الباب الأول: باب الهمزة - الفصل الثاني عشر: فصل السين المهملة مع الهمزة

فصل السين المهملة مع الهمزة

س أ س أ

صفحة : 134

سأسأ بالحمار سأسأة وسأساء بالمد: زجره ليحتبس قاله أبو عمرو، وقد سأسأت به، أو سأسأ بالحمار إذا دعاه ليشرب وقلت له سأسأ، قاله الأحمر، وفي المثل: قرب الحمار من الردهة ولا تقل له سأ. الردهة: نقرة في صخرة يستنقع فيها الماء، أو يمضي أي زجرته ليمضي قلت له سأسأ، قاله الليث، وقد يذكر سأ ولا يكرر، فيكون ثلاثيا قال:

لم تدر ما سأ للحمير ولـم     تضرب بكف مخابط السلم

ويقال: سأ للحمار عند الشرب، فإن روي انطلق وإلا لم يبرح، قال: ومعنى سأ اشرب فإني أريد أن أذهب بك، قال أبو منصور: والأصل في سأ زجر وتحريك للمضي، كأنه يحركه ليشرب إن كانت له حاجة في الماء مخافة أن يصدره وبه بقية الظمإ. قال شيخنا: ومما بقي على المؤلف: السئسيء كالضئضيء وزنا ومعنى، نقله عن ابن دحية في التنويه. قلت وفي العباب: تسأسأت علي أموركم وتسيأت، أي اختلفت فلا أدري أيها أتبع.

س ب أ
سبأ الخمر كجعل يسبؤها سبأ وسباء ككتاب ومسبأ: شراها، الأكثر استعمال شرى في معنى البيع والإخراج، نحو قوله تعالى وشروه بثمن بخس أي باعوه، ولذا فسره في الصحاح والعباب باشتراها، لأنه المعروف في معنى الأخذ والإدخال، نحو إن الله اشترى وإن كان كل من شرى وباع يستعمل في المعنيين، وكذا فسره ابن الأثير أيضا، وزاد الجوهري والصاغاني قيدا آخر، وهو ليشربها، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة:

خود تعاطيك بعد رقدتهـا     إذا يلاقي العيون مهدؤها
كأسا بفيها صهباء معرقة      يغلو بأيدي التجار مسبؤها

قوله معرقة أي قليلة المزاج، أي أنها من جودتها يغلو اشتراؤها، قال الكسائي: وإذا اشتريت الخمر لتحملها إلى بلد آخر قلت: سبيتها، بلا همز، وعلى هذه التفرقة مشاهير اللغويين إلا الفيومي صاحب المصباح فإنه قال: ويقال في الخمر خاصة سبأتها، بالهمز إذا جلبتها من أرض إلى أرض، فهي سبيئة، قاله شيخنا كاستبأها، ولا يقال ذلك إلا في الخمر خاصة، قال مالك بن أبي كعب:

بعثت إلى حانوتها فاستـبـأتـهـا    بغير مكاس في السوام ولا غصب

وبياعها السباء كعطار، وقال خالد بن عبد الله لعمر بن يوسف الثقفي: يا ابن السباء، حكى ذلك أبو حنيفة. ومما أغفله المؤلف: سبأ الشراب، إذا جمعها وخبأها، قاله أبو موسى في معنى حديث عمر رضي الله عنه، أنه دعا بالجفان فسبأ الشراب فيها. وسبأ الجلد بالنار سبأ: أحرقه قاله أبو زيد، وسبأ الرجل سبأ: جلد، وسبأ سلخ. فيه قلق، لأنه قول في سبأ الجلد: أحرقه، وقيل: سلخه، فالمناسب ذكره تحت أحرقه وانسبأ الجلد انسلخ، وانسبأ جلده إذا تقشر، قال الشاعر:
وقد نصل الأظفار وانسبأ الجلد وسبأ: صافح قال شيخنا: هو معنى غريب خلت عنه زبر الأولين. قلت: وهو في العباب، فلا معنى لإنكاره وسبأت النار وكذا السياط، كذا في المحكم الجلد سبأ:لذعته بالذال المعجمة والعين المهملة وقيل غيرته ولوحته، وكذلك الشمس والسير والحمى، كلهن يسبأن الإنسان، أي يغيرنه. وسبأ كجبل يصرف على إرادة الحي، قال الشاعر:

أضحت ينفرها الولدان من سبإ     كأنهم تحت دفيهـا دحـاريج

ويمنع من الصرف لأنه اسم بلدة بلقيس باليمن، كانت تسكنها، كذا ورد في الحديث. قال الشاعر:

من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيلها العرما

صفحة : 135

وقال تعالى وجئتك من سبإ بنبإ يقين قال الزجاج: سبأ هي مدينة تعرف بمأرب، من صنعاء على مسيرة ثلاث ليال، ونقل شيخنا عن زهر الأكم في الأمثال والحكم ما نصه: وكانت أخصب بلاد الله، كما قال تعالى جنتان عن يمين وشمال قيل: كانت مسافة شهر للراكب المجد، يسير الماشي في الجنان من أولها إلى آخرها لا يفارقه الظل مع تدفق الماء وصفاء الأنهار واتساع الفضاء، فمكثوا مدة في أمن، لا يعاندهم أحد إلا قصموه، وكانت في بدء الأمر تركبها السيول فجمع لذلك حمير أهل مملكته، وشاورهم، فاتخذوا سدا في بدء جريان الماء، ورصفوه بالحجارة والحديد، وجعلوا فيه مخارق للماء، فإذا جاءت السيول انقسمت على وجه يعمهم نفعه في الجنات والمزدرعات، فلما كفروا نعم الله تعالى ورأوا أن ملكهم لا يبيده شيء، وعبدوا الشمس، سلط الله على سدهم فأرة فخرقته، وأرسل عليهم السيل فمزقهم الله كل ممزق، وأباد خضراءهم. وقال ابن دريد في كتاب الاشتقاق: سبأ لقب ابن يشجب بن يعرب بن قحطان، كذا في النسخ، وفي بعضها: ولقب يشجب، وهو خطأ واسمه عبد شمس، يجمع قبائل اليمن عامة يمد ولا يمد، وقل شيخنا: وزاد بعض فيه المد أيضا، وهو غريب غريب، لأنه إذا ثبت في الأمهات فلا غرابة، مع أنه موجود في الصحاح، وأما الحديث المشار إليه الذي وقع فيه ذكر سبإ فأخرجه الترمذي في التفسير، عن فروة بن مسيك المرادي قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم? فأذن لي في قتالهم، وأمرني، فلما خرجت من عنده سأل عني: ما فعل الغطيفي? فأخبر أني قد سرت، قال: فأرسل في أثري فردني، فأتيته، وهو في نفر من أصحابه، فقال ادع القوم، فمن أسلم منهم فاقبل منه، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك، قال: وأنزل في سبإ ما أنزل، فقال رجل: يا رسول الله، وما سبأ? أرض أو امرأة? قال: ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من اليمن فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار فقال رجل: يا رسول الله، وما أنمار? قال: الذين منهم خثعم وبجيلة قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وسبأ والد عبد الله المنسوب إليه الطائفة السبائية بالمد، كذا في نسختنا، وصحح شيخنا السبئية بالقصر، كالعربية، وكلاهما صحيح من الغلاة جمع غال وهو المتعصب الخارج عن الحد في الغلو من المبتدعة، وهذه الطائفة من غلاة الشيعة، وهم يتفرقون على ثماني عشرة فرقة. والسباء ككتاب والسبأ كجبل، قال ابن الأنباري، حكى الكسائي: السبأ: الخمر، واللطأ: الشر الثقيل، حكاهما مهموزين مقصورين، قال: ولم يحكهما غيره، قال والمعروف في الخمر السباء بكسر السين والمد. والسبيئة، ككريمة: الخمر أي مطلقا، وفي الصحاح والمحكم وغيرهما: سبأ الخمر واستبأها: اشتراها، وقد تقدم الاستشهاد ببيتي إبراهيم بن هرمة ومالك بن أبي كعب، والاسم السباء، على فعال بكسر الفاء، ومنه سميت الخمر سبيئة، قال حسان بن ثابت:

كأن سبيئة من بيت رأس    يكون مزاجها عسل وماء
على أنيابها أو طعم غض    من التفاح هصره اجتناء

وهذا البيت في الصحاح:

كأن سبيئة بيت رأس

صفحة : 136

قال ابن بري: وصوابه: من بيت رأس، وهو موضع بالشام. ويقال: أسبأ لأمر الله وذلك إذا أخبت له قلبه، كذا في لسان العرب، وأسبا على الشيء: خبت أي انخضع له قلبه. والمسبأ كمقعد: الطريق في الجبل. وسبيء كأمير الحية وسبيها يهمز ولا يهمز: سلخها بكسر السين المهملة، كذا في نسختنا، وفي بعضها على صيغة الفعل، سبأ الحية كمنع: سلخها، وصححها شيخنا، وفيه تأمل ومخالفة للأصول. وقالوا في المثل: تفرقوا، كذا في المحكم، وفي التهذيب: ذهبوا، وبهما أورده الميداني في مجمع الأمثال: أيدي سبا وأيادي سبا يكتب بالألف لأن أصله الهمز، قاله أبو علي القالي في الممدود والمقصور، وقال الأزهري: العرب لا تهمز سبا في هذا الموضع، لأنه كثر في كلامهم فاستثقلوا فيه الهمز، وإن كان أصله مهموزا، ومثله قال أبو بكر بن الأنباري وغيره، وفي زهر الأكم: الذهاب معلوم، والأيادي جمع أيد، والأيدي بمعنى الجارحة وبمعنى النعمة وبمعنى الطريق: تبددوا قال ابن مالك: إنه مركب تركيب خمسة عشر، بنوه على السكون أي تكلموا به مبنيا على السكون كخمسة عشر، فلم يجمعوا بيت ثقل البناء وثقل الهمزة، وكان الظاهر بنوهما أو بنوها، أي الألفاظ الأربعة، قاله شيخنا وليس بتخفيف عن سبإ لأن صورة تخفيفه ليست على ذلك وإنما هو بدل وذلك لكثرته في كلامهم، قال العجاج:

من صادر أو وارد أيدي سبا وقال كثير:

أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم      فلم يحل للعينين بعدك منـزل

ضرب المثل بهم لأنه لما غرق مكانهم وذهبت جناتهم أي لما أشرف مكانهم على الغرق وقرب ذهاب جناتهم قبل أن يدهمهم السيل، وأنهم توجهوا إلى مكة ثم إلى كل جهة برأي الكاهنة أو الكاهن، وإنما بقي هناك طائفة منهم فقط تبددوا في البلاد فلحق الأزد بعمان، وخزاعة ببطن مر، والأوس والخزرج بيثرب، وآل جفنة بأرض الشام، وآل جذيمة الأبرش بالعراق. وفي التهذيب: قولهم ذهبوا أيادي سبا، أي متفرقين، شبهوا بأهل سبإ لما مزقهم الله في الأرض كل ممزق فأخذ كل طائفة منهم طريقا على حدة، واليد: الطريق، يقال: أخذ القوم يد بحر، فقيل للقوم إذا تفرقوا في جهات مختلفة: ذهبوا أيدي سبا، أي فرقتهم طرقهم التي سلكوها كما تفرق أهل سبإ في مذاهب شتى. وقال ابن الأعرابي: يقال: إنك تريد سبأة بالضم أي إنك تريد سفرا بعيدا يغيرك، وفي التهذيب: السبأة: السفر البعيد، سمي سبأة، لأن الإنسان إذا طال سفره سبأته الشمس ولوحته، وإذا كان السفر قريبا قيل: تريد سربة. ومما بقي على المؤلف من هذه المادة: سبأ على يمين كاذبة يسبأ سبأ: حلف، وقيل: سبأ على يمين يسبأ سبأ: مر عليها كاذبا غير مكترث بها، وقد ذكرهما صاحب المحكم والصحاح والعباب. وصالح بن خيوان السبائي، الأصح أنه تابعي، وأحمد بن إبراهيم ابن محمد بن سبا الفقيه اليمني من المتأخرين.

س ب ت أ
المسبنتأ مهموز مقصور، وفي بعض النسخ: مهموزا مقصورا، قال ابن الأعرابي: هو من يكون رأسه طويلا كالكوخ بالضم، بيت مسنم من القصب وسيأتي.

س خ أ
سخأ النار كجعل يسخؤها سخأ أي جعل لها مذهبا موضعا تذهب إليه تحت القدر كسخاها وسخيها، معتلان، عن الفراء، وسيأتي، وزاد الصاغاني: والعود من الأول مسخأ على مفعل، ومن الثاني والثالث مسخاء على مفعال.

س د أ
السندأو كجردحل والسندأوة بهاء يقال: سندأوة وسندأو، قال الكسائي: هو الخفيف، وقيل: هو الجريء أي الشديد المقدم قال الشاعر:

سندأوة مثل العتيق الجافر

صفحة : 137

كأن تحت الرحل ذي المسامر

قنطرة أوفت على القناطر وقيل: هو القصير وقيل: الدقيق الجسم بالدال المهملة، وفي بعض النسخ بالراء مع عرض رأس، كل ذلك منقول عن السيرافي، وقيل: هو العظيم الرأس، والسندأوة: الذئبة وناقة سندأوة: جريئة وزنه فنعلو إشارة إلى أن النون والواو زائدتان، وقيل: الزائد الهمزة والواو فوزنه فعلأو والجمع سندأوون وهو جمع مذكر على غير شرطه، لأنه جار على غير العاقل، وليس علما ولا صفة إلا بضرب من التأويل، قاله شيخنا.

س ر أ
السرء والسرأة بفتحهما، اقتصر عليه في المحكم: بيضة الجراد والضب والسمكة وما أشبهه، وتكسر سينهما في قول أو هي أي الكلمة بالكسر وعليه اقتصر في الصحاح، وصححه الأكثرون، قال علي بن حمزة الأصبهاني: السرأة، بالكسر: بيض الجراد ويقال سروة، وأصلها الهمز، وقيل: لا يقال ذلك حتى تلقياه، وجرادة سروء على فعول، قال الليث: وكذلك سرء السمكة وما أشبهه من البيض، فهي سروء، والواحدة سرأة، قال الأصمعي: الجراد يكون سرأ وهو بيض فإذا خرجت سوداء فهي دبا، وضبة سروء على فعول وضباب سرؤ على فعل وهي التي بيضها في جوفها لم تلقه، وقيل: لا يسمى البيض سرأ حتى تلقيه، وسرأت الضبة: باضت ج سرؤ ككتب قال الأصبهاني: وسرأت الجرادة تسرأ سرأ فهي سروء: باضت، والجمع سرؤ وسرأ كركع نادرة فلا يكسر فعول على فعل بتشديد العين، وسرأت كمنعت الجرادة تسرأ سرأ: باضت وقال أبو عبيد عن الأحمر: أي ألقت بيضها، قال: ويقال: رزت الجرادة، والرز: أن تدخل ذنبها في الأرض فتلقي سرأها، وسرؤها: بيضها، وقال القناني: إذا ألقى الجراد بيضه قيل: قد سرأ البيض يسرأ به، وقال ابن دريد: سرأت المرأة سرأ: كثر أولادها، وفي نسخة: ولدها كسرأت تسرئة، فيهما وهذا عن الفراء وأسرأت أي الجرادة حان أن تبيض، وقال الأحمر: أسرأت: حان أن تلقي بيضها، وأرض مسروأة: كثيرتها أي الجراد، وقال الأصبهاني: أي ذات سروة وأصله الهمز. ومما أغفله المؤلف من هذه المادة: السراء كسحاب: ضرب من شجر القسي، الواحدة سراءة والسروة: السهم لا غير، الأخير عن ابن علي بن حمزة، وأصله الهمز.

س ط أ
سطأها كمنع: جامعها قاله أبو سعيد، وقال ابن الفرج: سمعت الباهليين يقولون: سطأ الرجل المرأة ومطأها بالهمز أي وطئها، قال أبو منصور: وشطأها بالشين بهذا المعنى لغة، كما قاله أبو سعيد أيضا.

س ل أ
سلأ السمن كمنع يسلؤه سلأ: طبخه وعالجه فأذاب زبده كاستلأه، والاسم السلاء بالكسر ممدود ككتاب، قال الفرزدق يمدح الحكم بن أيوب الثقفي عم الحجاج ابن يوسف، وخص في القصيدة عبد الملك بن مروان بالمديح:

راموا الخلافة في غدر فأخطأهم     منها صدور وفاءوا بالعراقـيب
كانوا كسالئة حمقاء إذ حقـنـت    سلاءها في أديم غير مربـوب

ج أسلئة وسلأ السمسم سلأ: عصره فاستخرج دهنه، وقال الأصمعي: يقال سلأه مائة سوط سلأ ضرب بها وسلأه كذا درهما: نقده أو عجل نقده، وسلأ الجذع وكذا العسيب سلأ: نزع سلاءه أي شوكه عن أبي حنيفة. والسلاء بالضم ممدود على وزن القراء: شوك النخل، واحدته سلاءة، قال علقمة بن عبدة يصف فرسا له:

سلاءة كعصا النهدي غل بهـا     ذو فيئة من نوى قران معجوم

صفحة : 138

في نسخة: زفياءة بدل ذو فيئة، وطائر أغبر طويل الرجلين، ونصل كسلاء النخل، وفي الحديث في صفة الجبان كأنما يضرب جلده بالسلاءة وهي شوكة النخل، والجمع سلاء على وزن جمار، فيفهم من هذا أنه استعمل في النصل مخففا، وكذا هو مضبوط في نسخة لسان العرب فليعرف.

س ل ط أ
اسلنطأ الرجل إذا ارتفع إلى الشيء ينظر إليه، قاله ابن بزرج، كذا في العباب.

س و أ

صفحة : 139

ساءه يسوءه سوءا بالضم وسوءا بالفتح وسواء كسحاب وسواءة كسحابة وهذا عن أبي زيد وسواية كعباية وسوائية، قال سيبويه: سألت الخليل عن سؤته سوائية فقال: هي فعالية بمنزلة علانية، ومساءة ومسائية مقلوبا كما قاله سيبويه، نقلا عن الخليل وأصله وحده مساوئة كرهوا الواو مه الهمزة، لأنهما حرفان مستثقلان وسؤت الرجل سواية ومساية يخففان، أي حذفوا الهمزة تخفيفا كما حذفوا همزة هار ولاث كما أجمع أكثرهم على ترك الهمز في ملك وأصله ملأك ومساء ومسائية هكذا بالهمز في النسخ الموجودة، وفي لسان العرب بالياءين: فعل به ما يكره نقيض سره، فاستاء هو في الصنيع مثل استاع، كما تقول من الغم اغتم، ويقال: ساء ما فعل فلان صنيعا يسوء أي قبح صنيعا، وفي تفسير الغريب لابن قتيبة قوله تعالى وساء سبيلا أي قبح هذا الفعل فعلا وطريقا، كما تقول: ساء هذا مذهبا، وهو منصوب على التمييز، كما قال وحسن أولئك رفيقا واستاء هو استهم وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قص عليه رؤيا فاستاء لها ثم قال خلافة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء قال أبو عبيد: أراد أن الرؤيا ساءته فاستاء لها، افتعل من المساءة، ويقال: استاء فلان بمكاني، أي ساءه ذلك، ويروى: فاستآلها أي طلب تأويلها بالنظر والتأمل، والسوء، بالضم، الاسم منه، وقوله عز وجل وما مسني السوء قيل: معناه ما بي من جنون، لأنهم نسبوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجنون، والسوء أيضا بمعنى الفجور والمنكر، وقولهم: لا أنكرك من سوء، أي لم يكن إنكاري إياك من سوء رأيته بك، إنما هو لقلة المعرفة، ويقال إن السوء البرص ومنه قوله تعالى تخرج بيضاء من غير سوء أي من غير برص، قال الليث: أما السوء فما ذكر بسيئ فهو السوء، قال: ويكنى بالسوء عن اسم البرص، قلت: فيكون من باب المجاز. والسوء: كل آفة ومرض، أي اسم جامع للآفات والأمراض، وقوله تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء قال الزجاج: السوء: خيانة صاحبة العزيز، والفحشاء: ركوب الفاحشة، ويقال: الأخير في قول السوء بالفتح والضم، إذا فتحت السين فمعناه لا خير في قول قبيح، وإذا ضممت السين فمعناه لا خير في أن تقول سوءا أي لا تقل سوءا وقرئ قوله تعالى عليهم دائرة السوء بالوجهين الفتح والضم، قال الفراء: هو مثل قولك رجل السوء، والسوء بالفتح في القراءة أكثر، وقلما تقول العرب دائرة السوء بالضم، وقال الزجاج في قوله تعالى الظانين بالله السوء عليهم دائرة السوء كانوا ظنوا أن لن يعود الرسول والمؤمنون إلى أهليهم، فجعل الله دائرة السوء عليهم، قال: ومن قرأ ظن السوء، فهو جائز، قال: ولا أعلم أحدا قرأ بها إلا أنها قد رويت، قال الأزهري: قوله: لا أعلم أحدا إلى آخره، وهم، قرأ ابن كثير وأبو عمرو: دائرة السوء، بضم السين ممدودا في سورة براءة وسورة الفتح، وقرأ سائر القراء السوء بفتح السين في السورتين. قال: وتعجبت أن يذهب على مثل الزجاج قراءة القارئين الجليلين ابن كثير وأبي عمرو، وقال أبو منصور: أما قوله وظننتم ظن السوء فلم يقرأ إلا بالفتح، قال: ولا يجوز فيه ضم السين، وقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو دائرة السوء بضم السين ممدودا في السورتين، وقرأ سائر القراء بالفتح فيهما، وقال الفراء في سورة براءة في قوله تعالى ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء قال: قراءة القراء بنصب السوء وأراد بالسوء المصدر، ومن رفع السين جعله اسما، قال: ولا يجوز ضم السين في قوله ما كان أبوك امرأ سوء ولا في قوله وظننتم ظن السوء لأنه ضد لقولهم: هذا رجل

صفحة : 140

صدق، وثوب صدق، ولبس للسوء هنا معنى في بلاء ولا عذاب فيضم، وقرئ قوله تعالى عليهم دائرة السوء أي الهزيمة والشر والبلاء والعذاب والردى والفساد وكذا في قوله تعالى أمطرت مطر السوء بالوجهين أو أن المضموم هو الضرر وسوء الحال والسوء المفتوح من المساءة مثل الفساد والردى والنار، ومنه قوله تعالى ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء قيل هي جهنم أعاذنا الله منها في قراءة أي عند بعض القراء، والمشهور السوأى كما يأتي، ورجل سوء بالفتح، أي يعمل عمل سوء وإذا عرفته وصفت به تقول: هذا رجل سوء بالإضافة وتدخل عليه الألف واللام فتقول: هذا رجل السوء، قال الفرزدق:صدق، وثوب صدق، ولبس للسوء هنا معنى في بلاء ولا عذاب فيضم، وقرئ قوله تعالى عليهم دائرة السوء أي الهزيمة والشر والبلاء والعذاب والردى والفساد وكذا في قوله تعالى أمطرت مطر السوء بالوجهين أو أن المضموم هو الضرر وسوء الحال والسوء المفتوح من المساءة مثل الفساد والردى والنار، ومنه قوله تعالى ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء قيل هي جهنم أعاذنا الله منها في قراءة أي عند بعض القراء، والمشهور السوأى كما يأتي، ورجل سوء بالفتح، أي يعمل عمل سوء وإذا عرفته وصفت به تقول: هذا رجل سوء بالإضافة وتدخل عليه الألف واللام فتقول: هذا رجل السوء، قال الفرزدق:

وكنت كذئب السوء لما رأى دما     بصاحبه يوما أحال على الـدم

بالفتح والإضافة لف ونشر مرتب، قال الأخفش: ولا يقال الرجل السوء، ويقال الحق اليقين وحق اليقين، جميعا، لأن السوء ليس بالرجل، واليقين هو الحق، قال: ولا يقال هذا رجل السوء، بالضم، قال ابن بري: وقد أجاز الأخفش أن يقال رجل السوء ورجل سوء، بفتح السين فيهما، ولم يجز رجل السوء بضم السين، لأن السوء اسم للضر وسوء الحال، وإنما يضاف إلى المصدر الذي هو فعله، كما يقال: رجل الضرب والطعن، فيقوم مقام قولك: رجل ضراب وطعان، فلهذا جاز أن يقال رجل السوء بالفتح، ولم يجز أن يقال هذا رجل السوء، بالضم، وتقول في النكرة رجل سوء، وإذا عرفت قلت: هذا الرجل السوء ولم تضف، وتقول هذا عمل سوء، ولا تقل السوء، لأن السوء يكون نعتا للرجل، ولا يكون السوء نعتا للعمل، لأن الفعل من الرجل وليس الفعل من السوء، كما تقول: قول صدق والقول الصدق ورجل صدق ولا تقول رجل الصدق، لأن الرجل ليس من الصدق. والسوء بالفتح أيضا: الضعف في العين. والسوأى بوزن فعلى اسم الفعلة السيئة بمنزلة الحسنى للحسنة محمولة على جهة النعت في حد أفعل وفعلى كالأسوإ والسوأى، وهي ضد الحسنى، قال أبو الغول الطهوي وقيل: هو النهشلي، وهو الصواب:

ولا يجزون من حسن بسوأى     ولا يجزون من غلظ بلـين

وقوله تعالى ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أي عاقبة الذين أشركوا النار أي نار جهنم أعاذنا الله منها. وأساءه: أفسده ولم يحسن عمله، وأساء فلان الخياطة والعمل، وفي المثل أساء كاره ما عمل وذلك أن رجلا أكرهه على عمل فأساء عمله، يضرب هذا للرجل يطلب إليه الحاجة فلا يبالغ فيها. ويقال أساء به وأساء إليه، وأساء عليه، وأساء له ضد أحسن، معنى واستعمالا، قال كثير:

أسيئي بنا أو أحسني لا ملولة     لدينا ولا مقلية إن تقـلـت

صفحة : 141

وقال سبحانه وتعالى وقد أحسن بي وقال عز من قائل إن لأحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها وقال تعالى ومن أساء فعليها وقال جل وعز وأحسن كما أحسن الله إليك . والسوأة: الفرج قال الليث: يطلق على فرج الرجل والمرأة، قال الله تعالى بدت لهما سوآتهما قال: فالسوأة: كل عمل وأمر شائن، يقال: سوأة لفلان، نصب لأنه شتم ودعاء. والفاحشة والعورة، قال ابن الأثير: السوأة في الأصل: الفرج، ثم نقل إلى كل ما يستحيا منه إذا ظهر من قول وفعل، ففي حديث الحديبية والمغيرة: وهل غسلت سوأتك إلا الأمس. أشار فيه إلى غدر كان المغيرة فعله مع قوم صحبوه في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم، وفي حديث ابن عباس في قوله جل وعز وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة قال: يجعلانه على سوآتهما، أي على فروجهما. والسوأة: الخلة القبيحة أي الخصلة الرديئة كالسوآء وكل خصلة أو فعلة قبيحة سوآء، والسوأة والسوآء: المرأة المخالفة، قال أبو زبيد في رجل من طيئ نزل به رجل من بني شيبان فأضافه الطائي وأحسن إليه وسقاه، فلما أسرع الشراب في الطائي افتخر ومد يده، فوثب الشيباني فقطع يده، فقال أبو زبيد:

ظل ضيفا أخوكم لأخـينـا    في شراب ونعمة وشواء
لم يهب حرمة النديم وحقت    يا لقوم للسوأة الـسـوآء

والسيئة: الخطيئة أصلها سيوئة، قلبت الواو ياء وأدغمت، وفي حديث مطرف قال لابنه لما اجتهد في العبادة: خير الأمور أوساطها، والحسنة بين السيئتين، أي الغلو سيئة والتقصير سيئة، والاقتصاد بينهما حسنة، ويقال: كلمة حسنة، وكلمة سيئة، وفعلة حسنة، وفعلة سيئة، وهي والسيئ عملان قبيحان، وقول سيئ: يسوء، وهو نعت للذكر من الأعمال، وهي للأنثى، والله يعفو عن السيئات، وفي التنزيل العزيز ومكر السيئ فأضافه، وكذا قوله تعالى ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله والمعنى مكر الشرك. وقرأ ابن مسعود ومكرا سيئا، على النعت، وقوله:

أنى جزوا عامرا سيئا بـفـعـلـهـم       أم كيف يجزونني السوأى

من الحسن فإنه أراد سيئا فخفف، كهين وهين، وأراد: من الحسنى، فوضع الحسن مكانه، لأنه لم يمكنه أكثر من ذلك، ويقال: فلان سيئ الاختيار، وقد يخفف، قال الطهوي:

ولا يجزون من حسن بسيء       ولا يجزون من غلظ بلين

وقال الليث: ساء الشيء يسوء سواء كسحاب فعل لازم ومجاوز، كذا هو مضبوط، لكنه في قول الليث: سوأ بالفتح بدل سواء، فهو سيئ إذا قبح، والنعت منه على وزن أفعل، تقول: رجل أسوأ أي أقبح وهي سوآء: قبيحة، وقيل: هي فعلاء لا أفعل لها، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم سوآء ولود خير من حسناء عقيم قال الأموي: السوآء: القبيحة، يقال للرجل من ذلك أسوأ، مهموز مقصور، والأنثى سوآء، قال ابن الأثير: أخرجه الأزهري حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه غيره حديثا عن عمر رضي الله عنه، ومنه حديث عبد الملك بن عمير: السوآء بنت السيد أحب إلي من الحسناء بنت الظنون. ويقال: ساء ما فعل فلان صنيعا يسوء، أي قبح صنيعه صنيعا وسوأ عليه صنيعه أي فعله تسوئة وتسويئا: عابه عليه فيما صنعه وقال له أسأت يقال: إن أخطأت فخطئني، وإن أسأت فسوئ علي، كذا في الأساس، أي قبح علي إساءتي، وفي الحديث: فما سوأ عليه ذلك، أي ما قال له أسأت.

صفحة : 142

ومما أغفله المصنف: ما في المحكم: وذا مما ساءك وناءك ويقال: عندي ما ساءه وناءه، وما يسوءه وينوءه. وفي الأمثال للميداني: ترك ما يسوءه وينوءه يضرب لمن ترك ماله للورثة، قيل: كان المحبوبي ذا يسار، فلما حضرته الوفاة أراد أن يوصي، فقيل له: ما نكتب? فقال: اكتبوا: ترك فلان - يعني نفسه - ما يسوءه وينوءه. أي مالا تأكله ورثته ويبقى عليه وزره. وقال ابن السكيت: وسؤت به ظنا وأسأت به الظن، قال: يثبتون الألف إذا جاءوا بالألف واللام، قال ابن بري: إنما نكر ظنا في قوله سؤت به ظنا لأن ظنا منتصب على التمييز، وأما أسأت به الظن، فالظن مفعول به، ولهذا أتى به معرفة، لأن أسأت متعد، وقد تقدمت الإشارة إليه. وسؤت له وجه فلان: قبحته، قال الليث: ساء يسوء فعل لازم ومجاوز. ويقال: سؤت وجه فلان وأنا أسوءه مساءة ومسائية، والمساية لغة في المساءة، تقول: أردت مساءتك ومسايتك، ويقال: أسأت إليه في الصنع، وخزيان سوآن من القبح. وقال أبو بكر في قوله: ضرب فلان على فلان ساية: فيه قولان: أحدهما الساية: الفعلة من السوء فترك همزها، والمعنى فعل به ما يؤدي إلى مكروهه والإساءة به، وقيل: معناه: جعل لما يريد أن يفعله به طريقا، فالساية فعلة من سويت، كان في الأصل سوية، فلما اجتمعت الواو والياء والسابق ساكن، جعلوها ياء مشددة، ثم استثقلوا التشديد فأتبعوهما ما قبله، فقالوا ساية، كما قالوا دينار وديوان وقيراط، والأصل دوان فاستثقلوا التشديد فأتبعوه الكسرة التي قبله. ويقال: إن الليل طويل ولا يسوء باله، أي يسوءني باله، عن اللحياني، قال ومعناه الدعاء. وقال تعالى أولئك لهم سوء الحساب قال الزجاج: سوء الحساب: لا يقبل منهم حسنة ولا يتجاوز عن سيئة لأن كفرهم أحبط أعمالهم، كما قال تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم وقيل: سوء الحساب أن يستقصى عليه حسابه ولا يتجاوز له عن شيء من سيآته، وكلاهما فيه، ألا تراهم قالوا: من نوقش الحساب عذب. وفي الأساس: تقول: سو ولا تسوئ، أي أصلح ولا تفسد. وبنو سوأة بالضم: حي من قيس ابن علي كذا لابن سيده. وسواءة كخرافة: اسم وفي العباب: من الأعلام، كذا في النسخ الموجودة بتكرير سواءة في محلين، وفي نسخة أخرى بنو أسوة كعروة، هكذا مضبوط فلا أدري هو غلط أم تحريف، وذكر القلقشندي في نهاية الأرب بنو سواءة ابن عامر بن صعصعة، بطن من هوازن من العدنانية، كما له ولدان حبيب وحرثان، قال في العبر: وشعوبهم ف بني حجير بن سواءة. قلت: ومنهم أبو جحيفة وهب بن عبد الله الملقب بالخير السوائي، رضي الله عنه، روى له البخاري ومسلم والترمذي، قال ابن سعد: ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ولم يبلغ أبو جحيفة الحلم، وقال: توفي في ولاية بشر بن مروان، يعني بالكوفة، وقال غيره: مات سنة 74 في ولاية بشر، وعون بن جحيفة سمع أباه عندهما، والمنذري حرر عند مسلم، كل ذلك في رجال الصحيحين لأبي طاهر المقدسي. وفي أشجع بنو سواءة بن سليم، وقال الوزير أبو القاسم المغربي: وفي أسد سواءة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وسواءة بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وفي خثعم سواءة بن مناة بن ناهس بن عفرس بن خلف بن خثعم. وقولهم: الخيل تجري على مساويها، أي أنها وإن كانت بها عيوب وأوصاب فإن كرمها مع ذلك يحملها على الإقدام والجري. وهذا المثل أورده الميداني والزمخشري، قال الميداني بعد هذا: فكذلك الحر يحتمل المؤن، ويحمي الذمار وإن كان ضعيفا، ويستعمل الكرم على كل حال، وقال اليوسي في زهر الأكم: إنه يضرب في حماية الحريم والدفع عنه مع الضرر والخوف، وقيل: إن المراد بالمثل، أن الرجل يستمتع

صفحة : 143

به وفيه الخصال المكروهة، قاله شيخنا، والمساوي هي العيوب، وقد اختلفوا في مفردها، قال بعض الصرفيين: هي ضد المحاسن، جمع سوء، على غير قياس، وأصله الهمز، ويقال: إنه لا واحد لها كالمحاسن.ه وفيه الخصال المكروهة، قاله شيخنا، والمساوي هي العيوب، وقد اختلفوا في مفردها، قال بعض الصرفيين: هي ضد المحاسن، جمع سوء، على غير قياس، وأصله الهمز، ويقال: إنه لا واحد لها كالمحاسن.

س ي أ
السيء بالفتح ويكسر هو اللبن ينزل قبل بضمتين الدرة يكون في طرف الأخلاف وفي نسخة أطراف الأخلاف، وروى قول زهير يصف قطاة:

كما استغاث بسيء فز غـيطـلة      خاف العيون ولم ينظر به الحشك

بالوجهين جميعا وقد سيأت الناقة وسيأها: حلب وفي نسخة احتلب سيأها بالوجهين، وتسيأها الرجل، مثل ذلك عن الهجري وقال الفراء تسيأت الناقة إذا أرسلت اللبن من غير حلب قال: وهو السيء، وقد انسيأ اللبن، ويقال: إن فلانا ليتسيأ لي بشيء قليل، وأصله السيء، وهو اللبن قبل نزول الدرة، وفي الحديث: لا تسلم ابنك سياء قال ابن الأثير: جاء تفسيره وفي الحديث أنه الذي يبيع الأكفان ويتمنى موت الناس، ولعله من السوء والمساءة، أو من السيء بالفتح، وهو اللبن الذي يكون في مقدم الضرع، ويحتمل أن يكون فعالا من سيأتها إذا حلبتها. وتسيأت علي الأمور: اختلفت فلا أدري أيها أتبع، وقد تقدم ذلك في ساء أيضا. وتسيأ فلان بحقي: أقر به بعد إنكاره. والسيء بالكسر مهموز: اسم أرض.