الباب الأول: باب الهمزة - الفصل العشرون: فصل الكاف مع الهمزة

فصل الكاف مع الهمزة

ك أ ك أ

صفحة : 197

كأكأ كأكأة كدحرجة إذا نكص أي تأخر وجبن، واقتصر الجوهري على نكص، وزاد صاحب العباب: جبن، وإياه تبع المصنف كتكأكأ وتكعكع. والكأكاء كسلسال عن أبي عمرو أنه الجبن الهالع، وهو أيضا عدو اللص هو جريه عند فراره. وتكأكأ تكأكؤا: تجمع، نقله الجوهري وغيره ككأكأ ثلاثيا. وسقط عيسى بن عمر النحوي عن حمار له، فاجتمع عليه الناس، فقال ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على ذي جنة فافرنقعوا عني. أي اجتمعتم، تنحوا عني، هذا هو المشهور، والذي في الفائق نقلا عن الجاحظ أن هذه القصة وقعت لأبي علقمة في بعض طرق البصرة، وسيأتي مثل ذلك عن ابن جني في الشواذ في تركيب ف ر ق ع، ويروى: على ذي حية أي حواء. وتكأكأ القوم: ازدحموا. وفي حديث الحكم بن عتيبة: خرج ذات يوم وقد تكأكأ الناس على أخيه عمران فقال: سبحان الله: لو حدث الشيطان لتكأكأ الناس عليه. أي عكفوا عليه مزدحمين. وتكأكأ الرجل في كلامه: عي فلم يقدر على أن يتكلم، عن أبي زيد، ويروى عن الليث: وقد تكأكأ إذا انقدع. وقال أبو عمرو: المتكأكئ هو القصير كذا في اللسان.

ك ت أ
الكتأة على فعلة مهموز: نبات كالجرجير يطبخ فيؤكل، قال أبو منصور: هي الكثاة، بالثاء ولم يهمز وتسمى النهق، قاله أبو مالك وغيره. والكنتأو كسندأو صريح كلام النحاة أن النون زائدة، فوزنه فنعلو، وقيل هو من كنت، فالهمزة والواو زائدتان: الحبل الشديد كذا في النسخ بالحاء المهملة وسكون الموحدة، وفي بعضها بالميم بدل الموحدة، وفي بعضها الجمل بالجيم والميم، وهكذا هو مضبوط في الخلاصة والمشوف، وغلط من ضبط خلاف ذلك، والرجل العظيم اللحية الكثها هكذا مثله سيبويه وفسره السيرافي، أو الحسنها وهذا عن كراع.

ك ث أ
كثأ اللبن وكثع كمنع يكثأ كثأ إذا ارتفع فوق الماء وصفا الماء من تحته قاله أبو زيد، ويقال: كثأ وكثع إذا خثر وعلاه دسمه. وكثأت القدر كثأ: أزبدت للغلي وكثأ القدر إذا أخذ زبدها وهو ما ارتفع منها بعد الغليان، وكثأ النبت والوبر يكثأ كثأ وهو كاثئ: نبت وطلع أو كثف وغلظ وطال، وكثأ الزرع غلظ والتف، ككثأ مشددا تكثئة في الكل مما ذكر من اللبن والوبر والنبت، وكذا في اللحية وستذكر، هذا هو المفهوم من كلام الأئمة، بل صرح به ابن منظور وغيره، وكلام المؤلف يوهم استعمال التضعيف في اللبن والقدر أيضا، وهو خلاف ما صرحوه، فافهم، وقد سكت عنه شيخنا تقصيرا، وأورد عن ابن السكيت شاهدا في اللحية في غير محله، وهو عجيب. وكثأة اللبن بالفتح ويضم والكثعة بالعين: ما علاه من الدسم والخثورة، أو هو الطفاوة من فوق الماء. وكثأة القدر: زبدها، يقال: خذ كثأة قدرك وكثأتها، وهو ما ارتفع منها بعد ما تغلي. ويقال: كثأ تكثيئا إذا أكل ذلك أي ما على رأس اللبن، فاستعمال المزيد هنا بمعنى سوى ما تقدم في لسان العرب، قال أبو حاتم: من الأقط الكثء وهو ما يكثأ في القدر وينصب، ويكون أعلاه غليظا، وأما المصرع فالذي يخثر ويكاد ينضج والعاقد: الذي ذهب ماؤه ونضج، والكريص: الذي طبخ مع النهق أو الحمصيص، وأما المصل فمن الأقط يطبخ مرة أخرى، والثور: القطعة العظيمة منه. وكنثأت اللحية، بزيادة النون، ويروى: كنتأت بالتاء المثناة الفوقية، كذا في لسان العرب، ومن هنا جعله المصنف مادة وحدها: طالت وكثرت أي غزر شعرها ككثأث ثلاثيا وكثأت مزيدا، وأنشد ابن السكيت:

صفحة : 198

وأنت امرؤ قد كثأت لك لحية     كأنك منها قاعد في جوالق

هذا محل إنشاده، ويروى كنثأت، والكنثأو: الكنتأو بمعنى، وقد عرفت أن التاء لغة في الثاء. ولحية كنثأة، وإنه لكنتأ اللحية وكنثؤها، وسيأتي البحث أيضا مع المناسبة إن شاء الله تعالى. والكثأة بالفتح والكثاة كقناة بلا همز، نقله أبو حنيفة عن بعض الرواة هو الكراث وقيل: الحنزاب، وقيل: بذر الجرجير قاله أبو منصور أو بريه لا بستانيه، وقال أبو مالك: إنها تسمى النهق، وسيأتي تفصيله في ن ه ق.

ك د أ
كدأ النبت كجمع وسمع يكدأ كدأ بفتح فسكون وكدوءا بالضم، أي أصابه البرد فلبده في الأرض أي جعل بعضه فوق بعض أو أصابه العطش فأبطأ نبته، وكدأ البرد الزرع كمنع وهو الأكثر: رده في الأرض بأن وقف أو انتكس أو أبطأ ظهوره ككدأه تكدئة. وأرض كادئة أي بطيئة النبات والإنبات. وإبل كادئة الأوبار: قليلتها، وقد كدئت تكدأ كدأ، وأنشد:

كوادئ الأوبار تشكو الدلجا وكدئ الغراب كفرح والذي في لسان العرب كدأ مفتوحا ولذا قال شيخنا: وأما كدئ كسمع فلغة قليلة: إذا رأيته صار كأنه يقيء في، وفي بعض النسخ: من شحيجه بالشين المعجمة ثم الحاء المهملة وبعد الياء جيم، أي صوته في غلظ، كذا هو مضبوط في النسخة المقروءة، وفي نسخة بالحاءين المهملتين بمعنى الصوت مطلقا قاله شيخنا وكذلك نكد ينكد، كما سيأتي وكدأ البقل إذا قصر وخبث لخبث أرضه، فيكون مجازا. وكودأ كحوقل كودأة، إذا عدا أي أسرع في مشيه. والكندأو لغة في الكنتأو وهو الجمل الغليظ وسيأتي في كند أيضا.

ك ر ث أ
الكرثئ كزبرج أهمله الجوهري، وقال الأصمعي: هو السحاب المرتفع المتراكم بعضه على بعض، كأنه لغة في الكرفئ بالفاء وقيض البيض وهو قشرته العليا اللازقة بالبياض، لغة في الكرفئ أيضا والكرثئة بهاء وقد يفتح أوله، على الفتح اقتصر الصغاني: النبت المجتمع الملتف ورغوة المخض إذا حلب عليه لبن شاة فارتفع، كل ذلك ثلاثي عند سيبويه، وكرثأ شعره وغيره كالسحاب: كثر والتف، في لغة بني أسد، كما في المحكم وتراكم، كتكرثأ يقال: تكرثأ الناس إذا اجتمعوا. ويقال: بسر كريثاء وقريثاء وكراثاء وقراثاء أي طيب نضيج صالح حسن، أطبق أئمة اللغة على ذكره في كرث، كذكر القريثاء في قرث، والمصنف خالفهم في الكريثاء فذكره في الهمزة، ووافقهم في القريثاء مع أن حالهما واحد، وقال ابن الشيباني: القريثاء والكريثاء: ضرب من التمر، وقيل: هو من البسر، وهو أسود سريع النفض لقشره عن لحائه وعبارة الفصيح: هو بسر قريثاء وكريثاء وقراثاء وكراثاء، كل ذلك لضرب من البسر معروف، ويقال: إنه أطيب التمر بسرا، والبسر أخضر التمر، قال شيخنا: واقتصر الكسائي على القريثاء، بالمد، وأبو القداح على القريثا، بالقصر، وأغفل الجوهري الكريثاء والكراثاء، والمصنف الكراثاء في المثلثة، وذكرهما معا في المهموز، انتهى. وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في محله.

ك ر ف أ
الكرفئ كزبرج هو الكرثئ بالثاء المثلثة: سحاب متراكم، واحدته بهاء، وفي الصحاح: الكرفئ: السحاب المرتفع الذي بعضه فوق بعض والقطعة منه كرفئة، قالت الخنساء:

ككرفئة الغيث ذات الصبـي     ر ترمي السحاب ويرمى لها

وقد جاء أيضا في شعر عامر بن جوين الطائي يصف جارية، وقال شيخنا: جيشا:

وجارية من بنات المـلـو     ك قعقعت بالخيل خلخالها

صفحة : 199


ككرفئة الغيث ذات الصبي ر تأتي السحاب وتأتالهـا ومعنى تأتال: تصلحه، وأصله تأتول، ونصبه بإضمار أن، ومثله بيت لبيد:

بصبوح صافية وجذب كرينة     بمؤثل تأتاله إبـهـامـهـا

أي تصلحه، وهي تفتعل من آل يؤول، ويروى: تأتاله إبهامها، على أن يكون أراد تأتي له فأبدل من الياء ألفا، كقولهم في بقي بقا، وفي رضي رضا. وكرفأت القدر إذا أزبدت للغلي. وتكرفأ السحاب بمعنى تكرثأ، والكرفأة: الكرثأة وقد أعاده المؤلف في كرف، وتبع هنا الجوهري، غير منبه عليه، فإن الذي قاله أئمة اللغة إن التاء مبدلة من الفاء. والكرفئة بالكسر: شجرة الشفلح كعملس، وثمرها كأنه رأس زنجي أسود. ويقال: كرفئوا إذا اختلطوا. ومما يستدرك عليه: الكرفئة: قشرة البيض العليا اليابسة، ونظر أبو الغوث الأعرابي إلى قرطاس رقيق فقال: غرقئ تحت كرفئ، وهمزته زائدة. والكرفأة: الضخم والكثرة، وكرفأ: استكثف. وتكرفأ الناس: مثل كرفئوا.

ك س أ
كسأه كمنعه يكسؤه كسأ: تبعه. ومر يكسؤهم، أي يتبعهم، ويقال للرجل إذا هزم القوم فمر وهو يطردهم: مر فلان يكسؤهم ويكسعهم، نقله شيخنا عن الجوهري، واستدل بقول الشاعر:

كسئ الشتاء بسبعة غبر وهو قول أبي شبل الأعرابي، وتمامه:

أيام شهلتنا من الشهر وقال ابن بري: منهم من يجعل بدل هذا العجز:

بالصن والصنبر الوبر
وبآمر وأخيه مؤتمر

ومعلل وبمطفئ الجمر وسيأتي ذلك في ك س ع. وكسأ الدابة يكسؤها كسأ: ساقها على إثر دابة أخرى، وكسأ القوم يكسؤهم كسأ: غلبهم في الخصومة ونحوها، وكسأه بالسيف إذا ضربه كأنه مصحف من كشأه، بالمعجمة، كما سيأتي. وكسء كل شيء وكسوءه، بضمهما وفي بعض النسخ زيادة: وكسوءه، أي بالفتح والمد، أي مؤخره، وكسء الشهر وكسوءه: آخره قدر عشر بقين منه ونحوها، وجاء دبر الشهر وعلى دبره وكسئه وأكسائه، وجئتك على كسئه وفي كسئه، أي بعد ما مضى الشهر كله، وأنشد أبو عبيدة:

كلفت مجهولها نوقا يمـانـية     إذا الحداة على أكسائها حفدوا

وجاء في كسء الشهر وعلى كسئه، أي في آخره ج في كل من ذلك أكساء، وجئت في أكساء القوم، أي في متأخريهم، ومروا في أكساء المنهزمين وعلى أكسائهم: أي على آثارهم وأدبارهم، وركبوا أكساءهم، ومن المجاز: قدمنا في أكساء رمضان وأنا أدعو لك في أكساء الصلوات. كذا في الأساس، وفي الصحاح: الأكساء: الأدبار، وقال المثلم بن عمرو التنوخي:

حتى أرى فارس الصموت على    أكساء خيل كـأنـهـا الإبـل

يعني خلف القوم وهو يطردهم، نقله شيخنا. قلت: معناه حتى يهزم أعداءه فيسوقهم من ورائهم كما تساق الإبل، والصموت اسم فرسه. وركب كسأه أي وقع على قفاه هذه عن ابن الأعرابي. ومر كسء من الليل، بالفتح أي قطعة منه عن ابن الأعرابي أيضا.

ك ش أ

صفحة : 200

كشأه أي القثاء كمنعه: أكله وكشأ الطعام كشأ: أكله، وقيل: أكله أكل القثاء أي خضما كما يؤكل القثاء ونحوه، وكشأ اللحم كشأ فهو كشئ شواه حتى يبس ومثله وزأت اللحم أي أيبسته، وسيأتي كأكشأه رباعيا. وكشأت اللحم وكشأته مضعفا، إذا أكلته، ولا يقال في غير اللحم، وكشأ يكشأ إذا أكل قطعة من الكشيء وهو الشواء المنضج، وأكشأ، إذا أكل الكشيء، وكشأ الشيء ولفأه أي قشره قاله الفراء، فتكشأ، ويستعمل في الأديم تكشأ إذا تقشر وكشأ وسطه بالسيف: ضربه وقطعه والظاهر أن ذكر السيف والوسط ليسا بقيدين، كما يدل له سياقهم وكشأ المرأة كشأ: جامعها ولو قال: جامع، كان أخصر. وكشئ من الطعام، كفرح كشأ وكشاء كسحاب، الأخيرة عن كراع، وضبطه بعضهم محركة وكذا هو في نسختنا فهو كشئ ككتف، وكشيء كأمير وتكشأ أي امتلأ من الطعام، ورجل كشئ ممتلئ منه، وفلان يتكشأ اللحم: يأكله وهو يابس ككشأ ثلاثيا يكشأ إذا أكل قطعة من الكشيء وهو الشواء المنضج، فامتلأ. وكشئ السقاء كشأ: بانت أدمته من بشرته بالتحريك فيهما. قال أبو حنيفة: هو إذا أطيل طيه فيبس في طيه وتكسر. والكشء: غلظ في جلد اليد وتقبض، وقد كشئت يده أي تشققت أو غلظ جلدها وتقبض وذو كشاء كسحاب ع حكاه أبو حنيفة، قال: وقالت جنية: من أراد الشفاء من كل داء فعليه بنبات البرقة من ذي كشاء. تعني بنبات البرقة الكراث، وقد يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى. والكشأة، بالضم: العيب يقال: ما في حسبه كشأة، نقله الصاغاني.

ك ف أ
كافأه على الشيء مكافأة وكفاء كقتال أي جازاه، تقول: ما لي به قبل ولا كفاء، أي مالي به طاقة على أني أكافئه وكافأ فلانا مكافأة وكفاء: ماثله، وتقول: لا كفاء له، بالكسر، وهو في الأصل مصدر، أي لا نظير له، وقال حسان بن ثابت:

وروح القدس ليس له كفاء أي جبريل عليه السلام ليس له نظير ولا مثيل. وفي الحديث فنظر إليهم فقال: من يكافئ هؤلاء ، وفي حديث الأحنف: لا أقاوم من لا كفاء له. يعني الشيطان، ويروى: لا أقاول. وكافأه: راقبه، ومن كلامهم: الحمد لله كفاء الواجب، أي قدر ما يكون مكافئا له، والاسم الكفاءة والكفاء بفتحهما ومدهما، وهذا كفاؤه بالكسر والمد، قال الشاعر:

فأنكحها لا في كفاء ولا غنى     زياد أضل الله سعـي زياد

صفحة : 201

وكفأته بكسر فسكون وفي بعض النسخ بالفتح والمد وكفيئه كأمير وكفؤه كقفل وكفؤه بالفتح عن كراع وكفؤه بالكسر وكفوءه بالضم والمد أي مثله يكون ذلك في كل شيء، وفي اللسان: الكفء: النظير والمساوي، ومنه الكفاءة في النكاح، وهو أن يكون الزوج مساويا للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وبيتها وغير ذلك. قال أبو زيد: سمعت امرأة من عقيل وزوجها يقرآن: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفا أحد فألقى الهمزة وحول حركتها على الفاء، وقال الزجاج في قوله تعالى ولم يكن له كفؤا أحد أربعة أوجه، القراءة منها ثلاثة: كفؤا بضم الكاف والفاء، وكفأ بضم الكاف وسكون الفاء، وكفأ بكسر الكاف وسكون الفاء، وقد قرئ بها، وكفاء بكسر الكاف والمد، ولم يقرأ بها، ومعناه لم يكن أحد مثلا لله تعالى جل ذكره، ويقال: فلان كفيء فلان وكفؤ فلان، وقد قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وعاصم: كفؤا مثقلا مهموزا، وقرأ حمزة بسكون الفاء مهموزا، وإذا وقف قرأ كفا، بغير همزة، واختلف عن نافع فروي عنه كفؤا، مثل أبي عمرو، وروى كفأ مثل حمزة. ج أي من كل ذلك أكفاء. قال ابن سيده: ولا أعرف للكفء جمعا على أفعل ولا فعول وحري أن يسعه ذلك، أعني أن يكون أكفاء جمع كفء المفتوح الأول، وكفاء جمع كفيء، ككرام وكريم، والأكفاء، كقفل وأقفال، وحمل وأحمال، وعنق وأعناق. وكفأ القوم: انصرفوا عن الشيء، وكفأه كمنعه عنه كفأ: صرفه وقيل: كفأتهم كفأ إذا أرادوا وجها فصرفتهم عنه إلى غيره فانكفئوا: رجعوا. وكفأ الشيء والإناء يكفؤه كفأ وكفأه فتكفأ، وهو مكفوء: كبه. حكاه صاحب الواعي عن الكسائي، وعبد الواحد اللغوي عن ابن الأعرابي، ومثله حكي عن الأصمعي، وفي الفصيح: كفأت الإناء: كببته، وعن ابن درستويه: كفأه بمعنى: قلبه حكاه يعقوب في إصلاح المنطق، وأبو حاتم في تقويم المفسد، عن الأصمعي، والزجاج في فعلت وأفعلت، وأبو زيد في كتاب الهمز، وكل منهما صحيح قال شيخنا: وزعم ابن درستويه أن معنى قلبه أماله عن الاستواء، كبه أو لم يكبه، قال: ولذلك قيل: أكفأ في الشعر، لأنه قلب القوافي عن جهة استوائها، فلو كان مثل كببته كما زعم ثعلب كما قيل في القوافي، أنها لا تكب، ثم قال شيخنا: وهذا الذي قاله ابن درستويه لا معول عليه، بل الصحيح أن كب وقلب وكفأ متحدة في المعنى، انتهى. ويقال: كفأ الإناء كأكفأه رباعيا، نقله الجوهري عن ابن الأعرابي، وابن السكيت أيضا عنه، وابن القوطية وابن القطاع في الأفعال، وأبو عبيد البكري في فضل المقال وأبو عبيد في المصنف، وقال: كفأته، بغير ألف أفصح، قاله شيخنا، وفي المحكم أنها لغة نادرة، قال: وأباها الأصمعي. واكتفأه أي الإناء مثل كفأه. وكفأه أيضا بمعنى تبعه في أثره، وكفأ الإبل: طردها واكتفأها: أغار عليها فذهب بها، وفي حديث السليك ابن السلكة: أصاب أهليهم وأموالهم فاكتفأها. وكفأت الغنم في الشعب أي دخلت فيه. وأكفأها: أدخلها، والظاهر أن ذكر الغنم مثال، فقال ذلك لجميع الماشية. وكفأ فلانا: طرده، والذي في اللسان: وكفأ الإبل والخيل: طردها. وكفأ القوم عن الشيء انصرفوا عنه ورجعوا، ويقال: كان الناس مجتمعين فانكفئوا وانكفتوا إذا انهزموا. وأكفأ في سيره عن القصد: جار. وأكفأ وكفأ: مال كانكفأ وكفأ وأكفأ: أمال وقلب، قال ابن الأثير: وكل شيء أملته فقد كفأته، وعن الكسائي: أكفأ الشيء أماله، لغية، وأباها الأصمعي، ويقال: أكفأت القوس إذا أملت رأسها ولم تنصبها نصبا حين ترمي عنها، وقال بعض: حين ترمي عليها،

صفحة : 202

قال ذو الرمة: ذو الرمة:
قطعت بها أرضا ترى وجه ركبها    إذا ما علوها مكفأ غير سـاجـع  

أي ممالا غير مستقيم، والساجع القاصد: المستوي المستقيم. والمكفأ: الجائر، يعني جائرا غير قاصد، ومنه السجع في القول. وفي حديث الهرة أنه كان يكفئ لها الإناء، أي يميله لتشرب منه بسهولة. وفي حديث الفرعة: خير من أن تذبحه يلصق لحمه بوبره وتكفئ إناءك وقوله ناقتك أي تكب إناءك لأنه لا يبقى لك لبن تحلبه فيه، وتوله ناقتك، أي تجعلها والهة بذبحك ولدها. ومكفئ الظعن: آخر أيام العجوز. وأكفأ في الشعر إكفاء: خالف بين ضروب إعراب القوافي التي هي أواخر القصيدة، وهو المخالفة بين حركات الروي رفعا ونصبا وجرا، أو خالف بين هجائها أي القوافي، فلا يلزم حرفا واحدا، تقاربت مخارج الحروف أو تباعدت، على ما جرى عليه الجوهري، ومثله بأن يجعل بعضها ميما وبعضها طاء، لكن قد عاب ذلك عليه ابن بري. مثال الأول:

بني إن البر شيء هين     المنطق اللين والطعيم

ومثال الثاني:

خليلي سيرا واتركا الرحل إنني     بمهلكة والعاقـبـات تـدور

مع قوله:
فبيناه يشري رحله قال قـائل    لمن جمل رخو الملاط نجيب

وقال بعضهم: الإكفاء في الشعر هو التعاقب بين الراء واللام والنون. قلت: وهو أي الإكفاء أحد عيوب القافية الستة التي هي: الإيطاء، والتضمين، والإقواء، والإصراف، والإكفاء، والسناد، وفي بعض شروح الكافي: الإكفاء هو اختلاف الروي بحروف متقاربة المخارج، أي كالطاء مع الدال، كقوله:

إذا ركبت فاجعلاني وسطا
إني كبير لا أطيق العندا

يريد العنت، وهو من أقبح العيوب، ولا يجوز لأحد من المحدثين ارتكابه، وفي الأساس: ومن المجاز: أكفأ في الشعر: قلب حرف الروي من راء إلى لام، أو لام إلى ميم، ونحوه من الحروف المتقاربة المخرج، أو مخالفة إعراب القوافي، انتهى. أو أكفأ في الشعر إذا أقوى فيكونان مترادفين، نقله الأخفش عن الخليل وابن عبد الحق الإشبيلي في الواعي وابن طريف في الأفعال، قيل: هما واحد، زاد في الواعي: وهو قلب القافية من الجر إلى الرفع وما أشبه ذلك، مأخوذ من كفأت الإناء: قلبته، قال الشاعر:

أفد الترحل غير أن ركابنـا      لما تزل برحالنا وكأن قـد
زعم الغداف بأن رحلتنا غدا     وبذاك أخبرنا الغداف الأسود

وقال أبو عبيد البكري في فصل المقال: الإكفاء في الشعر إذا قلت بيتا مرفوعا وآخر مخفوضا، كقول الشاعر:

وهل هند إلا مهـرة عـربـية     سليلة أفراس تجللهـا بـغـل
فإن نتجت مهرا كريما فبالحرى    وإن يك إقراف فمن قبل الفحل

أو أفسد في أخر البيت أي إفساد كان قال الأخفش: وسألت العرب الفصحاء عنه، فإذا هم يجعلونه الفساد في آخر البيت والاختلاف، من غير أن يحدوا في ذلك شيئا، إلا أني رأيت بعضهم يجعله اختلاف الحروف، فأنشدته:

كأن فا قارورة لم تعفـص
منها حجاجا مقلة لم تلخص
كأن صيران المها المنقـز

صفحة : 203

فقال: هذا هو الإكفاء، قال: وأنشده آخر قوافي على حروف مختلفة، فعابه، ولا أعلمه إلا قال له: قد أكفأت. وحكى الجوهري عن الفراء: أكفأ الشاعر، إذا خالف بين حركات الروي، وهو مثل الإقواء، قال ابن جني: إذا كان الإكفاء في الشعر محمولا على الإكفاء في غيره، وكان وضع الإكفاء إنما هو للخلاف ووقوع الشيء على غير وجهه لم ينكر أن يسموا به الإقواء في اختلاف حروف الروي جميعا، لأن كل واحد منهما واقع على غير استواء، قال الأخفش: إلا أني رأيتهم إذا قربت مخارج الحروف، أو كانت من مخرج واحد ثم اشتد تشابهها لم يفطن لها عامتهم، يعني عامة العرب، وقد عاب الشيخ أبو محمد بن بري على الجوهري قوله: الإكفاء في الشعر أن يخالف بين قوافيه فتجعل بعضها ميما وبعضها طاء، فقال: صواب هذا أن يقول: وبعضها نونا، لأن الإكفاء إنما يكون في الحروف المتقاربة في المخرج، وأما الطاء فليست من مخرج الميم. والمكفأ في كلام العرب هو المقلوب، وإلى هذا يذهبون، قال الشاعر:

ولما أصابتني من الدهـر نـزلة      شغلت وألهى الناس عني شئونها
إذا الفارغ المكفي منهم دعوتـه       أبر وكانت دعوة تستـديمـهـا

فجعل الميم مع النون لشبهها بها، لأنهما يخرجان من الخياشيم، قال: وأخبرني من أثق به من أهل العلم أن ابنة أبي مسافع قالت ترثي أباها وقتل وهو يحمي جيفة أبي جهل بن هشام:

وما ليث غريف ذو أظافـير وإقـدام  
كحبي إذ تلاقـوا و وجوه القوم أقران
وأنت الطاعن النجلا ء منها مزبـد آن
وبالكف حسام صـا رم أبـيض خـذام
وقد ترحل بالركب فما تخني بصحبان

قال: جمعوا بين الميم والنون لقربهما، وهو كثير، قال: وسمعت من العرب مثل هذا ما لا أحصي، قال الأخفش: وبالجملة فإن الإكفاء المخالفة، وقال في قوله:

مكفأ غير ساجع المكفأ ها هنا: الذي ليس بموافق. وفي حديث النابغة أنه كان يكفئ في شعره، وهو أن يخالف بين حركات الروي رفعا ونصبا وجرا، قال: وهو كالإقواء، وقيل: هو أن يخالف بين قوافيه فلا يلزم حرفا واحدا كذا في اللسان. وأكفأت الإبل: كثر نتاجها وكذلك الغنم، كما يفيده سياق المحكم وأكفأ إبله وغنمه فلانا: جعل له منافعها أوبارها. وأصوافها وأشعارها وألبانها وأولادها. والكفأة بالفتح ويضم أوله: حمل النخل سنتها، وهو في الأرض: زراعة سنتها قال الشاعر :

غلب مجاليح عند المحل كفأتهـا    أشطانها في عداب البحر تستبق

أراد به النخيل، وأراد بأشطانها عروقها، والبحر هنا الماء الكثير، لأن النخل لا يشرب في البحر، وقال أبو زيد: استكفأت فلانا نخله إذا سألته ثمرها سنة، فجعل للنخل كفأة، وهو ثمرة سنتها، شبهت بكفأة الإبل، قلت: فيكون من المجاز. والكفأة في الإبل والغنم نتاج عامها واستكفأت فلانا إبله، أي سألته نتاج إبله سنة فأكفأنيها، أي أعطاني لبنها ووبرها وأولادها منه، تقول: أعطني كفأة ناقتك، تضم وتفتح، وقال غيره: ونتج الإبل كفأتين، وأكفأها إذا جعلها كفأتين، وهو أن يجعلها نصفين ينتج كل عام نصفا ويدع نصفا، كما يصنع بالأرض بالزراعة، فإذا كان العام المقبل أرسل الفحل في النصف الذي لم يرسله فيه من العام الفارط لأن أجود الأوقات عند العرب في نتاج الإبل أن تترك الناقة بعد نتاجها سنة لا يحمل عليها الفحل، ثم تضرب إذا أرادت الفحل، وفي الصحاح: لأن أفضل النتاج أن يحمل على الإبل الفحولة عاما وتترك عاما، كما يصنع بالأرض في الزراعة، وأنشد قول ذي الرمة:

صفحة : 204

ترى كفأتيها تنفضان ولم يجـد     لهاثيل سقب في النتاجين لامس

وفي الصحاح: كلا كفأتيها يعني أنها نتجت كلها إناثا، وهو محمود عندهم، قال كعب بن زهير:

إذا ما نتجنا أربعا عام كفأة     بغاها خناسيرا فأهلك أربعا

الخناسير: الهلاك، أو كفأة الإبل: نتاجها بعد حيال سنة أو بعد حيال أكثر من سنة، يقال من ذلك: نتج فلان إبله كفأة وكفأة، وأكفأت في الشاء مثله في الإبل وقال بعضهم منحه كفأة غنمه، ويضم أي وهب له ألبانها وأولادها وأصوافها سنة ورد عليه الأمهات ووهبت له كفأة ناقتي، تضم وتفتح، إذا وهبت له ولدها ولبنها ووبرها سنة، واستكفأه فأكفأه: سأله أن يجعل له ذلك. وعن أبي زيد: استكفأ زيد عمرا ناقته، إذا سأله أن يهبها له وولدها ووبرها سنة، وروى عن الحارث بن أبي الحارث الأزدي من أهل نصيبين أن أباه اشترى معدنا بمائة شاة متبع، فأتى أمه فاستأمرها، فقالت إنك اشتريته بثلاثمائة شاة: أمها مائة، وأولادها مائة شاة، وكفأتها مائة شاة، فندم فاستقال صاحبه فأبى أن يقيله، فقبض المعدن فأذابه وأخرج منه ثمن ألف شاة، فأثى به صاحبه إلى علي رضي الله عنه - أي وشى به وسعى - وقال: إن أبا الحارث أصاب ركازا. فسأله علي رضي الله عنه، فأخبره أنه اشتراه بمائة شاة متبع، فقال علي: ما أرى الخمس إلا على البائع، فأخذ الخمس من الغنم، والمعنى أن أم الرجل جعلت كفأة مائة شاة في كل نتاج مائة، ولو كانت إبلا كان كفأة مائة من الإبل خمسين، لأن الغنم يرسل الفحل فيها وقت ضرابها أجمع، وتحمل أجمع، وليست مثل الإبل يحمل عليها سنة، وسنة لا يحمل عليها، وأرادت أم الرجل تكثير ما اشترى به ابنها، وإعلامه أنه غبن فيما ابتاع، ففطنته أنه كأنه اشترى المعدن بثلاثمائة شاة، فندم الابن واستقال بائعه، فأبى وبارك الله له في المعدن، فحسده البائع على كثرة الربح وسعى به إلى علي رضي الله عنه، فألزمه الخمس، وأضر البائع بنفسه في سعايته بصاحبه إليه، كذا في لسان العرب. والكفاء بالكسر والمد ككتاب: سترة من أعلى البيت إلى أسفله من مؤخره، أو هو الشقة التي تكون في مؤخر الخباء، أو هو كساء يلقى على الخباء، كالإزار حتى يبلغ الأرض، ومنه: قد أكفأت البيت إكفاء، وهو مكفأ، إذا عملت له كفاء، وكفاء البيت مؤخره، وفي حديث أم معبد: رأى شاة، في كفاء البيت، هو من ذلك، والجمع أكفئة، كحمار وأحمرة. ورجل مكفأ الوجه: متغيره ساهمه ورأيت فلانا مكفأ الوجه، إذا رأيته كاسف اللون ساهما، ويقال: رأيته متكفئ اللون ومنكفت اللون، أي متغيره. ويقال: أصبح فلان كفئ اللون متغيره، كأنه كفئ فهو كفئ اللون كأمير ومكفؤه كمكرم، أي كاسفه ساهمه أي متغيره لأمر نابه، قال دريد بن الصمة:

وأسمر من قداح النبـع فـرع     كفيء اللون من مس وضرس

صفحة : 205

أي متغير اللون من كثرة ما مسح وعصر. وكافأه: دافعه وقاومه، قال أبو ذر في حديثه: لنا عباءتان نكافئ بهما عنا عين الشمس وإني لأخشى فضل الحساب. أي نقابل بهما الشمس وندافع، من المكافأة: المقاومة. وكافأ الرجل بين فارسين برمحه إذا وإلى بينهما طعن هذا ثم هذا. وفي حديث العقيقة عن الغلام شاتان مكافأتان، بفتح الفاء، قال ابن الأعرابي مشتبهتان، وقيل: متقاربتان، وقيل مستويتان وتكسر الفاء عن الخطابي، واختار المحدثون الفتح، ومعنى متساويتان كل واحدة منهما مساوية لصاحبتها في السن فمعنى الحديث: لا يعق إلا بمسنة، وأقله أن يكون جذعا كما يجزئ في الضحايا، قال الخطابي: وأرى الفتح أولى، لأنه يريد شاتين قد سوي بينهما، أي مساوى بينهما، قال: وأما الكسر فمعناه أنهما متساويتان، فيحتاج أن يذكر أي شيء ساويا، وإنما لو قال متكافئتان كان الكسر أولى، وقال الزمخشري: لا فرق بين المكافئتين والمكافأتين، لأن كل واحدة إذا كافأت أختها فقد كوفئت، فهي مكافئة ومكافأة، أو يكون معناه معادلتان لما يجب في الزكاة والأضحية من الأسنان، قال: ويحتمل مع الفتح أن يراد مذبوحتان، من كافأ الرجل بين البعيرين إذا نحر هذا ثم هذا معا من غير تفريق، كأنه يريد شاتين يذبحهما في وقت واحد، وقيل: تذبح إحداهما مقابلة الأخرى، وكل شيء ساوى شيئا حتى يكون مثله فهو مكافئ له، والمكافأة بين الناس من هذا، ويقال: كافأت الرجل أي فعلت به مثل ما فعل بي ومنه الكفء من الرجال للمرأة، تقول: إنه مثلها في حسبها. وقرأت في قراضة الذهب لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني قول الكميت يصف الثور والكلاب:

وعاث في عانة منها بعثعـثة     نحر المكافئ والمكثور يهتبل

قال: المكافئ: الذي يذبح شاتين إحداهما مقابلة الأخرى للعقيقة. وانكفأ: مال، ككفأ، وأكفأ وفي حديث الضحية: ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما. أي مال ورجع، وفي حديث آخر: فوضع السيف في بطنه ثم انكفأ عليه. وانكفأ لونه كأكفأ وكفأ وتكفأ وانكفت، أي تغير وفي حديث عمر أنه انكفأ لونه عام الرمادة، أي تغير عن حاله حين قال لا آكل سمنا ولا سمينا. وفي حديث الأنصاري: مالي أرى لونك منكفئا? قال: من الجوع. وهو مجاز. والكفيء كأمير والكفء، بالكسر: بطن الوادي نقله الصاغاني وابن سيده. والتكافؤ: الاستواء وتكافأ الشيئان: تماثلا، ككافأ، وفي الحديث المسلمون تتكافأ دماؤهم قال أبو عبيد: يريد تتساوى في الديات والقصاص، فليس لشريف على وضيع فضل في ذلك. ومما بقي على المصنف: قول الجوهري: تكفأت المرأة في مشيتها: ترهيأت ومارت كما تتكفأ النخلة العيدانة، نقله شيخنا. قلت: وقال بشر بن أبي خازم:

وكأن ظعنهم غداة تحملـوا     سفن تكفأ في خليج مغرب

صفحة : 206

هكذا استشهد به الجوهري، واستشهد به ابن منظور عند قوله: وكفأ الشيء والإناء يكفؤه كفأ وكفأه فتكفأ، وهو مكفوء: قلبه. ومما يستدرك عليه: الكفاء، كسحاب: أيسر الميل في السنام ونحوه، جمل أكفأ: وناقة كفاء عن ابن شميل سنام أكفأ هو الذي مال على أحد جنبي البعير، وناقة كفآء، وجمل أكفأ، وهذا من أهون عيوب البعير، لأنه إذا سمن استقام سنامه. ومن ذلك في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى تكفأ تكفؤا. التكفؤ: التمايل إلى قدام كما تتكفأ السفينة في جريها. قال ابن الأثير: روي مهموزا وغير مهموز، قال: والأصل الهمز، لأن مصدر تفعل من الصحيح كتقدم تقدما وتكفأ تكفؤا، والهمزة حرف صحيح، فأما إذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو تخفى تخفيا وتسمى تسميا، فإذا خففت الهمزة التحقت بالمعتل، وصار تكفيا، بالكسر، وهذا كما جاء أيضا أنه كان إذا مشى كأنه ينحط في صبب، وفي رواية إذا مشى تقلع. وبعضه يوافق بعضا ويفسره، وقال ثعلب في تفسير قوله كأنما ينحط في صبب: أراد أنه قوي البدن، فإذا مشى فكأنما يمشي على صدور قدميه من القوة، وأنشد:

الواطئين على صدور نعالهم     يمشون في الدفني والأبراد

والتكفي في الأصل مهموز، فترك همزه، ولذلك جعل المصدر تكفيا. وفي حديث القيامة وتكون الأرض خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر وفي رواية يتكفؤها يريد الخبزة التي يصنعها المسافر، ويضعها في الملة، فإنها لا تبسط كالرقاقة وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي. وفي حديث الصراط آخر من يمر رجل يتكفأ به الصراط أي يتميل وينقلب. وفي حديث الطعام غير مكفإ ولا مودع، وفي رواية غير مكفي، أي غير مردود ولا مقلوب، والضمير راجع للطعام، وقيل من الكفاية، فيكون من المعتل، والضمير لله سبحانه وتعالى، ويجوز رجوع الضمير للحمد. وفي حديث آخر: كان لا يقبل الثناء إلا من مكافئ أي من رجل يعرف حقيقة إسلامه ولا يدخل عنده في جملة المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، قاله ابن الأنباري، وقيل: أي من مقارب غير مجاوز حد مثله، ولا مقصر عما رفعه الله تعالى إليه، قاله الأزهري، وهناك قول ثالث للقتيبي لم يرتضه ابن الأنباري، فلم أذكره، انظره في لسان العرب.

ك ل أ
كلأه كمنعه يكلؤه كلأ بفتح فسكون وكلاءة بالقصر وكلاء بكسرهما مع المد في الأخير، أي حرسه وحفظه، قال جميل:

فكوني بخـير فـي كـلاء وغـبـطة     وإن كنت قد أزمعت صرمي وبغضتي

قال أبو الحسن: كلاء هنا يجوز أن يكون مصدرا ككلاءة، ويجوز أن يكون جمع كلاءة، ويجوز أن يكون أراد: في كلاءة، فحذف الهاء للضرورة، ويقال: اذهبوا في كلاءة الله، وقال الليث: يقال: كلأك الله كلاءة، أي حفظك وحرسك، والمفعول منه مكلوء، وأنشد:

إن سليمى والله يكـلـؤهـا      ضنت بزاد ما كان يرزؤها

صفحة : 207

وفي الحديث أنه قال لبلال وهم مسافرون اكلأ لنا وقتنا . هو من الحفظ والحراسة، وقد تخفف همزة الكلاءة وتقلب ياء، انتهى. وقال الله عز وجل قل من يكلؤكم بالليل والنهار قال الفراء: هي مهموزة، ولو تركت همز مثله في غير القرآن قلت: يكلوكم، بواو ساكنة، ويكلاكم، ويكلاكم، بألف ساكنة، ومن جعلها واوا ساكنة قال كلات، بألف بترك النبرة منها، ومن قال يكلاكم قال كليت مثل قضيت، وهي من لغة قريش، وكل حسن، إلا أنهم يقولون في الوجهين: مكلو وهو أكثر ما يقولون: مكلي، ولو قيل مكلي في الذين يقولون كليت كان صوابا. قال: وسمعت بعض الأعراب ينشد:

وما خاصم الأقوام من ذي خصومة    كورهاء مشني إليها خلـيلـهـا

فبنى على شنيت، بترك الهمزة ويقال: كلأه بالسوط كلأ، وعن الأصمعي: كلأ الرجل كلأ وسلأه سلأ بالسوط: ضربه قاله النضر بن شميل وكلأ الدين كلوءا إذا تأخر فهو كالئ وكلأت الأرض وكلئت: كثر كلؤها أي عشبها كأكلأت إكلاء، وفي نسخة: كاكتلأت. وكالأه مكالأة وكلاء: راقبه. وأكلأ بصره في الشيء إذا ردده فيه مصعدا ومصوبا ومن المجاز كلأ عمره أي انتهى إلى حده، وعبارة الأساس: طال وتأخر قال:

تعففت عنها في العصور التي خلت     فكيف التصابي بعد ما كلأ العمـر والكلأ

كجبل، عند العرب يقع على العشب وهو الرطب، وعلى العروة والشجر والنصي والصليان، وقيل: الكلأ مقصور مهموز: ما يرعى، وقيل: الكلأ: العشب رطبه ويابسه وهو اسم للنوع ولا واحد له كلئت الأرض، بالكسر أي كثر الكلأ بها كأكلأت وكلأت، وقد تقدم ذكرهما، وذكره في المحلين يشعر بالتغاير وليس كذلك كاستكلأت صارت ذات كلإ وكلأت الناقة وأكلأت: أكلته أي الكلأ، وذكر الناقة مثال. وأرض كلئية على النسب ومكلأة كمزرعة، كلتاهما: كثيرته أي الكلإ، ويقال فيه أيضا مكلئة، كمحسنة، ذكره الجوهري وغيره، ويستوي فيه اليابس والرطب، وقيل: الكلأ يجمع النصي والصليان والحلمة والشيح والعرفج وضروب العرا، وكذلك العشب والبقل وما أشبهها. وأرض مكلئة، أي بالضم وهي التي قد شبع إبلها، وما لم يشبع الإبل لم يعدوه إعشابا ولا إكلاء وإن شبعت الغنم. قال غيره: الكلأ: البقل والشجر، وفي الحديث لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ وفي رواية فضل الكلإ معناه أن البئر تكون في البادية، ويكون قريبا منها كلأ، فإذا ورد عليها وارد فغلب على مائها ومنع من يأتي يعده من الاستقاء منها فهو بمنعه الماء مانع من الكلإ، لأنه متى ورد رجل بإبله فأرعاها ذلك الكلأ ثم لم يسقها قتلها العطش، فالذي يمنع ماء البئر يمنع النبات القريب منه. والكالئ والكلأة، بالضم: النسيئة والعربون أي السلفة، قال الشاعر :

وعينه كالكالئ المضمار أي كالنسيئة التي لا ترجى، وما أعطيت في الطعام نسيئة من الدراهم فهو الكلأة، بالضم، وفي الحديث نهى عن الكالئ بالكالئ يعني النسيئة بالنسيئة، وكان الأصمعي لا يهمز وينشد لعبيد بن الأبرص:

وإذا تباشرك الهمو     م فإنها كال وناجز

أي منها نسيئة ومنها نقد وقال أبو عبيدة: تكلأت كلأة وكلأت تكليئا استنسأت نسيئة، أي أخذته، والنسيئة: التأخير، وكذلك استكلأت كلأة، بالضم، وجمعه كوالئ، قال أمية الهذلي:

أسلي الهموم بـأمـثـالـهـا     وأطوي البلاد وأقضي الكوالي

صفحة : 208

أراد الكوالئ، فإما أن يكون أبدل، وإما أن يكون سكن ثم خفف تخفيفا قياسيا. وأكلأ في الطعام وغيره إكلاء، وكلأ تكليئا: أسلف وأسلم، أنشد ابن الأعرابي:

فمن يحسن إليهم لا يكلئ     إلى جاز بذاك ولا كريم

وفي التهذيب: ولا شكور وأكلأ عمره: أنهاه وبلغ الله بك أكلأ العمر، أي أقصاه وآخره وأبعده، وهما من المجاز وكان الأصمعي لا يهمزه. واكتلأ كلأة وتكلأها أي تسلمها، وكلأ القوم: كان لهم ربيئة، ويقال: عين كلوء، وناقة كلوء العين ورجل كلوء العين أي شديدها لا يغلبها النوم وفي بعض النسخ لا يغلبه، بتذكير الضمير، وكذلك الأنثى، قال الأخطل:
ومهمه مقفر تخشى غوائله قطعته بكلوء العين مسفار ومنه قول الأعرابي لامرأته: والله إني لأبغض المرأة كلوء الليل. وفي الأساس: ومن المجاز: كلأت النجم متى يطلع: رعيته، و للعين فيها مكلأ تديم النظر إليها كأنك تكلؤها لإعجابك بها، ومنه: رجل كلوء العين: ساهرها، لأن الساهر يوصف برقبة النجوم. واكتلأت عيني: سهرت، وأكلأتها: وكلأتها أسهرتها. انتهى. والكلاء، ككتان: مرفأ السفن وهو عند سيبويه فعال، مثل جبار، لأنه يكلأ السفن من الريح، وعند ثعلب فعلاء، لأن الريح تكل فيه فلا تنخرق، قال صاحب المشوف: والقول قول سيبويه ومنه سوق الكلاء، مشدود ممدود ع بالبصرة، لأنهم يكلئون سفنهم هناك، أي يحبسونها. وكلأ القوم سفينتهم تكليئا وتكلئة، على مثال تكليم وتكلمة: أدنوها من الشط وحبسوها، وهذا يؤيد مذهب سيبويه. وفي حديث أنس وذكر البصرة: إياك وسباخها وكلاءها. وفي مراصد الاطلاع: محلة مشهورة، وسوق بالبصرة. انتهى. وهو يؤنث، أي على قول ثعلب ويذكر ويصرف، وذكر أبو حاتم أنه مذكر لا يؤنثه أحد من العرب، وهذا يرجح ما ذهب إليه سيبويه، وفي التهذيب: الكلاء، بالمد: مكان ترفأ فيه السفن وهو ساحل كل نهر كالمكلأ كمعظم مهموز مقصور، وكلأت تكلئة إذا أتيت مكانا فيه مستتر من الريح، والموضع: مكلأ وكلاء. وفي الحديث: من عرض عرضنا له، ومن مشى على الكلاء ألقيناه في النهر. معناه أن من عرض بالقذف ولم يصرح عرضنا له، بتأديب لا يبلغ الحد، ومن صرح بالقذف فركب نهر الحدود ووسطه ألقيناه في نهر الحد فحددناه، وذلك أن الكلاء مرفأ السفن عند الساحل، وهذا مثل ضربه لمن عرض بالقذف، شبهه في مقاربته للتصريح، بالماشي على شاطئ النهر، وإلقاؤه في الماء إيجاب القذف عليه وإلزامه بالحد قلت: وهو مجاز، كما يرشده كلام الأساس، ويثنى الكلاء فيقال كلاءان ويجمع فيقال كلاؤون وقال أبو النجم:

يرى بكلاويه منه عسكرا
قوما يدقون الصفا المكسرا

وصف الهنيء والمريء، وهما نهران حفرهما هشام بن عبد الملك، يقول يرى بكلاوي هذا النهر قوما يحفرون ويدقون حجارة موضع الحفر منه ويكسرونه، وعن ابن السكيت: الكلاء: مجتمع السفن، ومن هذا سمي كلاء البصرة كلاء لاجتماع سفنه. واكتلأ منه: احترس، قال كعب بن زهير:

أنخت بعيري واكتلأت بعينـه     وآمرت نفسي أي أمري أفعل

صفحة : 209

واكتلأت عيني اكتلاء، إذا لم تنم وحذرت أمرا فسهرت. وكلأ سفينته تكليئا على مثال تكليم وتكلئة على مثال تكلمة: أدناها من الشط وحبسها، قال صاحب المشوف: وهذا مما يقوي أنه فعال كما ذهب إليه سيبويه. وكلأ فلانا: حبسه، وكأنه أخذ من كلاء السفينة كما فسره به غير واحد من أئمة اللغة، فيكون مجازا وقال الأزهري: التكلئة: التقدم إلى المكان والوقوف به، ومنه يقال كلأ فلان إليه في الأمر تكليئا أي تقدم وأنشد الفراء:

فمن يحسن إليهم لا يكلئ ويقال: كلأت في أمرك تكليئا، أي تأملت ونظرت فيه وكلأ فيه أي فلان: نظر إليه متأملا فأعجبه حسنه، قال أبو وجزة:

فإن تبدلت أو كلأت في رجل     فلا يغرنك ذو ألفين مغمور

أراد بذي ألفين من له ألفان من المال، وسبق الإيماء إلى أنه من المجاز نقلا عن الأساس.

ك م أ
الكمء: نبات م ينفض الأرض فيخرج كما يخرج الفطر، وقيل: هو شحم الأرض، والعرب تسميه: جدري الأرض، وقال الطيبي: شيء أبيض من شحم ينبت من الأرض، يقال له شحم الأرض ج أكمؤ كفلس وأفلس وكمأة كتمرة وقال ابن سيده: هذا قول أهل اللغة. وقال أبو عمرو: لا نظير له غير راجل ورجلة، وسيأتي في ر ج ل، أو هي اسم للجمع ليست بجمع كمء، لأن فعلة ليس مما يكسر عليه فعل قاله سيبويه، فلا يلتفت إلى ما قاله شيخنا: كلام لا معنى له، وحكى ثعلب: كماة كقناة، قال شيخنا: وفيه تسمح أو هي أي الكمأة للواحد، والكمء للجمع قاله أبو خيرة، ونقله عنه صاحب التمهيد، وقال منتجع: كمء للواحد وكمأة للجمع، فمر رؤبة فسألاه فقال: كمء للواحد وكمأة للجميع، كما قال منتجع. ومثله منقول عن أبي الهيثم، قال الجوهري: على غير قياس، وهو من النوادر، فإن القياس العكس أو هي تكون واحدة وجمعا حكي ذلك عن أبي زيد، وقال أبو حنيفة: كمأة واحدة، وكمأتان وكمآت. وفي المشوف واللسان: الصحيح من ذلك كله ما ذكره سيبويه، وحكى شمر عن ابن الأعرابي: يجمع كمء أكمؤا، وجمع الجمع كمأة. وفي الصحاح: تقول: هذا كمء، وهذان كمآن وهؤلاء أكمؤ ثلاثة، فإذا كثرت فهي الكمأة، وقيل: الكمأة: هي التي إلى الغبرة والسواد، والجبأة إلى الحمرة. وفي الحديث الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين قيل إنه من المن حقيقة، وقيل: مما من الله على عباده بإنعامه. وقال النووي في شرح مسلم: شبهت به في حصوله بلا كلفة ولا علاج ولا زرع بذر. قال الكرماني: وماؤها يربى به الكحل والتوتيا، نقله شيخنا. والمكمأة بفتح الميم والمكمؤة بضمها: موضعه أي الكمء وأكمأ المكان إذا كثر به وأكمأت الأرض فهي مكمئة كمحسنة: كثرت كمأتها، وأرض مكموءة: كثيرة الكمأة. وأكمأ القوم: أطعمهم إياه أي الكمء ككمأهم كمأ ثلاثيا، والأول عن أبي حنيفة. والكماء، ككتان: بياعه وجانيه للبيع أيضا، أنشد أبو حنيفة:

لقد ساءني والناس لا يعلمونه    عرازيل كماء بهن مـقـيم

وحكي عن شمر: سمعت أعرابيا يقول: بنو فلان يقتلون الكماء والضعيف. وكمئ الرجل كفرح يكمأ كمأ، مهموز حفي بهاء مهملة من الحفاء وعليه نعل كذا في النسخ، وعبارة الجوهري: ولم تكن عليه نعل، ومثله في اللسان، فما أدري من أين أخذه المصنف، وقيل الكمأ في الرجل كالقسط ورجل كمئ قال:

أنشد بالله من النعلـينـيه
نشدة شيخ كمئ الرجلينيه

صفحة : 210

وقيل كمئت رجله بالكسر: تشققت، عن ثعلب، والظاهر أن ذكر الرجل مثال، فقد قال الزمخشري في الأساس: ومن المجاز: كمئت يده ورجله من البرد والعمل، انتهى أي تشققت. وكمأت بالفتح، كذا في نسخة الأساس، ولعله غلط من الكاتب، والصحيح كفرحت، كما تقدم والعجب من شيخنا لم ينبه عليه ولا على ما تقدم في كلأ من المجازات، مع دعواه الكثير، والله عليم بصير. وكمئ فلان عن الأخبار كمأ: جهلها وغبي عنها فلم يفطن لها، قال الكسائي: إن جهل الرجل الخبر قال: كمئت عن الأخبار أكمأ عنها. وقد أكمأته السن أي شيخته بتشديد الياء، عن ابن الأعرابي. وتكمأه أي الأمر إذا تكرهه نقله الصاغاني، وفي الأساس: خرجوا يتكمئون: يجتنون الكمأة. وتكامأنا في أرضهم، وتكمأت عليه الأرض، وتلمعت عليه، وتودأت إذا غيبته فيها وذهبت به، عن ابن الأعرابي.

ك ي أ
الكاء والكاءة والكيء والكيئة بالفتح على الإطلاق، والهاء للمبالغة، وضبطه في العباب فقال: مثال الكاع والكاعة والكيع والكيعة، فكان ينبغي للمصنف ضبطه على عادته: الضعيف الفؤاد الجبان، قال أبو حزام العكلي:

وإني لكيء عن المـوئبـات     إذا ما الرطيء انمأى مرثؤه

ورجل كيئة، وهو الجبان، قال العكلي أيضا:

للا نأنإ جبـإ كـيئة يملى مآبره ننصؤه وقد كئت عن الأمر بكسر الكاف أكئ كيئا وكيأة، وكؤت عنه أكوء كوأ، وكأوا على القلب أي نكلت عنه، أو نبت عنه عيني فلم أرده، وقال بعضهم: أي هبته وجبنت عنه، وكان الأولى بالمصنف أن يميز بين المادتين الواوية واليائية، فيذكر أولا كوأ، ثم كيأ كما فعله صاحب اللسان، ولم ينبه عليه شيخنا أصلا، وأكاءه إكاء وإكاءة هذا محل ذكره، فإن الهمزة زائدة، كأقام إقامة، لا حرف الهمزة، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك: فاجأه على تئفة أمر أراده وفي نسخة تفيئة أمر، وقد تقدم تفسير ذلك فهابه ورده عنه وجبن فرجع عنه. وأكأت الرجل وكئت عنه مثل كعت أكيع. قال صاعد في الفصوص: قرأ الزبيدي على أبي علي الفارسي في نوادر الأصمعي: أكأت الرجل إذا رددته عنك. فقال: يا أبا محمد، ألحق هذه الكلمة من أجأ، فلم أجد له نظيرا غيرها، فتنازع هو وغيره إلى كتبه، فقلت: أيها الشيخ، ليس كأت من أجأ في شيء، قال: كيف? قلت: حكى أبو إسحاق الموصلي وقطرب كيئ الرجل إذا جبن، فخجل الشيخ وقال: إذا كان كذلك فليس منه. فضرب كل على ما كتب، انتهى. قال في المشوف: وفي هذه الحكاية نظر، فقد كان أبو علي أعلم من أن يخفى عليه مثل هذا ويظهر لصاعد، وقد كان صاعد يتساهل، عفا الله عنه.