فصل الراء المهملة
ر أ ب
رأب إذا أصلح، ورأب الصدع والإناء كمنع يضرأبه رأبا: أصلحه، وشعبه، كارتأبه
كذا في النسخ، وفي أخرى كأرأبه وقيل: رأبه بالتشديد، قال الشاعر:
يرأب الصدع والثأي برصين من سجـايا آرائه ويعـير
الثأي: الفساد، أي يصلحه وقال الفرزدق:
وإني من قوم بهم تتقى الـعـدا ورأب الثأي والجانب المتخوف
وهو مرأب، كمنبر، والمرأب: المشعب، ورجل مرأب ورآب كشداد إذا كان يشعب صدوع الأقداح ويصلح بين القوم، أو يصلح رأب الأشياء، وقوم مرائيب، قال الطرماح يمدح قوما:
نصر للذليل في ندوة الـح ي مرائيب للثأي المنهاض
ورأب بينهم يرأب: أصلح ما بينهم، وكل ما أصلحته فقد رأبته، ومنه قولهم اللهم ارأب بينهم، أي أصلح، وكل صدع لأمته فقد رأبته.
ورأبت الأرض إذا نبتت رطبتها بعد الجز.
والرؤبة بالضم: القطعة من الخشب التي يرأب بها الإناء أي يشعب ويصلح ويسد بها ثلمة الجفنة، وقد ورد في دعاء لبعض الأكابر: اللهم ارأب حالنا. وهو مجاز، وعن أبي حاتم أنه سمع من يقول: رب، وهي لغة جيدة، كسل واسأل، قيل: وبه سمي أبو الجحاف رؤبة بن العجاج ابن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف بن عميرة بن حني بن ربيعة بن سعد بن مالك التميمي، على أصح الأقوال، وبه جزم الشيخ أبو حيان في شرح التسهيل، واقتصر عليه الجوهري، وأبو العباس ثعلب في الفصيح، وفي التهذيب: رؤبة بن العجاج مهموز، وسيأتي في روب.
والرؤبة: الرقعة التي يرقع بها الرحل إذا كسر، والرؤبة، مهموزة: ما تسد به الثلمة، قال طفيل الغنوي:
لعمري لقد خلى ابن خيدع ثلمة ومن أين إن لم يرأب الله
ترأب قال يعقوب: هو مثل: لقد خلى ابن خيدع ثلمة. قال: وخيدع هي امرأة، وهي أم يربوع، يقول: من أين تسد تلك الثلمة إن لم يسدها الله، والجمع رئاب، قال أمية يصف السماء:
سراة صلاية خلقاء صيغت تزل الشمس ليس لها رئاب
أي صدوع وهو مهموز، وفي
التهذيب الرؤبة: الخشبة التي ترأب بها المشقر، وهو القدح الكبير من الخشب،
والرؤبة: القطعة من الحجر ترأب بها البرمة وتصلح بها، وسيأتي بعض معاني
الرؤبة في روب، ومن المجاز قولهم: هو أربة عقد الإخاء، ورؤبة صدع الصفاء.
صفحة : 503
والرأب: الجمع والشد، ورأب الشيء: جمعه وشده برفق، وفي حديث عائشة تصف
أباها يرأب شعبها وفي حديثها الآخر رأب الثأي أي أصلح الفاسد وجبر الوهن،
وفي حديث أم سلمة لعائشة رضي الله عنهما لا يرأب بهن إن صدع وقال كعب بن
زهير:
طعنا طعنة حمراء فيهم حرام رأبها حتى الممات
والرأب: السبعون من الإبل، ومن المجاز الرأب: بمعنى السيد الضخم، يقال: فيهم ثلاثون رأبا يرأبون أمرهم، ومن المجاز قولهم: كفى بفلان رأبا لأمرك، أي رائبا، وهو وصف بالمصدر، كذا في الأساس.
والمرتأب: المغتفر نقله الصاغاني، وفي نسخة المعتفن.
ومن المجاز: هو رئاب بني فلان، ككتاب هارون بن رئاب الصحابي البدري هكذا في النسخ وهذا خطأ والصواب وككتاب، وهارون بن رئاب مشهور، ورئاب ابن حنيف الصحابي البدري وذلك لأن هارون بن رئاب ليس بصحابي بل هو من طبقة التابعين تميمي، كنيته أبو الحسن أو أبو بكر بصري عابد، وأخواه: اليمان بن رئاب من أئمة الخوارج، وعلي بن رئاب من أئمة الروافض، وكانوا متعادين كلهم، وهارون روى له مسلم وأبو أحمد والنسائي، وأما رئاب بن حنيف بن رئاب فهو أنصاري بدري واستشهد ببئر معونة، نقله الغساني عن العدوي، فتأمل ذلك، ورئاب بن عبد الله المحدث عن أبي رجاء، وعنه موسى ابن إسماعيل، ورئاب بن النعمان ابن سنان جد أبي معاوية ابن قرة ورئاب جد أم المؤمنين زينب بنت جحش، رضي الله عنهم ورئاب بن مهشم بن سعيد القرشي السهمي له صحبة.
ر ب ب
الرب هو الله عز وجل، وهو رب كل شيء، أي مالكه، له الربوبية على جميع
الخلق، لا شريك له، وهو رب الأرباب، ومالك الملوك والأملاك، قال أبو منصور:
والرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، والمتمم
وباللام لا يطلق لغير الله عز وجل وفي نسخة: على غير الله عز وجل إلا
بالإضافة، أي إذا أطلق على غيره أضيف فقيل: رب كذا، قال: ويقال: الرب، لغير
الله وقد قالوه في الجاهلية للملك، قال الحارث بن حلزة:
وهو الرب والشهيد على يو م الحيارين والبلاء بـلاء
ورب بلا لام قد يخفف، نقله الصاغاني عن ابن الأنباري، وأنشد المفضل:
وقد علم الأقوام أن ليس فوقهرب
غير من يعطي الحظوظ ويرزق كذا في لسان العرب وغيره من الأمهات، فقول شيخنا:
هذا التخفيف مما كثر فيه الاضطراب إلى أن قال: فإن هذا التعبير غير معتاد
ولا معروف بين اللغويين ولا مصطلح عليه بين الصرفيين، محل نظر.
والاسم الربابة بالكسر قال:
يا هند أسقاك بلا حسابه
سقيا مليك حسن الربابه
صفحة : 504
والربوبية، بالضم كالربابة: وعلم ربوبي بالفتح نسبة إلى الرب على غير قياس
وحكى أحمد ابن يحيى لاوربيك مخففة، لا أفعل، أي لا وربك، أبدل الباء ياء
للتضعيف ورب كل شيء: مالكه ومستحقه، أو صاحبه يقال: فلان رب هذا الشيء، أي
ملكه له، وكل من ملك شيئا فهو ربه، يقال: هو رب الدابة، ورب الدار، وفلانة
ربة البيت، وهن ربات الحجال، وفي حديث أشراط الساعة أن تلد الأمة ربتها،
وربها أراد به المولى والسيد يعني أن الأمة تلد لسيدها ولدا فيكون كالمولى
لها لأنه في الحسب كأبيه، أراد أن السبي يكثر والنعمة تظهر في الناس فتكثر
السراري، وفي حديث إجابة الدعوة اللهم رب هذه الدعوة أي صاحبها، وقيل
المتمم لها والزائد في أهلها والعمل بها والإجابة لها، وفي حديث أبي هريرة
لا يقل المملوك لسيده: ربي كره أن يجعل مالكه ربا لمشاركة الله في الربوبية
فأما قوله تعالى اذكرني عند ربك فإنه خاطبهم على المتعارف عندهم، وعلى ما
كانوا يسمونهم به، وفي ضالة الإبل حتى يلقاها ربها فإن البهائم غير متعبدة
ولا مخاطبة، فهي بمنزلة الأموال التي تجوز إضافة مالكها إليها، وقوله تعالى
ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبدي فيمن قرأ به، معناه - والله
أعلم - ارجعي إلى صاحبك الذي خرجت منه، فادخلي فيه، وقال عز وجل إنه ربي
أحسن مثواي قال الزجاج: إن العزيز صاحبي أحسن مثواي، قال: ويجوز أن يكون:
الله ربي أحسن مثواي، ج أرباب وربوب.
والرباني: العالم المعلم الذي يغذو الناس بصغار العلوم قبل كبارها، وقال محمد بن عضلي ابن الحنفية لما مات عبد الله بن عباس اليوم مات رباني هذه الأمة ، وروي عن علي أنه قال الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق والرباني: العالم الراسخ في العلم والدين، أو العالم العامل المعلم، أو العالي الدرجة في العلم، وقيل: الرباني: المتأله العارف بالله تعالى.
وموفق الدين محمد بن أبي
العلاء الرباني المقرئ كان شيخا للصوفية ببعلبك لقيه الذهبي.
صفحة : 505
والربي والرباني: الحبر بكسر الحاء وفتحها، ورب العلم ويقال: الرباني: الذي
يعبد الرب، قال شيخنا: ويوجد في نسخ غريبة قديمة بعد قوله الحبر ما نصه:
منسوب إلى الربان، وفعلان يبنى من فعل مكسور العين كثيرا كعطشان وسكران،
ومن فعل مفتوح العين قليلا كنعسان، إلى هنا، أو هو منسوب إلى الرب، أي الله
تعالى بزيادة الألف والنون للمبالغة، وقال سيبويه: زادوا ألفا ونونا في
الرباني إذا أرادوا تخصيصا بعلم الرب دون غيره، كأن معناه صاحب علم بالرب
دون غيره من العلوم، والرباني كقولهم إلهي، ونونه كلحياني وشعراني ورقباني
إذا خص بطول اللحية وكثرة الشعر وغلظ الرقبة، فإذا نسبوا إلى الشعر قالوا:
شعري، وإلى الرقبة قالوا رقبي وإلى اللحية لحيي، والربي المنسوب إلى الرب،
والرباني: الموصوف بعلم الرب، وفي التنزيل كونوا ربانيين قال زر بن عبد
الله: أي حكماء علماء، قال أبو عبيد: سمعت رجلا عالما بالكتب يقول:
الربانيون: العلماء بالحلال والحرام، والأمر والنهي، قال: والأحبار: أهل
المعرفة بأنباء الأمم، وما كان ويكون، أو هو لفظة سريانية أو عبرانية، قاله
أبو عبيد، وزعم أن العرب لا تعرف الربانيين وإنما عرفها الفقهاء وأهل
العلم.
وطالت مربته الناس وربابته، بالكسر أي مملكته قال علقمة بن عبدة:
وكنت امرأ أفضت إليك ربابتي وقبلك ربتني فضعت ربـوب
ويروى: ربوب، بالفتح، قال ابن منظور: وعندي أنه اسم للجمع. وإنه مربوب بين الربوبة أي مملوك والعباد مربوبون لله عز وجل، أي مملوكون.
وربه يربه كان له ربا.
وتربب الرجل والأرض: ادعى أنه ربهما.
ورب الناس يربهم: جمع، ورب السحاب المطريربه، أي يجمعه وينميه، وفلان مرب، أي مجمع يرب الناس ويجمعهم.
ومن المجاز: رب المعروف والصنيعة والنعمة يربها ربا وربابا وربابة - حكاهما اللحياني - ورببها: نماها وزادها وأتمها وأصلحها.
ورب بالمكان: لزم قال:
رب بأرض لا تخطاها الحمر ومرب الإبل: حيث لزمته. ورب بالمكان، قال ابن دريد: أقام به، كأرب، في الكل، يقال أربت الإبل بمكان كذا: لزمته وأقامت به، فهي إبل مراب: لوازم، وأرب فلان بالمكان وألب، إربابا وإلبابا، إذا أقام به فلم يبرحه، وفي الحديث: اللهم إني أعوذ بك من غنى مبطر وفقر مرب قال ابن الأثير: أو قال ملب أي لازم غير مفارق، من أرب بالمكان وألب إذا أقام به ولزمه، وكل لازم شيئا مرب.
وأربت الجنوب: دامت.
ومن المجاز: أربت السحابة: دام مطرها.
وأربت الناقة: لزمت الفحل وأحبته.
وأربت الناقة بولدها: لزمته، وأربت بالفحل: لزمته وأحبته، وهي مرب، كذلك، هذه رواية أبي عبيد عن أبي زيد.
ورب الأمر يربه ربا وربابة: أصلحه ومتنه، أنشد ابن الأنباري:
يرب الذي يأتي من العرف إنه
إذا سئل المعروف زاد وتمما
صفحة : 506
ومن المجاز: رب الدهن: طيبه وأجاده، كرببه، وقال اللحياني: رببت الدهن:
غذوته بالياسمين أو بعض الرياحين، ودهن مربب، إذا ربب الحب الذي اتخذ منه
بالطيب.
ورب القوم: ساسهم، أي كان فوقهم، وقال أبو نصر: هو من الربوبية وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم أي يكونون علي أمراء وسادة متقدمين، يعني بني أمية فإنهم إلى ابن عباس أقرب من ابن الزبير.
ورب الشيء: ملكه قال ابن الأنباري: الرب ينقسم على ثلاثة أقسام، يكون الرب: المالك، ويكون الرب: السيد المطاع، ويكون الرب: المصلح، وقول صفوان: لأن يربني فلان أحب إلي من أن يربني فلان أي سيد يملكني.
ورب فلان نحيه أي الزق يربه ربا بالفتح ويضم: رباه بالرب أي جعل فيه الرب ومتنه به، وهو نحي مربوب قال:
سلالها في أديم غير مربوب أي غير مصلح، وفي لسان العرب: رببت الزق بالرب، والحب بالقير والقار أربه ربا أي متنته وقيل: رببته: دهنته وأصلحته، قال عمرو بن شأس يخاطب امرأته، وكانت تؤذي ابنه عرارا:
وإن عرارا إن يكن غير واضح
فإني أحب الجون ذا المنكب العمم
فإن كنت مني أوتريدين صحبتي
فكوني له كالسـمـن رب له الأدم
أراد بالأدم النحي، يقول لزوجته: كوني لولدي عرار كسمن رب أديمه أي طلي برب التمر، لأن النحي إذا أصلح بالرب طابت رائحته، ومنع السمن أن يفسد طعمه أو ريحه.
ورب ولده والصبي يربه ربا: رباه أي أحسن القيام عليه ووليه حتى أدرك أي فارق الطفولية، كان ابنه أو لم يكن كرببه تربيبا، وتربة، كتحلة عن اللحياني وارتبه، وترببه ورباه تربية على تحويل التضعيف أيضا، وأنشد اللحياني:
ترببه من آل دودان شلة تربة أم لا تضيع سخالها
وربرب الرجل إذا ربى يتيما، عن أبي عمرو.
وفي الحديث لك نعمة تربها، أي تحفظها وتراعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده، وفي حديث ابن ذي يضزن:
أسد تربب في الغيضات أشبالا أي تربي، وهو أبلغ منه، ومن ترب، بالتكرير الذي فيه، وقال حسان بن ثابت:
ولأنت أحسن إذ برزت لنـا
يوم الخروج بساحة القصر
من درة بيضاء صـافـية
مما تربب حائر البـحـر
يعني الدرة التي يربيها الصدف في قعر الماء وزعم ابن دريد أن رببته كسمع لغة فيه قال: وكذلك كل طفل من الحيوان غير الإنسان، وكان ينشد هذا البيت:
كان لنا وهو فلو نرببه كسر حرف المضارعة ليعلم أن ثاني الفعل الماضي مكسور، كما ذهب غليه سيبويه في هذا النحو، قال: وهي لغة هذيل في هذا الضرب من الفعل، قلت: وهو قول دكين بن رجاء الفقيمي وآخره:
مجعثن الخلق يطير زغبه ومن المجاز: الصبي مربوب وربيب وكذلك الفرس.
ومن المجاز أيضا: ربت المرأة
صبيها: ضربت على جنبه قليلا حتى ينام، كذا في الأساس والمربوب المربى، وقول
سلامة بن جندل:
صفحة : 507
من كل حت إذا ما ابتل ملبـده
صافي الأديم أسيل الخد يعبوب
ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغـل يسقى
دواء قفي السكن مربوب
يجوز أن يكون أراد بمربوب الصبي، وأن يكون أراد به الفرس، كذا في لسان العرب.
وعن اللحياني: ربت الشاة ترب ربا إذا وضعت وقيل: إذا علقت، وقيل: لا فعل للربى، وسيأتي بيانها، وإنما فرق المصنف مادة واحدة في مواضع شتى، كما هو صنيعه. وقال شيخنا عند قوله: ورب: جمع وأقام، إلى آخر العبارة: أطلق المصنف في الفعل، فاقتضى أن المضارع مضمومه سواء كان متعديا، كربه بمعانيه، أو كان لازما كرب إذا أقام كأرب، كما أطلق بعض الصرفيين أنه يقال من بابي قتل وضرب مطلقا سواء كان لازما أو متعديا، والصواب في هذا الفعل إجراؤه على القواعد الصرفية، فالمتعدي منه كربه: جمعه، أو رباه مضموم المضارع على القياس، واللازم منه كرب بالمكان إذا أقام مكسور على القياس، وما عداه كله تخليط من المصنف وغيره.
والربيب: المربوب والربيب: المعاهد، والربيب: الملك وبهما فسر قول امرىء القيس:
فما قاتلوا عن ربهم وربيبهم ولا آذنوا جارا فيظعن سالما
أي الملك: وقيل، المعاهد.
والربيب: ابن امرأة الرجل من غيره، كالربوب، وهو بمعنى مربوب، ويقال لنفس الرجل: راب.
والربيب أيضا زوج الأم لها ولد من غيره، ويقال لامرأة الرجل إذا كان له ولد من غيرها ربيبة، وذلك معنى رابة كالراب، قال أبو الحسن الرماني: هو كالشهيد والشاهد، والخبير والخابر، وفي الحديث الراب كافل وهو زوج أم اليتيم، وهو اسم فاعل من ربه يربه، أي تكفل بأمره، وقال معن بن أوس يذكر امرأته وذكر أرضا لها:
فإن بها جارين لن يغدرا بهاربيب النبي وابن خير الخلائف يعني عمر بن أبي سلمة، وهو ابن أم سلة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وعاصم بن عمر بن الخطاب، وأبوه أبو سلمة، وهو ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، والأنثى ربيبة، وقال أحمد بن يحيى: القوم الذين استرضع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم أرباء النبي صلى الله عليه وسلم، كأنه جمع ربيب، فعيل بمعنى فاعل.
والربيب: جد الحسين بن إبراهيم المحدث، عن إسحاق البرمكي، وعبد الوهاب الأنماطي.
وفاته أبو منصور عبد الله بن عبد السلام الأزجي، لقبه ربيب الدولة، عن أبي القاسم بن بيان، وعبد الله بن عبد الأحد بن الربيب المؤدب، عن السلفي، وكان صالحا يزار مات سنة 621 وابن الربيب المؤرخ، وداوود بن ملاعب، يعرف بابن الربيب أحد من انتهى إليه علو الإسناد بعد الستمائة.
والربابة بالكسر: العهد والميثاق، قال علقمة بن عبدة:
وكنت امرأ أفضت إليك ربابتي وقبلك ربتني فضعت ربـوب
كالرباب بالكسر أيضا، قال ابن بري، قال أبو علي الفارسي: أربة: جمع رباب، وهو العهد، قال أبو ذؤيب يذكر خمرا:
توصل بالركبان حينا وتؤلف ال
جوار ويعطيها الأمان ربابهـا
صفحة : 508
والرباب: العهد الذي يأخذه صاحبها من الناس لإجارتها، وقال شمر: الرباب في
بيت أبي ذؤيب جمع رب، وقال غيره: يقول: إذا أجار المجير هذه المر أعطى
صاحبها قدحا ليعلموا أنها قد أجيرت فلا يتعرض لها، كأنه ذهب بالرباب إلى
ربابة سهام الميسر.
والربابة بالكسر جماعة السهام أو خيط تشد أو تجمع فيها السهام أو هي السلفة التي تجعل فيها القداح، شبيهة بالكنانة يكون فيها السهام، وقيل: هي شبيهة بالكنانة تجمع فيها سهام الميسر قال أبو ذذيب يصف حمارا وأتنه:
وكـأنـهـن ربـابة وكـأنـه يسر يفيض على القداح ويصدع
وقيل: هي سلفة، بالضم، هي جلدة رقيقة يعصب بها، أي تلف على يد الرجل الحرضة وهو مخرج القداح أي قداح الميسر، وإنما يفعلون ذلك لئلا وفي بعض النسخ لكيلا يجد مس قدح يكون له في صاحبه هوى.
والربيبة: الحاضنة قال ثعلب: لأنها تصلح الشيء وتقوم به وتجمعه.
والربيبة: بنت الزوجة قال الأزهري: ربيبة الرجل: بنت امرأته من غيره، وفي حديث ابن عباس إنما الشرط في الربائب يريد بنات الزوجات من غير أزواجهن الذين معهن، وقد تقدم طرف من الكلام في الربيب.
والربيبة: الشاة التي تربى في البيت للبنها، وغنم ربائب: تربط قريبا من البيوت وتعلف لا تسام، وهي التي ذكر إبراهيم النخعي أنه لا صدقة فيها، قال ابن الأثير في حديث النخعي ليس في الربائب صدقة الربائب: التي تكون في البيت وليست بسائمة، واحدتها ربيبة بمعنى مربوبة، لأن صاحبها يربها، وفي حديث عائشة كان لنا جيران من الأنصار لهم ربائب، وكانوا يبعثون إلينا من ألبانها .
والربة: كعبة كانت بنجران لمذحج وبني الحارث بن كعب، والربة: هي اللات، في حديث عروة بن مسعود الثقفي لما أسلم وعاد إلى قومه دخل منزله فأنكر قومه دخوله قبل أن يأتي الربة، يعني اللات، وهي الصخرة التي كانت تعبدها ثقيف بالطائف، وفي حديث وفد ثقيف كان لهم بيت يسمونه الربة يضاهون بيت الله، فلما أسلموا هدمه المغيرة .
والربة: الدار الضخمة يقال: دار ربة أي ضخمة، قال حسان بن ثابت:
وفي كل دار ربة خزرجية وأوسية لي في ذراهن والد
والربة بالكسر: نبات أو اسم لعدة من النبات لا تهيج في الصيف تبقى خضرتها شتاء وصيفا، ومنها الحلب، والرخامى والمكر والعلقى، يقال لكلها ربة، أو هي بقلة ناعمة، وجمعها ربب، كذا في التهذيب، وقيل: هو كل ما أخضر في القيظ من جميع ضروب النبات، وقيل: هي من ضروب الشجر أو النبت، فلم يحد، قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي:
أمسى بوهبين مجتازا لمرتعهمن ذي الفوارس يدعو أنفه الربب
الربة: شجرة، أو هي شجرة الخروب والربة: الجماعة الكثيرة ج أربة، أو الربة عشرة آلاف أو نحوها، والجمع رباب ويضم، عن ابن الأنباري.
والربة بالضم: الفرقة من
الناس، قيل: هي عشرة آلاف، قال يونس: ربة ورباب كجفرة وجفار.
صفحة : 509
وقال خالد بن جنبة: الربة: الخير اللازم، وقال اللهم إني أسألك ربة عيش
مبارك، فقيل له: وما ربته قال: كثرة العيش وطثرته.
والمطر يرب النبات والثرى وينميه.
والمرب بالفتح: الأرض الكثيرة الربة، وهو النبات، أو التي لا يزال بها ثرى، قال ذو الرمة:
خناطيل يستقرين كل قرارةمرب نفت عنها الغثاء الروائس كالمرباب، بالكسر، والمربة والمربوبة، وقيل: المرباب من الأرضين: التي كثر نباتها وناسها، وكل ذلك من الجمع والمرب: المحل، ومكان الإقامة والاجتماع والتربب: الاجتماع.
والمرب: الرجل يجمع الناس ويربهم.
وفي لسان العرب: ومكان مرب، بالفتح، أي مجمع يجمع الناس، قال ذو الرمة:
بأول ما هاجت لك الشوق دمنة بأجرع محلال مرب محلـل والربى كحبلى: الشاة إذا ولدت، مات ولدها أيضا فهي ربى، وقيل: ربابها: ما بينها وبين عشرين يوما من ولادتها، وقيل: شهرين وقال اللحياني: الربى: هي الحديثة النتاج، من غير أن يحد وقتا، وقيل: هي التي يتبعها ولدها، وفي حديث عمر رضي الله عنه لا تأخذ الأكولة ولا الربى ولا الماخض قال ابن الأثير: هي التي تربى في البيت لأجل اللبن، وقيل: هي القريبة العهد بالولادة، وفي الحديث أيضا ما بقي في غنمي إلا فحل أو شاة ربى وقيل: الربى من المعز، والرغوث من الضأن، قاله أبو زيد، وقال غيره: من المعز والضأن جميعا، وربما جاء في الإبل أيضا، قال الأصمعي: أنشدنا منتجع بن نبهان:
حنين أم البو في رشبابها والربى: الإحسان والنعمة نقله الصاغاني والربى: الحاجة يقال: لي عند فلان ربى، وعن أبي عمرو: الربى: الرابة والربى: العقدة المحكمة يقال في المثل إن كنت بي تشد ظهرك فأرخ من ربى أزرك يقول: إن عولت علي فدعني أتعب، واسترخ أنت واسترح ج أي جمع الربى من المعز والضأن رباب بالضم وهو نادر قاله ابن الأثير وغيره تقول: أعنز رباب، قال سيبويه: قالوا: ربى ورباب، حذفوا ألف التأنيث وبنوه على هذا البناء، كما ألقوا الهاء من جفرة فقالوا: جفار إلا أنهم ضموا أول هذا، كما قالوا: ظئر وظؤار ورخل ورخال، والمصدر رباب ككتاب، وفي حديث شريح إن الشاة تحلب في ربابها وحكى اللحياني: غنم رباب، بالكسر، قال: وهي قليلة، كذا في لسان العرب، وأشار له شيخنا، وفي حديث المغيرة حملها رباب رباب المرأة: حدثان ولادتها، وقيل: هو ما بين أن تضع إلى أن يأتي عليها شهران، وقيل: عشرون يوما، يريد أنها تحمل بعد أن تلد بيسير، وذلك مذموم في النساء، وإنما يحمد أن لا تحمل بعد الوضع حتى يتم رضاع ولدها.
والإرباب بالكسر: الدنو من كل
شيء.
صفحة : 510
والرباب بالفتح: السحاب الأبيض وقيل: هو السحاب المتعلق الذي تراه كأنه دون
السحاب، قال ابن بري: وهذا القول هو المعروف، وقد يكون أبيض، وقد يكون أسود
واحدته بهاء ومثله في المختار، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نظر
في الليلة التي أسري به إلى قصر مثل الربابة البيضاء قال أبو عبيد: الربابة
بالفتح: السحابة التي قد ركب بعضها بعضا وجمعها: رباب، وبها سميت المرأة
الرباب قال الشاعر:
سقى دار هند حيث حل بها النوىمسف الذرى داني الرباب ثخين وفي حديث ابن الزبير أحدق بكم ربابه قال الأصمعي: أحسن بيت قالته العرب في وصف الرباب قول عبد الرحمن بن حسان، على ما ذكره الأصمعي في نسبة البيت إليه، قال ابن بري: ورأيت من ينسبه لعروة بن جلهمة المازني:
إذا الله لم يسق إلا الـكـرام
فأسقى وجوه بني حنـبـل
أجش ملثا غزير السـحـاب هزيز
الصلاصل والأزمل
تكركره خضخضات الجنوب وتفرغه
هزة الـشـمـأل
كأن الرباب دوين السحـاب نعام
تعـلـق بـالأرجـل
والرباب: ع بمكة بالقرب من بئر
ميمون، والرباب أيضا: جبل بين المدينة وفيد على طريق كان يسلك قديما يذكر
معه جبل آخر يقال له: خولة، وهما عن يمين الطريق ويساره والرباب محدث يروي
عن ابن عباس، وعنه تميم بن حدير، ذكره البخاري، ورباب عن مكحول الشامي وعنه
أيوب بن موسى.
والرباب: آلة لهو لها أوتار يضرب بها، وممدود بن عبد الله الواسطي الربابي
يضرب به المثل في معرفة الموسيقي بالرباب مات ببغداد في ذي القعدة سنة 638.
والرباب وأم الرباب من أسمائهن، منهن الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم الكلبي، أم سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، وفيها يقول سيدنا الحسين رضي الله عنه:
لعمرك إنني لأحب أرضا
تحل بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل بعد مالـي وليس
للائم فيهم عتـاب
وقال أيضا:
أحب لحبها زيدا جميعا ونتلة
كلها وبني الرباب
وأخوالا لها مـن آل
لأم أحبهم وطر بني جناب
والرباب هذه بنت أنيف بن حارثة بن لأم الطائي، وهي أم الأحوص، وعروة بن عمرو بن ثعلبة ابن الحارث بن حصن بن ضمضم ابن عدي بم جناب بن هبل، وبها يعرفون، ورباب بنت ضليع عن عمها سلمان بن ربيعة، ورباب عن سهل بن حنيف، وعنها حفيدها عثمان بن حكيم ورباب ابنة النعمان أم البراء بن معرور، وأنشد شيخنا رحمه الله تعالى:
عشقت ولا أقول لمن لأنـي
أخاف عليه من ألم العذاب
وكنت أظن أن يشفى فؤادي
بريق من ثناياه الـعـذاب
فأشقاني هواه وما شفـانـي
وعذبني بأنـواع الـعـذاب
وغادر أدمعي من فوق خدي تسيل
لغدره سيل الربـاب
وما ذنبي سوى أن همت فيه
كمن قد هام قدما في الرباب
بذكراه أرى طربي ارتياحا وما
طربي برنات الرباب
صفحة : 511
وروضات بني عقيل يسمين الرباب والرباب كغراب: ع، وهو أرض بين ديار بني عامر
وبلحارث ابن كعب.
وكذا أبو الرباب المحدث الراوي عن معقل بن يسار المزني، رضي الله عنه، قال الحافظ: جوز عبد الغني أن يكون هو أبو الرباب مطرف بن مالك الذي يروي عن أبي الدرداء، وعنه الأمير أيضا أبو الرباب، روى عنه أبو سعيد موسى المهدي.
والرباب بالكسر: العثور مجازا والرباب جمع ربة بالكسر، وقد تقدم والرباب: الأصحاب.
والرباب: أحياء ضبة وهم تيم وعدي وعكل، وقيل: تيم وعدي وعوف وثور وأشيب، وضبة عمهم، سموا بذلك لتفرقهم لأن الربة الفرقة، ولذلك إذا نسبت إلى الرباب قلت ربي، فرد إلى واحده، وهو ربة، لأنك إذا نسبت الشيء إلى الجمع رددته إلى الواحد، كما تقول في المساجد مسجدي إلا أن يكون سميت به رجلا فلا ترده إلى الواحد، كما تقول في أنمار: أنماري، وفي كلاب كلابي، وهذا قول سيبويه، وقال أبو عبيدة سموا ربابا لترابهم أي تعاهدهم وتحالفهم على تميم، وقال الأصمعي: سموا بذلك لأنهم أدخلوا أيديهم في رب وتعاقدوا وتحالفوا عليه، وقال ثعلب: سموا ربابا بكسر الراء لأنهم ترببوا أي تجمعوا ربة ربة، وهم خمس قبائل تجمعوا فصاروا يدا واحدة، ضبة وثور وعكل وتيم وعدي، كذا في لسان العرب وقيل لأنهم اجتمعوا كرباب القداح، والواحدة ربابة، قاله البلاذري.
والربب محركة: الماء الكثير المجتمع، وقيل: العذب، قال الراجز:
والبرة السمراء والماء الربب وهو أيضا ما رببه الطين، عن ثعلب وأنشد:
في ربب الطين وماء حائر وأخذه أي الشيء بربانه بالضم، ويفتح: أي أوله وفي بعض النسخ بأوله أو جميعه ولم يترك منه شيئا، ويقال: افعل ذلك الأمر بربانه أي بحدثانه وطرائه وجدته ومنه قيل: شاة ربى، وربان الشباب: أوله، قال ابن أحمر:
وإنما العيش بـربـانـه وأنت من أفنانه معتصر
وقول الشاعر:
خليل خود غرها شبابه
أعجبها إذ كثرت ربابه
عن أبي عمرو: الربى: أول
الشباب، يقال أتيته في ربى شبابه وربان شبابه، ورباب شبابه، قال أبو عبيد:
الربان من كل شيء: حدثانه.
صفحة : 512
وفي الصحاح: رب وربت وربما وربتما بضمهن مشددات ومخففات وبفتحهن كذلك، ورب
بضمتين مخففة، ورب كمذ قال شيخنا: حاصل ما ذكره المؤلف أربع عشرة لغة، وهو
قصور ظاهر، فقد قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري قدس سره في شرح المنفرجة
الكبير له ما نصه: في رب سبعون لغة ضم الراء وفتحها مع تشديد الباء
وتخفيفها مفتوحة في الضم والفتح، ومضمومة في الضم، كل من الستة مع تاء
التأنيث ساكنة أو مفتوحة أو مضمومة أو مع ما، أو معهما بأحوال التاء، أو
مجردة منهما، فذلك ثمان وأربعون، وضمها وفتحها مع إسكان الباء، كل منهما مع
التاء مفتوحة أو مضمومة، أو مع ما، أو معهما بحالتي التاء، أو مجردة، فذلك
اثنتا عشرة، وربت، بضم الراء وفتحها مع إسكان الباء أو فتحها أو ضمها،
مخففة أو مشددة في الأخيرتين، فذلك عشرة، حرف خافض على الصواب، وهو المختار
عند الجمهور خلافا للكوفيين والأخفش ومن وافقهم لا يقع إلا على نكرة وقال
ابن جني: أدخلوا رب على المضمر وهو على نهاية الاختصاص وجاز دخولها على
المعرفة في هذا الموضع لمضارعتها النكرة بأنها أضمرت على غير تقدم ذكر، ومن
أجل ذلك احتاجت إلى تفسير، وحكى الكوفيون مطابقة الضمير للتمييز: ربه رجلا
قد رأيت، وربهما رجلين، وربهم رجالا، وربهن نساء، فمن وحد قال: إنه كناية
عن مجهول، ومن لم يوحد، قال: إنه رد كلام، كأنه قيل له: مالك جوار، قال
ربهن جوار قد ملكت، وقال أبو الهيثم: العرب تزيد في رب هاء، وتجعل الهاء
اسما مجهولا لا يعرف، ويبطل معها عمل رب فلا تخفض بها ما بعد الهاء، وإذا
فرقت بين كم التي تعمل عمل رب بشيء بطل عنها عملها. وأنشد:
كائن رأيت وهايا صدع أعظمه وربه عطبا أنقذت م العطـب نصب
عطبا من أجل الهاء المجهولة
وقوله:
صفحة : 513
ربه رجلا، وربها امرأة أضمرت فيها العرب على غير تقدم ذكر ثم ألزمته
التفسير ولم تدع أن توضح ما أوقعت به الالتباس، ففسره بذكر النوع الذي هو
قولهم: رجلا وامرأة، كذا في لسان العرب، أو اسم وهو مذهب الكوفيين والأخفش
في أحد قوليه، ووافقهم جماعة، قال شيخنا: وهو قول مردود تعرض لإبطاله ابن
مالك في التسهيل وشرحه، وأبطله الشيخ أبو حيان في الشرح، وابن هشام في
المغني وغيرهم وقيل: كلمة تقليل دائما، خلافا للبعض، أو في أكثر الأوقات،
خلافا لقوم أو تكثير دائما، قاله ابن درستويه، أو لهما، في التهذيب: قال
النحويون رب من حروف المعاني، والفرق بينها وبين كم أن رب للتقليل وكم وضعت
للتكثير إذا لم يرد بها الاستفهام، وكلاهما يقع على النكرات فيخفضها، قال
أبو حاتم: من الخطإ قول العامة: ربما رأيته كثيرا، وربما إنما وضعت
للتقليل، وقال غيره: رب ورب وربة كلمة تقليل يجر بها فيقال: رب رجل قائم
ورب رجل وتدخل عليها التاء فيقال: ربت رجل وربت رجل وقال الجوهري: وتدخل
عليه ما ليمكن أن يتكلم بالفعل بعده فيقال: ربما، وفي التنزيل العزيز ربما
يود الذين كفروا وبعضهم يقول: ربما بالفتح وكذلك ربتما وربتما وربتما
وربتما والتثقيل في كل ذلك أكثر في كلامهم، ولذلك إذا حقر سيبويه رب من
قوله تعالى ربما يود رده إلى الأصل، فقال: ربيب، قال اللحياني، قرأ الكسائي
وأصحاب عبد الله والحسن ربما يود بالتثقيل، وقرأ عاصم وأهل المدينة وزر بن
حبيش ربما يود بالتخفيف، قال الزجاج: من قال إن رب يعنى بها التكثير، فهو
ضد ما تعرفه العرب، فإن قال قائل: فلم جازت رب في قوله ربما يود الذين
كفروا ورب للتقليل، فالجواب في هذا أن العرب خوطبت بما تعلمه في التهديد،
والرجل يتهدد الرجل فيقول له لعلك ستندم على فعلك، وهو لا يشك في أنه يندم،
ويقول: ربما ندم الإنسان من مثل ما صنعت، وهو يعلم أن الإنسان يندم كثيرا،
قال الأزهري: والفرق بين ربما ورب أن رب لا يليه غير الاسم، وأما ربما فإنه
زيدت ما مع رب ليليها الفعل، تقول رب رجل جاءني وربما جاءني زيد، ورب يوم
بكرت فيه، ورب خمرة شربتها، وتقول: ربما جاءني فلان وربما حضرني زيد، وأكثر
ما يليه الماضي، ولا يليه من الغابر إلا ما كان مستيقنا، كقوله ربما يود
الذين كفروا ووعد الله حق، كأنه قد كان، فهو بمعنى ما مضى، وإن كان لفظه
مستقبلا، وقد تلي ربما الأسماء وكذلك ربتما وقال الكسائي، يلزم من خفف
فألقى أحد الباءين أن يقول: رب رجل، فيخرجه مخرج الأدوات، كما تقول: لم
صنعت، ولم صنعت، وقال: أظنهم إنما امتنعوا من جزم الباء لكثرة دخول التاء
فيها في قولهم ربت رجل وربت رجل، يريد الكسائي أن تاء التأنيث لا يكون ما
قبلها إلا مفتوحا أو في نية الفتح، فلما كانت تاء التأنيث تدخلها كثيرا
امتنعوا من إسكان ما قبل هاء التأنيث فآثروا النصب، يعني بالنصب الفتح، قال
اللحياني: وقال لي الكسائي: إن سمعت بالجزم يوما فقد أخبرتك، يريد إن سمعت
أحدا يقول: رب رجل فلا تنكره، فإنه وجه القياس، قال اللحياني: ولم يقرأ أحد
ربما، بالفتح، ولا ربما، كذا في لسان العرب أو في موضع المباهاة والافتخار
دون غيره للتكثير، كما ذهب إليه جماعة من النحويين أو لم توضع
صفحة : 514
لتقليل ولا تكثير بل يستفادان من سياق الكلام خلافا للبعض وقد حرره البدر
الدماميني في التحفة، كما أشار إليه شيخنا، وقال ابن السراج: النحويون
كالمجمعين على أن رب جواب.يل ولا تكثير بل يستفادان من سياق الكلام خلافا
للبعض وقد حرره البدر الدماميني في التحفة، كما أشار إليه شيخنا، وقال ابن
السراج: النحويون كالمجمعين على أن رب جواب.
واسم جمادى الأولى عند العرب ربى ورب، واسم جمادى الآخرة ربى وربة عن كراع
واسم ذي القعدة ربة، بضمهن وإنما كانوا يسمونها بذلك في الجاهلية، وضبطه
أبو عمر الزاهد بالنون، وقال هو اسم لجمادى الآخرة وخطأه ابن الأنباري وأبو
الطيب وأبو القاسم الزجاجي، كما سيأتي في ر ن ن.
والرابة: امرأة الأب، وفي حديث مجاهد كان يكره أن يتزوج الرجل امرأة رابه يعني امرأة زوج أمه لأنه كان يربيه، وقد تقدم ما يتعلق به من الكلام.
والرب بالضم: هو ما يطبخ من التمر، والرب: الطلاء الخاثر، وقيل هو دبس، أي سلافة خثارة كل تمرة بعد اعتصارها والطبخ والجمع: الربوب والرباب، ومنه: سقاء مربوب إذا رببته أي جعلت فيه الرب وأصلحته به، وقال ابن دريد: ثفل السمن والزيت الأسود، وأنشد:
كشائط الرب عليه الأشكل وفي صفة ابن عباس كأن على صلعته الرب من مسك أو عنبر، وإذا وصف الإنسان بحسن الخلق قيل هو السمن لا يخم.
والحسن بن علي بن الحسين بن قنان الربي: محدث بغدادي مكثر صادق سمع الأرموي، ومات بعد ابن ملاعب كأنه نسبة إلى الرب وفي نسخة: إلى بيعه.
والمرببات الأنبجات أي المعمولات بالرب كالمعسل المعمول بالعسل، وكذلك: المربيات إلا أنها من التربية، يقال زنجبيل مربى ومربب.
والربان بالضم من الكوكب: معظمه، ورئيس الملاحين في البحر: كالرباني بالضم منسوبا، عن شمر، وأنشد للعجاج:
صعل من السام ورباني وقالوا: ذره بربان والربان ركن ضخم من أركان أجإ لطيئ، نقله الصاغاني.
والربان كرمان عن الأصمعي والربان مثل شداد عن أبي عبيدة: الجماعة.
وكشداد: أحمد بن موسى الفقيه أبو بكر بن المصري بن الرباب مات بعد الثلاثمائة، وأبو الحسن هكذا في النسخ، والصواب: أبو علي الحسن بن عبد الله بن يعقوب الصيرفي بن الرباب راوي مسائل عبد الله بن سلام عن ابن ثابت الصيرفي.
والربابية: ماء باليمامة نقله الصاغاني، وقيده بالضم.
وارتب العنب إذا طبخ حتى يكون ربا يؤتدم به، عن أبي حنيفة.
والمرأة ترتب الشعر، قال الأعشى:
حرة طفلة الأنامل ترتب سخاما تكفه بـخـلال
وهو من الإصلاح والجمع.
والمرتب: المنعم وصاحب النعمة، و: المنعم عليه أيضا، وبكليهما فسر رجز رؤبة:
ورغبتي في وصلكم وحطبي
في حبلكم لا أئتلي ورغبـي
إليك فاربب نعمة المرءتب
صفحة : 515
والربي بالكسر واحد الربيين، وهم الألوف من الناس قاله الفراء، وقال أبو
العباس أحمد بن يحيى: قال الأخفش: الربيون منسوبون إلى الرب، قال أبو
العباس: ينبغي أن تفتح الراء على قوله، قال: وهو على قول الفراء من الربة
وهي الجماعة، وقال الزجاج ربيون بكسر الراء وضمها، وهم الجماعة الكثيرة،
وقيل: الربيون: العلماء الأتقياء الصبر، وكلا القولين حسن جميل، وقال أبو
العباس: الربانيون: الألوف، والربانيون: العلماء، وقد تقدم، وقرأ الحسن:
ربيون، بضم الراء، وقرأ ابن عباس ربيون بفتح الراء، كذا في اللسان.
قلت: ونقله ابن الأنباري أيضا وقال: وعلى قراءة الحسن نسبوا إلى الربة، والربة: عشرة آلاف.
والربرب: القطيع من بقر الوحش وقيل: من الظباء، ولا واحد له، قال:
بأحسن مـن لـيلـى ولا أم شـادن غضيضة طرف رعتها وسط ربرب
وقال كراع: الربرب: جماعة البقر ما كان دون العشرة.
والأربة: أهل المثاق والعهد، قال أبو ذؤيب:
كانت أربتهـم بـهـز وغـره
عقد الجوار وكانوا معشرا غدرا قال
ابن بري: يكون التقدير ذوي أربتهم، وبهز: حي من سليم: ومما بقي عليه:
الحويرث بن الرباب كسحاب، عن عمر، وإدريس بن سلمان بن أبي الرباب شيخ لابن
جوصا.
وربان ككتان لقب الحافي بن قضاعة.
وربان أيضا هو علاف وإليه تنسب
الرحال العلافية، وكذلك ربان بن حاضر بن عامر، وسيأتي في ر ب ن.
ر ت ب
رتب الشيء يرتب رتوبا: ثبت ودام ولم يتحرك، كترتب، وعيش راتب: ثابت دائم،
وأمر راتب أي دار ثابت، قال ابن جني: يقال: مازلت على هذا راتبا وراتما أي
مقيما، قال: فالظاهر من أمر هذه الميم أن تكون بدلا من الباء، لأنه لم يسمع
في هذا المحل: رتم مثل رتب، قال ويحتمل الميم عندي في هذا أن يكون أصلا غير
بدل من الرتيمة، وسيأتي ذكرها ورتبته أنا ترتيبا: أثبته.
والترتب كقنفذ وجندب: الشيء المقيم الثابت وأمر ترتب على تفعل بضم التاء وفتح العين أي ثابت، قال زيادة بن زيد العذري، وهو ابن أخت هدبة:
ملكنا ولم نملك وقدنا ولم نقد وكان لنا حقا على الناس ترتبا
قال الصرفيون: تاء ترتب الأولى زائدة، لأنه ليس في الأصول مثل جعفر، والاشتقاق يشهد به، لأنه من الشيء الراتب.
والترتب كجندب: الأبد، والعبد السوء يتوارثه ثلاثة، لثباته في الرق وإقامته فيه. والترتب: التراب لثباته وطول بقائه، الأخيرتان عن ثعلب ويضم أي التاء الثانية، كذا ضبطه في اللسان في معنى الأولى من الأخيرتين وكذا قولهم جاءوا ترتبا وكذا قول العذري على الرواية المشهورة في الكتب:
وكان لنا فضل على الناس ترتبا أي جميعا والصحيح في الرواية حقا على الناس والصواب في الإعراب فضلا .
واتخذ فلان ترتبة كطرطبة أي
شبه طريق نقله الصاغاني يطؤه.
صفحة : 516
والرتبة بالضم، والمرتبة: المنزلة عند الملوك ونحوها، وفي الحديث من مات
على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها المرتبة: المنزلة الرفيعة أراد بها
الغزو والحج ونحوهما من العبادات الشاقة، وهي مفعلة من رتب إذا انتصب
قائما، والمراتب: جمعها، قال الأصمعي: والمرتبة: المرقبة، وهي أعلى الجبل،
وقال الخليل: المراتب في الجبل والصحاري، وهي الأعلام التي ترتب فيها
العيون والرقباء وفي حديث حذيفة قال يوم الدار أما إنه سيكون لها وقفات
ومراتب فمن مات في وقفاتها خير ممن مات في مراتبها المراتب: مضايق الأودية
في حزونة، ومن المجاز: له مرتبة عند السلطان أي منزلة، وهو من أهل المراتب،
وهو في أعلى الرتب.
والرتب، محركة: الشدة والانتصاب ورتب الرجل يرتب رتبا: انتصب، وفي حديث لقمان ابن عاد : رتب رتوب الكعب في المقام الصعب أي انتصب كما ينتصب الكعب إذا رميته، ورتب الكعب رتوبا: انتصب وثبت وقد أرتب الرجل إذا انتصب قائما، فهو راتب، عزاه في التهذيب لابن الأعرابي، وأنشد:
وإذا يهب من المـنـام رأيتـه كرتوب كعب الساق ليس بزمل
وصفه بالشهامة وحدة النفس، يقول: هو أبدا مستيقظ منتصب، وأرتب الغلام الكعب إرتابا: أثبته، وفي حديث ابن الزبير كان يصلي في المسجد الحرام وأحجار المنجنيق تمر على أذنه وما يلتفت كأنه كعب راتب .
والرتب: ما أشرف من الأرض كالبرزخ، يقال: رتبة ورتب كدرجة ودرج والرتب: الصخور المتقاربة وبعضها أرفع من بعض واحدتها: رتبة، وحكيت عن يعقوب بضم الراء وفتح التاء والرتب: عتب الدرج، والرتب: غلظ العيش وشدته، قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي:
تقيظ الرمل حتى هز خلفـتـه تروح البرد ما في عيشه رتب
أي تقيظ هذا الثور الرمل، والخلفة: النبات الذي يكون في أدبار القيظ وما في عيشه رتب أي هو في لين من العيش، وما في عيشه رتب ولا عتب أي ليس فيه غلظ ولا شدة أي هو أملس، وما في هذا الأمر رتب ولا عتب أي عناء وشدة، وفي التهذيب: أي هو سهل مستقيم، وقال أبو منصور هو بمعنى النصب والتعب، وكذلك المرتبة، وكل مقام شديد: مرتبة قال الشماخ:
ومرتبة لا يستقال بـهـا الـردى تلافى بها حلمي عن الجهل حاجز
والرتب: الفوت بين الخنصر والبنصر، عن ابن دريد وكذا لك بين البنصر والوسطى وقيل: ما بين السبابة والوسطى وقد يسكن والمعروف في الأول: البصم، وفي الثاني: العتب، قاله الصاغاني والرتب: أن تجعل أربع أصابعك مضمومة كالبرزخ، نقله الليثث.
والرتباء: الناقة المنتصبة في سيرها، عن ابن الأعرابي.
وأرتب الرجل إرتابا إذا سأل بعد غنى، حكاه ابن الأعرابي أيضا، كذا في التهذيب.
وباب المراتب ببغداد، نسب إليه المحدثون.
والرتب بفتح فسكون: قرية قرب سجلماسة.
ر ج ب
رجب الرجل كفرح رجبا: فزع، ورجب رجبا: استحيا، كرجب يرجب كنصر قال:
فغيرك يستحيي وغيرك يرجب
صفحة : 517
ورجب فلانا: هابه وعظمه، كرجبه يرجبه رجبا ورجوبا، ورجبه ترجيبا، وترجبه
وأرجبه فهو مرجوب ومرجب وأنشد:
أحمد ربي فرقا وأرجبه أي أعظمه، ومنه سمي رجب، لتعظيمهم إياه في الجاهلية
عن القتال فيه، ولا يستحلون القتال فيه، وفي الحديث رجب مضر الذي بين جمادى
وشعبان قوله بين جمادى وشعبان تأكيد للشأن وإيضاح، لأنهم كانوا يؤخرونه من
شهر إلى شهر، فيتحول عن موضعه الذي يختص به، فبين لهم أنه الشهر الذي بين
جمادى وشعبان، لاما كانوا يسمونه على حساب النسيء، وإنما قيل: رجب مضر،
وأضافه إليهم، لأنهم كانوا أشد تعظيما له من غيرهم، وكأنهم اختصوا به، وقد
ذكر له بعض العلماء سبعة عشر اسما، كذا نقله شيخنا عن لطائف المعارف فيما
للمواسم من الوظائف، تأليف الحافظ عبد الرحمن بن رجب الحنبلي، ثم وقفت على
هذا التأليف ونقلت منه المطلوب، ج أرجاب ورجوب ورجاب ورجبات، محركة تقول:
هذا رجب، فإذا ضموا له شعبان قالوا: رجبان.
والترجيب: التعظيم، وإن فلانا لمرجب ومنه الترجيب أي ذبح النسائك فيه وفي الحديث هل تدرون ما العتيرة? هي التي يسمونها الرجبية، كانوا يذبحون في شهر رجب ذبيحة وينسبونها إليه، يقال: هذه أيام ترجيب وتعتار، وكانت العرب ترجب، وكان ذلك لهم نسكا، أو ذبائح في رجب، وعن أبي عمرو: الراجب: المعظم لسيده.
والترجيب: أن يبنى تحت النخلة، إذا مالت وكانتء كريمة عليه، دكان تعتمد هي عليه لضعفها.
والرجبة بالضم اسم ذلك الدكان والجمع رجب مثل ركبة وركب، ويقال: الترجيب: أن تدعم الشجرة إذا كثر حملها، لئلا تنكسر أغصانها، وفي التهذيب: الرجبة والرجمة: أن تعمد النخلة الكريمة إذا خيف عليها أن تقع، لطولها وكثرة حملها ببناء من حجارة ترجب بها أي تعمد ويكون ترجيبها أن يجعل حول النخلة شوك لئلا يرقى فيها راق فيجني ثمرها، وعن الأصمعي: الرجمة البناء من الصخر تعمد به النخلة، والرجبة: أن تعمد النخلة بخشبة ذات شعبتين وهي نخلة رجبية كعمرية، وتشدد جيمه: بني تحتها رجبة، كلاهما نسب نادر على خلاف القياس، والتثقيل أذهب في الشذوذ وقال سويد بن صامت:
وليست بسنهـاء ولا رجـبـية
ولكن عرايا في السنين
الجوائح
صفحة : 518
يصف نخلة بالجودة وأنها ليس فيها سنهاء والسنهاء التي أصابتها السنة، وقيل:
هي التي تحمل سنة وتترك أخرى أو ترجيبها: ضم أعذاقها، إلى سعفاتها، وشدها
بالخوص لئلا تنفضها الريح، أو الترجيب: وضع الشوك حولها أي الأعذاق لئلا
يصل إليها آكل فلا تسرق، وذلك إذا كانت غريبة ظريفة، تقول: رجبتها ترجيبا،
ومنه قول الحباب بن المنذر يوم السقيفة أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب
قال يعقوب: الترجيب هنا إرفاد النخلة من جانب ليمنعها من السقوط، أي إن لي
عشيرة تعضدني وتمنعني وترفدني، والعذيق تصغير عذق بالفتح وهي النخلة وقيل:
أراد بالترجيب: التعظيم، ورجب فلان مولاه أي عظمه، وقول سلامة ابن جندل:
كأن أعناقها أنصاب ترجيب فإنه شبه أعناق الخيل بالنخل المرجب، وقيل: شبه أعناقها بالحجارة التي تذبح عليها النسائك، قال: وهذا يدل على صحة قول من جعل الترجيب دعما للنخلة.
والترجيب في الكرم: أن تسوى سروغه ويوضع مواضعه من الدعم والقلال.
ورجب العود: خرج منفردا.
وعن أبي العميثل: رجب فلانا بقول سيىء ورجمه به بمعنى: صكه.
والرجب بالضم: ما بين الضلع والقص، وبهاء: بناء يصاد بها الصيد كالذئب وغيره، يوضع فيه لحم ويشد بخيط، فإذا جذبه سقط عليه الرجبة.
والأرجاب: المعاء لا واحد لها عند أبي عبيد أو الواحد رجب محركة، عن كراع، أو رجب كقفل، وقال ابن حمدويه: الواحد رجب، بكسر فسكون.
والرواجب: مفاصل أصول الأصابع التي تلي الأنامل، أو بواطن مفاصلها أي أصول الأصابع أو هي قصب الأصابع، أو هي مفاصلها أي الأصابع، ثم البراجم ثم الأشاجع اللاتي تلي الكف أو هي ظهور السلاميات، أو هي ما بين البراجم من السلاميات، قال ابن الأعرابي: البراجم: المشنجات في مفاصل الأصابع وفي كل إصبع ثلاث برجمات إلا الإبهام أو هي المفاصل التي تلي الأنامل وفي الحديث ألا تنقون رواجبكم هي ما بين عقد الأصابع من داخل واحدتها راجبة، وقال كراع: واحدتها رجبة بالضم، قال الأزهري ولا أدري كيف ذلك، لأن فعلة لا تكسر على فواعل، وعن الليث: راجبة الطائر: الإصبع التي تلي الدائرة من الجانبين الوحشيين من الرجلين، وقال صخر الغي:
تملى بها طول الحياة فقرنه له حيد أشرافها كالرواجب
شبه مانتأ من قرنه بما نتأ من أصول الأصابع إذا ضمت الكف والرواجب من الحمار: عروق مخارج صوته، عن ابن الأعرابي وأنشد:
طوى بطنه طول الطراد فأصبحت تقلقل من طول الطراد رواجبه
ومما يستدرك عليه: الرجب
محركة: العفة.
ورجب: من أسماء الرجال.
ر ح ب
الرحب، بالضم: ع لهذيل وضبطه الصاغاني بالفتح من غير لام.
ورحاب كغراب: ع بحوران نقله
الصاغاني أيضا.
صفحة : 519
ورحب الشيء ككرم وسمع الأخير حكاه الصاغاني رحبا بالضم ورحابة ورحبا محركة،
نقله الصاغاني فهو رحب ورحيب ورحاب بالضم: اتسع، كأرحب، وأرحبه: وسعه قال
الحجاج حين قتل ابن القرية، أرحب يا غلام جرحه.
ويقال للخيل: أرحب وأرحبي، وهما زجران للفرس، أي توسعي وتباعدي وتنحي قال الكميت بن معروف:
نعلمها هبي وهلا وأرحب وفي أبياتنا ولضنا افتلينـا
وامرأة رحاب وقدر رحاب بالضم أي واسعة وقالوا: رحبت عليك، وطلت، أي رحبت عليك البلاد، وقال أبو إسحاق أي اتسعت وأصابها الطل، وفي حديث ابن زمل على طريق رحب أي واسع. ورجل رحب الصدر، ورحب الصدر، ورحيب الجوف: واسعهما، ومن المجاز: فلان رحيب الصدر أي واسعه، ورحب الذراع أي واسع القوة عند الشدائد، ورحب الذراع والباع ورحيبهما أي سخي.
ورحبت الدار وأرحبت بمعنى، أي اتسعت.
والرحب بالفتح والرحيب: الشيء الواسع، تقول منه: بلد رحب وأرض رحبة.
ومن المجاز قولهم: هذا أمر إن ترحبت موارده فقد تضايقت مصادره.
وقولهم في تحية الوارد: أهلا ومرحبا وسهلا قال العسكري: أول من قال مرحبا: سيف بن ذي يزن أي صادفت وفي الصحاح: أتيت سعة وأتيت أهلا، فاستأنس ولا تستوحش وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: مرحبك الله ومسهلك، ومرحبا بك الله ومسهلا بك الله، وتقول العرب: لا مرحبا بك، أي لا رحبت عليك بلادك، قال: وهي من المصادر التي تقع في الدعاء للرجل، وعليه، نحو: سقيا ورعيا، وجدعا وعقرا، يريدون سقاك الله ورعاك الله، وقال الفراء: معناه رحب الله بك مرحبا، كأنه وضع موضع الترحيب، وقال الليث معنى قول العرب مرحبا: انزل في الرحب والسعة وأقم فلك عندنا ذلك، وسئل الخليل عن نصب مرحبا فقال: فيه كمين الفعل، أريد به انزل أو أقم فنصب بفعل مضمر، فلما عرف معناه المراد به أميت الفعل، قال الأزهري: وقال غيره في قولهم: مرحبا: أتيت أو لقيت رحبا وسعة لا ضيقا، وكذلك إذا قال: سهلا أراد نزلت بلدا سهلا لا حزنا غليظا.
ورحب به ترحيبا: دعاه إلى الرحب والسعة، ورحب به: قال له مرحبا، وفي الحديث قال لخزيمة ابن حكيم مرحبا أي لقيت رحبا وسعة، وقيل معناه رحب الله بك مرحبا، فجعل المرحب موضع الترحيب.
ورحبة المكان كالمسجد والدار
بالتحريك وتسكن: ساحته ومتسعه وكان علي رضي الله عنه يقضي بين الناس في
رحبة مسجد الكوفة، وهي صحنه، وعن الأزهري: قال الفراء: يقال للصحراء بين
أفنية القوم والمسجد رحبة ورحبة، وسميت الرحبة رحبة لسعتها بما رحبت، أي
بما اتسعت، يقال منزل رحيب ورحب، وذهب أيضا إلى أنه يقال: بلد رحب وبلاد
رحبة، كما يقال: بلد سهل وبلاد سهلة، وقد رحبت ترحب، ورحب يرحب رحبا
ورحابة، ورحبت رحبا، قال الأزهري: وأرحبت لغة بذلك المعنى، وقول الله عز
وجل ضاقت عليهم الأرض بما رحبت أي على رحبها وسعتها، وأرض رحيبة: واسعة.
صفحة : 520
والرحبة، بالوجهين، من الوادي: مسيل مائه من جانبيه فيه، جمعه رحاب، وهي
مواضع متواطئة يستنقع الماء فيها، وهي أسرع الأرض نباتا، تكون عند منتهى
الوادي وفي وسطه، وقد تكون في المكان المشرف يستنقع فيها الماء وما حولها
مشرف عليها، ولا تكون الرحاب في الرمل، وتكون في بطون الأرض وفي ظواهرها.
والرحبة من الثمام كغراب: مجتمعه ومنبته.
والرحبة بالتحريك: موضع العنب، بمنزلة الجرين للتمر، وقال أبو حنيفة: الرحبة والرحبة، والتثقيل أكثر: الأرض الواسعة المنبات المحلال، ج رحاب ورحب ورحبات، محركتين، ويسكنان قال سيبويه: رحبة ورحاب كرقبة ورقاب، وعن ابن الأعرابي: الرحبة: ما اتسع من الأرض، وجمعها: رحب مثل قرية وقرى، قال الأزهري: وهذا يجيء شاذا، في باب الناقص فأما السالم فما سمعت فعلة جمعت على فعل، قال: وابن الأعرابي ثقة لا يقول إلا ما قد سمعه. كذا في لسان العرب.
ويحكى عن نصر بن سيار رحبكم الدخول في طاعته أي ابن الكرماني ككرم أي وسعكم فعدى فعل، وهو شاذ لأن فعل ليست متعدية عند النحويين إلا أن أبا علي الفارسي حكى عن هذيل القبيلة المعهودة تعديتها أي إذا كانت قابلة للتعدي بمعناها كقوله:
ولم تبصر العين فيها كلابا وقال أثمة الصرف: لم يأت فعل بضم العين متعديا إلا كلمة واحدة رواها الخليل وهي قولهم: رحبتك الدار، وحمله السعد في شرح العزي على الحذف والإيصال، أي رحبت بكم الدار، وقال شيخنا: نقل الجلال السيوطي عن الفارسي: رحب الله جوفه أي وسعه، وفي الصحاح: لم يجئ في الصحيح فعل بضم العين متعديا غير هذا، وأما المعتل فقد اختلفوا فيه قال الكسائي: أصل قلته قولته، وقال سيبويه: لا يجوز ذلك لأنه لا يتعدى، وليس كذلك: طلته، ألا ترى أنك تقول: طويل، وعن الأزهري: قال الليث: هذه كلمة شاذة على فعل مجاوز: وفعل لا يكون مجاوزا أبدا قال الأزهري: ورحبتك لا يجوز عند النحويين، ونصر ليس بحجة.
والرحبى كحبلى: أعرض ضلع في الصدر، وإنما يكون الناحز في الرحبيين.
والرحبى: سمة تسم بها العرب في جنب البعير، والرحبيان الضلعان اللتان تليان الإبطين في أعلى الأضلاع، أو الرحبى: مرجع المرفقين وهما رحبيان، والرحيباء من الفرس أعلى الكشحين، وهما رحيباوان، عن ابن دريد، أوهى أي الرحبى منبض القلب من الدواب والإنسان، أي مكان نبض قلبه وخفقانه، قاله الأزهري: وقيل: الرحبى ما بين مغرز العنق إلى منقطع الشراسيف، وقيل: هي ما بين ضلعي أصل العنق إلى مرجع الكتف.
والرحبة بالضم: ماءة بأجإ أحد جبلي طيىء وبئر في ذي ذروان من أرض مكة زيدت شرفا بوادي جبل شمنصير، يأتي بيانه.
والرحبة: ة حذاء القادسية،
وواد قرب صنعاء اليمن و: ناحية بين المدينة والشأم قرب وادي القرى و: ع
بناحية اللجاة.
صفحة : 521
وبالفتح: رحبة مالك بن طوق مدينة أحدثها مالك على شاطئ الفرات، ورحبة: ة
بدمشق، ورحبة: محلة بها أيضا، ورحبة: محلة بالكوفة تعرف برحبة خنيس ورحبة:
ع ببغداد تعرف برحبة يعقوب منسوبة إلى يعقوب بن داوود وزير المهدي، ورحبة:
واد يسيل في الثلبوت وقد تقدم في ثلب أنه واد أو أرض، ورحبة: ع بالبادية،
ورحبة: ة باليمامة تعرف برحبة الهدار، وصحراء بها أيضا فيها مياه وقرى،
والنسبة إليها في الكل رحبي، محركة.
وبنو رحبة بن زرعة بن الأصغر ابن سبإ: بطن من حمير إليه نسب حريز بن عثمان المعدود في الطبقة الخامسة من طبقات الحفاظ، قاله شيخنا.
ورحابة كقمامة: ع وفي لسان العرب: أطم بالمدينة معروف.
والرحاب ككتاب: اسم، ناحية بأذربيجان ودربند، وأكثر أرمينية يشملثها هذا الاسم، نقله الصاغاني.
وبنو رحب محركة: بطن من همدان من قبائل اليمن.
وأرحب: قبيلة منهم أي همدان، قال الكميت:
يقولون لم يورث ولولا تراثه لقد شركت فيه بكيل وأرحب
وقرأت في كتاب الأنساب للبلاذري ما نصه: أخبرني محمد بن زياد الأعرابي الراوية عن هشام بن محمد الكلبي قال: من قبائل حضرموت: مرحب وجعشم، وهم الجعاشمة، ووائل وأنسى قال بعضهم:
وجدي الأنسوي أخو المعالي وخالي المرحبي أبو لهيعه ويزيد بن قيس، وعمرو بن سلمة، ومالك بن كعب الأرجبيون من عمال سيدنا علي رضي الله عنه أو فحل كذا قاله الأزهري، وقال: ربما تنسب إليه النجائب لأنها من نسله، وقال الليث: أرحب: حي أو مكان وفي المعجم: أنه مخلاف باليمن يسمى بقبيلة كبيرة من همدان، واسم أرحب: مرة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل ابن جشم بن خيران بن نوف بن همدان ومنه النجائب الأرحبيات وفي كفاية المتحفظ : الأرحبية: إبل كريمة منسوبة إلى بني أرحب من بني همدان، وعليه اقتصر الجوهري، ونقله الشريف الغرناطي في شرح مقصورة حازم، وفي المعجم: ارحب: بلد على ساحل البحر بينه وبين ظفار نحو عشرة فراسخ.
والرحيب كأمير: الأكول ورجل رحيب الجوف: أكول، نقله السيوطي.
ورحائب التخوم، ويوجد في بعض النسخ: النجوم، وهو غلط أي سعة أقطار الأرض. وسموا رحبا، ومرحبا كمعظم ومرحبا كمقعد، وقال الجوهري: أبو مرحب: كنية الظل، وبه فسر قول النابغة الجعدي:
وبعض الأخلاء عند البـلا
ء والرزء أروغ من ثعلب
وكيف تواصل من أصبحت خلالته كأبـي
مـرحـب
وهو أيضا كنية عرقوب صاحب المواعيد الكاذبة.
ومرحب كمقعد: فرس عبد الله ابن عبد الحنفي ومرحب: صنم كان بحضر موت اليمن وذو مرحب: ربيعة بن معد يكرب، كان سادنه أي حافظه.
ومرحب اليهودي كمنبر: الذي قتله سيدنا علي رضي الله عنه يوم خيبر.
ورحيب مصغرا: موضع في قول كثير:
وذكرت عزة إذ تصاقب دارها برحيب فـأرينة فـنـخـال
كذا في المعجم.
صفحة : 522
ورحبى، كحبلى: موضع آخر، وهذه عن الصاغاني.
ر د ب
الردب: الطريق الذي لا ينفذ عن ابن الأعرابي، وقيل إنه مقلوب درب، وليس
بثبت.
والإردب كقرشب: مكيال ضخم لأهل مصر، وفي المصباح: الإردب بالكسر: كيل معروف بمصر نقله الأزهري وابن فارس والجوهري، أو يضم أربعة وعشرين صاعا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أربعة وستون منا بمنا بلدنا، والقنقل: نصف الإردب، كذا حدده الأزهري، وقال الشيخ أبو محمد بن بري: قول الجوهري: الإردب: مكيال ضخم لأهل مصر، ليس بصحيح، لأن الإردب لا يكال به وإنما يكال بالويبة، وهو مراد المصنف من قوله أو أي الإردب بها ست ويبات، وفي الحديث منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت مصر إردبها وقال الأخطل:
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم
قالوا لأمهم بولي على النار
والخبز كالعنبر الهندي عندهم
والقمح سبعون إردبا
بدينار قال الأصمعي وغيره:
البيت الأول منهما أهجى بيت قالته العرب، ثم إن ظاهر كلامهم أنه عربي، وصرح
بعضهم بأنه معرب، قاله شيخنا، وقال الصاغاني: وليس البيت للأخطل.
والإردب: القناة التي يجري فيها الماء على وجه الأرض ومن المجاز: الإردبة
بهاء هي البالوعة الواسعة من الخزف شبهت بالإردب المكيال.
والإردب: القرميدة، وفي الصحاح: الإردبة: القرميد، وهو الآجر الكبير بالباء الموحدة، هكذا في الأصول، وفي بعضها بالثاء المثلثة.
والتردب: الرئمان بالكسر أي التحنن واللطافة نقله الصاغاني.
ر ز ب
رزبه: لزمه وفي التكملة: رزب على الأرض أي لزم فلم يبرح.
والإرزب كقرشب: هو الرجل القصير، والكبير والغليظ الشديد والضخم يقال: رجل إرزب، ملحق بجردحل، أي قصير غليظ شديد، وقال أبو العباس: الإرزب: العظيم الجسم الأحمق.
والإرزب: فرج المرأة، وعن كراع جعله اسما له، وقال الجوهري: ركب إرزب: ضخم، ورجل إرزب: كبير أو الضخم منه.
والمرزاب لغة في الميزاب وليست بالفصيحة، وأنكره أبو عبيد، ومثله في شفاء الغليل للشهاب الخفاجي.
والمرزاب: السفينة العظيمة جمعه: مرازيب قال جرير:
ينهسن من كل مخشي الردى قذفكما تقاذف في اليم المرازيب
أو المرزاب: السفينة الطويلة قاله الجوهري.
والإرزبة والمرزبة بكسر أولهما مشددتان أو الأولى فقط وبه جزم غير واحد، والوجه في الثاني التخفيف، ونسب في المصباح التشديد للعامة، كما في الفصيح وشروحه، وقال ابن السكيت: إنه خطأ، قاله شيخنا: عصية من حديد، وفي لسان العرب الإرزبة التي يكسر بها المدر فإن قلتها بالميم خففت الباء وقلت: المرزبة، وأنشد الفراء:
ضربك بالمرزبة العود النخر وفي
حديث أبي جهل فإذا رجل أسود يضربه بمرزبة المرزبة بالتخفيف: المطرقة
الكبيرة التي تكون للحداد، وفي حديث الملك وبيده مرزبة ويقال لها أيضا:
الإرزبة، بالهمز والتشديد.
صفحة : 523
والمرزبة كمرحلة: رياسة الفرس تقول: فلان على مرزبة كذا، وله مرزبة كذا،
كما تقول له دهقنة كذا وهو مرزبانهم بضم الزاي: رئيسهم، تكلموا به قديما،
كذا في شفاء الغليل، وفي الحديث أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم هو
بضم الزاي، وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك، وهو معرب ج
مرازبة وفي لسان العرب وأما المرازبة من الفرس فمعرب، وقال ابن بري: حكي عن
الأصمعي أنه يقال للرئيس من العجم: مرزبان ومزبران بالراء والزاي وأنشد في
المعجم لبعض الشعراء.
الـدار داران: إيوان وغـمـدان
والملك ملكان: ساسان وقحطان
والأرض فارس والإقليم بابل وال
إسلام مكة والدنـيا خـراسـان
إلى أن قال:
قد رتب الناس فيها في مراتبهم فمرزبان وبطريق وطرخـان والمرزبانية بضم الزاي: ة ببغداد على نهر عيسى فوق المحول، بنى بها الإمام الناصر لدين الله دارا ورباطا لأهل التصوف، وكان الصاغاني شيخ ذلك الرباط من طرف الإمام المستنصر.
ومن المجاز أبو الحارث مرزبان الزأرة بالهمز هي الأجمة، أي الأسد قال أوس بن حجر في صفة أسد:
ليث عليه من البردي هبرية كالمرزباني عيال بأوصال
هكذا أنشده الجوهري، والصواب عيال بآصال ومن روى عيار بالراء قال: الذي بعده أوصال قال الجوهري: ورواه المفضل، كالمزبراني بتقديم الزاي.
قلت: وهو مخرج على ما حكاه ابن بري عن الأصمعي، ومن سجعات الأساس: أعوذ بالله من المرازبه، وما بأيديهم من المرازبة.
ورأس المرزبان: ع قرب الشحر، وهو رأس خارج إلى البحر على مكلإ.
وأبو سهل المرزبان بن محمد بن المرزبان، وأبو مسلم عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن المرزبان.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان، الأبهريون، محدثون وأبو جعفر هذا آخر من ختم به حديث لوين بأصبهان.
ومحمد بن خلف بن المرزبان، قال الدارقطني: اخباري لين.
وأبو محمد عبد الرحمن بن المرزبان الوليد، أبادي، أحد أركان السنة بهمذان، كذا في المعجم.
ر س ب
رسب الشيء في الماء كنصر يرسب ورسب، مثل كرم، رسوبا: ذهب سفلا ورسبت عيناه:
غارتا، وفي حديث الحسن يصف أهل النار إذا طفت بهم النار أرسبتهم الأغلال أي
إذا رفعتهم وأظهرتهم حطتهم الأغلال بثقلها إلى سفلها.
والرسوب: الكمرة كأنها لمغيبها عند الجماع.
ومن المجاز السيف رسوب يغيب في الضريبة ويرسب كالرسب محركة، ورسب كصرد ومرسب مثل منبر، ورسوب: سيف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أي ذكرضه عبد الباسط البلقيني.
وكان لخالد بن الوليد سيف سماه مرسبا، وفيه يقول:
ضربت بالمرسب رأس البطريق
صفحة : 524
كأنه آلة للرسوب، أو هو أي الرسوب من السيوف السبعة التي أهدت بلقيس
لسليمان عليه السلام، والأخير سيف الحارث بن أبي شمر الغساني ثم صار للنبي
صلى الله عليه وسلم وقال البلاذري في سرية علي رضي الله عنه لما توجه إلى
هدم الفلس صنم لطيئ، كان الصنم مقلدا بسيفين أهداهما إليه الحارث ابن أبي
شمر، وهما مخذم ورسوب، كان نذر لئن ظفر ببعض أعدائه ليهدينهما إلى الفلس
فظفر فأهداهثما له، وفيهما يقول علقمة بن عبدة:
مظاهر سربالي حديد عليهما عقيلا سيوف مخذم ورسوب
فأتى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والرسوب: الرجل الحليم، كالراسب، ورجل راسب، ومن المجاز جبل راسب أي ثابت بالأرض راسخ.
وبنو راسب: حي، منهم في الأزد: راسب بن مالك بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد، ومنهم في قضاعة: راسب بن الخزرج بن حرة بن جرم بن ربان.
وجابر بن عبد الله الراسبي صحابي.
ومن المجاز أرسبوا: ذهبت أعينهم أي غارت في رؤوسهم جوعا نقله الصاغاني.
وفي النوادر: الروسب والروسم: الداهية.
ورواسب: أرض بين مكة والطائف.
والمراسب: الأواسي، عن ابن الأعرابي.
ر س ت ب
الرستبي بالضم وفتح ثالثه، أهمله الجماعة، قال أئمة النسب هو أبو شعيب صالح
بن زياد الرستبي المحدث المقرئ السوسي، صاحب الإدغام، أحد راويي أبي عمرو،
والأشبه أن يكون منسوبا للجد، والله أعلم.
ر ش ب
الرشبه بالضم أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: النارجيل الفارغ الذي يغترف به
الماء، في بعض اللغات، كما يسمى المدعة، بالفتح، وفي التهذيب عن أبي عمرو
المراشب جعو أي طين رؤوس الخروس، أي الدنان.
ر ص ب
الرصب محركة كالرتب، هو ما بين السبابة والوسطى من أصولهما وقد تقدم بيانه.
ر ض ب
رضب ريقها أي الجارية يرضبه رضبا: رشفه وامتصه، كترضبه.
والرضاب كغراب: الريق، وقيل: الريق المرشوف، وقيل: هو تقطع الريق في الفم، وكثرة ماء الأسنان، فعبر عنه بالمصدر، قال أبو منصور: ولا أدري كيف هذا أو هو قطع الريق في الفم قال: ولا أدري كيف هذا أيضا، وفي اللسان: الرضاب: ما يرضب الإنسان من ريقه كأنه يمتصه، وإذا قبل جاريته رضب ريقها، وفي الحديث كأني أنظر إلى رضاب بزاق رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق ما سال، والرضاب منه ما تحبب وانتشر من بزاقه حين تفل فيه، عن ابن الأعرابي: الرضاب: فتات المسك، وقال الأصمعي: قطع المسك، قال الشاعر:
وإذا تبسـم تـبـدي حـبـبـا كرضاب المسك بالماء الخصر
والرضاب: قطع الثلج والسكر والبرد قاله عمارة بن عقيل، ويقال لحب الثلج، رضاب الثلج، وهو البرد، والرضاب: لعاب العسل، وهو رغوته، والرضاب أيضا: ما تقطع من الندى على الشجر والرضب: الفعل، وماء رضاب: عذب، قال رؤبة:
كالنحل في الماء الرضاب العذب
ويقال إن الرضاب هنا البرد وقوله: كالنحل، أي كعسل النحل.
صفحة : 525
والراضب: ضرب من السدر الواحدة: راضبة، ورضبة، محركة فإن صحت رضبة فراضب في
جميعها اسم للجمع، والراضب من المطر: السح قال حذيفة بن أنس يصف ضبعا في
مغارة.
خناعة ضبع دمجت في مغارة
وأدركها فيها قطار وراضب
أراد ضبعا فأسكن الباء، ودمجت بالجيم دخلت، ورواه أبو عمرو بالحاء، أي أكبت، وخناعة: أبو قبيلة، وهو خناعة بن سعد بن هذيل ابن مدركة.
وقد رضب المطر وأرضب، قال رؤبة:
كأن مزنا مستهل الإرضاب
روى قلاتا في ظلال الألصاب
وعن أبي عمرو: رضبت السماء وهضبت، ومطر راضب أي هاطل. ورضبت الشاة: ربضت، قليلة.
والمراضب: الأرياق العذبة نقله الصاغاني.
ر ط ب
الرطب بالفتح ضد اليابس، والرطب من الغصن والريش وغيره الناعم، رطب ككرم
وسمع الأولى عن ابن الأعرابي يرطب رطوبة ورطابة وهذه عن الصاغاني فهو رطب
ورطيب، والرطب: كل عود رطب. وغصن رطيب، وريش رطيب، أي ناعم، وفي الحديث من
أراد أن يقرأ القرآن رطبا أي لينا لا شدة في صوت قارئه، ونقل شيخنا عن أي
الريحان في كتاب الجماهر: قولهم في اللؤلؤ رطب، كناية عما فيه من ماء
الرونق والبهاء ونعمة البشرة وتمام النقاء، لأن الرطوبة فضل يقوم لذات
الماء، وهي تنوب عنه في الذكر، وليس نعني بالرطوبة ضد اليبوسة وكذلك قولهم:
المندل الرطب، انتهى.
والرطب بضمة، والرطب بضمتين: الرعي بالكسر الأخضر من البقل أي من بقول الربيع، وفي التهذيب: من البقل والشجر، وهو اسم للجنس، وقال الجوهري: الرطب بضم فسكون: الكلأ، ومنه قول ذي الرمة:
حتى إذا معمعان الصيف هب له بأجة نش عنه الماء والرطـب
وهو مثل عسر وعسر، وفي كفاية
المتحفظ: الرطب بضم الراء: هو ما كان غضا من الكلإ، والحشيش: ما يبس منه،
وقال البكري في شرح أمالي القالي: الرطب بالضم في النباتش، وفي سائر
الأشياء بالفتح، نقله شيخنا أو جماعة العشب الرطب، أي الأخضر قاله أبو
حنيفة وأرض مرطبة بالضم أي معشبة كثيرته أي الرطب والعشب والكلإ، وفي
الحديث أن امرأة قالت: يا رسول الله، إنا كل على آبائنا وأبنائنا، فما يحل
لنا من أموالهم? فقال: الرطب تأكلنه وتهدينه أراد ما لا يدخر ولا يبقى
كالفواكه والبقول، وإنما خص الرطب لأن خطبه أيسر، والفساد إليه أسرع، فإذا
ترك ولم يؤكل هلك ورمي، بخلاف اليابس إذا رفع وادخر فوقعت المسامحة في ذلك
بترك الاستئذان، وأن يجرى على العادة المستحسنة فيه، قال ابن الأثير: وهذا
فيما بين الآباء والأمهات والأبناء دون الأزواج والزوجات، فليس لأحدهما أن
يفعل شيئا إلا بإذن صاحبه.
صفحة : 526
والرطب كصرد: نضيج البسر قبل أن يتمر واحدته بهاء، قال سيبويه: ليس رطب
بتكسير رطبة، وإنما الرطب كالتمر مذكرة يقولون: هذا الرطب، ولو كان تكسيرا
لأنثوا، وقال أبو حنيفة: الرطب البسير إذا انهضم فلان وحلا، وفي الصحاح:
الرطب من التمر: معروف، الواحدة: رطبة ج أي الرطب أرطاب، والإمام الفقيه
أبو القاسم أحمد بن سلامة بن عبد الله بن مخلضد بن إبراهيم بن مخلد بن
الرطبي البجلي الكرخي من كبار الشافعية ولد في أواخر سنة ستين وأربعمائة،
وحفيده الإمام العلامة الفقيه القاضي أبو إسحاق وأبو المظفر إبراهيم بن عبد
الله بن أحمد ولد في رمضان سنة 542 وسمع الحديث من ابن الحسين عبد الحق ابن
عبد الخالق، وأبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن، وأبي الفتح بن البطر،
وتفقه على أبي طالب غلام ابن الخل، ذكره المنذري في التكملة، وابن نقطة في
الإكمال والخيضري في الطبقات، مات في رمضان سنة 615 وابن أخيه محمد ابن
عبيد الله الرطبي، حدث عن أبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن
البسري، وأما جده أحمد بن سلامة فإنه حدث عن محمد وطراد ابني الزينبي،
ومحمد بن علي بن شكرويه، ومحمد بن أحمد بن ماجه الأبهري وجماعة، وتفقه على
أبي نصر بن الصباغ، وأبي إسحاق الشيرازي، ثم رحل إلى أصبهان، وتفقه بها على
محمد بن ناشب الخجندي، ورجع إلى بغداد، وولي حسبتها، وكان كبير القدر حسن
السمت ذا شهامة، ذكره ابن السمعاني، والخيضري، مات في رجب، سنة سبع وعشرين
وخمسمائة.
ورطب الرطب ورطب ككرم وأرطب ورطب ترطيبا: حان أوان رطبه، وعن ابن الأعرابي: رطبت البسرة وأرطبت فهي مرطبة ومرطبة، وتمر رطيب: مرطب، وأرطب البسر: صار رطبا وأرطب النخل: حان أوان رطبه، والقوم: أرطب نخلهم وصار ما عليه رطبا، قال أبو عمرو: إذا بلغ الرطب اليبيس فوضع في جرار وصب عليه الماء فذلك الربيط، فإن صب عليه الدبس فهو المصقر.
ورطب الثوب وغيره وأرطبه كلاهما بله، كرطبه قال ساعدة بن جؤية:
بشربة دمث الكثـيب بـدوره أرطى يعوذ به إذا ما يرطب
ورطب الدابضة رطبا ورطوبا: علفها رطبة بالفتح والضم أي فصفصة نفسها ج رطاب وقيل: الرطبة: روضة الفصفصة ما دامت خضراء، وفي الصحاح: الرطبة بالفتح: القضب خاصة مادام طريا رطبا، تقول منه: رطبت الفرس رطبا ورطوبا، عن أبي عبيد، ورطب القوم: أطعمهم الرطب، كرطبهم ترطيبا، ومن سجعات الأساس: من أرطب نخله ولم يرطب، خبث فعله ولم يطب.
ورطب الرجل كفرح: تكلم بما عنده من الصواب والخطإ.
ومن المجاز جارية رطبة: رخصة ناعمة، وغلام رطب: فيه لين النساء، ومن المجاز: امرأة رطبة: فاجرة.
ويقال للمرأة يا رطاب، كقطام: سب لها وفي شتمهم يا ابن الرطبة.
والمرطوب من به رطوبة.
وركية مرطبة بالفتح كمرحلة: عذبة بين ركايا أملاح.
ومن المجاز: رطب لساني بذكرك
وترطب، وما زلت أرطبه به، وهو رطيب به.
صفحة : 527
وأرطبان: مولى مزينة، من التابعين، نقلته من كتاب الثقات لابن حبان.
ر ع ب
الرعب بالضم أورده الجوهري، وابن القطاع، والسرقسطي وابن فارس وبضمتين هما
لغتان، الأصل الضم والسكون تخفيف، وقيل بالعكس والضم إتباع، وقيل: الأول
مصدر والثاني اسم، وقيل: كلاهما مصدر، وأشار شيخنا في شرح نظم الفصيح إلى
ترجيح الضم، لأنه أكثر في المصادر دون ما هو بضمتين: الفزع والخوف، وقيل:
هو الخوف الذي يملأ الصدر والقلب، أشار له الراغب والزمخشري تبعا لأبي علي
وابن جني، وقيل إن الرعب: أشد الخوف، رعبه كمنعه يرعبه رعبا ورعبا: خوفه،
فهو مرعوب ورعيب ولا تقل: أرعبه، قاله ابن الأعرابي في نوادره، وثعلب في
الفصيح، وإياهما تبع الجوهري وكفى بهما قدوة، وحكى ابن طلحة الإشبيلي، وابن
هشام الللخمي والفيومي في المصباح جوازه، على ما حكاه شيخنا كرعبه ترعيبا
وترعابا بالفتح فرعب كمنع رعبا بالضم ورعثبا بضمتين، نقله مكي في شرح
الفصيح، وارتعب، فهو مرعب ومرتعب أي فزع، ورعب ككرم في رواية الأصيلي في
حديث بدء الوحي، ورعب كعني، حكاها ابن السكيت، وحكاهما عياض في المشارق،
وابن قرقول في المطالع، وقال أبو جعفر اللبلي: رعبته أي أخفته وأفزعته، وفي
الحديث: نصرت بالرعب مسيرة شهر .
والترعابة، بالكسر: الفروقة من كل شيء، والذي في الصحاح والمجمل بغر هاء، ومن سجعات الأساس: هو في السلم تلعابة، وفي الحرب ترعابة.
ومن المجاز رعبه أي الحوض كمنعه يرعبه رعبا: ملأه، ورعب السيل الوادي يرعبه: ملأه، وهو منه، وسيل راعب: يملأ الوادي، قال مليح بن الحكم الهذلي:
بذي هيدب أيما الربا تحت ودقهفتروى وأيما كل واد فيرعب وقرأت في أشعار الهذليين لأبي ذؤيب لما نزل على سادن العزى:
يقاتل جوعهم بمكـلـلات من الفرني يرعبها الجميل
قال أبو مهر: مكللات: جفان قد كللت بالشحم، يرعبها: يملؤها، يقال: أصابهم مطر راعب، والجميل: الشحم والودك، وفي لسان العرب: رعب الوادي فهو راعب إذا امتلأ بالماء، ورعب السيل الوادي إذا ملأه مثل قولهم: نقص الشيء ونقصته، فمن رواه: فيرعب بالضم فمعناه فيملأ، وقد روي بنصب كل على أن يكون مفعولا مقدما ليرعب أي أما كل واد فيرعب، وفي يرعب ضمير السيل أو المطر.
ورعبت الحمامة: رفعت هديلها وشدته: ورعب السنام وغيره يرعبه: قطعه، كرعبه ترعيبا فيهما، والترعيبة بالكسر: القطعة منه والسنام المرعب: المقطع ج ترعيب وقيل: الترعيب: السنام المقطع شطائب مستطيلة، وهو اسم لا مصدر، وحكى سيبويه: الترعيب في الترعيب على الإتباع ولم يحفل بالساكن، لأنه حاجز غير حصين، قال شيخنا: وصرح الشيخ أبو حيان بأن التاء في الترعيب زائدة، وهو قطع السنام، ومنهم من يكسر إتباعا قال:
كأن تطلع الترعيب فـيهـا
عذارى يطلعن إلى عذارى
صفحة : 528
قال: ودليل الزيادة فقد فعليل بالفتح، قال: ثم قول أبي حيان: وهو قطع، صريح
في أنه اسم جنس جمعي كنظائره، فإطلاق الجمع عليه إنما هو مجاز، انتهى، وقال
شمر: ترعيبه: ارتجاجه، وسمنه، وغلظه، كأنه يرتج من سمنه كالرعبوبة في
معناه، يقال: أطعمنا رعبوبة من سنام وهو الرعبب أيضا.
وجارية رعبوبة ورعبوب بضمهما لفقد فعلول بالفتح، ورعبيب بالكسر الأخيرة عن السيرافي: شطبة تارة، أو بيضاء حسنة رطبة حلوة وقيل: هي البيضاء فقط، وأنشد الليث:
ثم ظللنا في شواء رعببه
ملهوج مثل الكشى نكشبه
والرعبوبة: الطويلة، عن ابن الأعرابي، والجمع: الرعابيب، قال حميد الأرقط:
رعابيب بيض لا قصار زعانف ولا قمعات حسنهـن قـريب
أي لا تستحسنها إذا بعدت عنك وإنما تستحسنها عند التأمل لدمامة قامتها، أو بيضاء ناعمة قاله اللحياني والرعبوبة والرعبوب من النوق: طياشة خفيفة، قال عبيد ابن الأبرص:
إذا حركتها الساق قلت نعامة وإن زجرت يوما فليست برعبوب
والرعب: الرقية من السحر وغيره رعب الراقي يرعب رعبا، ورجل رعاب: رقاء، من ذلك والرعب: الوعيد يقال: إنه لشديد الرعب، قال رؤبة:
ولا أجيب الرعب إن دعيت ويروى: إن رقيت أي خدعت بالوعيد لم أنقد ولم أخف، والرعب: كلام تسجع به العرب، والفعل من كل من الثلاثة رعب كمنع، وهو راعب ورعاب.
والرعب بالضم: الرعظ، نقله الصاغاني ج رعبة كقردة، ورعبه: كسر رعبه أي خوفه.
ورعبة ترعيبا: أصلح رعبه.
والرعيب كأمير: السمين يقطر دسما، ويقال: سنام رعيب أي ممتليء سمين، كالمرعبب، للفاعل.
والمرعبة كمرحلة: القفزة المخيفة، وهو أن يثب أحد فيقعد عندك بجنبك وأنت عنه غافل فتفزع.
والرعبوب بالضم: الضعيف الجبان.
ومن المجاز: رجل رعيب العين ومرعوبها: جبان لا يبصر شيئا إلا فزع.
والرعبوبة بهاء: أصل الطلعة، كالرعبب، كجندب.
والأرعب: القصير وهو الرعيب أيضا، وجمعه رعب ورعب قالت امرأة:
إني لأهوى الأطولين الغلبا
وأبغض المشيئين الرعبـا
وراعب: أرض منها الحمام الراعبية قال شيخنا: هذه الأرض غير معروفة ولم يذكرها البكري ولا صاحب المراصد على كثرة غرائبه، والذي في المجمل وغيره من مصنفات القدماء: الحمامة الراعبية ترعب في صوتها ترعيبا، وذلك قوة صوتها، قلت: وهو الصواب، انتهى.
قلت: ومثله في لسان العرب، فإنه قال الراعبي جنس من الحمام جاء على لفظ النسب، وليس به، وقيل: هو نسب إلى موضع لا أعرف صيغة اسمه، وفي الأساس: ومن المجاز: حمام راعبي: شديد الصوت قويه في تطريبه يروع بصوته أو يملأ به مجاريه، وحمام له تطريب وترعيب: هدير شديد.
والرعباء: ع، عن ابن دريد، وليس بثبت.
وأرعب: موضع في قول الشاعر:
أتعرف أطلالا بميسرة اللوى إلى أرعب قد حالفتك به الصبا
كذا في المعجم.
وسليمان بن يلبان الرعبائي بالفتح: شاعر في زمن الناصر بن العزيز.
ر ع ب ل ب
صفحة : 529
الرعبليب كزنجبيل أهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال شمر: هي المرأة الملاطفة
لزوجها، وأنشد للكميت يصف ذئبا:
يراني في اللمام له صديقا وشادنة العسابر رعبليب
شادنة العسابر: اولادها وقال غيره: الرعبليب: هو الذي يمزق ما قدر عليه من الثياب وغيرها من رعبلت الجلد إذا مزقته، فعلى هذا الباء زائدة، وقد ذكر أيضا في حرف اللام لهذه العلة، كما قاله الصاغاني.
ر غ ب
رغب فيه، كسمع يرغب رغبا بالفتح ويضم ورغبة ورغبى على قياس سكرى، ورغبا
بالتحريك، :أراده، كارتغب فيه، ورغبه، أي متعديا بنفسه، كما في المصباح فهو
راغب ومرتغب.
ورغب عنه: تركه متعمدا وزهد فيه، ولم يرده.
ورغب إليه رغبا ورغبا محركة ورغبا بالضم ورغبى كسكرى ويضم، ورغباء كصحراء ورغبوتا ورغبوتى، ورغبانا، محركات ورغبة ورغبة بالضم، ويحرك: ابتهل، أو هو الضراعة والمسألة وفي حديث الدعاء رغبة ورهبة إليك ورجل رغبوت من الرغبة وفي الحديث أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: أتتني أمي راغبة في العهد الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش، وهي كافرة فسألتني، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم: أصلها? قال: نعم قال الأزهري: راغبة أي طامعة تسأل شيئا يقال: رغبت إلى فلان في كذا وكذا أي سألته إياه، وفي حديث آخر كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة أي كثر السؤال، ومعنى ظهور الرغبة: الحرص على الجمع مع منع الحق، رغب يرغب رغبة إذا حرص على الشيء وطمع فيه، والرغبة: السؤال والطلب، وأرغبه في الشيء غيره ورغب إليه ورغبه ترغيبا: أعطاه ما رغب، الأخيرة عن ابن الأعرابي وأنشد:
إذا مالت الدنيا على المرء رغبت إليه ومال الناس حيث يميل
ودعا الله رغبة ورهبة، عن ابن الأعرابي، وفي التنزيل يدعوننا رغبا ورهبا ، ويجوز رغبا ورهبا، قال الأزهري: ولا نعلم أحدا قرأ بها، وقال يعقوب: الرغبى والرغبى مثل النعمى والنعمى، والرغبى والرغباء بالمد من الرغبة كالنعمى والنعماء من النعمة، وأصبت منه الرغبى أي الرغبة الكثيرة.
والرغيبة: الأمر المرغوب فيه يقال: إنه لوهوب لكل رغيبة، بهذا المعنى، والرغيبة من العطاء: الكثير، والجمع الرغائب، قال النمر بن تولب:
لا تغضبن على امرئ في مـالـه
وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى وإلى
الذي يعطي الرغائب فارغب
صفحة : 530
ورغب بنفسه عنه، بالكسر، أي رأى لنفسه عليه فضلا، وفي الحديث إني لأرغب بك
عن الأذان يقال رغبت بفلان عن هذا، إذا كرهته وزهدت فيه، كذا في النهاية،
وفي حديث ابن عمر لا تدع ركعتي الفجر فإن فيهما الرغائب قال الكلابي:
الرغائب: ما يرغب فيه من الثواب العظيم، يقال: رغيبة ورغائب، وقال غيره: هو
ما يرغب فيه ذو رغب النفس، ورغب النفس: سعة الأمل، وطلب الكثير، ومن ذلك:
صلاة الرغائب، واحدتها: رغيبة، ومن سجعات الأساس: فلان يفيد الغرائب، ويفئ
الرغائب، وقال الواحدي: رغبت بنفسي عن هذا الأمر، أي ترفعت.
والرغب بالضم وبضمتين: كثرة الأكل، وشدة النهم والشره، وفي الحديث الرغب شؤم ومعناه الشره والنهمة والحرص على الدنيا والتبقر فيها، وقيل: سعة الأمل وطلب الكثير، وفعله رغب ككرم رغبا ورغبا فهو رغيب، كأمير وفي التهذيب: رغب البطن: كثرة الأكل، وفي حديث مازن: وكنت امرأ بالرغب والخمر مولعا أي بسعة البطن وكثرة الأكل ويروى بالزاي، يعني الجماع.
وأرض رغاب، كسحاب، ورغب مثل جنب: تأخذ الماء الكثير ولا تسيل إلا من مطر كثير، أولينة واسعة دمثة وقد رغبت رغبا، والرغيب: الواسع الجوف، ورجل رغيب الجوف إذا كان أكولا، وقال أبو حنيفة: واد رغيب: ضخم كثير الأخذ للماء واسع، وهو مجاز. وواد زهيد: قليل الأخذ، كرغب بضمتين، فعله رغب ككرم يرغب رغابة ورغبا بالضم وبضمتين وواد رغب بضمتين: واسع، مجاز، وطريق رغب ككتف، كذلك، والجمع رغب بضمتين، قال الحطيئة:
مستهلك الورد كالأستي قد جعل تأيدي المطي به عادية رغبا
وتراغب المكان إذا اتسع، فهو متراغب، وحمل رغيب أي ثقيل، كمرتغب، قال ساعدة بن جؤية: تحوب قد ترى إني لحمل على ما كان مرتغب ثقيل ومن المجاز: فرس رغيب الشحو: واسع الخطو كثير الأخذ من الأرض بقوائمه والجمع رغاب، وإبل رغاب: كثيرة الأكل، قال لبيد:
ويوما من الدهم الرغاب كأنها أشاء دنا قنوانه أو مجادل
ومن المجاز: قولهم: أرغب الله قدرك، أي وسعه وأبعد خطوه، وفي الحديث أفضل الأعمال منح الرغاب قال ابن الأثير: هي الواسعة الدر الكثيرة النفع، جمع الرغيب، وهو الواسع، جوف رغيب وواد رغيب، وفي حديث حذيفة: طعنة رغيبة أي واسعة، وفي حديث أبي الدرداء بئس العون على الدين قلب نخيب وبطن رغيب وفي حديث الحجاج لما أراد قتل سعيد بن جبير ائتوني بسيف رغيب أي واسع الحدين يأخذ في ضربته كثيرا من المضرب.
والمرغب كمحسن ميل غني، عن ابن الأعرابي وأنشد:
ألا لا يغرن امرأ من سوامـه سوام أخ داني القرابة مرغب
وعن شمر: هو الموسر له مال
كثير رغيب، وهو مجاز.
والمراغب: الأطماع، والمراغب: المضطربات للمعاش.
صفحة : 531
والمرغاب بالكسر ضبطه أبو عبيد في معجمه، ولكنه في المراصد ما يدل على أنه
مفتوح، كما ينبئ عنه إطلاق المؤلف، وكما هو نص الصاغاني أيضا: ع قالوا:
كانت له غلة كثيرة يرغب فيها، أقطعه معاوية بن أبي سفيان كابس بن ربيعة
لشبهه به صلى الله عليه وسلم، وسيذكر في ك ب س وقيل: نهر بالبصرة، كذا قاله
شراح الشفاء ونهر بمرو الشاهجان، ومرغاب: ة من قرى مالين بهراة كذا ذكره
الحافظ ابن عساكر في المعجم البلدانيات وبالكسر: سيف مالك بن حمار وفي بعض
النسخ جماز بالجيم والزاي والأول أصوب ومرغبان: قرية بكس منها أبو عمرو
محمد بن أحمد بن الحسن أبي النجري بن الحسن المروزي، مروزي سكن مرغبان
وحدث، مات سنة 435 ومرغابين مثنى: ع بالبصرة وفي التهذيب: اسم موضوع لنهر
بالبصرة.
والرغابى كالرغامى: زيادة الكبد.
ورغباء: بئر معروفة، قال كثير عزة:
إذا وردت رغباء في يوم وردها قلوصي دعا إعطاشه وتبـلـدا
وراغب ورغيب ورغبان: أسماء.
وعبد العظيم بن حبيب بن رغبان، حدث عن الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي قدس سره، وطبقته، وهو متروك وقال الدارقطني: ليس بثقة، وفاته أبو الفوارس عبد الغفار بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن حبيب بن رغبان الحمصي، محدث، قدم أصبهان سنة 295 وعاد إلى حمص.
وابن رغبان مولى حبيب بن مسلمة الفهري، من أهل الشأم، صاحب المسجد ببغداد.
ومرغبون: ة ببخارا منها أبو حفص عمر بن المغيرة، حدث عن المسيب بن إسحاق، ويحيى بن النضر وغيرهما، وعنه أبو إسحاق إبراهيم بن نوح ابن طريف البخاري.
والرغبانة بالضم: سعدانة النعل وهي عقدة الشسع التي تلي الأرض، قال الصاغاني: ووقع في المحيط بالزاي والعين المهملة، وهو تصحيف قبيح، وزاده قبحا ذكره إياها في الرباعي.
والرغيب كأمير: الواسع الجوف من الناس وغيرهم يقال: حوض رغيب وسقاء رغيب، وكل ما اتسع فقد رغب رغبا، وجمع الرغيب: رغاب، وقد تقدم.
ر ق ب
الرقيب هو الله، وهو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء، فعيل بمعنى فاعل، وفي
الحديث ارقبوا محمدا في أهل بيته أي احفظوه فيهم، وفي آخر ما من نبشي إلا
أعطي سبعة نجباء رقباء أي حفظة يكونون معه، والرقيب: الحفيظ، والرقيب:
المنتظر، ورقيب القوم: الحارس وهو الذي يشرف على مرقبة ليحرسهم، والرقيب:
الحارس الحافظ، ورقيب الجيش: طليعتهم والرقيب: أمين وفي بعض النسخ من أصحاب
الميسر قال كعب بن زهير.
لها خلف أذنابها أزمل مكان الرقيب من الياسرينا أو رقيب القداح هو الأمين
على الضريب وقيل: هو الموكل رجحه ابن ظفر في شرح المقامات الحريرية، ولا
منافاة بين القولين، قاله شيخنا، وقيل: الرقيب: هو الرجل الذي يقوم خلف
الحرضة في الميسر، ومعناه كله سواء، والجمع رقباء، وفي التهذيب: ويقال:
الرقيب: اسم السهم الثالث من قداح الميسر، وأنشد:
كمقاعد الرقباء للض
رباء أيديهم نواهـد
صفحة : 532
وفي حديث حفر زمزم فغار سهم الله ذي الرقيب وهو من السهام التي لها نصيب،
وهي سبعة، قال في المجمل: الرقيب: السهم الثالث من السبعة التي لها أنصباء،
وذكر شيخنا رحمه الله: قداح الميسر عشرة، سبعة منها لها أنصباء، ولها ثلاثة
إنما جعلوا لها للتكثير فقط ولا أنصباء لها، فذوات الأنصباء أولها: الفذ
وفيه فرضة واحدة وله نصيب واحد، والثاني التوأم، وفيه فرضتان وله نصيبان،
والرقيب وفيه ثلاث فرض وله ثلاثة أنصباء، والحلس وفيه أربع فرض، ثم النافس
وفيه خمس فرض، ثم المسبل وفيه ست فرض، ثم المعلى وهو أعلاها، وفيه سبع فرض
وله سبعة أنصباء. وأما التي لا سهم لها: السفيح والمنيح والوغد، وأنشدنا
شيخنا، قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن الشاذلي أثناء قراءة المقامات
الحريرية:
إذضا قسم الهوى أعشار قلبي فسهماك المعلى والرقـيب
وفيه تورية غريبة في التعبير بالسهمين، وأراد بهما عينيها، والمعلى له سبعة أنصباء، والرقيب له ثلاثة، فلم يبق له من قلبه شيء، بل استولى عليه السهمان.
والرقيب: نجم من نجوم المطر يراقب نجما آخر، وإنما قيل للقيوق رقيب الثريا تشب]ها برقيب الميسر، ولذلك قال أبو ذؤيب:
فوردن والعيوق مقعد رابـئ الضرباء خلف النجم لا يتتلع
والرقيب: فرس الزبرقان ابن بدر كأنه كان يراقب الخيل أن تسبقه.
والرقيب: ابن العم.
والرقيب: ضرب من الحيات، كأنه
يرقب من يعض، أضو حية خبيثة ج رقيبات ورقب بضمتين كذا في التهذيب.
والرقيب: خلف الرجل من ولده وعشيرته، ومن ذلك قولهم: نعم الرقيب أنت لأبيك
وسلفك، أي نعم الخلف، لأنه كالدبران للثريا.
ومن المجاز: الرقيب: النجم الذي في المشرق يراقب الغارب أو منازل القمر كل واحد منها رقيب لصاحبه كلما طلع منها واحد سقط آخر مثل الثريا رقيبها الإكليل إذ طلعت الثريا عشاء غاب الإكليل، وإذا طلع الإكليل عشاء غابت الثريا، ورقيب النجم الذي يغيب بطلوعه، وأنشد الفراء:
أحقا عباد الله أن لست لاقيا بثينة أو يلقى الثريا رقيبها
قال المنذري: سمعت أبا الهيثم يقول: الإكليل: رأس العقرب، ويقال: إن رقيب الثريا من الأنواء: الإكليل، لأنه لا يطلع أبدا حتى تغيب، كما أن الغفر رقيب الشرطين، والزبانان: رقيب البطين، والشولة رقيب الهقعة، والنعائم: رقيب الهنعة، والبلدة، رقيب الذراع ولا يطلع أحدهما أبدا إلا بسقوط صاحبه وغيبوبته، فلا يلقى أحدهما أبدا إلا بسقوط صاحبه وغيبوبته، فلا يلقى أحدهما صاحبه.
ورقبه يرقبه رقبة ورقبانا بكسرهما ورقوبا بالضم، ورقابة ورقوبا ورقبة بفتحهن: رصده وانتظره، كترقبه وارتقبه والترقب: الانتظار، وكذلك الارتقاب، وقوله تعالى ولم ترقب قولي معناه لم تنتظر، والترقب: توقع شيء وتنظره.
ورقب الشيء يرقبه: حرسه، كراقبه مراقبة ورقابا قاله ابن الأعرابي، وأنشد:
يراقب النجم رقاب الحوت
صفحة : 533
يصف رفيقا له، يقول يرتقب النجم حرصا على الرحيل كحرص الحوت على الماء، وهو
مجاز، وكذلك قولهم: بات يرقب النجوم ويراقبها، كيرعاها ويراعيها.
ورقب فلانا: جعل الحبل في رقبته.
وارتقب المكان: أشرف عليه وعلا، والمرقبة والمرقب: موضعه المشرف يرتفع عليه الرقيب وما أوفيت عليه من علم أو رابية لتنظر من بعد، وعن شمر: المرقبة: هي المنظرة في رأس جبل أو حصن، وجمعه مراقب، وقال أبو عمرو: المراقب: ما ارتفع من الأرض وأنشد:
ومرقبة كالزج أشرفت رأسهـا أقلب طرفي في فضاء عريض
والرقبة بالكسر: التحفظ والفرق
محركة، هو الفزع.
والرقبى كبشرى: أن يعطي الإنسان إنسانا ملكا كالدار والأرض ونحوهما فأيهما
مات رجع الملك لورثته وهي من المراقبة، سميت بذلك لأن كل واحد منهما يراقب
موت صاحبه أو الرقبى: أن يجعله أي المنزل لفلان يسكنثه، فإن مات ففلان
يسكنه، فكل واحد منهما يرقب موت صاحبه وقد أرقبه الرقبى، وقال اللحياني:
أرقبه الدار: جعلها له رقبى ولعقبه بعده بمنزلة الوقف وفي الصحاح: أرقبته
دارا أو أرضا: إذا أعطيته إياها فكانت للباقي منكما وقلت إن مت قبلك فهي لك
وإن مت قبلي فهي لي، والاسم الرقبى.
قلت: وهي ليست بهبة عند إمامنا الأعظم أبي حنيفة ومحمد، وقال أبو يوسف: هي هبة، كالعمرى، ولم يقل به أحد من فقهاء العراق، قال شيخنا: وأما أصحابنا المالكية فإنهم يمنعونها مطلقا. وقال أبو عبيد: أصل الرقبى من المراقبة، ومثله قول ابن الأثير، ويقال: أرقبت فلانا دارا، فهو مرقب، وأنا مرقب، والرقوب كصبور من النساء: المرأة التي تراقب موت بعلها ليموت فترثه ومن الإبل: الناقة التي لا تدنو إلى الحوض من الزحام وذلك لكرمها، سميت بذلك لأنها ترقب الإبل فإذا فرغت من شربها شربت هي، ومن المجاز: الرقوب من الإبل والنساء: التي لا يبقى أي لا يعيش لها ولد قال عبيد:
كأنها شيخة رقوب أو التي مات ولدها، وكذلك الرجل، قال الشاعر:
فلم ير خلق قبلنا مثل أمنـا ولا كأبينا عاش وهو رقوب
وقال ابن الأثير: الرقوب في اللغة للرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد، لأنه يرقب موته ويرصده خوفا عليه، ومن الأمثال ورثته عن عمة رقوب قال الميداني: الرقوب من لا يعيش لها ولد فهي أرأف بابن أخيها، وفي الحديث أنه قال: ما تعدون فيكم الرقوب? قالوا: الذي لا يبقى له ولد، قال: بل الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا ، قال أبو عبيد: وكذلك معناه في كلامهم، إنما هو على فقد الأولاد، قال صخر الغي:
فما إن وجد مقلات رقوب بواحدها إذا يغزو تضيف
قال: وهذا نحو قول الآخر: إن
المحروب من حرب دينه، وليس هذا أن يكون من سلب ماله ليس بمحروب وأم الرقوب
من كنى الداهية والرقبة، محركة: العنق أو أعلاه أو أصل مؤخره ويوجد في بعض
الأمهات أو مؤخر أصله ج رقاب ورقب محركة وأرقب على طرح الزائد، حكاه ابن
الأعرابي، ورقبات
صفحة : 534
والرقبة: المملوك، وأعتق رقبة أي نسمة، وفك رقبة: أطلق أسيرا، سميت الجملة
باسم العضو لشرفها، وفي التنزيل والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب إنهم
المكاتبون، كذا في التهذيب، وفي حديث قسم الصدقات وفي الرقاب يريد
المكاتبين من العبيد يعطون نصيبا من الزكاة يفكون به رقابهم ويدفعونه إلى
مواليهم، وعن الليث: يقال: أعتق الله رقبته، ولا يقال: أعتق الله عنقه، وفي
الأساس: ومن المجاز: أعتق الله رقبته، وأوصى بماله في الرقاب، وقال ابن
الأثير: وقد تكررت الأحاديث في ذكر الرقبة وعتقها وتحريرها وفكها، وهي في
الأصل: العنق، فجعلت كناية عن جميع ذات الإنسان، تسمية للشيء ببعضه، فإذا
قال أعتق رقبة، فكأنه قال أعتق عبدا أو أمة، ومنه قولهم: ذنبه في رقبته،
وفي حديث ابن سيرين لنا رقاب الأرض أي نفس الأرض، يعني ما كان من أرض
الخراج فهو للمسلمين ليس لأصحابه الذين كانوا فيه قبل الإسلام شيء لأنها
فتحت عنوة، وفي حديث بلال والركائب المناخة، لك رقابهن وما عليهن أي ذواتهن
وأحمالهن.
ومن المجاز قولهم: من أنتم يا رقاب المزاود? أي يا عجم، والعرب تلقب العجم برقاب المزاود، لأنهم حمر.
ورقبة: اسم والنسبة إليه رقباوي، قال سيبويه: إن سميت برقبة لم تضف إليه إلا على القياس.
ورقبة: مولى جعدة، تابعي عن أبي هريرة، ورقبة بن مصقلة بن رقبة بن عبد الله بن خوتعة ابن صبرة تابع التابع وأخوه كرب بن مصقلة، كان خطيبا كأبيه في زمن الحجاج، وفي حاشية الإكمال: روى رقبة عن أنس بن مالك فيما قيل، وثابت البناني وأبيه مصقلة، وعنه أشعث بن سعيد السمان وغيره، روى له الترمذي ومليح بن رقبة محدث شيخ لمخلد الباقرحي، وفاته عبد الله بن رقبة العبدي، قتل يوم الجمل.
والأرقب: الأسد، لغلظ رقبته، والأرقب: الغليظ الرقبة، هو أرقب بين الرقبة كالرقباني على غير قياس، وقال سيبويه: هو من نادر معدول النسب والرقبان، محركتين قال ابن دريد: يقال: رجل رقباني، ويقال للمرأة: رقباء، لا رقبانية، ولا ينعت به الحرة والاسم الرقب محركة هو غلظ الرقبة، رقب رقبا.
وذو الرقيبة كجهينة: أحد شعراء العرب وهو لقب مالك القشيري لأنه كان أوقص، وهو الذي أسر حاجب بن زرارة التميمي يوم جبلة، كذا في لسان العرب، وفي المستقصي: أنه أسره ذو الرقيبة والزهدمان، وأنه افتدى منهم بألفي ناقة وألف أسير يطلقهم لهم، وقد تقدم، وذو الرقيبة مالك بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني أحد الشعراء، وأخرج البيهقي حديثه في السنن من طريق الحجاج بن ذي الرقيبة عن أبيه عن جده في باب من شبب ولم يسم أحدا، واستوفاه الأدفوي في الإمتاع ورقبان محركة: ع والأشعر الرقبان: شاعر واسمه عمرثو بن حارثة.
ومن المجاز: يقال: ورث فلان
مالا عن رقبة: بالكسر، أي عن كلالة لم يرثه عن آبائه وورث مجدا عن رقبة،
إذا لم يكن آباؤه أمجادا، قال الكميت:
صفحة : 535
كان السدى والندى مجدا ومكرمةتلك المكارم لم يورثن عن رقب أي ورثها عن دنى
فدنى من آبائه، ولم يرثها من وراء وراء.
والمراقبة في عروض المضارع والمقتضب: هو أن يكون الجزء مرة مفاعيل ومرة مفاعيلن، هكذا في النسخ الموجودة بأيدينا ووجدت في حاشية كتاب تحت مفاعيلن ما نصه: هكذا وجد بخط المصنف، بإثبات الياء وصوابه مفاعلن، بحذفها، لأن كلا من الياء والنون تراقب الأخرى.
قلت: ومثله في التهذيب ولسان العرب، وزاد في الأخير: سمي بذلك لأن آخر السبب الذي في آخر الجزء وهو النون من مفاعيلن لا يثبت مع آخر السبب الذي قبله، وليست بمعاقبة، لأن المراقبة لا يثبت فيها الجزآن المتراقبان، والمعاقبة يجتمع فيها المتعاقبان، وفي التهذيب عن الليث: المراقبة في آخر الشعر بين حرفين: هو أن يسقط أحدهما ويثبت الآخر، ولا يسقطان ولا يثبتان جميعا، وهو في مفاعيلن التي للمضارع لا يجوز أن يتم، إنما هو مفاعيل أو مفاعلن، انتهى، وقال شيخنا عند قوله والمراقبة بقي عليه المراقبة في المقتضب فإنها فيه أكثر.
قلت: ولعل ذكرض المقتضب سقط من نسخة شيخنا فألأجأه إلى ما قال، وهو موجود في غير ما نسخ، ولكن يقال: إن المؤلف ذكر المضارع والمقتضب ولم يذكر في المثال إلا ما يختص بالمضارع، فإن المراقبة في المقتضب أن تراقب واو مفعولات فاءه وبالعكس، فيكون الجزء مرة معولات فينقل إلى مفاعيل ومرة إلى مفعلات فينقل إلى فاعلات، فتأمل تجد.
والرقابة مشددة: الرجل الوغد الذي يرقب للقوم رحلهم إذا غابوا.
والمرقب كمعظم: الجلد الذي يسلخ من قبل رأسه ورقبته.
والرقبة بالضم للنمر كالزبية للأسد والذئب.
والمرقب: قرية من إقليم الجيزة.
ومرقب موسى موضع بمصر.
وأبو رقبة: من قرى المنوفية.
وأرقبان: موضع في شعر الأخطل، والصواب بالزاي، وسيأتي.
ومرقب، قرية تشرف على ساحل بحر الشأم.
والمرقبة: جبل كان فيه رقباء هذيل.
وذو الرقيبة، كسفينة: جبل بخيبر، جاء ذكره في حديث عيينة بن حصن والرقباء هي الرقوب التي لا يعيش لها ولد، عن الصاغاني.
ر ك ب
ركبه كسمعه ركوبا ومركبا: علاه وعلا عليه كارتكبه، وكل ما علي فقد ركب
وارتكب والاسم الركبة، بالكسر، والركبة مرة واحدة والركبة ضرب من الركوب
يقال: هو حسن الركبة، وركب فلان فلانا بأمر وارتكبه، وكل شيء علا شيئا فقد
ركبه، ومن المجاز: ركبه الدين، وركب الهول والليل ونحوهما مثلا بذلك، وركب
منه أمرا قبيحا، وكذلك، ركب الذنب أي اقترفه، كارتكبه، كله على المثل، قاله
الراغب والزمخشري، وارتكاب الذنوب: إتيانها أو الراكب للبعير خاصة نقله
الجوهري، عن ابن السكيت قال تقول: مر بنا راكب إذا كان على بعير خاصة، فإذا
كان الراكب على حافر فرس أو حمار أو بغل قلت: مر بنا فارس على حمار، ومر
بنا فارس على بغل، وقال عمارة: لا أقول لصاحب الحمار فارس ولكن أقول حمار،
ج ركاب وركبان وركوب، بضمهن مع تشديد الأول وركبة كفيلة هكذا في النسخ،
وقال شيخنا: وقيل: الصواب ككتبه، لأنه المشهور في جمع فاعل، وكعنبة غير
مسموع في مثله.
صفحة : 536
قلت: وهذا الذي أنكره شيخنا واستبعده نقله الصاغاني عن الكسائي، ومن حفظ
حجة على من لم يحفظ، ويقال: رجل ركوب وركاب، الأول عن ثعلب: كثير الركوب،
والأنثى ركابة، وفي لسان العرب: قال ابن بري: قول ابن السكيت: مر بنا راكب
إذا كان على بعير خاصة إنما يريد إذا لم تضفه، فإن أضفته جاز أن يكون
للبعير والحمار والفرس والبغل ونحو ذلك فتقول: هذا راكب جمل، وراكب فرس،
وراكب حمار، فإن أتيت بجمع يختص بالإبل لم تضفه كقولك ركبق وركبان، لا
تقول: ركب إبل ولا ركبان إبل، لأن الركب والركبان لا يكون إلا لركاب الإبل،
وقال غيره: وأما الركاب فيجوز إضافته إلى الخيل والإبل وغيرهما، كقولك:
هؤلاء ركاب خيل، وركاب إبل، بخلاف الركب والركبان، قال: وأما قولث عمارة:
إني لا أقول لراكب الحمار فارس، فهو الظاهر، لأن الفارس فاعل مأخوذ من
الفرس، ومعناه صاحب فرس وراكب فرس، مثل قولهم: لابن وتامر ودارع وسائف
ورامح، إذا كان صاحب هذه الأشياء، وعلى هذا قال العنبري:
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
فجعل الفرسان أصحاب الخيل،
والركبان أصحاب الإبل قال والركب ركبان الإبل اسم جمع وليس بتكسير راكب،
والركب أيضا: أصحاب الإبل في السفر دون الدواب أو جمع، قاله الأخفش وهم
العشرة فصاعدا أي فما فوقهم، وقال ابن بري: قد يكون الركب للخيل والإبل،
قال السليك بن السلكة، وكان فرسه قد عطب أو عقر:
وما يدريك ما فـقـري إلـيه إذا ما
الركب في نهب أغاروا
وفي التنزيل العزيز والركب أسفل منكم فقد يجوز أن يكونوا ركب خيل، وأن يكونوا ركب إبل، وقد يجوز أن يكون الجيش منهما جميعا، وفي آخر سيأتيكم ركيب مبغضون يريد عمال الزكاة، تصغير ركب، والركب اسم من أسماء الجمع، كنفر ورهط، وقيل هو جمع راكب كصاحب وصحب، قال، ولو كان كذلك لقال في تصغيره رويكبون، كما يقال: صويحبون، قال: والراكب في الأصل هو راكب الإبل خاصة، ثم اتسع فأطلق على كل من ركب دابة، وقول علي رضي الله عنه ما كان معنا يومئذ فرس إلا فرس عليه المقداد بن الأسود يصحح أن الركب هاهنا ركاب الإبل، كذا في لسان العرب، ج أركب وركوب بالضم والأركوب بالضم أكثر من الركب جمعه أراكيب، وأنشد ابن جني:
أعلقت بالذئب حبلا ثم قلت لها
لحق بأهلك واسلم أيها الذيب
أما تقول به شاة فيأكلها
أو أن تبـيعـه في بعـض الأراكيب
أراد تبيعها فحذف الألف، والركبة محركة أقل من الركب، كذا في الصحاح.
والركاب ككتاب: الإبل التي
يسار عليها، واحدتها راحلة ولا واحد لها من لفظها، ج ركب بضم الكاف ككتب،
وركابات وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافرتم في الخصب فأعطوا
الركاب أسنتها وفي رواية فأعطوا الركب أسنتها قال أبو عبيد: هي جمع ركاب،
وهي الرواحل من الإبل، وقال ابن الأعرابي: الركب لا يكون جمع ركاب، وقال
غيره: بعير ركوب وجمعه ركب ويجمع الركاب ركائب، وعن ابن الأثير: وقيل:
الركب جمع ركوب، وهو ما يركب من كل دابة، فعول بمعنى مفعول، قال: والركوبة
أخص منه.
صفحة : 537
والركاب من السرج كالغرز من الرحل، ج ركب ككتب يقال: قطعوا ركب سروجهم،
ويقال: زيت ركابي لأنه يحمل من الشأم على ظهور الإبل وفي لسان العرب عن ابن
شميل في كتاب الإبل الإبل التي تخرج ليجاء عليها بالطعام تسمى ركابا حين
تخرج وبعد ما تجيء، وتسمى عيرا على هاتين المنزلتين، والتي يسافر عليها إلى
مكة أيضا ركاب تحمل عليها المحامل والتي يكترون ويحملون عليها متاع التجار
وطعامهم، كلها ركاب، ولا تسمى عيرا وإن كان عليها طعام إذا كانت مؤاجرة
بكرى وليس العير التي تأتي أهلها بالطعام، ولكنها ركاب، ويقال: هذه ركاب
بني فلان.
وركاب كشداد: جد علي بن عمر المحدث الإسكندراني، روى عن القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي.
وركاب ككتاب: جد لإبراهيم بن الخباز المحدث وهو إبراهيم بن سالم بن ركاب الدمشقي الشهير بابن الجنان، وولده إسماعيل شيخ الذهبي، وحفيده: محمد بن إسماعيل شيخ العراقي.
ومركب كمقعد واحد مراكب البر، الدابة، والبحر السفينة، ونعم المركب الدابة، وجاءت مراكب اليمن: سفائنه، وتقول: هذا مركبي.
والمركب: المصدر، وقد تقدم تقول: ركبت مركبا أي ركوبا والمركب الموضع، وركاب السفينة: الذين يركبونها، وكذلك ركاب الماء، وعن الليث: العرب تسمي من يركب السفينة ركاب السفينة، وأما الركبان والأركوب والركب فراكبو الدواب، قال أبو منصور: وقد جعل ابن أحمر ركاب السفينة ركبانا فقال:
يهل بالفرقد ركبـانـهـا كما يهل الراكب المعتمر
يعني قوما ركبوا سفينة فغمت السماء ولم يهتدوا فلما طلع الفرقد كبروا، لأنهم اهتدوا للسمت الذي يؤمونه.
والمركب كمعظم: الأصل والمنبت تقول: فلان كريم المركب أي كريم أصل منصبه في قومه، وهو مجاز، كذا في الأساس، والمستعير فرسا يغزو عليه فيكون له نصف الغنيمة ونصفها للمعير وقال ابن الأعرابي: هو الذي يدفع إليه فرس لبعض ما يصيب من الغنم وقد ركبه الفرس: دفعه إليه علي ذلك، وأنشد:
لا يركب الخيل إلا أنء يركبها ولو تناتجن من حمر ومن سود
وفي الأساس: وفارس مركب كمعظم إذا أعطي فرسا ليركبه.
وأركبت الرجل: جعلت له ما
يركبه وأركب المهر: حان أن يركب فهو مركب، ودابة مركبة: بلغت أن يغزى
عليها، وأركبني خلفه، وأركبني مركبا فارها، ولي قلوص ما أركبت وفي حديث
الساعة لو نتج رجل مهرا لم يركب حتى تقوم الساعة .
صفحة : 538
والركوب والركوبة بهاء، من الإبل: التي تركب وقيل الركوب: كل دابة تركب،
والركوبة: اسم لجميع ما يركب، اسم للواحد والجميع، أو الركوب: المركوبة
والركوبة: المعينة للركوب، وقيل: هي اللازمة للعمل من جميع الدواب يقال:
ماله ركوبة ولا حمولة ولا حلوبة، أي ما يركبه ويحلبه ويحمل عليه، وفي
التنزيل فمنها ركوبهم ومنها يأكلون قال الفراء: أجمع القراء على فتح الراء
لأن المعنى: فمنها يركبون، ويقوي ذلك قول عائشة في قراءتها فمنها ركوبتهم
قال الأصمعي: الركوبة: ما يركبون وناقة ركوبة وركبانة وركباة وركبوت،
محركة، أي تركب، أو ناقة ركوب أو طريق ركوب: مركوب: مذللة حكاه أبو زيد،
والجمع ركب، وعود ركوب كذلك، وبعير ركوب: به آثار الدبر والقتب، وفي الحديث
أبغني ناقة حلبانة ركبانة أي تصلح للحلب والركوب، والألف والنون زائدتان
للمبالغة.
والراكب والراكبة والراكوب والراكوبة والركابة، مشددة: فسيلة تكون في أعلى النخل متدلية لا تبلغ الأرض، وفي الصحاح: الراكب ما ينبت من الفسيل في جذوع النخل وليس له في الأرض عرق، وهي الراكوبة والراكوب، ولا يقال لها الركابة إنما الركابة: المرأة الكثيرة الركوب، هذا قول بعض اللغويين.
قلت: ونسبه ابن دريد إلى العامة، وقال أبو حنيفة: الركابة الفسيلة، وقيل: شبه فسيلة تخرج في أعلى النخلة عند قمتها، وربما حملت مع أمها، وإذا قطعت كان أفضل للأم، فأثبت ما نفى غيره وقال أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول: إذا كانت الفسيلة في الجذع ولم تكن مستأرضة فهي من خسيس النخل، والعرب تسميها الراكب، وقيل فيها الراكوب وجمعها الرواكيب.
وركبه تركيبا: وضع بعضه على بعض فتركب، وتراكب، منه: ركب الفص في الخاتم، والسنان في القناة والركيب اسم المركب في الشيء كالفص يركب في كفة الخاتم، لأن المفعل والمفعل كل يرد إلى فعيل، تقول: ثوب مجدد وجديد، ورجل مطلق وطليق، وشيء حسن التركيب، وتقول في تركيب الفص في الخاتم، والنصل في السهم: ركبته فتركب، فهو مركب وركيب.
والركيب بمعنى الراكب كالضريب والصريم، للضارب والصارم، وهو من يركب مع آخر وفي الحديث بشر ركيب السعاة بقطع من جهنم مثل قور حسمى أراد من يصحب عمال الجور.
ومن المجاز ركبان السنبل بالضم: سوابقه التي تخرج من القنبع في أوله، والقنبع كقنفذ: وعاء الحنطة، يقال: قد خرجت في الحب ركبان السنبل.
ومن المجاز أيضا: ركب الشحم بعضه بعضا وتراكب، وإن جزورهم لذات رواكب وروادف رواكب الشحم: طرائق متراكبة بعضها فوق بعض في مقدم السنام وأما التي في مؤخره فهي الروادف، واحدتها رادفة، وراكبة.
والركبة بالضم: أصل الصليانة
إذا قطعت نقله الصاغاني.
صفحة : 539
والركبة: موصل ما بين أسافل أطراف الفخذ وأعالي الساق، أو هي موضع كذا في
النسخ، وصوابه موصل الوظيف والذراع وركبة البعير في يده، وقد يقال لذوات
الأربع كلها من الدواب: ركب، وركبتا يدي البعير: المفصلان اللذان يليان
البطن إذا برك، وأما المفصلان الناتئان من خلف فهما العرقوبان، وكل ذي أربع
ركبتاه في يديه، وعرقوباه في رجليه، والعرقوب موصل الوظيف أو الركبة: مرفق
الذراع من كل شيء وحكى اللحياني: بعير مستوقح الركب كأنه جعل كل جزء منها
ركبة ثم جمع على هذا، ج في القلة ركبات وركبات وركبات، والكثير ركب وكذلك
جمع كل ما كان على فعلة إلا في بنات الياء فإنهم لا يحركون موضع العين منه
بالضم، وكذلك في المضاعفة.
وأبو بكر محمد بن مسعود بن أبي ركب الخشني إلى خشين بن النمر من وبرة بن ثعلب بن حلوان من قضاعة من كبار نحاة المغرب، وكذلك ابنه أبو ذر مصعب، قيده المرسي، وهو شيخ أبي العباس أحمد بن عبد المؤمن الشريشي شارح المقامات، والقاضي المرتضى أبو المجد عبد الرحمن بن علي بن عبد العزيز بن محمد بن مسعود، عرف كجده بابن أبي ركب، سمع بالمرية، وسكن مرسية توفي سنة 586 كذا في أول جزء الذيل للحافظ المنذري.
والأركب: العظيمها أي الركبة وقد ركب، كفرح ركبا.
وركب الرجل، كعني: شكى ركبته.
وركبه كنصره يركبه ركبا: ضرب ركبته، أو أخذ بفودي شعره أو بشعره فضرب جبهته بركبته، أو ضربه بركبته وفي حديث المغيرة مع الصديق ثم ركبت أنفه بركبتي هو من ذلك، وفي حديث ابن سيرين أما تعرف الأزد وركبها، اتق الأزد لا ياخذوك فيركبوك أي يضربوك بركبهم، وكان هذا معروفا في الأزد، وفي الحديث أن المهلب بن أبي صفرة دعا بمعاوية بن عمرو وجعل يركبه برجله فقال: أصلح الله الأمير، أعفني من أم كيسان وهي كنية الركبة بلغة الأزد، وفي الأساس: ومن المجاز: أمر اصطكت فيه الركب، وحكت فيه الركبة الركبة.
والركيب: المشارة بالفتح: الساقية أو الجدول بين الدبرتين، أو هي ما بين الحائطين من النخيل والكرم، وقيل: هي ما بين النهرين من الكرم أو المزرعة، وفي التهذيب: قد يقال للقراح الذي يزرع فيه: ركيب، ومنه قول تأبط شرا:
فيوما على أهل المواشي وتارة لأهل ركيب ذي ثميل وسنبل
وأهل الركيب: هم الحضار، ج ركب ككتب.
والركب، محركة: بياض في الركبة، وهو أيضا: العانة أو منبتها وقيل: هو ما انحدر عن البطن فكان تحت الثنة وفوق الفرج، كل ذلك مذكر، صرح به اللحياني أو الفرج نفسه، قال:
غمزك بالكبساء ذات الحوق
بين سماطي ركب محلوق
أو الركب ظاهره أي الفرج أو
الركبان: أصل الفخذين وفي غير القاموس: أصلا الفخذين اللذان عليهما لحم
الفرج، وفي أخرى: لحما الفرج، أي من الرجل والمرأة أو خاص بهن، أي النساء،
قاله الخليل، وفي التهذيب: ولا يقال: ركب الرجل، وقال الفراء: هو للرجل
والمرأة، وأنشد:
صفحة : 540
لا يقنع الجارية الخضاب
ولا الوشاحان ولا الجلباب
من دون أن تلتقي الأركاب
ويقعد الأير له لعاب
قال شيخنا: وقد يدعى في مثله التغليب، فلا ينهض شاهدا للفراء.
قلت: وفي قول الفرزدق حين دخل على ظبية بنت دلم فأكسل:
يا لهف نفسي على نعظ فجعت بهحين التقى الركب المحلوق بالركب
شاهد للفراء، كما لا يخفى ج أركاب، أنشد اللحياني:
يا ليت شعري عنك يا غلاب
تحمل معها أحسن الأركاب
أصفر قد خلق بالملاب
كجبهه التركي في الجلباب
وأراكيب، هكذا في النسخ، وفي بعضها: أراكب كمساجد، أي وأما أراكيب كمصابيح فهو جمع الجمع، لأنه جمع أركاب، أشار إليه شيخنا، فإطلاقه من غير بيان في غير محله.
ومركوب: ع بالحجاز وهو واد خلف
يلملم، أعلاه لهذيل، وأسفله لكنانة، قالت جنوب.
أبلغ بني كاهل عني مغلـغـلة والقوم
من دونهم سعيا فمركوب
وركب المصري صحابي أو تابعي على الخلاف، قال ابن منده: مجهول: لا يعرف له صحبة، وقال غيره: له صحبة، وقال أبو عمر: هو كندي له حديث، روى عنه نصيح العنسي في التواضع.
وركب: أبو قبيلة من الأشعريين، منها ابن بطال الركبي.
وركوبة: ثنية بين الحرمين الشريفين عند العرج سلكها النبي صلى الله عليه وسلم في مهاجره إلى المدينة. قال:
ولكن كرا في ركوبة أعسر وكذا ركوب: ثنية أخرى صعبة سلكها النبي صلى الله عليه وسلم، قال علقمة:
فإن المندى رحلة فركوب رحلة: هضبة أيضا، ورواية سيبويه: رحلة فركوب أي أن ترحل ثم تركب.
والركابية بالكسر: ع قرب المدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، على عشرة أميال منها.
وركب كصرد: مخلاف باليمن.
وركبة بالضم: واد بالطائف بين غمرة وذات عرق، وفي حديث عمر لبيت بركبة أحب إلي من عشرة أبيات بالشام قال مالك بن أنس: يريد لطول البقاء والأعمار، ولشدة الوباء بالشام.
قلت: وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: لأن أذنب سبعين ذنبا بركبة خير من أن أذنب ذنبا بمكة كذا في بعض المناسك، وفي لسان العرب: ويقال للمصلي الذي أثر السجود في جبهته: بين عينيه مثل ركبة العنز، ويقال لكل شيئين يستويان ويتكافآن: هما كركبتي العنز، وذلك أنهما يقعان معا إلى الأرض منها إذا ربضت.
وذو الركبة: شاعر واسمه مويهب.
وبنت ركبة: رقاش كقطام أم كعب بن لؤي بن غالب.
وركبان كسحبان: ع بالحجاز قرب وادي القرى.
ومن المجاز ركاب السحاب بالكسر: الرياح في قول أمية:
تردد والرياح لها ركاب وتراكب السحاب وتراكم: صار بعضه فوق بعض.
والراكب رأس الجبل هكذا في النسخ ومثله في التكملة وفي بعضها الحبل، بالحاء المهملة، وهو خطأ: ويقال بعير أركب إذا كان إحدى ركبتيه أعظم من الأخرى.
وفي النوادر: نخلق ركيب وركيب
من نخل، وهو ما غرس سطرا على جدول أو غير جدول.
صفحة : 541
والمتراكب من القافية: كل قافية توالت فيها ثلاثة أحرف متحركة بين ساكنين،
وهي: مفاعلتن ومفتعلن وفعلن، لأن في فعلن نونا ساكنة، وآخر الحرف الذي قبل
فعلن نون ساكنة، وفعل إذا كان يعتمد على حرف متحرك نحو فعول فعل، اللام
الأخيرة ساكنة، والواو في فعول ساكنة، كذا في لسان العرب.
ومما استدركه شيخنا على المؤلف: من الأمثال شر الناس من ملحه على ركبته يضرب للسريع الغضب وللغادر أيضا، قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة في الكتابة: ويقولون: ملحه على ركبته أي يغضبه أدنى شيء، قال الشاعر:
لا تلمها إنها مـن عـصـبة ملحها موضوعة فوق الركب
وأورده الميداني في مجمع الأمثال وأنشد البيت من نسوة يعني من نسوة همها السمن والشحم.
وفي الأساس: ومن المجاز: ركب رأسه: مضى على وجهه بغير روية لا يطيع مرشدا، وهو يمشي الركبة، وهم يمشون الركبات.
قلت: وفي لسان العرب: وفي حديث حذيفة إنما تهلكون إذا صرتم تمشون الركبات كأنكم يعاقيب الحجل، لا تعرفون معروفا، ولا تنكرون منكرا معناه أنكم تركبون رؤوسكم في الباطل والفتن يتبع بعضكم بعضا بلا روية، قال ابن الأثير: الركبة: المرة من الركوب، وجمعها الركبات بالتحريك، وهي منصوبة بفعل مضمر هو حال من فاعل تمشون، والركبات، واقع موقع ذلك الفعل مستغنى به عنه، والتقدير تمشون تركبون الركبات، والمعنى تمشون راكبين رؤوسكم هائمين مسترسلين فيما لا ينبغي لكم، كأنكم في تسرعكم إليه ذكور الحجل في سرعتها وتهافتها، حتى إنها إذا رأت الأنثى مع الصائد ألقت أنفسها عليها حتى تسقط في يده، هكذا شرحه الزمخشري.
وفي الأساس: ومن المجاز: وعلاه الركاب، ككبار: الكابوس.
وفي لسان العرب: وفي حديث أبي هريرة فإذا عمر قد ركبني أي تبعني، وجاء على أثري، لأن الراكب يسير بسير المركوب، يقال ركبت أثره وطريقه إذا تبعته ملتحقا به.
ومحمد بن معدان اليحصبي الركابي بالفتح والتشديد كتب عنه السلفي.
وبالكسر والتخفيف: عبد الله الركابي الإسكندراني، ذكره منصور في الذيل.
ويوسف بن عبد الرحمن بن علي
القيسي عرف بابن الركابي، محدث توفي بمصر سنة 599 ذكره الصابوني في الذيل.
وركيب السعاة: العواني عند الظلمة.
والركبة بالفتح: المرة من الركوب، والجمع ركبات.
والمركب: الموضع.
وقال الفراء: تقول من فعل ذاك? فيقول: ذو الركبة، أي هذا الذي معك.
ر ب ب
صفحة : 542
الأرنب م وهو فعلل عند أكثر النحويين، وأما الليث فزعم أن الألف زائدة،
وقال: لا تجيء كلمة في أولها ألف فتكون أصلية إلا أن تكون الكلمة ثلاثة
أحرف مثل الأرض والأمر والأرش، وهو حيوان يشبه العناق قصير اليدين طويل
الرجلين عكس الزرافة يطأ الأرض على مؤخر قوائمه، اسم جنس للذكر والأنثى قال
المبرد في الكامل: إن العقاب يقع على الذكر والأنثى، وإنما ميز باسم
الإشارة كالأرنب أو الأرنب للأنثى، والخزز كصرد بمعجمات، للذكر ويقال:
الأنثى: عكرشة، والخرنق: ولده، قال الجاحظ: وإذا قلت أرنب فليس إلا أنثى،
كما أن العقاب لا يكون إلا للأنثى، فتقول هذه العقاب، وهذه الأنثى ج أرانب
وأران، عن اللحياني، فأما سيبويه فلم يجز أران إلا في الشعر، وأنشد لأبي
كاهل اليشكري، يشبه ناقته بعقاب:
كأن رحلي على شغواء حادرة ظمياء قد بل من طل خوافيها
لها أشارير من لحم تـتـمـره من الثعالي ووخز من أرانيها
يريد الثعالب والأرانب، ووجهه فقال: إن الشاعر لما احتاج إلى الوزن واضطر إلى الياء أبدلها منها وكساء مرنباني، بلونه وكساء مؤرنب للمفعول ومرنب كمقعد إذا خلط بغزله وبره، وقيل: المؤرنب كالمرنباني، قالت ليلى الأخيلية تصف قطاة تدلت على فراخها، وهي حص الرؤوس لا ريش عليها:
تدلت على حص الرؤوس كأنها كرات غلام في كساء مؤرءنب
وهو أحد ما جاء على أصله، قال ابن بري: ومثلثه قول الآخر:
فإنه أهل لأن يؤكرما وأرض مرنبة ومؤرنبة ضبط عندنا في النسخ بفتح النون في الأخيرة والصواب كسرها، روي ذلك عن كراع: كثيرته وفي الأساس يقال للذليل: إنما هو أرنب، لأنه لا دفع عندها لأن القبرة تطمع فيها، والأرنب وفي لسان العرب المرنب بالميم بدل الألف، قلت وهو نص ابن دريد جرذ كاليربوع قصير الذنب، كاليرنب، والأرنب ضرب من الحلي قال رؤبة:
وعلقت من أرنب ونخل والأرنب: موضع، قال عمرو بن معد يكرب:
عجت نساء بني عبيد عجة كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
وأرنب: اسم امرأة قال معن بن أوس:
متى تأتهم ترفع بناتي برنةوتصدح بنوح يفرع النوح أرنب وزاد الدميري في حياة الحيوان الأرنب البحري، قال القزويني: من حيوان البحر، رأسه كرأس الأرنب وبدنه كبدن السمك، وقال الرئيس ابن سينا: إنه حيوان صغير صدفي، وهو من ذوات السموم إذا شرب.
قلت فعلى هذا إنما المشابهة في الاسم لا الشكل.
والأرنبة بهاء: طرف الأنف
وجمعها: الأرانب أيضا، وفي حديث الخدري ولقد رأيت على أنف رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأرنبته أثر الطين وفي حديث وائل كان يسجد على جبهته
وأرنبته ، ويقال: هم شم الأنوف واردة الأرانب، وتقول: وجدتهم مجدعي الأرانب
أشد فزعا من الأرانب، وجدع فلان أرنبة فلان: أهانه.
صفحة : 543
والأرينبة مصغرا: عشبة كالنصي إلا أنها أدق وأضعف وألين، وهي ناجعة في
المال جدا، ولها إذا جفت سفى كلما حرك تطاير فارتز في العيون والمناخر، عن
أبي حنيفة.
والأرينبة مصغرا: اسم ماء لغني بن أعصر بن سعد بن قيس وبالقرب منها الأودية.
والأرينبات مصغرا: موضع في قول عنترة:
وقفت وصحبتي بأرينبات على أقتاد عوج كالسهام
كذا في المعجم. والأرنباني: الخز الأدكن الشديد الدكنة، نقله الصاغاني، وفي لسان العرب في حديث استسقاء عمر حتى رأيت الأرنبة يأكلها صغار الإبل قال ابن الأثير: هكذا يرويه أكثر المحدثين، وفي معناها قولان ذكرهما القتيبي في غريبه، والذي عليه أهل اللغة أن اللفظة إنما هي الأرينة بياء تحتية ونون، وهو نبت معروف يشبه الخطمي عريض الورق، وعن الأزهري: قال شمر: قال بعضهم: سألت الأصمعي عن الأرنبة فقال: نبت، قال شمر: وهو عندي: الأرينة، سمعت في الفصيح من أعراب سعد بن بكر ببطن مر، قال: ورأيته نباتا يشبه الخطمي عريض الورق، قال شمر: وسمعت غيره من أعراب كنانة يقول: هو الأرين، وقالت أعرابية ببطن مر: هي الأرينة، وهي خطمينا وغسول الرأس، قال أبو منصور: وهذا الذي حكاه شمر: صحيح، والذي روي عن الأصمعي أنه الأرنبة، من الأرانب غير صحيح، وشمر متقن، وقد عني بهذا الحرف فسأل عنه غير واحد من الأعراب حتى أحكمه، والرواة ربما صحفوا وغيروا، قال: ولم أسمع الأرنبة في باب النبات من واحد ولا رأيته في نبوت البادية، قال: وهو خطأ عندي، كذا في لسان العرب، وسيأتي في أرن.
ورنبوية بإسقاط الألف أو أرنبوية بالألف، آخره هاء مضمومة في حال الرفع، وليس كنفطويه وسيبويه: ة بالري قريبة منها، كذا في المراصد مات بها أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي المقرئ، وإمام الفقه محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة في يوم واحد، سنة تسع وثمانين ومائة، ودفنا بهذه القرية، وكانا خرجا مع الرشيد فصلى عليهما، وقال: اليوم دفنت علم العربية والفقه.
وذات الأرانب: ع في قول ابن الرقاع العاملي:
فذر ذا ولكـن هل تـرى ضوء بارق
وميضا ترضى منه على
بعده لمعا
تصعد في ذات الأرانب موهنا
إذا هز رعد خلت في ودقه سفعا
كذا في المعجم.
والمرنب: قارة هكذا في النسخ، وسقط من بعضها، وقارة هكذا بالقاف في سائرها وهو تصحيف قبيح، وصوابه فأرة بالفاء، وزاده قبحا أن ذكره هنا، وحقه أن يذكر عند قوله: جرذ قصير الذنب، وهو هو، فتأمل.
ر ه ب
صفحة : 544
رهب كعلم يرهب رهبة ورهبا بالضم والفتح ورهبا بالتحريك أي أن فيه ثلاث لغات
ورهبانا بالضم، ويحرك الأخيران نقلهما الصغاني أي خاف أو مع تحرز، كما جزم
به صاحب كشف الكشاف، ورهبه رهبا: خافه والاسم: الرهب بالضم والرهبى بالفتح
ويضم ويمدان، ورهبوتى ورهبوت محركتين يقال: رهبوت خير من رحموت، أي لأن
ترهب خير من أن ترحم ومثله: رهباك خير من رغباك، قاله الميداني، وقال
المبرد رهبوتى خير من رحموتى، وقال الليث: الرهب - جزم - لغة في الرهب،
قال: والرهبى اسم من الرهب تقول الرهبى من الله والرغبى إليه وأرهبه
واسترهبه: أخافه وفزعه، واسترهبه: استدعى رهبته حتى رهبه الناس، وبذلك فسر
قوله عز وجل واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم أي أرهبوهم وترهبه غيره إذا
توعده، والراهبة: الحالة التي ترهب أي تفزع.
والمرهوب: الأسد، كالراهب، والمرهوب: فرس الجميح بن الطماح الأسدي.
والترهب: التعبد وقيل: التعبد في صومعة، وقد ترهب الرجل إذا صار راهبا يخشى الله تعالى: ورهب الجمل نهض ثم برك من ضعف بصلبه.
والرهب كالرهبى: الناقة المهزولة جدا، قال الشاعر:
وألواح رهب كأن الـنـسـو ع أثبتن في الدف منه سطارا وقال آخر:
ومثلك رهبى قد تركت رذية تقلب عينيها إذا مر طـائر
وقيل: رهبضى هاهنا اسم ناقة وإنما سماها بذلك، أو الرهب: الجملث الذي استعمل في السفر وكل، وقيل: هو الجملث العالي، والأنثى رهبة، وأرهب الرجل إذا ركبه، وناقة رهب: ضامر، وقيل: الرهب: العريض العظام المشبوح الخلق، قال:
ورهب كبنيان الشآمي أخلق والرهب: السهم الرقيق، وقيل العظيم، والرهب: النصل الرقيق من نصال السهام ج رهاب كحبال قال أبو ذؤيب:
قد ناله رب الكلاب بكفـه بيض رهاب ريشهن مقزع
والرهب بالتحريك: الكم بلغة
حمير، قال الزمخشري: هو من بدع التفاسير، وصرح في الجمهرة أنه غير ثبت،
نقله شيخنا، وفي لسان العرب: قال أبو إسحاق الزجاج: قوله جل وعز واضمم إليك
جناحك من الرهب والرهب، إذا جزم الهاء ضم الراء وإذا حرك الهاء فتح الراء،
ومعناهما واحد، مثل الرشد والرشد، قال: ومعنى جناحك هاهنا يقال: العضد،
ويقال: اليد كلها جناح، قال الأزهري: وقال مقاتل في قوله من الرهب هو كم
مدرعته، قال الأزهري: وهو صحيح في العربية، والأشبة بسياق الكلام والتفسير
والله أعلم بما أراد، ويقال: وضعت الشيء في رهبي، بالضم، أي في كمي، قال
أبو عمرو: يقال لكم القميص: القن والردن والرهب والخلاف.
صفحة : 545
والرهابة كالسحابة ويضم، وشدد هاءه الحرمازي أي مع الفتح والضم كما يعطيه
الإطلاق: عظم وفي غيره من الأمهات: عظيم، بالتصغير في الصدر مشرف على البطن
قال الجوهري وابن فارس: مثلث اللسان، وقال غيره: كأنه طرف لسان الكلب ج
رهاب، كسحاب وفي حديث عوف بن مالك لأن يمتليء ما بين عانتي إلى رهابتي قيحا
أحب إلي من أن يمتلىء شعرا الرهابة: غضروف كاللسان معلق في أسفل الصدر مشرف
على البطن، قال الخطابي: ويروى بالنون، وهو غلط، وفي الحديث فرأيت السكاكين
تدور بين رهابته ومعدته وعن ابن الأضعرابي: الرهابة: طرف المعدة، والعلعل:
طرف الضلع الذي يشرف على الرهابة، وقال ابن شميل: في قص الصدر: رهابته، قال
وهو لسان القص من أسفل، قال: والقص مشاش.
والراهب المتعبد في الصومعة، واحد رهبان النصارى، ومصدره: الرهبة والرهبانية، جمعه الرهبان، والرهابنة خطأ، أو الرهبان بالضم قد يكون واحدا كما يكون جمعا، فمن جعله واحدا جعله على بناء فعلان، أنشد ابن الأعرابي:
لو كلمت رهبان دير في القلل
لانحدر الرهبان يسعى فنزل
قال: ووجه الكلام أن يكون جمعا بالنون، قال وإن ج أي جمعت الرهبان الواحد رهابين ورهابنة جاز وإن قلت: رهبانون كان صوابا، وقال جرير فيمن جعل رهبضان جمعا:
رهبان مدين لو رأوك تـنـزلـوا والعصم من شعف العقول الفادر
يقال: وعل عاقل: صعد الجبل،
والفادر: المسن من الوعول، وفي التنزيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة
ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم قال الفارسي: رهبانية منصوب
بفعلس مضمر، كأنه قال: وابتدعوا رهبانية ابتدعوها، ولا يكون عطفا على ما
قبله من المنصوب في الآية لأن ما وضع في القلب لا يبتدع، قال الفارسي: وأصل
الرهبانية من الرهبة، ثم صارت اسما لما فضل عن المقدار وأفرط فيه، وقال ابن
الأثير: والرهبانية منسوبة إلى الرهبنة بزيادة الألف، والرهبنة فعلنة من
الرهبة، أو فعللة على تقدير أصلية النون، وفي الحديث لا رهبانية في الإسلام
والرواية لا زمام ولا خزام ولا رهبانية ولا تبتل ولا سياحة في الإسلام هي
كالاختصاء واعتناق السلاسل من الحديد ولبس المسوح وترك اللحم ومواصلة الصوم
ونحوها مما كانت الرهابنة تتكلفه، وقد وضعه الله عز وجل عن أمة محمد صلى
الله عليه وسلم. قال ابن الأثير: كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا،
وترك ملاذها، والزهد فيها والعزلة عن أهلها، وتعمد مشاقها، وفي الحديث
عليكم بالجهاد فإنه رهبانية أمتي.
وعن ابن الأعرابي أرهب الرجل، إذا طال رهبه، أي كمه.
والأرهاب، بالفتح: ما لا يصيد من الطير كالبغاث.
والإرهاب بالكسر؛ الإزعاج
والإخافة، تقول: ويقشعر الإهاب إذا وقع منه الإرهاب، والإرهاب أيضا: قدع
الإبل عن الحوض وذيادها، وقد أرهب وهو مجاز، ومن المجاز أيضا قولهم: لم
أرهب بك أي لم أسترب، كذا في الأساس.
صفحة : 546
ورهبى كسكرضى: ع قال ذو الرمة:
برهبى إلى روض القذاف إلى المعى إلى واحف تروادها ومـجـالـهـا
ودارة رهبى: موضع آخر.
وسموا راهبا ومرهبا كمحسن ومرهوبا وأبو البيان نبأ بن سعد الله بن راهب البهراني الحموي، وأبو عبد الله محمد بن أبي علي بن أبي الفتح بن الآمدي البغدادي الدمشقي الدار الرسام، محدثان، سمع الأخير بدمشق من أبي الحسين بن الموازيني وغيره، ذكرهما أبثو حامد الصابوني في ذيل الإكمال.
ودجاجة بن زهوي بن علقمة بن مرهوب بن هاجر بن كعب بن بجالة: شاعر فارس.
والراهب: قريتان بمصر، إحداهما في المنوفية والثانية في البحيرة.
وحوض الراهب: أخرى من الدقهلية.
وكوم الراهب في البهنساوية.
والراهبين، بلفظ التثنية، من الغربية.
والرهب: الناقة التي كل ظهرثها، وحكي عن أعرابي أنه قال: رهبت الناقة ترهيبا ويوجد في بعض الأصول ثلاثيا مجردا فقعد عليها يحاييها من المحاياة، أي جهدها السير فعلفها وأحسن إليها حتى ثابت: رجعت إليها نفسها، ومثله في لسان العرب.
ر و ب
راب اللبن يروب روبا، ورؤوبا: خثر بالتثليث أي أدرك، ولبن روب ورائب، أو هو
ما يمخض ويخرج زبده تقول العرب: ما عندي شوب ولا روب، فالروب: اللبن
الرائب، والشوب: العسل المشوب، وقيل: هما اللبن والعسل، من غير أن يحدا.
وفي الحديث لا شوب ولا روب أي لا غش ولا تخليط.
وعن الأصمعي: من أمثالهم في الذي يخطيء ويصيب هو يشوب ويروب وروبه وأرابه: جعله رائبا، وقيل: الرائب يكون ما مخض وما لم يمخض، وقال الأصمعي: الرائب الذي قد مخض وأخرجت زبدته، والمروب: الذي لم يمخض بعد وهو في السقاء لم تؤخذ زبدته، قال أبو عثبيد: إذا خثر اللبن فهو الرائب، فلا يزال ذلك اسمه حتى ينزع زبده، واسمه على حاله بمنزلة العشراء من الإبل وهي الحامل ثم تضع وهو اسمها، وأنشد الأصمعي:
سقاك أبو ماعز رائبـا ومن لك بالرائب الخاثر
يقول: إنما سقاك الممخوض، ومن لك بالذي لم يمخض ولم ينزع زبده? وإذا أدرك اللبن ليمخض قيل: قد راب، وقال أبو زيد: الترويب: أن تعمد إلى اللبن إذا جعلته في السقاء فتقلبه ليدركه المخض، ثم تمخضه ولم يرب حسنا.
والمروب كمنبر: الإناء أو السقاء الذي يروب كيقول وفي بعض النسخ بالتشديد فيه اللبن، وفي التهذيب: إناء يروب فيه اللبن، قال:
عجيز من عامر بن جـنـدب
تبغض أن تظلم ما في المروب
وسقاء مروب كمعظم: روب فيه
اللبن وفي المثل للعرب أهون مظلوم سقاء مروب وأصله، السقاء يلف حتى يبلغ
أوان المخض، والمظلوم: الذي يظلم فيسقى، أو يشرب قبل أن تخرج زبدته. وعن
أبي زيد في باب الرجل الذليل المستضعف أهون مظلوم سقاء مروب وظلمت السقاء
إذا سقيته قبل إدر اكه.
صفحة : 547
والروبة، وتضم الفتح عن كراع: خميرة تلقى في اللبن من الحامض ليروب، وهذا
أصل معنى الروبة، وقد ذكر لها المصنف نحو اثني عشر معنى، كما يأتي بيانها،
وهذا أحدها، وقيل الروبة: خمير اللبن الذي فيه زبده، وإذا أخرج زبده فهو
رائب أو بقية اللبن المروب، ومن المجاز: الروبة بالضم والفتح عن اللحياني:
جمام ماء الفحل، وقيل: هو اجتماعه أو هو ماؤه في رحم الناقة، وهو أغلظ من
المهاة وأبعد مطرحا، وقال الجوهري: روبة الفرس ماؤه في جمامه، يقال: أعرني
روبة فرسك وروبة فحلك، إذا استطرقته إياه، ومن المجاز الروبة الحاجة، وما
يقوم فلان بروبة أهله أي بشأنهم وصلاحهم، وقيل أي بما أسندوا إليه من
حوائجهم، وقيل: لا يقوم بقوتهم ومؤنتهم، قال أبو عبيدة المعمر بن مثنى: قال
لي الفضل بن الربيع، وقد قدمت عليه: ألك ولد يا أبا عبيدة: قلت: نعم، قال:
مالك لم تقدم به معك? قلت خلفته يقوم بروبة أهله، قال: فأعجبته الكلمة،
وقال: اكتبوها عن أبي عبيدة، قاله شيخنا، والروبة: قوام العيش والروبة من
الأمر: جماعه بضم الجيم، تقول: ما يقوم بروبة أمره أي بجماع أمره، كأنه من
روبة الفحل، فهو مجاز، ومن المجاز: الروبة: القطعة، وفي غيره من الأمهات:
الطائفة من الليل، في لسان العرب: ومنه روبة بن العجاج فيمن لا يهمز لأنه
ولد بعد طائفة من الليل وفي التهذيب: رؤبة بن العجاج مهموز، وقيل: الروبة
ساعة من الليل، وقيل: مضت روبة من الليل، أي ساعة وبقيت روبة من الليل
كذلك، يقال: هرق عنا من روبة الليل والروبة القطعة منض اللحم يقال: قطع
اللحم روبة روبة، أي قطعة قطعة، والروبة: كلوب يخرج به الصيد منء جحره وهو
المحرش، عن أبي العميثل والروبة: الفقر قاله ابن السيد والصاغاني، والروبة:
شجرة النلك بكسر النون وضمها، ويأتي للمؤلف، وفسره ابن السيد بشجرة
الزعرور، ومن المجاز الروبة: التخثر والكسل من كثرة شرب اللبن والتواني،
والروبة: المكرمة منض الأرض الكثيرة النبات والشجر، هي أبقى الأرض كلأ،
وهذا الأخير قد نقله الصاغاني، قال: ويهمز، قيل، وبه سمي رؤبة بن العجاج،
وقال شراح الفصيح، على ما نقله شيخنا: يجوز أن يكون منقولا من هذه المعاني
كلها بلا مانع وترجيح هذا أو غيره ترجيح بلا مرجح، وهو ظاهر إلا أن يكون
هناك سبب يستند إليه، انتهى، فهذه اثنا عشر معنى، وزاد ابن عديس: والروبة:
بقية اللبن المروب، وهذا قد ذكره المؤلف بأو لتنويع الخلاف، وفي المثل شب
شوبا لك روبته كما يقال: احلب حلبا لك شطره، وزاد الجوهري: والروبة من
الرجل: عقله، قال ابن الأعرابي: تقول: وهو يحدثني، وأنا إذ ذاك غلام ليست
لي روبة، والروبة: اللبن الذي فيه زبده، والروبة أيضا: اللبن الذي نزع
زبده، كذا قال أبو عمر المطرز، ونقله شيخنا.
قلت: فهما ضد، والروبة إصلاح
الشان والأمر، عن ابن الأعرابي، وقال أبو عمرو الشيباني: الروبة: المشارة،
وهي الساقية، نقله شيخنا، والروبة من القدح: ما يوصل به، والجمع روب، كذا
في لسان العرب.
صفحة : 548
قلت: وهو قطعة من خشب تدخل في الإناء المنكسر ليشعب بها، حكاها ابن السيد،
وهي مهموزة، وقال أبو زيد: إن كان في الرحل كسر ورقع فاسم تلك الرقعة روبة،
والروبة: الدردب، في حديث الباقر أتجعلون في النبيذ الدردي? قيل: وما
الدردي? قال: الروبة، وفي الأساس: ومن المجاز: الروبة من الفرس: باقي القوة
على الجري فهذه عشرة معان استدركناها على المؤلف، ومن طالع أمهات اللغة وجد
أكثر من ذلك.
وراب الرجل يروب روبا ورؤوبا: تحير وفترت نفسه من شبع أو نعاس، أو قام من النوم خاثر البدن والنفس، أو سكر من نوم، ومن المجاز رجل رائب وأروب وروبان والأنثى رائبة، عن اللحيضاني، ورأيت فلانا رائبا أي مختلطا خاثرا، وهو أروب وروبان من قوم روبى إذا كانوا كذلك، أي خثراء النفس مختلطين، وقال سيبويه: هم الذين أثخنهم السفر والوجع فاستثقلوا نوما، ويقال: شربوا من الرائب فسكروا، قال بشر:
فأما تميم تميم بـن مـر فألفاهم القوم روبى نياما
وهو في الجمع شبيبه بهلكى وسكرى، واحدهم روبان، وقال الأصمعي: واحدهم: رائب مثل مائق وموقى، وهالك وهلكى.
وراب الرجل و{وب: أعيا، عن ثعلب.
وراب الرجل: كذب، عن ابن الأعرابي، وقيل: اختلط عقله ورأيه وأمره، وهو رائب، وعن ابن الأعرابي: راب: إذا أصلح، وراب: سكن، وراب اتهم، قال أبو منصور: إذا كان راب بمعنى أصلح فأصله مهموز من رأب الصدع.
ومن المجاز: دعه فقد راب دمه يروب روبا أي حان هلاكه، عن أبي زيد، وقال في موضع آخر: إذا تعرض لما يسفك دمه، قال: وهذا مثل قولهم: فلان يفور دمه، وفي الأساس: شبه بلبن خثر وحان أن يمخض.
وروب كطوب: ة ببلخ قرب سمنجان وروبى كطوبى: ة ببغداد من قرى دجيل، وأبو الحرم حرمي بن محمود بن عبد الله بن زيد ابن نعمة الروبي المصري محدث، إلى جده روبة.
والترويب كالروب الإعياء يقال: روبت مطية فلان إذا أعيضت.
وهذا راب كذا أي قدره ورويبة أبو بطن، وهو رويبة بن عامر بن العصبة بن امرئ القيس بن زيد مناة من بني تميم، أعقب، من ولده عبد الله، وسنان وعمرو، وعمارة ابن رويبة، له صحبة.
ر ي ب
الريب: صرف الدهر وحادثه، وريب المنون: حوادث الدهر، وهو مجاز، كما في
الأساس.
والريبت: الحاجة قال كعب ابن مالك الأنصاري:
قضينا من تهامة كل ريب وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
وفي الحديث أن اليهود مروا
برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: سلوه، وقال بعضهم: ما رابكم
إليه أي ما أربك وحاجتكم إلى سؤاله، وفي حديث ابن مسعود ما رابك إلى قطعها
قال ابن الأثير: قال الخطابي: هكذا يروونه يعني بضم الباء، وإنما وجهه ما
أربك، أي ما حاجتك، قال أبو موسى: يحتمل أن يكون الصواب ما رابك، أي ما
أقلقك وألجأك إليه، قال: وهكذا يرويه بعضهم.
صفحة : 549
والريب: الظنة والشك والتهمة، كالريبة بالكسر، والريب: ما رابك من أمر، وقد
رابني الأمر وأرابني، في لسان العرب: اعلم أن أراب قد يأتي متعديا وغير
متعد، فمن عداه جعله بمعنى راب، وعليه قول خالد الآتي ذكره:
كأنني أربته بريب وعليه قول أبي الطيب:
أيدري ما أرابك من يريب ويروى قول خالد:
كأنني قد ربته بريب فيكون على هذا رابني وأرابني بمعنى واحد، وأما أراب الذي لا يتعدى فمعناه أتى بريبة، كما تقول: ألام: أتى بما يلام عليه، وعلى هذا يتوجه البيت المنسوب إلى المتلمس أو إلى بشار بن برد:
أخوك الذي إن ربته قال إنما أربت وإن لاينته لان جانبه
والرواية الصحيحة في هذا البيت بضم التاء أي أنا صاحب الريبة حتى تتوهم فيه الريبة، ومن رواه أربت بفتح التاء زعم أن ربته بمعنى أوجبت له الريبة، فأما أربت بالضم فمعناه أوهمته الريبة، ولم تكن واجبة مقطوعا بها، وأربته: جعلت فيه ريبة، وربته: أوصلتها أي الريبة إليه وقيل: رابني: علمت منه الر[يبة، وأرابني: ظننت ذلك به، وجعل في الريبة الأخير حكاه سيبويه أو أرابني: أوهمني الريبة نقله الصاغاني، أو رابني أمره يريبني ريبا وريبة، بالكسءر قال اللحياني: هذا كلام العرب إذا كنوا أي أوصلوا الفعل بالكناية، وهو الضمير عند الكوفيين ألحقوا الفعل الألف أي صيروه رباعيا وإذا لم يكنوا لم يوصلوا الضمير، قالوا: راب ألقوها، أو يجوز فيما يوقع أن تدخل الألف فتقول أرابني الأمر، قاله اللحياني، قال خالد بن زهير الهذلي:
يا قوم ما لي وأبا ذؤيب
كنت إذا أتوته من غيب
يشم عطفي ويبز ثوبي
كأنني أربتـه بـريب
وفي التهذيب أنه لغة رديئة.
وأراب الأمر: صار ذا ريب
وريبة، فهو مريب، حكاه سيبويه، وفي لسان العرب عن الأصمعي: أخبرني عيسى بن
عمر أنه سمع هذيلا تقول أرابني أمره، وأراب الأمر: صار ذا ريب، وفي التنزيل
العزيز إنهم كانوا في شك مريب أي ذي ريب، قال ابن الأثير: وقد تكرر ذكر
الريب وهو بمعنى الشك مع التهمة تقول: رابني الشيء وأرابني بمعنى شككني
وأوهمني وأوهمني الريبة به فإذا استيقنته قلت: رابني، بغير ألف، وفي الحديث
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك يروى بفتح الياء وضمها، أي دع ما يشك فيه إلى
ما لا يشك فيه. وفي حديث أبي بكر في وصيته لعمر رضي الله عنهما عليك
بالرائب من الأمور وإياك والرائب منها المعنى عليك بالذي لا شبهة فيه
كالرائب من الألبان، وهو الصافي، وإياك والرائب منها أي الأمر الذي فيه
شبهة وكدر، فالأول من راب اللبن يروب فهو رائب، والثاني من راب يريب إذا
وقع في الشك، ورابني فلان يريبني: رأيت منه ما يريبك وتكرهه واستراب به إذا
رأي منه ما يريبه، قالته هذيل، وفي حديث فاطمة رضي الله عنها يريبني ما
يريبها أي يسوءني ما يسوءها ويزعجني ما يزعجها، وفي حديث الظبي الحاقف لا
يريبه أحد بشيء أي لا يتعرض له ويزعجه.
صفحة : 550
وأمرق رياب، كشداد: مفزع.
وارتاب فيه: شك.
ورابني الأمر ريبا، أي نابني وأصابني، ورابني أمره يريبني، أي أدخل علي شرا وخوفا.
وارتاب به: اتهمه.
وفي التهذيب: أراب الرجل يريب إذا جاء بتهمة، وارتيبت فلانا: اتهمته، كذا في التهذيب والريب شك مع التهمة، و: ع قال ابن أحمر: فسار به حتى أتى بيت أمه مقيما بأعلى الريب عند الأفاكل وقد حركه أنيف بن حكيم النبهاني في أرجوزته:
هل تعرف الدار بصحراء ريب
إذ أنت غيداق الصباجم الطرب
وبيت ريب: حصن باليمن ويعد من توابع قلعة مسور المنتاب، وهي قلاع كثيرة يأتي ذكر بعضها في محلها.
وأرياب: قرية باليمن من مخاليف قيظان من أعمال ذي جبلة، قال الأعشى:
وبالقصر من أرياب لو بت ليلة لجاءك مثلوج من الماء جامد
كذا في المعجم.
وراب: موضع جاء في الشعر.
والريب بن شريق: صاحب هداج: فرس له. ذكره المصنف في هدج .
ومالك بن الريب أحد الشعراء.
وريب بن ربيعة بن عوف بن هلال الفزاري، قيده الحافظ.