الباب الثاني: باب الباء الموحدة - الفصل الثاني عشر: فصل السين المهملة

فصل السين المهملة

س-أ-ب
سأبه كمنعه يسأبه سأبا: خنقه، أو سأبه: خنقه حتى قتله، وعبارة الجوهري: حتى يموت. وفي حديث المبعث فأخذ جبريل بحلقي فسأبني حتى أجهشت بالبكاء. أراد خنقني. وقال ابن الأثير: الثأب: العصر في الحلق كالخنق، وسيأتي في سأت. سأب من الشراب يسأب سأبا: روي كسئب كفرح سأبا. وسأب السقاء: وسعه. والسأب: الزق أي زق الخمر، أو العظيم منه، وقيل: هو الزق أيا كان، أو هو وعاء من أدم يوضع فيه الزق، ج سؤوب. وقوله:

إذا ذقت فاها قلت علق مدمس     أريد به قيل فغودر في ساب

إنما هو في سأب فأبدل الهمزة إبدالا صحيحا لإقامة الردف. كالمسأب في الكل، كمنبر قال ساعدة بن جؤية:

معه سقاء لا يفرط حـمـلـه     صفن وأخراص يلحن ومسأب

أو هو سقاء العسل كما في الصحاح. وقال شمر: المسأب أيضا: وعاء يجعل فيه العسل. وفي شعر أبي ذؤيب الهذلي يصف مشتار العسل:

تأبط خافة فيها مـسـاب    فأصبح يقتري مسدا بشيق مساب ككتاب. أراد مسأبا فخفف الهمزة على قولهم فيما حكاه بعضهم، وأراد شيقا بمسد فقلب. وقول شيخنا: فكأنه يقول إنه صحفه وهو بعيد ليس بظاهر كما لا يخفى. المسأب كمنبر: الرجل الكثير الشرب للماء كما يقال من قئب مقأب. يقال :إنه لسوبان مال بالضم أي إزاؤه أي في حواليه. والمعنى أي حسن والحفظ له والقيام عليه، كما حكاه ابن جنى، وقال: هو فعلان من السأب الذي هو الزق؛ لأن الزق إنما وضع لحفظ ما فيه. كذا في لسان العرب.

س-ب-ب
سبه سبا: قطعه. قال ذو الخرق الطهوي:
فما كان ذنب بني مالـك       بأن سب منهم غلام فسب
عراقيب كوم طوال الذرى     تخر بوائكها لـلـركـب

بأبيض ذي شطب باتر        يقط العظام ويبرى العصب

صفحة : 569

في لسان العرب: يريد معاقرة أبي الفرزدق غالب بن صعصعة لسحيم ابن وثيل الرياحي لما تعاقرا بصوأر، فعقر سحيم خمسا، ثم بدا له وعقر غالب مائة. وفي التهذيب: أراد بقوله: سب أي عير بالبخل فسب عراقيب إبله أنفة مما عير به، انتهى وسيأتي في ص أر. والتساب: التقاطع. من المجاز: سبه يسبه سبا: طعنه في السبة أي الاست. وسأل النعمان بن المنذر رجلا فقال: كيف صنعت? فقال: لقيته في الكبة فطعنته في السبة فأنفذتها من اللبة. الكبة: الجماعة كما سيأتي. فقلت لأبي حاتم: كيف طعنه في السبة وهو فارس، فضحك وقال: انهزم فاتبعه فلما رهقه أكب ليأخذ بمعرفة فرسه فطعنه في سبته. وقال بعض نساء العرب لأبيها وكان مجروحا: يا أبه أقتلوك? قال: نعم أي بنية وسبوني. أي طعنوه في سبته. السب: الشتم. وقد سبه يسبه: شتمه، سبا وسبيبى كخليفى، كسببه، وهو أكثر من سبه. وعقره، وأنشد ابن بري هنا بيت ذي الخرق:

بأن سب منهم غلام فسب وفي الحديث: سباب المسلم فسوق. وفي الآخر: المستبان شيطانان. ويقال: المزاح سباب النوكى. وفي حديث أبي هريرة: لا تمشيين أمام أبيك، ولا تجلسن قبله ولا تدعه باسمه ولا تستسب له. أي لا تعرضه للسب وتجره إليه، بأن تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة لك. من المجاز: أشار إليه بالسبابة، السبأبة: الإصبع التي تلي الإبهام؛ وهي بينها وبين الوسطى، صفة غالبة، وهي المسبحة عند المصلين. وتسابا: تقاطعا. والسبة بالضم: العار. يقال: هذه سبة عليك وعلى عقبك، أي عار تسب به. السبة أيضا: من يكثر الناس سبه. وسابه مسابة وسبابا: شاتمه. السبة بالكسر: الإصبع السبابة هكذا في النسخ، والصواب المسبة بكسر الميم كما قيده الصاغاني. سبة بلا لام: جد أبي الفتح محمد بن إسماعيل القرشي المحدث عن أبي الشيخ، وابنه أحمد يروى عن أبي عمر الهاشمي. من المجاز: أصابتنا سبة، بالفتح، من الحر في الصيف، سبة من البرد في الشتاء، سبة من الصحو، وسبة من الروح، وذلك أن يدوم أيام. وقال ابن شميل: الدهر سبات أي أحوال، حال كذا وحال كذا. عن الكسائي: عشنا بها سبة وسنبة كقولك: برهة وحقبة، يعني الزمن من الدهر. ومضت سبة وسنبة من الدهر أي ملاوة. نون سنبة بدل من باء سبة كإجاص وإنجاص؛ لأنه ليس في الكلام س ن ب كذا في لسان العرب. سبة بلا لام: ابن ثوبان نسبه في بني حضرموت من اليمن. والمسب كمكر أي بكسر الميم وتشديد الموحدة هو الرجل الكثير السباب، كالسب بالكسر، والمسبة بالفتح وهذه عن الكسائي. سببة كهمزة: الذي يسب الناس على القياس في فعلة. والسب، بالكسر: الحبل في لغة هذيل. قال أبو ذؤيب يصف مشتار العسل:

تدلى عليها بين سـب وخـيطة    بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها

أراد أنه تدلى من رأس جبل على خلية عسل ليشتارها بحبل شده في وتد أثبته في رأس الجبل. السب: الخمار، والعمامة. قال المخبل السعدي:

ألم تعلمي يا أم عمرة أنـنـي   تخاطأني ريب الزمان لأكبرا

صفحة : 570

وأشهد من عوف حلولا كـثـيرة يحجون سب الزبرقان المزعفرا يريد عمامته، وكانت سادة العرب تصبغ عمائمها بالزعفران. وقيل: يعني استه وكان مقروفا فيما زعم قطرب. السب: الوتد. أنشد بعضهم قول أبي ذؤيب المتقدم ذكره هنا. السب: شقة كتان رقيقة كالسبيبة، ج سبوب وسبائب. قال أبو عمرو: السبوب: الثياب الرقاق، واحدها سب، وهي السبائب، واحدها سبيبة. وقال شمر: السبائب: متاع كتان يجاء بها من ناحية النيل وهي مشهورة بالكرخ عند التجار، ومنها ما يعمل بمصر وطولها ثمان في ست. وفي الحديث: ليس في السبوب زكاة وهي الثياب الرقاق، يعني إذا كانت لغير التجارة، ويروى السيوب بالياء أي الركاز. ويقال: السبيبة: شقة من الثياب أي نوع كان، وقيل: هي من الكتان. وفي الحديث: دخلت على خالد وعليه سبيبة. وفي لسان العرب: السب والسبيبة: الشقة، وخصها بعضهم بالبيضاء. وأما قول علقمة ابن عبدة:

كأن إبريقهم ظبي على شرف    مفدم بسبا الكتان مـلـثـوم

إنما أراد بسبائب فحذف. وسبيبك وسبك، بالكسر: من يسابك، وعلى الأخير اقتصر الجوهري. قال عبد الرحمن بن حسان يهجو مسكينا الدارمي:

لا تسبنني فلست بـسـبـي     إن سبي من الرجال الكريم

من المجاز قولهم: إبل مسببة كمعظمة أي خيار؛ لأنه يقال لها عند الإعجاب بها: قاتلها الله وأخزاها إذا استجيدت. قال الشماخ يصف حمر الوحش وسمنها وجودتها:

مسببة قب البطـون كـأنـهـا    رماح نحاها وجهة الريح راكز

يقول: من نظر إليها سبها وقال لها: قاتلها الله ما أجودها يقال: بينهم أسبوبة، بالضم وأسابيب يتسابون بها أي شيء يتشاتمون به. والتساب: التشاتم. وتقول: ما هي أساليب إنما هي أسابيب. والسبب: الحبل كالسب، والجمع كالجمع. والسبوب: الحبال. وقوله تعالى: فليمدد بسبب إلى السماء أي فليمت غيظا أي فليمدد حبلا في سقفه، ثم ليقطع أي ليمد الحبل حتى ينقطع فيموت مختنقا. وقال أبو عبيدة: كل حبل حدرته من فوق. وقال خالد بن جنبة: السبب من الحبال: القوي الطويل، وقال: ولا يدعى الحبل سبا حتى يصعد به وينحدر به. وفي حديث عوف بن مالك أنه رأى كأن سبا دلي من السماء أي حبلا، وقيل: لا يسمى ذلك حتى يكون طرفه معلقا بالسقف أو نحوه. قال شيخنا: وفي كلام الراغب أنه ما يرتقى به إلى النخل، وقوله:

جبت نساء العالمين بالسبب

صفحة : 571

يجوز أن يكون الحبل أو الخيط قال ابن دريد: هذه امرأة قدرت عجيزتها بخيط وهو السبب، ثم ألقته إلى النساء ليفعلن كما فعلت فغلبتهن. السبب: كل ما يتوصل به إلى غيره. وفي بعض نسخ الصحاح: كل شيء يتوسل به إلى شيء غيره. وجعلت فلانا لي سببا إلى فلان في حاجتي، أي وصلة وذريعة. ومن المجاز: سبب الله لك سبب خير. وسببت للماء مجرى: سويته. واستسب له الأمر، كذا في الأساس قال الأزهري: وتسبب مال الفيء أخذ من هذا، لأن المسبب عليه المال جعل سببا لوصول المال إلى من وجب له من أهل الفيء. السبب: اعتلاق قرابة. وفي الحديث: كل سبب ونسب ينقطع إلا سببي ونسبي النسب بالولادة، والسبب بالزواج، وهو من السبب وهو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء، ثم استعير لكل ما يتوصل به إلى شيء. السبب من مقطعات الشعر: حرف متحرك وحرف ساكن، وهو على ضربين: سببان مقرونان، وسببان مفروقان. فالمقرونان: ما توالت فيهما ثلاث حركات بعدها ساكن نحو متفا من متفاعلن، وعلتن من مفاعلتن، فحركة التاء من متفا قد قرنت السببين، وكذلك حركة اللام من علتن قد قرنت السببين أيضا، والمفروقان هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أي يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مستف من مستفعلن، ونحو عيلن من مفاعيلن وهذه الأسباب هي التي يقع فيها الزحاف على ما قد أحكمته صناعة العروض، وذلك لأن الجزء غير معتمد عليها. ج أي في الكل أسباب. وتقطعت بهم الأسباب أي الوصل والمودات، قاله ابن عباس. وقال أبو زيد: الأسباب: المنازل. قال الشاعر:

وتقطعت أسبابها ورمامها فيه الوجهان: المودة والمنازل. والله عز وجل مسيب الأسباب، ومنه التسبيب. وأسباب السماء: مراقيها. قال زهير:

ومن هاب أسباب المنية يلقها      ولو رام أن يرقى السماء بسلم

أو نواحيها. قال الأعشى:

لئن كنت في جب ثمانين قامة    ورقيت أسباب السماء بسلـم
ليستدرجنك الأمر حتى تهره     وتعلم أني لست عنك بمحرم

أو أبوابها وعليها اقتصر ابن السيد في الفرق. قال عز وجل: لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات قيل: هي أبوابها. وفي حديث عقبة: وإن كان رزقه في الأسباب أي في طرق السماء وأبوابها. وقطع الله به السبب أي الحياة. والسبيب، كأمير، من الفرس: شعر الذنب والعرف والناصية. وفي الصحاح: السبيب: شعر الناصية والعرف والذنب، ولم يذكر الفرس. وقال الرياشي: هو شعر الذنب. وقال أبو عبيدة: هو شعر الناصية، وأنشد:

بوافي السبيب طويل الذنب

صفحة : 572

وفرس ضافي السبيب. وعقدوا أسابيب خيلهم. وأقبلت الخيل معقدات السبائب. السبيب: الخصلة من الشعر، كالسبيبة جمعه سبائب. ومن المجاز: امرأة طويلة السبائب: الذوائب. وعليه سبائب الدم: طرائقه، كذا في الأساس. وفي حديث استسقاء عمر -رضي الله عنه- رأيت العباس وقد طال عمر، وعيناه تنضمان وسبائبه تجول على صدره يعني ذوائبه. قوله: وقد طال عمر أي كان أطول منه. والسبيبة: العضاه تكثر في المكان. و: ع. و: ناحية من عمل إفريقية، وقيل: قرية في نواحي قصر ابن هبيرة. وذو الأسباب: الملطاط بن عمرو، ملك من ملوك حمير من الأذواء، ملك مائة وعشرين سنة. سبى كحتى: ماء لسليم. وفي معجم نصر: ماء في أرض فزارة. وتسبسب الماء: جرى وسال. وسبسبه: أساله. والسبسب: المفازة والقفر أو الأرض المستوية البعيدة. وعن ابن شميل: السبسب: الأرض القفر البعيدة مستوية وغير مستوية وغليظة وغير غليظة لا ماء بها ولا أنيس. وفي حديث قس: فبينا أجول سبسبها. ويروى بسبسها، وهما بمعنى. وقال أبو عبيد: السباسب والبسابس: القفار. حكى اللحياني: بلد سبسب، و بلد سباسب كأنهم جعلوا كل جزء منه سبسبا، ثم جمعوه على هذا، وقال أبو خيرة: السبسب: الأرض الجدبة. ومنهم من ضبط سباسب بالضم، وهو الأكثر؛ لأنه صفة مفرد كعلابط، كذا قال شيخنا. وقال أبو عمرو: سبسب إذا سار سيرا لينا. وسبسب إذا قطع رحمه. وسبسب إذا شتم شتما قبيحا. وسبسب بوله: أرسله. والسباسب: أيام السعانين. أنبأ بذلك أبو العلاء. وفي الحديث إن الله تعالى أبدلكم بيوم السباسب يوم العيد. يوم السباسب عيد للنصارى ويسمونه يوم السعانين. قال النابغة.

رقاق النعال طيب حجزاتهـم     يحيون بالريحان يوم السباسب

يعني عيدا لهم. والسبسب كالسباسب: شجر تتخذ منه السهام. وفي كتاب أبي حنيفة: الرحال. قال الشاعر يصف قانصا.

ظل يصاديها دوين المشـرب
لاط بصفراء كتوم المذهـب
وكل جشء من فروع السبسب

وقال رؤبة:

راحت وراح كعصا السبساب وهو لغة في السبسب، أو أن الألف للضرورة، هكذا أورده صاحب اللسان هنا، وهو وهم، والصحيح: السيسب، بالتحتية، وسيأتي للمصنف قريبا. من المجاز قولهم: سباب العراقيب ويعنون به السيف؛ لأنه يقطعها. وفي الأساس: كأنما يعاديها ويسبها. سبوبة: اسم أو لقب. ومحمد بن إسحاق بن سبوبة المجاور بمكة: محدث عن عبد الرزاق، واختلف فيه فقيل: هكذا، أو هو بمعجمة وسيأتي. وسبوبة: لقب عبد الرحمن بن عبد العزيز المحدث شيخ للعباس الدوري. وفاته أبو بكر محمد بن إسماعيل الصائغ الملقب بسبوبة شيخ لوهب بن بقية. ومما يستدرك عليه: سبب كجبل لقب الحسن بن محمد ابن الحسن الأصبهاني، روى عن جده لأمه جعفر بن محمد بن جعفر، ومات سنة 466 وجاء في رجز رؤبة المسبي بمعنى المسبب. قال:

إن شاء رب القدرة المسبي
أما بأعناق المهاري

الصهب أراد المسبب. ومما بقي على المؤلف مما استدركه شيخنا رحمه الله تعالى وقال إنه من الواجبات:

 س-ج-ب

صفحة : 573

سنجاب. قلت: وذكره الدميري وابن الكتبي والحكيم داوود وغيرهم. وعبارة الدميري: هو حيوان على حد اليربوع، أكبر من الفأر، وشعره في غاية النعومة، تتخذ من جلده الفراء، وأحسن جلوده الأملس الأزرق. قال:

كلما ازرق لون جلدي من البر   د تخيلـت أنـه سـنـجـاب

انتهى. وموضع ذكره في النون بعد السين. قلت: وسنجابة وهي قرية قرب عسقلان بها قبر جندرة بن حنيشة الصحابي أبو قرصافة، سكن الشأم، كذا ذكره الحافظ بن ناصر الدين الدمشقي.

س-ت-ب
الستب: أهمله الجوهري وابن منظور، وقال الصاغاني: هو سير فوق العنق مقلوب السبت.

س-ح-ب
سحبه كمنعه يسحبه سحبا: جره على وجه الأرض فانسحب: انجر. والسحب: جرك الشيء على وجه الأرض كالثوب وغيره. والمرأة تسحب ذيلها، والريح تسحب التراب. ومن المجاز: سحبت الريح أذيالها، وانسحبت فيها ذلاذل الريح، واسحب ذيلك على ما كان مني. وتقول: ما استبقى رجل ود صاحبه، بمثل ما سحب الذيل على معايبه. من المجاز أيضا: السحب بمعنى شدة الأكل والشرب. يقال: سحب يسحب إذا أكل وشرب أكلا وشربا شديدا، فهو أسحوب بالضم أي أكول شروب. وأسحبت من الطعام والشراب، وتسحبت: تكثرت؛ لأن شأن المنهوم أن يجر المطاعم إلى نفسه ويستأثر بها. وفي لسان العرب، قال الأزهري: الذي عرفناه وحصلناه: رجل أسحوت بالتاء إذا كان أكولا شروبا، ولعل الأسحوب بالباء بهذا المعنى جائز. والسحابة: الغيم والتي يكون عنها المطر، سميت بذلك لانسحابها في الهواء أو لسحب بعضها بعضا، أو لسحب الرياح لها. ج سحاب. ونقل شيخنا عن كتاب الأصمعي في أسماء السحاب. أن السحاب اسم جنس جمعي، واحده سحابة، يذكر ويؤنث، ويفرد ويجمع وسحب بضمتين، يجوز أن يكون جمعا لسحاب أو لسحابة. وفي لسان العرب: خليق أن يكون سحب جمع سحاب الذي هو جمع سحابة فيكون جمع جمع. وسحائب جمع لذي التاء مطلقا وللمجرد إذا حمل على التأنيث، حققه شيخنا. من المجاز قولهم: أقمت عنده سحابة نهاري، وما زلت أفعله سحابة يومي أي طوله فهو ظرف مستعار. أطلق على المدة مجازا، نقله ابن دريد. وفي الأساس: قيل ذلك في نهار مغيم، ثم ذهب مثلا في كل نهار، قال:

عشية سال المربدان كلاهمـا    سحابة يوم بالسيوف الصوارم

والسحاب: سيف ضرار بن الخطاب الفهري، وفيه يقول:
فما السحاب غداة الحر من أحد بناكل الحد إذ عاينت غسـانـا ورجل سحبان: جراف يجرف كل ما مر به، و به سمي سحبان؛ وهو اسم رجل من وائل بليغ لسن يضرب به المثل في البيان والفصاحة، فيقال: أفصح من سحبان وائل، ومن شعره:

لقد علم الحي اليمانون أنني    إذا قلت أما بعد أني خطيبها

أنشده ابن بري. وسحاب: اسم امرأة، قال:

أيا سحاب بشري بخير

صفحة : 574

وفي الحديث: كان اسم عمامته السحاب. سميت به تشبيها بسحاب المطر لانسحابه في الهواء. والسحبان بالضم: فحل نقله الصاغاني. وتسحب عليه: أدل. وقال الأزهري: فلان يتسحب علينا أي يتدلل، وكذلك يتدكل ويتدعب. وفي حديث سعيد وأروى: فقامت فتسحبت في حقه أي اغتصبته وأضافته إلى حقها وأرضها. والسحبة بالضم: الغشاوة. وفضلة ماء تبقى في الغدير. يقال: ما بقي في الغدير إلا سحيبة من ماء أي مويهة قليلة. كالسحابة بالضم.

س-ح-ت-ب
السحتب كجعفر هو بالتاء المثناة الفوقية كما في نسختنا، والذي في لسان العرب بالنون بدل التاء، وقد أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الجريء المقدم. واسم. وهذا معناه نقله الصاغاني.

س-خ-ب
السخب محركة: الصخب، وهو الصياح. السين لغة في الصاد، وهما في كل كلمة فيها خاء جائز وفي الحديث في ذكر المنافقين: خشب بالليل سحب بالنهار أي إذا جن عليهم الليل سقطوا نياما، فإذا أصبحوا تساخبوا على الدنيا شحا وحرصا. السخاب ككتاب: قلادة تتخذ من سك بالضم: طيب مجموع وقرنفل ومحلب بالكسر قد تقدم بلا جوهر، ليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شيء، وكذا من الذهب والفضة. وقال الأزهري: السخاب عند العرب: كل قلادة كانت ذات جوهر أو تكن. قال الشاعر:

ويوم السخاب من أعاجيب ربنا     على أنه من بلدة السوء أنجاني

وفي حديث آخر: فجعلت تلقي القرط والسخاب قال ابن الأثير: هو خيط ينظم فيه خرز، وتلبسه الصبيان والجواري. وفي آخر أن قوما فقدوا سخاب فتاتهم فاتهموا به امرأة. ومن المجاز: وجدتك مارث السخاب أي كالصبي لا علم له. ج سخب ككتب سمي به لصوت خرزه عند الحركة من السخب وهو اختلاط الأصوات، قاله شيخنا.

س-ن-د-ب
جمل سندأب كجردحل أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: وأحسب أني سمعت: جمل سندأب أي صلب شديد. قال الصاغاني: الهمز والنون زائدتان مثلهما في سندأو، وقندأو، وحنظأو.

س-ذ-ب
السذاب أهمله الجوهري، وهو بالذال المعجمة، ذكره ابن الكتبي وداوود الأكمه وغيرهما، معرب؛ لأنه لا يجتمع السين المهملة والذال المعجمة في كلمة عربية. وصرح ابن الكتبي بتعريبها، وهو خطأ. ويوجد في بعض كتب النبات بالدال المهملة وهو الفيجن يونانية وهو بقل، م. وله خواص وطبائع معروفة في كتب الطب. وعمر بن محمد السذابي: محدث عن العلاء بن سالم، كأنه نسب إلى بيعه. والسذبة بالضم: وعاء.

س-ر-ب
السرب: المال الراعي، أعني بالمال الإبل. يقال: أغير على سرب القوم. ومنه قولهم: اذهب فلا أنده سربك. أي لا أرد إبلك حتى تذهب حيث شاءت أي لا حاجة لي فيك. ويقولون للمرأة عند الطلاق: اذهبي فلا أنده سربك، فتطلق بهذه الكلمة. وفي الصحاح: وكانوا في الجاهلية يقولون في الطلاق. فقيده بالجاهلية، وأصل النده الزجر. وقال ابن الأعرابي: السرب: الماشية كلها، حكاه ابن جني ونقله ابن هشام اللخمي. وجمعه سروب، وقيل أسراب. السرب: الطريق. قال ذو الرمة:

صفحة : 575

خلى لها سرب أولاها وهيجهـا    من خلفها لاحق الصقلين همهيم

قال شمر: أكثر الرواية بالفتح. قال الأزهري: وهكذا سمعت العرب تقول: خلى سربه أي طريقه. وفي حديث ابن عمر إذا مات المؤمن يخلى له سربه يسرح حيث شاء. أي طريقه ومذهبه الذي يمر به، وقال أبو عمرو: خل سرب الرجل، بالكسر، وأنشد قول ذي الرمة هذا. قلت: فالواجب على المصنف الإشارة إلى هذا القول بقوله: ويكسر، ولم يحتج إلى إعادته ثانيا. وسيأتي الخلاف فيه قريبا. وقال الفراء في قوله تعالى: فاتخذ سبيله في البحر سربا، قال: كان الحوت مالحا، فلما حيي بالماء الذي أصابه من العين فوقع في البحر جمد مذهبه في البحر فكان كالسرب. وقال أبو إسحاق الزجاج: وسربا منصوب على جهتين، على المفعول كقولك: اتخذت طريقي في السرب، واتخذت طريقي مكان كذا وكذا فتكون مفعولا ثانيا، كقولك: اتخذت زيدا وكيلا، قال: ويجوز أن يكون سربا مصدرا يدل عليه اتخذ سبيله في البحر، فيكون المعنى نسيا حوتهما فجعل الحوت طريقه في البحر، ثم بين كيف ذلك، فكأنه قال: سرب الحوت سربا. وقال المعترض الظفري في السرب وجعله طريقا: تركنا الضبع ساربة إليهم تنوب اللحم في سرب المخيم السرب: الطريق، والمخيم: اسم واد. وعلى هذا المعنى الآية: فاتخذ سبيله في البحر سربا أي سبيل الحوت طريقا لنفسه لا يحيد عنه. المعنى اتخذ الحوت سبيله الذي سلكه طريقا طرقه. وقال أبو حاتم: اتخذ طريقه في البحر سربا. قال: أظنه يريد ذهابا. سرب سربا كذهب ذهابا. وقال ابن الأثير: السرب بالتحريك: المسلك في خفية. السرب: الوجهة. يقال: خل سربه بالفتح أي طريقه ووجهه. السرب: الصدر قاله أبو العباس المبرد. وإنه لواسع السرب أي الصدر والرأي والهوى. والسرب: الخرز، عن كراع. يقال: سربت القربة أي خرزتها. والسربة: الخرزة. السرببالكسر: القطيع من الظباء والنساء والطير وغيرها كالبقر والحمر والشاء. واستعاره شاعر من الجن للقطا فقال أنشده ثعلب:

ركبت المطايا كلهن فلـم أجـد     ألذ وأشهى من جناد الثعـالـب
ومن عضرفوط حط بي فزجرته     يبادر سربا من عظاء قـوارب

صفحة : 576

وقال ابن سيده في العويص: السرب: جماعة الطيور. وعن الأصمعي: السرب والسربة من القطا والظباء: القطيع. يقال: مر بي سرب من قطا وظباء ووحش ونساء، أي قطيع. وفي الحديث: كأنهم سرب ظباء. السرب، بالكسر. والسرب: الذاهب الماضي، عن ابن الأعرابي. وعنه أيضا، قال شمر: الأسراب من الناس: الأقاطيع، واحدها سرب، بالكسر. قال: ولم أسمع سربا من الناس إلا للعجاج السرب: الطريق. قاله أبو عمرو وثعلب، وأنكره المبرد وقال: إنه لا يعرفه إلا بالفتح. وقال ابن السيد في مثلثه: السرب: الطريق، فتحه أبو زيد، وكسره أبو عمرو. إنه لواسع السرب، قيل: هو الرخي البال. وقيل: هو الواسع الصدر البطيء الغضب، ويروى بالفتح واسع السرب، وهو المسلك والطريق، وقد تقدم. قال شيخنا: هكذا في الأصول، يعني بالموحدة، والظاهر أنه بالميم؛ لأنه الواقع في شرح اللفظ الوارد، وإن وقع في الصحاح تفسير واسع السرب برخي البال، فإنه لا يقتضي أن يشرح السرب بالبال كما لا يخفى، انتهى. قلت: السرب بمعنى المال إنما هو بالفتح لا غير. ففي لسان العرب، السرب بالفتح: المال الراعي، وقيل: الإبل وما رعى من المال. وقد تقدم بيان شيء من ذلك، والمؤلف إنما هو بصدد معنى السرب بالكسر، فالصواب ما في أكثر الأصول، لا ما زعمه شيخنا كما لا يخفى. ثم إني رأيت القزاز ذكر في مثلثه: ويقولون: فلان آمن في سربه بالكسر أي ماله أي فهو لغة في الفتح، ومثله لابن عديس، فعلى هذا يوجه ما قاله شيخنا. السرب في قوله صلى الله عليه وسلم: من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها -ويروى الأرض- القلب. يقال: فلان آمن السرب أي آمن القلب. والجمع سراب، عن الهجري. وأنشد:

إذا أصبحت بين بني سلـيم    وبين هوازن أمنت سرابي

صفحة : 577

وقيل: هو آمن في سربه، أي في قومه. قال ابن الأعرابي: السرب في الحديث: النفس. ومثله قول الثقات من أهل اللغة: فلان آمن السرب: لا يغزى ماله ونعمه لعزه. وفلان آمن في سربه أي في نفسه، وهو قول الأصمعي، ونقل عنه صاحب الغريبين. وقال ابن بري: هذا قول جماعة من أهل اللغة، وأنكر ابن درستويه قول من قال: في نفسه، قال: وإنما المعنى، آمن في أهله وماله وولده، ولو أمن على نفسه وحدها دون أهله وماله وولده لم يقل هو آمن في سربه. وإنما السرب هاهنا ما للرجل من أهل ومال؛ ولذلك سمي قطيع البقر والظباء والقطا والنساء سربا، وكأن الأصل في ذلك أن يكون الراعي آمنا في سربه، والفحل آمنا في سربه، ثم استعمل في غير الرعاة استعارة فيما شبه به، ولذلك كسرت السين. وقيل: هو آمن في سربه أي في قومه. وقال القزاز: آمن في سربه أي طريقه. وقال الزمخشري في الفائق: من أصبح آمنا في سربه أي في منقلبه ومنصرفه، من قولهم: خلى سربه أي طريقه، وروي بالكسر أي في حزبه وعياله، مستعار من سرب الظباء والبقر والقطا قال أبو حنيفة: ويقال: السرب: جماعة النخل فيما ذكر بعض الرواة. قال أبو الحسن: وأنا أظنه على التشبيه. والجمع أسراب. ويوجد في بعض النسخ النحل بالحاء المهملة، وهو خطأ والسربة مثله كما سيأتي. السرب بالتحريك: جحر الثعلب والأسد والضبع والذئب. والسرب: الموضع الذي يدخل فيه الوحشي والجمع أسراب. وانسرب الوحش في سربه، والثعلب في جحره. وتسرب: دخل: السرب: الحفير، وقيل: بيت تحت الأرض وسيأتي. السرب: القناة الجوفاء يدخل منها الماء الحائط. و السرب: الماء يصب في القربة الجديدة أو المزادة ليبتل سيرها حتى تنتفخ فتنسد مواضع عيون الخرز. وقد سربها تسريبا فسربت سربا. ويقال: سرب قربتك، أي اجعل فيها ماء حتى تنتفخ عيون الخرز فتستد. السرب: الماء السائل. قال ذو الرمة:

ما بال عينك منها الماء ينسكب     كأنه من كلى مفرية سـرب

ومنهم من خص، فقال: السائل من المزادة ونحوها. أبو الفضل محمود بن عبد الله ابن أحمد الأصبهاني الزاهد الواعظ كان في حدود سنة 470ه. وأخته ضوء. ومبشر بن سعد بن محمود السربيون، محدثون. يقال: إنه لقريب السربة بالضم أي قريب المذهب يسرع في حاجته، حكاه ثعلب. ويقال أيضا بعيد السربة أي بعيد المذهب في الأرض. قال الشنفرى، وهو ابن أخت تأبط شرا:

خرجنا من الوادي الذي بين مشعلوبين الجبى هيهات أنسأت سربتي أي ما أبعد الموضع الذي منه ابتدأت مسيري. والسربة: الطائفة من السرب. والطريقة، وكل طريقة سربة. وجماعة الخيل ما بين العشرين إلى الثلاثين، وقيل: ما بين العشرة إلى العشرين. والسربة من القطا والظباء والشاء: القطيع. تقول: مر بي سربة بالضم أي قطعة من قطا وخيل وحمر وظباء. قال ذو الرمة يصف ماء:

سوى ما أصاب الذئب منه وسربة      أطافت به من أمهات الجـوزل

صفحة : 578

والسربة: القطيع من النساء، على التشبيه بالظباء. والسربة: جماعة من العسكر ينسلون فيغيرون ويرجعون، عن ابن الأعرابي. والسربة: الصف من الكرم. والسربة: الشعر المستدق النابت وسط الصدر إلى البطن. وفي الصحاح الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة. كالمسربة، بضم الراء وفتحها. قال سيبويه: ليست المسربة على المكان ولا المصدر وإنما هي اسم للشعر. قال الحارث بن وعلة الذهلي، قال ابن بري: ظنه قوم أنه للحارث بن وعلة الجرمي، وإنما هو للذهلي كما ذكرنا:

ألآن لما ابيض مسـربـتـي      وعضضت من نابي على جذم
وحلبت هذا الدهر أشـطـره      وأتيت ما آتي علـى عـلـم
ترجو الأعادي أن ألين لـهـا      هذا تخيل صاحب الـحـلـم

ومسارب الدواب: مراق بطونها. وعن أبي عبيد: مسربة كل دابة: أعاليه من لدن عنقه إلى عجبه. ومراقها في بطونها وأرفاغها، وأنشد:

جلال أبوه عمه وهو خاله     مساربه حو وأقرابه

زهر. وفي حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم: كان دقيق المسربة. وفي رواية: كان ذا مسربة. وفلان منساح السرب، يريدون شعر صدره. وفي حديث الاستنجاء بالحجارة: يمسح صفحتيه بحجرين، ويمسح بالثالث المسربة. يريد أعلى الحلقة، وهو بفتح الراء وضمها: مجرى الحدث من الدبر، وكأنها من السرب: المسلك. وفي بعض الأخبار دخل مسربته هي مثل الصفة بين يدي الغرفة، وليست التي بالشين المعجمة، فإن تلك الغرفة. السربة: جماعة النخل، وقد تقدمت الإشارة إليه. والسربة: القطعة من الخيل. يقال سرب عليه الخيل وهو أن يبعثها عليه سربة بعد سربة. وعن الأصمعي: سرب علي الإبل أي أرسلها قطعة قطعة. ج سرب بضمتين وبإسكان الثاني. السربة :ع. قال تأبط شرا:

فيوما بغـزاء ويومـا بـسـربة    ويوما بجسجاس من الرجل هيصم

صفحة : 579

السربة بالفتح: الخرزة. إنك لتريد سربة أي السفر القريب، والسبأة: السفر البعيد، وقد تقدم عن ابن الأعرابي. والمسربة بفتح الراء: المرعى ج المسارب. والسراب: الآل، وقيل: السراب: ما تراه نصف النهار لاطئا بالأرض لاصقا بها كأنه ماء جار. والآل: الذي يكون بالضحى يرفع الشخوص كالملا بين السماء والأرض. وقال ابن السكيت: السراب الذي يجري على وجه الأرض كأنه الماء، وهو يكون نصف النهار. وقال الأصمعي: السراب والآل واحد. وخالفه غيره فقال: الآل: من الضحى إلى زوال الشمس، والسراب بعد الزوال إلى صلاة العصر، واحتجوا بأن الآل يرفع كل شيء حتى يصير آلا، أي شخصا، وأن السراب يخفض كل شيء حتى يصير لازقا بالأرض لا شخص له. وقال يونس: تقول العرب: الآل مذ غدوة إلى ارتفاع الضحى الأعلى، ثم هو سراب سائر اليوم. وقال ابن السكيت: الآل: الذي يرفع الشخوص؛ وهو يكون بالضحى، والسراب: الذي يجري على وجه الأرض، كأنه الماء وهو نصف النهار. قال الأزهري: وهو الذي رأيت العرب بالبادية يقولونه. وقال أبو الهيثم: سمي السراب سرابا لأنه يسرب سروبا أي يجري جريا. يقال: سرب الماء يسرب سروبا. وسراب معرفة أي علم لا يدخله الألف واللام، ويعرب إعراب ما لا ينصرف. في لغة مبنيا على الكسر كقطام: اسم ناقة والبسوس: لقبها. ومنه المثل المشهور: أشأم من سراب لكونها سببا في إقامة الحرب بين الحيين، وقصتها مشهورة في كتب التواريخ. وذكر البلاذري في نسب عمرو بن سعد بن زيد مناة ما نصه: ومنهم البسوس، وهي التي يقال: أشأم من البسوس صاحبة سراب التي وقعت الحرب بين ابني وائل بسببها. عن أبي زيد سرب الرجل كعني فهو مسروب سربا: دخل في فمه وخياشيمه ومنافذه كالدبر وغيره دخان الفضة فأخذه حصر فربما أفرق وربما مات. والسارب كالسرب، عن ابن الأعرابي، وهو الذاهب على وجهه في الأرض. قال قيس بن الخطيم:

أني سربت وكنت غير سروب    وتقرب الأحلام غير قـريب

رواه ابن دريد: سربت بالباء، وروى غيره بالياء. وسرب الفحل يسرب سروبا فهو سارب إذا توجه للمرعى، وفي نسخة للرعي بكسر الراء، ومال سارب. قال الأخنس بن شهاب التغلبي:
وكل أناس قاربوا قيد فحلهم    ونحن حللنا قيده فهو سارب

صفحة : 580

قال ابن بري: قال الأصمعي: هذا مثل، يريد أن الناس أقاموا في موضع واحد، لا يجترئون على النقلة إلى غيره، وقاربوا قيد فحلهم أي حبسوا فحلهم عن أن يتقدم فتتبعه إبلهم خوفا أن يغار عليها، ونحن أعزاء نقتري الأرض نذهب حيث شئنا فنحن قد خلعنا قيد فحلنا ليذهب حيث شاء، فحيثما نزع إلى غيث تبعناه. وقال الأزهري: سربت الإبل تسرب، وسرب الفحل سروبا أي مضت في الأرض ظاهرة حيث شاءت. وظبية ساربة: ذاهبة في مرعاها. وسرب سروبا: خرج. وسرب في الأرض: ذهب. وفي التنزيل: ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار أي ظاهر بالنهار في سربه. ويقال: خل سربه أي طريقه، فالمعنى: الظاهر في الطرقات والمستخفي في الظلمات، والجاهر بنطقه والمضمر في نفسه، علم الله فيهم سواء. وروي عن الأخفش أنه قال: مستخف بالليل أي ظاهر، والسارب: المتواري. وقال أبو العباس: المستخفي: المستتر. قال: والسارب: الخفي والظاهر عنده واحد. وقال قطرب: سارب بالنهار: مستتر. كذا في لسان العرب. وقال شيخنا: السروب بمعنى الظهور مجاز. قال أبو عبيدة: سربت المزادة كفرح إذ سالت فهي سربة، مأخوذ من سرب الماء سربا إذا سال، فهو سرب. وانسرب وأسربه هو وسربه. قال ذو الرمة:

ما بال عينك منها الماء ينسكب    كأنه من كلى مفرية سـرب

وقال اللحياني: سربت العين وسربت تسرب سروبا، وتسربت: سالت. وانسرب: دخل في السرب والوحشي في سربه وكناسه، والثعلب في جحره. وتسرب إذا دخل. وطريق سرب، محركة: يتتابع الناس فيه. قال أبو خراش:

طريقها سرب بالناس دعبوب

صفحة : 581

وتسربوا فيه: تتابعوا. من المجاز قولهم: سرب علي الإبل أي أرسلها قطعة قطعة، قاله الأصمعي. ويقال: سرب عليه الخيل وهو أن يبعثها عليه سربة بعد سربة. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسربهن إلي فيلعبن معي أي يرسلهن إلي. ومنه حديث علي رضي الله عنه: إني لأسربه عليه أي أرسله قطعة قطعة. وفي حديث جابر رضي الله عنه: فإذا قصر السهم قال: سرب شيئا أي أرسله. يقال: سربت إليه الشيء إذا أرسلته واحدا واحدا، وقيل: سربا سربا، وهو الأشبه. كذا في لسان العرب. وعبارة الأساس: وسربت إليه الأشياء: أعطيته إياها واحدا بعد واحد. وهما متقاربان. سرب الحافر تسريبا. تسريب الحافر: أخذه في الحفر يمنة أو يسرة وفي بعض النسخ: ويسرة، وهو الصواب وعن الأصمعي، يقال للرجل إذا حفر: قد سرب، أي أخذ يمينا وشمالا. التسريب في القربة: أن يصب فيها الماء يتبتل عيون الخرز فتنتفخ فتنسد، ويقال: خرج الماء سربا، وذلك إذا خرج من عيون الخرز، وقد سربها فسربت سربا. ويقال: سرب قربتك. والسريبة: الشاه التي يصدرها إذا رويت الغنم فتتبعها. سربى كسكرى ويمد أيضا : ع بنواحي الجزيرة. وسوراب وفي بعض النسخ سوارب : ة بمازندران أو من قرى أستراباذ، منها عمرو بن أحمد بن الحسن السورابي، شيخ لأبي نعيم الأستراباذي. والمنسرب من الرجال والشعر: الطويل جدا. والأسرب كقنفذ. و أسرب بالتشديد كأسقف، ورواه شمر بتخفيف الباء: الآنك بالمد، هو الرصاص، وهو فارسي معرب، قيل: كان أصله سرب. وقال شيخنا: أسرف، بالفاء، ومما يستدرك عليه: تسرب من الماء ومن الشراب أي تملأ منه، عن أبي مالك.

س-ر-ح-ب
فرس سرحوب. بالضم أي طويلة على وجه الأرض، وقيل: فرس سرحوب: سرح اليدين بالعدو. قال الأزهري: وأكثر ما ينعت به الخيل، وخص بعضهم به الأنثى، وفي الصحاح توصف به الإناث دون الذكور. وقال غيره: السرحوبة من الإبل: السريعة الطويلة، ومن الخيل: العتيق الخفيف. ويقال: رجل سرحوب أي طويل حسن الجسم، والأنثى سرحوبة، ولم يعرفه الكلابيون في الإنس. والسرحوب: ابن آوى، نقله الأصمعي عن بعض العرب. وشيطان أعمى يسكن في البحر. ولقب أبي الجارود إمام الطائفة الجارودية من غلاة الزيدية، يتجاهرون بسب الشيخين، برأهما الله مما قالوا، وهم موجودون بصنعاء اليمن لقبه به الإمام أبو عبد الله محمد الباقر ابن الإمام علي السجاد ابن السبط الشهيد رضوان الله عليهم أجمعين. وسرحوب سرحوب بالتسكين: إشلاء للنعجة عند الحلب.

س-ر-خ-ب
ومما يستدرك عليه: السرخاب بالضم أهمله الجماعة، وذكره أحمد بن عبد الله التيفاشي في كتاب الأحجار وقال: إنه طائر في حجم الإوز أحمر الريش، ويوجد ببلاد الصين والفرس، وأهل مصر يسمونه البشمور، ويعلقون ريشه في المراكب للزينة، ويوجد في عشه حجر قدر البيضة أغبر اللون، فيه نكت بيض رخو المحك، فيه خواص لإنزال المطر في غير أوانه س-ر-د-ب

صفحة : 582

السرداب بالكسر: أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: بناء تحت الأرض للصيف كالزرداب والأول عن الأحمر، والثاني تقدم بيانه، وهو معرب عن سردآب. والسردابية: قوم من غلاة الرافضة ينتظرون خروج المهدي من السرداب الذي بالري، فيحضرون لذلك فرسا مسرجا ملجما في كل يوم جمعة بعد الصلاة قائلين: يا إمام، باسم الله، ثلاث مرات.

س-ر-ع-ب
السرعوب بالضم أهمله الجوهري. وقال الليث: هو اسم ابن عرس، أنشد الأزهري:

وثبة سرعوب رأى زبابا أي رأى جرذا ضخما، وقد تقدم، ويجمع سراعيب، ويقال: إنه النمس، كذا قاله الدميري.

س-ر-ن-د-ب
سرنديب: أهمله الجوهري، وإنما أعراه عن الضبط لكونه مشهورا الشهرة التامة، فلا يحتاج حشو الكتاب بما لا يعني، وقد لامه شيخنا على تركه الضبط. وفي المراصد، ورحلة ابن بطوطة، تهذيب ابن جزي الكلبي ما حاصله أنه جزيرة كبيرة في بحر هركند بأقصى :د، بالهند، م يقال ثمانون فرسخا في مثلها فيها الجبل الذي أهبط عليه سيدنا آدم عليه السلام، وهو جبل شاهق صعب المرتقى لا يمكن الوصول إليه؛ لأن في أسفله غياض عظيمة، وخنادق عميقة، وأشجار شاهقة، وحيات عظام، يراه البحريون من مسافة أيام كثيرة، وهو جبل الراهون، فيه أثر أقدام سيدنا آدم عليه السلام مغموسة في الحجر، مسافتها نحو سبعين ذراعا، ويقال: إنه خطا الخطوة الأخرى في البحر، وبينهما مسيرة يوم وليلة. قال التيفاشي: وحجر ذلك الجبل الياقوت منه تحدره السيول إلى الوادي فيلتقطونه.

س-ر-ق-ب
ومما يستدرك عليه: السرقوب بالضم: شيء تستعمله النساء فوق البراقع في البوادي والقرى، عامية.

س-ر-ه-ب
امرأة سرهبة أهمله الجوهري، ونقل أبو زيد عن أبي الدقيش: امرأة سرهبة كالسلهبة من الخيل: جسيمة طويلة. والسرهب: المائق. والأكول الشروب كالأسحوب. وقد تقدم.

س-س-ب
السيسبان أهمله الجوهري. وقال أبو حنيفة في كتاب النبات: هو شجر ينبت من حبه ويطول ولا يبقى على الشتاء، له ورق نحو ورق الدفلى حسن، والناس يزرعونه في البساتين يريدون حسنه، وله ثمر نحو خرائط السمسم إلا أنها أدق. وذكره سيبويه في الأبنية، وأنشد أبو حنيفة يصف أنه إذا جفت خرائط ثمره خشخش كالعشرق قال:

كأن صوت رألها إذا جفـل
ضرب الرياح سيسبانا

قد ذبل كالسيسبى عن ثعلب، وعزاه الصاغاني للفراء، ومنه قول الراجز:

وقد أناغي الرشأ المرببـا
يهتز متناها إذا ما اضطربا

كهز نشوان قضيب السيسبا إنما أراد السيسبان فحذف. إما أنه لغة أو للضرورة. وجعله رؤبة بن العجاج في الشعر سيسابا وهو قوله:

راحت وراح كعصي السيساب
مسحنفر الورد عنيف الأقراب

يحتمل أن يكون لغة فيه أو زاد الألف للقافية، كما قال الآخر:

أعوذ بالله من العقراب
الشائلات عقد الأذناب

صفحة : 583

قال: الشائلات، فوصف به العقرب وهو واحد لأنه على الجنس. وذكره ابن منظور في سبب بالباءين الموحدتين وهو وهم. والساسب: شجر تتخذ منه السهام، يذكر ويؤنث يؤتى به من بلاد الهند. ربما قالوا السيسب أي بالفتح، والمشهور على السنة من سمعت منهم بالكسر. ومنهم من يقلب الباء ميما، وهو شجر شاهق يتخذ منها القسي والسهام وأنشد:
طلق وعتق عود السيسب

س-ط-ب
المساطب أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي هي سنادين جمع سندان الحدادين. المساطب: المياه السدم. قال أبو زيد: هي الدكاكين يقعد الناس عليها. جمع مسطبة بفتح الميم ويكسر قال: وسمعت ذلك من العرب. والأسطبة بالضم: مشاقة الكتان، وقد تقدمت الإشارة إليه في حرف الهمزة والصاد في كلها لغة.

س-ع-ب
السعابيب: التي تمد وفي نسخة تمتد شبه الخيوط من العسل والخطمي ونحوه قال ابن مقبل:

يعلون بالمردقوش الورد ضاحية    على سعابيب ماء الضالة اللجن

يقول: يجعلنه ظاهرا فوق كل شيء يعلون بن المشط. وماء الضالة: ماء الآس. شبه خضرته بخضرة ماء السدر. قال ابن منظور: وهذا البيت وقع في الصحاح، وأظنه في المحكم أيضا ماء الضالة اللجز بالزاي، وفسره فقال: اللجز: المتلزج. وقال الجوهري: أراد اللزج فقلبه ولم يكفه أن صحف إلى أن أكد التصحيف بهذا القول. قال ابن بري: هذا تصحيف تبع فيه الجوهري ابن السكيت، وإنما هو اللجن بالنون، من قصيدة نونية. وتلجن الشيء: تلزج وقبله:

من نسوة شمس لا مكره عنف    ولا فواحش في سر ولا علن

وأشار إليه شيخنا باختصار وقال: أغفله المصنف مع أنه من أغراضه. وقال الصاغاني بعد قوله: وهذا تصحيف قبيح مثل قول ابن بري الذي تقدم ما نصه وهذا موضع المثل رب كلمة تقول دعني، والرواية اللجن بالنون، والقصيدة نونية، وأولها:

قد فرق الدهر بين الحي بالظعن      وبين أهواء شرب يوم ذي يقن

وقبله:

يرفلن في الربط لم تنقب دوابر   همشي النعاج بحقف الرملة الحرن
يثنين أعناق أدم يختلين بها      ب الأراك وحـب الـضال من دنن

يعلون......الخ واللجن: المتلجن يصير مثل الخطمي إذا أو خف بالماء. قلت: وسيأتي في ل ج ز وفي ل ج ن إن شاء الله تعالى. يقال: سال فمه سعابيب وثعابيب أي امتد لعابه كالخيوط، وقيل: جرى منه ماء صاف فيه تمدد، واحدها سعبوب. وقال ابن شميل: السعابيب:ما أتبع يدك عند الحلب مثل النخاعة يتمطط، والواحدة سعبوبة. وتسعب الشيء: تمطط وكذلك تسعبب، عن الصاغاني. والسغب: كل ما تثعب من شراب وغيره وفي نسخة: أو غيره. وانسعب الماء وانثعب إذا سال. في نوادر الأعراب: هو مسعب له كذا وكذا ومسغب و مسوغ ومزعب كل ذلك بمعنى واحد.


س-غ-ب

صفحة : 584

سغب الرجل كفرح يسغب سغب مثل نصر يسغب سغبا وسغبا المضبوط عندنا مصدر الثاني أولا والأول ثانيا، ففيه لف ونشر غير مرتب وسغابة وسغوبا بالضم في الأخير عن الصاغاني ومسغبة: جاع. والسغبة: الجوع أولا يكون ذلك إلا مع تعب نقله ابن دريد عن بعض أهل اللغة، فهو ساغب لاغب ذو مسعبة وسغبان لغبان وسغب ككتف أي جوعان أو عطشان، وهي أي الأنثى سغبى وجمعها سغاب. وقال الفراء في قوله تعالى: في يوم ذي مسغبة أي مجاعة. والسغب محركة أيضا: العطش ربما سمي بذلك وليس يمستعمل قاله ابن دريد. وأسغب الرجل فهو مسغب إذا دخل في المجاعة كما تقول: أقحط إذا دخل في القحط. وفي الحديث أنه قدم خيبر وهم مسغبون أي جياع، هكذا فسر. وهو مسغب له كذا ومسعب أي مسوغ، وقد تقدم النقل عن النوادر آنفا.

س-ق-ب
السقب: ولد الناقة أو ساعة ما يولد أو خاص بالذكر بالسين لا غير. قال الأصمعي: إذا وضعت الناقة ولدها، فولدها ساعة تضعه سليل قبل أن يعلم أذكر هو أم أنثى. فإذا علم فإن كان ذكرا فهو سقب. قال الجوهري: ولا يقال لها أي الأنثى سقبة ولكن حائل أو يقال سقبة. وقد رده غير واحد من اللغويين. ج أسقب وسقاب وسقوب وسقبان بالضم في الأخيرين. وفي الأمثال: أذل من السقبان بين الحلائب. وأمها مسقب، ومسقاب بالكسر فيهما. وناقة مسقاب إذا كان عادتها أن تلد الذكور، وقد أسقبت الناقة إذا وضعت أكثر ما تضع الذكور. قال رؤبة يصف أبوي رجل ممدوح:

وكانت العرس التي تنخبا
غراء مسقابا لفحل أسقبا

أسقبا فعل ماض لا نعت لفحل. السقب: الطويل من كل شيء مع ترارة. والسوقب كجوهر: الطويل من الرجال مع الرقة ذكره السهيلي. وقال الأزهري في ترجمه صقب: يقال للغصن الريان الغليظ الطويل سقب. قال ذو الرمة:

سقبان لم يتقشر عنهما النجب قال: وسئل أبو الدقيش عنه فقال: هو الذي قد امتلأ وتم، عام في كل شيء من نحوه. وعن شمر في قول الشاعر، وقد أنشده سيبويه:

وساقيين مـثـل زيد وجـعـل
سقبان ممشوقان مكنوزا العضل

صفحة : 585

أي طويلان، ويقال: صقبان. وحمله في لسان العرب على قولهم: مررت بأسد شدة. أي مثل سقبين. السقب والصقب والسقيبة: عمود الخباء. ج سقبان كغربان. سقبا :ع أو قرية بغوطة دمشق، كذا قاله الإمام أبو حامد الصابوني في التكملة. وفي سياق المصنف نظر من وجهين. منه الإمام أبو جعفر أحمد بن عبيد بن أحمد بن سيف السلامي القضاعي السقباني المحدث. ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخه. مات بدمشق سنة 321 ه كتب عنه أبو الحسين الرازي، كذا ذكره ابن نقطة. وفات المؤلف ذكر جماعة من سقبا القرية المذكورة ممن سمعوا من الحافظ أبي القاسم بن عساكر ورووا عنه، منهم الأخوان أبو عبد الله محمد وسيف ابنا رومي بن محمد بن هلال، وأبو الحسن علي بن عطاء. وأبو يونس منصور بن إبراهيم ابن معالي وولده يونس المكني بأبي بكر، وذاكر بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن متوج أبو الفضل السقبانيون. السقب بالتحريك بالسين والصاد في الأصل: القرب. يقال: سقبت الدار بالكسر سقوبا بالضم أي قربت، وأسقبت، وأبياتهم متساقبة أي متدانية متقاربة. وأسقبه: قربه. ومنه الحديث: الجار أحق بسقبه. قال ابن الأثير: ويحتج بهذا الحديث من أوجب الشفعة للجار وإن لم يكن مقاسما. أي أن الجار أحق بالشفعة من الذي ليس بجار. ومن لم يثبتها للجار تأول الجار على الشريك، فإن الشريك يسمى جارا. ويحتمل أن يكون أراد أنه أحق بالبر والمعونة بسبب قربه من جاره، كذا في لسان العرب. ومنزل سقب محركة، ومسقب كمحسن أي قريب. والساقب: القريب، والبعيد، ضد. قال شيخنا: الأول مشهور، والثاني نقله في المجمل واحتجوا له:

تركت أباك بأرض الحجاز    ورحت إلى بلد سـاقـب

والسقبة عندهم هي الجحشة. قال الأعشى يصف حمارا وحشيا:
تلا سقبة قوداء مهضومة الحشى متى ما تخالفه عن القصد يعذم وسقوب الإبل: أرجلها، عن ابن الأعرابي، أنشد:

لها عجز ريا وساق مـشـيحة    على البيد تنبو بالمرادي سقوبها

والسقاب ككتاب قال الأزهري: هي قطنة كانت المصابة بموت زوجها في الجاهلية تحلق رأسها وتخمش وجهها، وتحمرها أي تلك القطنة بدمها أي دم نفسها فتضعها على رأسها، وتخرج طرفها من خرق قناعها؛ ليعلم الناس أنها مصابة. ومنه قول الخنساء:

لما استبانت أن صاحبها ثوى    حلفت وعلت رأسها بسقاب

قال الصاغاني: هكذا أنشده لها الأزهري، ولم أجده في شعرها. وأسقب: بلدة من عمل برقة ينسب إليها أبو الحسن يحيى بن عبد الله بن علي اللخمي الراشدي الأسقبي، كتب عنه السلفي حكايات وأخبارا عن أبي الفضل عبد الله بن الحسين الواعظ الجوهري وغيره، وقال: مات في رمضان سنة 535 ه عن ثمانين سنة، كذا في المعجم. ومما لم يذكره المؤلف والجوهري وأغفل عنه شيخنا.

س-ق-ع-ب
السقعب؛ وهو الطويل من الرجال بالسين والصاد.

س-ق-ل-ب

صفحة : 586

السقلبة أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو مصدر سقلبه إذا صرعه. والسقلب: اسم. وجيل من الناس، وهو سقلبي، ج: سقالبة والمشهور على الألسنة في الجيل بالصاد. وسقلاب: والد الموفق يعقوب النصراني الطبيب، وجد السديد أبي منصور. ولقب أبي بكر محمد بن يوسف بن ديرويه بن سبخت الدينوري

س-ك-ب
سكب الماء والدمع ونحوهما يسكبه سكبا وتسكابا بالفتح فسكب هو كنصر سكوبا. وانسكب: صبه فانصب. وسكب الماء بنفسه سكوبا وتسكابا وانسكب بمعنى. وأهل المدينة يقولون: اسكب على يدي. وماء سكب وساكب وسكوب وسيكب وأسكوب بالضم: منسكب أو مسكوب يجري على وجه الأرض من غير حفر. ودمع ساكب. وماء سكب، وصف بالمصدر، كقولهم: ماء صب وماء غور، وأنشد:

برق يضيء أمام البيت أسكوب كأن هذا البرق يسكب المطر.

وطعنة أسكوب كذلك. وسحاب أسكوب. وماء أسكوب: جار. والسكب لغة في السقب: الطويل من الرجال. عن اللحياني: السكب: الهطلان الدائم كالأسكوب. قالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه:

والطاعن الطعنة النجلاء يتبعها    مثعنجر من دم الأجواف أسكوب

ويروى: من نجيع الجوف أثعوب. في التهذيب: السكب: ضرب من الثياب رقيق، كأنه غبار من رقته، وكأنه سكب ماء من الرقة، ويحرك، عن ابن الأعرابي. السكب من الخيل: الجواد كثير العدو أو الذريع. قال شيخنا: قال الثعلبي: إذا كان الفرس شديد الجري فهو فيض وسكب تشبيها بفيض الماء وانسكابه. وفي الأساس: ومن المجاز: فرس سكب وأسكوب: ذريع أو خفيف أو جواد. السكب من الناس والخيل: الخفيف الروح. والنشيط في العمل. وفرس فيض وبحر وغمر، وغلام سكب. من المجاز: السكب: الأمر اللازم. وقال لقيط بن زرارة لأخيه معبد لما طلب إليه أن يفديه بمائتين من الإبل وكان أسيرا: ما أنا بمنط عنك شيئا يكون على أهل بيتك سنة سكبا أي حتما. ويقال: هذا أمر سكب أي لازم. السكب: أول فرس ملكه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم؛ سمي بالسكب من الخيل كالبحر والغمر والفيض، اشتراه بعشرة أواق، وأول غزوة غزاها عليه غزوة أحد ولم يكن للمسلمين يومئذ فرس، ثم ذكر أوصافه الدالة على يمنه وبركته بقوله: وكان كميتا أغر محجلا مطلق اليمنى. وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس أدهم يسمى السكب. والكمتة والدهمة متقاربان، ويحرك. صرح به في شرح سيرة ابن الجزري والتكملة للصاغاني. السكب أيضا: فرس شبيب بن معاوية بن حذيفة ابن بدر. السكب: النحاس، عن ابن الأعرابي أو الرصاص، عنه أيضا ويحرك في الأخير أو فيهما أو في الكل. والسكب: لقب زهير بن عروة بن جلهمة المازني لقوله:

برق يضيء خلال البيت أسكوب

صفحة : 587

كذا في شرح نوادر القالي، استدركه شيخنا. قلت: أنشده سيبويه لكنه قال بدل خلال أمام. السكب: بالتحريك: شجر طيب الريح كأن ريحه ريح الخلوق، ينبت مستقلا على عرق واحد، له زغب وورق مثل الصعتر إلا أنه أشد خضرة، ينبت في القيعان والأودية، ويبيسه لا ينفع أحدا، وله جنى يؤكل ويصنعه أهل الحجاز نبيذا، ولا ينبت جناه في عام حيا إنما ينبت في أعوام السنين. وقال أبو حنيفة: السكب: عشب يرتفع قدر الذراع، وله ورق أغبر شبيه بورق الهندباء وله نور أبيض شديد البياض في خلقة نور الفرسك. قال الكميت يصف ثورا وحشيا:

كأنه من ندى العرار مع ال    قراص أو ما ينفض السكب

الواحدة سكبة. وعن الأصمعي: من نبات السهل السكب. قال غيره: السكب: بقلة طيبة الريح لها زهرة صفراء، وهي شقائق النعمان وهي من شجر القيظ. قالت امرأة ترقص هنها:

إن حري حزنبـل حـزابـيه     كالسكب المحمر فوق الرابيه

من المجاز: السكبة بالفتح وهي الخرقة التي تقور للرأس كالشبكة يسميها الفرس السستقه السكبة: الغرس الذي يخرج على الولد وهو أيضا مجاز. السكبة بالتحريك: الهبرية التي تسقط من الرأس وهي الحزاز. سكبة بن الحارث الأسلمي صحابي وكان يطيل الصلاة، لا رواية له. والأسكوب، بالضم: الإسكاف بالفاء كالإسكاب وهو لغة فيه. أو القين وهو الحداد. الأسكوب من البرق: الذي يمتد إلى جهة الأرض، وقد مر شاهده في قول زهير المازني. عن ابن الأعرابي: السكة من النخل أسكوب وأسلوب، فإذا كان ذلك من غير النخل قيل له أنبوب ومداد. وأسكبة الباب بالضم في أوله وثالثه وتشديد الموحدة: أسكفته. والإسكابة: الفلكة بسكون اللام التي توضع في قمع بالكسر وبالفتح وكعنب: ما يوضع في فم الإناء فيصب فيه الدهن ونحوه، وقيل: هي الفلكة التي يشعب بها خرق القربة. أو: الإسكابة: خشبة على قدر الفلس، إذا انشق السقاء جعلوها عليه، ثم صروا عليها بسير حتى يخرزوه معه. يقال: اجعل لي إسكابة، فيتخذ ذلك. وقيل: الإسكابة قطعة من خشب تدخل في خرق الزق ويشد عليه بها لئلا يخرج منه شيء كالأسكوبة والإسكابة عن الفراء. وبه فسر قول ابن مقبل.

يمجها أكلف الإسكاب وافقه    أيدي الهبانيق بالمثناة معكوم

وقد صحفه ابن عباد بالفاء كما سيأتي في س ك ف. وسكاب كسحاب: فرس الأجدع ابن مالك الهمداني. سكاب كقطام وحذام: فرس آخر لتميمي، وبه جزم شراح المقامات الحريرية، وفيها يقول:

أبيت اللعن إن سكاب علق   نفيس لا يعار ولا يبـاع

أو لكلبي، أو أنها فرس لعبيدة بن ربيعة بن قحطان، وفي نسخة قحفان. سكاب ككتان: فرس آخر. وأسكبون بالفتح ثم السكون وكسر الكاف والباء موحدة: إحدى قلاع فارس المنيعة صعبة المرتقى جدا، ليست مما يمكن فتحها عنوة وبها عين من الماء حارة، كذا في المعجم.

س-ل-ب

صفحة : 588

سلبه الشيء يسلبه سلبا: اختلسه، كاستلبه إياه. ومن المجاز: سلبه فؤاده وعقله وأسلبه. ورجل وامرأة سلبوت محركة على فعلوت، منه. كذلك رجل سلابة بالهاء والأنثى سلابة أيضا. من المجاز: السليب: المسلوب كالسلب. والمستلب العقل ج سلبى. وناقة وامرأة سالب، وسلوب، وسليب ومسلب مضبوط عندنا كمحدث، وهو الصواب وسلب بضم الأول والثاني، إذا مات ولدها أو ألقته لغير تمام. وقال اللحياني: امرأة سلوب وسليب ومسلب، وهي التي يموت زوجها أو حميمها فتسلب عليه ج سلب ككتب وسلائب. وفي لسان العرب: وربما قالوا امرأة سلب. قال الراجز:

ما بال أصحابك ينذرونكا    أأن رأوك سلبا يرمونكا

وهذا كقولهم: ناقة علط: بلا خطام، وفرس فرط: متقدمة، وقد عمل أبو عبيد في هذا بابا فأكثر فيه من فعل بغير هاء للمؤنث. والسلوب من النوق: التي ترمي ولدها، وهو مجاز، وقد أسلبت الناقة فهي مسلب: ألقت ولدها من غير أن يتم، والجمع السلائب. وقيل: أسلبت: سلبت ولدها بموت أو غير ذلك. وظبية سلوب وسالب: سلبت ولدها. من المجاز: شجرة سليب: سلبت ورقها وأغصانها جمعه سلب. وعن الأزهري: شجرة سلب إذا تناثر ورقها، والنخل سلب أي لا حمل عليها. وفرس سلب القوائم أي خفيفها في النقل. وقيل: فرس سلب القوائم ككتف أي طويلها. قال الأزهري: وهذا صحيح. والسلب: السير الخفيف السريع. قال رؤبة:

قد قدحت من سلبهن سلبا
قارورة العين فصارت وقبا

والسلب بالكسر: أطول أداة الفدان قاله أبو حنيفة، وأنشد:

يا ليت شعري هل أتى الحسانا
أنى اتخذت اليفنين شانا
السلب واللؤمة والعيانا

السلب: خشبة تجمع إلى وفي نسخة على أصل اللؤمة، طرفها في ثقب اللؤمة السلب ككتف: الطويل. قال ذو الرمة يصف فراخ النعامة:

كأن أعناقها كـراث سـائفة    طارت لفائفه أو هيشر سلب

ويروى سلب بالضم، وقد تقدم. ويقال: رمح سلب أي طويل، وكذلك الرجل، والجمع سلب. قال:

ومن ربط الجحاش فإن فينا    قنا سلبا وأفراسا حسـانـا

السلب أيضا: الخفيف السريع. يقال: ثور سلب الطعن بالقرن. ورجل سلب اليدين بالضرب والطعن: خفيفهما. السلب بالتحريك: ما يسلب أي الشيء الذي يسلبه الإنسان من الغنائم، ويتولى عليه. وفي التهذيب: ما يسلب به، ج أسلاب. وكل شيء على الإنسان من اللباس فهو سلب. وفي الحديث: من قتل قتيلا فله سلبه. وهو ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون عليه ومعه من ثياب وسلاح ودابة، وهو فعل بمعنى مفعول أي مسلوب. وأنشدنا شيخنا أبو عبد الله قال: أنشدنا العلامة محمد بن الشاذلي:

إن الأسود أسود الغاب همتها      يوم الكريهة في المسلوب لا السلب

صفحة : 589

والسلب: شجر طويل ينبت متناسقا، يؤخذ ويمد ثم يشقق، فيخرج منه مشاقة بيضاء كالليف، واحدته سلبة، وهو من أجود ما تتخذ منه الحبال. قال أبو حنيفة: السلب: نبات ينبت أمثال الشمع الذي يستصبح به في خلقته إلا أنه أعظم وأطول، تتخذ منه الحبال على كل ضرب. السلب من الذبيحة: إهابها وأكرعها، وفي نسخة أكراعها وبطنها. والسلب من القصبة والشجرة: قشرها. يقال: اسلب هذه القصبة أي اقشرها. وفي حديث صفة مكة، زيدت شرفا: وأسلب ثمامها أي أخرج خوصه. وقال شمر: هيشر سلب، أي لا قشر عليه. قيل السلب: ليف المقل يؤتى به من مكة. وعن الليث: السلب: ليف المقل وهو أبيض. قال الأزهري: غلط الليث فيه. السلب: لحاء شجر معروف باليمن تعمل منه الحبال وهو أجفى من ليف المقل وأصلب، وعلى هذا يخرج قول العامة للحبل المعروف سلبة. وفي حديث ابن عمر أن سعيد بن جبير دخل عليه وهو متوسد مرفقة أدم، حشوها ليف أو سلب، بالتحريك. قال أبو عبيد: سألت عن السلب، فقيل: ليس بليف المقل، ولكنه شجر معروف باليمن، تعمل منه الحبال، وقيل: هو خوص الثمام. قلت: وهذا المشهور عندنا في اليمن. وقال شمر: السلب: قشر من قشور الشجر تعمل منه السلال، يقال لسوقه سوق السلابين. منه سوق السلابين بالمدينة الشريفة، م وبمكة أيضا قاله شمر، زادهما الله شرفا. من المجاز: أسلب الشجر: ذهب حملها وسقط ورقها فهو مسلب، وقد تقدم الكلام عليه. والأسلوب: السطر من النخيل. والطريق يأخذ فيه. وكل طريق ممتد فهو أسلوب. والأسلوب: الوجه والمذهب. يقال: هم في أسلوب سوء. ويجمع على أساليب. وقد سلك أسلوبه: طريقته. وكلامه على أساليب حسنة. والأسلوب، بالضم: الفن. يقال: أخذ فلان في أساليب من القول، أي أفانين منه. الأسلوب: عنق الأسد؛ لأنها لا تثنى. ومن المجاز: الأسلوب: الشموخ في الأنف. وإن أنفه لفي أسلوب، إذا كان متكبرا لا يلتفت يمنة ولا يسرة. قال الأعشى:

ألم تروا للعجب العجيب
أن بني قلابة القـلـوب
أنوفهم ملفخر في أسلوب
وشعر الأستاه بالجبـوب

صفحة : 590

يقول: يتكبرون وهم أخساء، كما يقال: أنف في السماء واست في الماء. وقوله: أنوفهم ملفخر على لغة اليمن. وانسلب: أسرع في السير جدا حتى كأنه يخرج من جلده، وغالب استعماله في الناقة. وتسلبت المرأة إذا أحدت قيل على زوجها؛ لأن التسلب قد يكون على غير زوج. وفي الحديث عن أسماء بنت عميس أنها قالت: لما أصيب جعفر أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تسلبي ثلاثا، ثم اصنعي بعد ما شئت أي البسي ثياب الحداد السود. وتسلبت المرأة إذا لبسته. وفي حديث أم سلمة أنها بكت على حمزة ثلاثة أيام وتسلبت. وقال اللحياني: المسلب والسليب والسلوب: التي يموت زوجها أو حميمها فتسلب عليه. قال ابن الأعرابي: السلبة بالضم: الجردة أي التجرد عن الثياب. تقول: ما أحسن سلبتها وجردتها. مسلب كمعظم: ع، قرب زبيد المحروسة من اليمن، وهي قرية صغيرة على أربعة فراسخ من زبيد تقديرا، وقد دخلتها. وفي لسان العرب عن أبي زيد، يقال: مالي أراك مسلبا؛ وذلك إذا لم يألف أحدا، ولا يسكن إليه أحد، وإنما شبه بالوحش. ويقال: إنه لوحشي مسلب، أي لا يألف ولا تسكن نفسه. وسلب كفرح: لبس السلاب، وهي الثياب السود تلبسها النساء في المأتم ج سلب ككتب. قال شيخنا: تفسير السلاب بالثياب يقتضي أن يكون جمعا، وجمعه على سلب يقتضي أن يكون مفردا كما هو ظاهر. والذي في التهذيب: السلاب: ثوب أسود تغطي به المحد رأسها. وفي الروض الأنف: السلاب: خرقة سوداء تلبسها الثكلى. ومما أغفل عنه المصنف: السلبة: خيط يشد على حطم البعير دون الخطام. والسلبة: عقبة تشد على السهم. والأسلوبة: لعبة للأعراب أو فعلة يفعلونها بينهم، حكاها اللحياني وقال: بينهم أسلوبة. والمستلب: سيف عمرو بن كلثوم التغلبي. سيف آخر لابي دهبل الجمحي.

س-ل-أ-ب
المسلئب كمشمعل أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو المطر الكثير.

س-ل-ح-ب
المسلحب: المستقيم مثل المتلئب. والمسلحب: المنبطح. المسلحب: الطريق البين الممتد. وطريق مسلحب: ممتد. وفي لسان العرب: وقال خليفة الحصيني: المسلحب: المطلحب الممتد. وسمعت غير واحد يقول: سرنا من موضع كذا غدوة، وظل يومنا مسلحبا، أي ممتدا سيره. وقد اسلحب اسلحبابا. قال جران العود:

فخر جران مسلحبـا كـأنـه     على الدف ضبعان تقطر أملح

والسلحوب من النساء: الماجنة. قال ذلك أبو عمرو، وقد أغفله المؤلف.

س-ل-خ-ب
السلخب كجعفر: أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الفدم. وقال غيره: هو الغليظ. أو هو بالمعجمة في أوله، قال الصاغاني: وهو أصح، وسيأتي.

س-ل-ق-ب
سلقب كجعفر: اسم ذكره ابن منظور، وأهمله المؤلف والصاغاني.

س-ل-ه-ب

صفحة : 591

السلهب: الطويل عامة، وقد يقال بالصاد أيضا، ذكره ابن السيد في الفرق. واختلف في هذه المادة فقيل إنها رباعية، وقيل: الهاء زائدة، وإليه مال المؤلف وهو رأى ابن القطاع ولذا قدمها على اسلغب كما لا يخفى، أشار له شيخنا. أو الطويل من الرجال عن الأصمعي ج سلاهبة. سلهب: اسم كلب. السلهب من الخيل: ما عظم وطال وطالت عظامه. وفرس سلهب كالسلهبة للذكر. وفرس مسلهب: ماض: ومنه قول الأعرابي في صفة الفرس: وإذا عدا اسلهب، وإذا قيد اجلعب، وإذا انتصب اتلأب. وعبارة الجوهري: والسلهب من الخيل: الطويل على وجه الأرض وربما، جاء بالصاد. وهي أي السلهبة: الجسيمة وليست بمدحة. والسلهابة: الجريئة، كالسلهاب بكسرهما.

س-ل-غ-ب
اسلغب الطائر أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الليث: إذا شوك ريشه قبل أن يسود كازلعب.

س-ن-ب
السنبة: الدهر والحقبة. يقال: عشنا بذلك سنبة، أي حقبة كالسنبتة التاء فيها ملحقة على قول سيبويه، ويدل على زيادتها أنك تقول: سنبة، وهذه التاء تثبت في التصغير. تقول: سنيبتة لقولهم في الجمع سنابت. ويقال: مضى سنب من الدهر، أو سنبة أي برهة، وأنشد شمر:

ماء الشباب عنفوان سنبته السنبة: سوء الخلق في سرعة الغضب كالسنبات بالفتح عن ابن الأعرابي، وأنشد:

قد شبت قبل الشيب من لداتي
وذاك ما ألقـى مـن الأذاة
من زوجة كثيرة السنـبـات

أراد السنبات فخفف للضرورة. كذا في لسان العرب. ويكسران يقال: رجل سنوب كصبور، وسنبوت أي متغضب. والسنوب: الرجل الكذاب المغتاب، عن ابن الأعرابي. السنوب: ع. والسنبات بالكسر وآخره تاء مثناة، وفي بعض النسخ بالباء الموحدة: الرجل الكثير الشر. والسنبات بالفتح: الاست كالسنباء الأخير عن ابن الأعرابي. سناب كسحاب: الشر الشديد عن ابن الأعرابي: السناب بالكسر: الطويل الظهر والبطن كالسنابة بالكسر والصاد فيه لغة كما سيأتي. والمسنبة: الشرة قاله أبو عمرو. فرس سنب ككتف أي الكثير الجري والجمع سنوب. وقال الأصمعي: فرس سنب إذا كان كثير العدو.

س-ن-ت-ب
السنتبة أهمله الجوهري. وقال أبو عمرو: هي الغيبة بكسر الغين المعجمة، وفي نسخة بإهمال العين وفتحها، وهو غلط المحكمة. السنتب كقنقذ: السيئ الخلق قاله ابن الأعرابي.

س-ن-د-ب
جمل سندأب: صلب وشك فيه ابن دريد وقد تقدم بيانه، وهنا ذكره ابن منظور. قال شيخنا: ينظر ما فائدة إعادته فهبه جفاء. قلت: ذكره أولا بناء على أن النون زائدة وأن أصل المادة ثلاثية، وأعاده ثانية لبيان أن النون هنا أصلية على قول بعض كما هو ظاهر. ومما يستدرك عليه: سندوب بالضم: قرية بمصر من أعمال الدقهلية، والعامة تفتحه، وقد دخلتها.

س-ن-ط-ب
السنطبة: طول مضطرب قاله ابن دريد، وقد أهمله الجوهري. في التهذيب السنطاب بالكسر: مطرقة الحداد.

س-ن-ع-ب

صفحة : 592

السنعبة بالضم أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو ابن عرس في بعض اللغات. قال: سمعت أبا عمران الكلابي يقول: السنعبة: اللحمة الناتئة في وسط الشفة العليا ولا أدري ما صحته.

س-ن-ه-ب
سنهب كجعفر: اسم وقد أهمله الجماعة.

س-و-ب
السوبة بالضم: السفر البعيد كالسبأة بالهمز عن ابن الأعرابي، وقد تقدم فهو لغة فيه. والسربة: السفر القريب، وتقدم أيضا. وسوبان كطوفان: واد ذكره غير واحد من الأئمة. أو جبل أو أرض. ويوم معروف. قال أوس بن جحر يعير طفيل بن مالك بن جعفر وقد خذله يوم السوبان:

لعمرك ما آسى طفيل بن مالك     بني أمه إذ ثابت الخيل تدعي

كذا في المستقصى. ومما أهمله المؤلف: ذكر السوبية فقد جاء ذكرها في النهاية في حديث ابن عمر، وذكره ابن الكتبي فيما لا يسع، والحكيم داود، وغيرهما، وأطالوا في خواصها. والذي في لسان العرب أنها بضم السين المهملة وكسر الباء الموحدة وبعدها ياء تحتها نقطتان: نبيذ معروف يتخذ من الحنطة، وكثيرا ما يشربه أهل مصر، انتهى. أي في أعيادهم. قال شيخنا: وقد يستعملونه من الأرز كما هو متعارف. قلت: وقد ألفت فيها وفي خواصها رسالة صغيرة.

س-ه-ب
السهب: الفلاة جمعه سهب وقال الفضل بن العباس اللهبي:

ونحلل من تهامة كل سهب    نقي الترب أودية رحابـا
أباطح من أباهر غير قطع     وشائظ لم يفارقن الذبابـا

السهب: الفرس الواسع الجري. وأسهب الفرس: اتسع في الجري وسبق. السهب: الشديد الجري البطيء العرق من الخيل. قال أبو دواد:

وقد أغدو بطرف هي     كل ذي ميعة سهب

كالمسهب بالفتح وتكسر هاؤه يقال: الفصيح في الجواد الكسر خاصة، كما اعتمد عليه أبو الحجاج الشنتمري المعروف بالأعلم. والسهب: ما بعد من الأرض واستوى في طمأنينة، وهي أجواف الأرض وطمأنينتها الشيء القليل تقود اليوم والليلة ونحو ذلك، وهو بطون الأرض تكون في الصحاري والمتون وربما تسيل وربما لا تسيل لأن فيه غلظا وسهولا تنبت نباتا كثيرا، وفيها خطرات من شجر أي أماكن فيها شجر وأماكن لا شجر فيها كذا في لسان العرب. السهب: الأخذ. ومضى سهب من الليل، أي وقت. السهب: سبخة، م وهي بين الحمتين فالمضباعة. السهب بالضم: المستوي من الأرض في سهولة ج سهوب. وقيل: السهوب: المستوية البعيدة. وقال أبو عمرو: السهوب: الواسعة من الأرض. قال الكميت:

أبارق إن يضغمكم الليث ضغمة      يدع بارقا مثل اليباب من السهب

أو سهوب الفلاة: نواحيها التي لا مسلك فيها. وأسهب الرجل: أكثر من الكلام فهو مسهب بالكسر ومسهب بالفتح. قال الجعدي:

غير عيي ولا مسهب

صفحة : 593

ويروى مسهب. وقد اختلف في هذه الكلمة فقال أبو زيد: المسهب: الكثير الكلام أي بالفتح خاصة، ومثله في أدب الكاتب لابن قتيبة ومختصر العين للزبيدي. وقال ابن الأعرابي: أسهب الرجل: أكثر من الكلام فهو مسهب بفتح الهاء ولا يقال بكسرها، وهو نادر. وقال ابن بري: قال أبو علي البغدادي: رجل مسهب بالفتح إذا أكثر الكلام في الخطإ، فإن كان ذلك في صواب فهو مسهب بالكسر لا غير. أي البليغ المكثر من الصواب بالكسر، وبه أجاب أبو الحجاج الأعلم في كتاب ابن عباد ملك الأندلس ونسبه إلى البارع لأبي علي، ثم نقل عن أبي عبيدة: أسهب فهو مسهب بالفتح إذا أكثر في خرف وتلف ذهن. وعن الأصمعي: أسهب فهو مسهب، إذا خرف وأهتر، فإن أكثر من الخطإ قيل: أفند، فهو مفند. ثم قال في آخر الجواب: فرأي مملوكك -أيدك الله- واعتقاده أن المسهب بالفتح لا يوصف به البليغ المحسن، ولا المكثر المصيب، ألا ترى إلى قول مكي بن سوادة:

حص مسهب جريء جـبـان    خير عي الرجال عي السكوت

أنه قرن فيه المسهب بالحصر وردفه بالصفتين، وجعل المسهب أحق بالعي من الساكت والحصر فقال:

خير عي الرجال عي السكوت

صفحة : 594

والدليل على أن المسهب بالكسر يقال للبليغ المكثر من الصواب أنهم يقولون للجواد من الخيل: مسهب بالكسر خاصة؛ لأنهما بمعنى الإجادة والإحسان. وليس قول ابن قتيبة والزبيدي في المسهب بالفتح هو المكثر هو البليغ المصيب؛ لأن الإكثار من الكلام داخل في معنى الذم. انتهى كلام الأعلم حسبما نقله شيخنا. وفي لسان العرب: ومما جاء فيه أفعل فهو مفعل أسهب فهو مسهب، وألفج فهو ملفج، وأحصن فهو محصن، فهذه الثلاثة جاءت بالفتح. حكاه القاضي أبو بكر بن العربي في ترتيب الرحلة، وابن دريد في الجمهرة، وابن الأعرابي في النوادر ومثله في كتاب ليس لابن خالويه، إلا أنه قال: وأسهب فهو مسهب: بالغ. هذا قول ابن دريد. وقال ثعلب: أسهب فهو مسهب في الكلام. قال: ووجدت بعد سبعين سنة حرفا رابعا وهو: أجرشت الإبل: سمنت فهي مجرشة. قلت: واستدركوا أيضا: أهتر فهو مهتر، ونقله عبد الباسط البلقيني، ويأتي للمصنف. ورأيت في نفح الطيب للشهاب المقري ما نصه: رأيت في بعض الحواشي الأندلسية -أي كتاب التوسعة كما حققه شيخنا- أن ابن السكيت ذكر في بعض كتبه فيما جعله بعض العرب فاعلا وبعضهم مفعولا: رجل مسهب ومسهب للكثير الكلام، وهذا يدل على أنهما، واحد. انتهى وهو رأي المصنف أي عدم التفرقة. وفي حديث ابن عمر، قيل له: ادع الله لنا، فقال: أكره أن أكون من المسهبين بفتح الهاء أي الكثيري الكلام، وأصله من السهب؛ وهو الأرض الواسعة. قلت: وسيأتي للمصنف في جذع: أجذع فهو مجذع لما لا أصل له ولا ثبات، نقله الصاغاني عن ابن عباد، ولم أر أحدا ألحقه بنظائره فتأمل ذلك. أسهب : شره وطمع، وفي نسخة أو طمع حتى لا تنتهي نفسه عن شيء فهو مسهب ومسهب، بفتح الهاء إذا أمعن في الشيء وأطال، ومنه حديث الرؤيا: كلوا واشربوا وأسهبوا وأمعنوا. وفي آخر أنه بعث خيلا فأسهبت شهرا أي أمعنت في سيرها. وأسهب بالضم على ما لم يسم فاعله، فهو مسهب بالفتح: ذهب عقله. وقيل: المسهب: الذاهب العقل من لدغ الحية أو العقرب، وقيل: هو الذي يهذي من خرف. والتسهيب: ذهاب العقل، والفعل منه ممات. قال ابن هرمة:

أم لا تذكر سلمى وهي نازحة     إلا اعتراك جوى سقم وتسهيب

وفي حديث علي رضي الله عنه: وضرب على قلبه بالإسهاب وقيل: هو ذهاب العقل. أسهب الرجل فهو مسهب، إذا تغير لونه من حب أو فزع أو مرض ورجل مسهب الجسم، إذا ذهب جسمه من حب، عن يعقوب. وحكى اللحياني: رجل مسهب العقل بالكسر ومسهم، على البدل، قال: وكذلك الجسم إذا ذهب من شدة الحب. قال أبو حاتم: أسهب السليم إسهابا فهو مسهب، إذا ذهب عقله وطاش، وأنشد:
فبات شبعان وبات مسهبا

صفحة : 595

وبئر سهبة: بعيدة القعر يخرج منها الريح ومسهبة أيضا بفتح الهاء إذا غلبتك سهبتها بالكسر حتى لا تقدر على الماء. قال شمر: المسهبة من الركايا: التي يحفرونها حتى يبلغوا ترابا مائقا فيغلبهم تهيلا فيدعونها. وعن الكسائي: بئر مسهبة: التي لا يدرك قعرها وماؤها. وأسهبوا: حفروا فهجموا على الرمل أو الريح. قال الأزهري: وإذا حفر القوم فهجموا على الريح وأخلفهم الماء يقال: أسهبوا. وأنشد في وصف بئر كثيرة الماء:

حوض طوي نيل من إسهابها
يعتلج الآذي من حبابها

قال: هي المسهبة حفرت حتى بلغت غيلم الماء، ألا ترى أنه قال: نيل من أعمق قعرها، وإذا بلغ حافر البئر إلى الرمل قيل: أسهب. أو أسهبوا، إذا حفروا حتى بلغوا الرمل ولم يخرج الماء فلم يصيبوا خيرا، وهذه عن اللحياني وعن ثعلب: أسهب فهو مسهب، إذا حفر بئرا فبلغ الماء. أسهبوا الدابة إسهابا، إذا أهملوها ترعى فهي مسهبة. قال طفيل الغنوي:

نزائع مقذوفا على سرواتهـا     بما لم تخالسها الغزاة وتسهب

أي قد أعفيت حتى حملت الشحم على سرواتها، كذا في التكملة. قال بعضهم: ومن هذا قيل للمكثار مسهب كأنه ترك والكلام يتكلم بما شاء، كأنه وسع عليه أن يقول ما شاء. أسهب الشاة منصوب ولدها مرفوع، إذا رغثها: لحسها: أسهب الرجل كلامه: أطاله. وفي كلامه إسهاب وإطناب وأسهب إذا أكثر من العطاء كاستهب والمستهب: الجواد، قاله الليث. ومكان مسهب بالفتح: لا يمنع الماء ولا يمسكه. والمسهب بالكسر: الغالب المكثر في عطائه. والسهبى: مفازة قال جرير:

ساروا إليك من السهبى ودونهم      فيحان فالحزن فالصمان فالوكف

الوكف لبني يربوع. والمسهب: فرس جبير بن مريض، وكان صاحب الخيل، وفيه يقول:

لئن لم يكن فيكن ما أتـقـي بـه     غداة الرهان مسهب ابن مريض
لينقضين حد الربـيع وبـينـنـا     من البحر لج لا يخاض عريض

كذا في كتاب البلاذري. السهباء بالمد: بئر لبني سعد. هي أيضا روضة معروفة مخصوصة بهذا الاسم. قال الأزهري: وروضة بالصمان تسمى السهباء. وراشد بن سهاب بن عبدة كذا في التكملة، والصواب أنه ابن جهبل ابن عبدة بن عصر ككتاب: شاعر هكذا ضبطه المفجع البصري وقال: من قاله بالمعجمة فقد أخطأ. وليس لهم سهاب المهملة غيره وهو أخو أوس بن سهاب. والسهب: موضع باليمن. منه أبو حذافة إسماعيل بن أحمد بن سنبه.

س-ه-ر-ب
ومما يستدرك عليه: سهرب بالضم: جد أبي علي الحسن ابن حمدون بن الوليد بن غسان النيسابوري الأديب، مولى عبد القيس روى وحدث.

س-ي-ب
السيب: العطاء، والعرف. والنافلة. وفي حديث الاستسقاء: واجعله سيبا نافعا أي عطاء، ويجوز أن يريد مطرا سائبا أي جاريا. ومن المجاز: فاض سيبه على الناس أي عطاؤه، كذا في الأساس. السيب: مردي السفينة. السيب: شعر ذنب الفرس السيب: مصدر ساب الماء يسيب سيبا: جرى. وساب يسيب: مشى مسرعا. ومن المجاز: سابت الحية تنساب وتسيب إذا مضت مسرعة. أنشد ثعلب:

صفحة : 596

أتذهب سلمى في اللمام فلا ترى   وبـالـلـيل أيم شـاء يسـيب

وكذلك انسابت. وساب الأفعى وانساب إذا خرج من مكمنه. وفي الحديث أن رجلا شرب من سقاء فانسابت في بطنه حية، فنهي عن الشرب من فم السقاء. أي دخلت وجرت مع جريان الماء. يقال: ساب الماء إذا جرى. كانساب. وانساب فلان نحوكم: رجع. وفي قول الحريري في الصنعانية فانساب فيها على غرارة أي دخل فيها دخول الحية في مكمنها. في كتابه صلى الله عليه وسلم لوائل بن حجر: وفي السيوب الخمس. قال أبو عبيد: هي الركاز وهو مجاز. قال: ولا أراه أخذ إلا من السيب، وهو العطية. وأنشد:

فما أنا من ريب المنون بجبإ    وما أنا من سيب الإله بآيس

صفحة : 597

وفي لسان العرب: السيوب: الركار لأنها من سيب الله وعطائه. وقال ثعلب: هي المعادن. وقال أبو سعيد: السيوب: عروق من الذهب والفضة تسيب في المعدن، أي تتكون فيه وتظهر، قال الزمخشري: السيوب جمع سيب يريد به المال المدفون في الجاهلية أو المعدن؛ لأنه من فضل الله وعطائه لمن أصابه. ويوجد هنا في بعض النسخ: السياب، وهو خطأ. وذات السيب: رحبة لإضم. وفي التكملة: من رحاب إضم. والسيب بالكسر: مجرى الماء جمعه سيوب. ونهر بخوارزم .نهر بالبصرة عليه قرية كبيرة. وآخر في ذنابة الفرات بقرب الحلة وعليه بلد. منه صباح بن هارون، ويحيى ابن أحمد المقري صاحب الحمامي، وهبة الله بن عبد الله مؤدب أمير المؤمنين المقتدر هكذا في النسخ. وفي التبصير مؤدب المقتدي، سمع أبا الحسين بن بشران، وعنه ابن السمرقندي. أبو البركات أحمد ابن عبد الوهاب السيبي عن الصريفيني وهو مؤدب أمير المؤمنين المقتفي لأمر الله العباسي، وعنه أخذ، لا أبوه أي وهم من جعل شيخ المقتفي عبد الوهاب يعني بذلك أبا سعد بن السمعاني. قلت: وأخوه علي بن عبد الوهاب حدث عن أبي الحسن العلاف، وأبوهما عبد الوهاب سمع أباه وعنه أبو الفضل الطوسي وحفيده أحمد بن عبد الوهاب حدث، ومحمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب السيبي حدث عن أبي الوقت، وإسماعيل بن ابراهيم بن فارس بن السيبي عن أبي الفضل الأرموي، وابن ناصر مات بدنيسر سنة 614 ه وأخوه عثمان سمع معه ومات قبله سنة 610 ه والمبارك بن إبراهيم بن مختار الدقاق بن السيبي عن أبي القاسم بن الحصين، وابنه عبيد الله بن المبارك عن أبي الفتح بن البطي. قال ابن نقطة: سمعت منه، وفيه مقال. مات سنة 619 ه. وابنه المظفر سمع من أصحاب ابن بيان. وأبو منصور محمد بن أحمد السيبي، روى عنه نظام الملك. وأحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصري السيبي، حدث عن ابن ماس وغيره. ذكره الذهبي، توفي سنة 439 ه. وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حسين السيبي، سمع منه أبو الميمون عبد الوهاب بن عتيق بن وردان مقرئ مصر، ذكره المنذري في التكملة. السيب بالكسر: التفاح فارسي. قال أبو العلاء: ومنه سيبويه أي سيب: تفاح. وويه: رائحته فكأنه رائحة تفاح، قاله السيرافي. وأصل التركيب تفاح رائحة؛ لأن الفرس وغيرهم عادتهم تقديم المضاف على المضاف إليه غالبا. وقال شيخنا: وفي طبقات الزبيدي. حدثني أبو عبد الله محمد ابن طاهر العسكري قال: سيبويه: اسم فارسي، والسي: ثلاثون، وبويه: رائحة، فكأنه في المعنى ثلاثون رائحة أي الذي ضوعف طيب رائحته ثلاثين، وكان فيما يقال حسن الوجه طيب الرائحة، انتهى. وقال جماعة: سيبويه بالكسر، وويه: اسم صوت بني على الكسر، وكره المحدثون النطق به كأضرابه فقالوا: سيبويه، فضموا الموحدة، وسكنوا الواو، وفتحوا التحتية، وأبدلوا الهاء فوقية يوقف عليها، وهذا قول الكوفيين. وهو لقب أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الشيرازي كان مولى لبني الحارث بن كعب، ولد بالبيضاء من قرى شيراز، ثم قدم البصرة

صفحة : 598

لرواية الحديث، ولازم الخليل بن أحمد، وقضاياه مع الكسائي مشهورة، وهو إمام النحاة بلا نزاع، وكتابه الإمام في الفن، توفي بالأهواز سنة ثمانين ومائة عن اثنين وثلاثين، قاله الخطيب، وقيل غير ذلك. سيبويه أيضا: لقب أبي بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي الفقيه المصري عرف بابن الجبى، سمع السلمي الجبي والطحاوي. وغيرهم، ذكره الذهبي. مات في صفر سنة 358 ه. قلت: وقد جمع له ابن زولاق ترجمة في مجلد لطيف، وهو أيضا لقب عبد الرحمن بن مادر المدائني، ذكره الخطيب في تاريخه. وأيضا لقب أبي نصر محمد بن عبد العزيز بن محمد بن محمود بن سهل التيمي الأصبهاني النحوي، كما في طبقات النحاة للسيوطي. من المجاز: سابت الدابة: أهملت، وسيبتها. وسيبت الشيء: تركته يسيب حيث شاء. والسائبة: المهملة، ودوابهم سوائب وسيب. وعنده سائبة من السوائب. السائبة: العبد يعتق على أن لا ولاء له أي عليه. وقال الشافعي: إذا أعتق عبده سائبة، فمات العبد وخلف مالا ولم يدع وارثا غير مولاه الذي أعتقه، فميراثه لمعتقه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الولاء لحمة كلحمة النسب فكما أن لحمة النسب لا تنقطع كذلك الولاء. وقال صلى الله عليه وسلم: الولاء لمن أعتق. وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: السائبة والصدقة ليومهما. قال أبو عبيدة: أي يوم القيامة، فلا يرجع إلى الانتفاع بشيء منهما بعد ذلك في الدنيا؛ وذلك كالرجل يعتق عبده سائبة فيموت العبد ويترك مالا ولا وارث له، فلا ينبغي لمعتقه أن يرزأ من ميراثه شيئا إلا أن يجعله في مثله. وفي حديث عبد الله: السائبة يضع ماله حيث شاء أي العبد الذي يعتق سائبة ولا يكون ولاؤه لمعتقه ولا وارث له فيضع ماله حيث شاء، وهو الذي ورد النهي عنه. السائبة: البعير يدرك نتاج نتاجه، فيسيب، أي يترك ولا يركب ولا يحمل عليه. السائبة التي في القرآن العزيز في قوله تعالى: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة. الناقة التي كانت تسيب في الجاهلية لنذر ونحوه كذا في الصحاح. أو أنها هي أم البحيرة كانت الناقة إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث سيبت فلم تركب ولم يشرب لبنها إلا ولدها أو الضيف حتى تموت، فإذا ماتت أكلها الرجال والنساء جميعا، وبحرت أذن بنتها الأخيرة فتسمى البحيرة، وهي بمنزلة أمها في أنها سائبة، والجمع سيب مثل نائمة ونوم، ونائحة ونوح. أو السائبة -على ما قال ابن الأثير: كان الرجل إذا قدم من سفر بعيد أو برئ من علة، أو نجت وفي لسان العرب نجته دابته من مشقة أو حرب قال: هي أي ناقتي سائبة أي تسيب، فلا ينتفع بظهرها، ولا تحلأ عن ماء، ولا تمنع من كلإ، ولا تركب. أو كان ينزع من ظهرها فقارة أو عظما فتعرف بذلك وكانت لا تمنع عن ماء ولا كلإ ولا تركب ولا تحلب، فأغير على رجل من العرب فلم يجد دابة يركبها فركب سائبة، فقيل: أتركب حراما? فقال: يركب الحرام من لا حلال له فذهبت مثلا. وفي الحديث: رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وكان أول من

صفحة : 599

سيب السوائب. وهي التي نهى الله عنها بقوله: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة. فالسائبة: بنت البحيرة. والسائبتان: بدنتان أهداهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت، فأخذهما واحد من المشركين فذهب بهما، سماهما سائبتين؛ لأنه سيبهما لله تعالى. وقد جاء في الحديث عرضت علي النار فرأيت صاحب السائبتين يدفع بعصا. ومم بقي على المؤلف من المجاز: ساب الرجل في منطقه إذا ذهب فيه بكل مذهب. وعبارة الأساس: أفاض فيه بغير روية، وفي حديث عبد الرحمن بن عوف أن الحيلة بالمنطق أبلغ من السيوب في الكلم. السيوب: ما سيب وخلي. ساب في الكلام: خاض فيه بهذر. أي التلطف والتقلل منه أبلغ من الإكثار، كذا في لسان العرب. والسياب كسحاب ويشدد مع الفتح. السياب كرمان إذا فتح خفف، وإذا شددته ضممته -ووهم شيخنا في الاقتصار على الفتح-: البلح أو البسر الأخضر، قاله أبو حنيفة، واحدته سيابة وسيابة، وبها سمي الرجل. قال أحيحة: السوائب. وهي التي نهى الله عنها بقوله: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة. فالسائبة: بنت البحيرة. والسائبتان: بدنتان أهداهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيت، فأخذهما واحد من المشركين فذهب بهما، سماهما سائبتين؛ لأنه سيبهما لله تعالى. وقد جاء في الحديث عرضت علي النار فرأيت صاحب السائبتين يدفع بعصا. ومم بقي على المؤلف من المجاز: ساب الرجل في منطقه إذا ذهب فيه بكل مذهب. وعبارة الأساس: أفاض فيه بغير روية، وفي حديث عبد الرحمن بن عوف أن الحيلة بالمنطق أبلغ من السيوب في الكلم. السيوب: ما سيب وخلي. ساب في الكلام: خاض فيه بهذر. أي التلطف والتقلل منه أبلغ من الإكثار، كذا في لسان العرب. والسياب كسحاب ويشدد مع الفتح. السياب كرمان إذا فتح خفف، وإذا شددته ضممته -ووهم شيخنا في الاقتصار على الفتح-: البلح أو البسر الأخضر، قاله أبو حنيفة، واحدته سيابة وسيابة، وبها سمي الرجل. قال أحيحة:

أقسمت لا أعطيك في     كعب ومقتله سيابـه

وقال أبو زبيد:

أيام تجلو لنا عن بارد رتل     تخال نكهتها بالليل سيابا

أراد نكهة سياب. وعن الأصمعي: إذا تعقد الطلع حتى يصير بلحا فهو السياب مخفف واحدته سيابة. وقال شمر: هو السداء ممدود بلغة أهل المدينة، وهي السيابة بلغة وادي القرى. وأنشد للبيد:

سيابة ما بها عيب ولا أثر

صفحة : 600

قال: وسمعت البحرانيين تقول: سياب وسيابة. وفي حديث أسيد بن حضير: لو سألتنا سيابة ما أعطيناكها هي مخففة. وسيابة كسحابة: الخمر. وسيبان بن الغوث بن سعد بن عوف ابن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة، وهو حمير الأصغر، وهو بالفتح والكسر قليل: أبو قبيلة من حمير. منها أبو العجماء كذا في النسخ، وصوابه أبو العجفاء عمرو ابن عبد الله الديلمي عن عوف بن مالك. أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو. قال أبو حاتم: ثقة. وأيوب بن سويد الرملي قلت: ويروى أبو العجفاء أيضا عن عبد الله بن عمر، نقله الفرضي عن الحازمي. وكتب الفرضي ميما على عبد الله، وأجرى على عمرو مكانه هو عمرو بن عبد الله المتقدم بذكره. وأبو عمرو والد يحيى حدث أيضا، ومات ابنه يحيى سنة 148 ه قاله ابن الأثير. وذكر الذهبي أن الفرضي ضبط عمرو بن عبد الله السيباني المتقدم بذكره بكسر السين والمشهور، بفتحها. وضبطه الرضي الشاطبي أيضا بالكسر كالهمداني النسابة. وهم ينتسبون إلى سيبان بن أسلم بن زيد بن الغوث. وأسقط ابن حبيب أسلم وزيدا من نسبه فقال: هو سيبان بن الغوث كما تقدم فاعرف ذلك. وسيبان بالفتح وحده: جبل وراء وادي القرى. ودير السابان والذي ذكره ابن العديم: سابان بلا لام ع: بين حلب وأنطاكية قريبان من دير عمان يعدان من أعمال حلب، وهما خربان الآن، وفيهما بناء عجيب وقصور مشرفة. وبينهما قرية أحد الديرين من قبل القرية، والآخر من شماليها، وفيهما يقول حمدان الأثاربي:

دير عمـان ودير سـابـان      هجن غرامي وزدن أشجاني
إذا تذكرت فيهمـا زمـنـا      قضيته في عرام ريعـانـي
يا لهف نفسي مما أكـابـده     إن لاح برق من دير حشيان

صفحة : 601

ومعنى دير سابان بالسريانية: دير الجماعة، ومعنى دير عمان دير الشيخ، كذا في تاريخ حلب لابن العديم. والمسيب كمسيل: واد. المسيب كمعظم: ابن علس محركة الشاعر. والمسيب بن رافع وهو كمحمد بلا خلاف. وطي ابن المسيب بن فضالة العبدي من رجال عبد القيس. وسيابة بن عاصم ابن شيبان السلمي صحابي فرد له وفادة، روى حديثه عمرو بن سعيد قوله: أنا ابن العواتك كذا في المعجم. وجعفر بن أحمد بن علي بن بيان بن زيد بن سيابة الغافقي المصري محدث، قال الدار قطني: لا يساوي شيئا. وسيابة: تابعية عن عائشة، وعنها نافع، ويقال: هي سائبة. والسائب: اسم من ساب يسيب إذا مشى مسرعا أو من ساب الماء إذا جرى. والسائب: ثلاثة وعشرون صحابيا، انظر تفصيلهم في الإصابة، وفي معجم الحافظ تقي الدين بن فهد الهاشمي. وأبو السائب: صيفي بن عائذ من بني مخزوم، قيل: كان شريكا للنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه. والسائب بن عبيد أبو شافع المطلبي جد الإمام الشافعي رضي الله عنه، قيل: له صحبة. والسوبان: اسم واد، وقد تقدم في السوبة. المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي كمحدث: والد الإمام التابعي الجليل سعيد له صحبة، روى عنه ابنه ويفتح. قال بعض المحدثين: أهل العراق يفتحون، وأهل المدينة يكسرون، ويحكون عنه أنه كان يقول: سيب الله من سيب أبي، والكسر حكاه عياض وابن المديني، قاله شيخنا. ومما بقي عليه المسيب بن أبي السائب بن عبد الله المخزومي أخو السائب، أسلم بعد خيبر. والمسيب ابن عمرو أمر على سرية، يروى ذلك عن مقاتل بن سليمان، كذا قاله ابن فهد. وسيابة أم يعلى بن مرة بن وهب الثقفي، وبها يعرف ويكنى أبا المرازم.