الباب الثاني: باب الباء الموحدة - الفصل التاسع: فصل الذال المعجمة

فصل الذال المعجمة

ذ أ ب
الذئب بالكسر والهمز ويترك همزه أي يبدل بحرف مد من جنس حركة ما قبله كما هو قراءة ورش والكسائي، والأصل الهمز: كلب البر تفسير بالعلم ج أذؤب في القليل وذئاب وذؤبان بالضم وذئبان بالكسر، كما في المصباح، وقد يوجد في بعض النسخ كذلك وهي ذئبة، بهاء، نقله ابن قتيبة في أدب الكاتب وصرح الفيومي بقلته وأرض مذأبة: كثيرته كقولك: أرض مأسدة من الأسد، وقد أذأبت، قال أبو علي في التذكرة: وناس من قيس يقولون: مذيبة، فلا يهمزون، وتعليل ذلك أنه خفف الذئب تخفيفا بدليا صحيحا فجاءت الهمزة ياء فلزم ذلك عنده في تصريف الكلمة.

ورجل مذؤوب: فزعته الذئاب، أو: وقع الذئب في غنمه وتقول منه: قد ذئب الرجل كعني، أي أصابه الذئب، وفي حديث الغار فتصبح في ذؤبان الناس .

وذؤبان العرب: لصوصهم وصعاليكهم وشطارهم الذين يتلصصون ويتصعلكون لإنهم كالذئاب، وهو مجاز، وذكره ابن الأثير في ذوب، وقال: الأصل في ذوبان الهمز ولكنه خفف فانقلبت واوا.

صفحة : 481

وذئاب الغضى، شجر يأوي إليه الذئب، وهم بنو كعب بن مالك بن حنظلة من بني تميم، سموا بذلك لخبثهم، لأن ذئب الغضى أخبث الذئاب.

ومن المجاز ذؤب ككرم وفرح يذأب ذآبة خبث وفي نسخة قبح وصار كالذئب خبثا ودهاء، كتذأب، على تفعل، وفي بعض النسخ على تفاعل.

وعن أبي عمرو: الذئبان كسرحان الشعر على عنق البعير ومشفره وقال الفراء: الذئبان: بقية الوبر، قال: وهو واحد، في لسان العرب: قال الشيخ أبو محمد ابن بري: لم يذكر الجوهري شاهدا على هذا، قال: ورأيت على الحاشية بيتا شاهدا عليه لكثير يصف ناقة:

عسوف بأجواز الفلا حميرية      مريس بذئبان السبيب تليلها

التليل: العنق، والسبيب: الشعر الذي يكون متدليا على وجه الفرس من ناصيته، جعل الشعر الذي على عيني الناقة بمنزلة السبيب.

والذئبان مثنى: كوكبان أبيضان بين العوائذ والفرقدين، وأظفار الذئب: كواكب صغار قدامهما، والذؤيبان مصغرا: ماءان لهم نقله الصاغاني.

وتذأب للناقة وتذاءب لها، أي استخفى لها متشبها بالذئب ليعطفها على غير ولدها هذا تعبير أبي عبيد إلا أنه قال: متشبها بالسبع بدل الذئب، وما اختاره المصنف أولى لبيان الاشتقاق.

ومن المجاز: تذاءبت الريح وتذأبت: اختلفت وجاءت في ضعف من هنا وهنا، وتذاءب الشيء: تداوله وأصله من الذئب إذا حذر من وجه جاء من آخر، وعن أبي عبيد: المتذئبة والمتذائبة بوزن متفعلة ومتفاعلة، من الرياح: التي تجيء من هاهنا مرة ومن هاهنا مرة، أخذ من فعل الذئب، لأنه يأتي كذلك، قال ذو الرمة يذكر ثورا وحشيا:

فبات يشـئزه ثأد ويسـهره   تذاؤب الريح والوسواس والهضب

وفي حديث علي كرم الله وجهه خرج إلي منكم جنيد متذائب ضعيف المتذائب: المضطرب، من قولهم: تذاءبت الريح: اضطرب هبوبها، هذا، وإن الزمخشري ومن تبعه كالبيضاوي صرحوا أن الذئب مشتق من تذاءبت الريح إذا هبت من كل جهة، لأن الذئب يأتي من كل جهة، قال شيخنا: وفي كلام العرب ما يشهد للقولين.

وغرب ذأب مختلف به، قال أبو عبيدة، قال الأصمعي: ولا أراه أخذ إلا من تذاؤب الريح وهو اختلافها، وقيل غرب ذأب: كثير الحركة بالصعود والنزول.

والمذءوب: الفزع، وذئب الرجل كعني: فزع من أي شيء كان، كأذأب قال الدبيري:

إني إذا ما ليث قوم هربا
فسقطت نخوته وأذأبـا

وحقيقته من الذئب.

وذئب الرجل كفرح وكرم وعني: فزع من الذئب خاصة.

وذأب الشيء كمنع: جمعه.

وذأبه: خوفه وذأبته الجن: فزعته وذأبته الريح: أتته من كل جانب.

وذأب: فعل فعل الذئب إذا حذر من وجه جاء من وجه آخر، ويقال للذي أفزعته الجن تذأبته وتذعبته.

وذأب البعير يذأبه ذأبا: ساقه، وذأبه ذأبا: حقره وطرده وذأمه ذأما، وقيل: ذأب الرجل: طرده وضربه كذأمه، حكاه اللحياني.

وذأب القتب والرحل: صنعه، وذأب الغلام: عمل له ذؤابة، كأذأبه، وذأبه، وذأب في السير وأذأب: أسرع.

صفحة : 482

وقالوا: رماه الله بداء الذئب داء الذئب: الجوع يزعمون أنه لا داء له غيره ويقال: أجوع من ذئب ، لأنه دهره جائع، وقيل: الموت، لأنه لا يعتل إلا علة الموت، ولهذا يقال: أصح من الذئب ، ومن أمثالهم في الغدر الذئب يأدو الغزال أي يختله، ومنها : ذئبة معزى وظليم في الخبر أي هو في خبثه كذئب وقع في معزى وفي اختباره كظليم، إن قيل له: طر، قال: أنا جمل، أو احمل، قال: أنا طائر، يضرب للماكر الخداع، وفي الأساس: ومن المجاز: هو ذئب في ثلة، وأكلهم الضبع والذئب، أي السنة، وأصابتهم سنة، ضبع وذئب، على الوصف، انتهى.

وذئب يوسف يضرب به المثل لمن يرمى بذنب غيره. ومن كناه أبو جعدة، سئل ابن الزبير عن المتعة فقال: الذئب يكنى أبا جعدة، يعني اسمها حسن وأثرها قبيح، وقد جمع الصاغاني في أسمائه كتابا مستقلا على حروف المعجم، شكر الله صنيعه.

وبنو الذئب بن حجر بطن من الأزد، منهم سطيح الكاهن قال الأعشى:

ما نظرت ذات أشفار كنظرتها      حقا كما صدق الذئبي إذ سجعا وبطن آخر باليمن.

وأبو ذؤيبة كذا في النسخ والصواب أبو ذئبة وهو من بني ربيعة ابن ذهل بن شيبان.

وقبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الأسدي، له ولأبيه صحبة، وذؤيب ابن حارثة، وذؤيب بن شعثم، وذؤيب ابن كليب صحابيون:

وأبو ذؤيب السعدي أبو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة. وربيعة بن عبد ياليل بن سالم ابن الذئبة الثقفي الفارسي، والذئبة: أمه وقد أعادها المصنف وأبو ذؤيب صاحب الديوان لقبه القطيل واسمه خويلد بن خالد ابن المحرث بن زبيد الهذلي أحد بني مازن بن معاوية بن تميم غزا المغرب فمات هناك ودفن بإفريقية كذا قاله، ابن البلاذري وأبو ذؤيب الإيادي، شعراء.

ودارة الذئب: ع بنجد لبني أبي بكر بن كلاب من هوازن.

وذؤاب وذؤيب: اسمان.

وذؤيبة قبيلة من هذيل، قال الشاعر:

عدونا عدوة لا شك فيها    فخلناهم ذؤيبة أو حبيبا

وقد تقدم في ح ب ب.
وسؤول الذئب من بني ربيعة وهو القائل يوم مسعود:

نحن قتلنا الأزد يوم المسجد
والحي من بكر بكل معضد

والذؤابضة بالضم: الناصية أو منبتها أي الناصية من الرأس وعن أبي زيد: ذؤابة الرأس: هي التي أحاطت بالدوارة من الشعر.

وأبو ذؤاب بن ربيعة بن ذؤاب بن ربيعة الأسدي، شاعر فارس ومن قوله يرثي عتيبة لما قتله ذؤاب أبو ربيعة:

إن يقتلوك فقد هتكت بيوتهـم       بعتيبة بن الحارث بن شهاب
بأحبهم فقدا إلـى أعـدائهـم       وأعزهم فقدا على الأصحاب
وعمادهم فيما ألم بجـلـهـم       وثمال كل شريكة منـعـاب

والذؤابة: هي الشعر المضفور من شعر الرأس، وقال بعضهم: الذؤابة: ضفيرة الشعر المرسلة، فإن لويت فعقيصة، وقد تطلق على كل ما يرخى، كما في المصباح.

صفحة : 483

وذؤابة الفرس: شعر في أعلى ناصية الفرس، والذؤابة من النعل ما أصاب الأرض من المرسل على القدم لتحركه، وهو مجاز، وذؤابة السيف: علاقة قائمه، وهو مجاز أيضا، والذؤابة من العز والشرف ومن كل شيء: أعلاه وأرفعه، ويقال: هم ذؤابة قومهم، أي أشرافهم، وهو في ذؤابة قومه، أي أعلاهم، أخذوا من ذؤابة الرأس، وفي حديث دغفل وأبي بكر إنك لست من ذوائب قريش الذؤابة: الشعر المضفور في الرأس، وذؤابة الجبل: أعلاه، ثم استعير للعز والشرف والمرتبة، أي لست من أشرافهم وذوي أقدارهم، ويقال: نحن ذؤابة بسبب وقوعنا في محاربة بعد محاربة وما عرف من بلائنا فيها وفلان من الذنائب لا من الذوائب، ونار ساطعة الذوائب، وعلوت ذؤابة الجبل، وفي لسان العرب: واستعار بعض الشعراء الذوائب للنخل فقال:

جم الذوائب تنمي وهـي آوية     ولا يخاف على حافاتها السرق

والذؤابة: الجلدة المعلقة على آخرة الرحل وهي العذبة، وأنشد الأزهري:

قالوا صدقت ورفعوا لمطيهم    سيرا يطير ذوائب الأكوار ج من ذلك كله ذوائب ويقال: جمع ذؤابة كل شيء أعلاه: ذؤاب، بالضم، قال أبو ذؤيب:

بأري التي تأري اليعاسيب أصبحتإلى شاهق دون السماء ذؤابها والأصل في ذوائب ذآئب لأن الألف التي في ذؤابة كالألف في رسالة حقها أن تبدل منها همزة في الجمع، ولكنهم استثقلوا وقوع ألف الجمع بين همزتين فأبدلوا من الأولى واوا، كذا في الصحاح.

والذئبة: أم ربيعة الشاعر الفارس، وأبوه عبد ياليل بن سالم، وقد كرره المصنف ثانيا وذئبة بلا لام: فرس حاجز الأزدي، نقله الصاغاني، والذئبة: داء يأخذ الدواب في حلوقها فينقب عنه بحديدة في أصل أذنه فيستخرج منه شيء وهو غدد صغار بيض كحب الجاورس أو أصغر منه، ويقال منه: برذون مذؤوب، أي إذا أصابه هذا الداء.

والذئبة: فرجة ما بين دفتي الرحل والسرج والغبيط، أي ذلك كان وقيل: الذئبة من الرحل والقتب والإكاف ونحوها: ما تحت مقدم ملتقى الحنوين، وهو الذي يعض على منسج الدابة قال:

وقتب ذئبته كالمنجل وقال ابن الأعرابي: ذئب الرحل: أحناؤه من مقدمه وذأب الرحل تذئيبا: عمله أي الذئب له: وقتب مذأب، وغبيط مذاب، إذا جعل له فرجة، وفي الصحاح: إذا جعل له ذؤابة، قال لبيد:

فكلفتها همي فـآبـت رذية    طليحا كألواح الغبيط المذأب

وقال امرؤ القيس:
له كفل كالدعص لبده النـدى     إلى حارك مثل الغبيط المذأب

والذأب، كالمنع: الذم هذه عن كراع، والذأب: الصوت الشديد، عنه أيضا.

وغلام مذأب، كمعظم: له ذؤابة، ودارة الذؤيب: اسم دارتين لبني الأضبط بن كلاب.

ومنية الذئيب وأبو الذريب ونيل أبو ذؤيب: قرى بمصر، الأولى من إقليم بلبيس، والثانية من الغربية، والثالثة من المنوفية.

واستذأب النقد محركة: نوع من الغنم: صار كالذئب، فالسين للصيرورة مثل:

إن الغراب بأرضنا يستنسر وهذا مثل يضرب للذلان جمع ذليل إذا علوا الأعزة.

صفحة : 484

وابن أبي ذؤيب كذا في النسخ والصواب: ابن أبي ذئب وهو أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن ابن المغيرة بن الحارث بن ذئب، واسمه هشام بن شعبة بن عبد الله القرشي العامري المدني، وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب محدث مشهور، وهو الذي كان عنده صاع النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن الزهري ونافع، ثقة صدوق، مات سنة تسع وخمسين بالكوفة.

ذ ب ب
ذب عنه يذب ذبا: دفع ومنع وذببت عنه، وفلان يذب عن حريمه ذبا أي يدفع عنهم، وفي حديث عمر رضي الله عنه إنما النساء لحم على وضم إلا ما ذب عنه ، قال:

من ذب منكم ذب عن حميمه
أو فر منكم فر عن حريمه

والذب: الطرد، ومن المجاز: أتاهم خاطب فذبوه: ردوه.

وذب فلان يذب ذبا: اختلف فلم يستقم ويوجد في بعض النسخ بالواو بدل الفاء في مكان واحد.

وذب الغدير يذب: جف في آخر الحر، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

مدارين إن جاعوا وأذعر من مشى  إذا الروضة الخضراء ذب غديرها

وذبت شفته تذب ذبا وذببا، محركة، وذبوبا: يبست وجفت وذبلت عطشا أي من شدة العطش أو لغيره كذا في النسخ، وفي بعضها لغيرة كذبب، هكذا في النسخ والصواب كذببت، وذب لسانه كذلك، قال:

هم سقوني عللا بعد نهل
من بعد ما ذب اللسان وذبل

وذب جسمه: ذبل وهزل، وذب النبت: ذوى، ومن المجاز: ذبب النهار إذا لم يبق منه إلا ذبابة، أي بقية وقال:

وانجاب النهار وذببا وذب فلان إذا سحب لونه كذا في النسخ، والصواب شحب، بالشين المعجمة والحاء، وذب: جف وذببنا ليلتنا تذبيبا أي أتعبنا في السير. ولا ينالون الماء إلا بقرب مذبب أي مسرع، قال ذو الرمة:

مذببة أضر بها بكـوري    وتهجيري إذا اليعفور قالا

أي سكن في كناسه من شدة الحر وفي الأساس، ومن المجاز: ذبب في السير: جد حتى لم يترك ذبابة، وجاءنا راكب مذبب، كمحدث: عجل منفرد، قال عنترة:

يذبب ورد عـلـى إثـره    وأدركه وقع مردى خشب

إما أن يكون على النسب، وإما أن يكون خشيبا فحذف للضرورة.

وظمء مذبب: طويل يسار فيه إلى الماء من بعد فيعجل بالسير، وخمس مذبب: لا فتور فيه، وقوله:

مسيرة شهر للبريد المذبذب أراد المذبب، وثور مذبب، وطعن ورمي غير تذبيب، إذا بولغ فيه وبعير ذاب كذا في النسخ والذي في لسان العرب بعير ذب، أي لا يتقار في مكان واحد، قال:

فكأننا فيهم جـمـال ذبة أدم طلاهن الكحيل وقار فقوله ذبة بالهاء، يدل على أنه لم يسم بالمصدر إذ لو كان مصدرا لقال جمال ذب، كقولك: رجال عدل.

ورجل مذب، بالكسر، وذباب كشداد: دفاع عن الحريم، وذبذب: حمى، وسيأتي.

والذب بالفتح: الثور الوحشي النشيط ويقال له أيضا ذب الرياد غير مهموز، وهو مجاز، سمي بذلك لأنه يختلف ولا يستقر في مكان واحد وقيل: لأنه يرود فيذهب ويجيء، قال ابن مقبل:

يمشي به ذب الـرياد كـأنـه    فتى فارسي في سراويل رامح

وقال النابغة:

صفحة : 485

كأنما الرحل منها فوق ذي جدد ذب الرياد إلى الأشباح نظار وقال أبو سعيد: إنما قيل له: ذب الرياد لأن رياده: أتانه التي ترود معه، وإن شئت جعلت الرياد: رعيه نفسه للكلإ، وقال غيره: قيل: ذب الرياد لأنه لا يثبت في رعيه في مكان واحد، ولا يوطن مرعى واحدا.

والأذب، سماه مزاحم العقيلي وقال:

بلاد بها تلقى الأذب كأنـه بها سابري لاح منه البنائق وأراد: تلقى الذب، فقال: الأذب، لحاجته، قال الأصمعي، وفلان ذب الرياد، ومن المجاز: فلان ذب الرياد: يذهب ويجيء، هذه عن كراع. والذنبب كقنفذ أيضا وهذه عن الصاغاني.

وشفة ذبانة، كريانة ويوجد في بعض النسخ ذبابة بباءين، وهو خطأ، قال شيخنا: يعني أنها من الأوصاف التي جاءت على فعلانة، وهي قليلة عند أكثر العرب، قياسية لبني أسد، أي ذابلة.

والذباب م وهو الأسود الذي يكون في البيوت يسقط في الإناء والطعام، قال الدميري في حياة الحيوان: سمي ذبابا لكثرة حركته، واضطرابه، أو لأنه كلما ذب آب قال:

إنما سمي الذباب ذبـابـا حيث يهوي     وكلما ذب آبا والذباب أيضا: النحل

قال ابن الأثير: وفي حديث عمر رضي الله عنه فاحم له فإنما هو ذباب الغيث يعني النحل، أضافه إلى الغيث على معنى أنه يكون مع المطر حيث كان، ولأنه يعيش بأكل ما ينبته الغيث الواحدة من ذباب الطعام ذبابة بهاء ولا تقل: ذبانة أي بشد الموحدة وبعد الألف نون، وقال في ذباب النحل: لا يقال ذبابة في شيء من ذلك، إلا أن أبا عبيدة روى عن الأحمر ذبابة، هكذا وقع في كتاب المصنف رواية أبي علي، وأما في رواية علي بن حمزة فحكى عن الكسائي الشذاة: ذبابة بعض الإبل، وحكي عن الأحمر أيضا النعرة: ذبابة تسقط على الدواب، فأثبت الهاء فيهما، والصواب: ذباب، وهو واحد، كذا في لسان العرب. وفي التهذيب: واحد الذبان، بغير هاء، قال: ولا يقال: ذبابة، وفي التنزيل: وإن يسلبهم الذباب شيئا فسروه للواحد ج أذبة في القلة مثل غراب وأغربة قال النابغة:

ضرابة بالمشفر الأذبه وذبان بالكسر مثل غربان، وعن سيبويه: ولم يقتصروا به على أدنى العدد، لأنهم أمنوا التضعيف، يعني أن فعالا لا يكسر في أدنى العدد على ذبان، ولو كان مما يفضي به إلى التضعيف كسروه على أفعلة وقد حكى سيبويه مع ذلك: ذب، بالضم في جمع ذباب فهو مع هذا الإدغام على اللغة التميمية، كما يرجعون إليها فيما كان ثانية واوا نحو خون ونور وفي الحديث عمر الذباب أربعون يوما، والذباب في النار قيل: كونه في النار ليس بعذاب، وإنما ليعذب به أهل النار بوقوعه عليهم، ويقال: وإنه لأوهى من الذباب، وهو أهون علي من طنين الذباب، وأبخر من أبي الذباب، وكذا أبو الذبان، وهما الأبخر، وقد غلبا على عبد الملك بن مروان، لفساد كان في فمه قال الشاعر:

لعلي إن مالت بي الريح ميلة  على ابن أبي الذبان أن يتندما

يعني هشام بن عبد الملك وذب الذباب وذببه: نحاه، ورجل مخشي الذباب، أي الجهل.

صفحة : 486

وأرض مذبة: ذات ذباب، قاله أبو عبيد ومذبوبة الأخيرة عن الفراء، كما يقال موحوشة من الوحش، أي كثيرته وبعير مذبوب: أصابه الذباب وأذب كذلك، قاله أبو عبيد، في كتاب أمراض الإبل، وقيل: الأذب والمذبوب جميعا: الذي إذا وقع في الريف والريف لا يكون إلا في الأمصار استوبأه، فمات مكانه، قال زياد الأعجم:

كأنك من جمال بني تمـيم    أذب أصاب من ريف ذبابا

يقول: كأنك جمل نزل ريفا فأصابه الذباب فالتوت عنقه فمات.

والمذبة بالكسر: ما يذب به الذباب، وهي هنة تسوى من هلب الفرس، ويقال: أذنابها مذابها، وهو مجاز.

والذباب أيضا: نكتة سوداء في جوف حدقة الفرس والجمع كالجمع.

والذباب كالذبابة من السيف: حده، أو حد طرفه الذي بين شفرتيه وما حوله من حديه: ظبتاه، والعير: الناتئ في وسطه من باطن وظاهر، وله غراران، لكل واحد منهما ما بين العير وبين إحدى الظبتين من ظاهر السيف وما قبالة ذلك من باطن، وكل واحد من الغرارين من باطن السيف وظاهره، وقيل: ذباب السيف: طرفه المتطرف الذي يضرب به، وفي الحديث رأيت ذباب سيفي كسر فأولته أنه يصاب رجل من أهل بيتي . فقتل حمزة، ويقال: ثمرة السوط يتبعها ذباب السيف، وهو مجاز.

والذباب من الأذن أي أذن الإنسان والفرس: ما حد من طرفها قال أبو عبيد: في أذني الفرس ذباباهما، وهما ما حد من أطراف الأذنين، وهو مجاز، يقال: انظر إلى ذبابي أذنيه، وفرعي أذنيه.

والذباب من الحناء: بادرة نوره، والذباب من العين: إنسانها على التشبيه بالذباب، ومن المجاز قولهم: هو علي أعز من ذباب العين والذباب: الطاعون، والذباب الجنون وقد ذب الرجل بالضم إذا جن فهو مذبوب، وأنشد شمر للمرار بن سعيد:
وفي النصري أحيانا سماح وفي النصري أحيانا ذباب أي جنون، وفي مختصر العين: رجل مذبوب، أي أحمق وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا طويل الشعر فقال: ذباب ذباب الذباب: الشؤم أي هذا شؤم. ورجل ذبابي، مأخوذ من الذباب وهو الشؤم، وذباب أسنان الإبل: حدها، قال المثقب العبدي:

وتسمع للذباب إذا تـغـنـى     كتغريد الحمام على الغصون

وفي الحديث: أنه صلب رجلا على ذباب هو جبل بالمدينة وقيل: الذباب: الشر الدائم يقال: أصابك ذباب من هذا الأمر، وفي حديث المغيرة شرها ذباب وفي الأساس: ومن المجاز: وأصابني ذباب شر وأذى، ومن المجاز رجل ذب الرياد: زوار للنساء عن أبي عمرو، وأنشد لبعض الشعراء فيه:

ما للكواعب يا عيساء قد جعلت    تزور عني وتثنى دوني الحجر
قد كنت فتاح أبواب مغلقة         ذب الرياد إذا ما خولس النظـر

والأذب: الطويل وهو أحد تفسيري بيت النابغة الذبياني يخاطب النعمان:

يا أوهب الناس لعنس صلبه
ذات هباب في يديها خدبـه
ضرابة بالمشفـر الأذبـه

فيما روي بفتح الذال، والأذب من البعير: نابه قال الراجز وهو الأغلب العجلي، ويروى لدكين وهو موجود في أراجيزهما:
كأن صوت نابـه الأذب
صريف خطاف بقعو قب

صفحة : 487

والذبي بالفتح: الجلواز، نقله الصاغاني.

والذبذبة: تردد الشيء، وفي لسان العرب: هو نوس الشيء المعلق في الهواء، وتذبذب: ناس واضطرب، والذبذبة: حماية الجوار والأهل وذبذب الرجل: إذا منع الجوار والأهل أي حماهم، والذبذبة: إيذاء الخلق، وسيأتي في كلام المؤلف أنه لا يقال: إيذاء، وإنما يقال أذية وأذى، والذبذبة: التحريك هكذا في النسخ الموجودة، والذي في لسان العرب: التذبذب: التحرك، وتذبذب الشيء: ناس واضطرب، وذبذبه هو، وأنشد ثعلب:

وحوقل ذبذبه الوجيف
ظل لأعلى رأسه الرجيف

وفي الحديث: فكأني أنظر إلى يديه يذبذبان أي يتحركان ويضطربان يريد كمييه والذبذبة: اللسان، وقيل: الذكر وفي الحديث من وقي شر ذبذبه وقبقبه فقد وقي . الذبذب: الفرج، والقبقب: البطن، وفي رواية من وقي شر ذبذبه دخل الجنة يعني الذكر، سمي به لتذبذبه أي لحركته، ومنهم من فسره باللسان، نقله شيخنا عن بعض شراح الجامع كالذبذب والذباذب لأنه يتذبذب، أي يتردد وهو على وزن الجمع، وليس بجمع ومثله في لسان العرب. فقول شيخنا: إنه من أوزان الجموع، فإطلاقه على المفرد بعيد، عجيب، قال الصاغاني: أو جمع بما حوله، قالت امرأة لزوجها واسمها غمامة، وزوجها أسدي:

يا حبذا ذباذبك
إذ الشباب غالبك

والذباذب: المذاكير، وقيل: الذباذب: الخصى واحدتها ذبذبة، وهي الخصية، والذبذبة، والذباذب: أشياء تعلق بالهودج أو رأس البعير للزينة، واحدتها ذبذب بالضم، وفي حديث جابر كان علي بردة لها ذباذب أي أهداب وأطراف، واحدها ذبذب، بالكسر، سميت بذلك لأنها تتحرك على لابسها إذا مشى، وقول أبي ذؤيب:

ومثل السدوسيين سادا وذبـذبـا    رجال الحجاز من مسود وسائد

قيل: ذبذبا: علقا، يقول: تقطع دونهما رجال الحجاز.

والذبابة، كثمامة: البقية من الدين وقيل: ذبابة كل شيء: بقيته، وصدرت الإبل وبها ذبابة أي بقية عطش، وعن أبي زيد: الذبابة: بقية الشيء وأنشد الأصمعي لذي الرمة:

لحقنا فراجعنا الحمول وإنما     يتلي ذبابات الوداع المراجع

يقول: إنما يدرك بقايا الحوائج من راجع فيها، والذبابة أيضا: البقية من مياه الأنهار.

وذبابة: ع بأجإ و: ع بعدن أبين، نقلهما الصاغاني.

ورجل مذبذب بكسر الذال الثانية ويفتح وكذا متذبذب: متردد بين أمرين أو بين رجلين ولا يثبت صحبة لواحد منهما، وفي التنزيل العزيز في صفة المنافقين مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء المعنى مطردين مدفعين عن هؤلاء وعن هؤلاء، وفي الحديث تزوج وإلا فأنت من المذبذبين أي المطرودين عن المؤمنين، لأنك تركت طريقتهم وأصله من الذب وهو الطرد، قال ابن الأثير: ويجوز أن يكون من الحركة والاضطراب.

وذبذب: ركية بموضع يقال له مطلوب.

صفحة : 488

وسموا ذبابا كغراب وذبابا مثل شداد فمن الأول ذباب بن مرة، تابعي، عن علي، وعطاء مولى ابن أبي ذباب، حدث عنه المقبري، وإياس بن عبد الله بن أبي ذباب: صحابي، عنه الزهري، وسعد ابن أبي ذباب، له صحبة أيضا، ومن ذريته الحارث بن سعد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، الأخير ذكره ابن أبي حاتم، ومن الثاني: ذباب بن معاوية العكلي الشاعر، نقله الصاغاني: وفي الأساس: ومن المجاز: يوم ذباب، كشداد: ومد يكثر فيه البق على الوحش فتذبها بأذنابها، فجعل فعلها لليوم، وفي لسان العرب: وفي الطعام ذبيباء، ممدود، حكاه أبو حنيفة في باب الطعام ولم يفسره، وقيل: إنها الذنيباء، وستذكر في موضعها.

وقال شيخنا في شرحه: والذبابات: الجبال الصغار، قاله الأندلسي في شرح المفصل، ونقله عبد القادر البغدادي في شرح شواهد الرضى.

وقال الزجاج: أذب الموضع إذا صار فيه الذباب.

ذ ر ب
ذرب كفرح يذرب ذربا وذرابة فهو ذرب ككتف: حد قال شبيب يصف إبلا:

كأنها من بـدن وإيفـار
دبت عليها ذربات الأنبار

ذربات الانبار أي حديدات اللسع والذرب: الحاد من كل شيء وذرب الحديدة كمنع: أحد، هذا صريح في أن مضارعه أيضا مفتوح العين، ولا قائل به، والقياس ينافيه، لأنه غير حلقي اللام ولا العين، كما هو مقرر في كتب التصريف، والذي في لسان العرب وكتب الأفعال والبغية لأبي جعفر، والمصباح للفيومي: أن ذرب الحديدة ككتب يذربها ذربا: أحدها، كذرب، بالتشديد، فهي مذروبة وقوم ذرب، بالضم أي أحداء فهو جمع على غير قياس.

والذربة بالكسر كالقربة، والذربة: الصخابة الحديدة السليطة الفاحشة الطويلة اللسان زاد ابن الأثير: والفاسدة الخائنة، والكل راجع إلى معنى الحدة، وهو ذرب بالكسر، بهذا المعنى، وهو مجاز، وفيه تأخير المذكر عن المؤنث وهو مخالف لقاعدته، قال شيخنا، وهذا لا يجاب عنه، ويمكن أن يوجه أنه لما كانت هذه الصفة أعني الخيانة في الفرج، والصخب والسلاطة لازمة للمؤنث غالبة عليه بخلاف المذكر قدم عليه في الذكر. وفي لسان العرب: في الحديث أن أعشى بني مازن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده أبياتا فيها:

يا سيد الناس وديان العرب
إليك أشكو ذربة من الذرب

ومنها:
تكد رجلي مسامير الخشب
وهن شر غالب لمن غلب

وذكر ثعلب عن ابن الأعرابي أن هذا الرجز للأعور بن قراد بن سفيان من بني الحرماز، وهو أبو شيبان الحرمازي أعشى بني حرماز، قال أبو منصور: أراد بالذربة امرأته كنى بها عن فسادها وخيانتها غياه في فرجها، وأصله من ذرب المعدة وهو فسادها: وذربة منقول من ذربة كمعدة من معدة، وقيل: أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها، من قولهم: ذرب لسانه، إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال. والذربة: الغدة ج ذرب كقرب على وزن عنب قاله أبو زيد.

والذراب كتراب: السم عن كراع، اسم لا صفة، وسم ذرب: حديد.

صفحة : 489

والتذريب: التحديد، وسنان مذرب وسيف مذرب كمعظم وذرب ككتف ومذروب: مسموم أي نقع في السم ثم شحذ، وفي التهذيب: تذريب السيف: أن ينقع في السم، فإذا أنعم سقيه أخرج فشحذ، قال: ويجوز: ذربته فهو مذروب، قال:

لقد كان ابن جعـدة أريحـيا    على الأعداء مذروب السنان والذرب

ككتف: إزميل الإسكاف وهي بالكسر إشفى له يخيط بها والذرب بالكسر كحمل: شيء يكون في عنق الإنسان أو عنق الدابة مثل الحصاة، كالذربة وهي الغدة، قاله أبو زيد، وجمعه ذربة بالهاء، أو الذرب: داء يكون في الكبد بطيء البرء.
والذرب بالضم جمع ذرب ككتف للحديد اللسان، يقال: قوم ذرب أي أحداء، وقد تقدم، وذرب اللسان: حدته، ولسان ذرب ومذروب، وقال الراغب: أصل معنى الذرابة: حدة نحو السيف والسنان، وقيل: هي أنء تسقى السم، وتستعار لطلاقة اللسان مع عدم اللكنة، وهذا محمود، وأما بمعنى السلاطة والصخابة فمذموم، كالحدة، قال تعالى: سلقوكم بألسنة حداد نقله شيخنا، وعن ابن الأعرابي: أذرب الرجل، إذا فصح لسانه بعد حضرمة، ولسان ذرب: حديد الطرف وفيه ذرابة أي حدة، وذربه: حدته.

والذرب محركة: فساد اللسان وبذاؤه، في حديث حذيفة كنت ذرب اللسان على أهل] قال أبو بكر في قولهم: فلان ذرب اللسان سمعت أبا العباس يقول: أي فاسد اللسان، قال: وهو عيب وذم يقال: قد ذرب لسان الرجل يذرب، إذا فسد، وأنشد:

 
ألم أك باذلا ودي ونصـري     وأصرف عنكم ذربي ولغبي

اللغب: الرديء من الكلام، وقيل: الذرب اللسان: الحاده، وهو يرجع إلى الفساد، وقيل: الذرب اللسان: الشتام الفاحش، وقال ابن شميل: الذرب اللسان: الفاحش البذيء الذي لا يبالي ما قال ج أذراب، عن ابن الأعرابي، وأنشد لحضرمي بن عامر الأسدي:

ولقد طويتكم على بللاتـكـم     وعرفت ما فيكم من الأذراب على بللاتكم

أي على ما فيكم من أذى وعداوة، ورواه ثعلب: الأعياب، جمع عيب، وفي الأساس: ومن المجاز: فلان ذرب الخلق، أي فاسده، وفيهم أذراب، أي مفاسد، وذربت فلانا: هيجته، وفلان يضرب بيننا ويذرب.

ومن المجاز: الذرب: فساد الجرح واتساعه يقال: ذرب الجرح ذربا فهو ذرب: فسد واتسع، ولم يقبل البرء والدواء، والذرب هو سيلان صديده أي الجرح، أو المعنيان متقاربان، وعن ابن الأعرابي: أذرب الرجل، إذا فسد عيشه، والذرب: فساد المعدة وذربت معدته تذرب ذربا، كالذرابة والذروبة بالضم، فهي ذربة وصلاحها وهو ضد وذرب المعدة: حدتها عن الجوع والذرب: المرض الذي لا يبرأ، وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه ما الطاعون? قال: ذرب كالدمل يقال: ذرب الجرح إذا لم يقبل الدواء، وفي الحديث في ألبان الإبل وأبوالها شفاء الذرب هو بالتحريك: الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام وتفسد ولا تمسكه، كذا في لسان العرب والذي في الأساس: شفاء للذربة بطونهم.

والذرب: الصدأ نقله الصاغاني وذرب أنفه ذرابة: قطر.

صفحة : 490

والذرب: الفحش قاله أبو زيد، وفي الصحاح قال: وليس من ذرب اللسان وحدته، وأنشد:

ارحني واسترح مني فإني    ثقيل محملي ذرب لساني

وقال عبيد.

وخرق من الفتيان أكرم مصدقامن السيف قد آخيت ليس بمذروب قال شمر: أي ليس بفاحش.

ورماه بالذربين بتحريك الأولين وكسر الموحدة أي بالشر والخلاف والداهية، كالذربيا.

والتذريب: حمل المرأة طفلها حتى يقضي حاجته، عن ابن الأعرابي.

وتذرب كتمنع: ع قال ابن دريد: هو فعلل، والصواب أنه تفعل، كما قاله الصاغاني.

والمذرب كمنبر: اللسان لحدته.

والذربى كجمزى والذربيا على فعليا بفتح الأولين وتشديد التحتية كما في الصحاح: العيب، والذربيا: الشر والاختلاف والذربى محركة مشددة والذربية والذربين الداهية، كالذربيا قال الكميت:

رماني بالآفات من كل جانب     وبالذربيا مرد فهر وشيبهـا

والذريب كطريم أي بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح التحتية، كذا في أصلنا، وفي بعض النسخ كحذيم، وبه ضبط المصنف طريم، كما يأتي له، وفي بعضها كدرهم، قال شيخنا: وهو الصواب، لأنه لا شبهة فيه، ولكن في وزنه بطريم أو حذيم إشارة لموافقتهما في زيادة التحتية، كما لا يخفى، ويوجد في بعض النسخ، ككريم، أي على صيغة اسم الفاعل، وهو خطأ: الزهر الأصفر أو هو الأصفر من الزهر وغيره، قال الأسود بن يعفر ووصف نباتا.

قفرا حمته الخيل حتى كأن    زاهره أغشي بالـذريب

وأما، ما ورد في حديث أبي بكر رضي الله عنه لتألمن النوم على الصوف الأذربي كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان فإنه ورد في تفسيره أنه المنسوب إلى أذربيجان على غير قياس، قال ابن الأثير: هكذا يقوله العرب، والقياس أن يقول: أذري بغير باء، أي بالتحريك، كما يقال في النسب إلى رام هرمز: رامي، وقيل: أذري بسكون الذال، لأن النسبة إلى الشطر الأول، وكل قد جاء.

قلت: وقد تقدم في أذرب ذكر هذا الكلام بعينه مستدركا على المؤلف فراجعه، ثم إن قوله: والأذربي إلى أذربيجان ساقط من بعض النسخ القديمة، وثابت في الأصول المصححة المتأخرة، قال شيخنا: وموضعه النون والألف لأنه أعجمي، حروفه كلها أصلية، ولكنه أهمل ذكره اكتفاء بالتنبيه عليه هنا، وقد اختلفوا في ضبطه، فالذي ذكره الجلال في لب اللباب أنه بفتح الهمزة والراء بينهما معجمة.

قلت: هكذا جاء في شعر الشماخ:

تذكرتها وهنا وقد حال دونهـا     قرى أذربيجان المسالح والحال

صفحة : 491

وزاد في التوشيح أنه بفتح الهمزة والذال المعجمة وسكون الراء وكسر الموحدة، وزاد في المراصد وجها ثالثا وهو مد الهمزة مع فتح الذال وسكون الراء، روى ذلك عن المهلب، وقال ياقوت: لا أعرف المهلب هذا، وهو إقليم واسع مشتمل على مدن وقلاع وخيرات بنواحي جبال العراق غربي أرمينية، من مشهور مدنه تبريز، وهي قصبتها، وكانت قديما المراغة، ومن مدنها: خوي، وسلماس، وأرمية، وأردبيل، ومرند، وقد خرب غالبهضا، قال ياقوت: وهو اسم اجتمعت فيه خمس موانع من الصرف: العجمة، والتعر]ف والتأنيث والتذكير والتركيب، وإلحاق الألف والنون، ومع ذلك فإنه إذا زالت عنه إحدى هذه الموانع وهو التعريف صرف، لأن هذه الأسباب لا تكون موانع من الصرف إلا مع العلمية، فإذا زالت العلمية بطل حكم البواقي، ومعناه: حافظث بيت النار لأن آذر بالفهلوية: النار، وبايكان: الحارس.

ذ ر ن ب
الذرنب بالذال المعجمة المفتوحة: لغة في الزرنب الآتي في الزاي، وهو طيب معروف، حكاها الزمخشري في الفائق، ونقلها غيره عن الخليل، استدركها شيخنا على المصنف.

ذ ع ب
تذعبته الجن أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: أي أفزعتهث مثل تذأ بته، وانذعب الماء وانثعب إذا سال واتصل جريانه في النهر.

والذعبان بالضم: الفتي من الذئاب، وقال الأصمعي: رايتهم مذعابين كأنهم عرف ضبعان، ومثعابين، بمعناه وهو أن يتلو بعضهم بعضا، قال الأزهري: وهذاعندي مأخوذ من انذعب الماء وانثعب، قلبت الثاء ذالا.

ذ ع ل ب
الذعلبة بالكسر: الناقة السريعة السير كالذعلب بغير هاء وقد شبهت بالذعلبة وهي النعامة لسرعتها و: الحاجة الخفيفة، عن أبي عبيدة، والجمع: الذعاليب، وفي حديث سواد بن مطرف الذعلب الوجناء هي الناقة السريعة، وقال خالد بن جنبة: الذعلبة: النويقة التي هي صدع في جسمها، وأنت تحقرها وهي نجيبة وقال غيره: هي البكرة الحدثة، وقال ابن شميل: هي الخفيفة الجواد، وجمع الذعلبة: الذعاليب، وجمل ذعلب: سريع باق على السير، والأنثى بالهاء، وأنكر ابن شميل فقال: ولا يقال: جمل ذعلب والذعلبة: طرف الثوب أوء ما تقطع منه أي الثوب فتعلق، كالذعلوب فيهما.

والذعلب من الخرق: القطع المشققة.

والذعلوب أيضا: القطعة من الخرقة، والذعاليب: قطع الخرق، قال رؤبة:

كأنه إذ راح مسلوس الشمق
منسرحا عنه ذعاليب الخرق

وقال أبو عمرو: الذعاليب: ما تقطع من الثياب، وأطراف الثياب، وأطراف القميص يقال لها: الذعاليب واحدها: ذعلوب، وأكثر ما يستعمل ذلك جمعا، أنشد ابن الأعرابي لجرير:

لقد أكون على الحاجات ذا لبث     وأحوذيا إذا انضم الذعالـيب

واستعاره ذو الرمة لما تقطع من منسج العنكبوت قال:

فجاء بنسج من صناع ضعـيفة    ينوس كأخلاق الشفوف ذعالبه

وثوب ذعاليب: خلق عن اللحياني ونقله السيوطي عن ثعلب في أماليه، وقد تبدل الباء تاء في لغة، كما يأتي في محله.

والتذعلب: انطلاق في استخفاء وقد تذعلب تذعلبا.

صفحة : 492

والمتذعلب: الخفيف الثياب والمنطق، هكذا في النسخ والصواب: والمنطلق في استخفاء والمتذعلب: المضطجع، كالمتذلعب كما يأتي.

ذ ك ب
المذكوبة بالذال المعجمة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هي المرأة الصالحة، عن ابن الأعرابي.

ذ ل ع ب
اذلعب الرجل: انطلق في جد وإسراع اذلعبابا وكذلك الجمل، من النجاء والسرعة، قال الأغلب العجلي:

ماض أمام الركب مذلعب والمذلعب: المنطلق، والمصمعد مثله، قال أبو منصور: واشتقاقه من الذعلب، قال: وكل فعل رباعي ثقل آخره فإن تثقيله معتمد على حرف من حروف الحلق، والمذلعب: المضطجع كالمجلعب بالجيم، وهاتان الترجمتان، أعني ذعلب وذلعب وردتا في أصول الصحاح في ترجمة واحدة ذعلب، ولم يترجم على ذلعب، لما في اللفظين من التوافق، وإن تقدم بعضها أو تأخر، فقول المصنف إيراد الجوهري إياه في ذعلب وهم، محل تأمل، كما لا يخفى، ثم رأيت الصاغاني قال في التكملة بعد ما أنشد قول الأغلب العجلي: وليس هذا التركيب موضع ذكر هذه اللغة فيه، بل موضعه تركيب ج ل ع ب والرواية:

ناج أمام الركب مجلعب

ذ ن ب
الذنب: الإثم والجرم والمعصية الجمع: ذنوب، وجج أي جمع الجمع ذنوبات، وقد أذنب الرجل: صار ذا ذنب، وقد قالوا إن هذا من الأفعال التي لم يسمع لها مصدر على فعلها، لأنه لم يسمع إذناب كإكرام، قاله شيخنا، وقوله عز وجل في مناجاة موسى عليه السلام ولهم علي ذنب عنى به قتل الرجل الذي وكزه موسى عليه السلام فقضى عليه، وكان ذلك الرجل من آل فرعون.

والذنب بالتحريك معروف واحد الأذناب، ونقل شيخنا عن عناية الشهاب أن الذنب مأخوذ من الذنب محركة، وهو الذيل، وفي الشفاء أنه مأخوذ من الشيء الدنيء الخسيس الرذل، قال الخفاجي: الأخذ أوسع دائرة من الاشتقاق وذنب الفرس: نجم في السماء يشبهه ولذا سمي به ومن ذلك ذنب الثعلب: نبت يشبهه وهو الذنبان، وقد يأتي وذنب الخيل: نبات ويقال فيه: أذناب الخيل وهي عشبة تحمد عصارتها، على التشبيه.

والذنابى والذنبى بضمهما وفتح النون في الأول وضمهما مع تشديد الموحدة في الثاني والذنبى بالكسر: الذنب، الأخيران عن الهجري، وأنشد: يبشرني بالبين من أم سالم أحم الذنبى خط بالنفس حاجبه يروى بهما، وعلى الأول قول الشاعر:
جموم الشد شائلة الذنابى وفي الصحاح: الذنابى: ذنب الطائر، وقيل: الذنابى: منبت الذنب وذنابى الطائر: ذنبه، وهي أكثر من الذنب، وذنب الفرس والعير وذناباهما وذنب، فيهما، أكثر من ذنابى، وفي جناح الطائر أربع ذنابى بعد الخوالي، وعن الفراء: يقال: ذنب الفرس وذنابى الطائر، والذي قاله الرياشي: الذنابى لذي جناح، والذنب لغيره وربما استعير الذنابى للفرس، نقله شيخنا ومن المجاز: ذنب الرجل وأذناب الناس وذنباتهم محركة أي أتباعهم وسفلتهم دون الرؤساء، على المثل، وسفلتهم بكسر الفاء، ويقال: جاء فلان بذنبه، أي بأتباعه، وقال الحطيئة يمدح قوما:

قوم هم الرأس والأذناب غيرهم     ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا

صفحة : 493

وهؤلاء قوم من بني سعد بن زيد مناة، يعرفون ببني أنف الناقة لقول الحطيئة هذا، وهم يفتخرون به.

وأذناب الأمور: مآخيرها، على المثل أيضا.

ومن المجاز: الذانب: التابع الشيء على أثره، يقال: ذنبه يذنبه بالضم ويذنبه بالكسر: تلاه واتبع ذنابته فلم يفارق أثره قال الكلابي:

وجاءت الخيل جميعا تذنبه كاستذنبه: تلا ذنبه، والمستذنب: الذي يكون عند أذناب الإبل، لا يفارق أثرها قال:

مثل الأجير استذنب الرواحلا والذنوب: الفرس الوافر الذنب، والطويل الذنب، وفي حديث ابن عباس كان فرعون على فرس ذنوب أي وافر شعر الذنب، والذنوب من الأيام: الطويل الشر لا ينقضي، كأنه طويل الذنب، وفي قول آخر: يوم ذنوب: طويل الذنب لا ينقضي، يعني طول شره، ورجل وقاح الذنب: صبور على الر[كوب، وقولهم: عقيل طويلة الذنب، لم يفسره ابن الأعرابي قال ابن سيده: وعندي أن معناه أنها كثيرة ركاب الخيل، وحديث طويل الذنب، لا يكاد ينقضي، على المثل أيضا، كذا في لسان العرب.

والذنوب: الدلو العظيمة ما كانت، كذا في المصباح، أو التي كانت لها ذنب، أو هي التي فيها ماء، أو هي الدلو الملأى، قال الأزهري: ولا يقال لها وهي فارغة، أو هي التي يكون الماء فيها دون الملء أو قريب منه، كل ذلك مذكور عن اللحياني والزجاج، وقال ابن السكيت: إن الذنوب تؤنث وتذكر، ومن المجاز: الذنوب: الحظ والنصيب قال أبو ذؤيب:

لعمرك والمنايا غالبـات     لكل بني أب منها ذنوب

ج في أدنى العدد أذنبة، والكثير ذنائب، كقلوص وقلائص وذناب ككتاب، حكاه الفيومي، وأغفله الجوهري وقد يستعار الذنوب بمعنى القبر قال أبو ذؤيب:

فكنت ذنوب البئر لما تبسلتوسربلت أكفاني ووسدت ساعدي وقد استعملها أمية بن أبي عائذ الهذلي في السير فقال يصف حمارا:

إذا ما انتحين ذنوب الحـضـا     ر جاش خسيف فريغ السجال

يقول: إذا جاء هذا الحمار بذنوب من عدو جاءت الأتن بخسيف، وفي التهذيب: والذنوب في كلام العرب على وجوه، من ذلك قوله تعالى فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم وقال الفراء: الذنوب في كلام العرب: الدلو العظيمة، ولكن العرب تذهب به إلى النصيب والحظ، وبذلك فسر الآية، أي حظا من العذاب كما نزل بالذين من قبلهم وأنشد:

لها ذنوب ولكم ذنوب فإن أبيتم فلكم قليب ومن المجاز قولهم: ضربه على ذنوب متنه، الذنوب: لحم المتن وقيل: هو منقطع المتن وأسفله، أو الذنوب الألية والمآكم قال الأعشى:

وارتج منها ذنوب المتن والكفل والذنوبان: المتنان من هنا وهنا.

والذناب بالكسر ككتاب: خيط يشد به ذنب البعير إلى حقبه لئلا يخطر بذنبه فيلطخ ثوب راكبه، نقله الصاغاني.

وذنب كل شيء: آخره، وجمعه ذناب والذناب من كل شيء: عقبه ومؤخره قال:

ونأخذ بعده بذناب عـيش     أجب الظهر ليس له سنام

صفحة : 494

وقالوا: من لك بذناب والذناب مسيل ما بين كل تلعتين، على التشبيه بذلك ج ذنائب، ومن المجاز ركب الماء ذنبة الوادي والنهر والدهر، محركة، وذنابته، بالضم ويكسر وكذا ذنابه بالكسر، وذنبه محركة، عن الصاغاني، وذنابته بالكسر عن ثعلب أكثر من ذنبته: أواخره، وفي بعض النسخ: آخره، وفي التكملة: هو الموضع الذي ينتهي إليه سيله، وقال أبو عبيد: الذنابة بالضم: ذنب الوادي وغيره، وأذناب التلاع: مآخيرها، وكان ذلك على ذنب الدهر، أي في آخره، وجمع ذنابة الوادي: ذنائب.

والذنابة بالضم: التابع، كالذانب وقد تقدم، والذنابة من النعل: أنفها.

ومن المجاز: ذنابة العين وذنابها بكسرهما وذنبها: مؤخرها.

والذنابة بالكسر، من الطريق: وجهه حكاه ابن الأعرابي، وقال أبو الجراح لرجل: إنك لم ترشد ذنابة الطريق، يعني وجهه.

وفي الحديث من مات على ذنابي طريق فهو من أهله يعني على قصد طريق، وأصل الذنابي منبت ذنب الطائر.

والذنابة: القرابة والرحم: وذنابة العيص بالضم: ع.

وذنب البسرة وغيرها من التمر: مؤخرها.

ومن المجاز ذنبت البسرة تذنيبا فهي مذنبة وكتت من قبل ذنبها قال الأصمعي: إذا بدت نكت من الإرطاب في البسر من قبل ذنبها قيل: ذنب وهو أي البسر مذنب كمحدث.

وتذنوب بالفتح وتاؤه زائدة وفي لسان العرب: التذنوب: البسر الذي قد بدا فيه الإرطاب من قبل ذنبه، ويضم، وهذه نقلها الصاغاني عن الفراء، وحينئذ يحتمل دعوى أصالتها، وقال الأصمعي: والرطب: التذنوب واحدته بهاء أي تذنوبة قال:

فعلق النوط أبا محـبـوب    إن الغضى ليس بذي تذنوب

وعن الفراء: جاءنا بتذنوب، وهي لغة بني أسد، والتميمي يقول: تذنوب، وهي تذنوبة، وفي الحديث كان يكره المذنب من البسر مخافة أن يكونا شيئين فيكون خليطا ، وفي حديث أنس كان لا يقطع التذنوب من البسر إذا أراد أن يفتضخه وفي حديث ابن المسيب كان لا يرى بالتذنوب أن يفتضخ بأسا ، ومن المجاز: ذنبت كلامه تعلقت بأذنابه وأطرافه.

والمذنب كمنبر والمذنبة وضبطه في الأساس كمقعد: المغرفة لأن لها ذنبا أو شبه الذنب والجمع مذانب، قال أبو ذؤيب الهذلي : وسود من الصيدان فيها مذانب النضار إذا لم نستفدها نعارها الصيدان: القدور التي تعمل من الحجارة، ويروى مذانب نضار ، والنضار بالضم: شجر الأثل، وبالكسر الذهب، كذا في أشعار الهذليين.

والمذنب: مسيل ما بين التلعتين، ويقال لمسيل ما بين التلعتين: ذنب التلعة، وفي حديث حذيفة حتى يركبها الله بالملائكة فلا يمنع ذنب تلعة أو هو مسيل الماء إلى الأرض، والمذنب مسيل في الحضيض ليس بخد واسع، وأذناب الودية ومذانبها: أسافلها، وفي الصحاح: المذنب: مسيل ماء في الحضيض والتلعة في السند والمذنب: الجدول وقال أبو حنيفة: كهيئة الجدول يسيل عن الروضة بمائها إلى غيرها فيفرق ماؤها فيها، والتي يسيل عليها الماء: مذنب أيضا، قال امرؤ القيس:

وقد أغتدي والطير في وكناتها      وماء الندى يجري على كل مذنب

صفحة : 495

وكله قريب بعضه من بعض، وفي حديث ظبيان وذنبوا خشانه أي جعلوا له مذانب ومجاري، والخشان ما خشن من الأرض.

كالذنابة والذنابة بالضم والكسر، والمذنب: الذنب الطويل، عن ابن الأعرابي.

ومذينب كأحيمر: اسم واد بالمدينة يسيل بالمطر، يتنافس أهل المدينة بسيله كما يتنافسون بسيل مهزور، كذا قاله ابن الأثير، ونقله في لسان العرب، واستدركه شيخنا.

والذنبان محركة نبت معروف، وبعض العرب يسميه ذنب الثعلب وقيل: الذنبان بالتحريك نبتة ذات أفنان طوال غبر الورق، وتنبت في السهل على الأرض لا ترتفع، تحمد في المرعى، ولا تنبت إلا في عام خصيب، وقال أبو حنيفة: الذنبان: عشب له جزرة لا تؤكل، وقضبان مثمرة من أسفلها إلى أعلاها، وله ورق مثل ورق الطرخون، وهو ناجع في السائمة، وله نويرة غبراء تجرسها النحل، وتسمو نحو القامة تشبعث الثنتان منه بعيرا، قال الراجز:

حوزها من عقب إلى ضبع
في ذنبانس ويبيس منقفع
وفي رفوض كلإ غير قشع.

أو نبت له سنبل في أطرافه كالذرة وقضب وورق، ومنبته بكل مكان ما خلا حر الرمل، وهو ينبت على ساق وساقين، واحدته بهاء قال أبو محمد الحذلمي:

في ذنبان يستظل راعيه والذنبان: ماء بالعيص.

والذنيباء ممدودة كالغبيراء وهي حبة تكون في البر تنقى منه عن أبي حنيفة، حتى تسقط.

والذنابة بالكسر، والذنائب، والذنابة، بالضم والذانب والذنوب، والذناب مواضع قال ابن بري: الذنائب موضع بنجد، هو على يسار طريق مكة، قال مهلهل بن ربيعة.

فلو نبش المقابر عن كليب     فتخبر بالذنـائب

أي زير وبيت الصحاح له أيضا:

فإن يك بالذنائب طال ليلـي    فقد أبكي على الليل القصير

وفي كتاب أبي عبيد: قالوا: الذنائب عن يسار فلجة للمصعد إلى مكة وبه قبر كليب وفيها منازل ربيعة ثم منازل بني وائل، وقال لبيد، شاهد المذانب:

ألم تلمم على الدمن الخوالي
لسلمى بالمناقب فالقفال

وقال عبيد بن الأبرص، شاهد الذنوب:

أقفر من أهله ملحوب     فالقطبيات فالذنـوب

وأما الذناب ككتاب فهو واد لبني مرة بن عوف غزير الماء كثير النخل والذنيبي كزبيري وياء النسبة متروكة: ضرب من البرود قاله أبو الهيثم وأنشد:

لم يبق من سنة الفاروق نعرفه      إلا الذنيبي وإلا الدرة الخلق

صفحة : 496

وعن أبي عبيدة: فرس مذانب وقد ذانبت، قال شيخنا: ضبطه الصاغاني بخطه بالهمزة، وغيره بغيرها، وهو الظاهر: إذا وقع ولدها في القحقح بضمتين، هو ملتقى الوركين من باطن ودنا خروج السقي وارتفع عجب الذنب وعكوته، والسقي بكسر السين المهملة هكذا في النسخ التي بأيدينا، ومثله في لسان العرب، وضبطه شيخنا بكسر العين المهملة، قال: وهو جلدة فيها ماء أصفر، وفي حديث علي كرم الله وجهه ضرب يعسوب الدين بذنبه أي سار في الأرض ذاهبا بأتباعه، ويقال أيضا: ضرب فلان بذنبه: أقام وثبت، ومن المجاز: أقام بأرضنا وغرز ذنبه، أي لا يبرح، وأصله في الجراد، والعرب تقول: ركب فلان ذنب الريح، إذا سبق فلم يدرك، مبنيا للمجهول، وهو مجاز ومن المجاز أيضا: يقولون ركب ذنب البعير إذا رضي بحظ ناقص مبخوس ومن المجاز أيضا: ولى الخمسين ذنبا: جاوزها، وأربى على الخمسين وولته ذنبها، قال ابن الأعرابي: قلت للكلابي: كم أتى عليك: فقال: قد ولت لي الخمسون ذنبها، هذه حكاية ابن الأعرابي، والأول حكاية يعقوب، وبيني وبينه ذنب الضب، إذا تعارضا، واسترخى ذنب الشيخ: فتر شيبه، وكل ذلك مجاز.

واستذنب الأمر: تم واستتب.

والذنبة محركة: ماء بين إمرة بكسر الهمزة وتشديد الميم وأضاخ كان لغني ثم صار لتميم.

وذنب الحليف: ماء لبني عقيل ابن كعب.

وذنب التمساح من قرى البهنسا.

ومن المجاز تذنب الطريق: أخذه كأنه أخذ ذنابته، أو جاءه من ذنبه، ومن المجاز: تذنب المعتم ذنب عمامته وذلك إذا أفضل منها شيئا فأرخاه كالذنب.

وتذنب على فلان: تجنى وتجرم، كذا في الأساس.

والمذانب من الإبل كالمستذنب: الذي يكون في آخر الإبل وقال الجوهري: عند أذناب الإبل.

والمذنب كمحدث: الضب، و: التي تجد من الطلق شدة فتمدد ذنبها.

في لسان العرب: التذنيب للضب والفراش ونحو ذلك إذا أرادت التعاظل والسفاد، قال الشاعر:

مثل الضباب إذا همت بتذنيب وذنب الجراد والفراش والضباب إذا أرادت التعاظل والبيض فغرزت أذنابها، وذنب الضب: أخرج ذنبه من أدنى الجحر، ورأسه في داخله، وذلك في الحر، قال أبو منصور: إنما يقال للضب مذنب إذا ضرب بذنبه من يريده من محترش أو حية، وقد ذنب تذنيبا إذا فعل ذلك.

وضب أذنب: طويل الذنب، وفي الأساس: وذنبه الحارش: قبض على ذنبه، ومن أمثالهم من لك بذناب لو قال الشاعر.

فمن يهدي أخا لذناب لو     فأرشوه فإن الله جـار

واستشهد عليه شيخنا بقول الشاعر:

تعلقت من أذناب لو بليتني     وليت كلو خيبة ليس ينفع

ومن المجاز: اتبع ذنب الأمر: تلهف على أمر مضى.

صفحة : 497

ومما في الصحاح نقلا عن الفراء: الذنابى: شبه المخاط يقع من أنوف الإبل، وقال شيخنا: ولعل المصنف اعتمد ما ذكره ابن بري في رده وعدم قبوله: فإنه قال: هكذا في الأصل بخط الجوهري، وهو تصحيف، والصحيح الذناني بالنون، وهكذا قرأناه على شيخنا أبي أسامة جنادة بن محمد الأزدي، مأخوذ من الذنين، وهو الذي يسيل من أنف الإنسان، والمعزى، فكان حقه أن يذكره ويتعقبه تبعا لابن بري لأنه يتبعه في غالب تعقباته، أو يذكره ويبقيه اقتفاء لأثر الجوهري، لأنه صح عنده، أما تركه مع وجوده في الصحاح، وخصوصا مع البحث فإنه بمعزل فيه عن التحقيق انتهى، قلت: ومثله في المزهر للسيوطي، والذي في لسان العرب ما نصه: ورأيت في نسخ متعددة من الصحاح حواشي منها ما هو بخط الحافظ الصلاح المحدث رحمه الله ما صورته: حاشية من خط الشيخ أبي سهل الهروي قال: هكذا في الأصل بخط الجوهري، قال: وهو تصحيف، والصواب: الذنانى: شبه المخاط يقع من أنوف الإبل بنونين بينهما ألف، قال: وهكذا قرأناه على شيخنا أبي أسامة جنادة بن محمد الأزدي. وهو مأخوذ من الذنين، ثم قال صاحب الحاشية: وهذا قد صحفه الفراء أيضا، وقد ذكر ذلك فيما رد عليه من تصحيفه، وهذا مما فات الشيخ ابن بري ولم يذكره في أماليه، انتهى.

ويقال: استذنب فلانا إذا تجناه، وقال ابن الأعرابي: المذنب كمنبر: الذنب الطويل.

والذنابة بالضم: موضع باليمن، نقله الصاغاني هكذا، وقد تقدم في المهملة أيضا، والذنابة أيضا: موضع بالبطائح.

ذ و ب
ذاب يذوب ذوبا وذوبانا، محركة: ضد وفي لسان العرب: نقيض جمد ومن المجاز: ذاب دمعه، وله دموع ذوائب، ونحن لا نجمد في الحق ولا نذوب في الباطل، وهذا الكلام فيه ذوب الروح، كذا في الأساس.

وأذابه غيره وأذيبه وذوبه وأذابه الهم والغم.

وذابت حدقته: همعت، وذاب جسمه: هزل، يقال: ثاب بعد ما ذاب، وكل ذلك مجاز ومن المجاز أيضا: ذابت الشمس: اشتد حرها قال ذو الرمة:

إذا ذابت الشمس اتقى صقراتها      بأفنان مربوع الصريمة معبل

وذاب، إذا سال، قال الراجز:

وذاب للشمس لعاب فنزل ويقال: ذابت حدقة فلان، إذا سالت، وذاب، إذا دام، وفي لسان العرب: قام على أكل الذوب، وهو العسل، وذاب الرجل، إذا حمق بعد عقل وظهر فيه ذوبة أي حمقة ويقال في المثل: ما يدري أيخثر أم يذيب وذلك عند شدة الأمر، قال بشر بن أبي خازم:

وكنتم كذات القدر لم تدر إذ غلت   أتنزلها مذمومة أم تذيبها

أي لا تدري أتتركها خاثرا أم تذيبها، وذلك إذا خافت أن يفسد الإذواب، وسيأتي معنى الإذواب وقيل: هو من قولهم: ذاب لي عليه حق: وجب وثبت، وذاب. عليه من الأمر كذا ذوبا: وجب، كما قالوا: جمد وبرد، وقال الأصمعي: هو من ذاب: نقيض جمد، وأصل المثل في الزبد، وفي حديث عبد الله فيفرح المرء أن يذوب له الحق أي يجب، وهو مجاز وقال أبو الهيثم: يذيبها: يبقيها، من قولك: ما ذاب في يدي شيء، أي ما بقي، وقال غيره يذيبها: ينهبها، وذاب عليه المال أي حصل، وما ذاب في يدي منه خير أي ما حصل، واستذبته: طلبت منه الذوب على عامة ما يدل عليه هذا البناء، ومن المجاز: هاجرة ذوابة: شديدة الحر قال الشاعر:

صفحة : 498

وظلماء من جرى نوار سريتها    وهاجرة ذوابة لا أقـيلـهـا

والذوب: العسل عامة، أو هو ما في أبيات النحل من العسل خاصة أو ما خلص من شمعه ومومه قال المسيب بن علس:

شركا بماء الذوب يجمـعـه    في طود أيمن من قرى قسر

والمذوب بالكسر: ما يذاب فيه والذوب: ما ذوبت منه، والمذوبة بهاء: المغرفة عن اللحياني والإذواب والإذوابة، بكسرهما: الزبد يذاب في البرمة للسمن، فلا يزال ذلك اسمه حتى يحقن في سقاء، وقال أبو زيد: الزبد حين يحصل في البرمة فيطبخ فهو الإذوابة، فإن خلط اللبن بالزبد قيل: ارتجن، وفي الأساس من المجاز: هو أحلى من الذوب بالإذوابة، أي من عسل أذيب فخلص منه شمعه.

ومن المجاز الإذابة: الإغارة، وأذابوا عليهم: أغاروا وفي حديث قس:

أذيب الليالي أو يجيب صداكما أي أنتظر في مرور الليالي وذهابها، من الإذابة، والإذابة: النهبة، اسم لا مصدر، واستشهد الجوهري هنا ببيت بشر بن أبي خازم:

أتتركها مذمومة أم تذيبها وشرحه بقوله أي تنهبها، وقال غيره: تثبتها، وقد تقدم وأذابوا أمرهم: أصلحوه، وفي الحديث من أسلم على ذوبة أو مأثرة فهي له الذوبة: بقية المال يستذيبها الرجل أي يستبقيها، والمأثرة: المكرمة.

والذوبان بالذم: الصعالك، واللصوص، لغة في الذؤبان بالهمز، خفف فانقلبت واوا.

والذؤبان بالهمز، خفف فانقلبت واوا.

والذوبان بالضم والذيبان بالكسر: بقية الوبر أو الشعر على عنق الفرس أو البعير ومشفره، وهما لغتان، وعسى أن يكون معاقبة فتدخل كل واحدة منهما على صاحبتها.

وعن ابن السكيت الذاب بمعنى العيب مثل الذام والذيم والذان.

ومن المجاز ناقة ذووب كصبور: سمينة لأنها تجمع فيها ما يذاب، زاد الصاغاني: وليست في غاية السمن.

وذواب كشداد: صحابي كان يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم ويسلم عليه، وإسناده ضعيف، أورده النسائي، كذا في المعجم.

ومن المجاز: أذاب حاجته واستذابها لمن أنضج حاجته وأتمها.

وذوبه تذويبا: عمل له ذوابة وفي حديث ابن الحنفية أنه كان يذوب أمه أي يضفر ذؤابتها، قال أبو منصور: والأصل فيه الهمز لأن عين الذؤابة همزة، ولكنه جاء وفي بعض النسخ: جار على غير قياس أي جاء غير مهموز، كما جاء الذوائب على خلاف القياس.

ذ ه ب

صفحة : 499

ذهب كمنع يذهب ذهابا بالفتح ويكسر مصدر سماعي وذهوبا بالضم، قياسي مستعمل ومذهبا، فهو ذاهب وذهوب كصبور: سار أو: مر، وذهب به: أزاله، كأذهبه غيره وأذهبه به قال أبو إسحاق، وهو قليل، فأما قراءة بعضهم يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار فنادر، ومن المجاز: ذهب علي كذا: نسيته، وذهبض في الأرض كناية عن الإبداء، كذا في الأساس، قال شيخنا: ذهبت طائفة منهم السهيلي إلى أن التعدية بالباء تلزم المصاحبة، وبغيرها لا تلزم، فإذا قلت: ذهب به فمعناه: صاحبه في الذهاب، وإذا قلت أذهبه أو ذهبه تذهيبا فمعناه: صاحبه في الذهاب، وإذا قلت أذهبه أو ذهبه تذهيبا فمعناه: صيره ذاهبا وحده ولم يصاحبه، وبقي على ذلك أسراه وأسرى به وتعقبوه بنحو ذهب الله بنورهم فإنه لا يمكن فيه المصاحبة، لاستحالتها، وقال بعض أئمة اللغة والصرف: إن عدي الذهاب بالباء فمعناه الإذهاب، أو بعلى فمعناه النسيان، أو بعن فالترك، أو بإلى فالتوجه، وقد أورد أبو العباس ثعلب: ذهب وأذهب في الفصيح، وصحح التفرقة، انتهى، قلت: ويقولون: ذهب الشأم، فعدوه بغير حرف، وإن كان الشأم ظرفا مخصوصا، شبهوه بالمكان المبهم.

ومن المجاز المذهب: المتوضأ لأنه يذهب إليه، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الغائط أبعد في المذهب وهو مفعل من الذهاب، وعن الكسائي: يقال لموضع الغائط: الخلاء والمذهب والمرفق، والمرحاض، وهو لغة الحجازيين. ومن المجاز: المذهب: المعتقد الذي يذهب إليه وذهب فلان لذهبه أي لمذهبه الذي يذهب فيه. والمذهب: الطريقة يقال: ذهب فلان مذهبا حسنا، أي طريقة حسنة، والمذهب: الأصل حكى اللحياني عن الكسائي: ما يدرى له أين مذهب، ولا يدرى له مذهبه أي لا يدرى أين أصله.

والمذهب بضم الميم اسم الكعبة زيدت شرفا.

والمذهب من الخيل: ما علت حمرته صفرة، والأنثى: مذهبة، وإنما خص الأنثى بالذكر لأنها أصفى لونا وأرق بشرة، ويقال كميت مذهب: للذي تعلو حمرته صفرة، فإذا اشتدت حمرته ولم تعله صفرة فهو المدمى، والأنثى: مذهبة، والمذهب: فرس أبرهة بن عمير بن كلثوم وأيضا فرس غني بن أعصر أبي قبيلة، والمذهب: اسم شيطان يقال: هو من ولد إبليس، يتصور للقراء فيفتنهم عند الوضوء وغيره، قاله الليث، وقال ابن دريد: لا أحسبه عربيا، وفي الصحاح، وقولهم: به مذهب يعنون الوسوسة في الماء وكثر استعماله في الوضوء، انتهى، قال الأزهري: وأهل بغداد يقولون للموسوس من الناس: المذهب، وعوامهم يقولون: المذهب بفتح الهاء وكسر هائه الصواب قال شيخنا: عرف الجزأين لإفادة الحصر، يعني أن الصواب فيه هو الكسر لا غير ووهم الجوهري وأنت خبير بأن عبارة الجوهري ليس فيها تقييد فتح أو كسر، بل هي محتملة لهما، اللهم إلا أن يكون ضبط قلم، فقد جزم القرطبي وطوائف من المحدثين، وممن ألف في الروحانيين أنه بالفتح، وأنت خبير بأن هذا وأمثال ذلك لا يكون وهما، أشار له شيخنا.

وأبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب: محدث، حدث عن أبي بكر القطيعي وغيره.

صفحة : 500

والذهب معروف، قاله الجوهري وابن فارس وابن سيده والزبيدي والفيومي، ويقال: وهو التبر قاله غير واحد من أئمة اللغة، فصريحه: ترادفهما، والذي يظهر أن الذهب: أعم من التبر، فإن التبر خصوه بما في المعدن، أو بالذي لم يضرب ولم يصنع، ويؤنث فيقال: هي الذهب الحمراء، ويقال: إن التأنيث لغة أهل الحجاز، ويقولون نزلت بلغتهم. والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله والضمير للذهب فقط، خصها بذلك لعزتها، وسائر العرب يقولون: هو الذهب، قال الأزهري: الذهب مذكر عند العرب، ولا يجوز تأنيثه، إلا أن تجعله جمعا لذهبة، وقيل: إن الضمير راجع إلى الفضة، لكثرتها، وقيل إلى الكنوز، وجائز أن يكون محمولا على الأموال، كما هو مصرح في التفاسير وحواشيها، وقال القرطبي: الذهب مؤنث، تقول العرب: الذهب الحمراء، وقد يذكر، والتأنيث أشهر واحدته بهاء، وفي لسان العرب الذهب: التبر، والقطعة منه ذهبة وعلى هذا يذكر ويؤنث على ما ذكر في الجمع الذي لا يفارقه واحده إلا بالهاء وفي حديث علي كرم الله وجهه فبعث من اليمن بذهيبة قال ابن الأثير: وهي تصغير ذهب وأدخل فيها الهاء لأن الذهب يؤنث، والمؤنث الثلاثي إذا صغر ألحق في تصغيره الهاء، نحو قويسة وشميسة، وقيل: هو تصغير ذهبة، على نية القطعة منها، فصغرها على لفظها، ج أذهاب، كسبب وأسباب، وذهوب بالضم، زاده الجوهري وذهبان بالضم كحمل وحملان، وقد يجمع بالكسر أيضا، وفي حديث علي كرم الله وجهه لو أراد الله أن يفتح لهم كنوز الذهبان لفعل هو جمع ذهب كبرق وبرقان، كلاهما عن النهاية لابن الأثير، والضم وحده عن المصباح للفيومي، وأذهبه: طلاه به أي الذهب كذهبه مشددا، والإذهاب والتذهيب واحد، وهو التمويه بالذهب فهو مذهب وكل مموه بالذهب فقد أذهب، والفاعل مذهب، قال لبيد:

أو مذهب جدد على ألواحه   ألناطق المبروز والمختوم

وشيء ذهيب: مذهب، قال أبو منصور: أراه على توهم حذف الزيادة قال حميد بن ثور:

موشحة الأقراب أما سراتها    فملس وأما جلدها فذهيب

والمذاهب: سيور تموه بالذهب، وقال ابن السكيت في قول قيس بن الخطيم:

أتعرف رسما كاطراد المذاهب المذاهب: جلود كانت تذهب، واحدها مذهب، تجعل فيه خطوط مذهبة فترى بعضها في إثر بعض، فكأنها متتابعة، ومنه قول الهذلي:

ينزعن جلد المـرء نـز    ع القين أخلاق المذاهب

يقول: الضباع ينزعن جلد القتيل كما ينزع القين جلد السيوف، قال: ويقال: المذاهب: البرود الموشاة، يقال: برد مذهب، ويقال: ذهبت الشيء فهو مذهب إذا طليته بالذهب. وفي حديث جرير حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة قال ابن الأثير: كذا جاء في سنن النسائي، وبعض طرق مسلم، هو من الشيء المذهب أي المموه بالذهب قال: والرواية بالدال المهملة والنون.

صفحة : 501

والذهبيون من المحدثين جماعة منهم: أبو الحسين عثمان بن محمد، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وأبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص الأطروش، وأبو الفتح عمر بن يعقوب بن عثمان الإربلي، وشاهنشاه بن عبد الرازق بن أحمد العامري.

ومن المتأخرين: حافظ الشأم محمد بن عثمان قايماز شيخ المصنف، وغيرهم، رضي الله عنهم أجمعين.

وتل الذهب من إقليم بلبيس، وخليج الذهب في إقليم الأشمونين، وجزيرة الذهب: اثنتان: إحداهما في المزاحمتين.

وذهب الرجل كفرح يذهب ذهبا فهو ذهب وحكى ابن الأعرابي ذهب بكسرتين قال أبو منصور: وهذا عندنا مطرد، إذا كان ثانيه حرفا من حروف الحلق وكان الفعل مكسور الثاني وذلك في لغة بني تميم، وسمعه ابن الأعرابي فظنه غير مطرد في لغتهم فلذلك حكاه: هجم في المعدن على ذهب كثير فرآه فزال عقله وبرق بصره من عظمه في عينه، فلم تطرف، مشتق من الذهب قال الراجز:

ذهب لما أن رآها تزمره
وقال يا قوم رأيت منكره
شذرة واد رأيت الزهره

والذهبة بالكسر: المطرة واحدة الذهاب، وحكى أبو عبيد عن أصحابه الذهاب: الأمطار الضعيفة، أو الجود، ج ذهاب قال الشاعر:

توضحن في قرن الغزالة بعدما     ترشفن درات الذهاب الركائك

وأنشد الجوهري للبعيث:

وذي أشر كالأقحوان تـشـوفـه ذهاب الصبا والمعصرات الدوالح وأنشد ابن فارس في المجمل قول ذي الرمة يصف روضة:

حواء قرحاء أشراطية وكفت     فيها الذهابث وحفتها البراعيم

وفي حديث على في الاستسقاء لا قزع ربابهضا: ولا شفان ذهابها الذهاب: الأمطار اللينة، وفي الكلام مضاف محذوف، تقديره: ولا ذات شفان ذهابها.

والذهب محركة: مح بالمهملة البيض ومكيال معروف لأهل اليمن، ورأيت في هامش نسخة لسان العرب ما صورته: في نسخة التهذيب الذهب بسكون الهاء ج ذهاب وأذهاب، وجج أي جمع الجمع أذاهب. في حديث عكرمة أنه قال في أذاهب من بر وأذاهب من شعير قال: يضم بعضها إلى بعض فيزكى.

وذهوب كصبور: امرأة نقلة الصاغاني.

وذهاب كغراب: ع في ديار بلحارث بن كعب.

وذهبان كسحبان: ع باليمن بالساحل، وأبو بطن.

وذهبابة: قرية من قرى حران، بها توفي أبو العباس أحمد بن عثمان بن الحديد السلمي الدمشقي، ترجمه المنذري في التكملة وكشداد: لقب عمرو بن جندل بن مسلمة، كما سماه ابن الكلبي في جمهرة النسب، أو هو لقب مالك بن جندل الشاعر كملا سماه ابن الكلبي أيضا في كتاب ألقاب الشعراء وقال لقب بقوله:

وما سيرهن إذ علون قراقرا بذي يمم ولا الذهاب ذهاب والذهاب ككتاب: موضع، وقيل: هو جبل بعينه قال أبو دواد:

لمن طلل كعنوان الكتـاب    ببطن لواق أو بطن الذهاب

ويضم فيه أيضا، ويروى أيضا كسحاب وهو بالفتح يوم من أيام العرب، واسم قبيلة.

ذ ه ل ب
ومما فات المؤلف.

ذهلب، قال البلاذري في الأنساب ومن بني ربيعة بن عوف بن قبال ابن أنف الناقة أبو ذهلب الراجز وهو القائل:

حنت قلوصي أمس بالأردن

صفحة : 502

حني فما ظلمت أن تحنى
حنت بأعلى صوتها المرن

وكان يزيد بن معاوية أمره أن يرجز بالأردن.

ذ ي ب
الأذيب، كالأحمر: الماء الكثير، والأذيب: الفزع، وقال الأصمعي: مر فلان وله أذيب، قال: وأحسبه يقال: أزيب بالزاي، وهو النشاط، وقد يأتي في حرف الزاي في كلام المؤلف.


والذيبان بالكسر: الشعر الذي يكون على عنق البعير ومشفره، والذيبان أيضا: بقية الوبر، وقال شمر: لا أعرف الذيبان إلا في بيت كثير وهو:

عسوف بأجواز الفلا حميرية    مريش بذيبان السبيب تليلها

قلت: وقد تقدم هذا الشاهد في الذئب كما تقدم الذيبان في ذوب.
والذيب: العيب وزنا ومعنى، كالذاب والذام وقد تقدم.