الباب الأول: باب الهمزة - الفصل التاسع: فصل الذال المعجمة مع الهمزة

فصل الذال المعجمة مع الهمزة

ذ أ ذ أ
الذأذاء والذأذاءة بمدها أي الهمزة: الزجر، عن أبي عمرو، ويقال زجر الحليم السفيه، والذأذاءة أيضا: الاضطراب في المشي، كالتذأذؤ والذأذأة، يقال: تذأذأ الرجل إذا مشى مضطربا.

ذ ب أ
الذبأة بالفتح قال ابن الأعرابي: الجارية الرعوم، وهي المهزولة المليحة الهزال الخفيفة الروح ولم يورده صاحب اللسان.

ذ ر أ

صفحة : 120

ذرأ الله الخلق كجعل يذرؤهم ذرأ: خلق، والشيء: كثره. قال الله تعالى يذرؤكم فيه أي يكثركم به ومنه اشتقاق لفظ الذرية، مثلثة ولم تسمع في كلامهم إلا مهموزة لنسل الثقلين من الجن والإنس، وقد تطلق على الآباء والأصول أيضا، قال الله تعالى أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون والجمع ذراري كسراري، قال الصاغاني: وفي اشتقاقها وجهان، أحدهما أنها من الذرر، ووزنها فعولة أو فعيلة، والثاني أنها من الذر بمعنى التفريق، لأن الله تعالى ذرهم في الأرض، ووزنها فعلية أو فعولة أيضا وأصلها ذرورة فقلبت الراء الثالثة ياء، كما في تقضت العقاب. وقد أوقعت الذرية على النساء، كقولهم للمطر سماء، ومنها حديث عمر رضي الله عنه: حجوا بالذرية لا تأكلوا أرزاقها وتذروا أرباقها في أعناقها. قيل: المراد بها النساء لا الصبيان، وضرب الأرباق مثلا لما قلدت أعناقها من وجوب الحج. وذرأ فوه وذرا، بغير همز: سقط ما فيه من الأسنان مثل ذرا كدعا. وذرأ الأرض: بذرها، قال شيخنا: قيل: الأفصح فيه وفيما قبله الإعلال، وأما الهمزة فلغة ضعيفة أو لثغة ويقال زرع ذريء على فعيل، قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، ويروى لقيس بن ذريح، وهو موجود في ديواني شعرهما:

صدعت القلب ثم ذرأت فيه    هواك فليم فالتأم الفطـور
تبلغ حيث لم يبلغ شـراب    ولا حزن ولم يبلغ سرور

ويروى ثم ذررت وذريت غير مهموز، وهذا هو الصحيح. كذا في العباب. والذرأة بالضم: الشمط والشيب. قال أبو نخيلة السعدي:

وقد علتني ذرأة بادي بدي
ورثية تنهض في تشدد

أو أول بياضه في مقدم الرأس، وفي الأساس: في الفودين، كالذراء، محركة، كما في العباب وذرئ شعره وذرأ كفرح ومنع وحكى صاحب المبرز عن قطرب ذرؤ ككرم أيضا، والنعت أذرأ وذرآء، قال أبو محمد الفقعسي:

قالت سليمى إنني لا أبغيه
أراه شيخا عاريا تراقيه
مقوسا قد ذرئت مجاليه وكبش أذرأ: في رأسه بياض، وعناق ذرآء أو كبش أذرأ بمعنى أرقش الأذنين وسائره أسود كذا في الصحاح والعباب، وزاد في الأخير: والذرأة هي من شيات المعز دون الضأن. وعن الأحمر يقال: أذرأه فلان وأشكعه أي أغضبه وذعره، وأولعه بالشيء. وأذرأه إلى كذا: ألجأه إليه، رواه أبو عبيد أذراه بغير همز، ورد ذلك عليه علي بن حمزة وقال: إنما هو أذرأه، بالهمز، وأذرأه: أساله، ويقال: أذرأت الناقة إذا أنزلت اللبن من الضرع فهي مذرئ لغة في الدال المهملة. ويقال بلغني ذرء من خبر ضبطه ابن الأثير بفتح فسكون، وفي بعض النسخ بالضم، أي شيء منه وطرف منه، والذرء: الشيء اليسير من القول: قال الشاعر:

أتاني عن مغيرة ذرء قول     وعن عيسى فقلت له كذاكا

صفحة : 121

ويقال: هم ذرء النار، جاء ذلك في حديث عمر رضي الله تعالى عنه أنه كتب إلى خالد بن الوليد: بلغني أنك دخلت الحمام بالشام وأن من بها من الأعاجم اتخذوا لك دلوكا عجن بخمر، وإني أظنكم آل المغيرة ذرء النار، أراد أنهم خلقوا لها ومن روى: ذرو النار، بلا همز أراد أنهم يذرون في النار. وملح ذرآني بتسكين الراء ويحرك فيقال ذرآني أي شديد البياض وهو مأخوذ من الذرأة بالضم، ولا تقل أنذراني فإنه من لحن العوام، ومنهم من يهمل الذال. ويقال: ما بيننا وبينه ذرء أي حائل. وذرأة بالكسر: العنز بنفسها، كذا في العباب، ودعاء العنز للحلب، يقال: ذرء ذرء. ومما يستدرك عليه: قال أبو زيد: أذرأت الرجل بصاحبه، إذا حرشته عليه وأولعته به. وذرأت الوضين: بسطته، وهذا ذكره الليث هنا، ورد عليه أبو منصور وقال: الصواب أنها درأت الوضين، بالدال المهملة، وقد تقدم.

ذ م أ
ذمأ عليه كمنع ذمأ: شق عليه، هكذا في العباب، وفي بعض نسخ الصحاح.

ذ ي أ
ذيأه أي اللحم تذييئا: أنضجه حتى تذيأ، أي تهرأ وسقط من عظمه. وتذيأ الجرح وغيره: تقطع وفسد، قال الأصمعي: إذا فسدت القرحة وتقطعت قيل: قد تذيأت تذيؤا وتهذأت، وأنشد:

تذيأ منها الرأس حتى كـأنـه    من الحر في نار يبض مليلها وتذيأ وجهه إذا ورم،

أو التذيؤ في اللغة هو انفصال اللحم عن العظم بذبح أو فساد، كذا ذكره بعض أئمة اللغة، وعلى الأول اقتصر كثيرون.