الباب الأول: باب الهمزة - الفصل الأول: فصل الهمزة

فصل الهمزة

أ ب أ
صفحة : 66

الأباءة، كعباءة: القصبة، أو هو أجمة الحلفاء والقصب خاصة، كذا قاله ابن بري، أباء بالفتح والمد. وقرأت في مشكل القرآن لابن قتيبة، في باب الاستعارة، قول الهذلي، وهو أبو المثلم:

وأكحلك بالصاب أو بالجـلا    ففتح لكحلك أو أغـمـض
وأسعطك في الأنف ماء الأبا   ء مما يثمل بالمـخـوض

قال: الأباء: القصب، وماؤه شر المياه، ويقال: الأباء هنا: الماء الذي يبول فيه الأروى فيشرب منه العنز فيمرض، وسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى، هذا موضع ذكره أي في الهمزة، كما حكاه الإمام أبو الفتح ابن جني وارتضاه في كتابه سر الصناعة، نقلا عن إمام اللغة سيبويه. وقال ابن بري: وربما ذكر هذا الحرف في المعتل، وليس بمذهب سيبويه، لا في باب المعتل يائيا أو واويا، على اختلاف فيه كما توهمه الجوهري الإمام أبو نصر وغيره، يعني صاحب العين. وقرأت في كتاب المعجم لعبيد الله ياقوت ما نصه: فأما أباءة فذهب أبو بكر محمد بن السري، فيما حدثني به أبو علي عنه، إلى أنها من ذوات الياء، من أبيت، فأصلها عنده أباية، ثم عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية وعظاية، حتى صرن عباءة وصلاءة وعضاءة، في قول من همز، ومن لم يهمز أخرجهن على أصولهن، وهو القياس القوي، وإنما حمل أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من أبيت، وذلك أن الأباءة هي الأجمة، وهي القصبة، والجمع بينها وبين أبيت أن الأجمة ممتنعة، بما ينبت فيها من القصب وغيره، من السلوك والتطرق، وخالفت بذلك حكم البراح والبراز، وهو النقي من الأرض، فكأنها أبت وامتنعت على سالكها، فمن هنا حملها أبو بكر على أبيت، وسيأتي المزيد لذلك في أشى. وأبأته بسهم: رميته به، فالهمزة فيه أصلية، بخلاف أثأته، كما سيأتي.

أ ت أ
أتأة بالمثناة الفوقية كحمزة، أورده ابن بري في الحواشي: اسم امرأة من بني بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن عبد القيس، وهي أم قيس بن ضرار قاتل المقدام، وحكاه أبو علي في التذكرة، عن محمد بن حبيب، وأنشد ياقوت في أجأ لجرير:

أتبيت ليلك يا ابن أتأة نـائمـا     وبنو أمامة عنك غـير نـيام

وترى القتال مع الكرام محرما وترى الزناء عليك غير حرام وأتأة: جبل.

أ ث أ
الأثئية كالأثفية بالضم، واحد الأثائي: الجماعة، يقال: جاء فلان في أثئية، أي جماعة من قومه. وأثأته بسهم إثاءة، كقراءة: رميته به، وهو من باب منع، صرح به ابن القطاع وابن القوطية. وعن الأصمعي: أثيته بسهم: رميته به، وهو حرف غريب هنا، أي في مهموز الفاء واللام ذكره أبو عبيد اللغوي، وروى عنه الإمام ابن حبيب، ونقله ابن بري في حواشي الصحاح، وتبعه المؤلف، وذكره الإمام رضي الدين أبو الفضائل حسن بن علي بن حيدر العمري القرشي الصغاني، ويقال: الصاغاني في ث و أ أي مهموز اللام ومعتل العين، وكلاهما له وجه، فعلى رأي الصاغاني كأقام، مزيد ووهم الجوهري حيث لم يذكره في إحدى المادتين فذكره في ثأثأ، وقد تبع الخليل في ذلك. وجاء قولهم: أصبح الرجل مؤتثئا من ائتثأ، افتعل من أثأ، نقل ابن بري في الحواشي، عن الأصمعي، والأكثرون على أنه معتل بالياء، وعزاه ابن منظور للشيباني.

أ ج أ
صفحة : 67

أجأ محركة مهموز مقصور: جبل لطيئ القبيلة المشهورة، والنسبة إليه أجئي، بوزن أجعي، وهو علم مرتجل، أو اسم رجل سمي به الجبل، ويجوز أن يكون منقولا. وقال الزمخشري: أجأ وسلمى: جبلان عن يسار سميراء - وقد رأيتهما - شاهقان. وقال أبو عبيد السكوني: أجأ: أحد جبلي طيئ، وهو غربي فيد إلى أقصى أجإ، وإلى القريتين من ناحية الشام، وبين المدينة والجبلين على غير الجادة ثلاث مراحل، وبين الجبلين وتيماء جبال ذكرت في مواضعها، وبين كل جبلين يوم، وبين الجبلين وفدك ليلة، وبينهما وبين خيبر خمس ليال. وقال أبو العرماس: حدثني أبو محمد أن أجأ سمي برجل كان يقال له أجأ بن عبد الحي، وسمي سلمى بامرأة كان يقال لها سلمى، فسميت هذه الجبال بأسمائهم، وقيل فيه غير ذلك. وبزنته، هكذا في غالب النسخ التي رأيناها وتداولت عليها الأيدي، أي بوزن جلل، ولم يفسروه بأكثر من ذلك، وفي أخرى: ومزينة، وعليها شرح شيخنا، واعترض على المصنف بأنه لم يذكر أحد من أهل التاريخ والأخبار أن هذا الجبل لمزينة قديما ولا حديثا، وإنما هو لطيئ وأولاده ومن نزل عندهم. قلت: وهذا الذي اعترض به مسلم غير منازع فيه، والذي يظهر من سياق عبارة المصنف على ما اصطلح عليه هو ما قدمناه، على ما في النسخ المشهورة، أي وهو على وزنه، وكأنه أشار به إلى ضبطه، وهو اصطلاح له، ويدل لذلك ما سيأتي له في ق ب ل ما نصه: وقبل: جبل، وبزنته، قرب دومة الجندول. وكذا قوله في كتن: والمكتئن ضد المطمئن، وبزنته.وقال المناوي في شرحه: وبرية. وفسره بالصحراء، وهو غريب، وقد تصحف عليه، فتأمل. وأجأ: بمصر من لإقليم الدقهلية، تضاف إليها تلبنت، وأخرى تضاف إلى بيلوق، كذا في قوانين ابن الجيعان، ويؤنث فيهما، أي في الجبل والقرية أما في القرية فمسلم، وأما في الجبل فإن التذكير والصرف أصوب، لأنه جبل مذكر، وسمي باسم رجل، وهو مذكر. وقد ورد ذكره في أشعارهم، فمنها قول عارق الطائي:

ومن أجإ حولي رعان كأنـهـا     قبائل خيل من كميت ومن ورد

وقال العيزار بن الأخنس الطائي، وكان خارجيا:

تحملن من سلمى فوجهن بالضحى    إلى أجإ يقطعن بـيدا مـهـاويا

وقال زيد بن مهلهل الطائي:

جلبن الخيل من أجإ وسلمى          تخب ترائعا خبب الركاب

وقال لبيد، يصف كتيبة النعمان:

كأركان سلمى إذ بدت أو كأنها     ذرى أجإ إذ لاح فيه مواسل ومواسل: قنة في أجإ، وقد جاء مقصورا غير مهموز، أنشد قاسم بن ثابت لبعض الأعراب:

إلى نضد من عبد شمس كأنهم     هضاب أجا أركانه لم تقصف وقال العجاج:

فإن تصر ليلى بسلمى وأجا وأما قول امرئ القيس:

أبت أجأ أن تسلم العام جـارهـا      فمن شاء فلينهض لها من مقاتل فالمراد:

أبت قبائل أجإ، أو ما أشبهه، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، يدل على ذلك عجز البيت، وهو قوله:

فمن شاء فلينهض لها من مقاتل

صفحة : 68

والجبل نفسه لا يقاتل. قال النسابة الأخباري عبيد الله ياقوت رحمه الله: ووقفت على جامع شعر امرئ القيس، وقد نص الأصمعي على هذا أن أجأ موضع، وهو أحد جبلي طيئ، والآخر سلمى، وإنما أراد أهل أجإ، كقول الله عز وجل واسأل القرية يريد أهل القرية، هذا لفظه بعينه، ثم وقفت على نسخة أخرى من جامع شعره قيل فيها:

أرى أجأ لم يسلم العام جاره ثم قال: المعنى: أصحاب الجبل لن يسلموا جارهم. وأجأ الرجل كجعل: فر وهرب، حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي، يقال: إن اسم الجبل منقول منه. والأجاءة كسحابة: لبدر بن عقال، فيه بيوت من متن الجبل ومنازل في أعلاه، عن نصر، كذا في المعجم. قلت: وهو أبو الفتح نصر بن عبد الرحمن الإسكندري النحوي.

أ ز أ
أزأ الغنم، كمنع أهمله الجوهري: أشبعها في مرعاها. وأزأ عن الحاجة: جبن، ونكص أي تأخر وقهقر على عقبه، قاله الفراء.

أ ش أ
الأشاء، كسحاب، كذا صدر به القاضي في المشارق، وأبو علي في الممدود، والجوهري والصاغاني وغيرهم، وضبطه ابن التلمساني، وتبعه الخفاجي وهو مخالف للرواية: صغار النخل، كذا قاله القزاز في جامع اللغة، وقيل: النخل عامة: نقله ابن سيده في المحكم، والواحدة بهاء، قال الإمام أبو القاسم علي بن جعفر بن علي السعدي ابن القطاع إن همزته أصلية وذلك عند سيبويه. وقال نصر بن حماد: همزة الأشاءة منقلبة عن الياء، لأن تصغيرها أشي، ولو كانت مهموزة لكان تصغيرها أشيئا. قلت: وقد رده ابن جني وأعظمه وقال: ليس في الكلام كلمة فاؤها ولامها همزتان، ولا عينها ولامها همزتان، بل قد جاءت أسماء محصورة، فوقعت الهمزة منها فاء ولاما، وهي آءة وأجاءة فهذا أي المهموز موضعه أي موضع ذكره لا كما توهمه الجوهري، والقزاز صرح بأنه واوي ويائي، وفي المحكم أنه يائي، والمصنف في رده على الجوهري تابع لابن جني، كما عرفت، وفي المعجم نقلا عن أبي بكر محمد بن السري: فأما ما ذهب إليه سيبويه من أن ألاءة وأشاءة مما لامه همزة، فالقول عندي أنه عدل بهما عن أن يكونا من الياء، كعباءة وصلاءة وعظاءة، لأنه وجدهم يقولون: عباءة وعباية، وصلاءة وصلاية، وعظاءة وعظاية، فيهن، على أنها بدل من الياء التي ظهرت فيهن لاما، ولما لم يسمعهم يقولون أشاية ولا ألاية، ورفضوا فيهما الياء البتة، دله ذلك على أن الهمزة فيهما لام أصلية غير منقلبة عن واو ولا ياء، ولو كانت الهمزة فيهما بدلا لكانوا خلقاء أن يظهروا ما هو بدل منه ليستدلوا بها عليها، كما فعلوا ذلك في عباءة وأختيها، وليس في ألاءة وأشاءة من الاشتقاق من الياء ما في أباءة، من كونها في معنى أبيت، فلهذا جاز لأبي بكر أن يزعم إن همزتها من الياء، وإذا لم ينطقوا فيها بالياء، انتهى. ومن سجعات الأساس: ليس الإبل كالشاء، ولا العيدان كالأشاء. ومما يستدرك عليه: الأشاءة: موضع، قال ياقوت: أظنه باليمانة أو ببطن الرمة، قال زياد بن منقذ العدوي:

عن الأشاءة هل زالت مخارمها    أم هل تغير من أرامهـا إرم

صفحة : 69

وأشيء، بالضم مصغرا مهموزا، قال أبو عبيد السكوني: من أراد اليمامة من النباج صار إلى القريتين، ثم خرج منها إلى أشيء، وهو لعدي بن الرباب، وقيل هو للأحمال من بلعدوية. وقال غيره: أشيء: موضع بالوشم، والوشم: واد باليمامة فيه نخل، وهو تصغير الأشاء، وهو صغار النخل، الواحدة أشاءة. وقد ذكره المصنف في المعتل، والصواب ذكره هنا، فإن الإمام ابن جني قال: قد يجوز عندي في أشيء هذا أن يكون من لفظ أشاءة، فاؤه ولامه همزتان، وعينه شين، فيكون بناؤه من أ ش أ وإذا كان كذلك احتمل أن يكون مكبره فعالا، كأنه أشاء أحد أمثلة الأسماء الثلاثية العشرة، غير أنه حقر فصار تصغيره أشيئا، كأشيع ثم خففت همزته بأن أبدلت ياء وأدغمت فيها ياء التحقير، فصار أشي، كقولك في تحقير كمء مه تخفيف الهمزة كمي، وقد يجوز أيضا أن يكون أشي تحقير أشأى، أفعل من شأوت، أو شأيت، حقر فصار أشيء كأعيم، ثم خففت همزته فأبدلت ياء وأدغمت ياء التحقير فيها - كقولك في تخفيف تحقير أرؤس أريس - فاجتمعت معك ثلاث ياءات، ياء التحقير، والتي بعدها بدلا من الهمزة، ولام الفعل، فصارت إلى أشي... وقد يجوز في أشي أيضا أن يكون تحقير أشأى وهو فعلى كأرطى، من لفظ أشاء، حقر كأريط، فصار أشيئا، أبدلت همزته للتخفيف ياء، فصار أشيا. واصرفه في هذا البتة كما يصرف أريط معرفة ونكرة، ولا تحذف هنا ياء كما لم تحذفها فيما قبل، لأن الطريقتين واحدة، كذا في المعجم.

أ ك أ
أكأ كمنع: استوثق من غريمه بالشهود. ثبتت هذه المادة في أكثر النسخ المصححة وسقطت في البعض، وقوله: أبو زيد: أكأ إكاءة إلى آخرها، هكذا وجد في بعض النسخ، والصواب أن محله فصل الكاف من هذا الباب، لأن وزن أكاء إكاءة كإجابة وإكاء كإقام، فعرف أن الهمزة الأولى زائدة للتعدية والنقل، كهمزة أقام وأجاب، وقد ذكره المصنف هناك على الأصل، وهو الصحيح، ويقال هو ككتب كتابة وكتابا، فحينئذ محله هنا: أراد أمرا ففاجأته أي جئته مفاجأة على تئفة ذلك أي حينه ووقته، وفي بعض النسخ: على تفيئة ذلك فهابك، أي خافك ورجع عنه، أي عن الأمر الذي أراده.

أ ل أ
الألاء، كالعلاء يمد ويقصر، وقد سمع بهما: شجر ورقه وحمله دباغ، وهو حسن المنظر مر الطعم، لا يزال أخضر شتاء وصيفا، واحدته ألاءة، بوزن ألاعة، قال ابن عنمة يرثي بسطام بن قيس:

فخر على الألاءة لم يوسد كأن جبينه سيف صقيل   ومن سجعات الأساس: طعم الآلاء أحلى من المن، وهو أمر من الألاء عند المن. وفي لسان العرب: قال أبو زيد: هي شجرة تشبه الآس لا تتغير في القيظ، ولها ثمرة تشبه سنبل الذرة، ومنبتها الرمل والأودية. قال: والسلامان نحو الألاء غير أنها أصغر منها، تتخذ منها المساويك، وثمرتها مثل ثمرتها، ومنبتها الأودية والصحارى. وأديم مألوء بالهمز من غير إدغام: دبغ به. وذكره الجوهري في المعتل وهما، والمصنف بنفسه أعاده في المعتل أيضا فقال: الألاء كسحاب ويقصر: شجر مر دائم الخضرة، واحدته ألاءة. وسقاء مألوء ومألي: دبغ به. فلينظر ذلك، وذكره ابن القوطية وثعلب في المعتل أيضا، فكيف ينسب الوهم إلى الجوهري? وسيأتي الكلام عليه في محله إن شاء الله تعالى. ومما يستدرك عليه: أرض مألاة: كثيرة الألاء. وألاءات بوزن فعالات، كأنه جمع ألاءة، كسحابة: موضع جاء ذكره في الشعر، عن نصر، كذا في المعجم. قلت: والشعر هو:

الجوف خير لك من أغواط     ومن ألاءات ومـن أراط أ و أ

صفحة : 70

آء كعاع، بعينين بينهما ألف منقلبة عن تحتية أو واو مهملة، لا معنى لها في الكلام، وإنما يؤتى بمثلها في الأوزان، لأن الشهرة معتبرة فيه، وليس في الكلام اسم وقعت فيه ألف بين همزتين إلا هذا، قاله كراع في اللسان: ثمر شجر، وهو من مراتع النعام. وتأسيس بنائها من تأليف واو بين همزتين، قال زهير بن أبي سلمى:

كأن الرحل منها فوق صعل    من الظلمان جؤجؤه هواء
أصك مصلم الأذنين أجـنـا   له بالـسـي تـنـوم وآء

لا شجر، ووهم الجوهري، وقال أبو عمرو: ومن الشجر الدفلى والآء، بوزن العاع. وقال الليث: الآء شجر له ثمر تأكله النعام، وقال ابن بري: الصحيح عند أهل اللغة أن الآء ثمر السرح. وقال أبو زيد: هو عنب أبيض يأكله الناس ويتخذون منه ريا. وعذر من سماه بالشجر أنهم قد يسمون الشجر باسم ثمره، فيقول أحدهم: في بستاني السفرجل والتفاح. وهو يريد الأشجار، فيعبر بالثمرة عن الشجرة، ومنه قوله تعالى: فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا واحدته بهاء، وقد جاء في الحديث: جرير بين نخلة وضالة وسدرة وآءة . وتصغيره أويأة. ولو بنيت منها فعلا لقلت: أوت الأديم بالضم إذا دبغته به أي بالآء والأصل أؤت بهمزتين، فأبدلت الثانية واوا، لانضمام ما قبلها فهو مؤوء كمعوع والأصل مأووء بفتح الميم وسكون الهمزة وضم الواو، وبعد واو مفعول همزة أخرى هي لام الكلمة، ثم نقلت حركة الواو التي هي عين الكلمة إلى الهمزة التي فاؤها، فالتقى ساكنان: الواو التي هي عين الكلمة المنقول عنها الحركة، وواو مفعول، فحذف أحدهما، الأول أو الثاني، على الخلاف المشهور، فقيل: مؤوء، كمقول، وقال ابن بري: والدليل على أن أصل هذه الألف التي بين الهمزتين واو، قولهم في تصغير آءة: أويأة. وحكاية أصوات وفي نسخة: صوت، بالإفراد، أي استعملته العرب حكاية لصوت، كما استمعلته اسما للشجر، قال الشاعر:

في جحفل لجب جم صواهله     بالليل يسمع في حافاتـه آء

وزجر للإبل، فهو سموت أيضا، أو اسم فعل، ذكره ابن سيده في المحكم. ومما يستدرك عليه: الآء بوزن العاع: صياح الأمير بالغلام، عن أبي عمرو. وأرض مآءة: تنبت الآء. وليس بثبت.

أ ي أ
الأيئة: بهمزتين بينهما تحتية كالهيئة لفظا ومعنى، حكاه الكسائي عن بعض العرب، كذا نقله الصاغاني. قلت: والمشهور عند أهل التصريف أن هذه الهمزة الأولى أبدلت من الهاء، لأنه كثير في كلامهم، فعلى هذا لا تكون أصلا، وقيل: إنها لثغة، ولهذا أهملها الجوهري وابن منظور، وهما هما.