الباب الأول: باب الهمزة - الفصل السادس: فصل الحاء المهملة مع الهمزة

فصل الحاء المهملة مع الهمزة

ح أ ح أ
حأحأ بالتيس إذا دعاه إما لسفاد أو شراب، ذكره أبو حيان وغيره. وقيل حأحأ بالتيس إذا زجره بقوله حأحأ. وحئ حئ بكسرهما دعاء الحمار إلى الماء أورده ابن الأعرابي.

ح ب أ
الحبأ، محركة: جليس الملك ونديمه وخاصته والقريب به ج أحياء كسبب وأسباب، ويقال: هو من أحباء الملك وأحبائه أي خواصه وجلسائه. وعن ابن الأعرابي: الحبأة: الطينة السوداء لغة في الحمأة. ونقل الأزهري عن الليث: الحبأة: لوح الإسكاف المستدير وجمعها حبوات، قال الأزهري: هذا تصحيف فاحش، والصواب الجبأة بالجيم، وقد تقدم. وعن الفراء الحابيان: الذئب والجراد، وهو مستدرك على المصنف.

ح ب ط أ

صفحة : 96

رجل حبنطأ بهمزة غير ممدودة وحبنطأة بالهاء وحبنطى بلا همز ومحبنطئ قال الكسائي: يهمز ولا يهمز أي قصير سمين ضخم بطين قاله الليث. واحبنطأ الرجل: انتفخ جوفه و احبنطأ امتلأ غيظا قال أبو محمد بن بري: صواب هذا أن يذكر في ترجمة حبط، لأن الهمزة زائدة، ولهذا قيل: حبط بطنه إذا انتفخ، وكذلك المحبنطئ هو المنتفخ جوفه، قال المازني: سمعت أبا زيد يقول: احبنطأت، بالهمز، أي امتلأ بطني، قال المبرد: والذي نعرفه وعليه جملة الرواة: حبط بطن الرجل إذا انتفخ لطعام أو غيره. واحبنطأ الرجل إذا امتنع، وكان أبو عبيدة يجيز فيه ترك الهمز، وأنشد:

إني إذا استنشدت لا أحبنطي
ولا أحب كثرة التمطي

وفي حديث السقط يظل محبنطئا على باب الجنة قال أبو عبيدة: هو المتغضب المستبطئ للشيء، وقيل في الطفل محبنطئ أي ممتنع، كذا في اللسان والعباب، ووهم الجوهري في إيراده بعد تركيب ح ط أ زاعما زيادة النون، وهو رأي البصريين، والمصنف يرى أصالة حروفها بأجمعها فراعى ترتيبها.

ح ت أ
حتأ كجمع يحتأ حتأ إذا ضرب، وحتأ المرأة يحتؤها حتأ إذا نكح، وحتأ إذا أدام النظر إلى الشيء وحتأ: حط المتاع عن الإبل وحتأ الثوب يحتؤه حتأ: خاطه الخياطة الثانية، وقيل: كفه. وحتأ الكساء حتأ إذا فتل هدبه وكفه ملزقا به، يهمز ولا يهمز، ومن هنا يؤخذ لفظ الحتية، بفتح فسكون، وهو عبارة عن أهداب مفتولة في طرف العذبة، بلغة اليمن، وحتأ العقدة: شدها وحتأ الجدار وغيره: أحكمه، كأحتأ رباعيا في الأربعة الأخيرة وهي الثوب والكساء والعقدة والجدار. قال أبو زيد في كتاب الهمز: أحتأث الثوب، بالألف، إذا فتلته فتل الأكسية، وحتأت الشيء وأحتأته إذا أحكمته، وعن أبي عمرو: أحتأت الثوب إذا خطته والحتيء كأمير لغة في الحتي، بغير همز، وهو سويق المقل، وينشد بالوجهين بيت المتنخل الهذلي:

لا در دري إن أطعمت نازلـكـم       قرف الحتيء وعندي البر مكنوز والحنتأو بالكسر، ملحق بجردحل وهو القصير الصغير، يقال: رجل حنتأو وامرأة حنتأو، وهو الذي يعجب بنفسه، وهو في عيون الناس صغير، أورده الأزهري في حنت وفي حنتأ. والتركيب يدل على شدة.

ح ج أ
حجأ بالأمر كجعل: فرح به وحجأ عنه كذا إذا حبسه عنه وحجئ به كسمع حجأ: ضن به وأولع يهمز ولا يهمز أو حجئ به كسمع: فرح له، ولو قال في أول المادة حجأ بالأمر كجعل وسمع: فرح كان أخضر أو حجئ بالشيء وحجأ به: تمسك به ولزمه، كتحجأ قال الفراء: حجئت به وتحجيت به، يهمز ولا يهمز: تمسكت ولزمت وعن اللحياني: المحجأ: الملجأ يقال ماله محجأ ولا ملجأ، بمعنى واحد وهو حجئ بكذا أي خليق لغة في حجي، عن اللحياني، وإنهما لحجيان وإنهن لحجايا مثل قولك خطايا، وأنشد الفراء، وهو لرجل مجهول، وليس للراعي كما وقع في بعض كتب اللغة:

فإني بالجموح وأم عمـرو     ودولح فاعلموا حجئ ضنين

وأنشد لعدي بن زيد:
أطف لأنفه الموسى قصير    وكان بأنفه حجئا ضنينـا

وهو تأكيد لضنين وعن أبي زيد: إنه لحجئ إلى بني فلان، أي لاجئ إليهم. والتركيب يدل على الملازمة.

ح د أ

صفحة : 97

الحدأة كعنبة: قال الجوهري والصاغاني: ولا تقل الحدأة بالفتح طائر معروف، وكنيته أبو الخطاف وأبو الصلت، يصيد الجرذان، وكان من أصيد الجوارح، فانقطع عنه الصيد لدعوة سيدنا سليمان، عليه وعلى نبينا السلام، ونقل أبو حيان فيه الفتح عن العرب، ونقل شراح الفصيح عن ابن الأعرابي أنه يقال حدأة وحدأ بالفتح فيهما، للفأس وللطائر جميعا، وحكاه ابن الأنباري أيضا، وقال: الكسر في الطائر أجود ج حدأ مثال حبرة وحبر وعنبة وعنب، وهو بناء نادر، لأن الأغلب على هذا البناء لجمع نحو قرد وقردة، إلا أنه قد جاء للواحد، وهو قليل، حققه الجوهري، وأنشد الصاغاني للعجاج يصف الأثافي:

فخف والجنادل الثوي
كما تدانى الحدأ الأوي

ويجمع على حداء ككتاب، قال ابن سيده: وهو نادر، وأنشد لكثير عزة:

لك الويل من عيني خبيب وثابت    وحمزة أشباه الحداء الـتـوائم وعلى حدآن، بالكسر أورده ابن قتيبة، والحدى كالعزى، وسيأتي في المعتل، لغتان في هذا الطائر، قال أبو حاتم: أهل الحجاز يخطئون فيقولون لهذا الطائر الحديا، وهو خطأ. قلت: وقد جاء في حديث أعرابية في قصة الوشاح، وهكذا قيده الأصيلي. وجاء أيضا الحدياة، بغير همز، وفي بعض الروايات: الحيئة بالهمز، كأنه تصغير، ذكره الصاغاني في التكملة، قال: وصواب تصغيره حديئة، وإن ألقيت حركة الهمزة على الياء وشددتها قلت حدية على مثال علية. قال الدميري: وفي الحديث عن ابن عباس لا بأس بقتل الحدو والإفعو ونقل عن الأزهري أنه قال: هي لغة فيهما، وقال ابن السراج: بل هي على مذهب الوقف على هذه اللغة قلب الألف واوا، على لغة من قال حدا وأفعى. والحدأة بالكسر سالفة عنق الفرس وهي ما تقدم من عنقه، عن الأصمعي وأنشد:

طويل الحداء سليم الشظـى         كريم المراح صليب الخرب الخرب: الشعر المقشعر في الخاصرة. والحدأة بالتحريك: الفأس ذات الرأسين وهو الأفصح، كما أن الكسر في الطائر أفصح، وهذا على قول من قال إن الكسر فيه لغة أيضا أو هي رأس الفأس على التشبيه وهي أيضا نصل السهم على التشبيه ج حدأ مثل قصبة وقصب، عن الأصمعي، وأنشد للشماخ يصف إبلا حداد الأسنان:

يباكرن العضاه بمقنعات          نواجذهن كالحدإ الوقيع

صفحة : 98

شب أسنانها بفؤوس قد حددت،وحداء بالكسر ككتاب، ورواه أبو عبيد عن الأصمعي وأبي عبيدة، وأنشد بيت الشماخ بالكسر. قلت: وهذا على قول من لم يفرق بينهما، بل جعلهما واحدا وزعم الشرقي بن القطامي أن حداء وبندقة قبيلتان وهما حداء بن نمرة بن سعد العشيرة وبندقة بن مظة واسمه سفيان بن سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة، الأولى بالكوفة والثانية باليمن، أغارت حداء على بندقة فنالت منهم، ثم أغارت بندقة عليهم فأبادتهم، فكانت تفزع بها، ومنه قولهم: حدأ حدأ وراءك بندقة أورده الميداني مي مجمع الأمثال والحريري والزمخشري وغيرهم، أو هي ترخيم حدأة قاله ابن السكيت، والعامة تقول: حدا حدا، بالفتح غير مهموز، قال ابن الكلبي: يضرب لمن يتباصر بالشيء فيقع عليه من هو أبصر منه. وفي الأساس أنه يضرب لمن يخوف بشر قد أظله، وقال أبو عبيدة: يراد بذلك هذا الحدأ الذي يطير، والبندقة ما يرمى به، يضرب في التحذير. وحدئ إليه وعليه كفرح إذا حدب عليه ونصره ومنعه من الظلم. وفي العباب: ومما شذ من هذا التركيب حدئ بالمكان: لزق به عن أبي زيد، فان هذا التركيب يدل على طائر أو مشبه بذلك. وعن أبي زيد أيضا حدئ إليه حدأ: لجأ. ويقال: حدئ عليه إذا غضب وحدئت المرأة على ولدها: عطفت عليه، فهو من الأضداد. مستدرك على المصنف. وقال الفراء في كتاب المقصور والممدود: حدئت الشاة إذا انقطع سلاها في بطنها فاشتكت عنه. وروى أبو عبيد عن أبي زيد في كتاب الغنم حذئت الشاة، بالذال المعجمة، إذا انقطع سلاها في بطنها. قال الأزهري: وهذا تصحيف، والصواب بالدال والهمز، كذا في اللسان. وعن أبي عبيد: حدأ الشيء كجعل: صرف. والحندأو هو الحنتأو وزنا ومعنى. ومما يستدرك عليه: الحديئة كحطيئة: اسم جبل باليمن، وقد تقلب الهمزة ياء وتشدد.

ح ر ب أ
احرنبأ الرجل إذا تهيأ للغضب والشر أو أضمر الداهية في نفسه، قاله الميداني، يهمز ولا يهمز، وقيل: همزته للإلحاق باقعنسس، فوزنه حينئذ افعنلأ.

ح ز أ
حزأه أي الشخص السراب يحزؤه حزأ كمنعه: رفعه لغة في حزاه يحزوه بلا همز، قاله ابن السكيت. وعن أبي زيد حزأ الإبل يحزؤها حزأ إذا جمعها وساقها ومن ذلك حزأ المرأة: جامعها. واحزوزأ: اجتمع يقال: احزوزأت الإبل إذا اجتمعت، قاله أبو زيد واحزوزأ الطائر: ضم جناحيه وتجافى عن بيضه. قال:

محزوزأين الزف عن مكويهما وترك همزة رؤبة فقال:

يركبني تيما وما تيماؤه
يهماء يدعو جنها يهماؤه
والسير محزوز بنا احزيزاؤه
ناج وقد زوزى بنا زيزاؤه

والتركيب يدل على الارتفاع.

ح ش أ
حشأه بسوط وعصا كجمعه: ضرب به جنبه وفي بعض النسخ جنبيه بالتثنية وبطنه. وحشأه بسهم: رماه وأصاب به جوفه، ونقل الأزهري عن الفراء: حشأته، إذا أدخلته جوفه، وإذا أصبت حشاه قلت: حشيته، وفي العباب، قال أسماء بن خارجة يصف ذئبا طمع في ناقته، وكانت تسمى هبالة:

لي كل يوم من ذؤالـه        ضغث يزيد على إباله
لي كـل يوم صـيقة         فوقي تأجل كالظلاله
فلأحشأنك مشقـصـا        أوسا أويس من الهباله

صفحة : 99

أوسا، أي عوضا، وقيل: الهبالة في البيت الغنيمة. وحشأ المرأة يحشؤها حشأ: نكحها وباضعها. وحشأ النار: أوقدها وفي العباب: حشها. والمحشأ كمنبر ومحراب وعلى الأول اقتصر أبو زيد والزبيدي، وقالوا في الثاني إنه إشباع وقع في بعض الأشعار ضرورة: كساء غليظ قاله أبو زيد أو أبيض صغير يتزر به كذا في النسخ، وهي لغة قليلة، والفصحى يؤتزر به أو إزار يشتمل به والجمع المحاشئ. قال عمارة بن طارق، وقال الزيادي: عمارة بن أرطاة:

ينفضن بالمشافر الهدالق
نفضك بالمحاشئ المحالق

يعني التي تحلق الشعر من خشونتها. والتركيب يدل على إبداع الشيء باستقصاء.

ح ص أ
حصأ الصبي من اللبن كجعل وسمع إذا رضع حتى امتلأ بطنه وكذلك الجدي إذا امتلأت إنفحته، قاله أبو زيد: وحصئ بالكسر فيهما، عن غير أبي زيد، وقال الأصمعي: حصأ من الماء وحصئ منه: روي. وحصأت الناقة وحصئت اشتد أكلها أو شربها أو اشتدا جميعا. وحصأ بها: حبق، كحصم ومحص. وأحصأه: أرواه عن الأصمعي. والحنصأو والحنصأوة بالكسر فيهما، رواه الأزهري عن شمر وقال: هو من الرجال: الضعيف. وأنشد:

حتى ترى الحنصأوة الفروقا
متكئا يقتمح السويقا

ويقال: الحنصأو هو الرجل الصغير تزدرى مرآته، ثم إن صريح كلام أبي حيان أن همزته ليست بأصلية، وعلى رأي الأكثرين للإلحاق، وقد أعاده المصنف في ح ن ص، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى. والتركيب يدل على تجمع الشيء.

ح ض أ
حضأ النار كمنع: أوقدها وسعرها أو فتحها أي حركها لتلتهب أي تشتعل، قال تأبط شرا:

ونار قد حضأت بعيد هدء بدار        ما أريد به مقامـا

وأنشد في التهذيب:

باتت همومي في الصدر تحضؤها    طمحات دهر ما كنت أدرؤهـا

كاحتضأها فحضأت هي، قال الفراء: يهمز ولا يهمز والمحضأ كمنبر ومحراب الثاني على لغة من لم يهمز: عود يحضأ به أي يحرك به النار، كالمحضب، قال أبو ذؤيب:

فأطفئ ولا توقد ولا تك محضأ       لنار الأعادي أن تطير شداتها قال الأزهري: إنما أراد مثل محضإ، لأن الإنسان لا يكون محضأ. ويقال: أبيض حضئ كأمير، كذا في الأصول والصحاح، وفي بعض النسخ ككتف يقق بفتح القاف وكسرها. والتركيب يدل على الهيج.

ح ط أ
حطأ به الأرض، كمنع حطأ: صرعه، قاله أبو زيد، وقال الليث: الحطء، مهموز: شدة الصرع، يقال: احتمله فحطأ به الأرض وحطأ فلانا: ضرب ظهره بيده مبسوطة منشورة، أي الجسد أصابت، وهي الحطأة، قاله قطرب، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقفاي فحطأني حطأة وقال: اذهب فادع لي معاوية وقال: وكان كاتبه. ويروى: حطاني حطوة، بغير همز، وقال خالد بن جنبة: لا تكون الحطأة إلا ضربة بالكف بين الكتفين أو على رأس الجنب أو الصدر أو على الكتد، فإن كانت بالرأس فهي صقعة وإن كانت بالوجه فهي لطمة، وقال أبو زيد: حطأت رأسه حطأة شديدة، وهي شدة القفد بالراحة، وأنشد:

وإن حطأت كتفيه ذرملا وحطأ جامع، وحطأ ضرط وحبق، وحطأ يحطئ جعس جعسا رهوا، قال:

احطئ فإنك أنت أقذر من مشى    وبذاك سميت الحطيئة فـاذرق

صفحة : 100

يحطأ ويحطئ كيمنع ويضرب، وحطأه بيده حطأ ضرب قاله شمر، وقيل: هو القفد، وقد تقدم. وحطأ به عن رأيه: دفعه عنه، ولما ولى معاوية عمرو بن العاص قال له المغيرة بن شعبة: ما لبثك السهمي إن حطأ بك إذ تشاورتما. أي دفعك عن رأيك، قاله ابن الأثير، ومثله في العباب. وحطأ بسلحه رمى به وحطأت القدر بزبدها: دفعته ورمت به، عند الغليان. والحطء بالكسر فالسكون: بقية الماء في الإناء، وفي النوادر: وحطء من تمر، وحتء من تمر، أي قدر ما يحمله الإنسان فوق ظهره. وقال أبو زيد: الحطيء كأمير: الرذال من الرجال، يقال:حطيء بطيء، إتباع، وهو حرف غريب، قاله شمر. والحطيئة: الرجل الدميم أو القصير ومنه لقب جرول الشاعر العبسي، لدمامته، قاله الجوهري، وقيل: كان يلعب مع الصبيان، فسمع منه صوت فضحكوا، فقال: ما لكم: إنما كانت حطيئة فلزمته نبزا، وقيل غير ذلك. والحنطأو كجردحل: العظيم البطن من الرجال كالحنطأوة بالهاء، والحنطأو: القصير، كالحنطئ كزبرج، قال الأعلم الهذلي:

والحنطئ الحنطـئ يم         ثج بالعظيمة والرغائب

وهكذا فسره أبو سعيد السكري، والحنطيء بالمد: الذي غذاؤه الحنطة وسيأتي في مثج المزيد على ذلك. وقال الكسائي: عنز حنطئة كعلبطة إذا كانت عريضة ضخمة، ونونها ذات وجهين، قاله الصاغاني، وصرح أبو حيان بزيادتها. والحبنطأ في ح ب ط أ، ووهم الجوهري فذكره هنا، وقد تقدمت الإشارة إليه. والتركيب يدل على تطامن الشيء وسقوطه.

ح ظ أ
الحنظأو، كجردحل: القصير من الرجال، عن كراع، وهو لغة في الطاء، وفسره أبو حيان بالعظيم البطن. ومما يستدرك على المصنف:

ح ف ت أ
الحفيتأ كسميدع، هو الرجل القصير السمين، وقد أحال في باب التاء على الهمز، ولم يتعرض له أصلا.

ح ف أ
حفأه كمنعه: جفأه الجيم لغة وحفأه إذا رمى به الأرض وصرعه والحفأ، محركة: البردي بنفسه أو أخضره ما دام في منبته أو ما كان في منبته كثيرا دائما أو أصله الأبيض الرطب الذي يقتلع ويؤكل، قال الشاعر: كذوائب الحفإ الرطيب غطا به غيل ومد بجانبيه الطحلب والواحدة حفأة واحتفأه: اقتلعه من منبته ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل: متى تحل لنا الميتة? فقال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفئوا بها بقلا فشأنكم بها قال الصاغاني: هذا التفسير على رواية من روى تحتفئوا بالحاء المهملة وبالهمز. قلت: وقد تقدم في جفأ ما يقرب من ذلك.

ح ف س أ
الحفيسأ، كسميدع: القصير اللئيم الخلقة من الرجال، قاله ابن السكيت، ووهم الإمام أبو نصر هو الفارابي خال الجوهري. أو هو الجوهري نفسه، وقد تفنن في العبارة، قاله شيخنا في إيراده في ح ف س وقد ذكره المصنف هناك من غير تنبيه عليه، وهو عجيب منه.

ح ك أ
حكأ العقدة كمنع حكأ: شدها وأحكمها كأحكأها إحكاء واحتكأها. قال عدي بن زيد العبادي يصف جارية:

أجل إن الله قد فضلـكـم        فوق من أحكأ صلبا بإزار

صفحة : 101

وقال شمر: أحكأت العقدة: أحكمتها، واحتكأت هي: اشتدت، واحتكأ العقد في عنقه: نشب. والحكأة بالضم كتؤدة وبرادة: دويبة، أو هي العظاية الضخمة، قال الأصمعي: أهل مكة حرسها الله تعالى يسمون العظاية الحكأة مثل همزة، والجميع الحكأ مقصورا، وقالت أم الهيثم: الحكاءة ممدودة مهموزة، وهي كما قالت، كذا في العباب، وفي حديث عطاء أنه سئل عن الحكأة فقال: ما أحب قتلها، وهي العظاءة، وقيل: ذكر الخنافس، وقد يقال بغير همز، وإنما لم يجب قتلها لأنها لا تؤذي، قاله أبو موسى. واحتكأ الشيء في صدري: ثبت فلم أشك فيه، واحتكأ الأمر في نفسي: ثبت، ويقال: سمعت أحاديث وما احتكأ في صدري منها شيء، أي ما تخالج. وفي النوادر: لو احتكأ لي أمري لفعلت كذا، أي لو بان لي أمري في أوله، كذا في اللسان.

ح ل أ
الحلاءة كبرادة وحلوء مثل صبور: ما يحك بين حجرين ليكتحل به، ومن ذلك حلأه كمنعه إذا كحله به، كأحلأه، قال أبو زيد: أحلأت الرجل إحلاء إذا حككت له حكاكة حجرين فداوى بحكاكتهما عينيه إذا رمدتا. وحلأه بالسوط: جلده، وبالسيف: ضربه، يقال حلأته عشرين سوطا ومتحته ومشقته، بمعنى واحد. وحلأ به الأرض: صرعه وضربها به، قال الأزهري: والجيم لغة. وحلأ المرأة: نكحها مجاز من حلأ الجلد. وعن أبي زيد: حلأ فلانا كذا درهما: أعطاه إياه، وحكى أبو جعفر الرؤاسي:ما حلئت منه بطائل، كذا في التهذيب، وحلأ الجلد يحلؤه حلأ وحلاءة: قشره وبشره ومنه المثل: حلأت حالئة عن كوعها لأن المرأة ربما استعجلت فقشرت كوعها، والمحلأة: آلتها، وقيل في معنى المثل غير ذلك. وحلأ له حلوءا: حكه له حجرا على حجر، ثم جعل الحكاكة على كفه وصدأ به المرآة ثم كحله بها، قاله ابن السكيت. والحلاءة، كسحابة: الأرض الكثيرة الشجر، وقيل اسم أرض، حكاه ابن دريد، وليس بثبت، قاله الأزهري، وقيل: اسم ع شديد البرد، قال صخر الغي:

كأني أراه بالحلاءة شاتيا يقفع أعلى أنفه مرزم ويكسر والذي قرأت في أشعار الهذليين، قال صخر بن عبد الله يهجو أبا المثلم:

إذا هو أمسى بالحلاءة شاتيا       تقشر أعلى أنفه أم مرزم

الحلاءة بفتح الحاء وبالكسر رواية أبي سعيد السكري: موضع قر وبرد. وأم مرزم: الشمال، عيره أنه نازل بمكان بارد سوء. فأجابه أبو المثلم:

أعيرتني قر الحلاءة شـاتـيا      وأنت بأرض قرها غير منجم

أي غير مقلع والحلاءة بالضم قشرة الجلد التي يقشرها الدباغ مما يلي اللحم والحلاءة بالكسر واحدة الحلاء بالكسر والمد، وهي اسم لجبال قرب ميطان لا نبات فيها تنحت منها الأرحية وتحمل إلى المدينة على ساكنها السلام. والحلوء، كصبور: حجر يستشفي به بالبناء للمعلوم الرمد ككتف فاعله، وقال ابن السكيت: الحلوء: حجر يدلك عليه ثم تكحل به العين، قال أبو المثلم الهذلي يخاطب عامر بن عجلان الهذلي:

متى ما أشأ غير زهو الملـو        ك أجعلك رهطا على حيض
وأكحلك بالصاب أو بالحلـوء       ففتح لعينـك أو غـمـض

ويروى: بالجلاء. وحلأه أي الإبل عن الماء تحليئا وتحلئة: طرده عنه ومنعه. قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي في معاتبة المأمون:

يا سرحة الماء قد سدت موارده        أما إليك سبيل غير مـسـدود
لحائم حام حتى لا حـوام بـه         محلإ عن سبيل الماء مطرود

صفحة : 102

هكذا رواه ابن بري، وقال: كذا ذكره أبو القاسم الزجاجي في أماليه، وفي العباب: وأنشده الأصمعي فقال: أحسنت في الشعر، غير أن هذه الحاءات لو اجتمعت في آية الكرسي لعابتها. قال: وكذلك غير الإبل، قال امرؤ القيس:

وأعجبني مشي الحزقة خالـد      كمشي أتان حلئت عن مناهل

وفي اللسان: وكذلك حلأ القوم، قال ابن الأعرابي: قالت قريبة: كان رجلا عاشقا لمرأة، فتزوجها فجاءها النساء، فقال بعضهن لبعض:

قد طالما حلأتماها لا ترد
فخلياها والسجال تبتـرد

وفي الحديث يرد علي يوم القيامة رهط فيحلئون عن الحوض ، أي يصدون عنه ويمنعون من وروده، وفي حديث سلمة بن الأكوع: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي حليتهم عنه بذي قرد هكذا جاء في الرواية غير مهموز، قلبت الهمزة ياء، وليس بالقياس، لأن الياء لا تبدل من الهمزة إلا أن يكون ما قبلها مكسورا، وقد شذ قريت في قرأت، وليس بالكثير والأصل الهمز. وحلأه كذا درهما، أعطاه إياه كحلأه وأحلأه. وحلأ السويق تحلئة: حلاه، وكذلك أحلأت السويق، قال الفراء: قد همزوا غير مهموز، لأنه من الحلواء بالمد، وكذلك رثأت الميت، وسيأتي في درأ توضيح لذلك. والتحلئ، بالكسر: شعر وجه الأديم ووسخه وسواده كالتحلئة بالهاء، وقد صرح أبو حيان بزيادة تاءيهما. وفي العباب: التحلئ: ما أفسده السكين من الجلد إذا قشر تقول منه حلئ الأديم، بالكسر، حلأ، بالتحريك، إذا صار فيه التحلئ. والحلأ محركة أيضا: العقبول، وتقول من ذلك حلئ إذا صار فيه التحلئ هكذا في سائر النسخ، والأولى: إذا صار فيه الحلأ ويقال حلئت الشفة إذا بثرت بعد المرض. قال الأزهري: وبعضهم لا يهمز فيقول حليت شفته حلى، مقصور، وقال ابن السكيت في باب المقصور والمهموز: الحلأ هو الحر الذي يخرج على شفة الرجل غب الحمى والمحلأة بالكسر اسم ما حلئ به الأديم أي قشر، وقال شمر: الحالئة: حية خبيثة تحلأ من تلسعه السم، كما يحلأ الكحال الأرمد حكاة فيكحله بها، وربها فسر المثل المتقدم. ومن المجاز رجل تحلئة إذا كان ثقيلا يلزق بالإنسان فيغمه. ومن الأمثال: حلوءة تحك بالذراريح يضرب لمن قوله حسن وفعله قبيح. والتركيب يدل على تنحية الشيء.

ح م أ

صفحة : 103

الحمأة بفتح فسكون: الطين الأسود المنتن كالحما محركة قال الله تعالى من حمإ مسنون وفي كتاب المقصور والممدود لأبي علي القالي: الحمأ: الطين المتغير، مقصور مهموز وهو جمع حمأة، كما يقال قصبة وقصب، ومثله قال أبو عبيدة، وقال أبو جعفر: وقد تسكن الميم للضرورة في الضرورة، وهو قول ابن الأنباري. وحمئ الماء كفرح حمأ بفتح فسكون وحمأ محركة: خالطته الحمأة فكدر تغيرت رائحته وحمئ زيد عليه: غضب، عن الأموي، ونقل اللحياني فيه عدم الهمز ويقال: أحمأت البئر إحماء إذا ألقيتها أي الحمأة فيها ويقال: حمأتها كمنعت إذا نزعت حمأتها عن ابن السكيت. اعلم أن المشهور أن الفعل المجرد يرد لإثبات شيء، وتزاد الهمزة لإفادة سلب ذلك المعنى، نحو شكى إلي زيد فأشكيته، أي أزلت شكواه وما هنا جاء على العكس، قال في الأساس: ونظيره قذيت العين وأقذيتها. وفي التهذيب: أحمأتها أنا إحماء إذا نقيتها من حمأتها، وحمأتها إذا ألقيت فيها الحمأة، ذكر هذا الأصمعي في كتاب الأجناس كما أورده الليث، قال: وما أراه محفوظا. ويقال: حمئت البئر حمأ فهي حمئة إذا صارت فيها الحمأة. وفي التنزيل تغرب في عين حمئة وقرأ ابن مسعود وابن الزبير في عين حامئة ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارة، وقد تكون حارة ذات حمأة. والحمء بالهمز ويحرك والحما كقفا، ومن ضبطه بالمد فقد أخطأ والحمو مثل أبو، مذل هو مضبوط في النسخ الصحيحة. وضبطه شيخنا كدلو والحم محذوف الأخير كيد ودم وهؤلاء الثلاثة الأخيرة محلها باب المعتل: أبو زوج المرأة خاصة، وهي الحماة أو الواحد من أقارب الزوج والزوجة، ونقل الخليل عن بعض العرب أن الحمو يكون من الجانبين، كالصهر، وفي الصحاح والعباب: الحمء: كل من كان من قبل الزوج، مثل الأخ والأب والعم وأنشد أبو عمرو في اللغة الأولى:

قلت لبواب لديه دارها
تيذن فإني حمؤها وجارها

ج أحماء كشخص وأشخاص وأما الحديث المتفق على صحته، الذي رواه عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمء? فقال الحمء الموت فمعناه أن حماها الغاية في الشر والفساد، فشبهه بالموت، لأنه قصارى كل بلاء وشدة، وذلك أنه شر من الغريب من حيث إنه آمن مدل والأجنبي متخوف مترقب، كذا في العباب. والحمأة: نبت ينبت بنجد في الرمل وفي السهل. ويقال: رجل حمئ العين، كخجل: عيون مثل نجئ الهين، عن الفراء، قال ولم نسمع له فعلا.

ح ن أ
الحناء، بالكسر والمد والتشديد م أي معروف، وهو الذي أعده الناس للخضاب، وقال السمعاني: نبت يخضبون به الأطراف، وفي شرح الكفاية: اتفقوا على أصالة همزته، فوزنه فعال، وهو مفرد بلا شبهة، وقال ابن دريد وابن ولاد: هو جمع لحناءة بالهاء، ونقله عياض وسلمه، وفيه نظر، وقد صرح الجمهور بأن الحناءة أخص من الحناء، لا أنه مفرد لها، كما قاله الجوهري والصاغاني ج حنآن، بالضم مثال عثمان، قاله أبو الطيب اللغوي، وأنشد أبو حنيفة في كتاب النبات:

فلقد أروح بلـمة فـينـانة     سوداء لم تخضب من الحنآن

صفحة : 104

وقال السهيلي في الروض: هو حنان، بضم فتشديد، جمع على غير قياس ثم قال: وهي عندي لغة في الحناء، لا جمع، وأنشد البيت، ونقل عن الفراء الحنان، بالكسر مع التشديد. وإلى بيعه أي الحناء ينسب وفي بعض النسخ نسب جماعة من المحدثين، منهم من القدماء إبراهيم ابن علي حدث عن أبي مسلم الكنجي وغيره، وسمع منه عبد الغني بن سعيد ويحيى بن محمد بن البحتري، يروي عن هدبة بن خالد وعبيد الله بن معاذ وأبو الحسن هارون بن مسلم بن هزمز البصري، قال أبو حاتم هو صاحب الحناء، يروى عن أبان بن يزيد العطار، وعنه قتيبة بن سعيد وغيره، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال الضبي القاضي نزيل دمشق، كان ثقة، حدث عن الحسين بن يحيى بن عياش القطان ويعقوب بن عبد الرحمن الدعاء، وغيرهما، وعنه أبو علي المقري وأبو القاسم الحنائي وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين من أهل دمشق صاحب الجزء المشهور وقد رويناه عن الشيوخ، توفي في حدود سنة 450 يروى عن عبد الوهاب بن الحسن الكلائي، وأبي بكر بن أبي الحديد السلمي، قال ابن ماكولا: كتبت عنه، وكان ثقة وأخوه علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسين وولده محمد بن الحسين حدثا بدمشق والعراق وأبو الحسن جابر ابن ياسين بن الحسن بن محموية العطار، من أهل بغداد، كان يبيع الحناء، وكان عطارا، سمع أبا طاهر المخلص، وعنه أبو بكر الخطيب وأبو حفص الكناني وأبو الفضل الأرموي. قلت: وقع لي حديثه عاليا في قرط الكواعب، في سباعيات ابن ملاعب وأبو الحسن محمد بن عبد الله وفي بعض النسخ عبيد الله، وهو ابن محمد بن محمد بن يوسف البغدادي، سمع أبا علي الصفار وأبا عمرو بن السماك وجعفرا الخلدي وغيرهم، روى عنه الخطيب والنعالي وأثنيا عليه، مات سنة 413 الحنائيون المحدثون.

ومما يستدرك عليه ممن انتسب إلى بيعه: أبو موسى هارون بن زياد بن بشير الحنائي من أهل المصيصة، يروي عن الحارث بن عمير عن حميد، وعنه محمد بن القاسم الدقاق بالمصيصة وغيره، وأبو العباس محمد بن أحمد ابن الحسن بن بابويه الحنائي، حدث بكتاب الرهبان عن أبي بكر بن أبي الدنيا، وأبو العباس محمد بن سفيان ابن عقوية الحنائي يعرف بحبشون، من أهل بغداد، حدث عن الحسن بن عرفة وأبي يحيى البزاز، وعنه علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق وغيره. وممن تأخر وفاته من المحدثين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم المالكي الحنائي نزيل الحسينية، ولد سنة 763 ومات سنة 848.

وحنأ المكان، كمنع: اخضر والتف نبته عن ابن الأعرابي. وحنأ المرأة: جامعها. وأخضر ناضر وباقل وحانئ، تأكيد أي شديد الخضرة. وقال أبو زيد: حنأه أي رأسه تحنيئا وتحنئة: خضبه بالحناء، فتحنأ، وقال أبو حنيفة الدينوري: تحنأ الرجل من الحناء، كما يقال تكتم من الكتم، وأنشد لرجل من بني عامر:

تردد في القراص حتى كأنما     تكتم من ألوانه وتـحـنـأ

والحناءة بالكسر والمد: اسم ركية في ديار بني تميم، قال الأزهري: وقد وردتها، وفي مائها صفرة. وابن حناءة اسم رجل، ذكره جرير في شعره يفخر على الفرزدق، يأتي في قعنب. والحناءتان: رملتان في ديار بني تميم، وقيل: نقوان أحمران من رمل عالج، قاله الجوهري، وفي المراصد: شبهتا بالحناء لحمرتهما، وقال أبو عبيد البكري: هما رابيتان في ديار طيئ. ووادي الحناء واد معروف ينبت الحناء الكثير بين زبيد وتعز على مرحلتين من زبيد، قال الصاغاني: وقد رأيته عند اجتيازي من تعز إلى زبيد.

ح و أ
حاء بالمد والتنوين: اسم رجل، وإليه نسب بئر حاء بالمدينة، على أحد الأقوال وسيعاد في الألف اللينة في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى ونذكر هناك ما يتعلق به.