الباب الأول: باب الهمزة - الفصل التاسع عشر: فصل القاف

فصل القاف

ق أ ق أ
القأقا قال شيخنا: جوزوا فيه المد والقصر، وألزمه بعض سكون الهمزتين على أنه حكاية أصوات غربان جمع غراب العراق، قيده المصنف، وأطلقه غير واحد. والقئقئ، كزبرج هو: بياض البيض، والغرقئ وقد مر في الغين.

ق ب أ
قبأ الطعام كجمع: أكله هذه المادة في جميع نسخ القاموس مكتوبة بالحمرة، وهي ثابتة في الصحاح، قال: قبأ لغة في قأب إذا أكل وشرب وقبأ من الشراب: امتلأ. والقبأة كحمزة والقباءة كسحابة، كذا في النسخ، وهو هكذا في لسان العرب، وفي بعض النسخ القباة كقفاة، وفي لسان العرب: وهي أيضا القبأة ككتبة،، كذا حكاها أهل اللغة، والقباءة في القبأة كالكماءة في الكمأة: حشيشة تنبت في الغلظ، ولا تنبت في الجبل، ترتفع على الأرض قيس الأصبع أو أقل ترعى أي يرعاها المال.

ق ث أ
القثاء، بالكسر والضم م أي معروف، والكسر أكثر أو هو الخيار كذا في الصحاح، وفي المصباح: هو اسم جنس لما يقول له الناس الخيار والعجور والفقوس، وبعض الناس يطلقه على نوع يشبه الخيار، ويقال: هو أخف من الخيار، والواحدة قثاءة، انتهى. وقيل إن العجور كباره. وأقثأ المكان رباعيا: كثر به القثاء، عن أبي زيد، وأقثأ القوم: كثر عندهم القثاء، كذا في الصحاح والمقثأة بالفتح وتضم ثاؤه المثلثة، فيقال: مقثؤة: موضعه أي القثاء تزرع فيه وتنبت، كذا في المصباح والمحكم.

ق د أ

صفحة : 186

القندأو كفنعلو أي بزيادة النون والواو، فأصله قدأ ومحله هذا، وهو رأي بعض الصرفيين، وقال الليث إن نونها زائدة والواو فيها أصلية، وقال أبو الهيثم: قنداوة فنعالة، قال الأزهري: والنون فيهما ليست بأصلية وقال قوم: أصله من قند، والهمزة والواو زائدتان، وبه جزم ابن عصفور، ولذا ذكره الجوهري وغيره في حرف الدال: السيئ الغذاء، والسيئ الخلق، والغليظ القصير من الرجال وهم قندأوون وقيل: هو الكبير العظيم الرأس الصغير الجسم المهزول. والقندأو أيضا: الجريء المقدم، التمثيل لسيبويه، والتفسير للسيرافي. والقصير العنق الشديد الرأس قاله الليث وقيل: هو الخفيف، والصلب وقد همز الليث: جمل قندأو وسندأو، واحتج بأنه لم يجيء بناء على لفظ قندأو إلا وثانيه نون، فلما لم يجيء هذا البناء بغير نون علمنا أن النون زائدة فيها، كالقندأوة بالهاء في الكل مما ذكر، وفي عبارته هذه تسامح، فإن الصحيح أن السيئ الخلق والغذاء والخفيف يقال فيها بالوجهين، وأما ما عدا ذلك فالثابت فيه القندأو فقط، وأكثر ما يوصف به الجمل، يقال جمل قندأو أي صلب، وناقة قندأوة جرية قال شمر: يهمز ولا يهمز والجري هو السرعة، وقد قال في عبارة والجريء المقدم، فلا يقال إن المصنف غفل عما في الصحاح ناقة قندأوة: سريعة، كما زعمه شيخنا ووهم أبو نصر الجوهري فذكره في حرف الدال المهملة، بناء على أن الهمزة والواو زائدتان، كما تقدم، وهو مذهب ابن عصفور، وأنت خبير بأن مثل هذا لا يعد وهما، فليتأمل.

ق ر أ
القرآن هو التنزيل العزيز، أي المقروء المكتوب في المصاحف، وإنما قدم على ما هو أبسط منه لشرفه. قرأه وقرأ به بزيادة الباء كقوله تعالى تنبت بالدهن وقوله تعالى يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار أي تنبت الدهن ويذهب الأبصار وقال الشاعر:

هن الحرائر لا ربات أخمـرة     سود المحاجر لا يقرأن بالسور

صفحة : 187

كنصره عن الزجاجي، كذا في لسان العرب، فلا يقال أنكرها الجماهير ولم يذكرها أحد في المشاهير كما زعمه شيخنا ومنعه، قرءا عن اللحياني وقراءة ككتابة وقرآنا كعثمان فهو قارئ اسم فاعل من قوم قرأة ككتبة في كاتب وقراء كعذال في عاذل وهما جمعان مكسران وقارئين جمع مذكر سالم: تلاه، تفسير لقرأ وما بعده، ثم إن التلاوة إما مرادف للقراءة، كما يفهم من صنيع المؤلف في المعتل، وقيل: إن الأصل في تلا معنى تبع ثم كثر كاقترأه افتعل من القراءة يقال اقترأت، في الشعر وأقرأته أنا وأقرأ غيره يقرئه إقراء، ومنه قيل: فلان المقرئ، قال سيبويه: قرأ واقترأ بمعنى، بمنزلة علا قرنه واستعلاه وصحيفة مقروءة كمفعولة، لا يجيز الكسائي والفراء غير ذلك، وهو القياس ومقروة كمدعوة، بقلب الهمزة واوا، ومقرية كمرمية، بإبدال الهمزة ياء، كذا هو مضبوط في النسخ، وفي بعضها مقرئة كمفعلة، وهو نادر إلا في لغة من قال: قرئت. وقرأت الكتابة قراءة وقرآنا، ومنه سمي القرآن، كذا في الصحاح، وسيأتي ما فيه من الكلام، وفي الحديث أقرؤكم أبي قال ابن كثير: قيل: أراد: من جماعة مخصوصين، أو في وقت من الأوقات، فإن غيره أقرأ منه، قال: ويجوز أن يريد به أكثرهم قراءة، ويجوز أن يكون عاما وأنه أقرأ أصحابه أي أتقن للقرآن وأحفظ. وقارأه مقارأة وقراء كقتال: دارسه. واستقرأه: طلب إليه أن يقرأ. وفي حديث أبي في سورة الأحزاب: إن كنت لتقارئ سورة البقرة، أو هي أطول. أي تجاريها مدى طولها في القراءة، أو أن قارئها ليساوي قارئ البقرة في زمن قرائتها، وهي مفاعلة من القراءة. قال الخطابي: هكذا رواه ابن هاشم، وأكثر الروايات: إن كانت لتوازي. والقراء، ككتان: الحسن القراءة ج قراءون، ولا يكسر أي لا يجمع جمع تكسير والقراء كرمان: الناسك المتعبد مثل حسان وجمال، قال شيخنا: قال الجوهري: قال الفراء: وأنشدني أبو صدقة الدبيري:

بيضاء تصطاد الغوي وتستبي     بالحسن قلب المسلم القـراء

 انتهى. قلت: الصحيح أنه قول زيد بن ترك الدبيري، ويقال: إن المراد بالقراء هنا من القراءة جمع قارئ، ولا يكون من التنسك، وهو أحسن، كذا في لسان العرب، وقال ابن بري: صواب إنشاده بيضاء بالفتح، لأن قبله:

ولقد عجبت لكاعب مودونة     أطرافها بالحلي والحنـاء

صفحة : 188

قال الفراء: يقال: رجل قراء، وامرأة قراءة، ويقال: قرأت، أي صرت قارئا ناسكا. وفي حديث ابن عباس أنه كان لا يقرأ في الظهر والعصر. ثم قال في آخره وما كان ربك نسيا معناه أنه كان لا يجهر بالقراءة فيهما، أو لا يسمع نفسه قراءته، كأنه رأى قوما يقرءون فيسمعون نفوسهم ومن قرب منهم، ومعنى قوله وما كان ربك نسيا يريد أن للقراءة التي تجهر بها أو تسمعها نفسك يكتبها الملكان، وإذا قرأتها في نفسك لم يكتباها والله يحفظها لك ولا ينساها، ليجازيك عليها. وفي الحديث: أكثر منافقي أمتي قراؤها أي أنهم يحفظون القرآن نفيا للتهمة عن أنفسهم وهم يعتقدون تضييعه. وكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم كذلك كالقارئ والمتقرئ ج قراءون مذكر سالم وقوارئ كدنانير وفي نسختنا قوارئ فواعل، وجعله شيخنا من التحريف. قلت إذا كان جمع قارئ فلا مخالفة للسماع ولا للقياس، فإن فاعلا يجمع على فواعل. وفي لسان العرب قرائئ كحمائل، فلينظر. قال: جاءوا بالهمزة في الجمع لما كانت غير منقلبة بل موجودة في قرأت. وتقرأ إذا تفقه وتنسك وتقرأت تقرؤا في هذا المعنى. وقرأ عليه السلام يقرؤه: أبلغه، كأقرأه إياه، وفي الحديث: أن الرب عز وجل يقرئك السلام. أو لا يقال أقرأه السلام رباعيا متعديا بنفسه، قاله شيخنا. قلت: وكذا بحرف الجر، كذا في لسان العرب إلا إذا كان السلام مكتوبا في ورق، يقال أقرئ فلانا السلام واقرأ عليه السلام، كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده. قال أبو حاتم السجستاني: تقول: اقرأ عليه السلام ولا تقول أقرئه السلام إلا في لغة، فإذا كان مكتوبا قلت أقرئه السلام، أي اجعله يقرؤه. وفي لسان العرب: وإذا قرأ الرجل القرآن والحديث على الشيخ يقول أقرأني فلان، أي حملني على أن أقرأ عليه. والقرء ويضم يطلق على: الحيض، والطهر وهو ضد وذلك لأن القرء هو الوقت. فقد يكون للحيض، وللطهر، وبه صرح الزمخشري وغيره، وجزم البيضاوي بأنه هو الأصل، ونقله أبو عمرو، وأنشد:

إذا ما السماء لم تغم ثم أخلفت     قروء الثريا أن يكون لها قطر

يريد وقت نوئها الذي يمطر فيه الناس، وقال أبو عبيد: القرء يصلح للحيض والطهر، قال: وأظنه من أقرأت النجوم إذا غابت. والقرء: القافية قاله الزمخشري ج أقراء وسيأتي قريبا والقرء أيضا الحمى، والغائب، والبعيد وانقضاء الحيض وقال بعضهم: ما بين الحيضتين. وقرء الفرس: أيام ودقها أو سفادها، الجمع أقراء وقروء وأقرء الأخيرة عن اللحياني في أدنى العدد، ولم يعرف سيبويه أقراء ولا أقرؤا، قال: استغنوا، عنه بقروء. وفي التنزيل ثلاثة قروء أراد ثلاثة من القروء كما قالوا خمسة كلاب يراد بها خمسة من الكلاب وكقوله:

خمس بنان قانئ الأظفار    أراد خمسا من البنان،

وقال الأعشى:

مورثة مالا وفي الحي رفـعة     لما ضاع فيها من قروء نسائكا

صفحة : 189

وقال الأصمعي في قوله تعالى ثلاثة قروء قال: جاء هذا على غير قياس، والقياس: ثلاثة أقرؤ، ولا يجوز أن يقال ثلاثة فلوس، إنما يقال ثلاثة أفلس، فإذا كثرت فهي الفلوس، ولا يقال ثلاثة رجال، إنما هي ثلاثة أرجلة، ولا يقال ثلاثة كلاب، إنما هي ثلاثة أكلب، قال أبو حاتم: والنحويون قالوا في قول الله تعالى ثلاثة قروء أراد ثلاثة من القروء، كذا في لسان العرب، أو جمع الطهر قروء، وجمع الحيض أقراء قال أبو عبيد: الأقراء: الحيض، والأقراء: الأطهار وقد أقرأت المرأة، في الأمرين جميعا، فهي مقرئ، أي حاضت، وطهرت وأصله من دنو وقت الشيء، وقرأت إذا رأت الدم، وقال الأخفش: أقرأت المرأة إذا صارت صاحبة حيض، فإذا حاضت قلت: قرأت، بلا ألف، يقال أقرأت المرأة حيضة أو حيضتين، ويقال: قرأت المرأة: طهرت، وقرأت: حاضت قال حميد:

أراها غلامانا الخلا فتشذرت      مراحا ولم تقرأ جنينا ولا دما

يقول: لم تحمل علقة، أي دما ولا جنينا. قال الشافعي رضي الله عنه: القرء: اسم للوقت، فلما كان الحيض يجيء لوقت، والطهر يجيء لوقت، جاز أن تكون الأقراء حيضا وأطهارا، ودلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أراد بقوله والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء الأطهار، وذلك أن ابن عمر لما طلق امرأته وهي حائض واستفتى عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما فعل قال مره فليراجعها، فإذا طهرت فليطلقها، فتلك العدة التي أمر الله تعالى أن يطلق لها النساء وقرأت في طبقات الخيضري من ترجمة أبي عبيد القاسم بن سلام أنه تناظر مع الشافعي في القرء هل هو حيض أو طهر، إلى أن رجع إلى كلام الشافعي، وهو معدود من أقرانه، وقال أبو إسحاق: الذي عندي في حقيقة هذا أن القرء في اللغة الجمع وأن قولهم قريت الماء في الحوض وإن كان قد ألزم الياء، فهو جمعت، وقرأت القرآن: لفظت به مجموعا فإنما القرء اجتماع الدم في الرحم، وذلك إنما يكون في الطهر، وصح عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما أنهما قالا: الأقراء والقروء: الأطهار، وحقق هذا اللفظ من كلام العرب قول الأعشى:
لما ضاع فيها من قروء نسائكا فالقروء هنا: الأطهار لا الحيض لأن النساء يؤتين في أطهارهن لا في حيضهن، فإنما ضاع بغيبته عنهن أطهارهن، قال الأزهري: وأهل العراق يقولون: القرء: الحيض، وحجتهم قوله صلى الله عليه وسلم دعي الصلاة أيام أقرائك أي أيام حيضك، قال الكسائي والفراء: أقرأت المرأة إذا حاضت وقال الأخفش: وما قرأت حيضة، أي ما ضمت رحمها على حيضة، وقال ابن الأثير: قد تكررت هذه اللفظة في الحديث مفردة ومجموعة، فالمفردة بفتح القاف وتجمع على أقراء وقروء، وهو من الأضداد، يقع على الطهر، وإليه ذهب الشافعي وأهل الحجاز، ويقع على الحيض، وإليه ذهب أبو حنيفة وأهل العراق، والأصل في القرء الوقت المعلوم، ولذلك وقع على الضدين، لأن لكل منهما وقتا، وأقرأت المرأة إذا طهرت، وإذا حاضت، وهذا الحديث أراد بالأقراء فيه الحيض، لأنه أمرها فيه بترك الصلاة. وأقرأت الناقة والشاة، كما هو نص المحكم، فليس ذكر الناقة بقيد: استقر الماء أي مني الفحل في رحمها وهي في قروتها، على غير قياس، والقياس قرأتها ودخلت في وقتها، والقارئ: الوقت، وقال مالك بن الحارث الهذلي:

كرهت العقر عقر بني شليل      إذا هبت لقارئهـا الـرياح

صفحة : 190

أي لوقت هبوبها وشدتها وشدة بردها، والعقر موضع، وشليل: جد جرير بن عبد الله البجلي، ويقال: هذا وقت قارئ الريح لوقت هبوبها، وهو من باب الكاهل والغارب، وقد يكون على طرح الزائد. وأقرأ من سفره: رجع إلى وطنه وأقرأ أمرك: دنا وفي الصحاح: أقرأت حاجته: دنت وأقرأ حاجته: أخر ويقال: أعتمت قراك أو أقرأته، أي أخرته وحبسته وقيل: استأخر، وظن شيخنا أنه من أقرأت النجوم إذا تأخر مطرها فورك على المصنف، وليس كذلك وأقرأ النجم غاب أو حان مغيبه، ويقال أقرأت النجوم: تأخر مطرها، وأقرأ الرجل من سفره: انصرف منه إلى وطنه وأقرأ: تنسك، كتقرأ تقرؤا، وكذلك قرأ ثلاثيا. وقرأت الناقة والشاة: حملت وناقة قارئ، بغير هاء، وما قرأت سلا قط: ما حملت ملقوحا، وقال اللحياني: معناه. ما طرحت، وروى الأزهري عن أبي الهيثم أنه قال: يقال: ما قرأت الناقة سلا قط، وما قرأت ملقوحا، قط قال بعضهم: لم تحمل في رحمها ولدا قط، أي لم تحمل، وعن ابن شميل: ضرب الفحل الناقة على غير قرء، وقرء الناقة: ضبعتها، وهذه ناقة قاري وهذه نوق قوارئ، وهو من أقرأت المرأة، إلا أنه يقال في المرأة بالألف، وفي الناقة بغير ألف. وقرأ الشيء: جمعه وضمه بعضه إلى بعض، وقرأت الشيء قرآنا: جمعته وضممت بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلا قط وما قرأت جنينا قط، أي لم تضم رحمها على ولد، قال عمرو بن كلثوم:

ذراعي عيطل أدماء بكر    هجان اللون لم تقرأ جنينا

صفحة : 191

قال أكثر الناس: معناه: لم تجمع جنينا، أي لم يضم رحمها على الجنين، وفيه قول آخر لم تقرأ جنينا أي لم تلقه، ومعنى قرأت القرآن لفظت به مجموعا، أي ألقيته، وهو أحد قولي قطرب. وقال أبو إسحاق الزجاج في تفسيره: يسمى كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم كتابا وقرآنا وفرقانا، ومعنى القرآن الجمع، وسمي قرآنا، لأنه يجمع السور فيضمها، وقوله تعالى إن علينا جمعه وقرآنه أي جمعه وقراءته. قال ابن عباس: فإذا بيناه لك بالقراءة فاعمل بما بيناه لك، وروي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطين، وكان يقول: القران اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسم لكتاب الله، مثل التوراة والإنجيل، ويهمز قرأت ولا يهمز القران، وقال أبو بكر بن مجاهد المقرئ: كان أبو عمرو بن العلاء لا يهمز القران، وكان يقرؤه كما روى عن ابن كثير، وقال ابن الأثير: تكرر في الحديث ذكر القراءة والاقتراء والقارئ والقرآن، والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران، قال وقد يطلق على الصلاة، لأن فيها قراءة، من تسمية الشيء ببعضه، وعلى القراءة نفسها، يقال قرأ يقرأ قراءة وقرآنا والاقتراء افتعال من القراءة وقد تحذف الهمزة تخفيفا، فيقال قران وقريت وقار، ونحو ذلك من التصريف. وقرأت الحامل وفي بعض النسخ الناقة، أي ولدت وظاهره شموله الآدميين. والمقرأة، كمعظمة هي التي ينتظر بها انقضاء أقرائها قال أبو عمرو: دفع فلان جاريته إلى فلانة تقرئها، أي تمسكها عندها حتى تحيض للاستبراء وقد قرئت بالتشديد: حبست لذلك أي حتى انقضت عدتها. وأقراء الشعر: أنواعه وطرقه وبحوره، قاله ابن الأثير وأنحاؤه مقاصده، قال الهروي: وفي إسلام أبي ذر قال أنيس: لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد، على طرق الشعر وبحوره واحدها قرء بالفتح، وقال الزمخشري وغيره: أقراء الشعر: قوافيه التي يختم بها، كأقراء الطهر التي تنقطع عنها، الواحد قرؤ وقرء وقيل بتثليثه، وقريء كبديع، وقيل هو قرو، بالواو، قال الزمخشري: يقال للبيتين والقصيدتين: هما على قرو واحد وقري واحد. وجمع القري أقرية، قال الكميت:

وعنده للنـدى والـحـزم أقـرية      وفي الحروب إذا ما شاكت الأهب

صفحة : 192

وأصل القرو القصد، انتهى. ومقرأ، كمكرم هكذا ضبطه المحدثون وفي بعض النسخ إشارة إلى موضع باليمن قريبا من صنعاء على مرحلة منها به معدن العقيق وهو أجود من عقيق غيرها، وعبارة المحكم: بها يعمل العقيق، وعبارة العباب: بها يصنع العقيق وفيها معدنه، قال المناوي: وبه عرف أن العقيق نوعان معدني ومصنوع، وكمقعد قرية بالشام من نواحي دمشق، لكن أهل دمشق والمحدثون يضمون الميم، وقد غفل عنه المصنف، قاله شيخنا، منه أي البلد أو الموضع المقرئيون الجماعة من العلماء المحدثين وغيرهم، منهم صبيح بن محرز، وشداد بن أفلح، وجميع بن عبد، وراشد بن سعد، وسويد بن جبلة، وشريح بن عبد، وغيلان بن مبشر، ويونس بن عثمان، وأبو اليمان، ولا يعرف له اسم، وذو قرنات جابر بن أزذ، وأم بكر بنت أزذ والأخيران أوردهما المصنف في الذال المعجمة، وكذا الذي قبلهما في النون، وأما المنسوبون إلى القرية التي تحت جبل قاسيون، فمنهم غيلان بن جعفر المقرئي عن أبي أمامة ويفتح ابن الكلبي الميم منه، فهي إذا والبلدة الشامية سواء في الضبط، وكذلك حكاه ابن ناصر عنه في حاشية الإكمال، ثم قال ابن ناصر من عنده: والمحدثون يقولونه بضم الميم وهو خطأ، وإنما أوردت هذا فإن بعضا من العلماء ظن أن قوله وهو خطأ من كلام الكلبي فنقل عنه ذلك، فتأمل. والقرأة بالكسر مثل القرعة: الوباء، قال الأصمعي: إذا قدمت بلادا فمكثت فيها خمس عشرة ليلة فقد ذهبت عنك قرأة البلاد وقرء البلاد، فأما قول أهل الحجاز قرة البلاد فإنما على حذف الهمزة المتحركة وإلقائها على الساكن الذي قبلها، وهو نوع من القياس، فأما إغراب أبي عبيد وظنه إياها لغة فخطأ، كذا في لسان العرب وفي الصحاح أن قولهم قرة بغير همز معناه أنه إذا مرض بها بعد ذلك فليس من وباء البلاد، قال شيخنا: وقد بقي في الصحاح مما لم يتعرض له المصنف الكلام على قوله تعالى إن علينا جمعه وقرآنه الآية. قلت: قد ذكر المؤلف من جملة المصادر القرآن، وبين أنه بمعنى القراءة، ففهم منه معنى قوله تعالى إن علينا جمعه وقرآنه أي قراءته، وكتابه هذا لم يتكفل لبيان نقول المفسرين حتى يلزمه التقصير، كما هو ظاهر، فليفهم. واستقرأ الجمل الناقة إذا تاركها لينظر ألقحت أم لا. عن أبي عبيدة: ما دامت الوديق في وداقها فهي في قروئها وأقرائها. ومما يستدرك عليه: مقرأ بن سبيع بن الحارث بن مالك بن زيد، كمكرم، بطن من حمير وبه عرف البلد الذي باليمن، لنزوله وولده هناك، ونقل الرشاطي هن الهمداني مقرى بن سبيع بوزن معطى قال: فإذا نسبت إليه شددت الياء، وقد شدد في الشعر قال الرشاطي وقد ورد في الشعر مهموزا، قال الشاعر يخاطب ملكا:

ثم سرحت ذا رعين بجـيش     حاش من مقرئ ومن همدان

وقال عبد الغني بن سعيد: المحدثون يكتبونه بألف، أي بعد الهمزة، ويجوز أن يكون بعضهم سهل الهمزة ليوافق، هذا ما نقله الهمداني، فإنه عليه المعول في أنساب الحميريين. قال الحافظ: وأما القرية التي بالشأم فأظن نزلها بنو مقرئ هؤلاء فسميت بهم.

ق ر ض أ
القرضئ مهموز كزبرج أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: هو من غريب شجر البر شكلا ولونا، وقال أبو حنيفة: ينبت في أصل السمرة والعرفط والسلم وزهره أشد صفرة من الورس وورقه لطيف دقيق. فالمصنف جمع بين القولين، واحدته قرضئة بهاء.

ق س أ
قساء، كغراب: موضع، ويقال فيه: قسى، ذكره ابن أحمر في شعره:

صفحة : 193

بهجل من قسى ذفر الخزامى      تهادى الجربياء به جنـينـا

وقد يذكر في المعتل أيضا.

ق ض أ
قضئ السقاء والقربة كفرح يقضأ قضأ فهو قضئ: فسد وعفن هكذا في نسختنا بالواو، عطف تفسير أو خاص على عام، وفي بعضها بالفاء، وتهافت وذلك إذا طوي وهو رطب وقربة قضئة فسدت وعفنت. وقضئت العين تقضأ قضأ كجبل فهي قضئة: احمرت واسترخت مآقيها وقرحت وفسدت، والاسم القضأة، وفي حديث الملاعنة: إن جاءت به قضئ العين فهو لهلال أي فاسد العين، وقضئ الثوب والحبل إذا أخلق وتقطع وعفن من طول الندى والطي أو أن قضئ الحبل إذا طال دفنه في الأرض فتنهك وفي نسخة حتى ينهك وقضئ حسبه، قضأ محركة وقضأة مثله بزيادة الهاء، كذا هو مضبوط في نسختنا والذي في لسان العرب قضاءة بالمد. وقضوءا إذا عاب وفسد. وفيه أي في حسبه قضأة بالفتح ويضم أي عيب وفساد اقتصر في الصحاح على الفساد، وفي العباب على العيب، وجمع بينهما في المحكم، وإياه تبع المصنف، قال المناوي: أحدهما كاف والجمع إطناب. قلت: وفيه نظر، قال الشاعر:

تعيرني سلمى ولـيس بـقـضـأة     ولو كنت من سلمى تفرعت

دارما سلمى: حي من دارم وتفرعت بني فلان: تزوجت أشرف نسائهم، وتقول: ما عليك في هذا الأمر قضأة، مثل قضعة بالضم، أي عار وضعة. وقرأت في كتاب الأنساب للبلاذري: وفد لقيط بن زرارة التميمي على قيس بن مسعود الشيباني خاطبا ابنته، فغضب قيس وقال: ألا كان هذا سرا? فقال: ولم يا عم? إنك لرفعة وما بي قضأة، ولئن ساررتك لا أخدعك وإن عالنتك لا أفضحك، قال: ومن أنت? قال: لقيط بن زرارة. قال: كفؤ كريم.. إلخ، فقد أنكحتك القدور ابنتي بنت قيس. وقضئ الشيء كسمع يقضؤه قضأ، ساكنة، عن كراع: أكل، وأقضأه أي الرجل: أطعمه وقيل إنما هي أفضأه بالفاء، وقد تقدم، ويقال للرجل إذا نكح في غير كفاءة: نكح في قضأة. قال ابن بزرج: يقال: إنهم تقضئوا منه أن يزوجوه يقول: استخسوا، استفعال من الخسة، حسبه وعابوه، نقله الصغاني.

ق ف أ
قفئت الأرض كسمع قفأ أي مطرت وفي بعض النسخ أمطرت وفيها نبت فحمل عليه المطر فتغير نباتها وفسد، وفي المحكم بعد قوله المطر: فأفسده، قال المناوي: ولا تعرض فيه للتغير، فلو اقتصر المصنف على فسد لكفى، أو القفء على ما قال أبو حنيفة: أن يقع التراب على البقل فإن غسله المطر وإلا فسد وقد تقدم طرف من هذا المعنى في ف ق أ وذلك أن البهمى إذا أتربها المطر فسدت فلا تأكلها النعم، ولا يلتفت إلى ما نقله شيخنا عن بعض أنها إحالة غير صحيحة، والعجب منه كيف سلم لقائله قوله. واقتفأ الخرز مثل افتقأه: أعاد عليه، عن اللحياني، قال: وقيل لامرأة: إنك لم تحسني الخرز فاقتفئيه، أي أعيدي عليه واجعلي عليه بين الكلبتين كلبة، كما تخاط البواري إذا أعيد عليها، يقال: اقتفأته: أعدت عليه. والكلبة: السير والطاقة من الليف، يستعمل كما يستعمل الإشفى الذي في رأسه حجر يدخل السير أو الخيط في الكلبة وهي مثنية فيدخل في موضع الخرز ويدخل الخارز يده في الإداوة ثم يمد السير أو الخيط. وقد اكتلب إذا استعمل الكلبة، وسيأتي في حرف الباء، إن شاء الله تعالى.

ق م أ

صفحة : 194

قمأ الرجل وغيره كجمع وكرم قمأة كرحمة، كذا في النسخة لا يعني هنا به المرة الواحدة البتة، كذا في المحكم وقماءة كسحابة وقماء بالضم والكسر إذا ذل وصغر في الأعين فهو قميء كأمير: ذليل. وفي الأساس: فلان قمي، لكنه كمي ج قماء وقماء كجبال ورخال الأخيرة جمع عزيز، والأنثى قميئة، ولشيخنا هنا كلام عجيب وقمأت الماشية تقمأ قموءا وقموأة بضمهما وقمأ بالفتح، وقمؤت قماءة وقماء بالمد فيهما، وفي بعض النسخ بالتحريك والقصر في الأولى منهما: سمنت، كأقمأت رباعيا، وفي التهذيب: قمأت الماشية تقمأ فهي قامئة: امتلأت سمنا، وأنشد الباهلي:

وخرد طار باطلها نـسـيلا    وأحدث قمؤها شعرا قصارا

وقمأت الإبل بالمكان: أقامت به وأعجبته لخصبه وسمنت فيه. وقمأت بالمكان قمأ: دخلته وأقمت به. قال الزمخشري: ومنه اقتمأ الشيء إذا جمعه. والقمء: المكان الذي تقيم فيه الناقة والبعير حتى يسمنا، وكذلك المرأة والرجل. ويقال: قمأت الماشية مكان كذا حتى سمنت، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يقمأ إلى منزل عائشة كثيرا، أي يدخل. قال شيخنا: إن المعروف قمؤ، ككرم: صار ذليلا، وقمأ، كمنع: سمن، إلى آخره. قلت: ولكن المفهوم من سياق صاحب اللسان استعمالها في المعنى الثاني كما عرفت. وقمأه كمنعه قال شيخنا: صرح أهل الصرف والاشتقاق أن هذا ليس لغة أصلية، بل بعض العرب أبدلوا الهمزة عينا. قلت: ولذا قال في تفسيره: قمعه، وأقمأه صغره وأذله وفي بعض النسخ: ذلله، والصاغر: القميء يصغر بذلك وإن لم يكن قصيرا، وكذا أقميت معتلا أي ذللته وأقمأ المكان أو المرعى أعجبه فأقام به. وأقمأ المرعى الإبل: وافقها فسمنها وأقمأ القوم: سمنت إبلهم وفي بعض الأصول: ماشيتهم. والقمأة: المكان الذي لا تطلع عليه الشمس نقله الصاغاني، وهو قول أبي عمرو، وعند غيره: الذي لا تصيبه الشمس في الشتاء وجمعها القماء كالمقمأة والمقمؤة نقيض المضحاة وهي المقنأة والمقنؤة، وعن أبي عمرو المقنأة والمقنؤة: المكان الذي لا تطلع عليه الشمس، وسيأتي قريبا وإنهم لفي القمأة أي الخصب والدعة، ويضم فيقال قمأة على مثال قمعة. وعن الكسائي ما قامأه وما قانأه أي ما وافقه وما يقامئني الشيء: ما يوافقني. وعمرو بن قميئة كسفينة: شاعر، وهو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد. وتقمأ الشيء: أخذ خياره حكاه ثعلب، وأنشد لابن مقبل:

لقد قضيت فلا تستهزئن سفها    مما تقمأته من لذة وطـري

هذا محل إنشاده، ووهم شيخنا فأنشده في معنى تقمأت الشيء: جمعته شيئا بعد شيء، وتقمأ المكان أي وافقه فأقام به، كقمأ ثلاثيا، أي يستعمل متعديا بحرف الجر وبنفسه.

ق ن أ
قنأ الشيء كمنع يقنأ قنوءا كقعود: اشتدت حمرته قال الأسود بن يعفر:

يسعى بها ذو تومتين مشمر    قنأت أنامله من الفرصاد

صفحة : 195

وفي الحديث: وقد قنأ لونها. أي اشتدت حمرتها، وترك الهمز فيه لغة أخرى. وشيء أحمر قانئ أي شديد الحمرة، وقد قنأ يقنأ. وقنأته تقنئة وتقنيئا أي حمرته. وقنأ اللبن ونحوه: مزجه بالماء، وهو مجاز. وقنأ فلانا يقنؤه قنأ: قتله أو حمله على قتله، كأقنأه إقناء، رباعيا. وقال أبو حنيفة: قنأ الجلد قنوءا: ألقي في الدباغ بعد نزع تحلئته لتنزع فضوله، وقنأه صاحبه: دبغه وقنأ لحيته أي سودها بالخضاب، كقنأها تقنئة، وفي الحديث: مررت بأبي بكر فإذا لحيته قانئة. وقنأت هي بالخضاب وقنأت أطراف الجارية بالحناء: اسودت، وفي التهذيب: احمرت احمرارا شديدا، وفي قول الشاعر:

وما خفت حتى بين الشرب والأذى    بقانئة أني مـن الـحـي أبـين

هو شريب لقوم، يقول: لم يزالوا يمنعونني الشرب حتى احمرت الشمس. وفي التهذيب: قرأت للمؤرج: يقال: ضربته حتى قنئ، كسمع يقنأ قنوءا إذا مات وقنئ الأديم: فسد، وأقنأته أنا: أفسدته. وقناء كسحاب: اسم ماء من مياه العرب، وفي بعض النسخ بالألف واللام، وضبطه بعضهم كغراب، وقال صاحب المشوف: والظاهر أن همزته بدل من واو لا أصل، لأن البكري ذكر أنه مقصور وقال: يكتب بالألف، لأنه يقال في تثنيته قنوان، انتهى. وأما قنا بالكسر والقصر فسيأتي في المعتل. وأقنأني الشيء: أمكنني ودنا مني. والمقنأة وتضم نونه هي المقمأة بالميم بمعنى الموضع الذي لا تطلع عليه الشمس، وهي القنأة أيضا، وقيل: هما غير مهموزين، قال أبو حنيفة: زعم أبو عمرو أنها المكان الذي لا تطلع عليه الشمس، ولهذا وجه، لأنه يرجع إلى دوام الخضرة، من قولهم قنأ لحيته إذا سودها، وقال غير أبي عمرو: مقناة ومقنوة، بغير همز، نقيض المضحاة.

ق ي أ
قاء يقيء قيأ واستقاء ويقال أيضا: استقيأ، على الأصل وتقيأ أبلغ وأكثر من استقاء، أي استخرج ما في الجوف عامدا وألقاه، وفي الحديث لو يعلم الشارب قائما ماذا عليه لاستقاء ما شرب وأنشد أبو حنيفة في استقاء بمعنى تقيأ:

وكنت من دائك ذا أقلاس    فاستقئن بثمر القسقـاس

صفحة : 196

وقيأه الدواء وأقاءه بمعنى، أي فعل به فعلا يتقيأ منه، وقيأته أنا، وشربت القيوء فما قيأني، والاسم القياء، كغراب فهو مثل العطاس والدوار، وفي الحديث الراجع في هبته كالراجع في قيئه ، وفيه من ذرعه القيء وهو صائم فلا شيء عليه، ومن تقيأ فعليه الإعادة أي تكلفه وتعمده. وقيأت الرجل إذا فعلت به فعلا يتقيأ منه. وقاء فلان ما أكل يقيئه قيئا إذا ألقاه، فهو قائئ. ويقال: به قياء إذا جعل يكثر القيء. والقيوء بالفتح على فعول ما قيأك، وفي الصحاح: الدواء الذي يشرب للقيء، عن ابن السكيت، والقيوء: الكثير القيء كالقيو كعدو حكاه ابن الأعرابي، أي بإبدال الهمزة واوا وإدغامه في واو فعول قاله شيخنا. وقال صاحب اللسان وتبعه صاحب المشوف: فإن كان إنما مثله بعدو في اللفظ فهو وجيه وإن كان ذهب به إلى أنه معتل فهو خطأ، لأنا لا نعلم قييت ولا قيوت، وقد نفى سيبويه قيوت وقال: ليس في الكلام مثل حيوت، فإذا ما حكاه ابن الأعرابي من قولهم قيو إنما هو مخفف من رجل قيوء، كمقرو في مقروء، قال: وإنما حكينا هذا عن ابن الأعرابي ليحترس منه، ولئلا يتوهم أحد أن قيوا من الواو أو الياء، ولا سيما وقد نظره بعدو وهدو ونحوهما من بنات الواو والياء، ودواؤه المقيئ كمحدث والمقيء، كمكرم، على القياس من أقاءه، وفي بعض النسخ ودواء القيء أي أن القيوء يطلق ويراد به دواء القيء أي الذي يشرب للقيء، والشخص مقيأ كمعظم. وقاءت الأرض الكمأة: أخرجتها وأظهرتها وفي حديث عائشة تصف عمر: وبعج الأرض فقاءت أكلها، أي أظهرت نباتها وخزائنها. والأرض تقيء الندى، وكلاهما على المثل، وفي الحديث تقيء الأرض أفلاذ كبدها أي تخرج كنوزها وتطرحها على ظهرها. قلت: وهو من المجاز. وتقيأت المرأة إذا تهيأت للجماع وتعرضت لبعلها ليجامعها وألقت نفسها عليه، وعن الليث: تقيؤها: تكسرها له وإلقاؤها نفسها عليه، قال الشاعر:

تقيأت ذات الدلال والخفـر    لعابس جافي الدلال مقشعر

وقال المناوي: الظاهر أن البعل مثال وأن المراد الرجل بعلا أو غيره، وأن إلقاء النفس كذلك. وقال الأزهري: تقيأت، بالقاف، بهذا المعنى عندي تصحيف، والصواب تفيأت، بالفاء، وتفيؤها تثنيها وتكسرها عليه من الفيء وهو الرجوع. وثوب يقيء الصبغ، أي مشبع على المثل، وعليه رداء وإزار يقيأن الزعفران، أي مشبعان. وقاء نفسه ولفظ نفسه: مات، انتهى.