الباب الأول: باب الهمزة - الفصل السابع: فصل الخاء المعجمة مع الهمزة

فصل الخاء المعجمة مع الهمزة

خ ب أ

صفحة : 105

خبأه كمنعه يخبؤه خبئا: ستره كخبأه تخبئة واختبأه قد جاء متعديا كما سيأتي، ويقال اختبأت منه أي استترت وامرأة خبأة كهمزة: لازمة بيتها، وفي الصحاح والعباب: هي التي تطلع ثم تختبئ. قال الزبرقان ابن بدر: إن أبغض كنائني إلي الخبأة الطلعة، ويروى الطلعة القبأة وهي التي تقبع رأسها أي تدخله. والخبء: ما خبئ وغاب ويكسر، سمي بالمصدر كالخبيء على فعيل والخبيئة وجمع الأخير خبايا، وفي الحديث التمسوا الرزق في خبايا الأرض معناه ما يخبؤه الزراع من البذر، فيكون حثا على الزراعة، أو ما خبأه الله عز وجل في معادن الأرض، والقياس خبائئ بهمزتين المنقلبة عن ياء فعيلة ولام الكلمة، إلا أنه استثقل اجتماعهما فقلبت الأخيرة ياء، لانكسار ما قبلها، فاستثقلت، والجمع ثقيل، وهو مع ذلك معتل، فقلبت الياء ألفا، ثم قلبت الهمزة الأولى ياء لخفائها بين الألفين. والخبء من الأرض: النبات، والخبء من السماء: المطر قاله ثعلب، قال الله تعالى الذي يخرج الخبء في السموات والأرض قال الأزهري: الصحيح والله أعلم أن الخبء كل ما غاب، فيكون المعنى: يعلم الغيب في السموات والأرض، وقال الفراء: الخبء مهموز هو الغيب. وخبء ع بمدين وخبء واد بالمدينة جنب قبا، كذا في المراصد. والخبأة بهاء: البنت وفي المثل خبأة خير من يفعة سوء، وسمى أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري كتابا من كتبه الخبأة، لافتتاحه إياه بذكر الخبأة بمعنى البنت، واستشهاده عليها بهذا المثل. وقال الليث الخباء ككتاب مدته سمة تخبأ في موضع خفي من الناقة النجيبة وإنما هي لذيعة بالنار ج أخبئة مهموز والخباء من الأبنية م أي معروف، والجمع كالجمع. في المصباح: الخباء: ما يعمل من صوف أو وبر، وقد يكون من شعر، وقد يكون على عمودين أو ثلاثة، وما فوق ذلك فهو بيت أو هي يائية وعليه أكثر أئمة اللغة، وقال بعض: هي واوية ولكن أكثر شذوذا من الهمزة، ولم يقل إن الخباء أصله الهمزة إلا ابن دريد، كذا في اللسان. وخبيئة بنت رياح بن يربوع بن ثعلبة، قاله ابن الأعرابي وأبو خبيئة الكوفي يلقب سؤر الأسد. والمخبأة كمكرمة هكذا في سائر النسخ، وفي بعض الأصول الصحيحة من القاموس والعباب بالتشديد، وهي المتسترة، وقيل: هي الجارية المخدرة التي لا بروز لها، أو هي التي لم تتزوج بعد وهي المعصر، قاله الليث وخبيئة بن كناز ككتان ولي زمن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الأبلة، فقال عمر: لا حاجة لنا فيه أي في ولايته هو يخبأ وأبوه يكنز فعزله وخبيئة بن راشد وأبو خبيئة كجهينة محمد بن خالد وشعيب بن أبي خبيئة محدثون. ويقال: كيد خابئ أي خائب قال أبو حيان هو من باب القلب. ويقال: خابأته ما كذا إذا حاجيته وقال ابن دريد اختبأ له خبيئا إذا عنى له شيئا ثم سأله عنه جاء بالاختباء متعديا، وهو صحيح، ومنه حديث عثمان رضي الله عنه: قد اختبأت عند الله خصالا: إني لرابع الإسلام.. الحديث. والخابية: الحب وهي الجرة الكبيرة، والجمع خوابي تركوا همزتها كما تركوا همزة البرية والذرية تخفيفا لكثرة الاستعمال، وربما همزت على الأصل، فإنهم كثيرا ما يهمزون وبالعكس، كذا في المصباح.

خ ت أ
ختأه، كمنعه: كفه عن الأمر واختتأ له اختتاء: ختله قاله أبو عبيد، قال أعرابي: رأيت نمرا فاختتأ لي. واختتأ منه: استتر خوفا أو حياء، وأنشد الأخفش لعامر بن الطفيل:

ولا يرهب ابن العم مني صولتي      ولا أختتي من قوله المتـهـدد
وإني إذا أوعدتـه أو وعـدتـه      لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

صفحة : 106

قال: إنما ترك همزه ضرورة، أو اختتأ إذا خاف أن يلحقه من المسبة شيء. وقال الأصمعي: اختتأ: ذل. وقال غيره: اختتأ: انقمع. واختتأ الشيء: اختطفه، عن ابن الأعرابي. أو اختتأ الرجل إذا تغير لونه من مخافة سلطان ونحوه، قاله الليث. ومفازة مختتئة: طويلة واسعة لا يسمع فيها صوت ولا يهتدى فيها للسبل.

خ ج أ
خجأه بالعصا كمنعه: ضربه بها. وخجأ الليل، إذا مال، وعن شمر: خجأ الرجل خجوءا إذا انقمع. وخجأ المرأة خجأ: جامع. والخجأة، كهمزة: الرجل الكثير الجماع والفحل الكثير الضراب. وقال اللحياني: هو الذي لا يزال: قاعيا على كل ناقة، قالت ابنة الخس: خير الفحول البازل الخجأة. قال محمد ابن حبيب:

وسوداء من نبهان تثني نطاقها         بأخجى قعور أو جواعر ذيب

والعرب تقول: ما علمت مثل شارف خجأة، أي ما صادفت أشد منها غلمة، والخجأة أيضا: المرأة المشتهية لذلك، أي كثرة الجماع. والخجأة أيضا: الرجل اللحم أي الكثير اللحم الثقيل. والخجأة: الأحمق المضطرب اللحم. وعن شمر: خجئ كفرح إذا استحيا. وخجئ خجأ، بالتحريك: تكلم بالفحش. وعن أبي زيد: أخجأه السائل إخجاء إذا ألح عليه في السؤال حتى أبرمه وأبلطه. والتخاجؤ في المشي: التباطؤ فيه. وقيل: هو مشية فيهل تبختر، قال حسان بن ثابت:

دعوا التخاجؤ وامشوا مشية سجحا      إن الرجال أولو عصب وتذكـير ووهم

الجوهري في التخاجئ بالهمز، وإنما هو التخاجي، بالياء مع كسر الجيم، كالتناجي كما روى ذلك إذا ضم همز وإذا كسر ترك الهمز، وموضع ذكر هذه الرواية، باب الحروف اللينة، وستذكر ثم إن شاء الله تعالى، وقد أورده ابن بري والأزهري، قال: والصحيح التخاجؤ، لأن التفاعل في مصدر تفاعل حقه أن يكون مضموم العين، نحو التقابل والتضارب، ولا تكون العين مكسورة إلا في المعتل اللام، نحو التعادي والترامي. والتخاجؤ أن تورم استه ويخرج مؤخره إلى ما وراءه، ومنه رجل أخجى.

خ ذ أ
خذأله كمنع وفرح خذأ بفتح فسكون وخذوءا كقعود وخذأ محركة: انخضع وانقاد، كاستخذأ، يهمز ولا يهمز وقيل لأعرابي: كيف تقول استخذيت? ليتعرف منه الهمز، فقال: العرب لا تستخذئ، وهمزه. وسيأتي في المعتل، كل ذلك عن الكسائي، وعنه أيضا: أخذأه فلان، أي ذلله. والخذأ، محركة: ضعف النفس.
خ ر أ
خرئ كسمع خرأ بفتح فسكون وخراءة، ككره كرها وكراهة ويكسر ككلاءة وخروءا كقعود، فهو خارئ، قال الأعشى يهجو بني قلابة:

يا رخما قاظ على مطلـوب      يعجل كف الخارئ المطيب

وفي العباب: أما ما روى أبو داوود سليمان بن الأشعث في السنن أن الكفار قالوا لسلمان الفارسي رضي الله عنه: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة فالرواية فيها بكسر الخاء، وهي اللغة الفصحى، انتهى. وتقول: هذا أعرف بالخراءة منه بالقراءة، وقال ابن الأثير: الخراءة، بالكسر والمد: التخلي والقعود للحاجة، قال الخطابي: وأكثر الرواة يفتحون الخاء، قال: ويحتمل أن يكون بالفتح مصدرا، بالكسر اسما: سلح، والخرء بالضم ويفتح: العذرة ج خروء، كجند وجنود، وهو جمع للمفتوح أيضا، كفلس وفلوس، قاله الفيومي وخرآن، بالضم، على الشذوذ، وخرء، بضمتين، تقول: رموا بخرئهم وسلوحهم، ورمى بخرآنه، وقد يقال ذلك للجرذ والكلب، قال بعض العرب: طليت بشيء كأنه خرء الكلب، وقد يكون ذلك للنمل والذباب، وقال جواس بن نعيم الضبي، ويروى لجواس بن القعطل، ولم يصح:

صفحة : 107

كأن خروء الطير فوق رؤوسهم        إذا اجتمعت قيس معا وتـمـيم
متى تسل الضبي عن شر قومه         يقل لـك إن الـعـائذي لـئيم

وقله: كأن خروء الطير، أي من ذلهم، والموضع مخرأة بالهمز ومخراة بإسقاطها، وزاد غير الليث مخروؤة، هكذا بفتح الميم وضم الراء، وفي بعضها بكسر الراء، وفي أخرى بكسر الميم مع فتح الراء. وفي التهذيب: والمخرؤة: المكان الذي يتخلى فيه. وعبارة الصحاح: ويقال للمخرج: مخروؤة ومخرأة وقال أبو عبيد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الهروي: الاسم من خرئ: الخراء، بالكسر، حكاه عن الليث، قال: وقال غيره: جمع الخراء: خروء، كذا في العباب، وقال شيخنا: وقيل: هو اسم للمصادر كالصيام اسم للصوم، كما في المصباح، وقيل هو مصدر، وقيل: هو جمع لخرء، بالفتح، كسهم وسهام. ومما يستدرك عليه: مخرأ كمفعل أو كمحسن جاء ذكره في غزوة بدر مقرونا بمسلح على وزنه، يقال: إنهما جبلان بينهما القرية، المعروفة بالصفراء قرب بدر.

خ س أ
خسأ الكلب، كمنع إذا طرده وأبعده، وقال الليث: زجره خسأ بفتح فسكون وخسوءا كقعود وخسأ الكلب نفسه: بعد، يتعدى ولا يتعدى كانخسأ وخسئ مثل جبرته فجبر، ورجعته فرجع، وقال:

كالكلب إن قيل له اخسإ انخسأ وأما قولهم: اخسأ إليك، أي اخسأ عني، فهو من المجاز، وقال الزجاج في قوله تعالى: قال اخسئوا فيها ولا تكلمون معناه تباعد سخط، وقال ابن إسحاق لبكر بن حبيب: ما ألحن في شيء، فقال: لا تفعل، فقال: فخذ كلمة، فقال: هذه واحدة، قل: كلمه، ومرت به سنورة، فقال لها: اخسأ، فقال: أخطأت، إنما هو اخسئي. ومن المجاز عن أبي زيد خسأ البصر خسأ وخسوءا أي سدر وكل، ومنه قوله تعالى ينقلب إليك البصر خاسئا وقال الزجاج: أي صاغرا، وقيل: مبعدا، أو هو فاعل بمعنى مفعول، كقوله تعالى في عيشة راضية أي مرضية. والخاسئ من الكلاب والخنازير: المبعد المطرود الذي لا يترك أن يدنو من الناس، وكذلك من الشياطين. والخاسئ: الصاغر القميء. والخسيء، كأمير: الرديء من الصوف، وبه صدر في العباب. ومن المجاز: خاسؤوا وتخاسئوا إذا تراموا بينهم بالحجارة، وكانت بينهم مخاسأة، والتركيب يدل على الإبعاد.

خ ط أ
الخطء بفتح فسكون مثل وطء، وبه قرأ عبيد بن عمير والخطأ محركة والخطاء بالمد، وبه قرأ الحسن والسلمي وإبراهيم والأعمش في النساء ضد الصواب وقد أخطأ إخطاء على القياس، وفي التنزيل وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به عداه بالباء لأنه في معنى عثرتم أو غلطتم وقال رؤبة:

يا رب إن أخطأت أو نسيت
فأنت لا تنسى ولا تمـوت

وحكى أبو علي الفارسي عن أبي زيد: أخطأ خاطئة جاء بالمصدر على لفظ فاعلة، كالعافية والجازية، وهو مثل من الثلاثي نادر، ومن الرباعي أكثر ندرة، وفي التنزيل العزيز والمؤتفكات بالخاطئة وتخطأ كأخطأ وخطئ وقال أبو عبيد: خطئ وأخطأ لغتان بمعنى واحد، وأنشد لامرئ القيس:

يا لهف هند إذ خطئن كاهلا
القاتلين الملك الحـلاحـلا

صفحة : 108

هند هي بنت ربيعة بن وهب، كانت تحت حجر أبي امرئ القيس، فخلف عليها امرؤ القيس، أي أخطأت الخيل بني كاهل وأوقعن ببني كنانة، قال الأزهري: ووجه الكلام فيه أخطأن، بالألف، فرده إلى الثلاثي، لأنه الأصل، فجعل خطئن بمعنى أخطأن ولا تقل أخطيت بإبدال الهمزة ياء، ومنهم من يقول إنها لغية رديئة أو لثغة، قال الصاغاني: وبعضهم يقوله. قلت: لأن بعض الصرفيين يجوزون تسهيل الهمزة، وقد أوردها ابن القوطية وابن القطاع في المعتل استقلالا بعد ذكرها في المهموز، كذا في شرح شيخنا. والخطيئة: الذنب وقد جوز في همزتها الإبدال، لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة، أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا للإلحاق ولا هما من نفس الكلمة، فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا، وبعد الياء ياء، فتدغم فتقول في مقروء مقرو وفي خبيء خبي بتشديد الواو والياء أو ما تعمد منه، كالخطء بالكسر، قال الله تعالى إن قتلهم كان خطئا كبيرا أي إثما، وكذلك الخطأ محركة، تسمية بالمصدر. وقيل الخطأ محركة: ما لم يتعمد منه، وفي المحكم: خطئت أخطأ خطأ والاسم الخطاء بالمد، وأخطأت إخطاء والاسم الخطأ مقصورا ج خطايا على القياس وحكى أبو زيد خطائي على فعائل، ومنهم من ضبطها كغواشي، وبعض شدد ياءها، قال شيخنا وكل ذلك لم يصح إلا إن أريد من وزن الغواشي الإعلام بأنها من المنقوص. وفي اللسان روى ثعلب أن ابن الأعرابي أنشده:

ولا يسبق المضمار في كل موطن     من الخيل عند الجد إلا عرابهـا
لكل امرئ ما قدمت نفسـه لـه       خطاءتها إن أخطأت وصوابهـا

صفحة : 109

وقال الليث: الخطيئة فعيلة، وجمعها كان ينبغي أن يكون خطائئ بهمزتين فاستثقلوا التقاء همزتين، فخففوا الآخرة منها، كما يخفف جائئ على هذا القياس، وكرهوا أن تكون علته علة جائئ، لأن تلك الهمزة زائدة، وهذه أصلية، ففروا بخطايا إلى يتامى، ووجدوا له في الأسماء الصحيحة نظيرا، مثل طاهر وطاهرة وطهارة، وفي العباب وجمع خطيئة خطايا، وكان الأصل خطائئ على فعائل، فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء، لأن قبلها كسرة، ثم استثقلت والجمع ثقيل، وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء ألفا ثم قلبت الهمزة الأولى ياء، لخفائها بين الألفين. وتقول خطأه تخطئة وتخطيئا إذا قال له: أخطأت ويقال: إن أخطأت فخطئني، وإن أصبت فصوبني وخطئ الرجل يخطأ كفرح يفرح خطأ وخطأة بكسرهما: أذنب، وفي العناية: خطئ خطأ: تعمد الذنب، ومثله في الأساس. والخطيئة أيضا: النبذ اليسير من كل شيء يقال على النخلة خطيئة من رطب، وبأرض بني فلان خطيئة من وحش، أي نبذ منه أخطأت أمكنتها فظلت في غير مواضعها المعتادة، وقال ابن عرفة خطئ في دينه وأخطأ إذا سلك سبيل خطإ عامدا أو غيره وقال الأموي: المخطئ: من أراد الصواب فصار إلى غيره أو الخاطئ متعمده أي لما لا ينبغي، وفي حديث الكسوف فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه أي غلط، قال الأزهري: يقال لمن أراد شيئا وفعل غيره: أخطأ، كما يقال لمن قصد ذلك، كأنه في استعماله غلط فأخذ درع بعض نسائه، وفي المحكم: ويقال: أخطأ في الحساب وخطئ في الدين، وهو قول الأصمعي، وفي المصباح: قال أبو عبيد: خطئ خطأ من باب علم، وأخطأ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد، وقال المنذري: سمعت أبا الهيثم يقول: خطئت، لما صنعته عمدا، وهو الذنب، وأخطأت لما صنعته خطأ غير عمد، وهو مشكل القرآن لابن قتيبة في سورة الأنبياء في الحديث إنه ليس من نبي إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة غير يحيى بن زكريا، لأنه كان حصورا لا يأتي النساء ولا يريدهن . وفي المثل مع الخواطئ سهم صائب. يضرب لمن يكثر الخطأ ويصيب أحيانا وقال أبو عبيد: يضرب للبخيل يعطي أحيانا على بخله. والخواطئ هي التي تخطئ القرطاس، قال الهيثم: ومنه مثل العامة رب رمية من غير رام . ومن المجاز خطأت القدر بزبدها، كمنع: رمت به عند الغليان. ويقال: تخاطأه حكاه الزجاجي وتخطأه وتخطأ له، أي أخطأه قال أوفى ابن مطر المازني:

ألا أبلغا خلتي جابـرا     بأن خليلك لم يقـتـل
تخطأت النبل أحشـاءه    وأخر يومي فلم يعجل

صفحة : 110

ومن المجاز المستخطئة من الإبل: الناقة الحائل يقال استخطأت الناقة، أي لم تحمل. والتركيب يدل على تعدي الشيء وذهابه عنه. ومما يستدرك عليه: أخطأ الطريق: عدل عنه، وأخطأ الرامي الغرض: لم يصبه، وأخطأ نوؤه إذا طلب حاجته فلم ينجح ولم يصب شيئا، وخطأ الله نوءها أي جعله مخطئا لها لا يصيبها مطره، ويروى بغير همز، أي يتخطاها ولا يمطرها، ويحتمل أن يكون من الخطيطة، وهي الأرض التي لم تمطر، وأصله خطط فقلبت الطاء الثالثة حرف لين. وعن الفراء خطئ السهم وخطأ، لغتان. والخطأة: أرض يخطئها المطر ويصيب أخرى قربها. ويقال خطئ عنك السوء إذا دعوا له أن يدفع عنه السوء، قاله ابن السكيت. وقال أبو زيد: خطأ عنك السوء أي أخطأك البلاء. ورجل خطاء إذا كان ملازما للخطايا غير تارك لها. وذكر الأزهري في المعتل في قوله تعالى ولا تتبعوا خطوات الشيطان . قال: قرأ بعضهم خطآت، من الخطيئة: المأثم، ثم قال أبو منصور: ما علمت أحدا من قراء الأمصار قرأه بالهمز، ولا معنى له. ويقال خطيئة يوم يمر بي ألا أرى فيه فلانا، وخطيئة ليلة تمر بي ألا أرى فلانا في النوم، كقولك طيل ليلة وطيل يوم. وتخطأت له في المسألة إذا تصديت له طالبا خطأه، وناقتك من المتخطئات الجيف.

خ ف أ
خفأه كمنعه: صرعه، كذا في اللسان، ومثله لابن القطاع وابن القوطية، وفي التهذيب: خفأه إذا اقتلعه فضرب به الأرض مثل جفأه، كذا عن الليث، قال الصاغاني: وإليه وجه بعضهم قوله صلى الله عليه وسلم حين سئل: متى تحل لنا الميتة? فقال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تختفئوا بها بقلا فشأنكم بها وفي الحديث عدة روايات. ويقال: خفأ فلان بيته أي قوضه فألقاه على الأرض، وخفأ القربة أو المزادة إذا شقها فجعلها على الحوض لئلا تنشف الأرض ماءه، وعبارة العباب: إذا كان الماء قليلا تنشفه الأرض.

خ ل أ
خلأت الناقة كمنع خلأ بفتح فسكون، وضبط في شرح المعلقات بكسر فسكون وخلاء ككتاب، كذا هو مضبوط عندنا، وبه صرح الجوهري وابن القوطية وابن القطاع وعياض وابن الأثير والزمخشري والهروي، وفي بعض النسخ بالفتح كسحاب، وبه جزم كثيرون، وفي شرح المعلقات قال زهير يصف ناقته:

بآرزة الفقارة لم يخـنـهـا     قطاف في الركاب ولا خلاء

صفحة : 111

وكان يعقوب وابن قادم وغيرهما لا يعرفون إلا فتح الخاء، وكان أحمد ابن عبيد يرويه بالكسر ويحكي ذلك عن أبي عمرو وخلوءا كقعود فهي خالئ بغير هاء، قاله اللحياني وخلوء كصبور: بركت وحرنت من غير علة، كما يقال في الجمل: ألح، وفي الفرس: حرن، وفي الصحاح والعباب حرنت وبركت، وروى المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهما أن عام الحديبية قال النبي صلى الله عليه وسلم إن خالد ابن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين ، فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش وبركت القصواء عند الثنية، فقال الناس حل حل فقالوا خلأت القصواء فقال: ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل. وقال اللحياني: خلأت الناقة إذا بركت فلم تبرح مكانها وكذلك الجمل، أو خاص بالإناث من الإبل، فلا يقال في الجمل خلأ، صرح به الجوهري والزمخشري والأزهري والصاغاني، وقال أبو منصور: الخلاء لا يكون إلا للناقة، وأكثر ما يكون الخلاء إذا ضبعت تبرك فلا تثور، وقال ابن شميل: يقال للجمل خلأ يخلأ إذا برك فلم يقم، قال: ولا يقال خلأ إلا للجمل، قال أبو منصور: لم يعرف ابن شميل الخلاء للناقة فجعله للجمل خاصة، وهو عند العرب للناقة، ومن المجاز خلأ الرجل خلوءا كقعود إذا لم يبرح مكانه. والتخلئ كترمذ ويفتح وفي بعض الأصول ويمد: الدنيا، وأنشد أبو حمزة:

لو كان في التخلئ زيد ما نفع
لأن زيدا عاجز الرأي لكع
إذا رأى الضيف توارى وانقمع

أي لو كانت له الدنيا أو المراد بالتخلئ الطعام والشراب. ويقال خالأ القوم: تركوا شيئا وأخذوا في غيره حكاه ثعلب وأنشد:

فلما فنا ما في الكنائن خالئوا      إلى القرع من جلد الهجان المجوب يقول: فزعوا إلى السيوف والدرق، وفي حديث أم زرع كنت لك كأبي زرع لأم زرع، في الألفة والرفاء لا في الفرقة والخلاء وهو بالكسر والمد: المباعدة والمجانبة، وقال ابن الأنباري: روى أبو جعفر أن الخلاء بالفتح: المتاركة، ويقال قد خالى فلان فلانا يخاليه إذا تاركه، واحتج بقول الشاعر وهو النابغة:

قالت بنو عامر خالوا بني أسد      يا بؤس للجهل ضرارا بأقوام

فمعناه: تاركوا بني أسد، وأخبرنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: المخالي: المحارب، وأنشد البيت، قلت: وسيأتي في المعتل. ومما يستدرك عليه: أخلاء، بفتح فسكون ممدودا: صقع بالبصرة من أصقاع فراتها عامر آهل، كذا في المعجم.

خ م أ
الخمأ كجبل ع وضبطه صاحب المراصد بالفتح والتشديد، ومثله في معجم البكري.

خ ن أ
خنأت الجذع كمنع، وخنيته: قطعته، وسيأتي في المعتل أيضا وهكذا في العباب.

خ و أ
خاء بك علينا يا رجل أي اعجل وأسرع.