فصل الكاف مع الموحدة
ك أ ب
الكأب، بالفتح، كالضرب والكأبة، والكآبة، كالنشأة والنشاءة، الغم، وسوء
الحال، والانكسار من حزن. كئب، كسمع، يكأب، كأبا، وكآبة: وأكتأب اكتيابا:
حزن. واغتم وانكسر، فهو كئب كفرح، وكئيب كأمير، ومكتئب وفي الحديث: أعوذ بك
من كآبة المنقلب، المعنى أنه يرجع من سفره بأمر يحزنه، إما أصابه من سفره،
وإما قدم عليه، مثل أن يعود غير مقضى الحاجة، أو أصابت ماله آفة، أو يقدم
على أهله فيجدهم مرضى، أو فقد بعضهم. وامرأة كئيبة، وكأباء أيضا؛ قال جندل
بن المثنى:
عز على عمك أن تـأوقـي أو أن تبيتي ليلة لم تغبـقـي
أو أن ترى كأباء لم تبرنشقي الأوق: الثقل والغبوق: شرب العشي. والابرنشاق: الفرح والسرور. وأكأب، كأكرم: حزن، أو دخل في الكآبة، أي: الحزن، أو تغير النفس بالانكسار من شدة الهم. أكأب: وقع في هلكة وأنشد ثعلب:
يسير الدليل بها خيفة وما بكآبته من خفاء فسره فقال: قد ضل الدليل، بها. قال ابن سيده. وعندي أن الكآبة ها هنا الحزن؛ لأن الخائف محزون. والكأباء، على فعلاء: الحزن الشديد. ويقال: ما أكأبك، فهو يستعمل مصدرا وصفة للأنثي، كما تقدم. يقال: ما به كؤبة، كهمزة، أي: توبة، وزنا ومعنى، أي: ما يستحيا منه، نقله الصاغاني. من المجاز: أكتأب وجه الأرض وهي كئيبة الوجه. رماد مكتئب اللون ضارب إلى السواد كما يكون وجه الكئيب. وأكأبه: أحزنه. وكئيب، كأمير، موضع بالحجاز.
ك ب ب
كبه يكبه كبا، وكبكبه: قلبه. وكب الرجل إناءه، يكبه، كبا. كبه لوجهه، فانكب
أي: صرعه، كأكبه، حكاه ابن الأعرابي، مردفا للمعنى الأول، وأنشد:
يا صاحب القعو المكب المدبر إن تمنعي قعوك أمنع محوري وكببت القصعة: قلبتها على وجهها. وطعنه فكبه لوجهه، كذلك، قال أبو النجم:
فكبه بالرمح في دمائه
صفحة : 884
والفرس يكب الحمار، إذا ألقاه على وجهه، وهو مجاز. والفارس يكب الوحوش: إذا
طعنها. فألقاها على وجهها. ورجل أكب: لا يزال يعثر. وكبكبه: إذا قلب بعضه
على بعض، أو رمى به من رأس جبل أو حائط. وكبه فأكب هو على وجهه، وهو كما في
نسخة، وفي بعضها بإسقاط الرباعي منه، لازم والثلاثي منه متعد، وهذا في
النوادر أن يقال: أفعلت أنا، وفعلت غيري، يقال: كب الله عدو المسلمين، ولا
يقال: أكب، كذا في الصحاح. قال شيخنا. وصرح بمثله ابن القطاع والسرقسطي
وغير واحد من أئمة اللغة والصرف. وقال الزوزني: ولا نظير له إلا قولهم:
عرضته فأعرض، ولا ثالث لهما، واستدرك عليهم الشهاب الفيومي في خاتمة
المصباح ألفاظا غير هذين، لا يجري بعضها على القاعدة كما يظهر بالتأمل.
قلت: وسيأتي البحث فيه في قشع، وفي شنق، وفي حفل، وفي عرض. وفي تفسير
القاضي أثناء سورة الملك أن الهمزة في أكب ونحوه للصيرورة، وقد بسطه
الخفاجي في العناية. وأكب الرجل عليه، أي على الشيء: أقبل يعمله. من
المجاز: أكب الرجل يكب على عمل عمله: إذا لزم، وهو مكب عليه لازم له. وأكب
عليه، كانكب بمعنى. أكب له، أي: للشيء، إذا تحانى، كذا في النسخة، وفي
بعضها: تجانأ، بالجيم والهمز، ولعله الصواب. وكب: إذا ثقل، يقال: ألقى عليه
كبته، أي ثقله. عن أبي عمرو: كب الرجل، إذا أوقد الكب، بالضم، للحمض وهو
شجر جيد الوقود، يصلح ورقه لأذناب الخيل، يحسنها ويطولها، وله كعوب وشوك
مثل السلج ينبت فيما رق من الأرض وسهل، واحدته كبة. وقيل: هو من نجيل
العلاة. وقال ابن الأعرابي: من الحمض: النجيل، والكب. كب الغزل: جعله كببا،
وعن ابن سيده: كب الغزل: جعله كبة. والكبة، بالفتح، ويضم: الدفعة في
القتال، والجرى، وشدته، وأنشد:
ثار غبار الكبة المائر الكبة: الحملة في الحرب يقال: كانت لهم كبة في الحرب، أي صرخة، ورأيت للخيلين كبة عظيمة، وهو مجاز. الكبة: الزحام، يقال: لقيته على الكبة، أي: الزحمة، وهو مجاز أيضا. وفي حديث أبي قتادة: فلما رأى الناس الميضأة تكابوا عليها ، أي ازدحموا، وهي تفاعلوا، من الكبة. قال أبو رياش: الكبة: إفلات الخيل، وهي على المقوس، للجرى، أو للحملة. الكبة: الصدمة بين الخيلين، نقله الصاغاني. ومن المجاز: جاءت كبة الشتاء، أي: شدته ودفعته. الكبة: الرمى في الهوة من الأرض، كالكبكبة، بالفتح، ويضم. والكبكبة، بكسر الكافين؛ والكبكب، كجعفر، وفي التنزيل العزيز: فكبكبوا فيها هم والغاوون قال الليث: أي دهوروا وجمعوا، ثم رمي بهم في هوة النار. وقال الزجاج: طرح بعضهم على بعض وقال أهل اللغة: معناه دهوروا. وحقيقة ذلك في اللغة تكرير الانكباب، كأنه إذا ألقي، ينكب مرة بعد مرة، حتى يستقر فيها. نستجير بالله منها. الكبة، بالضم: الجماعة من الناس؛ قال أبو زبيد:
وصاح من صاح في الأجلاب وانبعثت
وعاث في كبة الوعـواع والـعـير
صفحة : 885
كالكبكبة بالفتح. في الحديث كبكبة من بني إسرائيل ، أي: جماعة. وفي حديث
ابن مسعود: أنه رأى جماعة، ذهبت فرجعت، فقال: إياكم وكبة السوق، فإنها كبة
الشيطان ، أي: جماعة السوق. ومن المجاز:جاؤوا في كبكبة، أي: جماعة.
وتكبكبوا: تجمعوا؛ ورماهم بكبته: أي جماعته. كبة: فرس قيس بن الغوث ابن
أنمار بن إراش بن عمرو بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك ابن زيد بن كهلان
بن سبإ. الكب: الشيء المجتمع من تراب وغيره. وكبة: الغزل: ما جمع منه، مشتق
من ذلك. وفي الصحاح: الكبة: الجروهق من الغزل، تقول منه: كببت الغزل أكبة
كبا. والجروهق. ليس بعربي، وقد أغفله في القاف، كما سيأتي التنبيه عليه.
الكبة: الإبل العظيمة. ومن المجاز: المثل: إنك لكا لبائع الكبة بالهبة .
الهبة: الريح. ومنهم من رواه: الكبة بالهبة، بالتخفيف فيهما، فالكبة من
الكابي، والهبة من الهابي. قال الأزهري: وهكذا قال أبو زيد في هذا المثل،
أي: بتشديد الباءين فيهما. قال: ويقال: عليه كبة وبقرة أي عليه عيال الكبة:
الثقل، وفي نسخة الثقيل، وهو خطأ يقال: رماهم بكتبه، أي: ثقله. والكباب،
كغراب: الكثير من الإبل، والغنم، ونحوهما. وقد يوصف به، فيقال: نعم كباب،
وذلك إذا ركب بعضه على بعض من كثرته. قال الفرزدق:
كباب من الأخطار كان مراحـه عليها فأودي الظلف منه وجامله الكباب: التراب، والطين اللازب، والثرى الندى، والجعد الكثير الذي قد لزم بعضه بعضا. قال ذو الرمة يصف ثورا حفر أصل أرطأة، ليكنس فيه من الحر:
توخاه بالأظلاف حتى كأنما يثرن الكباب الجعد عن متن محمل هكذا أورده الجوهري يثرن وصواب إنشاده يثير أي: توخى الكناس يحفره بأظلافه. والمحمل: محمل السيف، شبه عروق الأرطي به. الكباب: جبل، وماء. الكباب: ما تكبب، أي: تجعد من الرمل لرطوبته، ويقال: تكبب الرمل، إذا أندى فتعقد، ومنه سميت كبة الغزل، أشار له الزمخشري في الأساس. وقال أمية يذكر حمامة نوح:
فجاءت بعد ما ركضت بقطف
عليه الثأط والطين الكـبـاب
صفحة : 886
الكباب، بالفتح: الطباهجة، وهو اللحم المشرح المشوي، قال ياقوت: وما أظنه
إلا فارسيا، وبمثله جزم الخفاجي في شفاء الغليل. ومن المجاز: كببوا اللحم.
والتكبيب: عمله من الكباب، وهو اللحم يكب على الجمر: يلقى عليه. والمكب،
كمسن أي بالكسر: الرجل الكثير النظر إلى الأرض، كالمكباب. وأكب الرجل،
إكبابا: إذا نكس وفي التنزيل العزيز: أفمن يمشي مكبا على وجهه . والمكببة،
على صيغة اسم المفعول: حنطة غبراء، غليظة السنابل أمثال العصافير، وتبنها
غليظ، لا تنشط له الأكلة. والكبكب، بالضم: الرجل المجتمع الخلق، الشديده،
كالكباكب، بالضم أيضا. ج كباكب، بالفتح. وكل فعالل بالضم صفة للواحد، فإن
الجمع فعالل، بالفتح، مثل جوالق وجوالق. وتكتبت الإبل: إذا صرعت من داء، أو
هزال. والكبكاب، بالفتح: تمر غليظ كبير هاجر. والكبكابة، بهاء: المرأة
السمينة، كالبكباكة، والوكواكة، والكوكاءة، والمرمارة، والرجراجة. والكبكب،
بالكسر ويفتح: لعبة لهم. و: ع بالصفراء. كبكب، كجعفر: اسم جبل بمكة، ولم
يقيده في الصحاح بمكان، وقيده غيره بأنه جبل بعرفات خلف ظهر الإمام إذا
وقف، وقيل هو ثنية. وقد صرفه امرؤ القيس والأعشى ترك صرفه. والكبابة،
كسحابة: دواء صيني، يشبه الفلفل الأسود، وله خواص مذكورة في كتب الطب.
والكبكوب،والكبكوبة، والكبكبة، بضمهن: الجماعة من الناس المتضامة بعضها مع
بعض. وكباكب، بالضم: جبل، قال رؤبة:
أرأس لو ترمى بها كباكبـا ما منعت أو عالها العلاهبا وقيس كبة، قبيلة من بجيلة. يقال: إن كبة اسم فرس له؛ قال الراعي يهجوهم:
قبيلة من قيس كبة سـاقـهـا إلى أهل نجد لؤمها وافتقارها ومما يستدرك عليه: كبة النار، بالفتح: صدمتها ومنه حديث معاوية إنكم لتقلبون حولا قلبا إن وقي كبة النار . وكب فلان البعير: إذا عقره، قال:
يكبون العشار لمن أتاهـم إذا لم يسكت المائة الوليدا والكبة، بالضم: جماعة من الخيل. وكبة الخيل: معظمها، عن ثعلب. ومن كلام بعضهم لبعض الملوك: لقيته في الكبة، طعنته في السبة، فأخرجتها من اللبة. وقد مر بتفصليه في سب، فراجعه. ويقال: عليه كبة وبقرة أي: عيال وكبكبوا فيها:أي جمعوا. وجاء متكبكبا في ثيابه: أي متزملا. ومن المجاز: تكبب الرجل، إذا تلفف في ثوبه. كذا في الأساس. وفي النوادر: كمهلت المال كمهلة، ودبكلته، وزمزمته، وصرصرته، وكركرته: إذا جمعته ورددت أطراف ما انتشر منه، وكذلك كبكبته كذا في لسان العرب. والكبة، بالضم: غدة شبه الخراج، وأهل مصر يطلقونها على الطاعون، وأهل الشام على لحم يرض، ويخلط مع دقيق الأرز، ويسوى منه كهيئة الرغفان الصغار ونحوها. وكباب، كسحاب: جبل.
ك ت ب
كتبه، يكتب، كتبا بالفتح المصدر المقيس، وكتابا بالكسر على خلاف القياس.
وقيل: اسم كاللباس، عن اللحياني. وقيل: أصله المصدر، ثم استعمل فيما سيأتي
من معانيه. قاله شيخنا. وكذا: كتابة، وكتبة، بالكسر فيهما: خطه، قال أبو
النجم:
أقبلت من عن زياد كالخرف تخط رجلاي بخط مختلف
صفحة : 887
تكتبان في الطريق لام الف وفي لسان العرب، قال: ورأيت في بعض النسخ تكتبان
بكسر التاء، وهي لغة بهراء يكسرون التاء، فيقولون: تعلمون. ثم أتبع الكاف
كسرة التاء، ككتبه مضعفا، وعن ابن سيده: اكتتبه ككتبه أو كتبه: إذا خطه.
واكتتبه: إذا استملاه، كاستكتبه واكتتب فلان كتابا: أي سأل أن يكتب له. واستكتبه الشي: أي سأله أن يكتبه له. وفي التنزيل العزيز: اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا أي: استكتبها. والكتاب: ما يكتب فيه، وفي الحديث: من نظر إلى كتاب أخيه بغير إذنه، فكأنما ينظر في النار. وهو محمول على الكتاب الذي فيه سر وأمانة يكره صاحبه أن يطلع عليه. وقيل: هو عام في كل كتاب. ويؤنث على نية الصحيفة. وحكى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء: أنه سمع بعض العرب يقول، وذكر إنسانا، فقال، فلان لغوب،جاءته كتابي فاحتقرها. اللغوب:الأحمق الكتاب: الدواة يكتب منها. الكتاب: التوراة، قال الزجاج في قوله تعالى: نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب ، وقوله كتاب الله : جائز أن يكون التوراة، وأن يكون القرآن. الكتاب: الصحيفة يكتب فيها.الكتاب يوضع موضع الفرض، قال الله تعالى: كتب عليكم القصاص ، وقال، عز وجل كتب عليكم الصيام معناه: فرض. قال: وكتبنا عليهم فيها ، أي: فرضنا. من هذا: الكتاب يأتي بمعنى الحكم، وفي الحديث: لأقضين بينكما بكتاب الله أي: بحكم الله الذي أنزل في كتابه، وكتبه على عباده، ولم يرد القرآن، لأن النفي والرجم لا ذكر لهما فيه؛ قال الجعدي:
يا بنت عمي، كتاب الله أخرجنيعنكم، وهل أمنعن الله ما فعلا وفي حديث بريرة: من اشترط شرطا ليس في كتاب الله ، أي: ليس في حكمه. في الأساس: ومن المجاز: كتب عليه كذا: قضي. وكتاب الله: قدره، قال: وسألني بعض المغاربة، ونحن بالطواف، عن القدر، فقلت: هو في السماء مكتوب، وفي الأرض مكسوب. من المجاز أيضا، عن اللحياني الكتبة، بالضم: السير الذي يخرز به المزادة والقربة، وجمعها كتب. قال ذو الرمة:
وفراء غرفية، أثأى خوارزها
مشلشل، ضيعته بينها الكتب
صفحة : 888
الوفراء: الوافرة. والغرفية: المدبوغة بالغرف، شجرة. وأثأى: أفسد. الخوارز:
جمع خارزة. الكتب: الجمع تقول منه: كتبت البغلة. إذا جمعت بين شفريها
بحلقة، أو سير. وفي الأساس: وكذا: كتبت عليها، وبغلة مكتوبة، ومكتوب عليها.
والكتبة: ما يكتب به أي يشد حياء البغلة، أو الناقة، لئلا، ينزى عليها
والجمع كالجمع. عن الليث: الكتبة: الخرزة المضمومة بالسير. وقال ابن سيده:
هي التي ضم السير كلا وجهيها الكتبة بالكسر: اكتتابك كتابا تنسخه. والكتبة
أيضا: الحالة. والكتبة أيضا: الاكتتاب في الفرض والرزق.وكتب السقاء
والمزادة والقربة، يكتبه، كتبا: خرزة بسيرين، فهو كتيب. وقيل هو أن يشد فمه
حتى لا يقطر منه شيء، كاكتتبه: إذا شده الوكاء، فهو مكتتب. وعن ابن
الأعرابي: سمعت أعرابيا يقول: أكتبت فم السقاء، فلم يستكتب. أي: لم يستوك،
لجفائه وغلظه. وقال اللحياني: اكتب قربتك: اخرزها. وأكتبها: أوكها، يعني:
شد رأسها. كتب الناقة، يكتبها، ويكتبها بالكسر والضم،كتبا، وكتب عليها:ختم
حياءها وخزم عليه، أو خزم بحلقة من حديد، ونحوه كالصفر، تضم شفري حيائها،
لئلا ينزي عليها. قال:
لا تأمنن فزاريا خلوت بـه على بعيرك واكتبها بأسيار وذلك لأن بني فزارة يرمون بغشيان الإبل. كتب الناقة، يكتبها: ظأرها، فخزم منخريها بشيء، لئلا تشم البول. هكذا في نسختنا، وهو خطأ، وصوابه البو أي: فلا ترأمه.
والكاتب، عندهم: العالم، نقله الجوهري عن ابن الأعرابي، قال الله تعالى: أم عندهم الغيب فهم يكتبون وفي كتابه صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن قد بعثت إليكم كاتبا من أصحابي أراد: عالما، سمى به لأن الغالب على من كان يعرف الكتابة أن عنده العلم والمعرفة، وكان الكاتب عندهم عزيزا وفيهم قليلا. والإكتاب: تعليم الكتاب، والكتابة، كالتكتيب. والمكتب: المعلم، وقال اللحياني: هو المكتب الذي يعلم الكتابة. قال الحسن: وكان الحجاج مكتبا بالطائف، يعني: معلما، ومنه قيل: عبيد المكتب، لأنه كان معلما. ونص الصاغاني: كتبت الغلام تكتيبا: إذا علمته الكتابة، مثل اكتتبته: الإكتاب: الإملاء، تقول: أكتبني هذه القصيدة،أي: أملها على. الإكتاب: شد رأس القربة يقال: أكتب سقاءه إذا أوكأه، وهو مجاز، وقد تقدم. رجل، كاتب، والكتاب، كرمان: الكاتبون، وهم الكتبة، وحرفتهم: الكتابة، قاله ابن الأعرابي. يقال: سلم ولده إلى المكتب كمقعد، أي: موضع الكتاب والتعليم، أي: تعليمه الكتابة. والمكتب: المعلم، والكتاب: الصبيان، قاله المبرد. وقول الليث، وتبعه الجوهري: إن الكتاب بوزن رمان، والمكتب كمقعد، واحد، وهما موضع تعليم الكتاب، غلط: وهو قول المبرد، لأنه قال: ومن جعل الموضع الكتاب، فقد أخطأ. وفي الأساس: وقيل الكتاب: الصبيان، لا المكان. ونقل شيخنا عن الشهاب في شرح الشفاء: أن الكتاب للمكتب وارد في كلامهم كما في الأساس وغيره، ولا عبرة بمن قال إنه مولد. وفي العناية: أنه أثبته الجوهري، واستفاض استعماله بهذا المعنى، كقوله:
وأتى بكتاب لو انبسطت يدي
فيهم رددتهم إلى الكتـاب
صفحة : 889
وأوله:
تبا لدهر أتى بعـجـاب ومحا فنون العلم والآداب والأبيات في تاريخ ابن
خلكان. وأصله جمع كاتب، مثل كتبة، فأطلق على محله مجازا للمجاورة، وليس
موضوعا ابتداء كما قال. وقال الأزهري، عن الليث: إنه لغة. وفي الكشف:
الاعتماد على قول الليث، ونقله الصاغاني أيضا، وسلمه؛ ونقله ابن حجر في شرح
المنهاج عن الإمام الشافعي، وصححه البيهقي وغيره، ووفقه الجماهير، كصاحب
التهذيب والمغرب والعباب. انتهى الحاصل من عبارته. ولكن عزوه إلى الأساس
ولسان العرب وغيرهما، محل نظر، فإنهما نقلا عبارة المبرد، ولم يرجحا قول
الليث، حتى يستدل بمرجوحية قول المبرد، كما لا يخفى.ج كتاتيب، ومكاتيب.وهذا
من تتمة عبارة الجوهري، فالأول جمع كتاب، والثاني جمع مكتب. وقد أخل المصنف
بذكر الثاني، وذكره غير واحد، قال شيخنا: وفي عبارة المصنف قلق.قلت: وذلك
لأن كتاتيب إنما هو جمع كتاب، على رأي الجوهري والليث، وهو قد جعله خطأ،
فما معنى ذكره فيما بعد? نعم، لم قدم ذكره قبل قوله خطأ ، لسلم من ذلك،
فتأمل. الكتاب: سهم صغير، مدور الرأس، يتعلم به الصبي الرمي وبالثاء أيضا،
والثاء المثلثة في هذا الحرف أعلى من التاء الفوقية، كما سيأتي. وفي عبارة
شيخنا هنا قلق عجيب. الكتاب أيضا: جمع كاتب، مثل كتبة، وقد تقدمت الإشارة
إليه. واكتتب الرجل: إذا كتب نفسه في ديوان السلطان، وفي الحديث قال له
رجل: إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، أي: كتبت اسمي
في جملة الغزاة. وفي حديث ابن عمر: من اكتتب زمنا، بعثه الله زمنا يوم
القيامة . من المجاز: اكتتب هو: أسر. واكتتب بطنه: حصر، وأمسك، فهو مكتتب
ومكتتب عليه ومكتوب عليه نقله الصاغاني. والمكتوتب: المنتفخ الممتلئ مما
كان: نقله الصاغاني. من المجاز: كتب الكتيبة جمعها، وهي الجيش:وتكتب الجيش
تجمع.وكتب الجيش: جعله كتائب. أو هي الجماعة المستحيزة من الخيل، أو هي
جماعة الخيل إذا أغارت على العدو، من المائة إلى الألف. وكتبها تكتيبا،
وكتبها: هيأها، قال ساعدة بن جؤية:
لا يكتبون ولا يكت عديدهـم
حفلت بساحتهم كتائب أوعبوا
صفحة : 890
أي: لا يهيؤون. وتكتبوا: تجمعوا، ومنه: تكتب الرجل: تحزم، وجمع عليه ثيابه.
وهو مجاز. وبنو كتب، بالفتح: بطن من العرب. والمكتب، كمعظم: العنقود من
العنب ونحوه، أكل بعض ما فيه وترك بعضه. والمكاتبة بمعنى التكاتب، يقال:
كاتب صديقه، وتكاتبا. من المجاز المكاتبة، وهو أن يكاتبك عبدك على نفسه
بثمنه. فإذا سعى، وأداه، عتق. وهي لفظة إسلامية، صرح به الدميري. والسيد
مكاتب، والعبد مكاتب إذا عقد عليه ما فارقه عليه من أداء المال سميت
مكاتبة، لما يكتب العبد على السيد من العتق إذا أدى ما فورق عليه، ولما
يكتب السيد على العبد من النجوم التي يؤديها في محلها، وأن له تعجيزه إذا
عجز عن أداء نجم يحل عليه. وأحكام المكاتبة، مصرحة في فروع الفقه. ومما لم
يذكره المؤلف: الكتيبة، مصغرة، اسم لبعض قرى خيبر. ومنه حديث الزهري:
الكتيبة أكثرها عنوة يعني أنه فتحها قهرا، لا عن صلح. والمكتب: من قرى ابن
جبلة في اليمن، نقلته عن المعجم.
ك ث ب
الكثب: الجمع من قرب، وفي حديث أبي هريرة: كنت في الصفة، فبعث النبي صلى
الله عليه وسلم، بتمر عجوة فكثب بيننا وقيل: كلوه، ولا توزعوه أي: ترك بين
أيدينا مجموعا. ومنه الحديث: جئت عليا، وبين يديه قرنفل مكثوب ، أي: مجموع
الكثب: الاجتماع، يقال: كثب القوم، إذا اجتمعوا، فهم كاثبون: مجتمعون.
الكثب: الصب، يقال: كثب الشيء كثبا: إذا جمعه من قرب، وصبه قال الشاعر:
على السيد الصعب لو أنه
يقوم على ذروة الصاقب
لأصبح رتما دقاق الحصى مكان النبي من الكاثـب
الكاثب: الجامع لما ندر من الحصى، والنبي: ما نبا منه إذا دق، وسيأتي الكلام عليه. الكثب: الدخول، يقال: كثبوا لكم أي: دخلوا بينكم وفيكم، وهو من القرب يكثب بالضم، ويكثب بالكسر، في كل ما ذكر.
الكثب: واد لطيىء القبيلة المشهورة.
الكثب، بالتحريك: القرب وهو كثبك: أي، قربك. قال سيبويه: لا يستعمل إلا ظرفا. ويقال: هو يرمى من كثب، أي،: من قرب، وتمكن. أنشد ابن إسحاق:
فهـــذان يذودان
وذا من كثب يرمي
صفحة : 891
الكثب: ع بديار بني طيىء. وهو غير الكثب، بفتح فسكون، المتقدم ذكره وهكذا
بالتحريك، ضبطه صاحب المعجم والصاغاني. وكثب عليه: إذا قاربه، وحمل وكر.
كثب كنانته - بالكسر: الجعبة -: نكثها هكذا في النسخة والصواب: نكبها، أي
نثرها، كما سيأتي. عن أبي حاتم: احتلبوا كثبا، أي: من كل شاة شيئا قليلا.
وقد كثب لبنها: إذا قل، إما عند غزارة، وإما عند قلة. والكثيب: هو التل
المستطيل المحدودب من الرمل: وقيل: الكثيب من الرمل: القطعة تنقاد محدودبة.
وقيل: هو ما اجتمع واحدودب ج أكثبة، وكثب بضمتين في الثاني، وكثبان كعثمان،
وفي التنزيل العزيز: وكانت الجبال كثيبا مهيلا . قال الفراء: الكثيب:
الرمل، والمهيل: الذي يحرك: أسفله فينهال عليك من أعلاه.وفي الحديث: ثلاثة
على كثب المسك ، وفي رواية: على كثبان المسك. الكثيب: ع بساحل بحر اليمن،
فيه مسجد متبرك: به. وقريتان بالبحرين وفي التكملة: قرية بالبحرين. قلت:
والكثيب أيضا جبل نجدى، وقيل: ماء للضباب في قبلة طخفة قرب ضرية. والكثيب
الأحمر: حيث دفن سيدنا موسى الكليم، عليه وعلى نبينا أتم الصلاة والتسليم.
والكثبة، بالضم: القليل من الماء واللبن، أو هي مثل الجرعة تبقى في الإناء.
وقيل: قدر حلبة، أو ملء القدح من اللبن، وهذا قول أبي زيد، ومنه قول العرب
في بعض ما يقع على ألسنة البهائم، قالت الضائنة: أولد رخالا، وأجر جفالا
وأحلب كثبا ثقالا، ولم تر مثلي مالا. أو ملء القدح منهما أي: الماء واللبن:
في حديث ماعز بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برجمه، ثم قال:
يعمد أحدكم إلى المرأة المغيبة فيخدعها بالكثبة، لا أوتى بأحد منهم فعل
ذلك، إلا جعلته نكالا . قال أبو عبيد: قال شعبة: سألت سماكا عن الكثبة فقال
القليل من اللبن قال أبو عبيد: وهو كذلك: في غير اللبن. كثبة: ع، نقله
الصاغاني. الكثبة الطائفة من طعام أو تمر، أو تراب، أو غيره، ذلك: بعد أن
يكون قليلا. قيل: الكثبة: كل مجتمع من طعام أو غيره، بعد أن يكون قليلا،
ومنه سمي الكثيب من الرمل، لأنه انصب في مكان، فاجتمع فيه. والجمع الكثب،
قال الراجز:
برح بالعينين خطاب الكثب يقول: إني خاطب، وقد كذب وإنما يخطب عسا من حلب يعني الرجل يجيء بعلة الخطبة، وإنما يريد القرى.قال ابن الأعرابي: يقال للرجل إذا جاء يطلب القرى بعلة الخطبة: إنه ليخطب كثبة؛ وأنشد الأزهري لذي الرمة:
ميلاء من معدن الصيران قاصية
أبعارهن على أهدافها كـثـب
صفحة : 892
الكثبة: المطمئنة المنخفضة من الأرض بين الجبال. وأكثبه الرجل: سقاه كثبة
من لبن. أكثب فلان إلى القوم: إذا دنا منه، عن النضر بن شميل. وفي حديث
بدر: إن أكثبتم القوم، فانبلوهم . وفي رواية: إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل
من كثب. وأكثب إذا قارب. والهمزة في أكثبكم لتعدية كثب، فلذلك: عداها إلى
ضميرهم. وفي حديث عائشة تصف أباها، رضي الله عنهما. وظن رجال أن قد أكثبت
أطماعهم أي: قربت، كأكثب له: دنا منه وأمكنه. أكثب منه. الكثاب، كغراب:
الكثير ونعم كتاب: أي كثير. وهو لغة في الموحدة، وقد تقدم. الكثاب : ع
بنجد، نقله الصاغاني. الكثاب، كرمان وشداد، الأول ضبظ الصاغاني: السهم عامة
وعن الأصمعي: الكثاب: سهم لا نصل له ولا ريش، يلعب به الصبيان؛ وأنشد في
صفة الحية:
كأن قرصا من طحين معتلث
هامته في مثل كثاب العبث
ترجف لحياه بموت مستحث تلمظ الشيخ إذا الشيخ غرث
كالكتاب، بالتاء المثناة الفوقية. وقد تقدم الإيماء إلى أن الفوقية لغة مرجوجة في المثلثة، ولا تنافي بين كلامي المؤلف كما زعمه شيخنا. والكاثبة من الفرس: المنسج. وقيل: هو ما ارتفع من المنسج. وقيل: هو مقدم المنسج حيث تقع عليه يد الفارس. ج، أي الجمع: الكواثب. وقيل: هي من أصل العنق إلى ما بين الكتفين، قال النابغة:
لهن عليهم عادة قد عرفـنـهـا إذا عرض الخطي فوق الكواثب وقد قيل: إن جمعه أكثاب، قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك. وفي الحديث: يضعون رماحهم على كواثب خيلهم وهي من الفرس مجتمع كتفيه قدام السرج. والكاثب: ع، أو جبل؛ قال أوس بن حجر يرثي فضالة بن كلدة الأسدي:
على السيد الصعب لو أنه
يقوم على ذروة الصاقب
لأصبح رتما دقاق الحصى مكان النبي من الكاثـب
صفحة : 893
النبي: موضع، وقيل: هو ما نبا فارتفع، قال ابن بري: النبي رمل معروف،
ويقال: هو جمع ناب، كغاز وغزي. يقول: لو علا فضالة هذا على الصاقب، وهو جبل
معروف في بلاد بني عامر، لأصبح مدقوقا مكسورا، يعظم بذلك: أمر فضالة وقيل:
إن قوله يقوم بمعنى يقاومه، كذا في لسان العرب. والكثباء، ممدود: من أسماء
التراب. والتكثيب: القلة، يقال: كثب لبن الناقة، إذا قل، نقله الصاغاني. في
المثل: كثبك: الصيد، هكذا في النسخ بغير ألف، والصواب أكثبك: الصيد والرمي،
وأكثب لك: فارمه. أي: دنا منك، وأمكنك: كما في غير ديوان، وإن كان كثب
وأكثب بمعنى كما تقدم، من كاثبته أي: من منسجه، هكذا في النسخ. في المثل:
ما رمى بكثاب. المضبوط في نسختنا بالكسر، على وزن كتاب ونص المثل: ما رماه
بكثاب، أي: شيء: سهم، وغيره. وفي لسان العرب: أي سهم. وقيل: هو الصغير من
السهام ها هنا. وكاثبتهم، مكاثبة: دنوت منهم. فالمفاعل ليست على بابها.
ومما يستدرك: عليه: قال الليث: كثبت التراب، فانكثب: إذا نثرت بعضه فوق
بعض. وعن أبي زيد: كثبت الطعام أكثبه كثبا، ونثرته نثرا، وهما واحد. وكل ما
انصب في شيء واجتمع، فقد انكثب فيه. وفي المثل: إنه ليخطب كثبة . وقد تقدم
شرحه. وجاء يكثبه: أي يتلوه. وكثابة البكر والفصيل، كرمانة: المكان الذي
كان فيه الفصيل ببلاد ثمود، نقله الصاغاني.
ك ث ع ب
الكثعب، كجعفر: أهمله الجوهري، وقال الليث: هي المرأة الضخمة الركب،
بالتحريك: الفرج كالكثعم، والكثعب. يقال: ركب كثعب، وكعثب: ضخم ممتلئ،
ناتئ.
ك ث ن ب
الكثنب، كجعفر: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصاغاني في ك ث ب: هو
الصلب الشديد، ونونه زائدة عند أكثر الصرفيين. وقد تقدم النون على الثاء
المثلثة، وسيأتي في موضعه.
ك ح ب
الكحب: أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: الكحب، والحكم: الحصرم، بالكسر،
واحدته كحبة بهاء، يمانية، وهو البروق. الكحب، بلغتهم أيضا: الدبر، بضمتين.
وكحب الكرم تكحيبا: ظهر كحبه ، أي، ظهر عنقود حصرمه قال الأزهري: هذا حرف
صحيح، وقد رواه أحمد بن يحيى، عن ابن الأعربي. قال: ويقال: كحب العنب، إذا
انعقد أو كثر حبه . و قد كحبه كمنعه ضرب دبره. روى سلمة،عن الفراء: يقال:
الدراهم بين يديه كاحبة، الكاحبة: الكثيرة. قال: والنار التي ارتفع لهبها،
هي كاحبة. وكوحب، كجوهر: ع، عن ابن دريد.
ك ح ك ب
كحكب، كجعفر: أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو ع نقله الصاغاني.
ك ح ل ب
كحلبة، وكحلب: اسم، أهمله الجماعة.
ك د ب
صفحة : 894
الكدب، بالفتح: أهمله الجوهري، قال أبو عمر في ياقوتة حياك الله وبياك :
الكدب والكدب ككتف، والكدب، محركة، والكدب بالضم. قال شيخنا:ولو قال الكدب
مثلثة وتحرك:، لكان أخصر وأدل على المراد والذال المعجمة لغة فيهن قال
شيخنا: لفظ فيهن مستدرك غير محتاج إليه؛ لأن مثل هذا إنما يذكر في تعداد
المعاني، لا في ضبط اللفظ الواحد: البياض في أظفار الأحداث. والذي ذكره أبو
عمر في الياقوته، أربع لغات فقط، وهي: الكدب، والكدب بالفتح والتحريك،
وإهمال الدال وإعجامها، الواحدة هاء في الكل. فإذا صحت كدبة، بسكون الدال،
فكدب اسم للجمع كالكديباء، مصغرا ممدودا. وهذه عن ثعلب.
عن ابن الأعرابي: المكدوبة، من النساء: المرأة النقية البياض ثم إن هذه المادة أهملها طائفة من أهل اللسان، وجرى عليه الجوهري، وغيره، كما أشرنا إليه، والصواب إثباتها، لا سيما قد قرأ الحبر عبد الله بن عباس ترجمان القرآن، رضي الله عنهما، وكذا السيدة عائشة، رضي الله عنها، وأبو السمال ، ونقله الهروي في غريبيه عن الحسن البصري أيضا قوله تعالى: وجاؤوا على قميصه بدم كدب، بالدال المهملة. وسئل أبو العباس عن قراءة من قرأ بدم كدب بالدال المهملة، فقال: إن قرأ به إمام، فله مخرج. قيل له: فما هو ? فقال بدم كدب أي ضارب إلى البياض مأخوذ من كدب: الظفر، وهو وبش بياضه كأنه دم قد أثر في قميصه، فلحقته أعراضه كالنقش عليه. وقيل: أي طري، وقيل يابس:،لأنهم عدوه من الأضداد، صرح به شيخنا، وقيل: كدر. وقال الهروي: حكى أنه المتغير.
ك ذ ب
كذب، يكذب من باب ضرب كذبا ككتف، قال شيخنا: وهو غريب في المصادر، حتى
قالوا: إنه لم يأت مصدر على هذا الوزن، إلا ألفاظا قليلة، حصرها القزاز ي
جامعه في أحد عشر حرفا، لا تزيد عليها، فذكر: اللعب، والضحك، الحبق، والكذب
وغيرها. وأما الأسماء التي ليست بمصادر، فتأتي على هذا الوزن كثيرا. وكذبا
بالكسر، هكذا مضبوط في الصحاح قال شيخنا: وظاهر إطلاقه أن يكون مقتوحا،
وليس كذلك، وصرح ابن السيد وغيره أنه ليس لغة مستقلة، بل هو بنقل حركة
العين إلى الفاء تخفيفا، ولكنه مسموع في كلامهم، على أنهم أجازوا هذا
التخفيف في مثله لو لم يسمع. وكذبة بالكسر أيضا على ما هو مضبوط عندنا،
وضبطه شيخنا كفرحة، ومثله في لسان العرب، وكذبة بفتح فسكون، كذا ضبط، وضبطه
شيخنا بالكسر، ومثله في لسان العرب. قال: وهاتان عن اللحياني. قلت: وهو
الذي زعم أنه زاده ابن عديس، أي: الفتح: وكذابا، وكذابا ككتاب وجنان أنشد:
اللحياني في الأول:
نادت حليمة بالوداع وآذنـت
أهل الصفاء وودعت بكذاب
صفحة : 895
قال شيخنا: وهما مصدران، قرئ بهما في المتواتر. يقال: كاذبته مكاذبة
وكذابا، ومنه قراءة على والعطاردى والأعمش والسلمى والكسائي وغيرهم، ولا
كذابا . وقيل: هو مصدر: كذب كذابا، مثل كتب كتابا. وقال اللحياني، قال
الكسائي: أهل اليمن: يجعلون المصدر من فعل: فعالا: وغيرهم من العرب: تفعيلا
وفي الصحاح قوله تعالى وكذبوا بآياتنا كذابا وهو أحد مصادر المشدد، لأن
مصدره قد يجئ على تفعيل، كالتكليم، وعلى فعال، مثل كذاب، وعلى تفعلة، مثل
توصية، وعلى مفعل، مقل: ومزقناهم كل ممزق. قلت : وفاته: كذابا، كرمان وبه
قرأ عمر بن عبد العزيز؛ ويكون صفة على المبالغة، كوضاء وحسان، يقال: كذب
كذابا، أي: متناهيا. وهو كاذب وكذاب، ككتان والأنثى بالهاء عن اللحياني:
رجل تكذاب وتصداق، بكسرتين وشد الثالث، أي: يكذب ويصدق رجل كذوب، وكذلك
رؤيا كذوب أي: صاحبها كاذب؛ أنشد ثعلب:
فحيت فحياها فهب فحلـقـت مع النجم رؤيا في المنام كذوب ومن أمثالهم: إن
الكذوب قد يصدق. وهو كقولهم مع الخواطئ سهم صائب وكذوبة بزيادة الهاء،
كفروقة، وكذبان كسكران، وكيذبان بزيادة المثناة التحتية وفتح الذال، كذا هو
بخط الأزهري في كتابه، وكيذبان بضم الذال كذا في نسخة الصحاح، وكذبذب
بالضم، مخفف. قال الشيخ أبو حيان في الارتشاف لم يجئ في الكلام العرب كلمة
على فعلعل، إلا قولهم: كذبذب. قال شيخنا: وقد صرح به ابن عصفور، وابن
القطاع، وغيرهما. قلت: ولم يذكره سيبويه فيما ذكر من الأمثلة، كما نقله
الصاغاني. قد يشدد، فيقال: كذبذب حكاه ابن عديس، وغيره، ونقله شراح الفصيح.
وأنشد الجوهري لأبي زيد:
وإذا اتاك بأنني قد بعتهـا
بوصال غانية فقل كذبذب وفي نسخة: قد بعته ويقال:
إنه لجريبة بن الأشيم، جاهلي وفي الشواذ، عن أبي زيد:
فإذا سمعت بأنني قد بعته
صفحة : 896
يقول: إذا سمعت بأنني قد بعت جملي بوصال امرأة، فقل: كذبذب. كذا في هامش
نسخة الصحاح. وقال ابن جني: أما كذبذب خفيف، وكذبذب مشدد منه، فهاتان لم
يحكمها سيبويه. رجل كذبة، مثال همزة، نقله ابن عديس وابن جني وغيرهما، وصرح
به شراح الفصيح والجوهري. وهو من أوزان المبالغة كما لا يخفى. قاله شيخنا.
ومكذبان، بفتح الأول والثالث، كذا في الصحاح مضبوط وضبط في نسختنا بضم
الثالث، ومكذبانة، بزيادة الهاء. نقلهما ابن جني في شرح ديوان المتنبي،
وابن عديس، وشراح الفصيح، عن أبي زيد؛ وكذبذبان بالضم وزيادة الألف والنون،
قال شيخنا: وهو غريب في الدواوين. وقد فرغ المصنف من الصفات، وأنتقل إلى
ذكر إلى يدل على المصدر من الألفاظ، فقال: والأكذوبة والكذبي، بضمهما،
الأخير عن ابن الأعرابي، والمكذوب كالميسور من إطلاق المفعول الثلاثي على
المصدر، وهو قليل، حصروا ألفاظه في نحو أربعة، ويستدرك عليهم هذا. قاله
شيخنا. والمكذوبة، مؤنث، وهو أقل من المذكر، والمكذبة على مفعلة، مصدر
ميمي، مقيس في الثلاثي، رواه ابن الأعرابي، والكاذبة، والكذبان، والكذاب
بضمهما: كل ذلك: بمعنى الكذب. قال الفراء، يحكي عن العرب: إن بني نمير ليس
لهم مكذوبة. وفي الصحاح وقولهم إن بني فلان ليس لجدهم مكذوبة، أي: كذب قلت:
وحكاه عنهم أبو ثروان، وقال الفراء أيضا في قوله تعالى: ليس لوقعتها كاذبة
أي: ليس لها مرودة، ولا رد، فالكاذبة هنا مصدر. وقال غيره: كذب كاذبة،
وعافاه الله عافية، وعاقبه عاقبة، أسماء وضعت مواضع المصادر، ومثله في
الصحاح. ويقال: لا مكذبة، ولا كذبى، ولا كذبان، أي: لا أكذبك. وفي شرح
الفصيح، لأبي جعفر اللبلي: ولا كذب لك، ولا كذبى، بالضم أي: لا تكذيب. فزاد
على المؤلف بناء واحدا، وهو الكذب كقفل. وقوله تعالى: ناصية كاذبة، أي:
صاحبها كاذب، فأوقع الجزء موقع الجملة. وأكذبه: ألفاه أي: وجده كاذبا، أو
قال له: كذبت. وفي الصحاح: أكذبت الرجل: ألفيته كاذبا. وكذبته، إذا قلت له:
كذبت. وقال الكسائي أكذبته، إذا أخبرت أن جاء بالكذب ورواه، وكذبته: إذا
أخبرت أنه كاذب. قال ثعلب: أكذبه، وكذبه. بمعنى. وقديكون أكذبه بمعنى حمله
على الكذب، قد يكون بمعنى بين كذبه وبمنى وجده كاذبا، كما صرح به المؤلف:
من المجاز، عن أبي زيد: الكذوب، والكذوبة: من أسماء النفس، وعلى الأول
اقتصر جماعة. قال:
إني وإن منتني الكذوب
لعالم أن أجلي قريب
صفحة : 897
وكذب الرجل، بالضم والتخفيف أخبر بالكذب. والكذابان: هما مسيلمة، مصغرا،
ابن حبيب الحنفي من بني حنيفة بن الدول، والأسود ابن كعب العنسي، من بني
عنس، خرج باليمن. من المجاز، عن النضر، يقال: الناقة التي يضربها الفحل،
فتشول، ثم ترجع حائلا: مكذب، وكاذب، بلا هاء. وقد كذبت، بالتخفيف، وكذبت،
بالتشديد. عن أبي عمرو: يقال لمن يصاح به، وهو ساكت يرى أنه نائم: قد أكذب
الرجل. وهو الإكذاب بهذا المعنى،وهو مجاز أيضا. وعن ابن الأعرابي:
المكذوبة: المرأة الضعيفة. والمذكوبة: المرأة الصالحة، وقد تقدم. وكذاب بني
كلب بن وبرة: هو خباب بالمعجمة والموحدة والتشديد، وفي نسخة: جناب، بالجيم
والنون والتخفيف بن منقذ بن مالك. وكذاب بني طابخة، وهو من كلب أيضا. كذلك
كذاب بني الحرماز واسمه عبد الله بن الأعور. والكيذبان المحاربي، بضم الذال
المعجمة، واسمه عدي بن نصر ابن بذاوة: شعراء معروفون. من المجاز: كذب، قد
يكون بمعنى وجب،ومنه حديث عمر، رضي الله عنه كذب عليكم الحج، كذب عليكم
العمرة كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم فقيل: إن معناها وجب
عليكم. أن المراد بالكذب الترغيب والبعث من قولهم: كذبته نفسه: إذا منته
الأماني بغير الحق، وخيلت إليه من الآمال البعيدة ما لا يكاد يكون، ولذلك
سميت النفس: الكذوب، كما تقدم. وذلك مما يرغب الرجل في الأمور،ويبعثه على
التعرض لها. قال أبو الهيثم في قول لبيد:
أكذب النفس إذا حدثتها يقول: من نفسك بالعيش الطويل، لتأمل الآمال البعيدة، فتجد في الطلب لأن: إذا صدقتها، فقلت: لعلك: تموتين اليوم، أو غدا، قصر أملها، وضعف طلبها. انتهى.
ويقولون في عكس ذلك: صدقته نفسه: إذا ثبطته، وخيلت إليه المعجزة في الطلب. قال أبو عمرو بن العلاء: يقال للرجل يتهدد الرجل ويتوعده ثم يكذب ويكع: صدقته الكذوب؛ وأنشد:
فأقبل نحوي على قدرة فلما دنا صدقته الكذوب
وأنشد الفراء:
حتى إذا ما صدقته كذبه
صفحة : 898
أي: نفوسه، جعل له نفوسا، لتفرق الرأي وانتشاره. فمعنى قوله كذبك الحج: أي:
ليكذبك الحج أي: لينشطك، ويبعثك على فعله. وقال الزمخشري: معنى كذب عليكم
الحج: على كلامين كأنه قال كذب الحج، عليك الحج، أي: ليرغبك الحج، وهو واجب
عليك، فأضمر الأول لدلالة الثاني عليه؛ ومن نصب الحج، أي جعله منصوبا، كما
روي عن بعضهم، فقد جعل عليك اسم فعل، وفي كذب ضمير الحج، وعليكم الحج: جملة
أخرى، والظرف نقل إلى اسم الفعل، كعليكم أنفسكم وفيه إعادة الضمير على
متأخر، إلا أن يلحق بالأعمال، فإنه معتبر فيه، مع ما في ذلك في التنافر بين
الجمل وإن كان يستقيم بحسب ما يؤول إليه الأمر. على أن النصب أثبته
الرضي،وجعل كذب اسم فعل، بمعنى الزم، وما بعده منصوب به، ورد كلامه بأنه
مخالف لإجماعهم. وقيل إن النصب غير معروف بالكلية فيه، كما حققه شيخنا، على
ما يأتي. وفي الصحاح: وهي كلمة نادرة، جاءت على غير قياس. وعن ابن شميل:
كذبك الحج: أي أمكنك، فحج؛ وكذبك الصيد، أي: أمكنك فارمه. أو المعنى: كذب
عليك الحج إن ذكر أنه غير كاف هادم لما قبله من الذنوب. قال الشاعر، وهو
عنتزة العبي، يخاطب زوجته عبلة، قيل: لخزز بن لوذان السدوسي، وهو موجود في
ديوانهما:
كذب العتيق وماء شن بـارد
إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي ومضر، تنصب العتيق
بعد كذب على الإغراء، واليمن ترفعه. والعتيق التمر اليابس. والبيت من شواهد
سيبويه، وأنشده المحقق الرضى في أوائل مبحث أسماء الأفعال شاهدا على أن كذب
في الأصل فعل، وقد صار اسم فعل بمعنى الزم قال شيخنا: وهذا، أي: كونه اسم
فعل شيء انفرد به الرضى. وانظر بقيته في شرح شيخنا. ثم إنه تقدم، على أن
النصب قد أنكره جماعة، وعين الرفع منهم جماعة منهم أبو بكر بن الأنباري في
رسالة مستقلة شرح فيها معاني الكذب وجعلها خمسة قال: كذب معناه الإغراء.
ومطالبة المخاطب بلزوم الشيء المذكور كقول العرب: كذب عليك: العسل، ويردون:
كل العسل، فغلب المضاف إليه على المضاف. قال: عمر بن الخطاب: كذب عليكم
الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم معناه:
الزموا الحج، والعمرة، والجهاد؛ والمغرى به، مرفوع بكذب لا يجوز نصبه على
الصحة،لأن كذب فعل، لا بد له من فاعل، وخبر لا بدله من محدث عنه. والفعل
والفاعل، كلاهما تأويلهما الإغراء. ومن زعم أن الحج والعمرة والجهاد في
حديث عمر، حكمهن النصب، لم يصب، إذ قضى بالخلو عن الفاعل. وقد حكى أبو عبيد
عن أبي عبيدة، عن أعرابي أنه نظر إلى ناقة نضو لرجل، فقال: كذب عليك البزر
والنوى. قال أبو عبيد: لم يسمع النصب مع كذب في الإغراء، إلا في هذا الحرف،
قال أبو بكر: وهذا شاذ من القول، خارج في النحو عن منهاج القياس، ملحق
بالشواذ التي لا يعول عليها، ولا يؤخذ بها؛ قال الشاعر: كذب العتيق إلى
آخره، معناه: الزمى العتيق، هذا الماء ولا تطالبيتي بغيرهما. والعتيق:
مرفوع لا غير. انتهى. وقد نقل أبو حيان هذا الكلام في تذكرته وفي شرح
التسهيل، وزاد فيه بأن الذي يدل على رفع الأسماء بعد كذب أنه يتصل بها
الضمير، كما جاءض في كلام عمر: ثلاثة أسفار، كذبن عليكم. وقال الشاعر:
صفحة : 899
كذبت عليك: لا تزال تقوفني
كما قاف آثار الوسيقة قائف معناه: عليك بي، وهي
مغري بها واتصلت بالفعل، لأنه لو تأخر الفاعل لكان منفصلا. وليس هذا من
مواضع انفصاله. قلت: وهذا قول الأصعمي: كما نقله أبو عبيد، قال: إنما أغراه
بنفسه، أي عليك بي، فجعل نفسه في موضع رفع ألا تراه قد جاء بالتاء، فجعلها
اسمه. وقال أبو سعيد الضرير في هذا الشعر: أي ظننت بك أنك لا تنام عن وتري،
فكذبت عليك. قال شيخنا: قلت: والصحيح جواز النصب، لنقل العلماء أنه لغة
مضر، والرفع لغة اليمن ووجهه مع الرفع أنه من قبيل ما جاء من ألفاظ الخبر
التي بمعنى الإغراء، كما قال ابن الشجري في أماليه: تؤمنون بالله أي آمنوا
بالله، ورحمه الله: أي اللهم ارحمه، وحسبك: زيد: أي اكتف به؛ ووجهه مع
النصب من باب سرايةالمعنى إلى اللفظ، فإن المغرى به لما كان مفعولا في
المعنى، اتصلت به علامة النصب، ليطابق اللفظ المعنى. انتهى.
وفي لسان العرب، بعد ما ذكر قول عنترة السابق: أي يقول لها: عليك: بأكل العتيق، وهو التمر اليابس، وشرب الماء البارد، ولا تتعرضي لغبوق اللبن، شربه عشيا؛ لأن اللبن خصصت به مهري الذي أنتفع به ويسلمني وإياك. وفي حديث عمر: أن عمرو بن معد يكرب شكا إليه النقرس فقال: كذبتك الظهائر، أي: عليك بالمشي في الظهائر، وهي جمع ظهيرة، وهي شدة الحر وفي رواية كذب علي: الظواهر جمع ظاهرة وهي ما ظهر من الأرض وارتفع. وفي حديث له آخر: أن عمرو بن معد يكرب اشتكى إليه المعص، فقال: كذب عليك العسل يريد: العسلان، وهو مشي الذئب، أي: علي: بسرعة المشي. والمعص، بالعين المهملة: التواء في عصب الرجل. ومنه حديث على: كذبتك الحارقة أي: عليك بمثلها، والحارقة: المرأة التي تغلبها شهوتها، وقيل: هي الضيقة الفرج قلت: وقرأت في كتاب استدراك الغلط، لأبي عبيد القاسم بن سلام، قول معقر بن حمار البارقي:
وذبيانـية أوصـت بـينـهـا
بأن كذب القراطف والقروف أي: عليكم بها.
والقراطف، أكسية حمر، والقروف: أوعية من جلد مدبوغ بالقرفة، بالكسر، وهي
قشور الرمان، فهي أمرتهم أن يكثروا من نهب هذين الشيئين والإكثار من أخذهما
إن ظفرواببني نمر، وذلك لحاجتهم وقلة مالهم. قلت: وعلى هذا فسروا حديث: كذب
النسابون أي: وجب الرجوع إلى قولهم. وقد أودعنا بيانه في القول النفيس في
نسب مولاي إدريس . وفي لسان العرب، عن ابن السكيت. تقول للرجل إذا أمرته
بشيء وأغريته: كذب عليك كذا وكذا، أي: عليك: به، وهي كلمة نادرة. قال:
وأنشد ابن الأعرابي لخداش بن زهير:
كذبت عليكم أوعدوني وعللوابي الأرض والأقوام قردان موظبا
صفحة : 900
أي: عليكم بي وبهجائي إذا كنتم في سفر، واقطعو بذكري الأرض وأنشدوا القوم
هجائي يا قردان موظب. وقال ابن الأثير في النهاية، والزمخشري في الفائق: في
الحديث الحجامة على الريق فيها شفاء وبركة، فمن احتجم فيوم الأحد والخميس
كذباك، أو يوم الاثنين والثلاثاء معنى كذباك: أي عليك: بهما. قال الزمخشري:
هذه كلمة جرت مجرى المثل في كلامهم، فلذلك لم تتصرف، ولزمت طريقة واحدة، في
كونها فعلا ماضيا معلقا بالمخاطب وحده، وهي في معنى الأمر. ثم قال: فمعنى
قوله: كذباك، أي ليكذباك، ولينشطاك ويبعثاك على الفعل. قلت: وقد تقدمت
الإشارة إليه. نقل شيخنا عن كتاب حلى العلاء في الأدب، لعبد الدائم بن
مرزوق القيرواني: أنه يروي العتيق بالرفع والنصب، ومعناه: ليك العتيق وماء
شن. وأصله: كذب ذاك عليك العتيق؛ ثم حذف عليك، وناب كذب منابه، فصارت العرب
تغري به. وقال الأعلم في شرح مختار الشعراء الستة عند كلامه على هذا البيت:
قوله كذب التيق: أي عليك بالتمر؛ والعرب تقول: كذبك التمر واللبن، أي: عليك
بهما. وأصل الكذب والإمكان. وقول الرجل: كذبت، أي: أمكنت من نفسك وضعفت،
فلهذا اتسع فيه فأغري به؛ لأنه متى أغري بشيء، فقد جعل المغري به
ممكنامستطاعا إن رامه المغري. وقال الشيخ أبو حيان في شرح التسهيل، بعد نقل
هذا الكلام: وإذا نصبت، بقي كذب بلا فاعل على ظاهر اللفظ. والذي تقتضيه
القواعد أن هذا يكون من باب الإعمال، فكذب، يطلب الاسم على أنه فاعل،
وعليك، يطلبه على أنه مفعول، فإذا رفعنا الاسم بكذب، كان مفعول عليك
محذوفا، لفهم المعنى، والتقدير: كذب عليكم الحج، وإنما التزم حذف المفعول
لأنه مكان اختصار، ومحرف عن أصل وضعه، فجري لذلك مجرى الأمثال في كونها
تلتزم فيها حالة واحدة، لا يتصرف فيها. وإذا نصبت الاسم، كان الفاعل مضمرا
في كذب، يفسره ما بعده، على رأي سيبويه، ومحذوفا على رأي الكسائي، انتهى.
من المجاز: حمل عليه فما كذب تكذيبا، أي: ما انثنى وما جبن، وما رجع. وكذلك
حمل فما هلل، وحمل ثم كذب، أي: لم يصدق الحملة، قال زهير:
ليث بعثر يصطاد الـرجـال إذا ما الليث كذب عن أقرانه صدقا وفي الأساس: معناه كذب الظن به، أو جعل حملته كاذبة. من المجاز أيضا: قولهم: ما كذب أن فعل كذا تكذيبا، أي ما كع، ولا لبث، ولا أبطأ وفي حديث الزبير: أنه حمل يوم اليرموك على الروم، وقال للمسلمين: إن شددت عليهم، فلا تكذبوا أي لا تجنبوا وتولوا. قال شمر يقال للرجل إذا حمل، ثم ولى، ولم يمض: قد كذب عن قرنه تكذيبا ؛ وأنشد بيت زهير. والتكذيب في القتال ضد الصدق فيه، يقال: صدق القتال، إذا بذل فيه الجد، وكذب: إذا جبن ؛ وحملة كاذبة: كما قالوا في ضدها: صادقة، وهي المصدوقة والمكذوبة في الحملة. وفي الصحاح: تكذب فلان: تكلف الكذب. تكذب فلانا، وتكذب عليه: زعم أنه كاذب، قال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه:
رسول أتاهم صادقا فتكذبـوا عليه وقالوا لست فينا بماكث
صفحة : 901
وكاذبته مكاذبة، وكذابا: كذبته، وكذبني. وكذب الرجل تكذيبا، وكذابا: جعله
كاذبا، وقال له: كذبت. كذلك كذب بالأمر تكذيبا وكذابا بالتشيد ، وكذابا
بالتخفيف: أنكره وفي التنزيل العزيز: وكذبوا بآياتنا كذابا ، وفيه: لا
يسمعون فيها لغوا ولا كذابا أي: كذبا ، عن اللحياني . قال الفراء : خففهما
علي بن أبي طالب جميعا، وثقلهما عاصم وأهل المدينة، وهي لغة يمانية فصيحة،
يقولون: كذبت به كذابا، وخرقت القميص خراقا، وكذلك كل فعلت، فمصدرها فعال
في لغتهم مشددة. قال: وقال لي أعرابي مرة على المروة يستفتيني: الحلق أحب
إليك، أم القصار? وأنشد بعض بني كليب:
لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي وعن حوج قضاؤها من شفائيا قال الفراء: كان الكسائي يخفف لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا ، لأنها مقيدة بفعل يصيرها مصدرا، ويشدد وكذبوا بآياتنا كذابا لأن كذبوا يقيد الكذاب، قال: والذي قال حسن، ومعناه: لا يسمعون فيها لغوا، أي: باطلا، ولا كذابا، أي: لا يكذب بعضهم بعضا. كذب فلانا تكذيبا: أخبره أنه كاذب، أو جعله كاذبا بأن وصفه بالكذب. وقال الزجاج: معنى كذبته، قلت له: كذبت، ومعنى أكذبته: أريته إن ما أتى به كذب، وبه فسر قوله تعالى فإنهم لا يكذبونك ، وقرىء بالتخفيف ونقل الكسائي عن العرب: يقال: كذبت الرجل تكذيبا: إذا نسبته إلى الكذب.
من المجاز: كذب عن أمر قد أراده. وفي لسان العرب: وأراد أمرا ثم كذب عنه، أي أحجم. كذب عن فلان: رد عنه. من المجاز: كذب الوحشي، وكذب: جرى شوطا، فوقف لينظر ما وراءه: هل هو مطلوب، أم لا? ومما يستدرك عليه: في الصحاح: الكذب، جمع كاذب مثل راكع وركع. قال أبو دواد الرؤاسي:
متى يقل تنفع الأقوام قولته إذا اضمحل حديث الكذب الولعه والكذب: جمع كذوب، مثل صبور وصبر؛ ومنه قرأ بعضهم ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب ، فجعلته نعتا للألسنة. كذا في لسان العرب، وزاد شيخنا في شرحه وقيل: هو جمع كاذب، على خلاف القياس، أو جمع كذاب، ككتاب: مصدر وصف به مبالغة، قاله جماعة من أهل اللغة، انتهى. ورؤيا كذوب مثل ناصية كاذبة، أي: كذوب صاحبها، وقد تقدم الإشارة إليه. أنشد ثعلب:
فحيت فحياها فهب فحلقت
مع النجم رؤيا المنام كذوب
صفحة : 902
والتكاذب: ضد التصادق. وفي التنزيل العزيز: وجاؤوا على قميصه بدم كذب روى
في التفسير: إن إخوة يوسف، عليه السلام، لما طرحوه في الجب، أخذوا قميصه،
وذبحوا جديا، فلطخوا القميص بدم الجدي. فلما رأى يعقوب عليه السلام،
القميص، قال كذبتم، لو أكله الذئب، لخرق قميصه. قال الفراء، في قوله تعالى
بدم كذب : معناه: مكذوب. قال: والعرب تقول للكذب: مكذوب، وللضعف: مضعوف،
وللجلد: مجلود، وليس له معقود رأي: يريدون عقد رأي، فيجعلون المصادر في
كثير من الكلام مفعولا. وقال الأخفش: بدم كذب، فجعل الدم كذبا، لأنه كذب
فيه، كما قال تعالى: فما ربحت تجارتهم . وقال أبو العباس: هذا مصدر في معنى
مفعول، أراد: بدم مكذوب. وقال الزجاج: بدم كذب، أي: ذي كذب والمعنى: دم
مكذوب فيه. وقرىء بدم كدب بالمهملة، وقد تقدمت الإشارة إليه. والكذب أيضا:
هو البياض في الأظفار، عن أبي عمر الزاهد، لغة في المهملة. وقد يستعمل
الكذب في غير الإنسان قالوا: كذب البرق، والحلم، والظن، والرجاء، والطمع.
وكذبت العين: خانها حسها.
وكذب الرأي: توهم الأمر بخلاف ما هو به. ومن المجاز: كذبتك عينك: أرتك ما لا حقيقة له. وفي التنزيل العزيز: حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ، بالتشديد وضم الكاف،وهي قراءة عائشة، وقرأ بها نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: كذبوا، بالتخفيف وضم الكاف، وروى ذلك عن ابن عباس، وقال: كانوا بشرا، يعني: الرسل، يذهب إلى إن الرسل ضعفوا فظنوا أنهم قد أخلفوا. قال أبو منصور: إن صح هذا عن ابن عباس، فوجهه عندي، والله أعلم، إن الرسل قد خطر في أوهامهم ما يخطر في أوهام البشر، من غير إن حققوا تلك الخواطر ولا ركنوا إليها، ولا كان ظنهم ظنا اطمأنوا إليه، ولكنه كان خاطرا يغلبه اليقين. كذا في لسان العرب. وهو من تكاذيب الشعر. ومن المجاز: كذب لبن الناقة، وكذب. ذهب، وهذه عن اللحياني. وكذب: البعير في سيره: إذا ساء سيره: قال الأعشى:
جمالية تغتلي بـالـرداف
إذا كذب الآثمات الهجيرا
صفحة : 903
كذا في لسان العرب. ومن المجاز أيضا: كذب الحر: انكسر. وكذب السير: لم يجد.
والقوم السري: لم يمكنهم. والكذابة: ثوب، يصبغ بألوان، ينقش كأنه موشي. وفي
حديث المسعودي: رأيت في بيت القاسم كذابتين في السقف: الكذابة: ثوب، يصور
ويلزق بسقف البيت، سميت به لأنها توهم أنها في السقف، وإنما هي في ثوب
دونه: كذا في الأساس، ومثله في لسان العرب. ومما استدركه شيخنا: المكاذب،
قيل: هو مما لا مفرد له، وقيل: وهو جمع لكذب،على غير قياس. وقيل: هو جمع
مكذب؛ لأن القياس يقتضيه أو لأنه موهوم الوضع، كما قالوا في محاسن، ومذاكر،
ونحوهما. ومنها إن الجوهري صرح بأن الكذاب، المشدد، مصدر كذب مشددا، لا
محففا؛ وأيده بآية وكذبوا بآياتنا كذابا وظاهر المصنف إن كلا من المخفف
والمشدد، يقال في المخفف. قلت. وهذا الذي أنكره، هو الذي صرح به ابن منظور
في لسان العرب. ثم قال: ومنها إن الجوهري زاد في المصادر: تكذبة كتوصية،
ومكذب، كممزق، بمعنى التكذيب. قلت: وزاد غير الجوهري فيها: كذبا كقفل،
وكذبا كضرب، وهذا الأخير غير مسموع، ولكن القياس يقتضيه. ثم قال: وهذا
اللفظ خصه بالتصنيف فيه جماعة، منهم: أبو بكر بن الأنباري، والعلامة أحمد
بن محمد بن قاسم ابن أحمد بن خذيو، الأخسيكتي،الحنفي، الملقب بذي الفضائل،
ترجمته في البغية وفي طبقات الحنفية للشيخ قاسم.
قال ابن الأنباري. إن الكذب ينقسم إلى خمسة أقسام: إحداهن تغيير الحاكي ما يسمع، وقوله ما لا يعلم نقلا ورواية، و هذا القسم هو الذي يؤثم ويهدم المروءة. الثاني: إن يقول قولا يشبه الكذب،ولا يقصد به إلا الحق، ومنه حديث: كذب إبراهيم ثلاث كذبات ، أي: قال قولا يشبه الكذب، وهو صادق في الثلاث. الثالث بمعنى الخطإ، وهو كثير في كلامهم. والرابع البطول، كذب الرجل: بمعنى بطل عليه أمله وما رجاه. الخامس بمعنى الإغراء، وقد تقدم بيانه. وعلى الثالث خرجوا حديث صلاة الوتر كذب أبو محمد ، أي: أخطأ، سماه كاذبا، لأنه شبيهه في كونه ضد الصواب، كما إن الكذب ضد الصدق وإن افترقا من حيث النية والقصد؛ لأن الكاذب يعلم إن ما يقوله كذب، والمخطىء لايعلم. وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أداه إلى إن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذب، وإنما يدخله الخطأ وأبو محمد الصحابي: اسمه مسعود بن زيد. وفي التوشيح: أهل الحجاز، يقولون: كذبت بمعنى أخطأت، وقد تبعهم فيه بقية الناس. وعلى الرابع خرجوا قول الله،عز وجل: انظر كيف كذبوا على أنفسهم : انظر كيف بطل عليهم أملهم، وكذا قول أبي طالب:
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا ولما نطاعن حوله ونناضل وانظر بقية هذا الكلام في شرح شيخنا فإنه نفيس جدا. ومن الأمثال التي لم يذكرها المؤلف قولهم: أكذب النفس إذا حدثتها.
أي: لا تحدث نفسك بأنك لا تظفر، فإن ذلك يثبطك. سئل بشار: أي بيت قالته العرب أشعر? فقال: إن تفضيل بيت واحد على الشعر كله، لشديد. ولكن أحسن لبيد في قوله:
أكذب النفـس حـدثـتـهـا إن صدق النفس يزري بالأمل قاله الميداني، وغيره؛ ومنها :
كل امرئ بطوال العيش مكذوب ومنها عجز بيت من شعر أبي دواد:
كذاب العير إن كـان برح
وأوله:
قلت لما نصلا من قنة
صفحة : 904
وبعده:
وترى خلفها إذ مصعا من
غـــبـــار ساطع فوق قزح ك ب: أي فتر أمكن، ويجوز إن يكون إغراء، أي: عليك
العير، فصده، وإن كان برح، يضرب للشيء يرجى وإن تصعب. ثم نقل عن خط العلامة
نور الدين العسيلي ما نصه: رأيت في نسخة شجرة النسب الشريف، عند إيراد
قوله، صلى الله عليه وسلم: كذب النسابون . إن كذب يد يمعنى صدق ويمكن أخذه
من هنا. هذا ما وجد.
قال شيخنا: ووسع ابن الأنباري، فقال: وعليه فيكون لفظ كذب من الأضداد، كما إن لفظ الضد أيضا جعلوه الأضداد. قلت: والذي فسر غير واحد من أئمة اللغة والتصريف، أي وجب الرجوع إلى قولهم. وقد تقدمت الإشارة إليه. ثم ذكر شيخنا، في آخر المادة، ما نصه: الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو، سواء فيه العمد والخطأ، إذ لا واسطة بين الصدق والكذب على ما قرره أهل السنة، وأختاره البيانيون. وهناك مذاهب أخر للنظام والجاحظ والراغب وهذا القدر فيه مقنع للطالب. والله أعلم.
ك ر ب
الكرب على وزن الضرب مجزوم: الحزن، والغم الذي يأخذ بالنفس، بفتح فسكون،
وضبط في بعض النسخ محركة، ومثله في الصحاح كالكربة بالضم. ج أي: جمع الكرب
كروب، كفلس وفلوس. وأما الكربة، فجمعه كرب، كصرد، ففي عبارة المؤلف إيهام
وكربه الأمر والغم يكربه كربا: اشتد عليه، فاكترب لذلك: اغتم، فهو مكروب
وكريب، وإنه لمكروب النفس. والكريب: المكروب، وأمر كارب. الكرب: الفتل،
يقال: كربته كربا، أي: فتلته، وقال الكميت:
فقد أراني والأيفاع في لمة في مرتع اللهو لم يكرب لي الطول أي: لم يفتل. الكرب تضييق القيد وقيد مكروب: إذا ضيق. وفي الصحاح: كربت القيد:إذا ضيقته على المقيد، وقال عبد الله بن عنمة الضبي:
ازجر حمارك لا يرتع بروضتنا إذا يرد وقيد العير مـكـروب في لسان العرب: ضرب الحمار ورتعه في روضتهم مثلا؛ أي: لا تعرضن لشتمنا، فإنا قادرون على تقييد على العير، ومنعه من التصرف. وهذا البيت في شعره:
اردد حمارك لا ينزع سويته
إذا يرد وقيد العير مكروب والسوية: كساء، يحشي بثمام ونحوه،
كالبرذعة، يطرح على ظهر الحمار وغيره. وجزم ينزع على جواب الأمر، كأنه قال:
إن تردده لا ينزع سويته التي على ظهره، وقوله إذا يرد جواب، على تقدير أنه
قال: لا أرد حماري، فقال محبيبا له: إذا يرد. انتهى. الكرب إثارة الأرض
للحرث. وكرب الأرض، كربا: قلبها، وأثارها للزرع. وفي الصحاح: للزراعة وبخطه
في الحاشية: للحرث، كالكراب، بالكسر. وإطلاقه موهم للفتح؛ ومنه المثل الآتي
ذكره. وفي التهذيب: الكراب:كربك الأرض حين تقلبها، وهي مكروبة: مثارة.
الكرب، بالتحريك أصول السعف الغلاظ هي الكرانيف، واحدها كرنافة، قاله
الأصمعي. وعن ابن الأعرابي: سمى كرب النخل كربا، لأنه استغنى عنه، وكرب أن
يقطع ودنا من ذلك. وفي المحكم: الكرب: أصول السعف الغلاظ العراض التي تيبس،
فتصير مثل الكتف. وبخط الجوهري: أمثال الكتف، واحدتها: كربة. وفي صفة نخل
الجنة: كربها ذهب . وقيل الكرب: هو ما يبقى من أصوله في النخلة بعد القطع،
كالمراقي. قال: الجوهري: وفي المثل.
متى كان حكم الله في كرب النخل.
صفحة : 905
وجدت في هامش الصحاح هذا المثل لجرير، قاله لما سمع بيت الصلتان العبدي:
أيا شاعرا لا شاعر اليوم مثله جرير ولكن في كليب تواضع
فقال جرير:
أقول ولم أملك سوابـق عـبـرة متى كان حكم الله في كرب النخل انتهى. قال ابن بري: ليس هذا الشاهد الذي ذكره الجوهري مثلا، وإنما هو عجز بيت لجرير، فذكره، قال ذلك لما بلغه أن الصلتان العبدي فضل الفرزدق عليه في النسب، وفضل جريرا عليه في جوده الشعر، في قوله أيا شاعرا ... إلى آخره، فلم يرض جرير قول الصلتان ونصرته الفرزدق. قال ابن منظور: قلت: هذه مشاحة من ابن بري للجوهري في قوله: ليس هذا الشاهد مثلا، وإنما هو عجز بيت لجرير، والأمثال قد وردت شعرا وغير شعر، وما يكون شعرا، لا يمتنع أن يكون مثلا انتهى وللشيخ على المقدسي هنا في حاشيته كلام يقرب من كلام ابن منظور، بل هو مأخوذ منه، نقله شيخنا، وكفانا مؤنة الرد عليه. والكرب: الحبل الذي يشد على الدلو بعد المنين، وهو الحبل الأول، فإذا انقطع المنين، بقي الكرب. وقال ابن سيده: الكرب: الحبل الذي يشد في وسط، وفي أخرى: على وسط العراقي، أي: عراقي الدلو، ثم يثنى، ثم يثلث ليلى. وفي الصحاح: ليكون هو الذي يلي الماء، فلا يعفن الحبل الكبير، والجمع أكراب. قال ابن منظور: رأيت في حاشية نسخة من الصحاح الموثق بها قول الجوهري: ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الحبل الكبير، وإنما هو من صفة الدرك لا الكرب . قلت: الدليل على صحة هذه الحاشية أن الجوهري ذكر في ترجمة درك هذه الصورة أيضا. فقال: والدرك: قطعة حبل، يشد في طرف الرشاء إلى عرقوة الدلو، ليكون هو الذي يلي الماء، فلا يعفن الرشاء. وسنذكره في موضعه. قلت: ومثله في كفاية المحتفظ وكلام المصنف في الدرك، قريب من كلام الجوهري كون كليهما بمعنى. وقال الحطيئة:
قوم إذا عقدوا عقدا لجـارهـم شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
وأوله:
سيري أمامي فإن الأكثرين حصى والأكرمين إذا ينـسـبـون أبـا
وآخره:
أولئك الأنف والأذناب غيرهم ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا وأنشدني غير واحد من شيوخنا قول الفضل بن العباس بن عتبة ابن أبي لهب:
من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكرب وقد كرب الدلو يكربها، كربا وأكربها، فهي مكربة؛ وكربها، بالتشديد. قال امرؤ القيس:
كالدلو بتت عراها وهي مثقلة وخانها وذم منها وتـكـريب ومثله في هامش الصحاح. زاد ابن منظور: على أن التكريب قد يجوز أن يكون هنا اسما، كالتنبيت والتمتين وذلك لعطفها على الوذم الذي هو اسم، لكن الباب الأول وأوسع وأشيع. والمكرب: بضم الميم وفتح الراء من المفاصل: الممتلئ عصبا. ووظيف مكرب: امتلأ عصبا وحافر مكرب: صلب، قال:
يترك خوار الصفا ركوبا
بمكربات قعبت تقعيبـا
صفحة : 906
وعن الليث: يقال لكل شيء من الحيوان إذا كان وثيق المفاصل: إنه لمكرب
المفاصل. وفي الأساس: ومن المجاز: هو مكرب المفاصل: موثقها. المكرب: الشديد
الأسر من الدواب. وإنه لمكرب الخلق: إذا كان شديد الأسر، وعن أبي عمرو:
المكرب من الخيل: الشديد الخلق والأسر. وقال غيره: كل العقد من حبل، وبناء،
ومفصل: مكرب. وفي بعض النسخ: أو مفصل، ابن سيده: فرس مكرب، أي شديد.
والإكراب - مصدر أكرب - الملء يقال: أكربت السقاء، إكرابا: إذا ملأته، قاله
ابن دريد، وأنشد:
بج المزاد مكربا توكيرا وقيل اكراب الإناء: قارب ملأه. الإكراب: الإسراع، يقال: خذ رجليك بإكراب، إذا أمر بالسرعة أي: اعجل وأسرع. قال الليث: ومن العرب من يقول: أكرب الرجل، إذا أخذ رجليه بإكراب، وقلما يقال. وأكرب الفرس وغيره مما يعدو، وهذه عن اللحياني. وقال أبو زيد: أكرب الرجل إكرابا: إذا أحضر، وعدا. والإكراب، بمعنييه، من المجاز. والكرابة، بالضم والفتح: التمر الذي يلتقط من أصول الكرب بعد الجداد، والضم أعلى. وقال الجوهري: الكرابة، بالضم: ما يلتقط من التمر في أصول السعف بعد ما يصرم. ج: أكربة؛ قال أبو ذؤيب:
كأنما مضمضت من ماء أكربة
على سيابة نخل دونه مـلـق
صفحة : 907
قال أبو حنيفة: الأكربة، هنا: شعاف يسيل منها ماء الجبال، واحدتها كربة.
قال ابن سيده: وهذا ليس بقوي؛ لأن فعلا، لا يجمع على أفعلة. وقال مرة:
الأكربة: جمع كرابة، وهو ما يقع من ثمر النخل في أصول الكرب. قال: وهو غلط،
قال ابن سيده: وكذلك قوله عندي غلط، أيضا، وكأنه على طرح الزائد الذي هو
هاء التأنيث، هكذا في نسختنا، وهو الصواب. وفي نسخة شيخنا على طرح الزوائد
أي: بالجمع، فاعتراض؛ لأن فعالا، بالضم. هكذا في سائر النسخ الأصول. وهو
خطأ، وصوابه: لأن فعالة أي: كثمامة، ومثله في المحكم ولسان العرب، لا يجمع
على أفعلة. قال شيخنا: ثم ظاهر كلامهما، أي: ابن سيده وابن منظور، بل صريحه
أن فعالة لا يجمع على أفعلة مطلقا، فإذا سقطت الهاء جاز الجمع، وليس كذلك،
فإن أفعلة من جموع القلة الموضوعة لكل اسم رباعي ممدود ما قبل الآخر، مذكر،
فيشمل فعالا، مثلث الأول، كطعام وحمار وغراب، وفعيل كرغيف، وفعول كعمود.
فكل هذه الأمثلة مع ما شابهها مما توفرت فيه الشروط المذكورة يجمع على
أفعلة،كأطعمة وأحمرة، وأغربة وأرغفة، وأعمدة، وما لا يحصى. وكرابة على ما
ذكره ابن سيده وابن منظور، وقلدهما المصنف - يحتاج إلى إسقاط الزائد، وهو
الهاء،كما هو صريح كلام ابن سيده وغيره ، ويزداد عليه الحكم بالتذكير
باعتبار معناه ؛ لأنه الباقي. وأما مع التأنيث فلا يجوز، لأن فعالا إذا كان
مؤنثا، كذراع وعناق، لا يجمع هذا الجمع، كما صرح به الشيخ ابن مالك، وابن
هشام، وأبو حيان، وغيرهم من أئمة النحو، ثم قال: ولعلي القارئ في ناموسه
هنا التفرقة بين المضموم والمفتوح، فجوز الجمع في المفتوح دون المضموم، وهو
غلط محض، والصواب ما قررناه. انتهى. قال الأزهري: تكربها، أي الكرابة، إذا
التقطها. وفي بعض النسخ: تلقطها، أي: من الكرب. وكرب الأمر، يكرب، كروبا:
دنا. وكل شيء دنا، فقد كرب. وقد كرب أن يكون، وكرب يكون. وهو، عند سيبويه،
أحد الأفعال التي لا يستعمل اسم الفاعل معها موضع الفعل الذي هو خبرها لا
تقول: كرب كائنا. وكرب أن يفعل كذا: أي كاد يفعل. كرب الرجل: أكل الكرابة،
ككرب بالتشديد، وهذه عن الصاغاني كربت الشمس: دنت للمغيب، وكربت الشمس: دنت
للغروب، وكربت الجارية أن تدرك وفي الحديث: فإذا استغنى، أو كرب استعف .
قال أبو عبيد: كرب، أي دنا من ذلك وقرب. وكل دان قريب فهو كارب، وفي حديث
رقيقة. أيفع الغلام، أو كرب ، إذا قارب الإيفاع. وإناء كربان: إذا كرب أن
يمتلئ وجمجمة كرباء، والجمع كربي وكراب وزعم يعقوب أن كاف كربان بدل من قاف
قربان. قال ابن سيده: وليس بشيء. وكراب المكوك، وغيره من الآنية: دون
الجمام. يقال: كربت حياة النار، أي: قرب انطفاؤها؛ قال عبد قيس بن خفاف
البرجمي:
أبنى إن أبـاك كـارب يومـه
فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل
صفحة : 908
كرب الناقة: أوقرها، ومثله في الصحاح. كرب الرجل: طقطق الكريب وهو الشوبق،
والفيلكون، اسم لخشبة الخباز، ككرب مشددا. نقله الصاغاني. كرب الرجل، كسمع:
انقطع كرب، بالتحريك، وهو حبل دلوه نقله الصاغاني. كرب، كنصر أخذ الكرب من
النخل، نقله الصاغاني عن ابن الأعرابي. كرب الرجل: زرع في الكريب الجادس.
الكريب: هو القراح من الأرض، والجادس: الذي لم يزرع قط، قاله ابن الأعرابي.
وجعل ابن منظور: مصدره التكريب. وظاهر عبارة المؤلف، أنه من الثلاثي
المجرد، وكلاهما صحيحان. الكريب أيضا: خشبة الخباز يرعف بها في التنور
ويدوره بها، قال:
لا يستوي الصوتان حين تجـاوبـا صوت الكريب وصوت ذئب مقفر أي: لأن صوت الكريب لا يكون إلا في عرس أو خصب، وصوت الذئب لا يكون إلا في قحط أو قفر، كما نقله أبو عمرو عن الدبيرية. الكريب: الكعب من القصب أو القنا، نقله ابن دريد. والكروبيون، مخففة الراء، وحكى التشديد فيه، وهو مسموع جائز على ما حكاه الشهاب في شرح الشفاء، على أنه جزم في أثناه سورة غافر في العناية بأن التشديد خطأ كما نقله شيخنا. وقال الطيبي: فيه ثلاث مبالغات: إحداها أن كرب أبلغ من قرب، يحتاج إلى نقل صحيح يعتمد عليه: سادة الملائكة، منهم: جبريل، وميكائيل وإسرافيل، هم المقربون؛ رواه أبو الربيع، عن أبي العالية. وأنشد شمر لأمية بن أبي الصلت:
ملائكة لا يفترون عبـادة كروبية منهم ركوع وسجد مثله في الفائق، وبه أجاب أبو الخطاب بن دحية، حين سئل عنهم. وفي لسان العرب: الكرب: القرب والملائكة والكروبيون: أقرب الملائكة إلى حملة العرش. قلت: فكلامه صريح في أنه من الكرب، بمعنى القرب، وقيل إنه من كرب الخلق، أي: في قوته وشدته، لقوتهم وصبرهم على العبادة. وقيل: من الكرب، وهو الحزن، لشدة خوفهم من الله تعالى وخشيتهم إياه، أشار له شيخنا. وكاربه، أي: قاربه وداناه، فهو مكارب له مقارب، والكاف بدل من القاف. والكراب: مجاري الماء في الوادي واحده كربة، كما في الصحاح. وقال أبو عمرو: هي صدود الأودية. قال أبو ذؤيب يصف النحل:
جوارسها تأوي الشعوف دوائبا
وتنصب ألهابا مصيفا كرابها
صفحة : 909
الجوارس: جمع جارس، من: جرست النحل النبات والشجر: إذا أكلته. والمصيف:
المعوج، من صاف السهم. والشعوف: أعالي الجبال، الشعاف. والمكربات، بضم
الميم وفتح الراء: الإبل التي يؤتي بها إلى أبواب البيوت في أيام شدة
البرد، ليصيبها الدخان، فتدفأ، وهي المقربات. يقال: ما بالدار كراب، كشداد،
أي: أحد. وأبو كرب: أسعد بن مالك الحميري اليماني، ككتف. وقد سقط من بعض
النسخ. وهو ملك من ملوك حمير، أحد التبابعة. والكربة، محركة: الزر، بالكسر
يكون فيه رأس عمود البيت من الخيمة. وكربة، بالضم: لقب أبي نصر محمود بن
سليمان بن أبي مطر قاضي بلخ، حدث عن الفضل الشيباني. كريب، كزبير، تابعي،
وهم أربعة: كريب بن أبي مسلم الهاشمي، وكريب بن سليم الكندي، وكريب بن سليم
الكندي وكريب بن أبرهة ، وكريب بن شهاب وكريب: اسم جماعة من المحدثين
وغيرهم. وحسان بن كريب الحميري البصري: تابعي. وأبو كريب: محمد بن العلاء
بن كريب، الهمداني الحافظ شيخ للبخاري صاحب الصحيح. روى عن هشيم، وابن
المبارك. وعنه الجماعة، والسراج، وابن خزيمة. توفي سنة 248. وكان أكبر من
أحمد بن محمد بن حنبل بثلاث سنين، وظهر بما تقدم أنه شيخ الجماعة، فلا أدري
ما وجه تخصيص المؤلف بقوله: شيخ للبخاري، فتأمل. وذو كريب: ع، أنشد الأصمعي:
تربع القلة فالغـبـيطـين فذا كريب فجنوب الفاوين ومعد يكرب: اسمان، وفيه لغات ثلاثة: رفع الباء ممنوعا من الصرف، والإضافة مصروفا فتقول معدي كرب، الإضافة ممنوعا من الصرف بجعله مؤنثا معرفة. والياء من معدي ساكنة على كل حال. وإذا نسبت إليه، قلت: معدي. وكذلك النسب في كل اسمين جعلا واحدا، مثل: بعلبك، وخمسة عشر، وتأبط شرا، تنسب إلى الاسم الأول، تقول: بعلي، وخمسي، وتأبطي. وكذلك إذا صغرت تصغر الأول. كذا في الصحاح ولسان العرب، وصرح به أئمة النحو. والكريبة: الداهية الشديدة. والذي في الصحاح: الكرائب: الشدائد، الواحدة: كريبة، قال سعد ابن ناشب المازني:
فيال رزام رشحو بي مقـدمـا
إلى الموت خواضا إليه
الكرائبا
صفحة : 910
قال ابن بري: مقدما منصوب برشحوا، على حذف موصوف، تقديره: رشحوا بي رجلا
مقدما، أي: اجعلوني كفؤا مهيأ لرجل 0شجاع. ووجدت، في هامش الصحاح ما نصه
بخط أبي سهل: رشحوا بي مقدما ، بتحريك الياء، ومقدما: كمحسن. يقال: هذه إبل
مائة، أو كربها بالفتح على الصواب، وصوب بعضهم الضم فيه أي: نحوها. وقرابها
بالضم، وفي نسخة: قرابتها. في المثل: الكراب على البقر لأنها تكرب الأرض،
أي: لا تكرب الأرض إلا بالبقر، ومنهم من يقول: الكلاب على البقر، بالنصب.
أي: أوسد الكلاب على بقر الوحش. وقال ابن السكيت: المثل هو الأول. وسيأتي
بيانه في ك ل ب إن شاء الله تعالى قريبا. أبو عبد الله عمرو بن عثمان ابن
كرب بن غصص، كزفر: متكلم مكي، م، وهو شيخ الصوفية، صاب التصانيف في رأس
الثلاثمائة، كما نقله الحافظ. ومما يستدرك عليه: كرب الرجل كسمع: أصابه
الكرب، ومنه الحديث. كان إذا أتاه الوفى كرب . وكراب المكوك وغيره من
الآنية: دون الجمام. وكرب وظيفي الحمار، أو الجمل: داني بينهما بحبل، أو
قيد. وكوارب، بالضم: قرية بالجزيرة، منها القاضي المعمر شمس الدين علي ابن
أحمد بن الخضر، الكردي، حدث عنه الذهبي.
ك ر ت ب
تكرتب فلان علينا: أهمله الجوهري، وقال الأزهري: أي تقلب؛ هكذا، في النسخ،
بالقاف. وهو نص التهذيب. وفي بعض النسخ تغلب، بالغين.
ك ر ش ب
الكرشب: أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو كقرشب، زنة ومعنى، وهو المسن كما
تقدم. وفي التهذيب: الكرشب: المسن الجافي. والقرشب: الأكول، قال شيخنا: قيل
إن الكاف بدل من القاف، ولذا أهمله كثيرون. وقيل: إنها لثغة.
ك رك ب
الكركب، ككركم: أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو نبات طيب الرائحة،
وكأن الباء لغة في الميم.
ك ر ن ب
الكرنب، بالضم، أي: كقنفذ، كما يفهم من ضبطه، وهكذا قيده الصاغاني. وقد
أهمله الجوهري. قال ابن الأعرابي: هو الكرنب، كسمند. قلت: والعامة تضمه.
ونقل ابن سيده، عن أبي حنيفة: أنه الذي يقال له السلق قال شيخنا: وظاهره
أنه عربي فصيح. وقال أهل النبات: إنه نبطي، عربوه؛ أو نوع منه أحلى وأغض من
القنبيط، أورده صاحب اللسان. في مفردات ابن البيطار: أن البري منه مر
الطعم. من خواصه: درهمان من سحيق أي: مسحوق عروقه المجففة في الشمس، أو على
النار، ممزوجا في شراب، ترياق مجرب من نهشة الأفعى، وهو الذكر من الحيات.
والكرنيب، بالفتح، ويكسر، والكرناب أيضا: المجيع، وهو الكديراء. عن ابن
الأعرابي. والكرنبة: إطعامه للضيف، يقال: كرنبوا لضيفكم، فإنه لتحان
الكرنبة: أكل التمر باللبن. وفي التهذيب: الكرنيب، والكرناب: التمر باللبن.
قال شيخنا صرح أبو حيان، وغيره من أئمة العربية، بأن نون كرنب زائدة،
وذكروه كالمتفق عليه. وظاهر المصنف والتهذيب واللسان وغيرها، أصالتها،
وأهملها الجوهري؛ لأنها لم تصح عنده. وأبو خليفة بن الكرنبي: من صوفية
البغداديين، وعصري جنيد سيد الطائفة، خرج إلى عبادان نقلته من الجزء السادس
بعد المائة من تاريخ بغداد للخطيب والكرنبة: المغرفة، مصرية.
ك ز ب
صفحة : 911
الكزب، بالضم: أهمله الجوهري، قال ابن الأعرابي: هو لغة في الكسب، وهو
عصارة الدهن، كالكزبرة والكسبرة. قال أيضا: الكزب، بالتحريك: صغر مشط
الرجل، وتقبضه، وهو عيب. والمكزوبة: الخلاسية بالكسر من الألوان، وهي ما
كان بين الأسود والأبيض، ومنه: الجواري المكزوبة، وهي الخلاسية اللون، عن
ابن الأعرابي، وقد تقدم في ز ك ب. والكوزب، كجوهر: الرجل البخيل، الضيق
الخلق. وفي نسخة: النفس، بدل الخلق. ومما يستدرك عليه: الكزب، بالضم: شجر
صلب نقله الصاغاني.
ك س ب
كسبه، يكسبه، كسبا بالفتح، وكسبا بالكسر، وتكسب، واكتسب: طلب الرزق. وأصله
الجمع، أو كسب: أصاب، واكتسب تصرف، واجتهد، قاله سيبويه. وكسبه: جمعه على
أصل معناه. في لسان العرب: قال ابن جني: قوله تعالى: لها ما كسبت وعليها ما
اكتسبت عبر عن الحسنة بكسبت، وعن السيئة باكتسبت؛ لأن معنى كسب دون معنى
اكتسب، لما فيه من الزيادة، وذلك لأن كسب الحسنة، بالإضافة إلى اكتساب
السيئة، أمر يسير ومستصغر، وذلك لقوله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر
أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها أفلا ترى أن الحسنة تصغر
بإضافتها إلى جزائها، ضعف الواحدة إلى العشرة? ولما كان جزاء السيئة إنما
هو بمثلها، لم تحتقر إلى الجزاء عنها، فعلم بذلك قوة فعل السيئة على فعل
الحسنة؛ فإذا كان فعل السيئة ذاهبا بصاحبه إلى هذه الغاية المترامية، عظم
قدرها وفخم لفظ العبارة عنها، فقيل: لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، فزيد
في لفظ السيئة، وانتقص من لفظ فعل الحسنة لما ذكرنا. وفي الأساس: ومن
المجاز: كسب خيرا، واكتسب شرا. كسب فلانا خيرا ومالا، كأكسبه إياه، والأول
أعلى. فكسبه هو، قال:
يعاتبني في الدين قومي وإنما ديوني في أشياء تكسبهم حمدا ويروى. تكسبهم، وهذا مما جاء على فعلته ففعل. ومن المجاز: تقول: فلان يكسب أهله خيرا. قال أحمد بن يحيى: كل الناس يقول: كسبك فلان خيرا إلا ابن الأعرابي فإنه قال: أكسبك فلان خيرا. وفي حديث خديجة: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم . قال ابن الأثير: يقال كسبت مالا، وكسبت زيدا مالا وأكسبت زيدا مالا، أي: أعنته على كسبه، أو جعلته يكسبه فإن كان من الأول، فتريد أنك تصل إلى كل معدوم وتناله، فلا يتعذر لبعده عليك، وإن جعلته متعديا إلى اثنين، فتريد أنك تعطي الناس الشيء المعدوم عندهم، وتوصله إليهم، قال: وهذا أولى القولين، لأنه أشبه بما قبله في باب التفضل والإنعام، إذ لا إنعام في أن يكسب هو لنفسه مالا كان معدوما عنده، وإنما الإنعام أن يوليه غيره، وباب الحظ والسعادة في الاكتساب غير باب التفضل والإنعام. وقال شيخنا: كسب يجيء لازما ومتعديا، وأنكر الفراء وغيره أكسبه . في المتعدي؛ وأنشد ابن الأعرابي:
فأكسبني مالا وأكسبته حمـدا
فعداه لمفعولين وكسب يتعدى لواحد،
وأكسب لاثينن. وقيل: كل منهما يتعدي لمفعولين، كما جزم به ابن الأعرابي،
وهو الذي صرح به المصنف، وغيره، انتهى.
صفحة : 912
يقال: فلان طيب المكسب، كمقعد، والمكسب، كمجلس؛ كلاهما عن الفراء، والمكسبة
كالمغفرة، والكسبة، بالكسر، والكسيبة، زاده ابن منظور: أي: طيب الكسب. ورجل
كسوب كصبور، وكساب كشداد: كثير الكسب. الكسوب، كالتنور: نبت يشبه العصفر،
له قرطم، نقله الصاغاني. الكسوب: الشيء، وفي نسخة: وما له كسوب: شيء، يقال:
ما ترك كسوبا ولا لسوبا، أي: شيئا. وكساب، كقطام: الذئب، وربما جاء في
الشعر كسيبا. ومثله في لسان العرب. وفي الصحاح: اسم كلبة. كسبة: من أسماء
إناث الكلاب ككساب؛ قال ابن سيده. قال الأعشى:
ولز كسبة أخرى فرغها فهق كسبة:
ة بنسف. كسيب، كزبير: اسم لذكورها، أي: الكلاب، وربما جاء ذلك في الشعر.
قال ابن منظور: وكل ذلك تفاؤل بالكسب والاكتساب. كسيب: اسم رجل. وقيل: هو
جد العجاج لأمه، قال له بعض مهاجيه، أراه جريرا.
يا ابن كسيب ما علينا مبذخ
قد غلبتك كاعب تضمـخ يعني بالكاعب ليلى الأخيلية، لأنها هاجت العجاج
فغلبته. قد يكون ابن الكسيب: ولد الزنا، وبه يفسر الشعر المذكور. والكسب،
بالضم: الكنجارق فارسية. وبعض أهل السواد يسميه الكسبج. والكسب بالضم:
عصارة الدهن، قال أبو منصور: وأصله بالفارسية كشب ، فقلبت الشين سينا، كما
قالوا: سابور، وأصله شاه بور، أي: ابن الملك. وكيسب، كصيقل: اسم. و: ة بين
الري وخوارها، بالضم. ومنيع بن الأكسب بن المجشر شاعر من بني قطن بن نهشل.
والكواسب: الجوارح من الإنسان والطير. وأبو كاسب: كنية الذئب. وسموا كاسبا
وكيسبة وكيسبا وكسيبة.
ومما بقي عليه: تكسب، أي: تكلف الكسب، وأصل الكسب الطلب والسعى في طلب الرزق والمعيشة. وفي الحديث: أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه . وفي حديث آخر: نهى عن كسب الإماء . وفي التنزيل العزيز: ما أغنى عنه ماله وما كسب قيل: ما كسب، هنا، ولده. والكسب، بالكسر: لغة في الكسب، بالفتح، نقله الصاغاني.
ك س ح ب
الكسحبة، بالسين والحاء المهملتين: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان: وقال ابن
دريد ذكر بعض أهل اللغة أن الكسحبة مشي الخائف المخفى نفسه وقال: وليس
بثبت.
ك ش ب
الكشب، كالضرب: أهمله الجوهري، وقال الليث: هو شدة أكل اللحم ونحوه،
كالتكشيب للمبالغة، قال الشاعر:
ثم ظللنا في شواء، رعببه ملهوج مثل الكشى نكشبه الكشى: جمع كشية، وهي شحمة كلية الضب كشب: ع، أو جبل بالبادية. وكشبى محركة كجمزى، وفي نسخة: الكشبى. وفي لسان العرب: كشب: جبل بالبادية. كشب ككتب، أو ككتف كما قيده بعض من تكلم على المواضع: جبل آخر في ديار محارب بن خصفة. وعلى الأول قول بشامة بن عمرو المري:
فمرت على كشب غـدوة وحاذت بجنب أراك أصيلا كشيب، كأمير: جبل آخر، م أي: معروف.
ك ظ ب
كظب، يكظب، كظوبا كحظب، يحظب، حظوبا: امتلأ سمنا، عن ابن الأعرابي. وقد
أهمله الجوهري.
ك ع ب
صفحة : 913
الكعب: كل مفصل للعظام، من الإنسان: ما أشرف فوق رسغه عند قدمه، وقيل: هو
العظم الناشز فوق القدم، وقيل: هوالعظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم،
وأنكر الأصمعي قول الناس إنه في ظهر القدم. ذهب قوم إلى أنهما العظمان
اللذان في ظهر القدم، وهو مذهب الشيعة، ومنه قول يحيى بن الحارث: رأيت
القتلى يوم زيد بن علي. فرأيت الكعاب في وسط القدم. قيل: الكعبان، من
الإنسان: العظمان الناشزان من جانبيها، أي: القدم. وفي حديث الإزار: ما كان
أسفل من الكعبين، ففي النار ، قال الله تعالى: وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى
الكعبين قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، وحمزة: وأرجلكم خفضا،
والأعشى عن أبي بكر، بالنصب مثل حفص. وقرأ يعقوب، والكسائي، ونافع، وابن
عامر وأرجلكم نصبا؛ وهي قراءة ابن عباس، وكان الشافعي يقرأ: وأرجلكم واختلف
الناس في الكعبين، وسأل ابن جابر أحمد بن يحيى عن الكعب، فأومأ ثعلب إلى
رجله، إلى المفصل منها، بسبابته فوضع السبابة عليه، ثم قال: هذا قول
المفضل، وابن الأعرابي قال: وأومأ إلى الناتئين، وقال: هذا قول أبي عمرو بن
العلاء، والأصمعي قال: وكل قد أصاب. كذا في لسان العرب.
ج: أكعب، وكعوب، وكعاب. قال اللحياني: الكعب الذي يلعب به، وهو فص النرد، كالكعبة، بزيادة الهاء، ج كعب، بالضم، وكعاب بالكسر، وكعبات محركة، الأول والثالث جمع الكعبة، لم يحك ذلك غيره، كقولك: جمرة وجمرات، والثاني جمع الكعب، والمصنف خلط في الجموع، ولم ينبه عليه شيخنا على عادته في بعض المواضع، وفي الحديث: أنه كان يكره الضرب بالكعاب واحدتها: كعب، واللعب بها حرام، وكرهها عامة الصحابة. وفي حديث آخر لا يقلب كعباتها أحد ينتظر ما تجىء به إلا لم يرح رائحة الجنة ، هي جمع سلامة للكعبة، كذا في النهاية ونقله ابن منظور وغيره. من المجاز: قناة لدنة الكعوب، جمع كعب، هو عقدة ما بين الأنبوبين من القصب والقناة. وقيل هو أنبوب ما بين كل عقدتين: وقيل: هو طرف الأنبوب الناشز، وجمعه كعوب، وكعاب. أنشد ابن الأعرابي:
وألقى نفسه وهوين رهوا يبارين الأعنة كالكعـاب يعني أن: بعضها يتلو بعضا، ككعاب الرمح، ورمح بكعب واحد: مستوى الكعوب، ليس له كعب أغلظ من آخر. قال أوس بن حجر يصف قناة مستوية الكعوب:
تقاك بكعب واحـد وتـلـذه
يداك إذا ما هز بالكف يعسل
صفحة : 914
من المجاز: الكعب: الكتلة من السمن. الكعب أيضا: قدر صبة، بالضم من اللبن
والسمن، ومنه قول عمرو بن معد يكرب قال: نزلت بقوم فأتوني بقوس وثور وكعب
وتبن فيه لبن. فالقوس: ما يبقى في أصل من الجلة من التمر. والثور: الكتلة
الأقط. والكعب: الصبة من السمن. والتبن: القدح الكبير. وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها: إن كان ليهدى لنا القناع فيه كعب من إهالة فنفرح به أي: قطعة من
الدهن والسمن. الكعب: اصطلاح للحساب هو أن يضرب عدد في مثله ثم يضرب ما
ارتفع في العدد الأول، فما بلغ فهو المكعب. والمال، والعدد الأول: هو
الكعب، مثل أن تضرب ثلاثة في ثلاثة، فيبلغ تسعة، ثم تضرب التسعة في ثلاثة
فيبلغ سبعة وعشرين، فالكعب ثلاثة، والمكعب والمال سبعة وعشرون، نقله
الصاغاني. من المجاز: الكعب بمعنى الشرف والمجد، يقال: أعلى الله كعبه، أي:
أعلى جده. وفي حديث قيلة: والله لا يزال كعبك عاليا هو دعاء بالشرف والعلو.
قال ابن الأثير: والأصل فيه كعب القناة، وهو أنبوبها وما بين كل عقدتين
منها كعب. وكل عقدتين منها كعب ورجل عالي الكعب: يوصف بالشرف والظفر، قال:
لما علا كعبك بي عليت أراد: لما أعلاني كعبك. الكعب، بالضم: الثدى الناهد. وكعبته أي: الشيء تكعيبا أي ربعته: والكعبة: البيت الحرام، منه، زاده الله تشريفا وتكريما، لتكعيبها أي: تربيعها، وقالوا: كعبة البيت، فأضيف، كأنهم ذهبوا بكعبته إلى تربع أعلاه، وسمى كعبة لارتفاعه وتربعه. الكعبة: الغرفة، قال ابن سيده: أراه لتربعها أيضا. وكل بيت مربع، فهو عند العرب كعبة. عن أبي عمرو، وابن الأعرابي: الكعبة، بالضم: عذرة الجارية أي: بكارتها، وأنشد:
أركب تم وتـمـت ربـتـه قد كان مختوما ففضت كعبته وفي موازنة الآمدي: جارية كعاب أي: بكر. والكعوب، بالضم: نهود ثديها، أي: نتوها وارتفاعها: قالوا: وهو من خواص النساء، لا يتصف به الرجال كالتكعيب. والكعابة بالكسر، على ما في نسختنا، وضبطه شيخنا بالفتح، و الكعوبة، بالضم. والفعل منه كضرب ونصر يقال: كعب الثدي يكعب ويكعب، وكعب، بالتخفيف والتشديد. وجارية كعاب كسحاب هكذا في نسختنا، وسقط الضبط من نسخة شيخنا، ومكعب، كمحدث، ومنهم من يلحقه الهاء، وكاعب كناهد وزنا ومعنى، وهو الأكثر وحكي كاعبة. كذا في كنز اللغة، وجمع الأخير كواعب، قال الله تعالى، وكواعب أترابا ، وكعاب، بالكسر، عن ثعلب، وأنشد:
نجيبة بطال لدن شـب هـمـه
لعاب الكعاب والمدام المشعشع
صفحة : 915
ذكر المدام، لأنه عني به الشراب. وفي حديث أبي هريرة: فجثت فتاة كعاب على
إحدى ركبتيها . قال ابن الأثير: الكعاب، بالفتح: المرأة حين يبدو ثديها
للنهود. وكعبت الجارية، تكعب، وتكعب. الأخيرة عن ثعلب. وكعبت، بالتشديد
مثله. والإكعاب: الإسراع. أكعب الرجل. أسرع، وقيل: هو إذا انطلق ولم يلتفت
إلى شيء. وقال أبو سعيد: أكعب الرجل إكعابا. وهو الذي ينطلق مضارا لا يبالي
ما وراءه، ومثله كلل تكليلا. من زيادة المصنف: الكعكبة. بضم الكافين وتشديد
الموحدة. قال شيخنا: قيل: وزنها فعفلة، وهي النونة من الشعر، وهي أن تجعل
المرأة شعرها أربع قصائب مضفورة مفتولة وتداخل هي بعضهن في بعض، فيعدن أي
تلك الضفائر كعكبا.
الكعكب: ضرب من المشط بالفتح، كالكعكبية بزيادة الياء، قيد به الصاغاني. وثدي مكعب كمحدث، ومكعب كمعظم، كذا وهو مضبوط في نسختنا، وهو ضبط الصاغاني، وفي بعضها: كمكرم، وهي نادرة ومتكعب بزيادة التاء، أي كاعب وقيل: التفليك، ثم النهود، ثم التكعيب. والمكعب، كمعظم: الموشي بفتح الميم وسكون الواو وكسر الشين وفي نسخة: ضبطه كمعظم، من البرود والأثواب على هيأة الكعاب، ومنهم من قال المكعب الموشي، ولم يخصص بالأثواب ولا البرود، قال اللحياني: برد مكعب: فيه وشي مربع. المكعب: الثوب المطوي الشديد الإدراج في تربيع، ومنهم من لم يقيده بالتربيع، يقال: كعبت الثوب تكعيبا. وبهاء، يعني المكعبة: الدوخلة بتشديد اللام، وهي الشوغرة والوشخة، وسيأتي بيانهما. والكعبان: هما كعب بن كلاب، وكعب بن ربيعة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وقال شيخنا: اقتصر على نسبتهما لجديهما، وهما كعب بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وكعب بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب. والكعبات محركة، أو ذو الكعبات بيت كان لربيعة، كانوا يطوفون به، وقد ذكره الأسود بن يعفر في شعره فقال:
والبيت ذي الكعبات من سنداد
وكعب الإناء وغيره، كمنع: ملأه، ورواه الصاغاني من باب التفعيل. كعب الثدي
من باب ضرب ونصر، وكعب بالتشديد: نهد، أي: نتأ، واستدار، وارتفع كالكعب،
ولا يخفى أنه تقدم الإشارة إليه في كلامه، فذكره ثانيا كالتكرار، ثم أن
ذكره بعد كعب الإناء، يقضي أن يكون كمنع أيضا، وليس كذلك، بل هو من باب
الأول والثاني، وروي فيه التشديد. وقد قدمنا ما يتعلق به. وذو الكعب: لقب
نعيم بن سويد بن خالد الشيباني. وكعب الحبر، بكسر الحاء: تابعي م، وهو
المشهور بكعب الأحبار، ثبت ذكره في كثير من الأصول المصححة، وسقط من بعضها،
وإنما لقب به لكثرة علمه، وأورده بالإفراد، لأنه اختياره، ويأتي له في حبر
ولا تقل: الأحبار أي: بالجمع، قاله شيخنا. وسيأتي الكلام عليه في محله.
صفحة : 916
ومما لم يذكره المصنف: الكعب: العظم لكل ذي أربع، وفي الفرس: ما بين
الوظيفين والساقين، وقيل: ما بين عظم الوظيف وعظم الساق، وهو الناتىء من
خلفه. وكعبت كبتها: جعلت لها حروفا كالكعوب. والمكعب: لقب بعض الملوك، لأنه
ضرب كعائب الرؤوس. وكعبه كعبا: ضربه على يابس، كالرأس ونحوه. وكعبت الشيء
تكعيبا: إذا ملأته. ووجه مكعب: إذا كان جافيا، ناتئا والعرب تقول: جارية
درماء الكعوب، إذا لم يكن لرؤوس عظامها حجم، وذلك أوثر لها، وأنشد:
ساقا بخنداة وكعبا أدرما والكعاب في قول الشاعر:
رأيت الشعب من كعب وكانوا من الشنآن قد صاروا كعابـا قال الفارسي: أراد إن آراءهم تفرقت وتضادت، فكان كلء ذي رأي منهم قبيلا على حدته، فلذلك قال: صاروا كعابا. وي الأساس: في الحديث: نزل القرآن بلسان الكعبين : كعب بن لؤي من قريش، وكعب بن عمرو، وهو أبو خزاعة، قاله أبو عبيد عن ابن عباس، رضي الله عنهما. قال شيخنا: ونقله الجلال في الإتقان والمزهر. وأبو مكعب الأسدي، مشدد العين،من شعرائهم، وقيل: إنه أبو مكعت، بتخفيف العين وبالتاء المثناة الفوقية وسيأتي ذكره.
ك ع ث ب
الكعثب، والكثعب: الركب الضخم، الممتلئ، الناتئ. قال:
أريت إن أعطيت نهدا كعثبا الكعثب: صاحبت، أي: الركب، يقال: امرأة كعثب، وكثعب أي: ضخمة الركب، يعني الفرج. وتكعثبت العرارة، بفتح العين المهملة، وهي نبت: تجمعت واستدارت. قال ابن السكيت: يقال: لقبل المرأة: هو كعثبها، وأجمها، وشكرها. قال الفراء: وأنشدني أبو ثروان:
قال الجواري: ما ذهبت مذهبا
وعبنني ولم أكن مـعـيبـا
أريت إن أعطيت نهدا كعثبـا
أذاك أم نعطيك هيدا هيدبـا
أراد بالكعثب: الركب الشاخص المكتنز، والهيد والهيدب، الذي فيه رخاوة مثل ركب العجائز المسترخي، لكبرها. وركب كعثب: ضخم، كذا في لسان العرب.
ك ع د ب
الكعدب، والكعدبة كلاهما: الفسل بالفتح: الرديء من الرجال. والكعدبة،
بالضم: الحجاة، والحبابة. وفي حديث عمرو أنه قال لمعاوية: لقد رأيت
بالعراق، وإن أمرك كحق الكهول، أو كالكعدبة . ويروي: الجعدبة، قال: وهي
نفاخات الماء التي تكون من ماء المطر. وقيل: بيت العنكبوت:، وعن أبي عمرو:
يقال لبيت العنكبوت: الكعدبة، والجعدبة. وقد تقدم الإشارة إليه أيضا، في:
جعدب.
ك ع س ب
كعسب، يكعسب: أهمله الجوهري، وقال ابن السكيت: أي عدا عدوا شديدا، مثل كعظل
يكعظل. كعسب، وكعسم: إذا هرب ومشى سريعا، أو كعسب، إذا عدا بطيئا، فهو ضد؛
كعسب فلان ذاهبا: إذا مشى مشية السكران. وكعسب، كجعفر: اسم اشتق من المعاني
التي ذكرت.
ك ع ن ب
الكعنب، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو القصير، يوصف به الرجل. الكعنب:
الأسد: كالكعانب بالضم، نقله الصاغاني. وكعانب الرأس، بالفتح، ذكر الفتح
لدفع التوهم عما قبله: عجز تكون فيه، عن ابن دريد. ورجل كعنب: ذو كعانب في
رأسه.
وتيس مكعنب القرن، ومشعنبه ملتويه، كأنه حلقة، نقله ابن شميل.
ك ك ب
صفحة : 917
الكوكب: ذكره الليث في باب الرباعي، ذهب إلى أن الواو أصلية، قال الأزهري:
وهو عند حذاق النحويين من باب و ك ب صدر بكاف زائدة، والأصل: وكب، أو: كوب،
ونلقه الصاغاني ايضا هكذا، وسلمه. قلت الكاف ليست من حروف الزيادة، ولذا
صرح جماعة بأصالته فلا بد من تقييد أنها زائدة على خلاف الأصل. ثم قال
الصاغاني إلا أني تبعت الجوهري في إيراده هنا غير راض به، ولعله تبع فيه
الليث فإنه ذكرها في الرباعي، ذاهبا إلى أن الواو الأصلية. فتأمل. وهو
معروف من كواكب السماء. وفي الصحاح والمحكم الكوكب: النجم، اللام فيه
للجنس، وكذا لأم الكوكب، أي: كل منها يطلق على اللأخر. وكون الكوكب علما
بالغلبة على الزهرة، غير معتد به، وإنما هي الكوكبة كم يأتي، فلا يرد البحث
الذي قواه شيخنا وعضده كالكوكبة، كما قالوا: عجوز وعجوزة، وبياض وبياض. قال
الأزهري وسمعت غير واحد يقول الزهرة من بين النجوم الكوكبة، يؤنثوها، وسائر
الكواكب تذكر، فتقول: هذا كوكب كذا وكذا. والكوكب، والكوكبة: بياض في
العين، وعن أبي زيد: الكوكب: البياض في سواد العين، ذهب البصر له أو لم
يذهب. الكوكب: ما طال من النبات. الكوكب: سيد القوم وفارسهم. الكوكب: شدة
الحر ومعظمه قال ذو الرمة:
ويوم يظل الفرح في بيت غـيره له كوكب فوق الحداب الظواهر الكوكب: السيف الكوكب: الماء، وهذان عن المؤرج. الكوكب: المحبس كمجلس الكوكب: المسمار. الكوكب: الخطة بالكسر يخالف لونها أرضها، كان أخضر. والطلق من الأودية: كوكب الأرض. وهذه الأربعة نقلها الصاغاني. الكوكب: الرجل بسلاحه. الكوكب: الجبل، أو معظمه. الكوكب: الغلام المراهق، يقال: غلام كوكب: ممتلئ إذا ترعرع وحسن وجهه، هذا كقولهم له: بدر. الكوكب: الفطر بالضم، عن أبي حنفية، قال: ولا أذكره عن عالم، إنما الكوكب اسم لنبات م، أي: معروف، ولم يحل، يقال له: كوكب الأرض. كذا في لسان العرب. ونقله شيخنا عن المقدسي في حواشيه - ويمكن التوفيق - بأنه نوع من الفطر. فتأمل انتهى الكوكب من الشيء: معظمه مثل: كوكب العشب، وكوكب الماء، وكوكب الجيش؛ قال الشاعر يصف كتيبة:
وملمومة لا يخرق الطرف عرضها لها كوكب فخم شديد وضوحـهـا الكوكب، من الروضة: نورها، بالفتح وفي التهذيب: ويشبه به النور، فيسمى كوكبا قال الأعشى:
يضاحك الشمس منها كوكب شرق مؤزر بعميم النبت مـكـتـهـل الكوكب من الحديد: بريقه، وتوقده. وقد كوكب. قال الأعشى يذكر ناقته:
نقطع الأمعز المكوكب وخدا
بنـواج سـريعة الإيغـال
صفحة : 918
ويقال للأمعز إذا توقد حصاه ضحى: مكوكب. الكوكب من البئر: عينها الذي ينبع
الماء منه. الكوكب: قلعة مطلة على طبرية، تعرف بقلعة الكوكب. كوكب: علم
امرأة. الكوكب: قطرات من الجليد تقع بالليل على الحشيش، فتصير مثل الكواكب.
والكوكبة: الجماعة من الناس. قال ابن جني: لم يستعمل كل ذلك إلا مزيدا؛
لأنا لا نعرف في الكلام مثل كبكبة. وقال الخفاجي في العناية: هو مجاز من
قولهم: كوكب الشيء: معظمه وأكثره، وحمله غيره على الحقيقة والإشتراك،
وآخرون على المجاز من الكوكب للنبات، ولكل وجه. قاله شيخنا. وكوكبان: حصن
على جبل قريب من صنعاء باليمن، فيه قصر كان رصع داخله بالياقوت والجوهر،
وخارجه بالفضة والحجارة، فكان يلمع ذلك الياقوت والجوهر بالليل كالكوكب،
فسمى بذلك. كذا في المراصد والمعجم. قول الشاعر:
بئس طعام الصبية السواغـب
كبداء جاءت من ذرى كواكب
أراد بالكبداء: رحى تدار باليد، نحتت من كواكب، وهو بالضم جبل بعينه، تنحت
منه الأرحية،وهو جمع رحى، وسيأتي في المعتل: أن الأرحية نادرة. والكوكبية:
ة ظلم أهلها عامل بها، فدعوا عليه دعوة، فلم يلبث أن مات عقبها. ومنه
المثل. دعوة، ولفظ المثل: دعا دعوة كوكبية؛ وقال الشاعر:
فيارب سعد دعوة كـوكـبـية تصادف
سعدا أو يصادفها سعد كوكب: اسم موضع، قال الأخطل:
شوقا إليهم ووجدا يوم أتبـعـهـم طرفي ومنهم بجنبي كوكب زمر والذي في التهذيب: كوكبي، على فوعلي، كخوزلي: ع، وأنشد:
بجنبي كوكبي زمر وكويكب ، مصغرا: مسجد بين تبوك والمدينة المشرفة للنبي ، صلى الله عليه وسلم. يقال:كوكب الحديد كوكبة :برق، وتوقد .وقد تقدم ذكر مصدره آنفا والفرق بين المصدر والفعل في الذكر تشتيت للذهن.
يقال يوم ذو كواكب بالفتح: أي ذو شدائد، كأنه أظلم بما فيه من الشدائد، حتى رئي كواكب السماء، قال:
تريه الكواكب ظهرا وبيصا عن أبي عبيدة: ذهبوا تحت كل كوكب، أي: تفرقوا. والذي فات المصنف من هذه المادة: كوكب: اسم رجل، أضيف إليه الحش، وهو البستان. ومنه الحديث أن عثمان دفن بحش كوكب. وكوكب أيضا: اسم فرس لرجل جاء يطوف عليه بالبيت، فكتب فيه إلى عمر، رضي الله عنه، فقال: امنعوه والكوكبة: موضع في رأس جبل، كان منقوبا لبني نمير، فيه معدن وفضة. والقاسم الكوكبي، من آل البيت. وأبو الكواكب، زهرة، من بني الحسين.
ك ل ب
الكلب: كل سبع عقور، كذا في الصحاح، والمحكم، ولسان العرب. وفي شموله للطير
نظر. قاله الشهاب الخفاجي في أول المائدة قد غلب الكلب على هذا النوع
النابح. قال شيخنا: بل صار حقيقة لغوية فيه، لا تحتمل غيره، ولذلك قال
الجوهري ، وغيره: هو معروف، ولم يحتاجوا لتعريفه، لشهرته. وربما وصف به،
يقال: رجل كلب، وامرأة كلبة. ج: أكلب، وجمع الجمع أكالب، والكثير: كلاب،
وقالو في جمع كلاب: كلابات ؛ قال:
أحب كلب في كلابات الناس
إلى نبحا كلب أم العبـاس
صفحة : 919
وفي الصحاح: الأكاليب جمع أكلب. وقال سيبويه: وقالوا: ثلاثة كلاب، على
قولهم ثلاثة من الكلاب. قال: وقد يجوز أن يكونوا أرادوا ثلاثة أكلب ،
فاستغنوا ببناء أكثر العدد عن أقله. قد غلب أيضا على الأسد هكذا في نسختنا،
مخفوضا، معطوفا على النابح، وعليه علامة الصحة. وفي الحديث: أما تخاف أن
يأكلك كلب الله? فجاء الأسد ليلا، فاقتلع هامته من بين أصحابه. الكلب: أول
زيادة الماء في الوادي، كذا في النهاية. الكلب: حديدة الرحى في رأس القطب.
الكلب: خشبة يعمد بها الحائط، نقله الصاغاني. الكلب سمك على هيئته. الكلب:
القد، بالكسر، ومنه رجل مكلب، أي: مشدود بالقد. وسيأتي بيان ذلك. الكلب:
طرف الأكمة. الكلب: المسمار في قائم السيف الذي فيه الذؤابة، لتعلقه بها.
وفي لسان العرب: الكلب: مسمار مقبض السيف، ومعه آخر، يقال له: العجوز.
الكلب: سير أحمر يجعل بين طرفي الأديم إذا خرز، واستشهد عليه الجوهري بقول
دكين بن رجاء الفقيمي يصف فرسا:
كأن غر متنه إذ نجـنـبـه سير صناع في خريز تكلبه وغر متنه: ما يثنى من جلده. وعن ابن دريد: الكلب: أن يقصر السير على الخارزة، فتدخل في الثقب سيرا مثنيا، ثم ترد رأس السير الناقص فيه، ثم تخرجه. وأنشد رجز دكين أيضا. الكلب: بين قومس والري، منزل لحاج خراسان. وأطم نحو اليمامة، يقال له: رأس الكلب قيل: هو جبل باليمامة، هكذا ذكره ابن سيده، واستشهده بقول الأعشى:
إذ يرفع الآل رأس الكلب فارتفعا الكلب من الفرس: الخط الذي في وسط ظهره منه، تقول: استوى على كلب فرسه. الكلب: حديدة عقفاء، تكون في طرف الرحل، يعلق فيها الزاد والأداوي ،قال الشاعر يصف سقاء:
وأشعث منجوب شسيف رمـت بـه
على الماء إحدى
اليعملات العرامس
فأصبح فوق المـاء ريان بـعـدمـا
أطال به الكلب السرى وهو ناعـس
صفحة : 920
كالكلاب، بالفتح والتشديد. قيل: الكلب: ذؤابة السيف بنفسها. وكل ما وثق.
وفي بعض النسخ: أوثق به شيء، فهو كلب، لأنه يعقله كما يعقل الكلب من علقه.
الكلب، بالتحريك: العطش من قولهم: كلب الرجل كلبا، فهو كلب، إذا أصابه داء
الكلاب، فمات عطشا،لأن صاحب الكلب يعطش فإذا رأى الماء، فزع منه. الكلب:
القيادة، بالكسر، كالمكلبة، بالفتح، قال الأصمعي: ومنه اشتقاق الكلبتان
بتقديم المثناة الفوقية على الموحدة للقواد وهو الذي تقوله العامة:
القلطبان ، أو: القرطبان، والتاء على هذا زائدة، حكاهما ابن الأعرابي
يرفعهما إليه، ولم يذكر سيبويه في الأمثلة فعتلان قال ابن سيده: وأمثل ما
يصرف إليه ذلك أن يكون الكلب ثلاثيا، والكلتبان رباعيا، كزرم وازرأم، وضفد
واضفأد، كذا في لسان العرب. والكلب: وقوع الحبل بين القعو والبكرة وهو
المرس والحضب. من المجاز: الكلب: الحرص كلب على الشيء كلبا: إذا اشتد حرصه
على طلب شيء. وقال الحسن إن الدنيا لما فتحت على أهلها، كلبوا عليها -
والله - أسوأ الكلب وعدا بعضهم على بعض بالسيف . وقال في بعض كلامه: وأنت
تجشأ من الشبع بشما، وجارك قد دمي فوه من الجوع كلبا أي: حرصا على شيء
يصيبه. ومن المجاز: تكالب الناس على الأمر: حرصوا عليه، حتى كأنهم كلاب. من
المجاز: الكلب: الشدة في حديث علي، رضي الله عنها، كتب إلى ابن عباس رضي
الله عنهما، حين أخذ مال البصرة: فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب،
والعدو قد حرب كلب: أي اشتد، يقال كلب الدهر على أهله: إذا ألح عليهم،
واشتد. وفي الأساس في المجاز: سائل كلب: شديد الإلحاح. وما ذكر شيخنا من
قوله: ظاهره الإطلاق، إلى آخره، فإنه سيأتي في الكلبة، وقد اشتبه عليه، فلا
يعول عليه. الكلب: الأكل الكثير بلا شبع، نقله الصاغاني. و من المجاز:
الكلب: أنف الشتاء وحدته، يقال: نحن في كلب الشتاء، وكلبته. الكلب: صياح من
عضه الكلب الكلب. كلب الكلب كلبا فهو كلب، واستكلب: ضرى وتعود أكل الناس.
قيل: الكلب، جنون الكلاب المعترى من أكل لحم الإنسان ، فيأخذه لذلك سعار
وداء شبه الجنون. قيل: الكلب: شبه جنونها ، أي: الكلاب ، المعتري للإنسان
من عضها. وفي الحديث: يخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى
الكلب بصاحبه هو ، بالتحريك: داء يعرض للإنسان من عض الكلب الكلب ، فيصيبه
شبه الجنون ، فلا يعض أحدا إلا كلب ، ويعرض له أعراض رديئة، ويمتنع من شرب
الماء حتى يموت عطشا. وأجمعت العرب أن دواءه قطرة من دم ملك يخلط بماء
فيسقاه منه يقال: كلب الرجل ، كفرح: إذا أصابه ذلك أي: عضه الكلب الكلب.
ورجل كلب ، من رجال كلبين ، وكليب ، من قوم كلبى. وقول الكميت:
أحلامكم لسقام الجهل شافية
كما دماؤكم يشفى بها الكلب
صفحة : 921
قال اللحياني: إن الرجل الكلب يعض إنسانا ، فيأتون رجلا شريفا ، فيقطر لهم
من دم إصبعه، فيسقون الكلب فيبرأ. وفي الصحاح: الكلب شبيه بالجنون، ولم يخص
الكلاب. وعن الليث: الكلب الكلب: الذي يكلب في أكل لحوم الناس فيأخذه شبه
جنون ، فإذا عقر إنسانا كلب المعقور وأصابه داء الكلب ، يعوي عواء الكلب،
ويمزق ثيابه عن نفسه ، ويعقر من أصاب ، ثم يصير أمره إلى أن يأخذه العطاش ،
فيموت من شدة العطش ، ولا يشرب. وقال المفضل: أصل هذا أن داء يقع على الزرع
، فلا ينحل ، حتى تطلع عليه الشمس، فيذوب ،فإن أكل منه المال ، قبل ذلك مات
، قال ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن سوم الليل أي:
عن رعيه ، وربما ند بعير ، فأكل من ذلك الزرع قبل طلوع الشمس ، فإذا أكله
مات، فيأتي كلب فيأكل من لحمه فيكلب ، فإن عض إنسانا ، كلب المعضوض ، فإذا
سمع نباح كلب ، أجابه. وفي مجمع الأمثال والمستقصى دماء الملوك أشفى من
الكلب . ويروى: دماء الملوك شفاء الكلب. ثم ذكر ما قدمناه عن اللحياني. قال
شيخنا: ودفع بعض أصحاب المعاني هذا ، فقال: معنى المثل: أن دم الكريم هو
الثأر المنيم ، كما قال القائل:
كلب من حس ما قد مسني
وأفانين فؤاد مخـتـبـل
وكما قيل:
كلب بضرب جماجم ورقاب قال: فإذا كلب من الغيظ والغضب فأدرك ثأره ، فذلك هو الشفاء من الكلب ، لا أن هناك دماء تشرب في الحقيقة. كلب عليه كلبا: غضب فأشبه الرجل الكلب. كلب: سفه، فأشبه الكلب. قال أبو حنيفة: قال أبو الدقيش: كلب الشجر ، فهو كلب: إذا لم يجد ريه ، فخشن ورقه من غير أن تذهب ندوته ، فعلق ثوب من مر به ، وآذى كما يفعل الكلب. كلب الدهر على أهله ؛ وكذا العدو ، والشتاء: أي اشتد.
يقال: أكلبوا: إذا كلبت إبلهم ، أي: أصابها مثل الجنون الذي يحدث عن الكلب ، قال النابغة الجعدي:
وقوم يهينون أعراضهم كويتهم كية المكلـب والكلبة بالضم ، مثل الجلبة: الشدة من الزمان ، ومن كل شيء. الكلبة من العيش: الضيق. وقال الكسائي: أصابتهم كلبة من الزمان شدة حالهم وعيشهم ، وهلبة من الزمان ، قال: ويقال: هلبة من الحر والقر ، وكما سيأتي. قال أبو حنفية: الكلبة: كل شدة من قبل القحط ، والسلطان ، وغيره. وعام كلب: أي جدب. وكله من الكلب. الكلبة: حانوت الخمار ، عن أبي حنفية ، وقد استعملها الفرس في لسانهم. في حديث ذي الثدية: يبدور في رأس ثديه شعيرات كأنها كلبة كلب ، يعني: مخالبه. قال ابن الأثير: هكذا قال ابن الهروي ، وقال الزمخشري: كأنها كلبة كلب ، أو كلبة سنور ، وهي الشعر النابت في جانبي خطم الكلب والسنور ، قال: ومن فسرها بالمخالب، نظرا إلى مجئ الكلاليب في مخالب البازي ، فقد أبعد. كلبة: ع بديار بكر بن وائل. الكلبة: شدة البرد. وفي المحكم: شدة الشتاء وجهده منه ، أنشد يعقوب:
أنجمت قرة الشتاء وكانت
قد أقامت بكلبة وقطـار
صفحة : 922
وكذلك: الكلب ، بالتحريك. وبقيت علينا كلبة من الشتاء ، وكلبة: أي بقية
شدة. الكلبة: السير ، أو الطاقة ، أو الخطلة من الليف ، يخزر بها. وكلبت
الخارزة السير ، تكلبه كلبا قصرعنها السير ، فثنت سيرا تدخل فيه رأس القصير
حتى يخرج منه. قال دكين، رجاء الفقيمي يصف فرسا:
كأن غر متنه إذ نجـنـبـه سير صناع في خريز تكلبه وقد تقدم هذا الإنشاد.
وعبارة لسان العرب: الكلبة: السير وراء الطاقة من الليف ، يستعمل كما يستعمل الإشفى الذي في رأسه حجر يدخل السير أو الخيط في الكلبة وهي مثنية ، فيدخل في موضع الخرز ، ويدخل الخارز يده في الإداوة ، ثم يمد السير أو الخيط في الكلبة. والخارز يقال له: مكتلب. وقال ابن الأعرابي : الكلب: خرز السير بين سيرين ، كلبته أكلبه ، كلبا . واكتلب الرجل: استعمل هذه الكلبة ، هذه وحدها عن اللحياني. والقول الأول كذلك قول ابن الأعرابي. الكلبة ، بالفتح من الشرس ، وهو صغار شجر الشوك ، وهي تشبه الشكاعي وهي من الذكور ، وقيل: هي شجرة شاكة من العضاه ، ولها جراء كالكلبة ، بكسر اللام. وكل ذلك تشبيه بالكلب. وقد كلبت الشجرة: إذا انجرد ورقها، واقشعرت، فعلقت الثياب، وآذت من مربها، كما يفعل الكلب. ومن المجاز: أرض كلبة: إذا لم يجد نباتها ريا، فييبس. و أرض كلبة الشجر: إذا لم يصبها الربيع. وعن أبي خيرة: أرض كلبة، أي: غليظة، قف، ولا يكون فيها شجر ،ولا كلأ، ولا تكون جبلا. وقال أبو الدقيش: أرض كلبة الشجنة، أي خشنة يابسة ، لم يصبها الربيع بعد، ولم تلن. الكلبة من الشجر أيضا: الشوكة العارية من الأغصان اليابسة المقشعرة الفاردة ،وذلك لتعلقها بمن يمر بها كما تفعل الكلاب. الكلبة: ع بعمان على الساحل ، وقيده الصاغاني بفتح فسكون، وهو الصواب. والكلبتان ، بتقديم الموحدة على المثناة: ما يأخذ به الحدادث الحديد المحمى، يقال: حديدة ذات كلبتين وحديدتان ذوات كلبتين ، وحدائد ذوات كلبتين . في حديث الرؤيا: وإذا آخر قائم بكلوب حديد الكلوب كالتنور: المهماز ، وهو الحديدة التي على خف الرائض، كالكلاب، بالضم والتشديد، وهو المنشال. كذا في سفر السعادة، وسيأتي للمصنف أنه حديدة ينشال بها اللحم، ثم قال السخاوي في السفر: وقالوا للمهماز أيضا: كلوب ، ففرق بينهما وقالهما في معناه، انتهى. قال جندل بن الراعي يهجو ابن الرقاع ، وقيل: هو لأبيه الراعي:
جنادف لاحق بالرأس منكبه كأنه كودن يوشى بكـلاب والكلاب ، والكلوب: السفود ؛لأنه يعلق الشواء ويتخلله، وهذا عن اللحياني. وقال غيره: حديدة معطوفة كالخطاف، ومثله قول الفراء في المصادر. وفي كتاب العين: الكلاب والكلوب: خشبة في رأسها عقافة، زاد في التهذيب: منها ، أو من حديد. وكلبه بالكلاب ضربه به ، قال الكميت:
وولـي بـإجـريا ولاف كـأنــه
على الشرف الأقصى يساط ويكلب
صفحة : 923
قال: ابن درستويه: يضم أول الكلوب. ولم يجئ في شيء من كلام العرب. قال أبو
جعفر اللبلي: حكى ابن طلحة في شرحه: الكلوب: بالضم ، ولم أره لغيره. وفي
الروض: الكلوب ، كسفود: حديدة ، معوجة الرأس ، ذات شعب، يعلق بها اللحم ،
والجمع كلاليب. والمكلب ، كمحدث: معلم الكلاب الصيد ، مضر لها عليه. وقد
يكون التكليب واقعا على الفهد وسباع الطير. وفي التنزيل: وما علمتم من
الجوارح مكلبين فقد دخل في هذا: الفهد ، والبازي ، والصقر والشاهين، وجميع
أنواع الجوارح. والكلاب: المكلب الذي يعلم الكلاب أخذ الصيد. وفي حديث
الصيد إن لي كلابا مكلبة ، فأفتنى في صيدها . المكلبة: المسلطة على الصيد ،
المعودة بالاصطياد ، التي قد ضريت به ، والمكلب ،بالكسر صاحبها الذي يصطاد
بها. كذا في لسان العرب. المكلب ، بالفتح المقيد يقال: رجل مكلب: مشدود
بالقد ، وأسير مكلب ، قال طفيل الغنوي:
فباء بقتلانا من القوم مثلهم وما لا يعد من أسير مكلب وقيل: هو مقلوب عن مكبل. ومن المجاز: يقال: كلب عليه القد إذا أسر به ، فيبس وعضه. وأسير مكلب ، ومكبل: أي مقيد. والكليب والكالب: جماعة الكلاب. فالكليب: جمع كلب ، كالعبيد والمعيز ، وهو جمع عزيز أي: قليل. قال يصف مفازة:
كأن تجاوب أصـدائهـا مكاء المكلب يدعو الكليبا قال شيخنا: وقد اختلفوا فيه ، هل هو جمع أو اسم جمع ? وصححوا أنه إذا ذكر ، ، كان اسم جمع كالحجيج ؛ وإذا أنث، كان جمعا ، كالعبيد والكليب. وفي لسان العرب: الكالب: كالجامل ، والباقر. ورجل كالب ، وكلاب: صاحب كلاب ، مثل تامر ولابن ؛ قال ركاض الدبيري:
سدا بـيديه ثـم أج بـسـيره كأج الظليم من قنيص وكالب وقيل: كلاب: سائس كلاب.
ونقل شيخنا عن الروض: الكلاب ، بالضم والتشديد: جمع كالب ، وهو صاحب الكلاب الذي يصيد بها. قال ابن منظور: وقول تأبط شرا
إذا الحرب أولتك الكليب فولها
كليبك واعلم أنها سوف تنجلي
صفحة : 924
قيل في تفسير قولان: أحدهما أنه أراد بالكليب المكالب ، وسيأتي معناه قريبا
؛ والقول الآخر أن الكليب مصدر: كلبت الحرب، والأول أقوى. من المجاز: فلان
عنيف المطالبة ، شنيع المكالبة. المكالبة: المشارة ، والمضايقة. كذلك
التكالب ، وهو التواثب ، يقال: هم يتكالبون على كذا ، أي. يتواثون عليه.
وكالب الرجل مكالبة، وكلابا: ضايقه كمضايقة الكلاب بعضها بعضا عند
المهارشة. والكليب ، في قول تأبط شرا ، بمعنى المكالب. وكلب، وبنو كلب،
وبنو أكلب، وبنو كلبة، وبنو كلاب: قبائل من العرب. قال الحافظ ابن حجر في
الإصابة: حيث أطلق الكلبي فهو من بني كلب ابن وبرة. قال شيخنا: هو أخو نمر
وتنوخ، كما في معارف ابن قتيبة. وقال العيني: في طيئ كلب ابن وبرة بن تغلب
بن وائل، فعدناني، وهذا قحطاني. وأما كلاب، ففي قريش هو ابن مرة، وفي هوازن
ابن ربيعة بن عامر ابن، صعصعة، وفيه المثل: ثور كلاب في الرهان أقعد . وهو
في أمثال حمزة. وبنو كلبة: نسبوا إلى أمهم. وكف الكلب: عشبة منتشرة، تنبت
بالقيعان ببلاد نجد، يقال لها ذلك إذا يبست، تشبه بكف الكلب الحيواني، وما
دامت خضراء، فهي الكفنة. وأم كلب: شجيرة شاكة، تنبت في غلظ الأرض وجلدها،
صفراء الورق، حسناء، فإذا حركت، سطعت بأنتن رائحة وأخبثها، سميت بذلك لمكان
الشوك، أو لأنها تنتن كالكلب إذا أصابه المطر، قال أبو حنيفة: أخبرني
أعرابي، قال: ربما تخللتها الغنم، فحاكتها، فأنتنت، حتى يتجنبها الحلاب،
فتباعد عن البيوت، وقال: وليست بمرعى. والكلبات ، محركة: هضبات م ، أي
معروفة ، باليمامة ، وهي دون المجاز ، على طريق اليمن إليها من ناحيتها.
الكلاب، كغراب: ع قاله أبو عبيد ، أو ماء معروف لبني تميم ، بين الكوفة
والبصرة على سبع ليال من اليمامة أو نحوها. له يو كانت عنده وقعة للعرب ،
قال السفاح بن خالد التغلبي:
إن الكلاب ماؤنا ، فخلـوه وساجرا ، والله ، لن تحلوه وساجر: اسم ماء يجتمع مع السيل. وكان أول من ورد الكلاب من بني تميم سفيان بن مجاشع ، وكان من بني تغلب. وقالوا: الكلاب الأول ، والكلاب الثاني ، وهما يومان مشهوران للعرب. ومنه حديث عرفجة: أن أنفه أصيب يوم الكلاب ،فاتخذ أتفا من فضة . قال أبو عبيد: كلاب الأول وكلاب الثاني: يومان كانا بين ملوك كندة وبني تميم. وبين الدهناء واليمامة موضع يقال له الكلاب أيضا كذا قالوه والصحيح أنه هو الأول الكلاب كسحاب: ذهاب: العقل ، من الكلب محركة. وقد كلب الرجل كعنى إذا أصابه ذلك ، وقد تقدم معنى الكلب ولسان الكلب: سيف تبع اليماني أبي كرب كان في طول ثلاثة أذرع ، كأنه البقل خضرة ، مشطب ، عريض ، نقله الصاغاني. لسان الكلب: اسم سيوف أخر، منها: سيف كان لأوس بن حارثة بن لأم الطائي ، وفيه يقول:
فإن لسان الكلب مانع حوزتي
إذا حشدت معن وأفناء بحتر
صفحة : 925
وأيضا سيف عمرو بن زيد الكلبي ، وسيف زمعة بن الأسود بن المطلب ، ثم صار
إلى ابنه عبد الله ، وبه قتل هدبة بن الخشرم. وذو الكلب: عمرو بن العجلان
الهذلي ، سمي به لأنه كان له كلب لا يفارقه، وهو من شعراء هذيل مشهور. ونهر
الكلب: بين بيروت وصيداء من سواحل الشام. وكلب الجربة ، بتشديد الموحدة: ع
، هكذا نقله الصاغاني. وكلاب العقيلي ، ككتان وكذا كلاب بن حمزة ، وكنيته
أبو الهيذام بالذال المعجمة: شاعران نقلهما الصاغاني والحافظ. وفاته كلاب
بن الخواري التنوخي المعري الذي علق فيه السلفى. والكالب ، والكلاب: صاحب
الكلاب المعدة للصيد ، وقيل: سائس كلاب ، وقد تقدم. ودير الكلب: بناحية
الموصل بالقرب من باعذراء ، كذا قيده الصاغاني بالفتح ، وصوابه بالتحريك.
وجب الكلب: تقدم ذكره في ج ب ب. وعبد الله بن سعيد بن كلاب ، كرمان التميمي
البصري: متكلم ، وهورأس الطائفة الكلابية من أهل السنة. كانت بينه وبين
المعتزلة مناظرات في زمن المأمون ، ووفاته بعد الأربعين ومائتين. ويقال له
ابن كلاب ، وهو لقب ، لشدة مجادلته في مجلس المناظرة. وهكذا كما يقال فلان
ابن بجدتها ، لا أن، كلابا جد له كما ظن ، ومن الغريب قول والد الفخر
الرازي في آخر كتابه غاية المرام في علم الكلام: إنه أخو يحيى بن سعيد
القطان المحدث. وفيه نظر. وقولهم: الكلاب هي رواية الجمهور ، وعليها اقتصر
أبو عبيد في أمثاله ، وثعلب في الفصيح ، وغير واحد أوالكراب على البقر
بالراء بدل اللام ، وبالوجهين رواه أبو عبيد البكري ، في كتابه فصل المقال
، ناقلا الوجه الأخير عن الخليل وابن دريد ، وأثبتهما الميداني في مجمع
الأمثال على أنهما مثلان ، كل واحد منهما على حدة في معناه. ترفعها على
الابتداء وتنصبها بفعل محذوف أي: أرسلها على بقر الوحش. ومعناه ، على ما
قدره سيبويه: خل امرأ وصناعته. قال ابن فارس في المجمل: يراد بهذا الكلام
صيد البقر بالكلاب ، قال: ويقال: تأويله مثل ما قاله سيبويه. وقال أبو عبيد
في أمثاله: من قلة المبالاة قولهم: الكلاب على البقر ، يضرب مثلا في قلة
عناية الرجل واهتمامه بشأن صاحبه. قال: وهذا المثل مبتذل في العامة ، غير
أنهم لا يعرفون أصله. ونقل شيخنا عن شروح الفصيح: يجوز الرفع والنصب في
الروايتين ، فالرفع على الابتداء ، وما بعده خبر. وأما النصب ، فعلى إضمار
فعل، كأنه قال: دع الكلاب على البقر. وكذلك من روى الكراب إن شئت نصبت
فقلت: أي دع الحرث على البقر، وإن شئت رفعت على الإبتداء والخبر. وأم كلبة:
الحمى، لشدة ملازمتها للإنسان، أضيفت إلى أنثى الكلاب. وكلب الرجل يكلب، من
باب ضرب، كذا هو مضبوط عندنا، ومثله الصاغاني، وفي بعض النسخ: من باب فرح.
واستكلب: إذا كان في قفر، فنبح، لتسمعه الكلاب، فتنبح، فيستدل بها عليه أنه
قريب من ماء أو حلة، قال:
ونبح الكلاب لمستكلب
صفحة : 926
كلب الكلب، من باب فرح، وكذا استكلب: ضرى، وتعود أكل الناس، فأخذه لذلك
سعار، وقد تقدم. من المجاز: كلاليب البازي: مخالبه، جمع كلوب، ويقال: أنشب
فيه كلاليبه، أي: مخالبه. ومن الشجر: شوكه. كل ذلك على التشبيه بمخالب
الكلاب والسباع. وقول شيخنا: ولهم في الذي بعده نظر، منظور فيه. وكالبت
الإبل: رعته، أي: كلاليب الشجر. وقد تكون المكالبة ارتعاء الخشن اليابس،
وهو منه ؛ قال الشاعر:
إذا لم يكن إلا القتاد تنزعت ما جلها أصل القتاد المكالب ومما يستدرك على المؤلف: الكلب من النجوم بحذاء الدلو من أسفل، وعلى طريقته نجم أحمر يقال له الراعي. وكلاب الشتاء: نجوم، أوله، وهي الذراع، والنثرة، والطرف والجبهة. وكل هذه إنما سميت بذلك على التشبيه بالكلاب. ولسان الكلب: نبت، عن ابن دريد. والكلاب، كغراب: واد بثهلان، مشرف، به نخل ومياه لبني العرجاء من بني نمير. وثهلان: جبل لباهلة، وهو غير الذي ذكره المصنف. ودهر كلب: أي ملح على أهله بما يسوؤهم، مشتق من الكلب الكلب ؛ قال الشاعر:
مالي أرى الناس لا أبا لهم قد أكلوا لحم نابح كلـب ومن المجاز أيضا: دفعت عنك كلب فلان، أي: شره وأذاه. وعبارة الأساس: كف عنه كلابه: ترك شتمه وأذاه، انتهى.
وكلاب السيف، بالضم: كلبه. والكلب: فرس عامر بن الطفيل من ولد داحس، وكان يسمى الورد والمزنوق. والكلب بن الأخرس: فرس خيبري بن الحصين الكلبي. وأهل المدينة يسمون الجريء مكالبا، لمكالبته للموكل بهم. وفلان بوادي الكلب: إذا كان لا يؤبه به، ولا مأوى يؤويه كالكلب تراه مصحرا أبدا، وكل من المجاز. وكلاب: اسم سمي بذلك، ثم غلب على الحي والقبيلة ؛ قال:
وإن كلابا هذه عشر أبـطـن وأنت بريء من قبائلها العشر قال ابن سيده: أي أن بطون كلاب عشر أبطن، قال سيبويه: كلاب اسم للواحد، والنسب إليه كلابي. يعني أنه لو لم يكن كلاب اسما للواحد، وكان جمعا، لقيل في الإضافة إليه كلبي. وقولهم: أعز من كليب وائل هو كليب بن ربيعة من بني تغلب بن وائل. وأما كليب، رهط جرير الشاعر، فهو كليب بن يربوع بن حنظلة. وكالب بن يوقنا: من أنبياء بني إسرائيل في زمن سيدنا موسى، عليهما السلام، كما في الكشاف في أثناء القصص، والعناية، في المائدة، نقله شيخنا وفي أنساب الإمام أبي القاسم الوزير المغربي: كليب في خزاعة: كليب ابن حبشية بن سلول، وكلب في بجيلة: ابن عمرو بن لؤي بن دهن ابن معاوية بن أحمس. وأرض مكلبة، بالفتح: كثيرة الكلاب، نقله الصاغاني. واست الكلب: ماء نجدي عند عنيزة من مياه ربيعة، ثم صارت لكلاب. ووادي الكلب، محركة: يفرغ في بطنان حبيب بالشام.
ك ل ت ب
الكلتب، كجعفر، وقنفذ: أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو شبه المداهنة في
الأمور، يقال: مر يكلتب في الأمر. والكلبتان: مأخوذ من الكلب، وهو القواد،
وقد تقدم. وعن ابن الأعرابي: الكلتبة القيادة.
ك ل ث ب
الكلثب، بالثاء المثلثة، كجعفر، وعلابط: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان،
والصاغاني، وهو المنقبض، البخيل، المداهن في الأمور، وكأنه لغة في الذي
قبله.
ك ل ح ب
صفحة : 927
الكلحبة: أهمله الجوهري، وقال الأزهري: لا يدرى ما هو: وقد روي عن ابن
الأعرابي: أنه صوت النار، ولهيبها. يقال: سمعت حدمة النار، وكلحبتها. ونقل
شيخنا عن السهيلي في الروض: أنه صوتها فيما دق، كالسراج ونحوه. كلحبة،
والكلحبة: اسم من أسماء الرجال. الكلحبة: شاعر عرني هكذا في النسخ، قال
شيخنا: والصواب عريني، بفتح العين وكسر الراء، كما صرح به المبرد في أوائل
الكامل. قلت: وهكذا قيده الحافظ في التبصير، قال: وضبطه الأمير هكذا أيضا.
وأما السمعاني، فضبطه بالضم، وتعقب عليه. الكلحبة: لقب عبد الله ابن كلحبة،
قاله أبو عبيدة. ويقال: هبيرة بن كلحبة ، ويقال: اسمه جرير بن هبيرة ، كما
نقله الحافظ ، وأثبت ذلك أن اسمه هبيرة بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين
ابن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة ، التميمي العرني ، بفتح العين وسكون الراء ،
وكذا في النسخ وفي بعضها بالتحريك ، ومثله في التكملة: فارس العرادة ، وهي
فرس كانت له. والذي في لسان العرب: والكلحبة اليربوعي: اسم هبيرة بن عبد
مناف. وهكذا ذكره ابن الكلبي في الأنساب. وكلحبه بالسيف: ضربه به ، قيل:
وبه سمى الرجل.
ك ن ب
كنب الرجل ، يكنب ، كنوبا ظاهره أنه من حد: نصر ، على مقتضى قاعدته ، وضبطه
الصاغاني من حد: فرح: غلظ ، نقله الصاغاني أيضا. كنب كنوبا ، من حد: نصر
استغنى ، نقله الصاغاني. والكنب ، محركة: غلظ يعلو الرجل والخف والحافر
واليد ، أو هو خاص بها ، أي باليد إذا غلظت من العمل. وقد كنبت يده كفرح ،
وأكنبت ، فهي مكنبة، قاله ابن دريد. وفي الصحاح: أكنبت ، وأنشد أحمد بن
يحيى:
قد أكنبت يداك بعـد لـين وبعد دهن البان والمضنون وقال العجاج:
وقد أكنبت نسوره وأكنبا أي: غلظت وعست. وفي حديث سعد رآه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد أكنبت يداه، فقال له: أكنبت. فقال أعالج بالمر والمسحاة. فأخذ بيده وقال: هذه لا تمسها النار أبدا . أكنبت اليد: إذا ثخنت، وغلظ جلدها، وتعجر من معاناة الأشياء الشاقة. والكنب في اليد مثل المجل إذا صلب من العمل، كما في الصحاح. وحافر مكنب، كمحسن: غليظ خف مكنب، بفتح النون، كمكنب مثل منبر عن ابن الأعرابي، وأنشد:
بكل مرثوم النواحي مكنب وأكنب عليه بطنه: إذا اشتد أكنب عليه لسانه: أحتبس وكنبه في جرابه، يكنبه، كنبا: كنزه فيه، نقله الصاغاني. والكانب: الممتلئ شبعا، قال دريد بن الصمة:
وأنت امرؤ جعد القفا متعكـش من الأقط الحولي شعبان كانب وقال أبو زيد: كانب: كانز. والكنب، ككتف: قال أبو حنيفة: شبيه بقتادنا، هذا الذي ينبت عندنا، وقد يخصف عندنا بلحائه، ويفتل منه شرط باقية على الندى. وقال مرة: سألت بعض الأعراب عن الكنب، فأراني شرسة متفرقة من نبات الشوك، بيضاء العيدان، كثيرة الشوك، لها في أطرافها براعيم، قد بدت من كل برعومة شوكات ثلاث. والكنب: نبت، قال الطرماح:
معاليات على الأرياف مسكنـهـا أطرف نجد بأرض الطلح والكنب وعن الليث: الكنب: شجر، قال:
في حصد من الكراث والكنب.
صفحة : 928
الكنيب، على فعيل: اليابس وفي نسخة: اليبس من الشجر، أو هو ما تحطم منه
وتكسر شوكه. كنيب، مصغرا كزبير: ع، قال النابغة:
زيد بن بدر حاضر بعراعر وعلى كنيب مالك بن حمار كنب، بضمتين كجنب: د، بما وراء النهر، لقبها في كتب الأعاجم أشروسنه، بضم الهمزة وسكون الشين وفتح الراء، وسيذكر في محله. والمكنئب، كمكفهر: الغليظ الشديد، العاسي، القصير. نقله الصاغاني. والكناب، بالكسر: الشمراخ والعاسي.
ك ن ت ب
الكنتب، كقنفذ وعلابط: الغليظ، القصير. الصحيح أن التاء زائدة،ولذا لم
يذكره الجوهري وغيره.
ك ن ث ب
الكنثب، بالثاء المثلثة: أهمله الجوهري. وقال الصاغاني: هو كجعفر، وقنفذ،
وعلابط: الصلب الشديد. وفي لغة أخرى، وهو الكثنب، بتقديم المثلثة على
النون، كجعفر نقله الصاغاني: في ك ث ب. والكنثاب، بالكسر: الرمل المنهال،
وهذا عن ابن الأعرابي، كما قاله ابن منظور والصاغاني.
ك ن ح ب
الكنحب، بالحاء المهملة بعد النون، كجعفر: أهمله الجوهري: وقال ابن دريد:
قالوا: نبت، وليس بثبت، ولا يخفى ما هذا من الجناس.
ك ن خ ب
الكنخبة، بالخاء المعجمة بعد النون: أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو
اختلاط الكلام من الخطإ، حكاه يونس فيما زعموا أنه سمع بعض العرب يقول: ما
هذه الكنخبة? يريد الكلام المختلط من الخطإ.
ك و ب
الكوب، بالضم: كوز لا عروة له، قال عدي بن زيد:
متكئا تصفـق أبـوابـه
يسعى عليه العبد بالكوب المستدير الرأس الذي لا خرطوم له. وفي
بعض الأمهات: لا أذن له، وهو قول الفراء؛ ج أكواب وفي التنزيل العزيز:
وأكواب موضوعة ، وفيه: يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ، وأنشد يصف
منجنونا.
يصب أكوابا على أكواب تدفقت
من مائها الجوابي عن ابن الأعرابي: كاب، يكوب، إذا شرب به، أي: بالكوب،
كاكتاب، وكذلك: كاز، يكوز، واكتاز. والكوب، محركة: دقة العنق، وعظم الرأس،
عنه أيضا. والكوبة: الحسرة على ما فات. ظاهره أنه بالفتح، وقيده الصاغاني
بالضم مجودا. في الحديث إن الله حرم الخمر والكوبة. قال أبو عبيد: أما
الكوبة بالضم، فإن محمد بن كثير أخبرني أن الكوبة النرد في كلام أهل اليمن.
ومثله قال ابن الأثير أو الشطرنج بكسر الشين المعجمة، سيأتي بيانه في
الجيم. وفي بعض النسخ بزيادة الهاء في آخره. في الصحاح: الكوبة: الطبل
الصغير المخصر. قيل: الكوبة الفهر. بالكسر: الحجر الصغير قدر ملء الكف.
قيل: هو البربط، ومنه حديث علي، رضي الله عنه أمرنا بكسر الكوبة والكنارة
والشياع والتكويب: دق الشيء بالفهر، نقله الصاغاني. وكابة: ع ببلاد بني
تميم، أو ماء من وراء نباج بني عامر: وكوبان، بالضم، ة، وفي نسخة موضع
بمرو، معرب عن جوبان. وكوبانان، بالضم: ة بأصفهان. وكوبنان بالضم: أيضا: د،
م أي: بلد معروف.
ك ه ب
صفحة : 929
الكهب: أهمله الجوهري على ما يوجد في بعض نسخ القاموس بالحمرة، وقد وجد في
بعض نسخ الصحاح، وقال ابن الأعرابي: هو الجاموس المسن. وقال الزمخشري: هو
البعير المسن. وقيل: الكهب لون الجاموس. والكهبة، بالضم، لون مثل القهبة،
أو الكهبة: الدهمة، أو غبرة مشربة سوادا مطلقا، أو خاص بالإبل، أي: في
ألوانها قال الأزهري: بعير أكهب بين الكهب، وناقة كهباء. وقال أبو عمرو.
الكهبة: لون ليس بخالص في الحمرة، وهو في الحمرة خاصة. وقال يعقوب: الكهبة
لون إلى الغبرة ما هو، فلم يخص شيئا دون شيء. قال الأزهري: لم أسمع الكهبة
في ألوان الإبل لغير الليث: قال: ولعله يستعمل في ألوان الثياب. والفعل من
كل ذلك: كهب، وكهب، ككرم وفرح، وكهبا، وكهبة. وهو: أكهب. وقد قيل: كاهب،
وروى بيت ذي الرمة:
جنوح على باق سـحـيق كـأنـه إهاب ابن آوى كاهب اللون أطحل ويروى: أكهب. ومن المجاز: رجل أكهب اللون: متغيره. وقد اكهاب لونه. قال شيخنا: وقع في شعر حسان ابن ثابت، رضي الله عنه، في مقتل خبيب بن عدي وأصحابه، رضي الله عنهم:
بني كهيبة إن الخيل قد لقحت قال الإمام السهيلي في الروض: جعل كهيبة كأنه اسم علم لأمهم، وهذا كما يقال: بنو ضوطرى، وبنو الغبراء، وبنو درزة. وهذا كله اسم لكل من يسب، وعبارة عن السفلة من الناس. وقد أغفله المصنف. انتهى.
ك ه د ب
الكهدب، كجعفر أهمله الجوهري، وقال الصاغاني، هو الثقيل الوخم بسكون الخاء
المعجمة كذا هو مضبوط.
ك ه ر ب
ومما يستدرك عليه. الكهرب، ويقال: الكهربا، مقصورا، لهذا الأصفر المعروف
ذكره ابن الكتبي، والحكيم داوود؛ وله منافع وخواص. وهي فارسية، وأصلها كاه
ربا، أي: جاذب التبن. قال شيخنا وتركه المصنف تقصيرا، مع ذكره لما ليس من
كلام العرب أحيانا.
ك ه ك ب
الكهكب، كجعفر: أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الباذنجان، مثل كهكم،
فكأن الباء بدل عن الميم، وهو كثير. ولم يذكر الباذنجان في محله، فهو مؤاخذ
عليه. ومما يستدرك عليه: الكهكب: المسن الكبير.