الباب الأول: باب الهمزة - الفصل الحادي والعشرون: فصل اللام مع الهمزة

فصل اللام مع الهمزة

ل أ ل أ
اللؤلؤ لا نظير له إلا بؤبؤ وجؤجؤ وسؤسؤ ودؤدؤ وضؤضؤ: الدر سمي به لضوئه ولمعانه واحدة لؤلؤة بهاء والجمع اللآلئ وبائعه لأل حكاه الجوهري عن الفراء، وذكره أبو حيان في شرح التسهيل وقال أبو عبيدة: قال الفراء: سمعت العرب تقول لصاحب اللؤلؤ لأء على مثال لعاع، وكره قول الناس لأل على مثال لعال. ولألاء كسلسال غريب، قل من ذكره من أرباب التصانيف، وأنكره الأكثر، قاله شيخنا، قال علي بن حمزة: خالف الفراء في هذا الكلام العرب والقياس، لأن المسموع لأل ولكن القياس لؤلئي، لأنه لا يبنى من الرباعي فعال. ولأل شاذ. انتهى. لا لأء كما قال الفراء ولا لأل كما صوبه الجوهري، وقال الليث: اللؤلؤ معروف، وصاحبه لأل، حذفوا الهمزة الأخيرة حتى استقام لهم فعال، وأنشد:

صفحة : 211

درة من عقائل البحر بكر    لم تخنها مثاقب الـلأل

ولولا اعتلال الهمزة ما حسن حذفها، ألا ترى أنهم لا يقولون لبياع السمسم سماس وحذوهما في القياس واحد، قال: ومنهم من يرى هذا خطأ ووهم الجوهري في رده كلام الفراء وتصويبه ما اختاره، وهذا الذي صوبه هو قول الفراء كما نقله عنه صاحب المشرق عن أبي عبيدة عنه، وقد تقدم، فلعله سهو في النقل أو حكي عنه اللفظان، وسبب التوهيم إياه إنما هو في ادعائه القياس، مع أن المعروف أن فعالا لا يبنى من الرباعي فما فوق، وإنما يبنى من الثلاثي خاصة، ومع ذلك مقصور على السماع، ويجاب عن الجوهري بأنه ثلاثي مزيد، ولم يعتبروا الرابع فتصرفوا فيه تصرف الثلاثي، ولم يعتبروا تلك الزيادة، قال أبو علي الفارسي: هو من باب سبطر وحرفته اللئالة بالكسر، كالنجارة والتجارة، وقد يقال يمتنع بناء فعالة من الرباعي فما فوق ذلك، كما يمتنع بناء فعال، فإثباته فيه مع توهيمه في الثاني تناقض ظاهر، إلا أن يخرج على كلام أبي علي الفارسي المتقدم. واللؤلؤة: البقرة الوحشية. ولألأ الثور بذنبه: حركه، ويقال للثور الوحشي: لألأ بذنبه. وإطلاق اللؤلؤة على البقرة مجاز، كما قاله الراغب والزمخشري وابن فارس، ونبه عليه شيخنا، وهل يقال للذكر منها لؤلؤ? فيه تأمل. وأبو لؤلؤة فيروز المجوسي النهاوندي الخبيث الملعون غلام المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، طعنه هذا الملعون بخنجر في خاصرته حين كبر لصلاة الصبح، فقال عمر: قتلني الكلب، وكانت وفاته يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة 24 وغسله ابنه عبد الله، وكفنه في خمسة أثواب، وصلى عليه صهيب، ودفن في بيت عائشة بإذنها، رضي الله عنهم، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأسه عند حقوي أبي بكر رضي الله عنه، ولقد أظرف من قال:

هذا أبـو لـؤلـؤة     منه خذوا ثار عمر

ولألأت المرأة بعينها وفي نسخة: بعينيها: برقتها، وهل يقال لألأ الرجل بعينيه برقها? الظاهر نعم، ويحتمل أن يأتي مثله في الحيوانات، ولألأت الفور بالضم، الظباء، لا واحد لها من لفظها، قاله اللحياني، فقول شيخنا: الواحد فائر، منظور فيه، بذنبه، كذا في النسخ بتذكير الضمير، والأولى، بذنبها، كذا في الصحاح وغيره من كتب اللغة، ووقع في بعض النسخ: الثور بدل الفور، فحينئذ يصح تذكير الضمير، وفي المثل لا آتيك ما لألأت الفور، وهبت الدبور أي الظباء وهي لا تزال تبصبص بأذنابها، ورواه اللحياني: ما لألأت الفور بأذنابها. ولألأ الظبي مثل لألأ الثور، أي حركه. ولألأت النار لألأة إذا توقدت وتلألأت النار: اضطرمت، وهو مجاز، كما بعده، ولألأت العنز: استحرمت، وقال الفراء: لالات العنز، فتركوا الهمز، وعنز ملال، فأعل بترك الهمز، ولألأ الدمع لألأة: حدره على خديه مثل اللؤلؤ، ولون لؤلؤان أي لؤلئي أي يشبه اللؤلؤ في صفائه وبياضه وبريقه، قال ابن أحمر:

مارية لؤلؤان اللون أودهـا      طل وبنس عنها فرقد خصر

صفحة : 212

أراد لؤلؤيته براقته. واللألاء كسلسال: الفرح التام. وتلألأ النجم والقمر والبرق والنار: أضاء ولمع، كلألأ في الكل، وقيل: اضطرب بريقه، وفي صفته صلى الله عليه وسلم: يتلألأ وجهه تلألؤ القمر، أي يشرق ويستنير، مأخوذ من اللؤلؤ. قال شيخنا وأبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلئي راوي السنن عن أبي داوود، فلو ذكره المؤلف بدل أبي لؤلؤة كان حسنا، انتهى. قلت: وفاته أيضا عبد الله بن خالد بن يزيد اللؤلئي، حدث بسر من رأى، عن غندر، وروح بن عبادة وغيرهما، ترجمه الخطيب، وأبو عبد الله محمد ابن إسحاق البلخي اللؤلئي، وروى عن عمرو بن بشير عن أبيه عن جده، وعنه موسى الحمال، أخرج حديثه البيهقي في الشعب، كذا في كتاب الزجر بالهجر للسيوطي. ومسجد اللؤلؤة من مشاهد مصر، وذكره ابن الزيات في الكواكب السيارة.
ل ب أ
اللبأ كضلع بكسر الأول وفتح الثاني مهموز مقصور، ضبطه الليث. ولو قال كعنب، كما في المحكم والعباب كان أحسن: أول اللبن في النتاج، وزاد ابن هشام: قبل أن يرق. والذي يخرج بعده الفصيح، وسيأتي قال أبو زيد: أول الألبان اللبأ عند الولادة. وأكثر ما يكون ثلاث حلبات، وأقله، حلبة، وقال الليث: هو أول حلب عند وضع الملبئ ولبأها كمنع أي الشاة والناقة مثلا يلبؤها لبأ بالتسكين والتبأها: احتلب لبنها، وفي بعض الأصول: لبأها، ويقال لبأت اللبأ ألبؤه لبأ إذا حلبت الشاة لبأ. ولبأ القوم يلبؤهم لبأ: أطعمهم إياه أي اللبأ، قال ذو الرمة:

ومربوعة ربعية قد لبأتهـا       بكفي من دوية سفرا سفرا

صفحة : 213

فسره السيرافي وحده فقال: يعني الكمأة، مربوعة: أصابها الربيع. وربعية متروية بمطر الربيع. ولبأتها: أطعمتها أول ما بدت، وهي استعارة، كما يطعم اللبأ، يعني أن الكماء جناها فباكرهم بها طرية، وسفرا منصوب على الظرف، أي غدوة، وسفرا، مفعول ثان للبأتها، وعداه إلى مفعولين لأنه في معنى أطعمت، كألبأهم فإنه بمعناه، وقيل: لبأ القوم يلبؤهم لبأ إذا صنع لهم اللبأ، وقال اللحياني: لبأ ولبأ وهو الاسم، أي كأن اللبأ يكون مصدرا واسما، وأنكره ابن سيده. ولبأ اللبأ يلبؤه لبأ: أصلحه وطبخه كألبأه، الأخيرة عن ابن الأعرابي. ولبأت الجدي: أطعمته اللبأ. وألبئوا: كثر لبؤهم، كما في الصحاح. وألبأت الشاة أو الناقة: أنزلت اللبأ في ضرعها وألبأت الولد: أرضعته أي سقته، وفي بعض النسخ: أطعمته إياه أي اللبأ، قال أبو حاتم ألبأت الشاة ولدها، أي قامت حتى ترضع لبأها كلبأته مثل منعته ويوجد هنا في بعض النسخ بالتشديد، وهو خطأ، وفي حديث ولادة الحسن بن علي رضي الله عنهما: وألبأه بريقه. أي صب ريقه في فيه، كما يصب اللبأ في فم الصبي، وهو أول ما يحلب عند الولادة، وقيل: لبأه: أطعمه اللبأ وألبأ فلان فلانا: زوده به أي باللبإ كلبأه، ولو ذكر هذا الفرق عند قوله أطعمهم كان أخصر وألبأ الجدي والفصيل إلباء إذا شده إلى رأس الخلف بالكسر والسكون ليرضع اللبأ. والفصيل مثال، والمراد الرضيع من كل حيوان، كما نبه عليه في المحكم وغيره بتعبيره والتبأها ولدها: رضعها، كاستلبأها، ويقال: استلبأ الجدي استلباء إذا ما رضع من تلقاء نفسه، وقال الليث: لبأت الشاة ولدها: أرضعته اللبأ، وهي تلبؤه، والتبأت أنا: شربت اللبأ ويقال: التبأها: حلبها، كلبأها، أي حلب لبأها. وقد تقدمت الإشارة إليه، فلو قال عند قوله لبأها كالتبأها كان أحسن وأوفق لقاعدته. ولبأت الناقة وكذا الشاة ونحوهما تلبيئا وهي ملبئ كمحدث: وقع اللبأ في ضرعها ثم الفصح بعد اللبإ إذا جاء اللبن بعد انقطاع اللبإ يقال: قد أفصحت الناقة، وأفصح لبنها. ولبأ بالحج تلبئة بالهمز كلبى غير مهموز، وهو الأصل فيه، قال الفراء: ربما خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز، فقالوا: لبأت بالحج وحلأت السويق ورثأت الميت، وظاهر سياقه أنه بالهمز ودونه على السواء، وليس كذلك، بل الأصل عدم الهمز كما عرفت. واللبء بالفتح ذكر الفتح مخالف لقاعدته، فإن إطلاقه يدل بمراده: أول السقي يقال لبأت الفسيل ألبؤه لبأ، إذا سقيته حين تغرسه، وفي الحديث: إذا غرست فسيلة وقيل إن الساعة تقوم فلا يمنعنك أن تلبأها، أي تسقيها وذلك أول سقيك إياها، وفي حديث أن بعض الصحابة مر بأنصاري يغرس نخلا فقال: يا ابن أخي. إن بلغك أن الدجال قد خرج فلا يمنعنك من أن تلبأها، أي لا يمنعك خروجه عن غرسها وسقيها أول سقية. مأخوذ من اللبإ، وهو مجاز. واللبء أيضا: حي من العرب من عبد القيس، والنسبة إليه اللبئي كالأزدي. واللبأة بهاء كتمرة: الأسدة، أي الأنثى من الأسود حكاها ابن الأنباري، وهاؤها لتأكيد التأنيث، كما في ناقة ونعجة، لأنه ليس لها مذكر من لفظها حتى تكون الهاء فارقة، قاله الفيومي في المصباح ونقله عنه شيخنا كاللباءة بالمد كسحابة نقله الصغاني واللبؤة كسمرة مع الهمزة، ذكره ثعلب في الفصيح. وقال يونس في نوادره: هي اللغة الجيدة، قاله شيخنا، فكان ينبغي على المؤلف تقديمها على غيرها واللبأة مثل همزة حكاها ابن الأنباري ونقلها الفهري في شرح الفصيح، واللبوة ساكنة الباء بالواو مع فتح اللام، قال اليزيدي في نوادره: هي

صفحة : 214

لغة أهل الحجاز، ونقله أبو جعفر اللبلي في شرح الفصيح، ونقلها الجوهري عن ابن السكيت ويكسر فيقال لبوة غير مهموز، قال أبو جعفر: حكاها يونس في نوادره، وهي قليلة واللبة بحذف الهمزة بالكلية كدعة نقلها شراح الفصيح واللبوة بالواو بدل الهمزة كسمرة لغة، حكاها ابن الأنباري وهشام في كتاب الوحوش واللباة كقطاة نقلها ابن عديس في الباهر عن ابن السيد ج لبآت مفرده لباة كقطاة، وفي اللسان: اللباة كاللبوة، فإن كان مخففا منه فجمعه كجمعه، وإن كان لغة فجمعه لباءات، هكذا في النسخة ضبط بالتحريك ولبؤ بفتح فضم والهمز، مفرده لبؤة كسمرة ولبأ بضم ففتح مفرده كهمزة ولبوات بفتح فضم مع الواو، مفرده لبوة على لغة الحجاز، ففي كلام المصنف لف ونشر مشوش، وهو واضح لا وصمة فيه ولا يلتفت إلى قول شيخنا: كلام مع قصوره غير محرر. وبقي أن اللبؤ الأسد. قال في المحكم: وقد أميت، أعني قل استعمالهم إياه البتة، فينظر مع كلام الفيومي الذي نقله شيخنا آنفا في اللبأة واللبوء رجل م وهو اللبوء بن عبد القيس الذي تقدم ذكره أو غيره، فلينظر. وعشار جمع عشراء ملابئ بالضم وكسر الموحدة كملاقح إذا دنا نتاجها كما في الصحاح وغيره. ومما بقي على المصنف: قال ابن شميل: لبأ فلان من هذا الطعام يلبأ لبأ إذا أكثر منه، قال: ولبيك كأنه استرزاق، وسيأتي في موضعه. وعن الأحمر: بينهم الملتبئة، أي هم متفاوضون لا يكتم بعضهم بعضا، وسيأتي في المعتل، وهناك أورده الجوهري وغيره، وفي النوادر: يقال: بنو فلان لا يلتبئون فتاهم، ولا يتعيرون شيخهم. المعنى لا يزوجون الغلام صغيرا ولا الشيخ كبيرا طلبا للنسل، وسيأتي في المعتل أيضا.لغة أهل الحجاز، ونقله أبو جعفر اللبلي في شرح الفصيح، ونقلها الجوهري عن ابن السكيت ويكسر فيقال لبوة غير مهموز، قال أبو جعفر: حكاها يونس في نوادره، وهي قليلة واللبة بحذف الهمزة بالكلية كدعة نقلها شراح الفصيح واللبوة بالواو بدل الهمزة كسمرة لغة، حكاها ابن الأنباري وهشام في كتاب الوحوش واللباة كقطاة نقلها ابن عديس في الباهر عن ابن السيد ج لبآت مفرده لباة كقطاة، وفي اللسان: اللباة كاللبوة، فإن كان مخففا منه فجمعه كجمعه، وإن كان لغة فجمعه لباءات، هكذا في النسخة ضبط بالتحريك ولبؤ بفتح فضم والهمز، مفرده لبؤة كسمرة ولبأ بضم ففتح مفرده كهمزة ولبوات بفتح فضم مع الواو، مفرده لبوة على لغة الحجاز، ففي كلام المصنف لف ونشر مشوش، وهو واضح لا وصمة فيه ولا يلتفت إلى قول شيخنا: كلام مع قصوره غير محرر. وبقي أن اللبؤ الأسد. قال في المحكم: وقد أميت، أعني قل استعمالهم إياه البتة، فينظر مع كلام الفيومي الذي نقله شيخنا آنفا في اللبأة واللبوء رجل م وهو اللبوء بن عبد القيس الذي تقدم ذكره أو غيره، فلينظر. وعشار جمع عشراء ملابئ بالضم وكسر الموحدة كملاقح إذا دنا نتاجها كما في الصحاح وغيره. ومما بقي على المصنف: قال ابن شميل: لبأ فلان من هذا الطعام يلبأ لبأ إذا أكثر منه، قال: ولبيك كأنه استرزاق، وسيأتي في موضعه. وعن الأحمر: بينهم الملتبئة، أي هم متفاوضون لا يكتم بعضهم بعضا، وسيأتي في المعتل، وهناك أورده الجوهري وغيره، وفي النوادر: يقال: بنو فلان لا يلتبئون فتاهم، ولا يتعيرون شيخهم. المعنى لا يزوجون الغلام صغيرا ولا الشيخ كبيرا طلبا للنسل، وسيأتي في المعتل أيضا.

ل ت أ

صفحة : 215

لتأه في صدره كمنعه بالمثناة الفوقية يلتأ لتأ: دفعه قال المناوي: هكذا قيدوه بالصدر، وهو يخرج الدفع في غيره كالظهر و لتأ بسهم: رمى به، ولتأت الرجل بالحجر: رميته به، ولتأ يلتأ لتأ جامع المرأة ولتأ الشيء إذا نقص عن ابن الأعرابي: وفي العباب كأنه مقلوب ألت ولتأ ضرط، وسلح نقله الصاغاني ولتأ إلى الشيء بعينه لتأ إذا حدد إليه النظر ولتأت به المرأة: ولدت يقال: لعن الله أما لتأت به، ولكأت به، أي رمته من بطنها، فشبه خروج الولد برمي السهم أو الحجر، وهو مجاز. واللتيء كأمير فعيل من لتأته إذا أصبته، وهو المرمي اللازم لموضعه نقله الصاغاني، وعبارة العباب: اللازم للموضع، وأنشد ابن السكيت لأبي حزام العكلي:

برأم لذأجة الضنء لا     ينوء اللتيء الذي يلتؤه

ل ث أ
لثأ الكلب، كمنع، بالمثلثة، أهمله الجوهري، وقال الفراء: أي ولغ، وفي التهذيب: حكى سلمة عن الفراء: اللثأ، بالهمز: ما يسيل من الشجر، واللثى: ما سال من ماء الشجر من ساقها خاثرا قلت: وسيأتي ذلك في المعتل.

ل ج أ
لجأ إليه أي الشيء أو المكان كمنع يلجأ لجأ ولجوءا وملجأ ولجئ مثل فرح لجأ بالتحريك، الأخيرة لغة في الأولى كما في التكملة: لاذ، كالتجأ إليه. وألجأه إلى كذا: اضطره إليه وأحوجه وألجأ أمره إلى الله: أسنده. وفي بعض النسخ وأمره إليه: أسنده، والتجأ وتلجأ، وفي حديث كعب: من دخل في ديوان المسلمين ثم تلجأ منهم فقد خرج من قبة الإسلام. يقال: لجأت إلى فلان، وعنه، والتجأت وتلجأت إذا استندت إليه واعتضدت به أو عدلت عنه إلى غيره، كأنه إشارة إلى الخروج والانفراد من المسلمين. وألجأ فلانا: عصمه، ويقال: ألجأت فلانا إلى الشيء إذا حصنته في ملجإ. واللجأ، محركة: المعقل والملاذ، كالملجإ وقد تحذف همزته تخفيفا ومزاوجة مع المنجا، كما يهمز المنجا مزاوجة معه، وفلان حسن الملجا. وجمع اللجإ ألجاء واللجأ ع بين أريك والرجام قال أوس بن غلفاء:

جلبنا الخيل من جنبي أريك    إلى لجإ إلى ضلع الرجام

كذا في معجم أبي عبيد البكري، نقله شيخنا، وقال نصر في معجمه: هو واد أو جبل نجدي، فقول المناوي: لم يعينوه. ليس بشيء. ولجأ، بلا لام: اسم رجل هو جد عمر بن الأشعث التيمي الشاعر لا والده، ووهم الجوهري فجعله والدا له، وإنما هو جده، وهذا الذي ذكره الجوهري هو الذي أطبق عليه أئمة الأنساب واللغة، قال البلاذري في مفاهيم الأشراف ما نصه: وولد ذهل ابن تيم بن عبد مناة بن أد بن طابخة: سعد بن ذهل، فولد سعد: ثعلبة بن سعد، وجشم بن سعد، وبكر بن سعد. فولد ثعلبة: امرأ القيس بن ثعلبة. فولد امرؤ القيس: جلهم، منهم عمر ابن لجإ بن حيدر بن مصاد بن ذهل ابن تيم بن عبد مناة بن أد الشاعر، وكان يهاجي جرير بن عطية بن الخطفى، وكان سبب تهاجيهما أن ابن لجإ أنشد جريرا باليمانية.

تجر بالأهون في أدنائها
جر العجوز جانبي خبائها

فقال له جرير: هلا قلت:
جر العروس طرفي ردائها

فقال له ابن لجإ. فأنت الذي تقول:
لقومي أحمى للحقيقة منـكـم     وأضرب للجبار والنقع ساطع
وأوثق عند المردفات عشـية       لحاقا إذا ما جرد السيف مانع

صفحة : 216

أرأيت إذا أخذن غدوة ولم تلحقهن إلا عشية وقد نكحن فما غناؤه? فتحاكما إلى عبيد بن غاضرة العنبري فقضى على جرير، فهجاه بشعر مذكور في الكتاب المذكور، وكذا جواب ابن لجإ، ومات عمر بن لجإ بالأهواز، وبينهما مفاخرات ومعارضات حسنة ليس هذا محل ذكرها، وقد عرف من كلام البلاذري أن لجأ والده لا جده، وعلى التسليم فإن مثل ذلك لا يعترض به، لأنه كثيرا ما ينسب الرجل إلى جده، لكونه أشهر أو أفخر أو غير ذلك من الأعراض، ألا ترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب . وأمثلة ذلك لا تحصى، والله أعلم. واللجأ: الضفدع، وفي المحكم أنه نوع من السلاحف يعيش في البر والبحر، ومنهم من يخففه، فذكره في المعتل، وهي أي الأنثى بهاء وقالوا: اللجأة البحرية لها لسان في صدرها، من أصابته به من الحيوان قتلته، قاله الدميري، ونقله شيخنا. وذو الملاجئ: قيل من أقيال التبابعة من ملوك اليمن. والتلجئة: الإكراه قال أبو الهيثم أن يلجئك أن تأتي أمرا ظاهره خلاف باطنه. وفي حديث النعمان بن بشير: هذه تلجئة فأشهد عليه غيري التلجئة: تفعلة من الإلجاء، كأنه قد ألجأك إلى أن تأتي أمرا باطنه خلاف ظاهره، وأحوجك إلى أن تفعل فعلا تكرهه، وكان بشير قد أفرد ابنه النعمان بشيء دون إخوته، حملته عليه أمه. وقال ابن شميل: التلجئة: أن يجعل ماله لبعض ورثته دون بعض، كأنه يتصدق به عليه وهو وارثه، قال: ولا تلجئة إلا إلى وارث. يقال: ألك لجأ يا فلان واللجأ: الزوجة. ومما يستدرك عليه: اللجأ: الزوجة، أو جبل، وأيضا الوارث، ولجأ أمره إلى الله: أسنده كالتجأ وتلجأ. وتلجأ منهم: انفرد وخرج عن زمرتهم وعدل إلى غيرهم، فكأنه تحصن منهم.

ل ز أ
لزأه أي الرجل كمنعه: أعطاه، كلزأه بالتشديد ولزأه أي الإناء إذا ملأه، كألزأه رباعيا، نقله الصاغاني، قال: وهي لغة ضعيفة، ولزأت الإناء فتلزأ ريا إذا امتلأ، وتلزأت القربة كتوزأت أي امتلأت ريا ولزأ إبله هكذا في سائر النسخ ولو قال الإبل كان أحسن: أحسن رعيتها بالكسر أي خدمتها كلزأها تلزئة ولزأت أمه: ولدته يقال: قبح الله أما لزأت به. وألزأ غنمه لو قال: الغنم، كان أحسن: أشبعها من المرعى أو من العلف، والظاهر أن الغنم مثال، وأن المراد الماشية.

ل ط أ
لطأ بالأرض، كمنع يلطأ ولطئ بالكسر مثل فرح يلطأ: لصق بها لطأ بفتح فسكون مصدر الأول ولطوءا كقعود، يقال: رأيت فلانا لاطئا بالأرض، ورأيت الذئب لاطئا للسرقة. ولطأت بالأرض ولطئت أي لزقت. واللطأ محركة: الذئب، والصياد قال الشماخ:

فوافقهن أطلس عامري     لطا بصفائح متساندات

صفحة : 217

أراد لطأ، يعني الصياد، أي لزق بالأرض، فترك الهمزة. وفي حديث ابن إدريس لطئ لساني فقل عن ذكر الله، أي يبس فكبر عليه فلم يستطع تحريكه. وفي حديث نافع بن جبير: إذا ذكر عبد مناف فالطه، هو من لطئ بالأرض فحذف الهمزة ثم أتبعها هاء السكت، يريد: إذا ذكر فالتصقوا في الأرض ولا تعدوا أنفسكم وكونوا كالتراب، وروى: فالطئوا. وأكمة لاطئة: لازقة. ولطأه بالعصا لطأ إذا ضربه في أي موضع كان، أو هو أي اللطء خاص بالظهر كما قيل، والظاهر أن العصا مثال، فمثلها كل مثقل ومحدد. واللاطئة من الشجاج: السمحاق والسمحاق عندهم الملطأ بالقصر والملطأة والملطأ: قشرة رقيقة بين عظم الرأس ولحمه، قاله ابن الأثير، ومثله في لسان العرب، ونقله ملا علي في ناموسه، وقد تحامل عليه شيخنا هنا من غير موجب سبب، عفا الله عنهما. واللاطئة أيضا: خراج بالضم يخرج بالإنسان لا يكاد يبرأ منه، أو هي من لسع الطأة بالضم دويبة سبق ذكرها، جعله المصنف وجها آخر وهما واحد، ففي لسان العرب بعد لا يبرأ منه: ويزعمون أنها من لسع الثطأة. واللاطئة أيضا: قلنسوة صغيرة تلطأ بالرأس، يقال: تقلس باللاطئة، كذا في الأساس.

ل ظ أ
اللظأ، كجبل أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو الشيء التافه القليل أي من أي شيء كان.

ل ف أ
لفأه أي العود أو اللحم عن العظم كمنعه لفأ بالسكون ولفاء كسحاب، وفي بعض النسخ بالتحريك: قشره وكشطه عنه كالتفأه، والقطعة منه لفئة نحو الهبرة والوذرة، وكل بضعة لا عظم فيها لفئة، والجمع لفأ وجمع اللفيئة من اللحم لفايا، كخطيئة وخطايا. ولفأه بالعصا: ضربه بها ولفأه: رده وصرفه عما أراده وأيضا: عدله بها عن وجهه، يقال: لفأت الإبل، أي عدلت بها عن وجهها. ولفأه: اغتابه كأنه قشره، فهو مجاز. وفي التهذيب: لفأه حقه ولكأه، إذا أعطاه حقه كله، أو لفأه إذا أعطاه أقل من حقه قاله أبو سعيد. وفي العباب: قال أبو تراب: أحسب هذا الحرف من الأضداد، فحينئذ أو في كلام المؤلف ليست للتنويع. ولفئ كفرح: بقي، وألفأه: أبقاه. نقله الصاغاني. واللفاء، كسحاب: النقصان، وفي الحديث رضيت من الوفاء باللفاء ، قال ابن الأثير: الوفاء: التمام، واللفاء: النقصان، واشتقاقه من لفأت العظم إذا أخذت بعض لحمه عنه، والتراب، والقماش على وجه الأرض والشيء القليل، ودون الحق ويقال: ارض من الوفاء باللفاء، أي بدون الحق. قال أبو زبيد:

فما أنا بالضعيف فتزدرينـي      ولا حظي اللفاء ولا الخسيس

ويقال: فلان لا يرضى باللفاء من الوفاء، أي لا يرضى بدون وفاء حقه، أنشد الفراء:

أظنت بنو جحوان أنك آكـل    كباشي وقاضي اللفاء

فقابله قال أبو الهيثم: يقال: لفأت الرجل، إذا نقصته حقه وأعطيته دون الوفاء، يقال: رضي من الوفاء باللفاء، وأورده الجوهري في الناقص، وهذا موضعه كما أشار إليه الصاغاني، وذهل المصنف أن يقول: ووهم الجوهري، على عادته، فتأمل.

ل ك أ

صفحة : 218

لكأه بالسوط كمنعه لكأ: ضربه، عن الليث، وفي التهذيب: لكأه كلفأه: أعطاه حقه كله عن أبي عمرو ولكأه: صرعه وضرب به الأرض. ولكئ بالمكان كفرح: أقام به كلكي بغير همز ولكئ بالموضع: لزم، نقله أبو عبيد عن الفراء ولم يهمزه غيره. وتلكأ عليه إذا اعتل، وتلكأ عنه: أبطأ، وتوقف واعتل وامتنع وفي حديث الملاعنة: فتلكأت عند الخامسة. أي توقفت وتباطأت أن تقولها. وفي حديث زياد: أتي برجل فتلكأ في الشهادة. ومما يستدرك عليه: قولهم: لعن الله أما لكأت به، أي رمت به، أي ولدته.

ل م أ
لمأه، وعليه، كمنعه: ضرب عليه يده مجاهرة وسرا الواو بمعنى أو ولمأ الشيء يلمؤه: أخذه أجمع واستأصله، ولمأ الشيء: أبصره، مثل لمحه، وفي حديث المولد: فلمأتها نورا يضيء له ما حوله كإضاءة البدر لمأتها: أبصرتها ولمحتها. واللمء واللمح: سرعة إبصار الشيء. وتلمأت الأرض به، وعليه تلمؤا: اشتملت واستوت ووارته، قال هدبة بن خشرم:

وللأرض كم من صالح قد تلمأت     عليه فوارته بلـمـاعة قـفـر

وألمأ اللص عليه أي الشيء: ذهب به وقيل: ذهب به خفية، وألمأ فلان علي حقي: جحده وأنكره وحكى يعقوب أيضا: كان بالأرض مرعى أو زرع فهاجت الدواب بالمكان فألمأته، أي تركته صعيدا خاليا ليس به شيء، وألمأ عليه: اشتمل، أو إذا عدي بالباء فبمعنى ذهب به ويقال: ذهب ثوبي فما أدري من ألمأ به، كذا في الصحاح وإذا عدي بعلى، فبمعنى اشتمل يقال: من ألمأ عليه? والذي في الصحاح: من ألمأ به، يعني بالباء، حكاه يعقوب في الجحد، قال: ويتكلم بهذا بغير جحد. وفي اللسان: ألمأت على الشيء إلماء، إذا احتويت عليه. وألمأ به: اشتمل عليه. والتمأ بما في الجفنة الأولى قول غيره: بما في الإناء: استأثر به وغلب عليه كألمأ به وتلمأ به. والتمئ لونه: تغير كالتمع، أي مبنيا للمفعول، فكان ينبغي للمصنف ضبطه على عادته، وحكى بعضهم التمأ، كالتمع. والملمؤة كمقبرة: الموضع يؤخذ كذا في النسخة، ومثله في التكملة، وفي بعضها يوجد بالجيم والدال المهملة فيه الشيء، وهو أيضا الشبكة للصياد، قال الشاعر:

تخيرت قولي على قدرة    كملتمس الطير بالملمؤه

ومما يستدرك عليه: قال زيد ابن كثوة: ما يلمأ فمه بكلمة، أي لا يستعظم شيئا تكلم به من قبيح، نقله الصاغاني.

ل و أ
اللاءة كاللاعة، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو ماء لعبس من مياههم. واللوأة: السوأة عن ابن الأعرابي زنة ومعنى، ويقال: هذه والله الشوهة واللوأة، ويقال: اللوة، بغير همز. ومما يستدرك عليه: ألوأت الناقة: أبطأت، حكاه الفارسي.

ل ه ل أ
تلهلأ، أهمله الجوهري، وقال أبو الهيثم: أي نكص وجبن ذكره في التهذيب في الخماسي، ونقله الصاغاني أيضا.

ل ي أ
اللياء، ككتاب: حب أبيض كالحمص شديد البياض يؤكل، قال أبو حنيفة: لا أدري أله قطنية أم لا وسيأتي في المعتل أيضا. وأليأت الناقة: أبطأت وهذا مزيد على أصليه.