فصل الزاي
ز-أ-ب
زأب القربة، كمنع يزأبها زأبا: حملها ثم أقبل بها سريعا، كازدأبها
والازدئاب: الاحتمال. وكل ما حملته بمرة فقد زأبته. وزأب الرجل وازدأب إذا
حمل ما يطيق وأسرع في المشي. قال:
وازدأب القربة ثم شمرا وزأبت القربة وزعبتها، وهو حملكها محتضنا. والزأب: أن تزأب الشيء فتحتمله بمرة واحدة. وزأب الرجل. إذا شرب شربا شديدا. زأب الإبل: ساقها. وقال الأصمعي: زأبت وقأبت أي شربت. وزأبت به زأبا، وازدأبته، وزأب بحمله: جره. قولهم: الدهر ذو زؤاب كغراب أي انقلاب، وقد زأبه، أو هو تصحيف وصوابه زوآت بفتح فسكون جمع زوأة. وقد زاء به الدهر يزوء: انقلب. وقد مر في فصل الهمزة.
ز-أ-ن-ب
الزآنب: القوارير عن ابن الأعرابي، وأنشد:
ونحن بنو عم على ذاك بيننا زآنب فيها بغضة وتنافس
لا واحد لها على الأفصح، ويقال: واحدها زئناب، أو مقدر، قاله شيخنا.
ز-ب-ب
الزبب، محركة والزغب و هوفينا معشر الناس :كثرة الشعر وطوله، وفي الإبل:
كثرة شعر الوجه والعثنون، كذا قاله ابن سيده. وقيل: الزبب في الناس: كثرة
الشعر في الأذنين والحاجبين وفي الابل: كثرة للشعر الأذن والعينين. والزبب
أيضا: مصدر الأزب، وهو كثرة شعر الذراعين والحاجبين والعينين، والجمع الزب.
قد زب يزب زبيبا. قال شيخنا: مقتضى اصطلاحه أن يكون كضرب، وهو غير صواب
فإنه من باب فرح بدليل تحريك مصدره والإتيان بوصفه على أفعل والواجب ضبطه،
انتهى. فهو أزب وبعير أزب، وفي المثل: كل أزب نفور، قال:
أزب القفا والمنكبـين كـأنـه من الصرصرانيات عود موقع.
ولا يكاد يكون الأزب إلا نفورا،لأنه ينبت على حاجبيه شعيرات، فإذا ضربته الريح نفر، قال الكميت:
بلوناك في هبوات العجـاج
فلم تك فيها الأزب النفورا.
صفحة : 551
على ما رواه ابن بري. زبت الشمس زبا: دنت للغروب، وهو مجاز مأخوذ من الزبب؛
لأنها تتوارى كما يتوارى لون العضو بالشعر كأزبت وزببت. قد زب القربة، كمد
زبا: ملأها إلى رأسها فازدبت. من المجاز: عام أزاب: مخصب كثير النبات.
والأزب: من أسماء الشياطين وقد تقدم ما يتعلق به في حرف الهمزة.
ومنه حديث عبد الله بن الزبير مختصرا أورده ابن الأثير في النهاية مطولا أنه، بالفتح ويجوز الكسر على الابتداء. وجد رجلا طوله شبران، فأخذ السوط فأتاه، فقال: من أنت? فقال: أزب، قال: وما أزب? قال: رجل من الجن، فقلب السوط فوضعه في رأس أزب حتى باص، أي استتر وهرب. وفي حديث بيعة العقبة هو شيطان اسمه أزب العقبة، وقيل: هو حية، كما في النهاية. وأبو نعيم محمد بن علي بن زبزب الواسطي، محدث، سمع منه السلفي في واسط، وذكره في الأربعين. والزباء: الاست بشعرها. وامرأة زباء: كثيرة شعر الحاجبين والذراعين واليدين. وأذن زباء: كثيرة الشعر. الزباء من الدواهي: الشديدة المنكرة، وهو أيضا مجاز، يقال: داهية زباء، كما قالوا: شعراء، ومنه المثل: جاء بالشعراء والزباء أورده الميداني. وفي حديث الشعبي أنه سئل عن مسألة، فقال: زباء ذات وبر أعيت قائدها وسائقها، لو ألقيت على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأعضلت بهم. أراد أنها صعبة مشكلة، شبهها بالناقة النفور من كل شيء، كأن الناس لم يأنسوا بهذه المسألة ولم يعرفوها. الزباء :د على شاطئ الفرات، نقله الصاغاني، سميت بالزباء قاتلة جذيمة. الزباء: فرس الأصيدف الطائي نقله الصاغاني.
وماءه لطهية نقله الصغاني، وهي قبيلة من تميم. وماء أيضا من مياه أبي بكر بن كلاب في جانب ضرية. الزباء: اسم الملكة الرومية، تمد وتقصر، وهي ملكة الجزيرة، وتعد من ملوك الطوائف، لقبت بها لكثرة شعرها؛ لأنها كان لها شعر إذا أرسلته غطى بدنها كله، فقيل لها الزباء، كأنه تأنيث الأزب للكثير الشعر، واختلفوا في اسمها، فقيل: بارعة، وقيل: نابلة، وقيل: ميسون، وهي بنت عمرو بن الظرب أحد أشراف العرب وحكمائهم، خدعه جذيمة الأبرش وأخذ عليه ملكه وقتله، وقامت هي بأخذ ثأره، في قصة مشهورة مشتملة على أمثال كثيرة لها ولقصير بن سعد، أوردها الميداني والزمخشري، كذا قاله شيخنا. وماءة لبني سليطبن يربوع، وفي لسان العرب: هي شعبة ماء لبني كليب. قال غسان السليطي يهجو جريرا:
أما كليب فإن اللؤم حالفـهـا ما سال في حفلة الزباء واديها
الزباء: عين باليمامة منها شرب
الخضرمة والصعفوقة. والزباء: أحد لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهن
عشر لقائح أهدين إليه. والزب بالضم: الذكر بلغة أهل اليمن، أي مطلقا. وفي
فقه اللغة لأبي منصور الثعالبي في تقسيم الذكور: الزب للصبي، أو هو خاص
بالإنسان قاله ابن دريد، وقال: إنه عربي صحيح، وأنشد: قد حلفت بالله لا
أحبه أن طال خصياه وقصر زبه
صفحة : 552
وفي التهذيب: الزب: ذكر الصبي بلغة اليمن، وفي المصباح: تصغيره زبيب، على
القياس، وربما دخلته الهاء فقيل زبيبة، على معنى أنه قطعة من البدن، فالهاء
للتأنيث. ج أزب وأزباب وزببة محركة والأخير من النوادر. الزب: اللحية
يمانية أو مقدمها عند بعض أهل اليمن، ومثله في كتاب المجرد لكراع، وأنشد
الخليل:
ففاضت دموع الحجمتين بعبرة على الزب حتى الزب في الماء غامس
ومثله في شفاء الغليل. قال شمر: و قيل: الزب: الأنف بلغة أهل اليمن. وزب القاضي: من عيوب المبيع، فسره الفقهاء بما يقع ثمره سريعا، قاله شيخنا. والزب: تمر من تمور البصرة، ذكره الميداني. وزب رباح، ورد في قول أبي الشمقمق:
شفيعي إلى موسى سماح يمينه وحسب امرئ من شافع بسماح
وشعري شعر يشتهي الناس أكله كما يشتهى زبد بزب رباح وقصته في كتاب الأمثال. والزبيب: ذاوي العنب أي يابسه، معروف. واحدته زبيبة. و قال أبو حنيفة: واستعمل أعرابي من أعراب السراة الزبيب في التين، فقال: الفيلحاني: تين شديد السواد جيد للزبيب يعني يابسه. وقد زبب التين، عن أبي حنيفة أيضا. وبهذا سقط قول شيخنا؛ لأن الزبيب إنما يعرف من العنب فقط، قد أزبه أي العنب والتين وزببه تزبيبا فتزبب. ومن المجاز قولهم: تزبب قبل أن يتحصرم وإلى بيعه أي الزبيب نسب إبراهيم بن عبد الله العسكري أبو الحسين، يروي عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. وعبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بيان البغدادي البزار، سمع الحسن بن علويه والفريابي، وعنه البرمكي. وأبو نعيم الراوي عن محمد بن شريك، وعنه سهل بن محمد السكري وعلي بن عمر السمرقندي، المحدثون الزبيبيون، الأخير عن المستغفري. وفاته الحسن بن محمد بن الفضل الطلحي الزبيبي أخو إسماعيل، سمع ابن منده، نقله السمعاني. الزبيب: زبد الماء. ومنه قوله:
حتى إذا تكشف الزبيب
صفحة : 553
الزبيب: السم في فم الحية نقله الصاغاني. من المجاز: خرجت على يده زبيبة،
بهاء وهيقرحة تخرج في اليد كالعرفة. وزبدة تخرج في فم مكثر الكلام. من
المجاز:غضب فثار له زبيبتان: زبدتان في شدقيه. وقد زبب فم الرجل، وتكلم
فلان حتى زبب شدقاه أي خرج الزبد عليهما. الزبيبة: اجتماع الريق في
الصامغين، وزبب شدقاه: اجتمع الريق في صامغيهما، واسم ذلك الريق الزبيبتان،
و قد زبب فمه إذا رأيت له زبيبتين عند ملتقى شفتيه مما يلي اللسان، يعني
ريقا يابسا. وهما أيضا أي الزبيبتان نقطتان سوداوان فوق عيني الحية، ومنه
الحية ذو الزبيبتين. وفي الحديث يجيء كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع له
زبيبتان قال أبو عبيد: وهو أوحش ما يكون من الحيات وأخبثه. قال ابن الأثير:
الزبيبة: نكتة سوداء فوق عين الحية، وهما نقطتان تكتنفان فاها، وقيل: هما
زبدتان في شدقيها. الزبيبتان فوق عيني الكلب كزنمتي البعير أو لحمتان في
الرأس كالقرنين، وقيل: نابان يخرجان من الفم، وقيل غير ذلك كما نقله أهل
الغريب وأورده شيخنا في الحية. والتزبب: التزبد في الكلام، وتزبب الرجل إذا
امتلأ غيظا، قاله شمر. وروي عن أم غيلان ابنة جرير أنها قالت: ربما أنشدت
أبي حتى تزبب شدقاي، قال الراجز:
إني إذا ما زبب الأشداق
وكثر الضجاج واللقلاق
ثبت الجنان مرجم وداق
الزباب كسحاب: فأر عظيم أصم. قال الحارث بن حلزة:
وهم زبـاب حـائر لا تسمع الآذان رعدا
أي لا تسمع آذانهم صوت الرعد؛ لأنهم صم طرش. أو هو فأر أحمر حسن الشعر أو هو بلا شعر. والعرب تضرب بها المثل فتقول: أسرق من زبابة. ويشبه به الجاهل واحدته زبابة، وفيها طرش، ويجمع زبابا وزبابات. وقيل: الزباب: ضرب من الجرذ عظام، وأنشد:
وثبة سرعوب رأى زبابا السرعوب: ابن عرس، أي رأى جرذا ضخما. وفي حديث علي -كرم الله وجهه- أنا والله إذا مثل الذي أحيط بها فقيل: زباب زباب كأنهم يؤنسونها بذلك. المعنى: لا أكون مثل الضبع تخادع عن حتفها. والزباب: جنس من الفأر لا تسمع، لعلها تأكله كما تأكل الجرذ. زباب بن رميلة الشاعر وهو أخو الأشهب، أبوهما ثور، ورميلة أمهما. وإياه عنى الفرزدق بقوله:
دعا دعوة الحبلى زباب وقد رأى
بني قطن هزوا القنا فتزعزعا
صفحة : 554
وضبطه الحافظ كشداد. زبيب كزبير: ابن ثعلبة بن عمرو صحابي عنبري من بني
تميم، له وفادة، كان ينزل بطريق مكة، روى عنه بنوه: عبيد الله ودجين
وولداهما شعيث بن عبيد الله والعدون بن دجين، كذا في المعجم. قلت: وأخذ عن
شعيث هذا أبو سلمة النبوذكي وحفيده سعيد بن عمار ابن شعيث، روى عن آبائه
وعنه محمد بن صالح النرسي. وعبد الله بن زبيب كزبير تابعي جندي. إلى قرية
باليمن، روى معمر عن رجل عنه. حديثه مرسل، قال الحافظ في التبصير: بل مختلف
في صحبته. قلت: ولذا ذكره ابن فهد في معجم الصحابة، قلت: وروى عنه كثير بن
عطاء. الزباب كشداد: بائع الزبيب كالزبيبي، وقد تقدم. وحجير بن زباب نسبه
في بني عامر بن صعصعة، وحفيدته صفية بنت جندب بن حجير أم الحارث بن عبد
المطلب بن هاشم. وعلي بن إبراهيم الزباب: محدث عن عمر بن علك المروزي، وعنه
أبو زرعة روح بن محمد. والزبيبية: محلة ببغداد، منهما أبو بكر عبد الله بن
طالب، كذا في النسخ، والصواب ابن أبي طالب الزبيبي البغدادي المحدث عن
شهدة. وزبيبي بكسر الزاي والباء الأولى: جد أبي الفضل محمد بن علي بن أبي
طالب ابن محمد ابن زبيبى الزبيبي المحدث سمع أبا علي الحسن بن علي بن
المذهب التميمي القطيعي، توفي سنة 511 ترجمه أبو الفتح البنداري ترجمة
واسعة في الذيل على تاريخ بغداد، وهو عندي، وولده ذو الشرفين أبو طالب
الحسين بن محمد محدث، روى عن القاضي أبي القاسم التنوخي وغيره. والزبيبي
بالفتح: النقيع المتخذ من الزبيب نقله الصاغاني. والزبزب: دابة كالسنورتأخذ
الصبيان من المهود، نقله الصاغاني، ذكره ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة
304 وهو حيوان أبلق بسواد قصير اليدين والرجلين، كذا في حياة الحيوان.
الزبزب: ضرب من السفن. وزبزب إذا غضب، أو زبزب إذا انهزم في الحرب، كلاهما
عن أبي عمرو. والمزبب، كمحدث: الكثير المال، كالمزب، بالضم. ويقال: آل فلان
مزبون، إذا كثرت أموالهم وكثروا هم. وعبد الرحمن بن زبيبة كحبيبة وفي نسخة
شيخنا كجهينة، والأول الصواب، تابعي، عن ابن عمر. والزباوان: روضتان لآل
عبد الله بن عامر بن كريز، ويقال: ابن الحنظلية، وتلك بمهب الشمال من
النباج عن يمين المصعد إلى مكة من طريق البصرة من مغيض أودية حلة النباج.
وبنو زبيبة: بطن. وزبان: اسم فمن جعل ذلك فعالا من زبن صرفه، ومن جعله
فعلان من زب لم يصرفه. ويقال: زب الحمل وزأبه وازدبه: حمله. قال الشاعر:
هجوت زبان ثم جئت معـتـذرا من هجو زبان لم أهجو ولم أدع
وزبان بن قسور الكلفي: صحابي له حديث واه، قاله الدارقطني، وضبطه عبد الغني بن سعيد، ويحيى بن الطحان بالراء بدل النون. وزبيب الضبابي كزبير: شاعر إسلامي. وزبيبة: أم عنترة العبسي وجده عبد الرحمن بن سمرة.
وزبان: اسم موضع بالحجاز، كذا في مختصر المراصد. ونهيازباب بالضم: ما آن لبني كلاب. ودير الزبيب في نواحي خناصرة تجاه دير إسحاق، نقلته من تاريخ ابن العديم.
ز-ج-ب
ما سمعت له زجبة، بالضم، أي كلمة، أهمله الجماعة، وسيأتي له في زجم وزحن
مثل ذلك.
ز-ح-ب
صفحة : 555
زحب إليه كدفع. أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي دنا. يقال: زحبت إلى
فلان، وزحب إلي، إذا تدانينا. قال الأزهري: زحب بمعنى زحف، قال ولعلها لغة،
قال: ولا أحفظها لغيره.
ز-خ-ب
الزخباء بالخاء المعجمة، أهمله الجوهري، وهي الناقة الصلبة على السير، رواه
ثعلب عن ابن الأعرابي، كذا في اللسان.
ز-خ-ز-ب
الزخزب، بالضم وبخاء معجمة، رواه أبو عبيد في كتابه، وجاء به في حديث مرفوع
كما سيأتي، قال: وهذا هو الصحيح، والحاء عندنا تصحيف، وبزاءين مشددتين
وتشديد الباء: الغليظ من أولاد الإبل الذي قد غلظ جسمه واشتد لحمه، وقيل:
القوي الشديد اللحم. يقال: صار ولد الناقة زخزبا إذا غلظ جسمه واشتد. وفي
الحديث أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الفرع وذبحه، فقال: هو حق، ولأن
تتركه حتى يكون ابن مخاض أو ابن لبون زخزبا خير من أن تكفئ إناءك وتوله
ناقتك. الفرع: أول ما تلده الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم، فكره ذلك، وقال:
لأن تتركه حتى يكبر وينتفع بلحمه خير من أنك تذبحه فينقطع لبن أمه، فتكب
إناءك الذي كنت تحلب فيه وتجعل ناقتك والهة بفقد ولدها.
ز-خ-ل-ب
رجل مزخلب بالخاء المعجمة للفاعل، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: إذا كان
يهزأ بالناس، هذا عن أبي مالك، وذكر أيضا عن مكوزة الأعرابي.
ز-د-ب
الزدب بالكسر أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو النصيب ج
الأزداب وهي الأنصباء، وهو غريب.
ز-ذ-ب
الزذابية كثمانية أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هم أهل بيت
باليمامة. قال شيخنا: هو من مادة ما قبله كما هو ظاهر، فلا معنى لإفراده
بالترجمة كما لا يخفى. قلت: وهذا بناء على أنه بالدال المهملة بعد الزاي،
وليس كذلك، بل هو بالذال المعجمة كما في نسختنا وفي غير نسخ، فلا يتوجه على
المؤلف ما قاله شيخنا كما لا يخفى.
ز-ر-ب
الزرب: المدخل. وموضع الغنم، ويكسر في الأخير وج فيهما زروب. والزريبة:
حظيرة للغنم من خشب، وهو مجاز، لأنه مأخوذ من الزرب الذي هو المدخل. وانزرب
في الزرب انزرابا إذا دخل فيه. الزرب والزريبة: بئر يحتفرها الصائد يكمن
فيها للصيد. وفي الصحاح: الزرب: قترة الصائد، كالزريبة فيهما. وانزرب
الصائد في قترته: دخل. قال ذو الرمة:
وبالشمائل من جلان مـقـتـنـص رذل الثياب خفي الشخص منزرب
وجلان: قبيلة. والزرب: قترة
الرامي. قال رؤبة:
في الزرب لو يمضغ شريا ما بصق الزرب: بناء الزريبة للغنم أي الحظيرة من
خشب، وقد زربت الغنم أزربها زربا. وفي بعض النسخ: وبنات الزريبة: الغنم. في
لسان العرب في رجز كعب:
تبيت بين الزرب والكنيف
صفحة : 556
تكسر زاؤه وتفتح. والكنيف: الموضع الساتر، يريد أنها تعلف في الحظائر
والبيوت لا بالكلإ والمرعى. الزرب بالكسر: مسيل الماء. وزرب الماء وسرب
كسمع إذا سال. والزرياب بالكسر: الذهب قاله ابن الأعرابي، أو ماؤه.
الزرياب: الأصفر من كل شيء، سقط من نسختنا، وهو موجود في غير نسخ، فهو معرب
من زرآب بالفتح، أبدلت الهمزة ياء للتعريب. وعلي بن نافع المغني الملقب
بزرياب مولى المهدي، ومعلم إبراهيم الموصلي، قدم الأندلس سنة 136ه على عبد
الرحمن الأوسط، فركب بنفسه لتلقيه، كما حكاه ابن خلدون. ونقل شيخنا عن
المقتبس ما نصه: زرياب: لقب غلب عليه ببلده لسواد لونه مع فصاحة لسانه، شبه
بطائر أسود غراد، وكان شاعرا مطبوعا، أستاذا في الموسيقى. وعنه أخذ الناس،
ترجمه الشهاب المقري في نفح الطيب وغيره. وقال العلامة عبد الملك بن حبيب
مع زهده وعلمه في أبيات له:
زرياب قد أعطيتها جـمـلة وحرفتي أشرف من حرفته.
وفي حياة الحيوان: الزرياب في كتاب منطق الطير أنه أبو زولق. والزرابي: النمارق، كذا في الصحاح. والبسط، أو كل مل بسط واتكئ عليه، ومثله قال الزجاج في نفسير قوله تعالى: وزرابي مبثوثة. وقال الفراء: هي الطنافس لها خمل رقيق. الواحد زربي، بالكسر ويضم، هكذا في النسخ. والذي في لسان الواحد من كل ذلك زربية. بفتح الزاي وسكون الراء، عن ابن الأعرابي. وفي حديث بني العنبر فأخذوا زربية أمي فأمر بها، فردت هي الطنفسة، وقيل: البساط ذو الخمل، وتكسر زاؤها وتفتح وتضم. والزربية: القطع وما كان على صنعته. الزرابي من النبت: ما اصفر أو احمر وفيه خضرة، وقد ازرب البقل ازربابا كاحمر احمرارا، روي ذلك عن المؤرج في قوله تعالى: وزرابي مبثوثة. فلما رأوا الألوان في البسط والفرش شبهوها بزرابي النبت، وكذلك العبقري من الثياب والفرش. وفي حديث أبي هريرة: ويل للعرب من شر قد اقترب، ويل للزربية، قيل: وما الزربية? قال: الذين يدخلون على الأمراء، فإذا قالوا شرا أو قالوا شيئا قالوا: صدق. شبههم في تلونهم بواحدة الزرابي وما كان على صنعتها وألوانها. أو شبههم بالغنم المنسوبة إلى الزرب، وهو الحظيرة التي تأوي إليها في أنهم ينقادون للأمراء ويمضون على مشيتهم انقياد الغنم لراعيها. يقال للميزاب: المزراب والمرزاب وهو لغة فيه. وقال ابن السكيت: هو المئزاب، وكذلك الفراء وأبو حاتم. وعين زربة بالضم أو زربى كسكرى، وعلى الأول اقتصر ابن العديم في تاريخ حلب: ثغر مشهور قرب المصيصة من الثغور الشامية. نسب إليها أبو محمد إسماعيل بن علي العينزربي الشاعر المجيد، وحمزة ابن علي العينزربي، من جيد شعره:
يا راكبا يقطع عرض الفلا
بلغ أحباي الذي تسـمـع
وقل لهم ما جف لي مدمع
ولا هناني بعدكم مضجع
ولا لقيت الطيف مذ غبتـم
وإنما يلقاه مـن يهـجـع
صفحة : 557
وممن نسب له الحسين بن عبد الله الخادم مولى الحسن بن عرفه، محدث، رابط بها
نحوا من نيف وعشرين سنة روى عن مولاه. وممن نسب إليه أبو عبد الله الحسين
ابن محمد بن أحمد العينزربي خرج منها حين استيلاء الكفار عليها، توفي سنة
392 ه كذا في تاريخ ابن العديم. وذات الزراب، بالكسر: من مساجد النبي صلى
الله تعالى عليه وسلم: بين مكة والمدينة، شرفهما الله تعالى. وزريبة السبع
هكذا في الصحاح بالإضافة: مكتنه أي موضعه الذي يكتن فيه. وفي غير الصحاح:
الزريبة: مكمن السبع. والزريبة: من قرى الشرقية بمصر. ويوم الزريب: من
أيامهم. وزربى بالفتح: محدث يروى له مناكير. وزربي بن عبد الله بن زيد
الأنصاري من بني حارثة أخو علاقة، عداده في أهل المدينة: تابعي. والزرائب:
بليدة في أول اليمن، نقله الصاغاني. والزرابي: قرية بالصعيد بالقرب من أبي
تيج، وقد دحلتها. وزريب بن ثرملة، كزبير: أحد المعمرين، له قصة ذكرها ابن
أبي الدنيا، والدارقطني في غرائب مالك، والبارودي في الصحابة وغيرهما،
وتبعهم الحافظ في الإصابة. وأبو المعتمر عمار بن زربى، حدث عنه أبو جعفر
محمد بن جعفر تمتام.
ز-ر-د-ب
زردبه: أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي خنقه، وزردمه كذلك، وقيل: دحرجه،
وقيل: رماه في زرداب؛ وهو ما انحدر من السيول، قاله شيخنا.
ز-ر-غ-ب
الزرغب، بالغين المعجمة كجعفر، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو الكيمخت
أورده هكذا ابن منظور والصاغاني.
ز-ر-ن-ب
الزرنب: طيب أو هو شجر طيب الريح، أو ضرب من النبات طيب الرائحة، وهو فعلل،
وهو عربي صحيح كما صرح به أئمة اللغة خلافا لابن الكتبي فإنه صرح بتعريبه.
في حديث أم زرع: المس مس أرنب والريح ريح زرنب. قال ابن الأثير في تفسيره:
هو الزعفران. ويجوز أن يعنى طيب رائحته، ويجوز أن يعنى طيب ثنائه في الناس.
قال الراجز:
وا بأبي ثغرك ذاك الأشنب كأنما ذر عليه الزرنـب
الزرنب: بعر الوحش نقله الصاغاني. الزرنب: الحر بالكسر أي فرج المرأة، أو عظيمه، أو ظاهره، أقوال. أو لحمة داخل الزردان خلف الكينة؛ وهي غدد فيه كما يأتي للمؤلف، والزرنبة خلفها لحمة أخرى، عن ابن الأعرابي. ومما يستدرك عليه: زرنب بن أبي جرثوم: شاعر جاهلي، ذكره المرزباني.
ز-ع-ب
زعب الإناء، كمنع يزعبه زعبا: ملأه. زعب له من المال قليلا: قطع. وأصل
الزعب: الدفع والقسم. يقال: أعطاه زعبا من ماله وزهبا من ماله أي قطعه
كازدعبه وازدهبه. ومطر زاعب: يزعب كل شيء أي يملؤه، وأنشد يصف سيلا:
ما جازت العفر من ثعالة فالر
وحاء منه مزعوبة المـسـل
صفحة : 558
أي مملوءة. وزعب السيل الوادي يزعبه زعبا: ملأه. زعب الوادي نفسه: تملأ
فدفع بعضه بعضا. وسيل زعوب: زاعب. وجاءنا سيل يزعب زعبا أي يتدافع في
الوادي ويجري، وإذا قلت: يرعب بالراء تعني يملأ الوادي. زعب القربة: ملأها
واحتملها وهي ممتلئة. يقال: جاء فلان يزعبها ويزأبها أي يحملها مملوءة.
وزعبت القربة: دفعت ماءها. وقربة مزعوبة وممزورة أي مملوءة. وفي حديث أبي
الهيثم فلم يلبث أن جاء بقربة يزعبها أي يتدافع بها ويحملها لثقلها. من
المجاز: زعب المرأة يزعبها زعبا: جامعها فملأ فرجها بفرجه، أو ملأها أي
فرجها ماء أي منيا، وهذه عن ابن دريد. وقيل: لا يكون الزعب إلا من ضخم. زعب
البعير بحمله إذا استقام، أو مر به مثقلا، أو مر يزعب به أي مرا سريعا، أو
زعب بحمله يزعب: تدافع، كازدعب فيهما. يقال: ازدعبت الشيء إذا حملته. يقال:
مر به فازدعبه. وزعبته عني زعبا: دفعته. زعب له من المال زعبة، ويضم، وزعبا
بالكسر أي دفع له قطعة منه. والزعبة كالزهبة: الدفعة الوافرة من المال، وقد
وردت هذه اللفظة في حديث عمرو بن العاص، وفي حديث علي كرم الله وجهه أنه
كان يزعب لقوم ويخوص لآخرين الزعب: الكثرة. وزعب الرجل في قيئه إذا أكثر
حتى يدفع بعضه بعضا زعب الغراب زعيبا: نعب أي صوت. وقد زعب ونعب، وهما
بمعنى. والزعيب: النعيب. وقال شمر في قوله: زعب الغراب وليته لم يزعب يكون
زعب بمعنى زعم، أبدل الميم باء مثل عجب الذنب وعجمه. وزاعب: د. وفي أخرى
علامة موضع. أو رجل من الخزرج، كان يعمل الأسنة، قاله المبرد، ومثله في
الأساس ومنه: سنان زاعبي. ويقال: الرماح الزاعبية: الرماح كلها. قال
الطرماح:
وأجوبة كالزاعبية وخزهـا يبادهها شيخ العراقين أمردا
أو هي التي إذا هزت كأن كعوبها يجري بعضها في بعضللينه، قاله الأصمعي، وهو مجاز لأنه من قولك: مر يزعب بحمله، إذا مر مرا سهلا، وأنشد:
ونصل كنصل الزاعبي فتيق
صفحة : 559
أي كنصل الرمح الزاعبي. وقال غيره: الزاعبي من الرماح: الذي إذا هز تدافع
كله، كأن آخره يجري في مقدمه. وزعيب النحل: دويها، وقد زعب يزعب زعبا إذا
صوت. زعابة كسحابة: ة باليمامة. وموضع قرب المدينة ويضم في الأخير. زعاب
كغراب: ع بالمدينة شرفها الله تعالى. أو الصواب بالغين كما سيأتي. زعيب
كزبير: اسم. و زعب كجلد: أبو قبيلة، وهو زعب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس
بن بهثة بن سليم. منها معن ابن يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرة بن زعب بن
مالك. قالوا: لمعن ولأبيه يزيد صحبة، ويقال: شهد هو وأبوه وابنه بدرا،
وأنكره أبو عمر، وشهد معن يوم المرج مع الضحاك بن قيس الفهري. وفي اللباب:
وبنو زعب هي التي أخذت الحاج سنة 545 ه فهلك منهم خلق كثير قتلا وجوعا
وعطشا، ثم رماهم الله بالعلة والذل إلى الآن، انتهى التزعب: النشاط
والسرعة. والتغيظ. والإكثار. وتزعب الرجل إذا نشط وأسرع. وتغيظ. و تزعب في
أكله وشربه: أكثر. تزعب القوم المال: جعلوه زعبة زعبة أي اقتسموه. وأصل
الزعب: الدفع والقسم. والزعبوب بالضم، وقد سقط من بعض النسخ هذا الضبط، وهو
اللئيم القصير من الرجال كالأزعب قاله ابن السكيت. ج زعب بالضم. إن كان
جمعا للأزعب فلا شذوذ فإنه كأحمر وحمر، وإن كان لزعبوب كما هو صريح قول
المؤلف هو شاذ؛ لأنه على غير قياس. وأنشد ابن السكيت:
من الزعب لم يضرب عدوا بسيفه وبالفأس ضراب رءوس الكرانف
والأزعب: الغليظ. يقال: وتر أزعب، وذكر أزعب، أي غليظ. وزعبب كقنفذ: اسم. وزعبة، بالضم: اسم حمار معروف. قال جرير:
زعبة والشحاج والقنابلا قلت: ولعله مصحف، وقد يأتي في الغين. والزاعب: الهادي وفي بعض النسخ: الداهي، وهو غلط، السياح في الأرض، وأنشد لابن هرمة:
يكاد يهلك فيها الزاعب الهادي وفي حواشي بعض نسخ الصحاح الموثوق بها. وزعبان: اسم رجل. أبو عبيد الله محمد بن نعمة بن محمود بن زعبان الأنصاري، عرف بالسقاوي شيخ تدمر شاعر متأخر قال الذهبي: كتبت عنه. وفي لسان العرب: وروى أبو تراب عن أعرابي أنه قال: هذا البيت مجتزئ بزعبه وزهبه، أي بنفسه والزعوبة هي الراعوفة: صخرة تكون في أسفل البئر إذا حفرت، هكذا هو في اللسان، وأنا أخشى أن يكون تصحيف الراعوثة.
ز-ع-ر-ب
ومم يستدرك عليه: الزعرب كقنفذ: القصير الداهية من الرجال.
ز-غ-ب
الزغب، محركة: الشعيرات الصفر على ريش الفرخ، وقيل: هو صغار الشعر والريش
ولينه وقيل: هو دقاق الريش الذي لا يطول ولا يجود. والزغب: ما يعلو ريش
الفرخ أو أول ما يبدو منهما أي من شعر الصبي والمهر وريش الفرخ، واحدته
زغبة، قال:
كان لنا وهو فلو نربـبـه مجعثن الخلق يطير زغبه
والفراخ زغب.
قال أبو ذؤيب:
تظل على الثمراء منـهـا جـوارس
مراضيع صهب الريش زغب
رقابها
صفحة : 560
وقد زغب الفرخ تزغيبا. ورجل زغب الشعر، ورقبة زغباء. الزغب: ما يبقى في رأس
الشيخ عند رقة شعره والفعل من ذلك كله زغب كفرح زغبا، فهو زغب، وزغب
تزغيبا، وازغاب كاحمار. يقال: أخذه بزغبه، محركة أي بحدثانه. والزغابة
والزغابى، بضمهما: أقل من الزغب، وقيل: أصغر من الزغب. من المجاز: ما أصبت
منه زغابة بالضم أي شيئا. وفي لسان العرب أي قدر ذلك. والزغبة بالضم: دويبة
كالفأر، قاله ابن سيده، كذا في حياة الحيوان. زغبة بلا لام: حمار لجرير ابن
الخطفى الشاعر قال:
زغبة لا يسأل إلا عاجلا
يحسب شكوى الموجعات باطلا
قد قطع الأمراس والسلاسلا
زغبة :ع عن ثعلب، وأنشد:
عليهن أطراف من القوم لم يكن
طعامهم حبا بزغبة أسـمـرا
صفحة : 561
ويفتح في الأخير. قد سمت العرب زغبة وزغيبا، قال الدميري: أشار بذلك إلى
لقب عيسى بن حماد بن مسلم التجيبي المصري شيخ أبي الحجاج مسلم وأبي داوود
والنسائي وابن ماجه، روى عن رشد بن سعد، وعبد الله ابن وهب، والليث بن سعد،
مات سنة 248 ه قال شيخنا: وقع للسخاوي في ترجمة موسى بن هارون القيسي أن
أحمد بن حماد التجيبي يقال له زغبة. قلت: وأحمد هو أخو عيسى، وفي التقريب
للحافظ ابن حجر أنه لقب لهما، ويقال: إنه لقب لأبيهما، انتهى. زغبة: جد
والد المحدث أحمد بن عيسى بن أحمد بن خلف الزغبي، هكذا في النسخ، وهو من
قرابة عيسى ابن حماد المتقدم. من المجاز: الأزغب: تين أكبر من الوحشي عليه
زغب، فإذا جرد من زغبه خرج أسود، وهو تين كبير غليظ حلو وهو دنى التين قاله
أبو حنيفة. ومن القثاء: التي يعلوها مثل زغب الوبر، فإذا كبرت القثاءة
تساقط زغبها واملاست. جمعه زغب، وهي زغباء، شبه ما عليه من الزغب بصغار
الريش أول ما يطلع. وازدغب ما على الخوان: اجترفه كازدغفه. الأزغب : الفرس
الأبلق. والزغبب، كقنفذ: القصير البخيل كأن المعجمة لغة في المهملة. الزغب
كصرد: ما اختلط بياضه بسواده من الحبال، كالأزغب. والزغباء تأنيث الأزغب:
جبل بالقبلية بكسر القاف، وضبط في بعض النسخ محركة. أبو الزغباء: سنان بن
سبع الجهني. ورجل وهو أبو عدي الصحابي رضي الله عنه، توفي زمن عمر رضي الله
عنه. زغيبة كجهينة: ماء شرقي سميراء. وعبد الله بن زغب الإيادي بالضم:
صحابي نقله الصاغاني والحافظ. وأبو الفضل نعمة بن عبد العزيز بن هبة الله
العسقلاني التاجر، عرف بابن زغيب، محدث، سمع ابن عساكر، ولد سنة 538 ه دخل
بغداد، وتوفي بمصر سنة 624 ه، قاله الإمام أبو حامد الصابوني. وزغابة
بالضم: ع قرب المدينة شرفها الله تعالى، وضبطوه بالفتح في غزوة الخندق،
وضبط أيضا بإهمال العين، كما أشرنا إليه آنفا. وأزغب الكرم وازغاب،ظاهر ضبط
المؤلف كأكرم، ويفهم من عبارة غيره من الأئمة أنه كاحمر: صار في أبن
الأغصان التي تخرج منها العناقيد مثل الزغب، قال ذلك إذا جرى فيه الماء
وبدأ يورق. والمزغبة: من الكمأة: بنات أوبر، قاله أبو عبيد في المصنف في
باب الكمأة، جعل الزغب لهذا النوع منها، واستعمل منها فعلا. والأزاغب
كأخاوص: موضع في قول الأخطل:
أتاني وأهلي بالأزاغب أنه تتابع من آل الصريح ثمان
وزغبة بالفتح: موضع بالشام وزغبة بالضم: قبيلة من العرب في المغرب. ومحمد بن عبد العزيز الكلابي الزغيبي الفقيه. روى عنه الأشيري وضبطه، وأورده المصنف في زغ ن، وهو وهم.
ز-غ-د-ب
الزغدب، كجعفر أهمله الجوهري، وقال الليث: هو الهدير الشديد. قال العجاج:
يمد زأرا وهديرا زغدبا
صفحة : 562
وذهب ثعلب إلى أن الباء من زغدب زائدة، وأخذه من زغد البعير في هديره. قال
ابن سيده: وهذا كلام تضيق عن احتماله المعاذير، وأقوى ما يذهب إليه فيه أن
يكون أراد أنهما أصلان متقاربان كسبط وسبطر. قال ابن جني: وإن أراد ذلك
أيضا فإنه قد تعجرف، كذا في لسان العرب. الزغدب: من أسماء الزبد، أو الزبد
الكثير، كالزغادب فيهما بالضم، عن ابن الأعرابي. قال رؤبة يصف فحلا:
إذا رأين خلقه الخجادبا وزبدا من هدره زغادبا الزغدب: الإهالة. أنشد ثعلب:
وأتته بزغدب وحتـي بعد طرم وتامك وثمال
أراد: وسنام تامك. والزغدبة: الغضب. والإلحاف في المسألة. وقد زغدب على الناس، وهذا عن مكوزة الأعرابي. والزغادب بالضم أيضا: الضخم الوجه السمجه العظيم الشفتين، قاله أبو زيد، وقيل: هو العظيم الجسم.
ز-غ-ر-ب
الزغرب: الماء الكثير. والبول الكثير، نقله الجوهري عن الأصمعي. قال
الشاعر:
على اضطمار اللوح بولا زغربا وبحر زغرب وزغربي بياء النسبة للمبالغة كالأحوذي. قال سويد بن أبي كاهل اليشكري:
زغربي مستعز بحـره ليس للماهر فيه مطلع
وكذا زغرف بالفاء: كثير الماء. قال الكميت: وفي الحكم بن الصلت منك مخيلة نراها وبحر من فعالك زغرف وسيأتي البحث فيه في زغرف. وبئر زغرب وزغربة، وماء زغرب، قال الشاعر:
بشر بني كعب بنوء العـقـرب من ذي الأهاضيب بماء زغرب
وعين زغربة: كثيرة الماء. ورجل زغرب المعروف: كثيرة على المثل، كذا في التهذيب. والزغربة: الضحك نقله الصاغاني.
ز-غ-ل-ب
زغلب. قال الأزهري: لا يدخلنك من ذلك زغلبة، أي لا يحيكن في صدرك منه شك،
ولا هم، ذكره ابن منظور، وقد أهمله المصنف والجوهري والصاغاني.
ز-ق-ب
زقبه في الجحر: أدخله فزقب هو، وزقبت الجرذ في الكوة فانزقب أي أدخلته
فدخل. وانزقب في جحره: دخل. وفي التهذيب ويقال: انزبق وانزقب إذا دخل في
الشيء. والزقب محركة: الطريق الضيق، والزقب: الطرق الضيقة، واحدته زقبة
بهاء أو هي والجمع سواء. وطريق زقب: ضيق، قاله اللحياني. قال أبو ذؤيب:
ومتلف مثل فرق الرأس تخلجه مطارب زقب أميالهـا فـيح
أبدل زقبا من مطارب. قال أبو عبيد: المطارب: طرق ضيقة، واحدتها مطربة، والزقب: الضيقة ويروى: زقب، بالضم. يقال: رميته من زقب، محركة: من قرب. وأزقبان: ع ظاهره أنه بفتح القاف، ومثله مضبوط في نسختنا، والصواب ضمها، كذا في المعجم. قال الأخطل:
أزب الحاجبين بعوف سوء من النفر الذين بأزقبـان
يقال: فلان بعوف سوء أي بحال سوء. قال ياقوت: أراد أزقباذ فلم يستقم له البيت، فأبدل الذال نونا؛ لأن القصيدة نونية، فكان ينبغي التعرض لذلك. وتزقيب المكاء: تصويته. قال أبو زيد: زقب المكاء تزقيبا، وأنشد:
وما زقب المكاء في سورة الضحى بنور من الوسمي يهـتـز مـائد
ز-ق-ل-ب
صفحة : 563
زقلاب: أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو ابن حكمة بن زبان
كسربال: هازل الوليد بن عبد الملك بن مروان، كان يصحبه ويضحكه.
ز-ك-ب
الزكب: إلقاء المرأة ولدها بدفعة واحدة وزحرة عن ابن الأعرابي. يقال: زكبت
به، وأزلجت، وأمصعت، وحطأت به: رمته. قال الجوهري: زكبت المرأة ولدها: رمت
به عند الولادة. الزكب: النكاح، زكبها يزكبها. الزكب: الملء. زكب الإناء
يزكبه زكبا وزكوبا: ملأه، وقيل: هو زكت بالتاء. والزكية بالضم: النطفة. زكب
بنطفته زكبا، وزكم بها: رمى بها وأنفض بها. الزكبة: الولد، لأنه عن النطفة
يكون. قال الصاغاني: الزكيبة: شبه الجوالق، وهي لغة مصرية جمعه الزكائب.
والمزكوبة: المرأة الملقوطة. والمزكوبة من الجواري: الخلاسية في لونها عن
ابن الأعرابي. يقال: هو وفي نسخة هي ألأم زكبة في الأرض بالفتح ويضم أي
ألأم شيء لفظه شيء، وفي لسان العرب: نفض به شيء. وزعم يعقوب أن الباء هنا
بدل من ميم زكمة وانزكب البحر: انقحم، وفي نسخة: اقتحم في وهدة أو سرب
محركة.
ز-ل-ب
زلب الصبي بأمه كفرح يزلب زلبا، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني أي لزمها ولم
يفارقها وفي لسان العرب ما نصه: هذه المادة موجودة في أصل من أصول الصحاح
مقروء على الشيخ أبي محمد بن بري رحمه الله تعالى. والزلابية: حلواء، م في
شفاء الغليل أنها مولدة، وقيل: إنها عربية لورودها في رجز قديم.
إن حري حزنبل حزابيه
إذا جلست فوقه نبا بيه
كالسكب المحمر فوق الرابيه
كأن في داخله زلابيه
قال شيخنا: وفيه نظر. قلت: وهي بلسان أهل خراسان: بكتاش. والزلبة بالضم: النبلة، نقله الصاغاني. وزولاب بالضم: ع بخراسان، نقله الصاغاني. روى الجرشي عن الليث ازدلب بمعنى استلب، قال: وهي لغة رديئة.
ز-ل-ح-ب
تزلحب عنه، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: زلحب من قولهم: تزلحب عنه أي زل،
وهو زلحب كجعفر.
ز-ل-د-ب
زلدب اللقمة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد أي ابتلعها، قال: وليس بثبت،
كذا في لسان العرب والتكملة.
ز-ل-ع-ب
ازلعب السحاب أهمله الجوهري هنا، وقال الأزهري أي كثف. قال الشاعر:
تبدو إذا رفع الضباب كسوره وإذا ازلعب سحابه لم تبد لي
ازلعب السيل: كثر وتدافع. وسيل مزلعب: كثير قمشه، هذا موضعه بناء على أن اللام فيه أصلية، وقد جزم الشيخ أبو حيان بأن اللام في سيل مزلعب زائدة لا ز ع ب خلافا لأبي حيان. ووهم الجوهري فذكره في زعب وتبعه أبو حيان. والمزلعب أيضا: الفرخ إذا طلع ريشه، وهو لغة في الغين المعجمة.
ز-ل-غ-ب
ازلعب الشعر إذا نبت بعد الحلق وازلغب الشعر، وذلك في أول ما ينبت لينا.
وازلغب شعر الشيخ كازغأب. ازلغب الفرخ: طلع ريشه بزيادة اللام. وازلغب
الطائر: شوك ريشه قبل أن يسود. وقال الليث: ازلغب الطائر والريش، في كل
يقال إذا شوك، وقال:
تربب جونا مزلغبا ترى له
أنابيب من مستعجل الريش جمما
صفحة : 564
والمزلغب: الفرخ إذا طلع ريشه، هذا موضعه لا ز غ ب خلافا لابن القطاع فإنه
صرح بأن اللام زائدة وأنه بمعنى زغب. وقد أورد الجوهري هاتين الترجمتين في
زعب وزغب على ما ذهب إليه أبو حيان وابن القطاع وغيرهم، وكفى بهم قدوة.
ز-ل-ه-ب
الزلهب كجعفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن دريد: هو الخفيف
اللحية زعموا. وقال الصاغاني: الزلهب هو الخفيف اللحم، وقيل: مقلوب زهلب
كما سيأتي.
ز-ن-ب
زنب كفرح يزنب زنبا أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: أي سمن. والزنب: السمن.
والأزنب: السمين، وبه سميت المرأة زينب قاله أبو عمرو، قال سيبويه: هو فيعل
والياء زائدة. أو من زنابى العقرب وزنابتها كلتاهما لزباناها إبرتها التي
تلدغ بها كما نقله ابن دريد في باب فيعل. والزنابى: شبه المخاط يقع من أنوف
الإبل، فعالى، هكذا رواه بعضهم، والصواب بالذال والنون، وقد تقدمت الإشارة
إليه. أو من الزينب لشجر حسن المنظر طيب الرائحة، واحدته زينبة، قاله ابن
الأعرابي. أو أصلها زين أب، حذفت الألف لكثرة الاستعمال. وزنبة وزينب
كلتاهما امرأة. وقال أبو الفتح في كتاب الاشتقاق: زينب علم مرتجل، قال:
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى، قال: قال فلان:
رحم الله عمتي زنبة، ما رأيتها قط تأكل إلا طيبا، ثم قال: فهذه فعلة من
هذا، وزينب فيعل منه، انتهى. وقال العلم السخاوي في سفر السعادة: زينب: اسم
امرأة، وبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. والزينب: الجباننقله الصاغاني.
والزينابة، بالكسر،: سمكة دقيقة نقله الصاغاني أيضا. وأبو زنيبة كجهينة:
كنية من كناهم. قال:
نكدت أبا زنيبة إذ سألنا بحاجتنا ولم ينكد ضباب
وقد يرخم على الاضطرار. قال:
فجنبت الجيوش أبا زنـيب
وجاد على منازلك السحاب
صفحة : 565
وعمرو بن زنيب كزبير: تابعي سمع أنس بن مالك. والزأنبى بالهمز كقهقرى: مشي
في بطء، نقله الصاغاني. وزينب بنت أم سلمة كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يدعوها زناب بالضم، هكذا ضبطه الأمير، ويصغرها العوام فيقولون: زنوبة.
ومن أمثالهم: أسرق من زنابة. قال ابن عبد ربه في العقد: هي الفأرة وتقدم في
ز ب ب. وقاضي القضاة أحمد بن محمد بن صاعد الحنفي. وأبو الفوارس طراد بن
محمد بن علي بن الحسن النقيب. وأبو منصور محمد بن محمد بن علي بن أبي تمام.
وأبو نصر محمد بن محمد بن علي بن نصر، الزينبيون، محدثون، نسبة إلى زينب
ابنة سليمان ابن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم. والزينبيون: بطن
من ولد علي الزينبي بن عبد الله الجواد بن جعفر الطيار نسبة إلى أمه زينب
بنت سيدنا علي رضي الله عنه، وأمها فاطمة رضي الله عنها. وولد علي هذا أحد
أرحاء آل أبي طالب الثلاثة، أعقب من ابنه محمد، والحسن، وعيسى، ويعقوب.
وأبو الحسن علي ابن طلحة بن علي بن محمد الزينبي، تولى الخطابة والنقابة
بعد أبيه في زمن المستنجد، وتوفي سنة 561 ه. وزينب ابنة الحسين بن علي أمها
سكينة أم الرباب، وفدت إلى مصر وبها دفنت. وزينب الثقفية لها صحبة. ثم إن
هذه المادة كتبها المؤلف بالحمرة؛ لأن الجوهري أسقطها تبعا للخليل في كتاب
العين وابن فارس والزبيدي وغيرهم. وهي في لسان العرب وغيره من أمهات اللغة.
ز-ن-ج-ب
الزنجب، بالضم، والزنجبان، بفتح الزاي وضم الجيم أهمله الجوهري، وقال أبو
عمرو: هي المنطقة. والزنجب: ثوب تلبسه المرأة تحت ثيابها إذا حاضت.
والزنجبة: العظامة التي تعظم بها المرأة عجيزتها كالزنبجة.
ز-ن-ق-ب
زنقب بالضم: أهمله الجماعة، وهو ماء لعبس كما نقله الصاغاني في ز ق ب،
وقيل: هو ماء بالقوارة لبني سليط بن يربوع كما نقله غيره.
ز-و-ب
زاب يزوب زوبا أهمله الجوهري، وقال الفراء: أي انسل هربا. قال ابن
الأعرابي: زاب الماء إذا جرى، وساب إذا انسل في خفاء قال شيخنا وقال بعض
أهل الاشتقاق: ويمكن أن يكون منه الميزاب لما يجعل من الخشب ونحوه في
الأسطحة ليسيل منه. قال: وفيه بعد، إلا أن يحمل على القلب وأن أصله مزراب
ثم مزياب ثم ميزاب. والزاب: د بالأندلس بالعدوة مما يلي الغرب، أو كورة
منها. قال الحيص:
أجأ وسلمى أم بـلاد الـزاب
وأبو المظفر أم غضنفر غاب
صفحة : 566
منها محمد بن الحسن التميمي: شاعر مكثر زمن المستنصر الأموي. وجعفر بن عبد
الله الصباح، أو هو أي الأخير من زاب العراق، روى عن مالك بن خالد الأسدي،
وعنه أبو عون الواسطي، كذا في الإكمال. وفي المراصد: الزاب: بين تلمسان
وسجلماسة أي على طريقهما، وإلا فسجلماسة بعيدة من تلمسان، وهي المعروفة
الآن بتفلات. الزاب: نهر بالموصل، وهو واد عظيم مفرغ في شرقي دجلة بين
الموصل وتكريت، ويقال فيه الزابي أيضا. ونهر آخر دونه بإربل ويسمى الزاب
الصغير. سمي باسمه نهر آخر بين سوراء وواسط يأخذ من الفرات ويصب في دجلة.
ونهر آخر بقربه يسمى بهذا الاسم وعلى كل منهما كورة، وهما الزابان، أو
الأصل الزابيان، والعامة تقول: الزابان. من أحدهما عبد المحسن ابن أحمد
البزاز المحدث، ويجمع بما حواليهما من الأنهار فيقال: الزوابي. وزاب اسم
ملك للفرس، هو زاب بن بودك بن منوجهر بن أبرح ابن نمروذ حفرها أي تلك
الأنهار جميعها فسميت بذلك.
ز-ه-ب
الزهبة بالضم، والزهب بالكسر أهمله الجوهري، وقال أبو تراب أي القطعة من
المال، قال شيخنا: وكثير من شيوخ اللغة يقولون: إنها عامية لا تثبت عن
العرب. روى الأزهري عن الجعفري: أعطاه زهبا من ماله أي قطعة. وازدهبه إذا
احتمله، عن أبي تراب، وازدعبه مثله.
ز-ه-د-ب
زهدب كجعفر أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو اسم نقله الصاغاني وصاحب
اللسان
ز-ه-ل-ب
زهلب كجعفر أهمله الجوهري والصاغاني، وقال ابن دريد: هو خفيف اللحية زعموا. هذا هو الصواب، وقد أورده المصنف في زلهب وهو مقلوب عنه.
ز-ي-ب
صفحة : 567
الأزيب، كالأحمر، وقال بعض الأئمة: إنه كفعيل لا أفعل، قال شيخنا: وهو
ضعيف؛ لأنهم قالوا: ليس في الكلام فعيل، ومريم أعجمي، وضهيأ فيه بحث كما
مر، انتهى: :الجنوب هذلية، به جزم المبرد في كامله وابن فارس والطرابلسي،
أو النكباء التي تجري بينها وبين الصبا، وعليه اقتصر الجوهري، وذكرهما معا
ابن سيده في المحكم. وفي الحديث إن لله تعالى ريحا يقال لها الأزيب، دونها
باب مغلق. الحديث. قال ابن الأثير: وأهل مكة يستعملون هذا الاسم كثيرا وفي
رواية اسمها عند الله الأزيب وهي فيكم الجنوب. قال شمر: وأهل اليمن ومن
يركب البحر فيما بين جدة وعدن يسمون الجنوب الأزيب، لا يعرفون لها اسما
غيره؛ وذلك أنها تعصف الرياح وتثير البحر حتى تسوده وتقلب أسفله فتجعله
أعلاه. وقال ابن شميل: كل ريح شديدة ذات أزيب فإنما زببها شدتها، كذا في
لسان العرب. الأزيب: العداوة. الأزيب: القنفذ عن ابن الأعرابي. الأزيب:
السرعة والنشاط مؤنث. يقال: مر فلان وله أزيب منكرة، إذا مر مرا سريعا من
النشاط. الأزيب: النشيط فهو مصدر وصفة. الأزيب: الرجل المتقارب المشي.
ويقال للرجل القصير المتقارب الخطو أزيب، عن الليث. الأزيب: اللئيم نقله
الصاغاني. والدعي نقله الجوهري. قال الأعشى يذكر رجلا من قيس عيلان كان
جارا لعمرو بن المنذر، وكان اتهم هداجا قائد الأعشى بأنه سرق راحلة له؛
لأنه وجد بعض لحمها في بيته، فأخذ هداج فضرب والأعشى جالس، فقام ناس منهم
فأخذوا من الأعشى قيمة الراحلة، فقال الأعشى:
دعا رهـطه حولي فجاءوا لـنـصره
ونـاديت حيا بالمسـنـاة غيبا
فأعطوه مني النصف أو أضعفوا
لهوما كنت قلا قبل ذلك أزيبا
وقال قبل ذلك:
ومـن يغـتـرب عـن قومـه لا يزل يرى
مصارع مظلوم مجرا ومـسحبا
وتدفن منه الصالحات وإن يسئيكن
ما أساء النار في رأس كبكبا
الأزيب: الأمر المنكر؛ عن الليث، وأنشد:
وهي تبيت زوجها في أزيب الأزيب: الشيطان، عن ابن الأعرابي. أخذه الأزيب أي الفزع، قاله أبو زيد.
الأزيب: الداهية. وقال أبو المكارم: الأزيب: البهثة؛ وهو ولد المساعاة. وأنشد غيره:
وما كنت قلا قبل ذلك أزيبا والأزيب: الماء الكثير، حكاه أبو علي عن أبي عمرو الشيباني، وأنشد:
أسقاني الله رواء مشربـه
ببطن كر حين فاضت حببه
عن ثبج البحر يجيش أزيبه
وقرأت في هامش كتاب لسان العرب
ما نصه: قرأت بخط الشيخ شرف الدين ابن أبي الفضل، قال أبو عمرو: يقال: جاش
أزب البحر، وهو كثرة مائه، وأنشد:
عن ثبج البحر يجيش أزبه
صفحة : 568
قلت: وقد تقدم في أدب ما يتعلق بذلك فراجع هناك. وفي نوادر الأعراب: رجل
أزبة وقوم أزب إذا كان جلدا. وركب إزيب كقرشب: عظيم. يقال: إنه لإزيب البطش
أي شديده. والإزيبة كقرشبه :البخيلة المتشددة. ظن شيخنا أنه الإزيبة،
بتخفيف الباء، فقال: لو قال بعد اللئيم: وهي بهاء، كفى. وليس كذلك، وما
ضبطناه على الصواب ومثله في التكملة. يقال: تزيب لحمه وتزيم إذا تكتل
واجتمع. والزيب: ة، بساحل بحر الروم قريبة من عكا، هكذا قاله السمعاني.
منها القاضي الأجل الحسن بن الهيثم ابن علي بن الحسن بن الفرج الغزي، روى
وحدث. ومنهم من قال إنها بالنون بدل التحتية، وهو خطأ والصواب ما ذكرنا.
ورجل زيب: جلد قوي. وفي حاشية الجلال السيوطي على البيضاوي نقلا عن الخطيب
التبريزي في شرح الحماسة:
أيا ابن زيابة إن تلقـنـي لا تلقني في النعم العازب
قال: ابن زيابة، اسمه سلمة بن ذهل، وزيابة: اسم أمه. قال الجلال: ووقع في حاشية الطيبي أن زيابة اسم أبي الشاعر، وهو وهم.