فصل الهاء مع الهمزة
ه أ ه أ
الهأهاء: دعاء الإبل إلى العلف، وهو زجر الكلب وإشلاؤه، وهو الضحك العالي،
يقال: هأهأ بالإبل هئهاء بالكسر والمد، وهأهاء الأخيرة نادرة: دعاها للعلف
فقال: هئ هئ، أو هأهأ إذا زجرها فقال: هأهأ وجأجأت بالإبل: دعوتها للشرب،
والاسم الهيء، بالكسر، والجيء، وأنشد لمعاذ بن هراء:
وما كان على الهيء ولا الجيء امتداحيكا
قال ابن المكرم: رأيت بخط الشيخ شرف الدين بن أبي الفضل المرسي أن بخط الأزهري الهئ والجئ بالكسر، قال: وكذلك قيده في الموضعين من كتابه، قال: وكذلك في الجامع، قلت: وقد تقدم الكلام في حرف الجيم. وهأهأ الرجل إذا قهقه وأكثر المد، وأنشد:
أهأأهأ عند زاد القوم ضحكهم وأنتم كشف عند اللقا خـور
الألف قبل الهاء للاستفهام مستنكر، فهو هأهأ مقصور، كجعفر، وهأهاء كوسواس: ضحاك، وجارية هأهأة مقصور، أي ضحاكة، قاله اللحياني، وأنشد:
يا رب بيضاء من العواسج هأهأة ذات جبين سـارج
ه ب أ
الهبء حي من العرب نقله ابن دريد وغيره وسيأتي له في المعتل أيضا.
ه ت أ
هتأه بالعصا ونحوها كمنعه هتأ: ضربه بها. وتهتأ الثوب، إذا تقطع وبلي مثل
تهمأ، بالميم وتفسأ، وكل مذكور في موضعه. ومضى من الليل أو النهار، كما
يرشد إليه ما بعده هتء بالفتح ويكسر، كلاهما عن ابن السكيت، والفتح حكاه
اللحياني أيضا وهتيء كأمير وهتي بلا همز، كلاهما عن اللحياني وهتاء ككتاب
وهيتأ كدرهم وهيتاء كسيراف وهتأة كهدأة، حكاه أبو الهيثم أي وقت، قال ابن
السكيت: ذهب هتء من الليل، وما بقي إلا هتء. وما بقي من غنمهم إلا هتء، وهو
أقل من الذاهبة. والهتأ محركة، والهتوء مضموم ممدود: الشق والخرق، عن
الفراء، يقال: في المزادة هتوء. وهتئ كفرح: انحنى مثل هدئ، من نحو هرم أو
علة. ومنه الأهتأ وهو الأحدب وزنا ومعنى كالأهدإ.
ه ج أ
هجأ جوعه، كمنع،هجأ وهجوءا أي سكن وذهب وهجأ غرثي يهجأ هجأ: سكن وذهب
وانقطع. وهجأ الطعام: أكله، عن أبي عمرو، وهجأ بطنه يهجؤه هجأ: ملأه. وهجأ
الإبل والغنم: كفها لترعى، عن الأصمعي كأهجأها رباعيا. وهجئ الرجل كفرح:
التهب جوعه. وأهجأ الطعام غرثه أي جوعه إهجاء: سكنه وأذهبه وقطعه، قال:
فأخزاهم ربـي ودل عـلـيهـم
وأطعمهم من مطعم غير مهجئ
صفحة : 262
وأهجأ حقه وأهجاه، يهمز ولا يهمز: أداه إليه. وأهجأ الشيء: أطعمه إياه، عن
أبي عمرو. والهجأ محركة قال أبو العباس: يقصر ويهمز، وهو كل ما كنت فيه
فانقطع عنك ومنه قول بشار وقصره ولم يهمزه، والأصل الهمز:
وقضيت من ورق الشباب هجا من كل أحوز راجح قصبـه
والهجأة كهمزة: الأحمق من الرجال والنساء. والهجاء، ممدود: تهجئة الحروف. وتهجأ الحرف بهمز، مثل تهجاه بتبديل.
ه د أ
هدأ، كمنع يهدأ هدءا وهدوءا: سكن يكون في الحركة والصوت وغيرهما، قال ابن
هرمة:
ليت السباع لنا كانت مجاورة
وأننا لا نرى ممن نرى
أحدا
إن السباع لتهدى عن فرائسها والناس
ليس بهاد شرهم أبدا
أراد: لتهدأ، وبهادئ، فأبدل الهمزة إبدالا صحيحا، وذلك أنه جعلها ياء، فألحق هادئا برام وسام، وهذا عند سيبويه إنما يؤخذ سماعا ولو خففها تخفيفا قياسيا لجعلها بين بين، فكان ذلك يكسر البيت، والكسر لا يجوز، وإنما يجوز الزحاف. والاسم الهدأة، عن اللحياني. وأهدأته: سكنته. ومن المجاز: أهدأت الثوب: أبليته، كذا في الأساس. وهدأ عنه: سكن وهدأ بالمكان: أقام فسكن، وتساقطوا إلى بلد كذا فهدؤوا، أي أقاموا، وهو مجاز. وهدأ فلان يهدأ هدوءا: مات وفي حديث أم سليم قالت لأبي طلحة عن ابنها: هو أهدأ مما كان أي أسكن، كنت بذلك عن الموت، تطييبا لقلب أبيه. ولا أهدأه الله أي لا أسكن عناءه تعبه ونصبه. وأتانا ولو قال: أتى، كان أخصر بعد هدء بالضم من الليل أو العين وهدء بالفتح وهدأة كتمرة ومهدإ كمسكن وهديء كأمير وهدوء فعول، أي بعد هزيع من الليل، ويكون هذا الأخير مصدرا وجمعا، ويروى بيت عدي بن زيد:
شئز جنبي كأنـي مـهـدأ
جعل القين على الدف الإبر
صفحة : 263
بفتح الميم نصبا على الظرف أي حين سكن الناس. وقد هدأ الليل عن سيبويه،
وأتانا وقد هدأت الرجل أي بعد ما سكن الناس بالليل، وأتانا بعد ما هدأت
الرجل والعين، أي سكنت وسكن الناس بالليل، وأتانا وقد هدأت العيون، وأتانا
هدوءا، إذا جاء بعد نومة، وبعد ما هدأ الناس، أي ناموا، وهو مجاز أو الهدء
بالفتح من أول الليل إلى ثلثه وذلك ابتداء سكونه، وفي حديث سواد بن قارب
جاءني بعد هدء من الليل أي بعد طائفة ذهبت منه. وقال أبو الهيثم: يقال:
نظرت إلى هدئه، بالهمز، هو السيرة، كالهدي بالياء، وإنما أسقطوا الهمزة
فجعلوا مكانها الياء، وأصلها الهمز، من هدأ يهدأ إذا سكن، يقال: مررت برجل
هدئك من رجل، عن الزجاجي، والمعروف هدك من رجل، وقد يأتي. والهدأة، بهاء: ع
بين الطائف ومكة سئل أهلها: لم سميت هدأة? فقالوا: لأن المطر يصيبها بعد
هدأة من الليل، و: ة بأعلى مر الظهران ويقال في النسبة إليهما هو هدوي، شاذ
على غير قياس من وجهين: أحدهما تحريك الدال، والآخر قلب الهمزة واوا. وما
له هدأة ليلة، بالكسر عن اللحياني، ولم يفسره، قال ابن سيده: وعندي أن
معناه قوتها أي ما يقوته ويسكن جوعه أو سهره أو همه. وهدئ، كفرح هدأ فهو
أهدأ: جنئ بالجيم، أي انحنى، يقال: منكب أهدأ وأهدأه الكبر أو الضرب.
والهدأ، محركة: صغر السنام يعتري الإبل من كثرة الحمل وهو دون الجبب
والهدأة، بهاء: ضرب من العدو نقله الصاغاني والأهدأ من المناكب: المنكب
الذي درم أعلاه كفرح: امتلأ شحما ولحما واسترخى حمله، كذا في النسخ، وفي
بعض حبله، وقد أهدأه الله. والهداءة، كرمانة: الفرس الضامر، قيل: خاص
بالذكور، هو الذي نقله الجمهور، وقيل: عام، صرح به جماعة، قاله شيخنا.
ويقال تركته على مهيدئته أي على حاله كذا في النسخ، وفي بعضها حالته التي
كان عليها، تصغير المهدأة نقله الجوهري عن الأصمعي، وسيأتي في المعتل له
أيضا، وذكر هناك أنه لا مكبر لها. والأهدأ من الرجال: أحدب، بين الهدإ، قال
الراجز في صفة الراعي: أهدأ يمشي مشية الظليم وروى الأزهري عن الليث وغيره:
الهدأ مصدر الأهدأ، رجل أهدأ، وامرأة هدآء، وذلك أن يكون منكبه منخفضا
مستويا، أو يكون مائلا نحو الصدر غير منتصب، يقال: منكب أهدأ وقال الأصمعي
رجل أهدأ: إذا كان فيه انحناء. كذا صرح به ابن منظور وغيره. والهدآء من
النوق: ناقة هدئ أي جنئ سنامها من الحمل ولطأ عليه وبره ولم يجرح. ومما
يستدرك عليه: هدأت الصبي إذا جعلت تضرب عليه بكفك وتسكنه لينام. وأهدأته
إهداء. وقال الأزهري: أهدأت المرأة صبيها، إذا قاربته وسكنته لينام، فهو
مهدأ. وروي عن ابن الأعرابي أن المهدأ في بيت عدي ابن زيد هو الصبي المعلل
لينام، وجعله غيره في الرواية مصدرا.
ه ذ أ
صفحة : 264
هذأه بالسيف وغيره، كمنعه يهذؤه هذأ: قطعه قطعا أوحى أسرع من الهذ المضعف،
وسيف هذاء وهذأ أي قاطع وهذأ العدو: أبارهم من البوار، أي أهلكهم، هكذا
رواه ابن هانئ عن أبي زيد، وفي بعض النسخ: أبادهم، بالدال، أي أفناهم، وهذأ
فلانا بلسانه هذأ، آذاه، وأسمعه ما يكره نقله الصاغاني، وهذأت الإبل:
تساقطت. وهذئ من البرد، بالكسر أي هلك، مثل هرئ. وهذأ الكلام إذا أكثر منه
في خطإ. وتهذأت القرحة تهذؤا، وتذيأت تذيؤا: فسدت وتقطعت. وهذأت اللحم
بالسكين هذأ، إذا قطعته به. والهذأة بالفتح: المسحاة، نقله الصاغاني.
ه ر أ
هرأ في منطقه، كمنع يهرأ هرءا: أكثر وقيل أكثر في خطإ أو قال الخنا والقبيح
أو الخطأ. والهراء، كغراب ممدود مهموز: المنطق الكثير، أو المنطق الفاسد
الذي لا نظام له. وقول ذي الرمة:
لها بشر مثل الحرير ومنـطـق رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
يحتملها جميعا. والهراء: الرجل الكثير الكلام الهذاء أنشد ابن الأعرابي:
شمردل غير هراء ميلق كالهرإ، كصرد كذا قيده الصاغاني. والهراء ككتاب: فسيل النخل قاله أبو حنيفة، وعن الأصمعي: يقال في صغار النخل أول ما يقلع شيء منها من أمه: فهو الودي والجثيث. والهراء والفسيل، وأنشد القالي:
أبعد عطيتي ألفا تمامـا من المرجو ثاقبة الهراء
يعني النخل إذا استفحل ثقب في أصوله، فذلك معنى ثاقبة الهراء، والهراء أيضا: شيطان موكل بقبيح الأحلام، ومنه حديث أبي سلمة أنه عليه السلام قال: ذلك الهراء شيطان وكل بالنفوس قال ابن الأثير: لم يسمع الهراء أنه شيطان إلا في هذا الحديث، وفي بعض النسخ: الكلام، بدل الأحلام، وهو غلط. وهرأه البرد، كمنع يهرؤه هرءا وهراءة: اشتد عليه حتى كاد أن يقتله، أو قتله، كأهرأه، يقال: أهرأنا القر، أي قتلنا. وهرأت الريح إذا اشتد بردها. وهرأ اللحم هرأ: أنضجه كهرأه بالتضعيف وأهرأه رباعيا عن الفراء وقد هرئ، بالكسر، هرءا وهرءا بالفتح والضم، كلاهما عن الفراء وهروءا بالضم عن الكسائي. وتهرأ: سقط من العظم فهو هرئ، وأهرأ لحمه إهراء، إذا طبخه حتى يتفسخ. والمهرأ والمهرد: المنضج من اللحم. وأهرأنا في الرواح: أبردنا، وذلك بالعشي، أو خاص برواح القيظ قاله بعضهم، وأنشد لأهاب ابن عمير يصف حمرا:
حتى إذا أهرأن للأصائل
وفارقتها بـلة الأوابـل
صفحة : 265
قال: أهرأن للأصائل: دخلن فيها، يقول: سرن في برد الرواح إلى الماء. وأهرئ
عنك من الظهيرة، أي أقم حتى يسكن حر النهار ويبرد. وأهرأ فلان فلانا: قتله،
وأهرأ الكلام: أكثره ولم يصب المعنى. وإن منطقه يهرأ هرءا وإن منطقه لغير
هراء. وهرئ المال وهرئ القوم، بالفتح، وهرئ المال والقوم، كعني مبنيا
للمفعول فهم مهروؤون قال ابن بري: الذي حكاه أبو عبيد عن الكسائي هرئ القوم
بالضم فهم مهروؤون إذا قتلهم البرد أو الحر، قال ابن بري: وهذا هو الصحيح،
لأن قوله مهروؤون إنما يكون جاريا على هرئ. وبخط الجوهري في كتابه هرئ
كسمع، وهو تصحيف منه، لا يخفى أنه لو نسب هذا إلى قلم النساخ كان أولى،
لأنه ليس في كتابه تصريح لما قال، وإنما ضبط قلم، والقلم قد يخطئ، ويدل
عليه قوله: فهم مهروؤون، دلالة بينة، ودعوى الغفلة إلى الجوهري خطأ، فإنه
بعيد على مثله أن يخفى عليه مثل هذا، قال ابن مقبل في المهروء - من هرأ
البرد - يرثي عثمان بن عفان:
نعاء لفضل العلم والحلم والتقى
ومأوى اليتامى الغبر أسنوا فأجدبوا
وملجإ مهروئين يلفى به الحيا
إذا جـلفت كحل هو الأم والأب
قال أبو حنيفة: المهروء: الذي قد أنضجه البرد. وهرأ البرد الماشية فتهرأت: كسرها فتكسرت. وقرة لها هريئة، على فعيلة: يصيب الناس والمال منها ضر وسقطة أي موت. والهريئة أيضا: الوقت الذي يصيبهم فيه البرد. والهريئة: الوقت الذي يشتد فيه البرد.
ه ز أ
هزأ منه وهزأ به، كمنع وسمع يتعدى بمن تارة وبالباء أخرى، نقله الجوهري عن
الأخفش، يهزأ هزءا بالضم وهزءا بضمتين وهزوءا بالضم والمد ومهزأة على مفعلة
بضم العين أي سخر منه كتهزأ واستهزأ به، وقوله تعالى إنما نحن مستهزئون
الله يستهزئ بهم قال الزجاج: القراءة الجيدة على التحقيق، فإذا خففت الهمزة
جعلت الهمزة بين الواو والهمزة فقلت: مستهزئون، فهذا الاختيار بعد التحقيق،
ويجوز أن يبدل منها ياء، فيقرأ مستهزيون، وأما مستهزون فضعيف لا وجه له إلا
شاذا على وجه من أبدل الهمزة ياء فقال في استهزأت استهزيت، فيجب على
استهزيت مستهزون. وللمفسرين في معنى الاستهزاء أقوال كثيرة. راجع تفسير
الزجاج تظفر بالمراد. ورجل هزأة، بالضم فالسكون أي يهزأ منه، وقيل يهزأ به.
ورجل هزأة كهمزة: يهزأ بالناس لكونه موضوعا للدلالة على الفاعل إلا ما شذ،
قال يونس: إذا قال الرجل: هزئت منك فقد أخطأ، إنما هو هزئت بك، واستهزأت
بك، وقال أبو عمرو: سخرت منك ولا يقال: سخرت بك. وقد هزأه، كمنعه يهزؤه
هزءا: كسره، قال يصف درعا:
لها عكن ترد النبل خنسا
وتهزأ بالمعابل والقطاع
صفحة : 266
الباء في قوله بالمعابل زائدة، هذا قول أهل اللغة، وقال ابن سيده: وهو عندي
خطأ، إنما تهزأ هاهنا من الهزء الذي هو السخرية، كأن هذه الدرع لما ردت
النبل خنسا جعلت هازئة بها. وعن ابن الأعرابي: هزأ إبله هزءا: قتلها بالبرد
كهرأها، بالراء كأهزأها رباعيا. قال ابن سيده: لكن المعروف بالراء، وأرى
الزاي تصحيفا، انتهى. وقال ابن الأعرابي: أهزأه البرد وأهرأه، إذا قتله،
مثل أزغله وأرغله فيما يتعاقب فيه الراء والزاي. وعن الأصمعي وغيره: هزأ
راحلته ونزأها: حركها لتسرع. وهزأ زيد: مات مكانه، أي فجأة، كما قيده
الزمخشري في الكشاف، وإن اعترضه ابن الصائغ فلا يعتد به، قاله شيخنا نقلا
عن العناية كهزئ مثل فرح، وهذه عن الصاغاني. وأهزأ الرجل إذا دخل في شدة
البرد، نقله الصاغاني أيضا. وأهزأت به ناقته: أسرعت به، وذكر الناقة مثال،
فلو قال: دابته، كان أولى. وفي الأساس: ومن المجاز: مفازة هازئة بالركب
وهزأة بهم والسراب يهزأ بهم، وغداة هازئة: شديدة البرد، كأنها تهزأ بالناس
حين يعتريهم الانقباض والرعدة.
ه م أ
الهمء، بالكسر هو الثوب الخلق، ج أهماء. وهمأه أي الثوب كمنعه يهمؤه همأ:
خرقه أي جذبه فانخرق وأبلاه، كأهمأه رباعيا فانهمأ وتهمأ أي تقطع من البلى،
وربما قالوا: تهتأ، بالتاء المثناة الفوقية، وقد تقدم ذكره.
ه ن أ
صفحة : 267
الهنيء والمهنأ: ما أتاك بلا مشقة اسم كالمثنى، وقد هنئ الطعام يهنأ وهنؤ
يهنؤ هناءة: صار هنيئا، مثل فقه وفقه. وهنأني الطعام وهنأ لي الطعام يهنأ
ويهنئ ويهنؤ هنأ بالكسر وهنأ بالفتح، ولا نظير له في المهموز، قاله الأخفش،
ويقال: هنأني خبز فلان أي كان هنيئا. وهنئت الطعام، بالكسر، أي تهنأت به
بغير تبعة ولا مشقة وقد هنأنا الله الطعام. وكان طعاما استهنأناه، أي
استمرأناه، وفي حديث سجود السهو فهناه ومناه أي ذكره المهاني والأماني،
والمراد به ما يعرض للإنسان في صلاته من أحاديث النفس وتسويل الشيطان. ولك
المهنأ والمهنا، والجمع المهانئ، بالهمز، هذا هو الأصل، وقد يخفف، وهو في
الحديث أشبه، لأجل مناه، وفي حديث ابن مسعود في إجابة صاحب الربا إذا دعا
إنسانا وأكل طعامه قال لك المهنأ وعليه الوزر أي يكون أكلك له هنيئا لا
تؤاخذ به، ووزره على من كسبه. وفي حديث النخعي في طعام العمال الظلمة لك
المهنأ وعليهم الوزر . وهنأتنيه العافية وقد تهنأته، وهو طعام هنيء أي سائغ
وما كان هنيئا أي سائغا ولقد هنؤ هناءة وهنأة وهنأ، كسحابة، وعجلة، وضرب
وفي بعض النسخ ضبط الأخير بالكسر، ومثله في لسان العرب قال الليث: هنؤ
الطعام يهنؤ هناءة، ولغة أخرى هنأ يهنئ بالهمز. والتهنئة: خلاف التعزية،
تقول: هنأه بالأمر والولاية تهنئة وتهنيئا وهنأه هنأ إذا قال له، ليهنئك،
والعرب تقول: ليهنئك الفارس، بجزم الهمزة، وليهنيك الفارس، بياء ساكنة، ولا
يجوز ليهنك كما تقول العامة، أي لأن الياء بدل من الهمزة. قلت: وقد ورد في
صحيح البخاري في حديث توبة كعب بن مالك: يقولون ليهنك توبة الله عليك، ضبطه
الحافظ ابن حجر بكسر النون، وزعم ابن التين أنه بفتحها، وصوبه البرماوي
ونظره الزركشي، فراجع في شرح الحافظ العسقلاني رحمه الله تعالى. وهنأه
يهنؤه هنأ وهنأه يهنئه ويهنؤه هنأ، أي أطعمه وأعطاه، لف ونشر مرتب، كأهنأه
راجع لأعطاه، حكاه ابن الأعرابي. وهنأ الطعام هنأ وهنأ وهناءة كسحابة، كذا
هو مضبوط، وفي بعض النسخ مكسور مقصور، أي أصلحه. وقد هنأ الإبل يهنؤها
ويهنئها ويهنؤها مثلثة النون هنأ كجبل، وهنأ كضرب: طلاها بالهناء، ككتاب،
للقطران أو ضرب منه، وأنشد القالي:
وإن جريت بواطن حالبيه
فإن العر يشفيه الهنـاء
صفحة : 268
قال الزجاج: ولم نجد فيما لامه همزة فعلت أفعل إلا هنأت أهنؤ وقرأت أقرؤ،
والكسر نقله الصاغاني والاسم الهنء، بالكسر وإبل مهنوءة. وفي حديث ابن
مسعود لأن أزاحم جملا قد هنئ بقطران أحب إلي من أن أزاحم امرأة عطرة قال
الكسائي هنيئ: طلي، والهناء الاسم والهنء المصدر، ومن أمثالهم ليس الهناء
بالدس الدس: أن يطلي الطالي مساعر البعير، وهي المواضع التي يسرع إليها
الجرب من الآباط والأرفاغ ونحوها، فيقال دس البعير فهو مدسوس، وسيأتي، فإذا
عم جسد البعير كله بالهناء فذلك التدجيل، يضرب مثلا للذي لا يبالغ في إحكام
الأمر، ولا يستوثق منه ويرضى باليسير منه. وفي حديث ابن عباس في مال اليتيم
إن كنت تهنأ جرباها أي تعالج جرب إبله بالقطران. وهنأ فلانا: نصره، نقله
الصاغاني. وهنئت الماشية، كفرح تهنأ هنأ محركة وهنأ بالسكون: أصابت حظا من
البقل ولم تشبع منه وهي إبل هنأى كسكرى. وهنئ به: فرح، وهنئت الطعام
بالكسر: تهنأ به على صيغة المضارع من الثلاثي، كذا هو في النسخ، والذي في
لسان العرب: وهنئت الطعام بالكسر، أي تهنأت به. والهناء ككتاب: عذق النخلة
عن أبي حنيفة لغة في الإهان والذي صرح به ابن جني أنه بالكسر، كالمقلوب
منه، وإليه مال أبو علي الفارسي في التذكرة. وهناءة، كثمامة: اسم أخي
معاوية ابن عمرو بن مالك أخي هناءة ونواء وفراهيد وجذيمة الأبرش. والهانئ:
الخادم، وفي الحديث أنه قال لأبي الهيثم بن التيهان ولا أرى لك هانئا قال
الخطابي: المشهور في الرواية ماهنا أي خادما، فإن صح فيكون اسم فاعل من
هنأت الرجل أهنؤه هنأ إذا أعطيته. وهانئ اسم رجل وهانئ بن هانئ روى عن علي،
وأم هانئ فاختة أو هند بنت أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
شقيقة علي كرم الله وجهه، أمهما فاطمة بنت أسد بن هاشم، أسلمت عام الفتح،
وكانت تحت هبيرة بن وهب المخزومي، فولدت له عمرا، وبه كان يكنى، وهانئا
ويوسف وجعدة بني هبيرة وعاشت بعد علي دهرا طويلا، رضي الله عنها. وفي المثل
إنما سميت هانئا لتهنئ ولتهنأ أي لتعطي، لغتان، نقل ذلك عن الفراء، وروى
الفتح الكسائي، وقال الأموي: لتهنئ، بالكسر أي لتمرئ. وهنأه تهنئة وتهنيئا
مثل هنأه ثلاثيا، وقد تقدم، وهو ضد عزاه، من التعزية خلاف التهنئة، وكان
الأنسب ذكر التهنئة عند هنأه بالأمر، السابق ذكره. والمهنأ، كمعظم، قال ابن
السكيت: يقال: هذا مهنأ قد جاء، بالهمز، وهو اسم رجل. واستهنأ الرجل:
استنصر أي طلب منه النصر، نقله الصاغاني، واستهنأه أيضا: استعطى، أي طلب
منه العطاء، أنشد ثعلب:
نحسن الهنء إذا استهنأتنـا ودفاعا عنك بالأيدي الكبار
واستهنأك: سمح لك ببعض الحقوق، من تذكرة أبي علي. ويقال: استهنأ فلان بني فلان فلم يهنئوه، أي سألهم فلم يعطوه، وقال عروة بن الورد:
ومستهنئ زيد أبوه فـلـم أجـد
له مدفعا فاقني حياءك واصبري
صفحة : 269
واستهنأ الطعام: استمرأه. واهتنأ ماله: مثل هنأه ثلاثيا: أصلحه، نقله
الصاغاني، والاسم الهنء، بالكسر وهو العطاء، قال ابن الأعرابي: تهنأ فلان
إذا كثر عطاؤه، مأخوذ من الهنء، وهو العطاء الكثير، وهنأت القوم، إذا علتهم
وكفيتهم وأعطيتهم، يقال هنأهم شهرين يهنؤهم إذا عالهم، ومنه المثل إنما
سميت هانئا لتهنأ أي لتعول وتكفي، يضرب لمن عرف بالإحسان، فيقال له: اجر
على عادتك ولا تقطعها. وهنئت الإبل من نبت، أي شبعت. وأكلنا من هذا الطعام
حتى هنئنا منه، أي شبعنا. والهنء، بالكسر أيضا: الطائفة من الليل يقال: مضى
هنء من الليل ويقال أيضا: هنو، بالواو، كما سيأتي للمصنف في آخر الكتاب.
والهنيء والمريء: نهران بالرقة أجراهما بعض الملوك، وقيل: هما لهشام بن عبد
الملك المرواني، قال جرير يمدح بعض المروانية:
أوتيت من حدب الفرات جواريا منها الهنيء وسائح في قرقرى
قرقرى: قرية باليمامة فيها سيح لبعض الملوك، قال عز وجل فكلوه هنيئا مريئا قال الزجاج: تقول: هنأني الطعام ومرأني، فإذا لم يذكر هنأني قلت: أمرأني. وفي المثل: تهنأ فلان بكذا وتمرأ وتغبط وتسمن وتخيل وتزين، بمعنى واحد. وفي الحديث خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم يتسمنون معناه يتشرفون ويتعظمون ويتجملون بكثرة المال فيجمعونه ولا ينفقونه. وقال سيبويه: قالوا: هنيئا مريئا، وهي من الصفات التي أجريت مجرى المصادر المدعو بها في نصبها على الفعل غير المستعمل إظهاره لدلالته عليه، وانتصابه على فعل من غير لفظه، كأنه ثبت له ما ذكر له هنيئا، وقال الأزهري: قال المبرد في قول أعشى باهلة:
أصبت في حرم منـا أخـا ثـقة هند بن أسماء لا يهنئ لك الظفر
قال: يقال: هنأه ذلك وهنأ له ذلك، كما يقال هنيئا له، وأنشد للأخطل:
إلي إمام تغادينا فواضـلـه أظفره الله فليهنئ له الظفر
والهنيئة بالهمز، جاء ذكرها في صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في باب ما يقول بين التكبير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بعد التكبير وبين القراءة إسكاتة، قال: أحسبه هنيئة أي شيء يسير قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وهنيئة بالنون بلفظ التصغير، وهو عند الأكثر بتشديد الياء، وذكر عياض والقرطبي أن أكثر رواة مسلم قالوه بالهمز، وقد وقع في رواية الكشميهني: هنيهة. بقلبها هاء، وهي رواية إسحاق والحميدي في مسنديهما عن جرير وصوا به ترك الهمزة على ما اختاره المصنف تبعا للإمام محي الدين النووي، فإنه قال: الهمز خطأ، وأصله هنوة، فلما صغرت صارت هنيوة، فاجتمع واو وياء، سبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، ثم أدغمت، والصحيح - على ما قاله شيخنا - ذكر الروايتين على الصواب، وتوجيه كل واحدة بما ذكروه، وقال في المعتل بعد أن ذكر تخطئة النووي لرواية الهمز ما نصه: وتعقبوه بأن ذلك لا يمنع إجازة الهمزة فقد تقلب الياء همزة والعكس، قلت: والوجه الذي صح به إبدالها هاء يصح به إبدالها همزة، ولا سيما بعد ما صحت الرواية، والله أعلم. ويذكر هينية في ه ن و المعتل إن شاء الله تعالى لأنه موضع ذكره، على ما صوبه، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى. ومما يستدرك عليه: الهنء، من الأزد، بالكسر مهموزا: أبو قبيلة، هكذا ضبطه ابن خطيب الدهشة، وسيأتي للمصنف في المعتل.
ه و أ
صفحة : 270
هاء فلان بنفسه إلى المعالي يهوء هوأ: رفعها وسما بها إليها. والهوء مثل
الضوء: الهمة، وإنه لبعيد الهوء، وبعيد الشأو، أي بعيد الهمة، قال الراجز:
لا عاجز الهوء ولا جعد القدم وإنه لذو هوء أي صائب الرأي الماضي، والعامة تقول يهوي بنفسه. وفلان يهوء بنفسه إلى المعالي أي يرفعها ويهم بها وهؤت به خيرا فأنا أهوء به هوءا أو شرا أي أزننته به بالزاي والنونين، أي اتهمته وقال اللحياني: هؤته بخير وهؤته بشر وهؤته بمال كثير هوءا، أي أزننته به، وفي المحكم: والصحيح هوت به، بغير همز، كذلك حكاه يعقوب. ووقع ذلك في هوئي بالفتح وهوئي بالضم أي ظني، وعن أبي عمرو: هؤت به وشؤت به، أي فرحت به. وهوئ إليه كفرح: هم، نقله اليزيدي. وهاء كجاء مفتوح الهمزة ممدود تلبية أي بمعنى التلبية، هكذا في نسختنا الصحيحة، وقد وقع التصحيف هنا في نسخ كثيرة فليحذر، قال الشاعر:
لا بل يجيبك حين تدعو باسمه فيقول هاء وطال ما لبـى هاء
أي لبيك وهاء كلمة تستعمل عند المناولة، تقول هاء يا رجل، وفيه لغات، تقول للمذكر والمؤنث هاء، على لفظ واحد وللمذكرين: هاءا، وللمؤنثين: هاءيا، وللمذكرين هاءوا، ولجماعة المؤنث هاءون ومنهم من يقول للمذكر هاء، بالكسر، أي هات وللمذكرين هائيا ولجمع المذكر هاؤوا وللمؤنثة هائي بإثبات الياء وللمؤنثين هائيا ولجماعة المؤنث هائين كهاتيا هاتوا هاتي هاتين، تقيم الهمزة في جميع هذا مقام التاء ومنهم من يقول هاء بالفتح كجاء، أي كأن معناه هاك وهاؤما يا رجلان وهاؤم يا رجال، وهاء، بلا ياء وهاؤما للمؤنثين، ولجماعة النسوة كما في لسان العرب هاؤمن. وفي الصحاح هاؤن تقيم الهمز في ذلك مقام الكاف وفيه لغة أخرى: هأ يا رجل بهمزة ساكنة كهع وأصله هاء، أسقطت الألف لاجتماع الساكنين وهائي، كهاعي، للمرأة، وللمرأتين وكذا الذكرين هاءا مثل هاعا، ولهن أي للنسوة هأن، كهعن بالتسكين. وأما حديث الربا لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا هاء وهاء فسيأتي ذكره في باب المعتل إن شاء الله تعالى. وإذا قيل لك: هاء بالفتح، قلت: ما أهاء، أي ما آخذ? ولا أدري ما أهاء، أي ما أعطي وما أهاء أي على ما لم يسم فاعله أي ما أعطى وفي التنزيل هاؤم اقرءوا كتابيه . والمهوأن بضم الميم وفتح الهمزة وتكسر همزته عن ابن خالويه هو: الصحراء الواسعة قال رؤبة:
جاءوا بأخراهم على خنشوش في مهوأن بالدبا مـدبـوش
المدبوش: الذي أكل الجراد نبته. وخنشوش: اسم موضع. والمهوأن: العادة نقله الصاغاني، والطائفة من الليل يقال: مضى مهوأن من الليل أي هوي منه وقال ابن بري: ذكره هنا وهم للجوهري، لأن مهوأنا وزنه مفوعل وكذلك ذكره ابن جني، قال: والواو فيه زائدة، لأنها أي الواو لا تكون أصلا في بنات الأربعة وقد ذكره ابن سيده في مقلوب هنأ، قال: المهوأن: المكان البعيد، قال: وهو مثال لم يذكره سيبويه. ولا هاء الله ذا، بالمد، أي لا والله، أو الأفصح فيه لاها الله ذا، بترك المد، أو أن المد فيه لحن كما ادعاه بعض منهم والأصل لا والله، هذا ما أقسم به، فأدخل اسم الله بين ها، وذا فتحصل ثلاثة أقوال، والكلام فيه مبسوط في المغنى والتسهيل وشرح البخاري. ومما يستدرك عليه: هاوأته: فاخرته، لغة في هاويته، عن ابن الأعرابي. وما هؤت هوأه أي ما شعرت به ولا أردته. وإني لأهوء بك عن هذا الأمر، أي أرفعك عنه، نقله اللحياني.
ه ي أ
صفحة : 271
الهيئة بالفتح وتكسر نادرا حال الشيء وكيفيته، وعن الليث: الهيئة للمتهيئ
في ملبسه ونحوه، ورجل هيئ وهييء، ككيس وظريف عن اللحياني أي حسنها من كل
شيء وقد هاء يهاء، كيخاف هيئة ويهيء قال اللحياني: وليست الأخيرة بالوجه
وقد هيؤ بضم الياء ككرم حكى ذلك ابن جني عن بعض الكوفيين، قال: ووجهه أنه
خرج مخرج المبالغة فلحق بباب قولهم قضو الرجل إذا جاد في قضائه ورمو إذا
جاد رميه، قال: فكما يبنى فعل مما لامه ياء، كذلك خرج هذا على أصله في فعل
مما عينه ياء. وعلتهما جميعا، يعني قضو وهيؤ، أن هذا بناء لا يتصرف
لمضارعته بما فيه من المبالغة لباب التعجب ونعم وبئس، فلما لم يتصرف
احتملوا فيه خروجه في هذا الموضع مخالفا للباب. ألا تراهم أنهم إنما تحاموا
أن يبنوا فعل مما عينه ياء مخافة انتقالهم من الأثقل إلى ما هو أثقل منه،
لأنه كان يلزمهم أن يقولوا بعت أبوع وهي تبوع، وبوعا، وكذلك لو جاء فعل مما
لامه ياء مما هو متصرف للزمهم أن يقولوا رموت وأنا أرمو، ويكثر قلب الواو
ياء، وهو أثقل من الياء، وهذا كما صح: ما أطوله وأبيعه، وهذا هو التحقيق في
هذا المقام. وتهايؤوا على ذلك: توافقوا وتمالؤوا عليه. وهاء إليه يهاء
كيخاف هيئة بالكسر: اشتاق، وهاء للأمر يهاء كيخاف ويهيء: أخذ له هيأته،
كتهيأ له، وهيأه أي الأمر تهيئة وتهييئا: أصلحه فهو مهيأ وفي الحديث أقيلوا
ذوي الهيآت عثراتهم قال: هم الذين لا يعرفون الشر، فيزل أحدهم الزلة.
والهيئة: صورة الشيء وشكله وحاله، يريد به ذوي الهيآت الحسنة الذين يلزمون
هيئة واحدة وسمتا واحدا، ولا تختلف حالاتهم بالتنقل من هيئة إلى هيئة.
وتقول: هئت للأمر أهيء هيئة وتهيأت تهيؤا بمعنى، وقرئ وقالت هئت لك بالكسر
والهمز، مثل هعت بمعنى تهيأت لك. والهيئة: الشارة. والمهايأة: الأمر
المتهايأ عليه، أي أمر يتهايأ عليه القوم فيتراضون به، والهيء بالفتح
والهيء بالكسر: الدعاء إلى الطعام والشراب، وهو أيضا دعاء الإبل للشرب قال
الهراء:
فما كان على الجيء ولا الهيء امتداحيكا
وقد تقدم الكلام عليه في ج ي أ وهو مأخوذ من هأهأت بالإبل: دعوتها للعلف. والمتهيئة على صيغة اسم الفاعل من النوق: التي قلما تخلف إذا قرعت أن تحمل نقله الصاغاني. ويا هيء مالي: كلمة أسف وتلهف، وهيء: كلمة معناها الأسف على الشيء يفوت، وقيل: هي كلمة تعجب، قال الجميح بن الطماح الأسدي:
يا هيء مالي من يعمر يفنه مر الزمان عليه والتقليب
ويروى يا شيء مالي، ويا فيء مالي وكله واحد أو اسم نقل ابن بري عن بعض أهل اللغة أن هيء اسم لفعل أمر، وهو تنبه واستيقظ كصه ومه، في كونهما اسمين لاسكت واكفف، ودخل حرف النداء عليها كما دخل على فعل الأمر في قول الشماخ:
ألا يا اسقياني قبل غارة سنجال وإنما بني على حركة للساكنين أي لئلا يلتقي ساكنان. وبني على الفتح بالخصوص طلبا للخفة بمنزلة كيف وأين.