الباب الأول: باب الهمزة - الفصل الرابع: فصل الثاء المثلثة مع الهمزة

فصل الثاء المثلثة مع الهمزة

ث أ ث أ
ثأثأ الإبل: أرواها بالماء، وقيل: سقاها حتى يذهب عطشها ولم يروها، وثأثأها: عطشها فهو ضد، فمن الإرواء قول الراجز:

إنك لن تثأثئ النـهـالا     بمثل أن تدارك السجالا

صفحة : 85

وقال الأصمعي: ثأثأ عن القوم: دفع عنهم وثأثأ الرجل عن الأمر: حبس، ويقال: ثأثئ عني الرجل، أي احبسه. وثأثأ الغضب: سكن، وقال ابن دريد: ثأثأ الرجل: أزال عن مكانه ويقال: ثأثأ النار أطفأها، قال الصاغاني: وهذا ينصر الإرواء، وكذلك ثأثأ غضبه إذا سكنه، وعن أبي عمرو: وثأثأ بالتيس: دعاه للسفاد ومثله في كتاب أبي زيد وثأثأت الإبل: عطشت، ورويت، ضد أو شربت فلم ترو، كما تقدم، وثأثأ الرجل عن الشيء إذا أراده ثم بد له تركه. وقال أبو زيد: تثأثأ الرجل تثأثؤا: أراد سفرا إلى أرض ثم بدا له الترك والمقام، بضم الميم، وقال الأصمعي: يقال لقي فلانا فتثأثأ منه: هابه أي خافه، وعن أبي عمرو: الثأثاء: دعاء التيس للسفاد كالتأتاء وقد كرره المصنف. وأثأته بسهم: رميته به، ويقال: أثوته، وعن الأصمعي: أثيته، وسيذكر في ث و أ قريبا، ووهم الجوهري فذكره هنا، وكذلك الكسائي ذكره هنا، قال الصاغاني: والصواب أن يفرد له تركيب بعد تركيب ثمأ، لأنه من باب أجأته أجيئه وأفأته أفيئه، وذكره الأزهري في تركيب أثأ، وهو غير سديد أيضا.

ث د أ
الثداء كزنار: نبت له ورق كأنه ورق الكراث، وقضبان طوال يدقها الناس، وهي رطبة فيتخذون منها أرشية يسقون بها، قاله أبو حنيفة، وقال مرة: هي شجرة طيبة يحبها المال ويأكلها، وأصولها بيض حلوة، ولها نور مثل نور الخطمي الأبيض. واحدته بهاء قال: وينبت في أصلها الطراثيث وهو أشترغاز، وزنجبيل العجم، وعرق الأنجذان الخراساني. الثندأة لك بضم الأول والثالث كالثدي لها، أي للمرأة وهو قول الأكثر، وعليه جرى في الفصيح، وقد جاء في الحديث في صفة النبي صلى الله عليه وسلم عاري الثندأتين أراد أنه لم يكن على ذلك الموضع لحم أو هي معزز الثدي، وهو قول الأصمعي أو هي اللحم الذي حوله، وهو قول ابن السكيت، وقيل: هي والثدي مترادفان، قال ابن السكيت: وإذا فتحت الكلمة فلا تهمز، هي ثندوة كفعلوة مثل قرنوة وعرقوة، وإذا ضممت أولها همزت، فتكون فعللة، وقوله كفعلوة إشارة إلى أن النون أصلية والواو زائدة، وقد صرح بهذا الفرق قطرب أيضا، وأشار له الجوهري في الصحاح. وفي المصباح: الثندوة وزنها فنعلة، فتكون النون زائدة والواو أصلية، وكان رؤبة يهمزها، وقال أبو عبيد: وعامة العرب لا تهمزها. وحكى في البارع ضم الثاء مهموزا وفتحها معتلا، وجمعها على ما قال ابن السكيت ثناد، على النقص، وأهمله المصنف، وقال صاحب الواعي: الجمع على اللغتين ثنادة وثناد. ومما يستدرك عليه: في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في الأنف إذا جدع الدية، وإن جدعت ثندؤته فنصف العقل قال ابن الأثير: أراد بالثندؤة في هذا الموضع روثة الأنف. والأثيداء مصغرا مكان بعكاظ، قال ياقوت في المعجم: يجوز أن يكون تصغير الثأد بنقل الهمزة إلى أوله.

ث ر ط أ
الثرطئة بالكسر وقد حكيت بغير همز وضعا، قال الأزهري إن كانت الهمزة أصلية فالكلمة رباعية، وإن لم تكن أصلية فهي ثلاثية. والغرقئ مثله: الرجل الثقيل والقصير وسقطت الواو في بعض النسخ: وفي أخرى زيادة: من الرجال والنساء.

ث ط أ
ثطأه كجعله: وطئه، وقال أبو عمرو: ثطأته بيدي ورجلي حتى ما يتحرك، أي وطئته، والثطأة بالضم والفتح مع سكون الطاء دويبة لم يحكها غير صاحب العين، قال: عن أبي عمرو، وهي العنكبوت، وثطئ كفرح ثطأ: حمق كثطئ ثطأ، كذا في العباب، وهذه الترجمة بالحمرة في غالب النسخ التي بأيدينا، مع أنها مذكورة في الصحاح. قال الجوهري: ثطئه، بالكسر: رمى به الأرض وسلحه، ولعلها سقطت من نسخة المصنف.

ث ف أ

صفحة : 86

الثفاء كقراء ومثله في الصحاح والعباب، وجزم الفيومي في المصباح أنه بالتخفيف، كغراب: الخردل المعالج بالصباغ أو الحرف، وهي لغة أهل الغور، وهو حب الرشاد بلغة أهل العراق واحدته بهاء، ومنه الحديث ماذا في الأمرين من الشفاء: الصبر والثفاء قال ابن سيده: وهمزته يحتمل أن تكون وضعا وأن تكون مبدلة من ياء أو واو، وفي العباب: ذكر بعض أهل اللغة الثفاء في باب الهمز، وعندي أنه معتل اللام، وسمي بذلك لما يتبع مذاقه من لذع اللسان لحدته، من قولهم ثفاه يثفوه ويثفيه إذا اتبعه، وتسميتهم إياه بالحرف لحرافته، ومنه بصل حريف، وهمزته منقلبة من واو أو ياء، على مقتضى اللغتين. وثفأ القدر كمنع: كسر غليانها، أي فورانها.

ث م أ
ثمأهم كجعل: أطعمهم الدسم وثمأ رأسه بالحجر والعصا ثمأ: شدخه فانثمأ وكذلك الثمر والشجر. وثمأ الخبز ثمأ: طرحها في السمن، وثمأ لحيته بالحناء ثمأ: صبغ. وثمأ ما في بطنه: رماه واستفرغه. وكذلك ثمأ أنفه: كسره فسال دما.

ث و أ
ثاءة ع ببلاد هذيل كذا في العباب والمراصد. وأثأته بسهم: رميته ويقال: أثيته، ونقل عن الأصمعي، وهو حرف غريب، وذكر في أ ث أ، وتقدمت الإشارة إليه.