الباب الأول: باب الهمزة - الفصل السابع عشر: فصل العين المهملة مع الهمزة

فصل العين المهملة مع الهمزة

ع ب أ
العبء بالكسر: الحمل من المتاع وغيره، وهما عبآن والثقل من أي شيء كان والجمع الأعباء وهي الأحمال والأثقال، وأنشد لزهير:

الحامل العبء الثقيل عن ال    جاني بغير يد ولا شـكـر

صفحة : 173

ويروي: لغير يد ولا شكر، وقال الليث: العبء: كل حمل من غرم أو حمالة والعبء أيضا: العدل وهما عبآن، والأعباء: الأعدال والمثل والنظير، يقال: هذا عبء هذا أي مثله ويفتح أي الأخير كالعدل والعدل، والجمع من كل ذلك أعباء. وقال ابن الأعرابي: العبء بالفتح: ضياء الشمس وعن ابن الأعرابي: عبأ وجهه يعبأ إذا أضاء وجهه وأشرق، قال: والعبوة: ضوء الشمس: جمعه عباء ويقال فيه عب مقصورا كدم ويد، وبه سمي الرجل، قاله الجوهري، قال ابن الأعرابي: لا يدرى أهو أي المهموز لغة في عب الشمس أي المقصور أم هو أصله، قال الأزهري: وروى الرياشي وأبو حاتم معا قالا: أجمع أصحابنا على عب الشمس أنه ضوؤها، وأنشدا في التخفيف:

إذا ما رأت شمسا عب الشمس     شمرت إلى مثلها والجرهمـي عـمـيدهـا

قالا: نسبه إلى عب الشمس وهو ضوؤها، قالا: وأما عبد شمس من قريش فغير هذا، قال أبو زيد: يقال: هم عب الشمس ورأيت عب الشمس ومررت بعب الشمس يريدون، عبد شمس. قال: وأكثر كلامهم رأيت عبد شمس، وأنشد البيت السابق، قال: وعب الشمس: ضوؤها، يقال: ما أحسن عبها أي ضوءها، قال: وهذا قول بعض الناس، والقول عندي ما قاله أبو زيد أنه في الأصل عبد شمس، ومثله قولهم: هذا بلخبيثة ورأيت بلخبيثة ومررت ببلخبيثة، وحكى عن يونس بلمهلب يريد بني المهلب قال: ومنهم من يقول عب شمس بتشديد الباء، يريد عبد شمس انتهى. وعبأ المتاع جعل بعضه على بعض، وقيل: عبأ المتاع والأمر كمنع يعبؤه عبا وعبأه بالتشديد تعبئة فيهما: هيأه، وكذلك عبأ الخيل والجيش إذا جهزه وكان يونس لا يهمز تعبية الجيش كعبأه تعبئة أي في كل من المتاع والأمر والجيش كما أشرنا إليه، قاله الأزهري، ويقال: عبأت المتاع تعبئة، قال: وكل من كلام العرب، وعبأت الخيل تعبئة وتعبيئا، فيهما، أي في المتاع والأمر لما عرفت، وفي حديث عبد الرحمن بن عوف قال: عبأنا النبي صلى الله عليه وسلم ببدر ليلا. يقال: عبأت الجيش عبا، وعبأتهم تعبئة، وقد يترك الهمز فيقال عبيتهم تعبية أي رتبتهم في مواضعهم، وهيأتهم للحرب، وعبأت له شرا، أي هيأته، وقال ابن بزرج: احتويت ما عنده، وامتخرته، و اعتبأته، وازدلعته. وأخذته، واحد وعبأ الطيب والأمر يعبؤه عبأ: صنعه وخلطه عن أبي زيد، قال أبو زبيد يصف أسدا:

كأن بنحره وبمنـكـبـيه    عبيرا بات يعبؤه عروس

ويروي: بات تخبؤه. وعبيته وعبأته تعبئة وتعبيئا. والعباء كسحاب: كساء م أي معروف وهو ضرب من الأكسية، كذا في لسان العرب، زاد الجوهري: فيه خطوط، وقيل هو الجبة من الصوف كالعباءة قال الصرفيون: همزته عن ياء، وإنه يقال: عباءة وعباية، ولذلك ذكره الجوهري والزبيدي في المعتل، قاله شيخنا. والعباء: الرجل الثقيل الأحمق الوخم كعبام ج أعبئة. والمعبأة كمكنسة هي خرقة الحائض، عن ابن الأعرابي، وقد اعتبأت المرأة بالمعبأة. والمعبأ كمقعد هو المذهب، مشتق من عبأت له إذا رأيته فذهبت إليه، قال حزام العكلي:

ولا الطنء من وبئي مقرئ    ولا أنا من معبئي مزنـؤه

صفحة : 174

وما أعبأ به أي الأمر: ما أصنع قاله الأزهري، وقوله تعالى قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم روى ابن نجيح عن مجاهد، أي ما يفعل بكم، وقال أبو إسحاق تأويله أي وزن لكم عنده لولا توحيدكم، كما تقول ما عبأت بفلان، أي ما كان له عندي وزن ولا قدر، قال: وأصل العبء الثقيل، وقال شمر: قال أبو عبد الرحمن: ما عبأت به شيئا، أي لم أعده شيئا، وقال أبو عدنان عن رجل من باهلة: قال: ما يعبأ الله بفلان إذا كان فاجرا مائقا، وإذا قيل قد عبأ الله به فهو رجل صدق وقد قبل الله منه كل شيء، قال: وأقول: ما عبأت بفلان أي لم أقبل شيئا منه ولا من حديثه وما أعبأ بفلان عبأ، أي ما أبالي قال الأزهري: وما عبأت له شيئا، أي لم أباله، قال: وأما عبأ فهو مهموز لا أعرف في معتلات العين حرفا مهموزا غيره. والاعتباء هو الاحتشاء وقد تقدم في

ح ش أ.

ع د أ
العندأة كفنعلوة فالنون والواو والهاء زوائد، وقال بعضهم: هو من العدو، فالنون والهمزة زائدتان، وقال بعضهم: هو فعللوة، والأصل قد أميت فعله، ولكن أصحاب النحو يتكلفون ذلك باشتقاق الأمثلة من الأفاعيل، وليس في جميع كلام العرب شيء يدخل فيه الهمزة والعين في أصل بنائه إلا عندأوة، وإمعه، وعبأ، وعفأ، وعمأ، فأما عظاءة فهي لغة في عظاية، وإعاء لغة في وعاء، كذا في لسان العرب، فلا يقال: مثل هذا لا يعد زيادة إلا على جهة التنبيه، كما زعمه شيخنا: العسر محركة وهو الالتواء يكون في الرجل وقال بعضهم: هو الخديعة، ولم يهمزه بعضهم والجفوة، والمقدم الجريء يقال ناقة عندأوة وقندأوة وسندأوة أي جريئة، حكاه شمر عن ابن الأعرابي كالعندأو بغير هاء. والمكر، لا يخفى أنه ذكره مع الخديعة كان أولى، لأنهما من قول واحد. وقال اللحياني: العندأوة: أدهى الدواهي، وفي المثل إن تحت طريقتك كسكينة، اسم من الإطراق وهو السكون والضعف واللين لعندأوة، أي تحت إطراقك وسكوتك وفي نسخة سكونك بالنون مكر أي خلاف وتعسف كما فسر به ابن منظور، أو عسر وشراسة، كما فسره الزمخشري يقال هذا للمطرق الداهي السكيت والمطاول ليأتي بداهية ويشد شدة ليث غير متق، وستأتي الإشارة إليه في عند.