحصن بعد امتناع بسنانٍ فاتحٍ للقلاع ظفرت كفي بتفريق جمع جاءنا تفريقه باجتماع آخر‏:‏ لم يوافق طباع هذا طباعي فأنا وهي دهرنا في صراع وتحريت أن أنال رضاها فأبت غير جفوة وامتناع فتفكرت لم بليت بهذا فإذا أن ذا لضعف المتاع وقع بين رجل وامرأته شر فجعل يحيل عليها بالجماع فقالت‏:‏ فعل الله بك كلما وقع بيننا شيء جئتني بشفيع لا أقدر على رده‏.‏

وأقبل رجلٌ إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال‏:‏ إن لي امرأةً كلما غشيتها تقول‏:‏ قتلتني قتلتني‏.‏

قال‏:‏ اقتلها وعلي اثمها‏.‏

وقال هشام بن عبد الملك للأبرش الكلبي‏:‏ زوجني امرأةً من كلب‏.‏

ففعل وصارت عنده‏.‏

فقال له هشام ودخل عليه‏:‏ لقد وجدنا في نساء كلب سعة‏.‏

فقال له الأبرش‏:‏ إن نساء كلب خلقن لرجال كلب‏.‏

وقالوا‏:‏ من ناك لنفسه لم يضعف أبداً ولم ينقطع ومن فعل ذلك لغيره فذاك الذي يصفي وينقطع‏.‏

يعنون من فعل ذلك ليبلغ أقصى شهوة المرأة ويطلب الذكر عندها‏.‏

وقال الشاعر‏:‏ من ناك للذكر أصفى قبل مدته لا يقطع النيك إلا كل منهوم وقالوا‏:‏ من قل جماعه فهو أصح بدناً وأطول عمراً ويعتبرون ذلك بذكور الحيوان‏.‏

وذلك أنه ليس في الحيوان أطول عمراً من البغل ولا أقصر عمراً من العصافير وهي أكثر سفاداً‏.‏

والله أعلم‏.‏