الباب الأول: باب الهمزة - الفصل الثامن: فصل الدال المهملة مع الهمزة

فصل الدال المهملة مع الهمزة

د أ د أ
دأدأ البعير دأدأة مقيس إجماعا ودئداء بالكسر، مسموع، وقيل كالأول: عدا أشد العدو وهو فوق العنق أو أسرع، وأحضر وعن أبي عمرو: الدئداء من السير: السريع والدأدأة: الإحضار. وفي النوادر: دودأ دودأة، وتودأ تودأة، وكودأ كودأة إذا عدا، والدأدأة والدئداء في سير الإبل: قرمطة فوق الحفد، وفي الكفاية: الدأدأة والدئداء: سير فوق الخبب، وفوق الربعة، قال أبو دواد يزيد بن معاوية بن عمرو الرؤاسي:

واعرورت العلط العرضي   تركضهأم الفوارس بالدئداء والربعه

صفحة : 112

يضرب مثلا في شدة الأمر، أي ركبت هذه المرأة التي لها بنون فوارس عيرا صعبا عريا من شدة الجدب وكان البعير لا خطام له، وإذا كانت أم الفوارس قد بلغ بها هذا الجهد فكيف غيرها. ودأدأ في أثره إذا تبعه مقتفيا له. ودأدأ الشيء: حركه وسكنه. وفي حاشية بعض نسخ الصحاح: دأدأه: غطاه فتدأدأ في الكل، أي حركه فتحرك، وسكنه فسكن، وغطاه فتغطى وفي الحديث أنه نهى عن صوم الدأداء. قال أبو عمرو: الدأداء والدئداء وزاد غيره الدؤدؤ بالضم: آخر الشهر وقيل: يوم الشك، وفي التهذيب عن أبي بكر: الدأداء: الليلة التي يشك فيها أمن آخر الشهر الماضي هي أم من أول الشهر المقبل، قال الأعشى:

تداركه في منصل الآل بعـدمـا          مضى غير دأداء وقد كاد يعطب

قال الأزهري: أراد أنه تداركه في آخر ليلة من ليالي رجب أو ليلة خمس وعشرين وست وعشرين وسبع وعشرين أو ثمان وعشرين وتسع وعشرين قاله ثعلب أو ثلاث ليال من آخره وهي ليالي المحاق ج الدآدئ وعن أبي الهيثم: هي الليالي الثلاث التي بعد المحاق وإنما سمين دآدئ لأن القمر فيها يدأدئ إلى الغيوب، أي يسرع، من دأدأة البعير، وقال الأصمعي في ليالي الشهر: وثلاث محاق وثلاث دآدئ، قال: والدآدئ الأواخر، وأنشد:

أبدى لنا غرة وجه بـادي
كزهرة النجوم في الدآدي

وفي الحديث ليس عفر الليالي كالدآدئ العفر: البيض المقمرة، والدآدئ: المظلمة، وليلة دأدأ ودأدأة ويمدان مظلمة أو شديدة الظلمة لاختفاء القمر فيها. وتدأدأ الحجر، وكل ما تدحرج بين يديك فذهب فقد تدأدأ، وجوز ابن الأثير أن يكون أصله من تدهده، بالهاء، فأبدلت همزة. قلت: وقد ورد ذلك في حديث أبي هريرة. وتدأدأت الإبل: رجعت الحنين في أجوافها كأدت وتدأدأ الخبر: أبطأ وتدأدأ حمله: مال لثقله وتدأدأ الرجل في مشيه: تمايل لعذر أو عجب ودأدأ القوم وتدأدءوا: تزاحموا، وفي العباب وأفعال ابن القطاع: ازدحموا وتدأدأ عنه: مال فترجح به والدأدأة: صوت وقع الحجر على المسيل وفي العباب: وقع الحجارة في المسيل، ومثله أفعال ابن القطاع، ومثله في كتاب الليث. والدأدأة: التزاحم كالدودأة، وقال الفراء: سمعت له دودأة أي جلبة. والدأدأة: صوت تحريك الصبي في المهد لينام. والدأداء ممدودا: الفضاء الواسع، عن أبي مالك وقيل هو ما اتسع من التلاع والأودية والأرض كذا في العباب. ومما يستدرك عليه: الدأدأة: عجلة جواب الأحمق. والدأدي: المولع باللهو لا يكاد يتركه، قال الصاغاني: ذكره الأزهري في هذا التركيب، فعلى هذا هو عنده مهموز، وذكره أبو عمر الزاهد عن ثعلب عن عمرو عن أبيه في ياقوته الهادي غير مهموز، وسيأتي.

د ب أ
دبأه وعليه تدبيئا: غطاه وغطى عليه وواراه كذا عن أبي زيد. ودبأ كمنع: سكن، وفي حاشية بعض نسخ الصحاح دبأه بالعصا دبأ: ضربه بها، ومثله في العباب. وعن ابن الأعرابي الدبأة بفتح فسكون: الفرار وأما الدباء، فسيأتي في دبب، وذكره المناوي في إحكام الأساس ها هنا.

د ث أ
الدثئي كعربي: مطر يأتي بعد اشتداد الحر لغة في الدفئي بالفاء، وقال الليث: هو الذي يجيء إذا قاءت الأرض الكمأة والدثئي أيضا: نتاج الغنم في الصيف صيغ صيغة النسب وليس بنسب.

د ر أ
درأه كجعل يدرؤه درأ بفتح فسكون ودرأة، ودرأه إذا دفعه ومنه الحديث ادرءوا الحدود بالشبهات ودرأ السيل درءا: اندفع، كاندرأ وهو مجاز، ودرأ الوادي بالسيل: دفع، وفي حديث أبي بكر:

صفحة : 113

صادف درء السيل سيل يدفعه
يهضبه طورا وطورا يمنعه

ودرأ الرجل دروءا: طرأ وهم الدراء والدرآء، يقال: نحن فقراء ودرآء ودرأ عليهم درء ودروءا: خرج فجاءة كاندرأ وتدرأ، وأنشد ابن الأعرابي:

أحس ليربوع وأحمي ذمارها     وأدفع عنها من دروء القبائل

أي من خروجها وحملها، وفي العباب: اندرأ عليهم إذا طلع مفاجأة، وروى المنذري عن خالد بن يزيد قال: يقال: درأ علينا فلان وطرأ إذا طلع فجاءة، ودرأ الكوكب دروءا من ذلك. ومن المجاز قال شمر: درأت النار: أضاءت، ودرأ البعير دروءا: أغد زاد الأصمعي وكان مع الغدة ورم في ظهره وفي الإناث في الضرع، فهو دارئ، وناقة دارئ أيضا إذا أخذتها الغدة في مراقها واستبان حجمها، ويسمى الحجم درأ، بالفتح، قاله ابن السكيت، وعن ابن الأعرابي: إذا درأ البعير من غدته رجوا أن يسلم، قال: ودرأ إذا ورم نحره، والمراق مجرى الماء في حلقها، واستعاره رؤبة للمنتفخ المتغضب فقال:

يا أيها الدارئ كالمنكوف
والمتشكي مغلة المحجوف

جعل حقده الذي نفخه بمنزلة الورم الذي في ظهر البعير، والمنكوف: الذي يشتكي نكفته وهي أصل اللهزمة، ودرأ الشيء: بسطه ودرأت له وسادة، أي بسطتها، ودرأت وضين البعير إذا بسطته على الأرض ثم أبركته عليه لتشده به، قال المثقب العبدي يصف ناقته:

تقول إذا درأت لها وضيني
أهذا دينه أبدا وديني

وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه صلى المغرب، فلما انصرف درأ جمعة من حصى المسجد وألقى عليها رداءه واستلقى، أي بسطها وسواها، والجمعة: المجموعة، يقال: أعطني جمعة من تمر، كالقبصة وقال شمر: درأت عن البعير الحقب، أي دفعته، أي أخرته عنه، قال أبو المنصور: والصواب فيه ما ذكرناه من بسطته على الأرض وأنختها عليه. ويقال: القوم تدارءوا إذا تدافعوا في الخصومة ونحوها واختلفوا، كادارءوا. ويقال: جاء السيل درأ بفتح فسكون ويضم إذا اندرأ من مكان بعيد لا يعلم به ويقال: جاء الوادي درأ، بالضم، إذا سال بمطر واد آخر، وقيل جاء درأ: من بلد بعيد، فإن سال بمطر نفسه قيل: سال ظهرا، حكته ابن الأعرابي. واستعار بعض الرجاز الدرء لسيلان الماء من أفواه الإبل في أجوافها، لأن الماء إنما يسيل هناك غريبا أيضا، إذ أجواف الإبل ليست من منابع الماء ولا من مناقعه فقال:

جاب لها لقمان في قلاتها
ماء نقوعا لصدى هاماتها
تلهمه لهما بجحفلاتها
يسيل درأ بين جانحاتها

واستعار للإبل الجحافل، وهي لذوات الحوافر، كذا في اللسان. والدرء: الميل والعوج يقال: أقمت درء فلان، أي اعوجاجه وشغبه قال المتلمس:

وكنا إذا الجبار صعر خده     أقمنا له من درئه،

فتقوما والرواية الصحيحة من ميله ومنه قولهم بئر ذات درء وهو الحيد، كذا في العباب، وفي اللسان: ومن الناس من يظن هذا البيت للفرزدق وليس له، وبيت الفرزدق:

وكنا إذا الجبار صـعـر خـده      ضربناه تحت الأنثيين على الكرد

وقيل: الدرء هو الميل والعوج في القناة ونحوها كالعصا مما تصلب إقامته وتصعب، قال:

إن قناتي من صليبات القنا
على العداة أن يقيموا درأنا

صفحة : 114

وقال ابن دريد: درء بفتح ويكسر اسم رجل مهموز مقصور والدرء: نادر يندر من الجبل على غفلة ودروء الطريق بالضم: أخاقيقه هي كسوره وجرفه وحدبه. واندرأ الحريق: انتشر وأضاء. والدريئة كالخطيئة: الحلقة يتعلم الرامي الطعن والرمي عليها، قال عمرو بن معد يكرب رضي الله عنه:

ظللت كأني للرمـاح دريئة      أقاتل عن أبناء جرم وفرت

قال الأصمعي: هي مهموزة وقيل الدريئة: كل ما استتر به من الصيد البعير أو غيره ليختل به فإذا أمكنه الرمي رمى، قال أبو زيد: هي مهموزة، لأنها تدرأ نحو الصيد، أي تدفع، وقال ابن الأثير: الدرية: حيوان يستتر به الصائد فيتركه يرعى مع الوحش حتى إذا أنست به وأمكنت من طالبها رماها، ولم يهمزها ابن الأثير. ويقال: ادرءوا دريئة. وتدرءوا: استتروا عن الشيء ليختلوه أو جعلوا دريئة للصيد والطعن، والجمع الدرائئ بهمزتين، والدرايا، كلاهما نادر وتدرءوا عليهم: تطاولوا وتعاونوا، قال عوف بن الأحوص:

لقيتم من تدرئكم عـلـينـا      وقتل سراتنا ذات العراقي

وعن ابن السكيت: ناقة دارئ بغير هاء أي مغدة. وأدرأت الناقة لضرعها فهي مدرئ كمكرم إذا أنزلت اللبن وأرخت ضرعها عند النتاج قاله أبو زيد. ومن المجاز كوكب دريء كسكين من درأ إذا طلع مفاجأة، وإنما سمي به لشدة توقده وتلألئه. وقال أبو عمرو: سألت رجلا من سعد بن بكر من أهل ذات عرق فقلت: هذا الكوكب الضخم ما تسمونه? قال: الدريء. وكان من أفصح الناس ويضم وحكى الأخفش عن قتادة وأبي عمرو: دريء، بفتح الدال، من درأته، وهمزها وجعلها على فعيل، قال: وذلك من تلألئه، قلت: فهو إذا مثلث وقال أبو عبيد: إن ضممت الدال قلت دري، ويكون منسوبا إلى الدر، على فعلي، ولم تهمز، لأنه ليس في كلام العرب فعيل بضم فتشديد سواه، ومريق للعصفر، ومن همزه من القراء فإنما أراد أن وزنه فعول مثل سبوح، فاستثقل الضم فرد بعضه إلى الكسر، كذا في العباب أي متوقد متلألئ، وقد درأ الكوكب دروءا: توقد وانتشر ضوءه، وقال الفراء: العرب تسمي الكواكب العظام التي لا تعرف أسماءها: الدراري، وقال ابن الأعرابي: والدريء: الكوكب المنقض يدرأ على الشيطان، وأنشد لأوس بن حجر، وهو جاهلي، يصف ثورا وحشيا:

فانقض كالدريء يتبعه       نقع يثور تخاله طنبا

صفحة : 115

يريد: تخاله فسطاطا مضروبا، كذا في مشكل القرآن لابن قتيبة. وكوكب دري بالضم والياء موضع ذكره في درر وسيأتي إن شاء الله تعالى. ودارأته مدارأة وكذا داريته مداراة إذا اتقيته ودارأته أيضا: دافعته ولاينته وهو ضد، وأصل المدارأة المخالفة والمدافعة، ويقال: فلان لا يداري ولا يماري، أي لا يشاغب ولا يخالف. وأما قول أبي يزيد السائب بن يزيد الكندي رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم شريكي، فكان خير شريك، لا يشاري ولا يماري ولا يداري. قال الصاغاني: ففيه وجهان: أحدهما أنه خفف الهمزة للقرينتين، أي لا يدافع ذا الحق عن حقه، والثاني أنه على أصله في الاعتلال، من دراه إذا ختله، وقال الأحمر: المدارأة في حسن الخلق والمعاشرة، تهمز ولا تهمز، يقال دارأته وداريته إذا اتقيته ولاينته. ورجل وفي الحديث: السلطان ذو تدرإ بالضم، وذو عدوان وذو بدوات وفي بعض الروايات ذو تدرأة بالهاء، والتاء زائدة زيادتها في ترتب وتنضب وتنفل أي مدافع ذو عز وفي بعض النسخ: ذو عدة ومنعة وقدرة وقوة على دفع أعدائه عن نفسه، وقال ابن الأثير: ذو تدرإ: ذو هجوم لا يتوقى ولا يهاب، ففيه قوة على دفع أعدائه، ومنه قول العباس بن مرداس:

وقد كنت في القوم ذا تدرإ      فلم أعط شيئا ولم أمنـع

وقرأت في ديوان الحماسة للقلاخ ابن حزن بن خباب المنقري:

وذو تدرإ ما الليث في أصل غابه     بأشجع منه عند قرن ينـازلـه

وقال ابن دريد: درأ كجبل مهموز مقصور: اسم رجل وادرأتم أصله تدارأتم أدغمت التاء في الدال لاتحاد المخرج، واجتلبت الهمزة للابتداء بها وقال أبو عبيد: ادرأت الصيد على افتعل إذا اتخذت له دريئة. والتركيب يدل على دفع الشيء. ومما يستدرك عليه: الدرء: النشوز والاختلاف، ومنه حديث الشعبي في المختلعة: إذا كان الدرء من قبلها فلا بأس أن يأخذ منها. أي النشوز والاختلاف. وذات المدارأة هي الناقة الشديدة النفس، وقد جاء في قول الهذلي. والمدرأ بالكسر: ما يدفع به. والتداري أصله التدارؤ، ترك الهمز ونقل إلى التشبيه بالتقاضي والتداعي. ودرأ الحائط ببناء: ألزقه به، ودرأ الشيء: جعله له ردأ، ودرأه بحجر: رماه، كرداه. واندرأ عليه اندراء: اندفع، والعامة تقول: اندرى، واندرأ علينا بشر: طلع مفاجأة. ومما يستدرك عليه:

د ر ب أ
دربأ يقال تدربأ الشيء تدهدى كذا في العباب.

د ف أ
الدفء بالكسر وروي بالفتح أيضا عن ابن القطاع ويحرك فيكون مصدر دفئ دفأ مثل ظمئ ظمأ، وهو السخونة نقيض حدة البرد كالدفاءة صرح الجوهري والصاغاني أنه مصدر للمكسور كالكراهة، من كره، وصرح اليزيدي بأنه مصدر المضموم، كالوضاءة، من وضؤ، والاسم الدفء بالكسر، وهو الشيء الذي يدفئك ج أدفاء، تقول: ما عليه دفء، لأنه اسم، ولا تقل: ما عليه دفاءة، لأنها مصدر، قال ثعلبة بن عبيد العدوي:

فلما انقضى صر الشتاء وأيأسـت     من الصيف السخونة في الأرض

صفحة : 116

دفئ الرجل كفرح دفأ، محركة، ودفاءة ككراهة ودفؤ مثل كرم دفاءة، مثل وضؤ وضاءة وتدفأ الرجل بالثوب واستدفأ به وادفأ به، أصله اتدفأ، فأبدل وأدغم وقد أدفأه أي ألبسه الدفاء بالكسر ممدودا اسم لما يدفئه من نحو صوف وغيره، وقد ادفيت واستدفيت، أي لبست ما يدفئني، وحكى اللحياني أنه سمع أبا الدينار يحدث عن أعرابية أنها قالت: الصلاء والدفاء، نصبت على الإغراء أو الأمر والدفآن: المستدفئ كالدفئ على وزن فعل وهي دفأى كسكرى، والجمع دفاء، ووجدت في بعض المجاميع ما نصه: الدفآن وأنثاه خاص بالإنسان، وككريم خاص بغيره من زمان أو مكان، وككتف مشترك بينهما، وفي اللسان: ما كان الرجل دفآن ولقد دفئ، وأنشد ابن الأعرابي:

يبيت أبو ليلى دفـيئا وضـيفـه     من القر يضحي مستخفا خصائله

وحكى ابن الأعرابي: أرض دفئة مقصورا، وحكى غيره دفيئة كخطيئة، ودفؤت ليلتنا، ويوم دفئ، على فعيل، وليلة دفيئة، وكذلك الثوب والبيت، كذا في العباب ويقال: أرض مدفأة أي ذات دفء، والجمع مدافئ، قال ساعدة يصف غزالا:
يقرو أبارقه ويدنو تارة بمدافئ منه بهن الحلب وفي شروح الفصيح: دفؤ يومنا ودفؤت ليلتنا، فهو دفآن، وهي دفأى، بالقصر، ورجل دفئ ككتف، وامرأة دفئة، ومثله في الأساس. ومن المجاز إبل مدفأة ومدفئة ومدفأة ومدفئة بالضم في الكل: كثيرة الأوبار والشحوم يدفئها أوبارها، وزاد في اللسان مدفاة بالضم غير مهموز أي كثيرة يدفئ بعضها بعضا بأنفاسها، كذا في الصحاح، وفي العباب: والمدفئة: الإبل الكثيرة لأن بعضها يدفئ بعضا بأنفاسها، وقد تشدد، والمدفأة: الإبل الكثيرة الأوبار والشحوم، عن الأصمعي، وأنشد للشماخ:

أعائش ما لأهلـك لا أراهـم    يضيعون الهجان مع المضيع
وكيف يضيع صاحب مدفآت     على أثباجهن من الصقـيع

صفحة : 117

والدفئي كعربي هو الدثئي قاله الأصمعي، وهو المطر يأتي بعد اشتداد الحر، وقال ثعلب: وقته إذا قاءت الأرض الكمأة، وفي الصحاح والعباب: الدفئي: المطر الذي يكون بعد الربيع قبل الصيف حين تذهب الكمأة فلا يبقى في الأرض منها شيء وقال أبو زيد: الدفئية بهاء مثال العجمية: الميرة تحمل قبل الصيف وهي الميرة الثالثة، لأن أول الميرة الربعية ثم الصيفية، وكذلك النتاج، قال: وأول الدفئي وقوع الجبهة، وآخره الصرفة. وفي التنزيل العزيز لكم فيها دفء ومنافع قال الفراء: الدفء بالكسر هكذا كتب في المصاحف بالدال والفاء وإن كتب بالواو في الرفع، والياء في الخفض، والألف في النصب كان صوابا، وذلك على ترك الهمز ونقل إعراب الهمز إلى الحرف الذي قبلها، هو نتاج الإبل وأوبارها وألبانها والانتفاع بها وعبارة الصحاح والعباب: وما ينتفع به منها، وروى عن ابن عباس في تفسير الآية قال: نسل كل دابة، وفي حديث وفد همدان ولنا من دفئهم وصرامهم ما سلموا بالميثاق والأمانة أي إبلهم وغنمهم، سمى نتاج الإبل وما ينتفع بها دفأ لأنه من أوبارها وأصوافها ما يستدفأ به. والدفء: العطية، والدفء من الحائط: كنه يقال: اقعد في دفء هذا الحائط أي كنه، والدفء ما أدفأ من الأصواف والأوبار من الإبل والغنم، وقال المؤرج: أدفأه أي الرجل إدفاء إذا أعطاه عطاء كثيرا وهو مجاز. وأدفأ القوم: اجتمعوا. والدفأ محركة: الحنأ بالحاء المهملة والنون، يقال: فلان فيه دفأ، أي انحناء، وفي حديث الدجال: فيه دفأ حكاه الهروي مهموزا ومقصورا. وهو أدفأ بغير همز، أي فيه انحناء وهي دفأى بالقصر، وسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى. ومما يستدرك عليه: الإدفاء: هو القتل، في لغة بعض العرب، وفي الحديث: أتي بأسير يرعد، فقال لقوم: اذهبوا به فادفوه . فذهبوا به فقتلوه، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أراد الإدفاء، من الدفء وأن يدفأ بثوب، فحسبوه بمعنى القتل في لغة أهل اليمن، وأراد أدفئوه بالهمز، فخففه شذوذا، وتخفيفه القياسي أن تجعل الهمزة بين بين، لا أن تحذف، لأن الهمز ليس من لغة قريش، فأما القتل فيقال فيه أدفأت الجريح ودافأته ودفوته ودافيته، إذا أجهزت عليه، كذا في اللسان، قلت: ويأتي في المعتل إن شاء الله تعالى. وأدفاء، جمع دفء: موضع، كذا في المعجم.

د ك أ
دكأهم كمنع: دافعهم وزاحمهم كداكأهم. وداكأت عليه الديون، قاله أبو زيد. وتداكئوا: ازدحموا وتدافعوا، قال ابن مقبل:
وقربوا كل صهميم مناكبه إذا تداكأ منه دفعه شنفـا الصهميم من الرجال والجمال إذا كان حمي الأنف أبيا شديد النفس بطيء الانكسار. وتداكأ: تدافع، ودفعه: سيره، كذا في اللسان.

د ن أ

صفحة : 118

الدنيء: الخسيس الدون من الرجال كالدانئ والدنيء أيضا: الخبيث البطن والفرج، الماجن السفلي، قاله أبو زيد واللحياني، كما سيأتي نص عبارتهما والدنيء أيضا: الدقيق الحقير ج أدناء كشريف وأشراف، وفي بعض الأصول أدنياء كنصيب وأنصباء ودناء كرخال على الشذوذ وقد دنأ الرجل ودنؤ كمنع وكرم دنوءة بالضم ودناءة مثل كراهة، إذا صار دنيئا لا خير فيه، وسفل في فعله ومجن والدنيئة: النقيصة. وأدنأ الرجل: ركب أمرا دنيئا حقيرا، وقال ابن السكيت: لقد دنأت في فعلك تدنأ أي سفلت في فعلك ومجنت، وقال الله تعالى أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير قال الفراء: هو من الدناءة، والعرب تقول: إنه لدني في الأمور، غير مهموز، يتبع خسيسها وأصاغرها، وكان زهير الفرقبي يهمز هو أدنأ بالذي هو خير قال الفراء: ولم تزل العرب تهمز أدنأ إذا كان من الخسة، وهم في ذلك يقولون إنه لدانئ، أي خبيث فيهمزون، وقال الزجاج: هو أدنى، غير مهموز، أي أقرب، ومعناه أقل قيمة، فأما الخسيس فاللغة فيه دنؤ دناءة، وهو دنيء، بالهمز. وفي كتاب المصادر: دنؤ الرجل يدنؤ دنوءا ودناءة إذا كان ماجنا. قال أبو منصور: أهل اللغة لا يهمزون دنؤ في باب الخسة، وإنما يهمزونه في باب المجون والخبث، قال أبو زيد في النوادر: رجل دنيء من قوم أدنئاء، وقد دنؤ دناءة، وهو الخبيث البطن والفرج ورجل دني من قوم أدنياء، وقد دنأ يدنأ ودنو يدنو دنوا، وهو الضعيف الخسيس الذي لا غناء عنده، المقصر في كل ما أخذ فيه، وأنشد:

فلا وأبيك ما خلقي بوعر    ولا أنا بالدنيء ولا المدنا

وقال أبو زيد في كتاب الهمز: دنأ الرجل يدنأ دناءة ودنؤ يدنؤ دنوءا إذا كان دنيئا لا خير فيه، وقال اللحياني: رجل دنئ ودانئ، وهو الخبيث البطن والفرج الماجن، من قوم أدنئاء، قال: ويقال للخسيس: إنه لدنيء من أدنياء، بغير همز. قال الأزهري: والذي قاله أبو زيد واللحياني وابن السكيت هو الصحيح، والذي قاله الزجاج غير محفوظ، كذا في اللسان. ودنئ كفرح: جنئ، والنعت في المذكر والمؤنث أدنأ ودنأى، ويقال للرجل: أدنأ وأجنأ وأقعس، بمعنى واحد، وتدنأه: حمله على الدناءة، يقال: نفس فلان تتدنؤه، أي تحمله على الدناءة. والتركيب يدل على القرب، كالمعتل. ومما يستدرك عليه هنا:

د ه د أ
دهدأ، قال أبو زيد: ما أدري أي الدهدإ هو? أي أي الطمش هو، مهموز مقصور، وضاف رجل رجلا فلم يقره، وبات يصلي وتركه جائعا يتضور فقال:

تبيت تدهدئ القرآن حولي كأنك عند رأسي عقربان فهمز تدهدئ، وهو غير مهموز، كذا في اللسان.

د و أ

صفحة : 119

الداء: المرض والعيب ظاهرا أو باطنا، حتى يقال: داء الشح أشد الأدواء، ومنه قول المرأة: كل داء له داء، أرادت كل عيب في الرجال فهو فيه، وفي الحديث أي داء أدوى من البخل أي أي عيب أقبح منه، قال ابن الأثير: الصواب أدوأ، بالهمز ج أدواء قال ابن خالويه، ليس في كلامهم مفرد ممدود وجمعه ممدود إلا داء وأدواء، نقله شيخنا. داء الرجل يداء كخاف يخاف دوأ، وداء، وأدوأ كأكرم، وهذا عن أبي زيد، إذا أصابه في جوفه الداء وهو داء بكسر الهمزة المنونة، كما في سائر النسخ، وفي بعضها بضمها، كأن أصله دائئ ثم عومل معاملة المعتل، قال سيبويه: رجل داء فعل، أي ذو داء، ورجلان داآن، ورجال أدواء، ونسبه الصاغاني لشمر، وزاد في التهذيب: رجل دوى مثل ضنى ورجل مديء كمطيع، وهي بهاء أي امرأة داءة ومديئة، وفي الأساس: رجل داء، وامرأة داء وداءة وقد دئت يا رجل بالكسر وأدأت وكذا أداء جوفك فأنت مديء وأدأته أيضا إذا أصبته بداء يتعدى ولا يتعدى. وداء الذئب: الجوع قاله ثعلب، ويقال رجل ديئ كخير: داء، وهي بهاء ديئة، ونص عبارة التهذيب وفي لغة أخرى: رجل ديء وامرأة ديئة، على فيعل وفيعلة، ونص عبارة العباب: رجل ديء وامرأة ديئة، على فعيل وفيعلة. وداءة: جبل يحجز بين النخلتين اليمانية، والشامية، قرب مكة حرسها الله تعالى، كذا في العباب والمراصد، وفي معجم البكري: بلد قريب من مكة. وداءة ع لهذيل. قال حذيفة بن أنس الهذلي:

 
هلم إلى أكـنـاف داءة دونـكـم    وما أغدرت من خسلهن الحناظب

ويروى: أكناف دارة، والخسل: رديء النبق، كذا في العباب، ولم أجده في ديوان شعرهم. والأدواء على صيغة الجمع ع في ديار تميم بنجد، قال نصر: هو بضم الهمز وفتح الدال. ويقال: سمعت دودأة، الدودأة: الجلبة والصياح. وعن أبي زيد: إذا اتهمت الرجل قلت له: قد أدأت إداءة، وأدوأت إدواء. ومما يستدرك عليه: يقال: فلان ميت الداء، إذا كان لا يحقد على من يسيء إليه. وداء الأسد: الحمى، قاله أبو منصور، وداء الظبي: الصحة والنشاط، قاله أبو عمرو، واستحسنه أبو عبيد، وأنشد الأموي:

لا تجهمينا أم عمرو فإنـمـا      بنا داء ظبي لم تخنه عوامله

وداء الملوك: الترفه والتنعم. وداء الكرام: الدين والفقر. وداء الضرائر: الشر الدائم. وداء البطن: الفتنة العمياء.