الباب الأول: باب الهمزة - الفصل الرابع عشر: فصل الصاد المهملة مع الهمزة

فصل الصاد المهملة مع الهمزة

ص أ ص أ
صأصأ الجرو إذا حرك عينيه قبل التفتيح كذا في النسخ، وفي لسان العرب وغيره من أمهات اللغة قبل التفقيح، من فقح بالفاء والقاف إذا فتح عينيه، قاله أبو عبيد أو صأصأ كاد أن يفتحهما ولم يفتحهما، وفي الصحاح: إذا التمس النظر قبل أن تنفتح عينه، وذلك أن يريد فتحها قبل أوانها، وكان عبيد الله بن جحش أسلم وهاجر إلى الحبشة ثم ارتد وتنصر بالحبشة، فكان يمر بالمهاجرين فيقول: فقحنا وصأصأتم، أي أبصرنا أمرنا ولم تبصروا أمركم، وقيل: أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر. وقال أبو عمرو: الصأصاء: تأخير الجرو فتح عينيه. وصأصأ من فلان: فرق وخاف واسترخى وذل له، حكاه ابن الأعرابي عن العقيلي قال: يقال: ما كان ذلك إلا صأصأة مني، أي خوفا، وذلك كتصأصأ وتزأزأ، قال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي:

يصأصئ من ثأره جابئا    ويلفأ من كان لا يلفؤه

صفحة : 158

وصأصأ به: صوت، عن العقيلي، وصأصأت النخلة صئصاء: شأشأت أي لم تقبل اللقاح ولم يكن لبسرها نوى، وقيل: صأصأت إذا صارت شيصا، وصأصأ الرجل: جبن، كأنه أشار إلى استعماله بغير حرف جر. والصئصئ كزبرج والصئصئ كزنديق مهموزا فيهما، كذا هو مضبوط في نسختنا، وفي أخرى الأولى مهموزة والثانية غير مهموزة ووزنهما واحد: ما تحشف من التمر فلم يعقد له نوى، وما كان من الحب لا لب له، كحب البطيخ والحنظل وغيره، وكلاهما بمعنى: الأصل وقد حكى ابن دحية فيه الضم، كما حكى أنه لن يقال بالسين أيضا، قاله شيخنا. قلت: هذا المعنى مع الاختلاف سيأتي في ضأضأ، قال ابن السكيت: هو في صئصئ صدق وضئضئ صدق بالصاد والضاد، قاله شمر واللحياني، وقد روي في حديث الخوارج الآتي ذكره بالصاد المهملة والصئصاء كدحداح، كذا هو مضبوط، وفي لسان العرب: قال الأموي: في لغة بلحارث بن كعب: الصيص هو الشيص عند الناس وأنشد:

بأعقارها القردان هزلى كأنها    نوادر صئصاء الهبيد المحطم

قال أبو عبيد الصئصاء: قشر حب الحنظل واحدها صئصاءة بهاء وقال أبو عمرو: الصئصئة من الرعاء الحسن القيام على ماله.

ص ب أ
صبأ يصبأ ويصبؤ كمنع وكرم صبأ وصبوءا بالضم وصبوأ بالفتح: خرج من دين إلى دين أخر كما تصبأ النجوم، أي تخرج من مطالعها، قاله أبو عبيدة، وفي التهذيب: صبأ الرجل في دينه يصبأ صبوءا إذا كان صابئا، وكانت العرب تسمي النبي صلى الله عليه وسلم الصابئ لأنه خرج من دين قريش إلى الإسلام، ويسمون من يدخل في دين الإسلام مصبوا، لأنهم كانوا لا يهمزون، فأبدلوا من الهمزة واوا، ويسمون المسلمين الصباة، بغير همز، كقاض وقضاة وغاز وغزاة ونقل ابن الأعرابي عن أبي زيد صبأ عليهم العدو صبأ وصبع دلهم أي دل عليهم غيرهم، وصبأ عليهم يصبأ صبأ وصبوءا وأصبأ كلاهما طلع عليهم وصبأ الظلف والناب وفي لسان العرب: وصبأ ناب الخف والظلف صبوءا: طلع حده وخرج، كذا في الصحاح وصبأ النجم والقمر يصبأ إذا طلع؛ كأصبأ رباعيا، وفي الصحاح أي طلع الثريا، قال أثيلة العبدي يصف قحطا:

وأصبأ النجم في غبراء كاسفة     كأنه يائس مجتـاب أخـلاق

صفحة : 159

وصبأت النجوم إذا ظهرت، والذي يظهر من كلام المؤلف أن أصبأ رباعيا يستعمل في كل مما ذكر، وليس كذلك، فإنه لا يستعمل إلا في النجم والقمر، كما عرفت، قاله شيخنا في جملة الأمور التي أوردها على المؤلف، وهو مسلم. ثم قال: ومنها أنه أغفل المصدر. قلت: وبيان المصدر في كل محل ليس من شرطه، خصوصا إذا لم يكن وزنا غريبا، وقد ذكر في أول المادة، فكذلك مقيس عليه ما بعده. وقال ابن الأعرابي: صبأ عليه إذا خرج عليه ومال عليه بالعداوة، وجعل قوله عليه السلام لتعودن فيها أساود صبا بوزن فعلى من هذا خفف همزه أراد أنهم كالحيات التي يميل بعضهم إلى بعض والصابئون في قوله تعالى، قال أبو إسحاق في تفسيره: معناه: الخارجون من دين إلى دين. يقال: صبأ فلان يصبأ إذا خرج من دينه، وهم أيضا قوم يزعمون أنهم على دين نوح عليه السلام بكذبهم، وفي الصحاح: جنس من أهل الكتاب. وقبلتهم من مهب الشمال عند منتصف النهار وفي التهذيب: عن الليث: هم قوم يشبه دينهم دين النصارى، إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب، يزعمون أنهم على دين نوح، وهم كاذبون. قال شيخنا: وفي الروض: أنهم منسوبون إلى صابئ بن لامك أخي نوح عليه السلام، وهو اسم علم أعجمي، قال البيضاوي: وقيل هم عبدة الملائكة، وقيل: عبدة الكواكب. وقيل: عربي من صبأ مهموزا إذا خرج من دين، أو من صبا معتلا إذا مال، لميلهم من الحق إلى الباطل، وقيل غير ذلك، انتهى. ويقال قدم إليه طعامه فما صبأ ولا أصبأ أي ما وضع أصبعه فيه، عن ابن الأعرابي وأصبأهم: هجم عليهم وهو لا يشعر بمكانهم عن أبي زيد وأنشد:

هوى عليهم مصبئا منقضا
فغادر الجمع به مرفضا والتركيب يدل على خروج وبروز.

ص ت أ
صتأه كجمعه متعديا بنفسه، قاله ابن سيده وصتأ له متعديا باللام، قاله الجوهري أي صمد له عن ابن دريد، قال شيخنا: وهذه النسخة مكتوبة بالحمرة في أصول القاموس، بناء على أنها ساقطة في الصحاح، وما رأينا نسخة من نسخه إلا وهي ثابتة فيها، وكأنها سقطت من نسخة المؤلف انتهى.

ص د أ

صفحة : 160

الصدأة، بالضم من شيات المعز والخيل وهي شقرة تضرب إلى السواد الغالب وقد صدئ الفرس والجدي يصدأ ويصدؤ كفرح وكرم الأول هو المشهور والمعروف، والقياس لا يقتضي غيره، لأن أفعال الألوان لا تكاد تخرج عن فعل كفرح، وعليه اقتصر الجوهري وابن سيده وابن القوطية، وابن القطاع مع كثرة جمعه للغرائب، وابن طريف، وأما الثاني فليس بمعروف سماعا، ولا يقتضيه قياس، قاله شيخنا. قلت: والذي في لسان العرب أن الفعل منه على وجهين صدئ يصدأ وأصدأ يصدئ أي كفرح وأفعل ولم يتعرض له أحد، بل غفل عنه شيخنا مع سعة اطلاعه وهو أي الفرس أو الجدي أصدأ كأحمر، وهي أي الأنثى صدآء كحمراء، وصدئة، كذا في المحكم ولسان العرب والصدأ مهموز مقصور: الطبع والدنس يركبان الحديد، وقد صدئ الحديد ونحوه يصدأ صدأ وهو أصدأ: علاه أي ركبه الطبع بالتحريك وهو الوسخ كالدنس وصدأ الحديد: وسخه، وفي الحديث إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد وهو أن يركبها الرين بمباشرة المعاصي والآثام، فيذهب بجلائه كما يعلو الصدأ وجه المرآة والسيف ونحوهما. وصدئ الرجل كفرح، إذا انتصب فنظر. ويقال صدأ المرآة كمنع وصدأها تصدئة إذا جلاها أي أزال عنها الصدأ ليكتحل به. ويقال: كتيبة صدأى وجأواء إذا عليها وفي بعض النسخ: عليتها مثل صدأ الحديد وفي بعض النسخ: علاها ورجل صدأ محركة إذا كان لطيف الجسم. وأما ما ذكر عن عمر رضي الله عنه أنه سأل الأسقف عن الخلفاء، فحدثه، حتى انتهى إلى نعت الرابع منهم، فقال: صدأ من حديد، ويروي صدع من حديد، أراد دوام لبس الحديد لاتصال الحروب في أيام علي رضي الله عنه، وما مني به من مقاتلة الخوارج والبغاة، وملابسة الأمور المشكلة والخطوب المعضلة، ولذلك قال عمر رضي الله عنه: واذفراه تضجرا من ذلك واستفحاشا. ورواه أبو عبيد غير مهموز، كأن الصدأ لغة في الصدع، وهو اللطيف الجسم، أراد أن عليا خفيف الجسم يخف إلى الحروب ولا يكسل لشدة بأسه وشجاعته. قال: والصدأ أشبه بالمعنى، لأن الصدأ له ذفر، ولذلك قال عمر: واذفراه، وهو حدة رائحة الشيء خبيثا كان أو طيبا. قال الأزهري: والذي ذهب إليه شمر معناه حسن: أراد أنه - يعني عليا - خفيف يخف إلى الحرب فلا يكسل وهو حديد لشدة بأسه وشجاعته، قال الله عز وجل وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد والصدآء كسلسال ويقال الصداء بالتشديد ككتان: ركية قاله المفضل أو عين، ما عندهم أعذب منها أي من مائها ومنه المثل الذي رواه المنذري عن أبي الهيثم ماء ولا كصداء بالتشديد والمد، وذكر أن المثل لقذور بنت قيس بن خالد الشيباني، وكانت زوجة لقيط بن زرارة، فتزوجها بعده رجل من قومها، فقال لها يوما: أنا أجمل أم لقيط? فقالت: ماء ولا كصداء، أي أنت جميل ولست مثله، قال المفضل: وفيها يقول ضرار بن عمرو السعدي:

وإني وتهيامي بزينـب كـالـذي      يحاول من أحواض صداء مشربا

صفحة : 161

قلت: وروى المبرد في الكامل هذه الحكاية بأبسط من هذا. وأورد شيخنا على المؤلف في هذه المادة أمورا. منها إدخال أل على صداء، وهو علم. والثاني وزنه بسلسال، فإن وزنه عند أهل الصرف فنعال كما قاله ابن القطاع وغيره وصداء وزنها فعلاء كحمراء، على رأي من يجعلها من المهموز، انتهى. قلت: أما الأول فظاهر، وقد تعقب على الجوهري بمثله في س ل ع. ونص المبرد على منعه. وأما الثاني ففي لسان العرب: قال الأزهري: ولا أدري صداء فعالا أو فعلاء فإن كان فعالا فهو من صدأ يصدأ أو صدئ يصدأ، وقال شمر: صدأ الهام يصدأ إذا صاح وإن كان صداء فعلاء فهو من المضاعف، كقولهم صماء من الصمم. قلت: وسيأتي في ص د د ما يتعلق بهذا إن شاء الله تعالى. قال شيخنا: وحكى بعضهم الضم فيه أيضا، وفي شرح الخمر طاشية بعد ذكر القولين: ويقصر، اسم عين وقيل: بئر، ورواية المبرد كحمراء، والأكثر على التشديد. قلت: والذي في سياق عبارة الكامل التخفيف عن الأصمعي وأبي عبيدة، وكذلك سمعا عن العرب، وأن من ثقل فقد أخطأ، ثم قال: وفي شرح أمالي القالي: سميت به لأنها تصد من شرب منها عن غيرها، وفي شرح نوادر القالي: ومنهم من يضم الصاد، وأنشد ابن الأعرابي:

كصاحب صداء الذي ليس رائيا     كصداء ماء ذاقه الدهر شارب

ثم قال: وقال ابن يزيد: إنه لا يصل إليها إلا بالمزاحمة، لفرط حسنها، كالذي يرد هذا الماء فإنه يزاحم عليه لفرط عذوبته، انتهى. ويقال هو صاغر صدئ إذا لزمه العار واللوم ويقال: يدي من الحديد صدئة أي سهكة وصداء كغراب: حي باليمن هو صداء بن حرب بن علة بن جلد ابن مالك بن جسر من مذحج منهم زياد بن الحارث ويقال: حارثة، قال البخاري، والأول أصح، له وفادة وصحبة وحديث طويل أخرجه أحمد وهو من أذن فهو يقيم الصدائي هكذا في النسخ، وفي لسان العرب والنسبة إليه صداوي بمنزلة الرهاوي، قال: وهذه المدة وإن كانت في الأصل ياءا أو واوا فإنما تجعل في النسبة واوا، كراهية التقاء الياءات، ألا ترى أنك تقول رحى ورحيان، فقد علمت أن ألف رحى ياء، وقالوا في النسبة إليها رحوي لتلك العلة. وفي نوادر أبي مسحل يقال: تصدأ له وتصدع له وتصدى له معتلا بمعنى تعرض له، وأصله الإعلال، وإنما همزوه فصاحة كرثأت المرأة زوجها وغير ذلك على قول الفراء. وجدي أصدأ وفرس أصدأ بين الصدإ إذا كان أسود وهو مشرب بحمرة وقد صدئ وعناق صدآء، ويقال: كميت أصدأ إذا علته كدرة. وعن الأصمعي في باب ألوان الإبل: إذا خالط كمتة البعير مثل صدإ الحديد فهي الحوة، وعن شمر: الصدآء على فعلاء: الأرض التي ترى حجرها أصدأ أحمر تضرب إلى السواد، لا تكون إلا غليظة، ولا تكون مستوية بالأرض، وما تحت حجارة الصدآء أرض غليظة، وربما طينا وحجارة، كذا في لسان العرب.

ص ر أ
صرأ كمنع أهملوه لكونه لا تصريف له ولا معنى مستقل، فلا يحتاج إلى إفراده بمادة وقال الأخفش عن الخليل: ومن غريب ما أبدلوه قالوا في صرح صرأ ومنع بعض أن يكون كمنع، لكونه لا تصريف لهذه المادة، وإنما بعض العرب نطق بالماضي مفتوحا، قال شيخنا: وقال بعض أئمة الصرف: إن حروف الحلق ينوب بعضها بعضا، وعدوا صرأ في صرح انتهى.

ص م أ
صمأ عليهم كمنع إذا طلع، ويقال: ما صمأك علي وما صماك، يهمز ولا يهمز أي ما حملك، وصمأته فانصمأ قالوا: وكأن الميم بدل من الباء، كلازب ولازم.

ص و أ

صفحة : 162

الصاءة والصاء والصيأ الماء الذي يكون في السلى أو هو الماء الذي يكون على رأس الولد عن الأصمعي كالصآة كقناة، أو هذه أي الأخيرة تصحيف نشأ من أبي عبيدة بن المثنى اللغوي، كذا في النسخ، وفي المحكم ولسان العرب: أبي عبيد، من غير هاء، فليعلم، قال صآة، فصحف، ثم رد ذلك عليه وقيل له إنما صاءة فقبله أبو عبيدة وقال الصاءة على مثال الساعة لئلا ينساه بعد ذلك، كذا في المحكم وغيره وذكر الجوهري هذه الترجمة في ص و أ، وقال الصاءة على مثال الساعة: ما يخرج من رحم الشاة بعد الولادة من القذى. وقال في موضع آخر: ماء ثخين يخرج مع الولد يقال: ألقت الشاة صاءتها وصيأ رأسه تصييئا: بله قليلا فثور وسخه أو غسله فلم ينقه وبقيت آثار الوسخ فيه والاسم الصيئة، بالكسر، وصيأ النخل إذا ظهرت ألوان بسره عن أبي حنيفة الدينوري.

ص ي أ
الصيأة والصياءة ككتابة هو الصاءة اسم للقذى يخرج عقب الولادة من رحم الشاة، أفردها المصنف بالترجمة، وكتبها بالحمرة، كأنها من زيادته على الجوهري، وهو غير صحيح، قال ابن بري في حواشي الصحاح إن صوا مهمل لا وجود لها في كلام العرب، واعترض على الجوهري لما جعل الصيأة مادة مستقلة، وقال: المادة واحدة، إنما الصيأة مكسورة والصاءة كالساعة، وكذلك في التهذيب والجمهرة، قاله سيخنا. وصاءت العقرب تصيء إذا صاحت. قال الجوهري: هو مقلوب من صأى يصئي مثل رمى يرمي، ومنه حديث علي رضي الله عنه: أنت مثل العقرب تلدغ وتصيء. الواو للحال، أي تلدغ وهي صائحة، وسيذكر في المعتل. فصل الضاد المعجمة مع الهمزة.

ض أ ض أ
الضئضئ كجرجر والضئضئ كجرجير والضؤضؤ كهدهد وسرسور وضيضأ كضفدع، قاله ابن سيده، وهو من الأوزان النادرة: الأصل المعدن قال الكميت:

وجدتك في الضنء من ضئضئ     أحل الأكابر منه الصـغـارا

وفي خطبة أبي طالب: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وضئضئ معد، وعنصر مضر، أي من أصلهم، وفي الحديث أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم فقال له: اعدل فإنك لم تعدل، فقال يخرج من ضئضئ هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية الضئضئ: الأصل. وقال الكميت:

بأصل الضنو ضئضئه الأصيل وقال ابن السكيت مثله، وأنشد:

أنا من ضئضئ صدق     بخ وفي أكرم جـذل

ومعنى قوله: يخرج من ضئضئ هذا، أي أصله ونسله، تقول: ضئضئ صدق وضؤضؤ صدق، يريد أنه يخرج من عقبه، ورواه بعضهم بالصاد المهملة، وهو بمعناه، وقد تقدمت الإشارة إليه، وفي حديث عمر رضي الله عنه: أعطيت ناقة في سبيل الله، فأردت أن أشتري من نسلها، أو قال: من ضئضئها، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال دعها حتى تجيء يوم القيامة هي وأولادها في ميزانك أو الضئضئ، بالكسر، هو كثرة النسل وبركته وضئضئ الضأن من هذا. والضؤضؤ كهدهد هذا الطائر الذي يسمى الأخيل للطائر، قاله ابن سيده، وتوقف فيه ابن دريد فقال: وما أدري ما صحته، كذا في حياة الحيوان. وقال أبو عمرو: الضأضاء والضوضاء: أصوات الناس عليه اقتصر أبو عمرو، وخصه بعضهم في الحرب، ففي الأساس: الضأضاء: ضجة الحرب ورجل مضوض كان أصله مضوضئ بالهمز: مصوت ويضم في الثاني ويقصر فيهما أيضا.

ض ب أ

صفحة : 163

ضبأ فلان كجمع يضبأ ضبئا بالفتح وضبوءا كقعود، وضبأ في الأرض وهو ضبئ لطئ ككريم إذا لصق بالأرض أو بشجرة وضبأ به الأرض إذا ألصق إياه بها، فهو مضبوء به، عن الأصمعي وعن أبي زيد: ضبأ: اختبأ، اختفى واستتر بالخمر ليختل الصيد، ومنه سمي الرجل ضابئا، وسيأتي. والمضبأ: الموضع الذي يكون فيه، يقال للناس: هذا مضبؤكم، وجمعه مضابئ.وضبأ: طرأ وأشرف لينظر وضبأ إليه: لجأ وضبأ: استخفى، ومنه: استحيا كاضطبأ. وأضبأ ما في نفسه إذا كتم، وأضبأ على الشيء إضباء: سكت عليه وكتمه، فهو مضبئ عليه ويقال أضبأ فلان على الداهية مثل أضب. وأضبأ على ما في يديه: أمسك، وعن اللحياني: أضبأ ما في يديه وأضبى وأضب إذا أمسك. وضابئ: واد يدفع من الحرة في ديار بني ذبيان بالضم والكسر معا، وفي المعجم: موضع تلقاء ذي ضال من بلاد عذرة، قال كثير بن مزرد بن ضرار:

عرفت من زينب رسم أطلال      بغيقة فضابئ فـذي ضـال

وضابئ بن الحارث البرجمي ثم اليربوعي الشاعر من بني تميم، من شعره:

ومن يك أمسى بالمدينة رحله     فإني وقيار بهـا لـغـريب

وقال الحربي: الضابئ: المختبئ الصياد، قال الشاعر:

إلا كميتا كالقناة وضابئا      بالفرج بين لبانه ويديه

يصف الصياد، أي ضبأ في فرج ما بين يدي فرسه ليختل به الوحش، وكذلك الناقة ومنه سمي الرجل، أو هو من ضبأ إذا لصق بالأرض، كما أشار إليه الجوهري، والضابئ: الرماد للصوقه بالأرض. واضطبأ: اختفى وعليه فسر قول أبي حزام العكلي:

تزاءل مضطبـئ آرم     إذا ائتبه الأد لا تفطؤه

من رواه بالباء. وضباء ككتان ع ومثله في العباب. وقال ابن السكيت: المضابئة بالضم، وفي العباب: المضابئ والضابئة أيضا: الغرارة بالكسر المثقلة بكسر القاف وفتحها معا تضبئ، أي تخفى من يحملها تحتها، وروى المنذري بإسناده عن ابن عباس السكيت أن أبا حزام العكلي أنشده:

فهاؤوا مضابئة لم يؤل بادئها البدء إذ يبـدؤه هاؤوا، أي هاتوا، ولم يؤل: لم يضعف، بادئها: قائلها، وعني بالمضابئة هذه القصيدة المبتورة. وفي العباب: المغبرة. وضبأت المرأة إذا كثر ولدها، قال أبو منصور: ضنأت، بالنون. وقال الليث: الأضباء: وعوعة جرو الكلب إذا وحوح. قال أبو منصور: هذا تصحيف وخطأ، وصوابه الأصياء، بالصاد، من صأى يصأى وهو الصئي.

ض د أ
ضدئ كفرح يضدأ ضدأ إذا غضب وزنا ومعنى

ض ر أ
ضرأ كجمع يضرأ ضرأ: خفي عن أبي عمرو. وانضرأت الإبل: موتت بالتشديد. أي أضناها الموتان: وانضرأ النخل: مات والشجر: يبست كذا في العباب.

ض ن أ
ضنأت المرأة كسمع وجمع ضنأ وضنوءا كقعود: كثر أولادها: وفي نسخة ولدها. كأضنأت رباعيا، وقيل ضنأت تضنأ إذا ولدت، وقال شيخنا: قوله: كسمع، غير معروف. قلت: والذي في الأمهات والأصول أن ضنأت المرأة تضنأ بالفتح فقط، وأما ضنئ المال إذا كثر، فإنه روي بالفتح والكسر، وهي أي الأنثى ضانئ وضانئة، عن الكسائي: امرأة ضانئة وماشية، معناهما أن يكثر ولدهما وضنأ المال: كثر وكذا الماشية من باب منع وسمع، كذا في العباب. والضنء بالفتح: كثرة النسل وضنء كل شيء: نسله، وقال الأموي: الضنء بالفتح: الولد، ويكسر قال أبو عمرو: تفتح ضاده وتكسر لا واحد له إنما هو كنفر ورهط، كذا في المحكم ج ضنوء بالضم والضنء بالكسر: الأصل والمعدن، وفي حديث قتيلة بنت النضر بن الحارث أو أخته:

صفحة : 164

أمحمد ولأنت ضنء نـجـيبة    من قومها والفحل فحل معرق

قال ابن منظور: الضنء بالكسر: الأصل، ويقال: فلان في ضنء صدق وضنء سوء، وأنشده عند استشهاده في الضنء بمعنى الولد. وقال الكميت:

وجدتك في الضنء من ضئضئ     أحل الأكابر منه الصـغـارا

وضنأ في الأرض ضنأ وضنوءا: ذهب واختبأ كضبأ بالباء، كما تقدم. ويقال: فلان قعد مقعد ضناءة بالمد وضنأة بضمهما أي مقعد ضرورة ومعناه الأنفة، قال أبو منصور: أظن ذلك من قولهم اضطنأت أي استحييت وعن أبي الهيثم: يقال اضطنأ له ومنه إذا استحيا وانقبض، وروى الأموي عن أبي عبيد الباء، وقد تقدم، قال الطرماح:

إذا ذكرت مسعاة والده اضطـنـا     ولا يضطني من شتم أهل الفضائل

وهذا البيت في التهذيب:
وما يضطنا من فعل أهل الفضائل أراد الشاعر اضطنأ بالهمزة، فأبدل، وقيل: هو من الضنى الذي هو المرض، كأنه يمرض من سماعه مثالب أبيه، وفي العباب: واضطنأت: استحييت، وعليه فسر البيت المذكور لأبي حزام من رواه مضطنئ بالنون وأضنئوا: كثرت ماشيتهم قال الصاغاني: وفي بعض النسخ مواشيهم. والتركيب يدل إما على أصل وإما على نتاج، وقد شذ منه اضطنأ، أي استحيا.

ض و أ
الضوء هو النور، ويضم وهما مترادفان عند أئمة اللغة، وقيل: الضوء: أقوى من النور، قاله الزمخشري، ولذا شبه الله هداه بالنور دون الضوء وإلا لما ضل أحد، وتبعه الطيبي، واستدل بقوله تعالى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وأنكره صاحب الفلك الدائر، وسوى بينهما ابن السكيت، وحقق في الكشف أن الضوء فرع النور، وهو الشعاع المنتشر، وجزم القاضي زكريا بترادفهما لغة بحسب الوضع، وأن الضوء أبلغ بحسب الاستعمال، وقيل: الضوء لما بالذات كالشمس والنار، والنور لما بالعرض والاكتساب من الغير، هذا حاصل ما قاله شيخنا رحمه الله تعالى، وجمعه أضواء كالضواء والضياء بكسرهما لكن في نسخة لسان العرب ضبط الأول بالفتح والثاني بالكسر وفي التهذيب عن الليث: الضوء والضياء ما أضاء لك. ونقل شيخنا عن المحكم أن الضياء يكون جمعا أيضا. قلت: هو قول الزجاج في تفسيره عند قوله تعالى كلما أضاء لهم مشوا فيه وقد ضاء الشيء يضوء ضوأ بالفتح وضوءا بالضم، وضاءت النار، وأضاء يضيء، وهذه اللغة المختارة، وفي شعر العباس:

وأنت لما ولدت أشرقـت الأ     رض وضاءت بنورك الأفق

يقال: ضاءت وأضاءت بمعنى، أي استنارت وصارت مضيئة وأضأته أنا، لازم، ومتعد، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:
أضاءت لنا النار وجها أغر     ملتبسا بالفؤاد التـبـاسـا

صفحة : 165

قال أبو عبيد: أضاءت النار وأضاءها غيرها، وأضاءها له، وأضاء به البيت، وقوله تعالى يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار قال ابن عرفة: هذا مثل ضربه الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، يقول: يكاد منظره يدل على نبوته وإن لم يتل قرآنا، وضوأته وضوأته به وضوأت عنه واستضأت به وفي الأساس: ضاع لأعرابي شاة فقال اللهم ضوئ عنه. وقال الليث: ضوأ عن الأمر تضوئة: حاد قال أبو منصور: لم أسمعه لغيره. وعن أبي زيد: تضوأ إذا قام في ظلمة ليرى، وفي غير القاموس: حيث يرى بضوء النار أهلها ولا يرونه، قيل: علق رجل من العرب امرأة، فإذا كان الليل اجتنح إلى حيث يرى ضوء نارها فتضوءها، فقيل لها: إن فلانا يتضوؤك، لكيما تحذره فلا تريه إلا حسنا، فلما سمعت ذلك حسرت عن يديها إلى منكبيها، ثم ضربت بكفها الأخرى إبطها وقالت: يا متضوئاه، هذا في استك إلى الإبطاه. فلما رأى ذلك رفضها، يقال عند تعيير من لا يبالي ما ظهر منه من قبيح. وأضاء ببوله: حذف به، حكاه كراع، وفي الأساس: أذرع به، وهو مجاز. وضوء بن سلمة اليشكري، ذكره سيف في الفتوح، له إدراك وضوء بن اللجلاج الشيباني شاعران ومن شعر اليشكري:

إن ديني دين النبي وفي القو    م رجال على الهدى أمثالي
أهلك القوم محكه بن طفيل      ورجال ليسوا لنا برجـال

كذا في الإصابة، وأبو عبد الله ضياء بن أحمد بن محمد بن يعقوب الخياط، هروي الأصل، سكن بغداد وحدث بها، مات سنة 457 كذا في تاريخ الخطيب البغدادي. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تستضيئوا بنار أهل الشرك ولا تنقشوا في خواتمكم عربيا منع من استشارتهم في الأمور وعدم الأخذ من آرائهم، جعل الضوء مثلا للرأي عند الحيرة، ونقل شيخنا عن الفائق: ضرب الاستضاءة مثلا لاستشارتهم في الأمور واستطلاع آرائهم. لأن من التبس عليه أمره كان في ظلمة. قلت: ومثله في العباب، وجاء في حديث علي رضي الله عنه لم يستضيئوا بنور العلم ولم يرجعوا إلى ركن وثيق. والإمام المستضيء بنور الله وفي العباب: بأمر الله أبو محمد الحسن بن يوسف بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن جعفر بن أحمد ابن طلحة بن محمد بن هارون الرشيد العباسي، الثالث والثلاثون من الخلفاء خلافته تسع سنين، مات سنة 575 ومن ولده الأمير أبو منصور هاشم.

ض ه أ
ضهاء كغراب ع وقيل في أرض هذيل دفن به ابن لساعدة بن جؤية الهذلي، ذكره الحافظ ابن حجر في القسم الثالث من المخضرمين فقيل له أي للولد ذو ضهاء وفيه يقول:

لعمرك ما إن ذو ضهاء بهين      علي وما أعطيته سيب نائل

صفحة : 166

أي لم أتوجع عليه كما هو أهله، ولم أفعل ما يجب له علي. والضهيأ كعسجد فعلل وقيل فعيل، وهو مفقود لا وجود له في كلام العرب، وضهيد، مصنوع، ومريم أعجمي، وقيل: ليس في الكلام فعيل إلا هذا، وهو اسم شجرة كالسيال ذات شوك ضعيف، ومنبتها الأودية والجبال، قاله أبو زيد، وقال الدينوري: أخبرني بعض أعراب الأزد أن الضهيأ شجرة من الغضا عظيمة، لها برمة وعلف، وهي كثيرة الشوك وعلفها أحمر شديد الحمرة، وورقها مثل ورق السمر والمرأة التي لا تحيض ذكره الجوهري في المعتل، قال: وقل فيه الهمز والتي لا لبن لها ولا نبت لها ثدي، كالضهيأة نقل شيخنا عن شرح السيرافي على كتاب سيبويه: ضهيا بالقصر والمد: المرأة التي لم ينبت ثديها، والتي لم تحض، والأرض التي لم تنبت، اسم وصفة، انتهى. قلت: لأنها ضاهأت الرجال وهي أي الضهيأة: الفلاة التي لا ماء بها أو التي لا تنبت، وكأنها لعدم مائها. والضهيأتان: شعبان يجيئان من السراة قبالة عشر وهو شعب لهذيل. وضهيأ أمره كرهيأ: مرضه بالتشديد ولم يحكمه من الإحكام وهو الإتقان، وفي العباب: ولم يصرمه، أي لم يقطعه. والمضاهأة بالهمزة هو المضاهاة والمشاكلة وبمعنى الرفق يقال: ضاهأ الرجل، إذا رفق به. رواه أبو عبيد. وقال صاحب العين: ضاهأت الرجل وضاهيته أي شابهته، يهمز ولا يهمز، وقرئ بهما قوله عز وجل يضاهئون قول الذين كفروا وبما تقدم سقط قول ملا علي في الناموس عند قول المؤلف: الرفق: الظاهر: الموافقة.

ض ي أ
ضيأت المرأة بتشديد الياء التحتية: كثر ولدها قاله ابن عباد في المحيط، وهو تصحيف والمعروف ضنأت بالنون والتخفيف وقد نبه عليه الصاغاني وابن منظور وغيرهما،