فصل اللام مع الباء
ل ب ب
ألب بالمكان، إلبابا: أقام به، كلب ثلاثيا، نقلها الجوهري، عن أبي عبيد، عن
الخليل. وألب على الأمر: لزمه فلم يفارقه. ومنه قولهم، لبيك، ولبيه. أي:
لزوما لطاعتك. وفي الصحاح: أي أنا مقيم على طاعتك ؛ قال:
إنك لو دعوتني ودونـي زوراء ذات منزع بيون
لقلت لبيه لمن يدعوني أصله:
لبيت، من ألب بالمكان، فأبدلت الباء ياء لأجل التضعيف. وقال سيبويه: انتصب
لبيك، على الفعل ، كما انتصب سبحان الله. وفي الصحاح: نصب على المصدر،
كقولك: حمدا لله وشكرا، وكان حقه أن يقال: لبا لك، وثنى على معنى التوكيد،
أي: إلبابا بك بعد إلباب، وإقامة بعد إقامة. قال الأزهري: سمعت أبا الفضل
المنذري يقول: عرض على أبي العباس ما سمعت من أبي طالب النحوي في قولهم:
لبيك وسعديك، قال: قال الفراء: معنى لبيك إجابة لك بعد إجابة ؛ قال: ونصبه
على المصدر. قال: وقال الأحمر: هو مأخوذ من لب بالمكان، وألب به. إذا أقام،
وأنشد:
لب بأرض ما تخطاها الغنم قال: ومنه قول طفيل:
صفحة : 930
رددن حصينا من عدي ورهطه وتيم تلبي في العروج وتحلب أي: تلازمها وتقيم
فيها. وقيل: معناه: أي تحلب اللبأ وتشربه، جعله من اللبإ، فترك الهمز، وهو
قول أبي الهيثم. قال أبو منصور: وهو الصواب. وحكى أبو عبيد، عن الخليل أنه
قال: أصله من: ألببت بالمكان، فإذا دعا الرجل صاحبه،أجابه: لبيك، أي: أنا
مقيم عندك ؛ ثم وكد ذلك بلبيك، أي إقامة بعد إقامة. أو معناه: اتجاهي إليك،
وقصدي لك، وإقبالي على أمرك. مأخوذ من قولهم: داري تلب داره، أي: تواجهها
وتحاذيها ويكون حاصل المعنى: أنا مواجهك بما تحب إجابة لك، والياء للتثنية،
قاله الخليل، وفيها دليل على النصب للمصدر. وقال الأحمر: كان أصله لبب بك،
فاستثقلوا ثلاث باءآت، فقلبوا إحداهن ياء، كما قالوا: تظنيت، من الظن، أو
معناه: محبتي لك، وإقبالي إليك، مأخوذ من قولهم: امرأة لبة، أي: محبة عاطفة
لزوجها، هكذا في سائر النسخ. والذي حكي عن الخليل في هذا القول: أم لبة،
بدل امرأة، ويدل على ذلك، ما أنشد:
وكنتم كأم لبة طعن ابنهـا إليها فما درت عليه بساعد وفي حديث الإهلال بالحج: لبيك اللهم لبيك هو من التلبية، وهي إجابة المنادي، أي: إجابتي لك يا رب، وهو مأخوذ مما تقدم ؛ أو معناه: إخلاصي لك مأخوذ من قولهم: حسب لباب، بالضم، أي: خالص محض، ومنه: لب الطعام، ولبابه: وفي حديث علقمة أنه قال للأسود: يا أبا عمرو: قال: لبيك، قال: لبي يديك . قال الخطابي: معناه سلمت يداك وصحتا، وإنما ترك الإعراب في قوله: يديك، وكان حقه أن يقول: يداك، ليزدوج يديك بلبيك. وقال الزمخشري: معنى لبي يديك أي: أطيعك، وأتصرف بإرادتك، وأكون كالشيء الذي تصرفه بيديك كيف شئت. واللب، بالفتح: الحادي اللازم لسوق الإبل، لا يفتر عنها ولا يفارقها ورجل لب: لازم لصنعته، لا يفارقها ويقال: رجل لب طب، أي: لازم للأمر. وأنشد أبو عمرو:
لبا بأعجاز المطي لاحقا
صفحة : 931
واللب: المقيم بالأمر. وقال ابن الأعرابي: اللب: الطاعة: وأصله من الإقامة.
وقولهم: لبيك: اللب واحد، فإذا ثنيت، قلت في الرفع: لبان، وفي النصب
والخفض: لبين، وكان في الأصل: لبينك، أي أطعتك مرتين، ثم حذفت النون
للإضافة، أي أطعتك طاعة، مقيما عندك إقامة بعد إقامة. وفي المحكم: قال:
سيبويه: وزعم يونس أن لبيك اسم مفرد، بمنزلة عليك، ولكنة جاء على هذا اللفظ
في حد الإضافة. وزعم الخليل أنها تثنية، كأنه قال: كلما أجبتك في شيء، فأنا
في الآخر لك مجيب. قال سيبويه: ويدلك على صحة قول الخليل بعض العرب: لب،
يجريه مجرى أمس وغاق. وقال ابن جنى: الألف في لبي عند بعضهم، هي ياء
التثنية في: لبيك، لأنهم اشتقو من الاسم المبني الذي هو الصوت مع حرف
التثنية فعلا، فجمعوه من حروفه، كما قالوا من لا إله إلا الله: هللت، ونحو
ذلك، فاشتقوا لبيت من لفظ لبيك، فجاؤو في لفظ لبيت بالياء التي للتثنية في
لبيك، وهذا قول سيبويه. قال: وأما قول يونس، فزعم أن لبيك اسم مفرد، وأصله
عنده: لبب، وزنه فعلل ، قال : ولا يجوز أن تحمله على فعل، لقلة فعل في
الكلام، وكثرة فعلل، فقلب الباء، التي هي اللام الثانية من لبب، ياء، هربا
من التضعيف، فصار لبي، ثم أبدل الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار
لبي، ثم إنه لما وصلت بالكاف في لبيك، وبالهاء في لبيه، قلبت الألف ياء،
كما قلبت في إلى وعلى ولدي، إذا وصلتها بالضمير، فقلت: إليك، وعليك، ولديك.
وقد أطال شيخنا الكلام في هذا المبحث، وهو مأخوذ من لسان العرب، ومن كتاب
المحتسب لابن جني، وغيرهما ؛ وفيما ذكرناه كفاية. اللب، بالضم: السم. وفي
لسان العرب، عن أبي الحسن: وربما سمى سم الحية لبا. اللب: خالص كل شيء،
كاللباب، بالضم أيضا. ومن النخل: جوفه. وقد غلب على ما يؤكل داخله ويرمى
خارجه من الثمر. لب الجوز ونحوه كاللوز وشبهه: ما في جوفه، والجمع اللبوب.
ومثله قول الليث: ولب النخلة: قلبها. من المجاز: لب الرجل: ما جعل في قلبه
من العقل سمي به لأنه خلاصة الإنسان، أو أنه لا يسمىذلك إلا إذا خلص من
الهوى وشوائب الأوهام، فعلى هذا هو أخص من العقل. كذا في كشف الكشاف، في
أوائل البقرة، نقله شيخنا. ج: ألباب، وألب بالإدغام، وهو قليل. قال أبو
طالب:
قلبي إليه مشرف الألب قال الجوهري. وربما أظهرو التضعيف في ضرورة الشعر، قال الكميت:
إليكم بني آل النبي تطلعـت
نوازع من قلبي ظماء وألبب
صفحة : 932
وقد لببت، بالكسر وبالضم، أي: من باب: فرح وقرب، تلب بالفتح، لبا بالضم
ولبا ولبا، ولبابة بالفتح فيهما: صرت ذا لب. وفي التهذيب: حكي: لببت،
بالضم، وهو نادر، لا نظير له في المضاعف. وقيل لصفية بنت عبد المطلب، وضربت
الزبير: لم تضربينه? فقالت: ليلب، ويقود الجيش ذا الجلب. أي يصير ذا لب
ورواه بعضهم أضربه لكي يلب، ويقود الجيش ذا اللجب. قال ابن الأثير: هذه لغة
أهل الحجاز، وأهل نجد يقولون: لب يلب، بوزن فر يفر. وليس فعل بالضم يفعل
بالفتح سوى لببت، بالضم، تلب بالفتح ؛ فإن القاعدة أن المضموم من الماضيات
لا يكون مضارعه إلا مضموما وشذ هذا الحرف وحده لا نظير له، وهو الذي صرح به
شراح اللامية والتسهيل وغيرهم، وحكاه الزجاج عن العرب، واليزيدي، ونقله ابن
القطاع في صرفه، زاد: وحكى اليزيدي أيضا: لببت تلب، بكسر عين الماضي، وضمها
في المستقبل. قال: وحكاه يونس بضمهما جميعا. والأعم: لبب، كفرح. وفي
المصباح ما يقضي أن الضم، وإن كان فيهما معا، قليل، شاذ في المضاعف، واقتصر
في: لب، على هذا الفعل، وزاد عليه في دمم حرفين آخرين، قال: دم الرجل، يدم،
دمامة، من بابي: ضرب وتعب، ومن باب قرب لغة، فيقال: دممت، تدم، ومثله: لببت
تلب، وشررت تشر من الشر، ولا يكاد يوجد لها رابع في المضاعف. وصرح غيره بأن
الثلاثة وردت بالضم في الماضي، والفتح في المضارع، على خلاف الأصل، ولا
رابع لها. وذكرها في الأشباه والنظائر غير واحد. والأكثرون اقتصروا على
لبب، وبعضهم عليه مع دمم، وقالوا: لا ثالث لهما. انتهى. قال شيخنا: دم
نقلها ابن القطاع عن الخليل، وشر: نقلها ابن هشام في شرح الفصيح عن قطرب،
واقتصر القزاز في الجامع على: لب، ودم ؛ وقال: لا نظير لهما. وزاد ابن
خالويه: عززت الشاة: قل لبنها. فتكون أربعة. وقيد الفيومي بالمضاعف، لأنه
ورد في غير المضاعف نظائره، وإن كانت شاذة. قال ابن القطاع في كتاب الأبنية
له: وأما ما كان ماضيه على فعل، بالضم، فمضارعه يأتي على يفعل، بالضم، ككرم
وشرف، ما خلا حرفا واحدا، حكاه سيبويه، وهو: كدت تكاد، بضم الكاف في
الماضي، وفتحها في المضارع، وهو شاذ والجيد كدت تكاد. وحكى غيره: دمت تدام،
ومت تمات، وجدت تجاد. ثم نقل لب عن الزجاج واليزيدي كما مر، ودم عن الخليل،
وعز عن ابن خالويه. ولم يتعرض لشر الذي في المصباح. انتهى.
ويأتي في ف ك ك: ولقد فككت، كعلمت وكرمت، فيستدرك على هذه الألفاظ. واللبب: موضع المنحر من كل شيء، قيل: وبه سمي لبب الفرس. واللبب: كاللبة، وهو موضع القلادة من الصدر من كل شيء، أو النقرة فوقه، والجمع الألباب. وفي لسان العرب، اللبة وسط الصدر والمنحر، والجمع لبات ولباب، عن ثعلب. وحكى اللحياني: إنها لحسنة اللبات، كأنهم جعلوا كل جزء منهما لبة، ثم جمعوا على هذا. وقال ابن قتيبة: هي العظام التي فوق الصدر وأسفل الحلق بين الترقوتين، وفيها تنحر الإبل. ومن قال: إنها النقرة في الحلق، فقد غلط. انتهى.
من المجاز: أخذ في لبب الرمل، هو: ما استرق من الرمل، وانحدر من معظمه، فصار بين الجلد وغلظ الأرض. وقيل: لبب الكثيب: مقدمه، قال ذو الرمة:
براقة الجيد واللبات واضحة
كأنها ظبية أفضى بها لبب
صفحة : 933
قال الأحمر: معظم الرمل: العقنقل، فإذا نقص ، قيل: كثيب، فإذا نقص، قيل:
عوكل ، فإذا نقص، قيل: سقط، فإذا نقص، قيل: عداب، فإذا نقص، قيل: لبب. وفي
التهذيب: اللبب من الرمل: ما كان قريبا من حبل الرمل. اللبب: معروف، وهو ما
يشد في، وفي نسخة: على صدر الدابة، أو الناقة، كما في نسخة بدل الدابة. قال
ابن سيده وغيره: يكون للرحل والسرج ليمنع استئخار الرحل والسرج، أي:
يمنعهما من التأخير، ج ألباب، قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناء.
وألببت السرج: عملت له لببا، وألببت الدابة، فهي ملبب جاء على الأصل، وهو
نادر: جعلت له لببا، قال: وهذا الحرف، هكذا رواه ابن السكيت بإظهار
التضعيف. قال ابن كيسان: هو غلط وقياسه ملب، كما يقال محب، من: أحببته.
كذلك لببتها، أي: الدابة، فهي ملبوبة من الثلاثي، عن ابن الأعرابي.
واللبلاب: حشيشة، ونبت يلتوي على الشجر. واللبلاب: بقلة معروفة، يتداوى
بها. واللبلبة: الرقة على الولد، ومنه: لبلبة الشاة، على ما يأتي.
واللبلبة: الشفقة على الإنسان، وقد لبلبت عليه. واللبلبة: عطفك على
الإنسان، ومعونته ؛ قال الكميت:
ومنا إذا حزبتك الأمور عليك الملبلب والمشبل واللبيبة: ثوب كالبقيرة، وسيأتي بيانها في حرف الراء. واللباب كسحاب، وفي لسان العرب: اللبابة ، بزيادة الهاء: الكلأ، وفي أخرى: من النبات: الشيء القليل غير الواسع، حكاه أبو حنيفة، قال:
أفرغ لشول وفحول كوم باتت
تعشى الليل بالقصيم
لبابة من همق هيشـوم وقال ابن الأعرابي: هي لباية، بالضم والياء التحتية، وأنشد الرجز، وقال: هي شجرة الأمطي الذي يعمل منه العلك. لباب، كغراب: جبل لبني جذيمة. في الحديث أن رجلا خاصم أباه عنده، فأمر به فلب به يقال: لببه تلبيبا: إذا جمع ثيابه التي عليه عند نحره وصدره في الخصومة، ثم جره وقبضه إليه، وكذلك إذا جعل في عنقه حبلا أو ثوبا، وأمسكه به، وفي الحديث أنه أمر بإخراج المنافقين من المسجد، فقام أبو أيوب إلى رافع بن وديعة، فلببه بردائه، ثم نتره نترا شديدا . ولبب الحب تلبيبا: صار له لب يؤكل. واللبة: المرأة اللطيفة، الحسنة العشرة مع زوجها، وقد تقدم. ولب اللوز: كسره، واستخرج قلبه. ولبه، لبا: إذا ضرب لبته، وهي اللهزمة التي فوق الصدر، وفيها تنحر الإبل ؛ وقد سبق. وفي الحديث: أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة . وتلبب الرجل ، وفي الأساس: لبب: تحزم، وتشمر. والمتلبب: المتحزم بالسلاح وغيره. وكل مجمع لثيابه، متلبب ؛ قال عنترة:
إني أحاذر أن تقول حليلتي هذا غبار ساطع، فتلبب والمتلبب: موضع القلادة. وتلبب الرجلان: أخذ كل منهما بلبة صاحبه. وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد متلببا به والمتلبب: الذي تحزم بثوبه عند صدره، قال أبو ذؤيب:
ونميمة من قانص متلـبـب
في كفه جشء أجش وأقطع ومن هذا قيل للذي لبس السلاح، وتشمر
للقتال: متلبب: ومنه قول المنخل:
واستلأموا وتلببوا إن التلبب
للمغير
صفحة : 934
واللبلب: واللبلب، كسبسب وبلبل: البار بأهله، والمحسن إلى جيرانه، والمشفق
عليهم. واللبلبة: التفرق، حكاه في التهذيب عن ابي عمرو. اللبلبة: حكاية صوت
التيس عند السفاد، يقال: لبلب: إذا نب، وقد يقال ذلك للظبي. وفي حديث ابن
عمرو أنه أتى الطائف، فإذا هو يرى التيوس تلب، أو تنب، على الغنم . لب يلب
كفر يفر. اللبلبة: أن تشبل الشاة على ولدها بعد الوضع وحين الوضع وتلحسها
بشفتيها، ويكون منها صوت، كأنها تقول: لب لب. والألبوب ، بالضم: حب نوى
النبق خاصة ، وقد يؤكل. والتلبيب: التردد، قال ابن سيده هذا حكى، ولا أدري
ما هو. التلبيب من الإنسان: ما في موضع اللبب من الثياب. أخذ بتلبيبه: أي
لببه وهو اسم كالتمتين. وفي التهذيب. يقال: أخذ بتلبيب فلان: إذا جمع عليه
ثوبه الذي هو لابسه عند صدره، وقبض عليه يجره. وفي الحديث: أخذت بتلبيبه،
وجررته. وكذلك: أخذت بتلابيبه. ألب الزرع ، مثل أحب: إذا دخل فيه الأكل.
ألب له الشيء: عرض ، قال رؤبة: وإن قرا أو منكب ألبا عن الأصمعي ، قال: كان
أعرابي عنده امرأة، فبرم بها، فألقاها في بئر غرضا بها فمر بها نفر ،
فسمعوا همهمتها من البئر، فاستخرجوها وقالوا: من فعل هذا بك ? فقالت زوجي ،
فقالوا: ادعي الله عليه، فقالت: لا تطاوعني بنات ألببي قالوا: بنات ألبب،
بضم الباء الموحدة الأولى، وقد فتحها أبو العباس المبرد في قول الشاعر:
قد علمت ذاك بنات ألببه وهي عروق في القلب متصلة به، تكون منها الرقة والشفقة. ولكن يقال: ليس لنا في المجتمع أفعل بالفتح كأحمد. وفي المحكم: قد علمت بذلك بنات ألببه، يعنون لبه ، وهو أحد ما شذ من المضاعف، فجاء على الأصل ، هذا مذهب سيبويه. وقال المبرد في قول الشاعر يريد بنات أعقل هذا الحي ، فإن جمعت ألببا ، قلت: ألابب ، والتصغير أليبب ، وهو أولى من قول من أعلها. من المجاز: مررت بحى ذي لبالب وظباظب لبالب الغنم: جلبتها، وصوتها وظباظب الإبل ، جلبتها كذا في الأساس. يقال: رجل لب ولبيب، أي: لازم للأمر ، مقيم عليه، لايفتر عنه. واللب ،أيضا: اللطيف القريب من الناس ، والأنثى لبة، وجمعها لباب. من المجاز: رجل ملبوب، أي: موصوف بالعقل واللب. قاله الليث. وفي التهذيب: قال حسان:
وجارية ملبوبة ومنـجـس وطارقة في طرقها لم تشدد من المجاز: اللبيب: العاقل ذو لب ، ومن أولى الألباب،ج ألباء. قال سيبويه لا يكسر على غير ذلك ، والأنثى لبيبة. وقال الجوهري: رجل لبيب، مثل لب. قال المضرب بن كعب:
فقلت لها فيئى إليك فإنني حرام وإني بعد ذاك لبيب قيل: إنما أراد: ملب بالحج، وقوله بعد ذاك أي: مع ذاك. حكى عن يونس أنه قال: تقول العرب للرجل تعطف عليه: لباب لباب، بالكسر كقطام وحذام. وقيل: إنه أي: لا بأس بلغة حمير. قال ابن سيده: وهو عندي مما تقدم، كأنه إذا نفي البأس عنه، استحب ملازمته. ودير لبي، كحتى مثلثة اللام: ع بالموصل، قال:
أسير ولا أدري لعل منيتى
بلبي إلى أعراقها قد تدلت
صفحة : 935
قلت: زعم المصنف التثليث في هذا الموضع الذي بالموصل، والصحيح أنه بالكسر
فقط كما قيده الصاغاني ونصر، وهو بالقرب من بلد بينه وبين العقر،وأما لبي ،
بالضم والتشديد والباء ممالة ، فإنه جبل نجدي ، وبالفتح: موضع آخر ، فتأمل.
ولبب ، محركة: ع نقله الصاغاني. في التهذيب ، في الثنائي ، في آخر ترجمة
لبب ما نصه: ويقال للماء الكثير الذي يحمل منه الفتح وفي التهذيب: المفتح ،
بالميم ، ما يسعه فيضيق صنبوره ، بالضم ، هو مثقب الماء عنه عن كثرته: أي:
الماء فيستدير الماء عند فمه ، ويصير كأنه بلبل آنية: لولب ، وجمعه لواليب
قال أبو منصور: ولا أدري أعربي هو ، أم معرب ? غير أن أهل العراق أولعوا
باستعمال اللولب وقال الجوهري في ترجمة لوب: وأما المرود ، ونحوه ، فهو
الملولب ، على مفوعل ،كما سيأتي وقال في ترجمة فولف: ومما جاء على بناء
فولف: لولب الماء. ومما يستدرك عليه: قال ابن جني هو لباب قومه ،وهم لباب
قومهم ن وهي لباب قومها ؛ قال جرير:
تدري فوق متنيها قرونا على بشر وآنسة لباب والحسب اللباب: الخالص ، ومنه سميت المرأة لبابة. وفي الحديث: إنا حي من مذحج ، عباب سلفها ، ولباب شرفها . اللباب: الخالص من كل شيء. واللبابب: طحين مرقق. ولبب الحب: جرى فيه الدقيق. ولباب القمح ، ولباب الفستق وفي الأساس: من المجاز: لباب الإبل: خيارها ، ولباب الحسب: محضه. انتهى. قال ذو الرمة يصف فحلا مئناثا:
مقاليتها فهي اللباب الحبائس وفي أبو الحسن فس الفالوذج: لباب القمح ، بلعاب النحل. ولب في كل شيء: نفسه ، وحقيقته وامرأة واضحة اللباب. واستلبه: امتحن لبه. ومن المجاز: هو بلبب الوادي، ولببوا، واستلبوا: أخذو فيه، كذا في الأساس. وعن ثعلب: لبأت، قالته العرب بالهمز، وهو على غير القياس، وقد سبقت الإشارة إليه في حلأ. ومن المجاز: قولهم: فلان في لبب رخي: إذا كان في بال، وسعة ورخي اللبب واسع الصدر. وفي لبب رخي: في سعة، وخصب، وأمن. وفي الحديث: إن الله منع مني بني مدلج، لصلتهم الرحم، وطعنهم في ألباب الإبل قال أبو عبيد على هذه الرواية له معنيان: أحدهما أن يكون أراد جمع اللب بمعنى الخالص كأنه أراد خالص إبلهم وكرائمها. والثاني أنه أراد جمع اللبب، وهو موضع المنحر من كل شيء. ورواه بعضهم: في لبات الإبل. واسم ما يتلبب: اللبابة، قال عنترة :
ولقد شهدت الخيل يوم طرادها
فطعنت تحت لبابة المتمطـر وتلبب المرأة بمنطقتها: أن تضع أحد
طرفيها على منكبها الأيسر، وتخرج وسطها من تحت يدها اليمنى، فتغطي به
صدرها، وترد الطرف الآخر على منكبها الأيسر. وعن الليث والصريخ إذا أنذر
القوم، واستصرخ: لبب، وذلك أن يجعل كنانته وقوسه في عنقه، ثم يقبض على
تلبيب نفسه، وأنشد:
إنا إذا الداعي اعتزى ولببا ويقال: تلبيبه. تردده، وقد تقدم. وقال مخارق بن
شهاب في صفة تيس غنمه:
وراحت أصيلانا كأن ضروعها
دلاء وفيها واتد القرن لبلـب
صفحة : 936
أراد باللبلب: شفقته على المعزي التي أرسل فيها، فهو ذو لبلبة، أي: ذو
شفقه. ولبي بن سعد بن شطن، ولبي بن صبيرة بن عنبة: بطنان من بني سامة بن
لؤي، ذكره الأمير عن سيار النسابة. ومن المجاز: هو محب له بلبالب قلبه.
واللب، بالضم في لغة الأندلس والعدوة: سبع معروف عندهم، شبيه بالذئب. قال
أبو حيان في شرح التسهيل: وليس يكون في غيرها من البلاد. وأبو لبابة: بشر
بن عبد المنذر الأنصاري، من النقباء، وأبو لبيبة الأشهلي: صحابيان. ولبابة
بنت عبد الله بن عباس بن عبد المطلب: هي أم نفيسة بنت زيد بن الحسن بن علي.
ل ت ب
اللتب، واللتوب: اللزوم، واللصوق، نقله الجوهري عن الأصمعي. والثبات، تقول
منه: لتب، يلتب، لتبا ؛ فهو لاتب ؛ وأنشد أبو الجراح:
فإن يك هذا من نبـيذ شـربـتـه
فإني من شرب النـبـيذ
لـتـائب
صداع وتوصيم العظـام وفـتـرة وغم
مع الإشراق في الجوف لاتب
وقال الفراء في قوله تعالى من طين لازب ، قال: اللازب واللاتب واحد. قال: وقيس تقول: طين لاتب ؛ واللاتب: اللازق مثل اللازب وهذا الشيء ضربة لاتب، كضربة لازب. اللتب: الطعن. وقد سقط هذا من بعض النسخ، وثبت في غيره، يقال لتب في سلبة الناقة ومنحرها: إذا طعنها، وكذلك اللتم، يقال: خذ الشفرة فالتب بها في لبة الجزور، والتم بها، بمعنى واحد، أي: اطعن بها. رواه أبو تراب عن ابن شميل. اللتب، واللتوب: الشد، يقال: لتب عليه ثيابه، ورتبها: إذا شدها عليه. قال الليث: اللتب: لبس الثوب، يقال لتب عليه ثوبه: إذا لبسه، كأنه لا يريد أن يخلعه، كالالتتاب. اللتب: شد الجل على الفرس، كالتلتيب شدد للمبالغة. قال متمم بن نويرة:
فله ضريب الشول إلا سؤره والجل فهو ملتب لا يخلـع يعني فرسه. وألتبه، أي: الأمر عليه إلتابا: أوجبه، فهو ملتب. الملتب، كمنبر: اللازم بيته فرارا من الفتن . قال الليث: الملاتب الجباب، والخلقان من الثياب. وبنو لتب، بالضم: حي من الأزد، منهم: عبد الله بن اللتبية الصحابي، وهي أمه، ومنهم من يفتح اللام والمثناة، وفي بعض الروايات: الألتبية، بالهمزة، وفي بعض بضم ففتح كهمزية، له ذكر في رسله، صلى الله عليه وسلم، قاله شيخنا. قلت: وقرأت في معجم الحافظ تقي الدين، ما نصه: عبد الله بن اللتبية الأزدي الذي استعمله النبي صلى الله عليه وسلم، على الصدقة.
ل ج ب
اللجب، محركة: الغلبة مع اختلاط، وكأنه مقلوب الجلبة، والصياح: الصوت،
واضطراب موج البحر. والفعل منه: لجب، بالكسر، كفرح. واللجب ارتفاع الأصوات
واختلاطها ؛ قال زهير:
عزيز إذا حل الحليفان حوله
بذي لجب لجاته وصواهله
صفحة : 937
وهذه المادة، كيفما كانت حروفها، لها دلالة على الصياح والاضطراب، وهو
مختار ابن جني وشيخه أبي علي، ووافقهما الزمخشري في أمثاله. وكذا قاله أهل
الاشتقاق. اللجب: صوت العسكر، وصهيل الخيل. وجيش لجب: عرمرم، وذو لجب
وكثرة. وكذا رعد لجب، وسحاب لجب بالرعد، وغيث لجب بالرعد، وكله على النسب،
وبحر ذو لجب: إذا سمع اضطراب أمواجه. ولجب الأمواج كذلك. واللجبة، مثلثة
الأول، واللجبة محركة، واللجبة. بكسر الجيم، واللجبة كعنبة، الأخيرتان عن
ثعلب: الشاة قل لبنها، وهي مولية اللبن. وعن ابن السكيت: اللجبة: النعجة
التي قل لبنها. قال: ولا يقال للعنز لجبة. وفي حديث الزكاة فقلت: ففيم حقك?
قال: في الثنية والجذعة . اللجبة، بفتح اللام وسكون الجيم: التي أتى عليها
من الغنم بعد نتاجها أربعة أشهر، فجف لبنها. وقيل: هي من العنز خاصة، وقيل
في الضأن خاصة. قول عمرو ذي الكلب:
فاجتال منها لجبة ذات هزم حاشكة الدرة ورهاء الرخم يجوز أن تكون هذه الشاة لجبة في وقت، ثم تكون حاشكة الدرة في وقت آخر. أو الغزيرة، فهو ضد، أو خاص بالمعزي، كما يدل له قول مهلهل الآتي ذكره ج: لجاب بالكسر في التكسير قال مهلهل بن ربيعة:
عجبت أبناؤنا من فـعـلـنـا إذ نبيع الخيل بالمعزي اللجاب وجمع لجبة، لجبات، بالسكون فيهما على القياس. جمع لجبة لجبات بالتحريك فيهما على القياس. وجمع لجبة لجبات بالتحريك وهو شاذ، لأن حقه التسكين، إلا إنه كان الأصل عندهم إنه اسم وصف به، كما قالوا: امرأة كلبة، فجمع على الأصل. وقال بعضهم: لجبة، بالسكون؛ ولجبات، بالتحريك نادر لأن القياس المطرد في جمع فعلة إذا كانت صفة، تسكين العين. قال سيبويه: وقالوا شياه لجبات، فحركوا الأوسط، لأن من العرب من يقول: شاة لجبة، فإنما جاؤو بالجمع على هذا. ومثله قال ابن مالك في شرح التسهيل: أجاز المبرد سكون الجيم في لجبات. وعن الأصمعي: إذا أتى على الشاة بعد نتاجها أربعة أشهر، فجف لبنها وقل، فهي لجاب. وقد لجبت ككرم لجوبة، يجوز لجبت تلجيبا. وفي حديث شريح: أن رجلا قال له: ابتعت من هذا شاة، فلم أجد لها لبنا، فقال له شريح: لعلها لجبت أي: صارت لجبة. والملجاب. سهم ريش ولم ينصل بعد، الجمع والملاجيب. نقله ابن دريد، قال:
ماذا تقول لأقوام أولى جـرم سود الوجوه كأمثال الملاجيب قال ابن سيده: ومنجاب أكثر، قال: وأرى اللام بدلا من النون. وفي الحديث فيبدو لهم أمثال اللجب، من الذهب جمع لجبة، أو اللجب، كقصعة وقصع، نقله ابن الأثير عن الحربي. وقد وهم فيه بعضهم. وفي حديث موسى، عليه السلام، والحجر: فلجبه ثلاث لجبات ، قال ابن الأثير: قال أبو موسى: كذا في مسند الإمام أحمد، قال: ولا أعرف وجهه، إلا أن يكون بالحاء والتاء. وفي حديث الدجال: فأخذ بلجبتي الباب، فقال مهيم قال أبو موسى: هكذا روى، والصواب بالفاء. وقال ابن الأثير في ترجمة لجف: ويروي بالباء، وهو وهم.
ل ح ب
اللحب: الطريق الواضح، كاللاحب. وهو فاعل بمعنى مفعول، أي: ملحوب، والملحب
كمعظم معطوف على اللاحب. أنشد ثعلب:
وقلص مقورة الألـياط
باتت على ملحب أطاط
صفحة : 938
وعن الليث: طريق لاحب، ولحب، وملحوب: إذا كان واضحا. وإنما سمي الطريق
الوطاء لاحبا، لأنه كأنه لحب، أي قشر عن وجهه التراب، فهو ذو لحب. وفي حديث
أبي زمل الجهني. رأيت الناس على طريق رحب لاحب اللاحب: الطريق الواسع
المنقاد الذي لا ينقطع. ولحب محجة الطريق كمنع، يلحبه، لحبا، إذا وطئه
وسلكه، كالتحبه. قال الليث: وسمعت العرب تقول: التحب فلان محجة الطريق،
ولحبها، والتحمها: إذا ركبها، ومنه قول ذي الرمة:
فانصاع جانبه الوحشي وانكدرتيلحبن لا يأتلي المطلوب والطلب أي: يركبن اللاحب. لحبه بالسيف: ضربه به، أو جرحه، عن ثعلب. لحب الشيء: أثر فيه، قال معقل بن خويلد يصف سيلا
لهم عدوة كانقصاف الأتي مد به الكدر الـلاحـب كلحب تلحيبا فيهما. ولحبه بالسياط: ضربه، فأثرت فيه. لحب اللحم يلحبه لحبا: قطعه طولا. والملحب، كمعظم: المقطع. لحب متن الفرس وعجزه: إذا املاس في حدور. ومتن ملحوب، قال الشاعر:
فالعين قادحة والرجـل ضـارحة والقصب مضطمر والمتن ملحوب لحب اللحم عن العظم، يلحبه، لحبا: قشره. وقيل: كل شيء قشر، لحب. ولحب الجزار ما على ظهر الجزور: أخذه. لحب الطريق يلحب لحوبا: وضح كأنه قشر الأرض. لحب الطريق، يلحبه، لحبا: بينه. ومنه قول أم سلمة لعثمان، رحمه الله لا تعف طريقا كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم لحبها أي: أوضحها. ونهجها. لحب المرأة، يلحبها، لحبا جامعها، نقله الصاغاني. لحب به الأرض: صرعه. لحب الرجل، يلحب، لحبا: مر في الأرض، أو مر مرا مستقيما لحب، يلحب، لحبا: إذا أسرع في مشيه. ولحب، كفرح: أنحله الكبر والضعف، قال الشاعر:
عجوز ترجى أن تـكـون فـتـية وقد لحب الجنبان واحدودب الظهر وهو رجل ملحوب: قليل اللحم، كأنه لحب. قال أبو ذؤيب:
أدرك أرباب النعم بكل ملحوب أشم والملحب، كمنبر: اللسان الفصيح، كذا في التهذيب. والملحب أيضا: السباب، أي: الكثير السب، البذيء اللسان. وقيل: هذا من المجاز. والملحب: الحديد القاطع في الصحاح: هو كل ما يقطع به، ويقشر، قال الأعشى:
وأدفع عن أعراضكم وأعيركم لسانا كمقراض الخفاجي ملحبا واللحيب، بغير هاء، كأنه فعيل بمعنى مفعول، أي: لحبها السير وقشرها، ثم تنوسيت فيها الوصفية عند قوم، وأطلقت من غير هاء، ونقلها الجوهري عن أبي عبيد، وهي القليلة لحم الظهر من النوق. وطريق ملحوب: أي واضح. وملحوب: ع، قال الكلبي عن الشرقي: سمى ملحوب ومليحيب با بني تريم بن مهيع بن عردم ابن طسم. وملحوب: ماء لبني أسد بن خزيمة. ومليحيب: علم على تل. وقال الحفصي: ملحوب، ومليحيب قريتان لبني عبد الله بن الدئل بن حنيفة باليمامة، قال عبيد:
أقفز من أهله ملحوب فالقطبيات فالذنـوب
وقال لبيد بن ربيعة:
وصاحب ملحوب فجعنا بيومه
وعند الرداع بيت آخر كوثر
صفحة : 939
وصاحب ملحوب: عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب، قال عامر بن عمر الخصفي:
قطار وأرواح فأضحت كأنها صحائف يتلوها بملحوب دابر كذا في المعجم. قلت: وفي الروض للسهلي: صاحب الرداع، شريح بن الأحوص في قول ابن هشام، وقيل: هو حبان بن عتبة بن مالك بن جعفر بن كلاب، وسيأتي في ردع.
ل خ ب
لخب المرأة، كمنع ونصر، يلخبها، ويلخبها، لخبا: أهمله الجوهري. وقال كراع:
أي نكحها قال جماعة: إنها لثغة لبعض العرب. وقال ابن سيده: والمعروف عن
يعقوب وغيره: نخبها. لخب فلانا: لطمه، عن ابن الأعرابي. واللخب، محركة: شجر
المقل قال:
من أفيح ثنة لخب عميم اللخبة، بهاء: ة بظاهر عدن أبين وضواحيها. عن ابن الأعرابي: الملخب، كمعظم: الملطم في الخصومات. والملاخب: الملاطم. والملاخبة الملاطمة. واللخاب: اللطام.
ل ذ ب
لذب، بالذال المعجمة كما في نسختنا، ومثله في التكملة، ويوجد في بعض النسخ
بالدال المهملة، وقد أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: لذب بالمكان، لذوبا
بالضم، ولاذب: أقام به. قال: ولا أدري ما صحته.
ل ز ب
اللزوب: اللصوق، يقال: لزب الطين، يلزب، لزوبا ؛ ولزب لصق وصلب وفي حديث
علي، رضي الله عنه: ولاطها بالبلة حتى لزبت أي: لصقت، ولزمت، وطين لازب: أي
لازق. والثبوت. واللازب: الثابت. قال الفراء: اللازب، واللاتب، واللاصق
واحد. والقحط، والسنة الشديدة. من المجاز: صار الأمر ضربة لازب، أي: لازما،
شديدا، ثابتا والعرب تقول: ليس هذا بضربة لازب ولازم، يبدلون الباء ميما
لتقارب المخارج. قال أبو بكر: معنى قولهم: ما هذا بضربة لازب، أي: ما هذا
بواجب لازم، أي: ما هذا بضربة سيف لازب ، وهو مثل وصار الشيء ضربة لازب،
أي: لازما، هذه اللغة الجيدة، وقد قالوها بالميم، والأول أفصح قال النابغة:
ولا يحسبون الخير لا شر بعـده ولا يحسبون الشر ضربة لازب ولازم: لغية: قال كثير، فأبدل:
فما ورق الدنيا بباق لأهلـه ولا شدة البلوى بضربة لازم واللزب، بالفتح: الضيق. وعيش لزب: ضيق. وبالكسر: الطريق الضيق. وككتف: القليل، يقال: ماء لزب، ج لزاب.
اللزبة: الشدة ،ج لزب بكسر ففتح، حكاه ابن جني. وسنة لزبة: شديدة، ويقال: أصابتهم لزبة: يعني شدة السنة، وهي القحط. يجمع أيضا على لزبات بالتسكين، على أنها صفة، ولزبات بالتحريك على أنها اسم، قال ربيعة بن مقروم:
يهينون في الحق أموالهـم إذا اللزبات انتحين المسيما ولزب الشيء، ككرم، يلزب، لزبا، ولزوبا: دخل بعضه في بعض. لزب الطين: لزق وصلب، كلزب بالفتح. والملزاب: البخيل جدا ، وهو الشديد البخل وأنشد أبو عمرو :
لا يفرحون إذا ما نضخة وقعت وهم كرام إذا اشتد المـلازيب ولزبته العقرب، لزبا: لسبته، وزنا ومعنى، عن كراع. رجل عزب لزب إتباع، قال ابن بزرج: ومثله امرأة عزبة لزبة.
ل س ب
صفحة : 940
لسبته الحية وغيرها مثل العقرب والزنبور كمنعه وضربه، تلسبه، وتلسبه، لسبا:
لدغته، وأكثر ما يستعمل في العقرب. لسبه أسواطا، ولسب فلانا بالسوط: ضربه.
يقال: لسب به مثل لصب كفرح لصق. لسب العسل ونحوه مثل السمن، من باب فرح،
يلسبه، لسبا لعقه. واللسبة منه كاللعقة. وما ترك لسوبا، ولا كسوبا كتنور:
أي شيئا. وقد سبق في ك س ب أيضا.
قال ابن سيده. وقد يستعمل اللسب في غير العقرب والحية. أنشد ابن الأعرابي:
بتنا عذوبا وبات البق يلـسـبـنـا نشوي القراح كأن لاحي بالوادي يعني بالبق: البعوض.
ل ش ب
اللوشب: أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو الذئب.
ل ص ب
لصب الجلد باللحم، كفرح يلصب، لصبا، فهو لصب: لزق به هزالا. لصب السيف في
الغمد لصبا: نشب فيه، فلم يخرج. لصب الخاتم في الإصبع، وهو ضد قلق. واللصب،
بالكسر، قال الأصمعي: هو الشعب الصغير في الجبل. وكل مضيق في الجبل، فهو
لصب وقرأت في أشعار الهذليين لأبي ذؤيب:
فشرجها من نطـفة رجـبـية سلاسلة من ماء لصب سلاسل قال السكري: اللصب: شق في الجبل، أضيق من اللهب، وأوسع من الشعب، والجمع كالجمع. هو مضيق الوادي. ج لصاب، ولصوب. اللصب ، ككتف: ضرب من السلت عسر الاستنقاء، ينداس ما ينداس، ويحتاج الباقي إلى المناحيز. اللصب أيضا : البخيل العسر الأخلاق، ويقال : فلان لحز لصب : لا يكاد يعطي شيئا . واللواصب في شعر كثير :
لواصب قد أصبحت وانطوت وقد أطول الحي عنها لباثـا هي الآبار الضيقة البعيدة القعر هذا قول الجوهري وقول أبي عمرو ، إنه أراد بها إبلا قد لصبت جلودها ، أي لصقت من العطش . نقله الصاغاني . يقال : سيف ملصاب : إذا كان ينشب في الغمد كثيرا ، ولا يكاد يخرج منه . التصب الشيء : ضاق، قال أبو دواد :
عن أبهرين وعن قلب يوفـره مسح الأكف بفج غير ملتصب من ذلك قولهم : طريق ملتصب أي ، : ضيق ، نقله الصاغاني .
ل ع ب
لعب ، كسمع ، لعبا بفتح فسكون ، ولعبا ككتف ، وهذا هو الأصل، ولعبا بكسر
فسكون ، وبه صدر الجوهري ، وعبارة المصباح لعب، يلعب ، لعبا بفتح اللام
وكسر العين ، ويجوز تخفيفه بكسر اللام وسكون العين . قال ابن قتيبة : ولم
يسمع في التخفيف فتح اللام مع السكون . قال شيخنا : فهو مسدرك على المصنف ،
لأنه ثابت في أصوله الصحيحة ، وقد سقط في بعضها، على أنه قد حكاه أبو جعفر
اللبلي في شرح الفصيح عن مكي ، وادعي أن هذا مطرد في كل ثلاثي مكسور الوسط
حلقيه ، اسما كان أو فعلا . ذكر مثله كثير من النحويين في نعم وبئس .
وتلعابا بالفتح ، كما في الصحاح . ولعب بالتشديد ، وتلعب مرة بعد أخرى ؛
قال امرؤ القيس:
تلـعـب بـاعـث بـذمة خـالـد
وأودى عصام في الخطوب الأوائل
صفحة : 941
وتلاعب ، كل ذلك ضد: جد. وفي الحديث: لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا جادا
أي : يأخذه ولا يريد سرقة ، ولكن يريد إدخال الهم والغيظ عليه ، فهو لاعب
في السرقة ، جاد في الأذية . وفي حديث تميم والجساسة : صادفنا البحر حين
اغتلم ، فلعب بنا الموج شهرا سمى اضطراب الموج لعبا ، لما لم يسر بهم إلى
الوجه الذي أرادوه . ويقال لكل من عمل عملا لا يجدي عليه نفعا : إنما أنت
لاعب . والتلعاب: اللعب ، صيغة تدل على تكثير المصدر ، كفعل في الفعل، على
غالب الأمر . قال سيبويه: هذا باب ما تكثر فيه المصدر من فعلت ، فتلحق
الزوائد ، وتبنيه بناء آخر ، كما أنك قلت في فعلت : فعلت ، حين كثرت الفعل
؛ ثم ذكر المصادر التي جاءت على التفعال ، كالتلعاب وغيره . وهو لاعب ،
ولعب ككتف : هذه الألفاظ استعملوها مصدرا ، وصفة دالة على الفاعل كما هو
ظاهر في كلامه ، ولعب بكسرتين على ما يطرد هذا النحو ، وألعبان كعنفوان ،
مثل به سيبويه ، وفسره السيرافي ، ولعبة بضم فسكون لعبة كهمزة ، وفرق
بينهما الصاغاني فقال : لعبة ، كهمزة : كثير اللعب ، ولعبة ، بالضم : يلعب
به ، وهذا قد يأتي قريبا . وتلعيبة بالكسر، وهذه عن الفراء، وتلعاب ،
وتلعابة ، يكسران يفتحان ، وتلعاب ، وتلعابة بالكسر وتشديد العين فيهما ،
وهو من المثل التي لم يذكرها سيبويه ، ومثله في أمالي أبي بكر بن السراج .
قال ابن جني : أما تلعابة ، فإن سيبويه ، وإن لم يذكره في الصفات ، فقد
ذكره في المصادر ، نحو تحمل تحمالا . ولو أردت المرة الواحدة من هذا ، لوجب
أن يكون تحمالة . فإن ذكر تفعالا ، فكأنه قد ذكره بالهاء ، وذلك لأن الهاء
في تقدير الانفصال على غالب الأمر ، وكذلك القول في تلقامة ، وسيأتي ذكره .
وفي اللسان : وليس القائل أن يدعى أن تلعابة و وتلقامة في الأصل المرة
الواحدة ، ثم وصف به ، كما قد يقال فؤ ذلك المصدر ، نحو قاله تعالى إن أصبح
ماؤكم غورا أي غائرا ، ونحوه قولها :
فإنما هي إقبال وإدبار ثم قال فعلى هذا ، لا يجوز أن يكون قولهم : رجل تلعابة وتلقامة ، على حد قولك هذا رجل صوم ، لكن الهاء في علامة ونسابة للمبالغة ، وقول النابغة الجعدي :
تجنبتها إني امرؤ في شبيبتـي وتلعابتي عن ريبة الجار أجنب فإنه وضع الاسم على الذي جرى صفة موضع المصدر . وفي الصحاح : رجل تلعابة ، وفي نسخة التهذيب مضبوط بالتشديد والكسر : إذا كان يتلعب ، وكان كثير اللعب . وضبط في الصحاح ، اللعب هذا ، بالكسر والسكون . وفي حديث على : زعم ابن النابغة أني تلعابة وفي حديث آخر : إن عليا كان تلعابة ، أي : كثير المزح والمداعبة ، والتاء زائدة . يقال :بنيهم ألعوبة ، بالضم : أي : لعب والملعب : موضعه ، أي : اللعب . وملاعب الصبيان الجواري في الديار من ديارات العرب حيث يلعبون ولاعبها ملاعبة، ولعابا ، أي : لعب معها ، ومنه حديث جابر : مالك وللعذاري ولعابها اللعاب ، بالكسر : مثل اللعب . وألعبها : جعلها تلعب ، أو ألعبها : جاء ها بما تلعب به . وقول عبيد بن الأبرص :
قد بت ألعبها وهنا وتلعـبـنـي
ثم انصرفت وهي مني على بال
صفحة : 942
يحتمل أن يكون على الوجهين جميعا . واللعوب ، كصبور : الجارية الحسنة الدل
. والذي في المحكم والصحاح : جارية لعوب : حسنة الدل ، والجمع لعائب . لعوب
، بلا لام : من أسمائهن . قال الأزهري : سميت لعوبا لكثرة لعبها ، ويجوز أن
تسمى لعوبا لأنه يلعب بها . والملعبة ، كمحسنة وفي نسخة : الملعبة ، بالكسر
: ثوب بلاكم ، وفي نسخة : لاكم له يلعب فيه الصبي ، ومثله في لسان العرب .
واللعبة ، بالضم : التمثال : زاده على الجوهري . اللعبة : جزم ما يلعب به
،كالشطرنج ونحوه كالنرد ، كما في الصحاح . وحى اللحياني : ما رأيت لك لعبة
أحسن من هذه ، ولم يزد على ذلك . وقال ابن السكيت : تقول لمن اللعبة ? فتضم
أولها ، لأنها اسم . والشطرنج ، لعبة ، والنرد لعبة . وكل ملعوب به ، فهو
لعبة ، لأنه اسم . وتقول : أقعد حتى أفرغ من هذه اللعبة، وقال ثعلب : من
هذه اللعبة ، بالفتح ؛ أجود ؛ لأنه أراد المرة الواحدة من اللعب ، كذا في
الصحاح . اللعبة : الأحمق الذي يسخر به ويلعب ، ويطرد عليه باب فعلة.
اللعبة: نوبة اللعب . وقال الفراء : لعبت لعبة واحدة . واللعبة ، بالكسر :
نوع من اللعب ، مثل الركبة والجلسة ، تقول : فلان حسن اللعبة ، كما تقول :
حسن الجلسة ، كذا في الصحاح . ومن المجاز : لعبت الريح بالمنزل : درسته .
وتلاعبت وملاعب الريح : مدارجها . وتركته في ملاعب الجن : أي: لا يدري أين
هو . وملاعب ظله ، بالضم : طائر بالبادية ، وربما قيل : خاطف ظله ، يثنى
فيه المضاف والمضاف إليه ، ويجمعان ، فيقال : للاثنين : ملاعبا ظلهما ،
وللثلاثة : ملاعبات أظلالهن ، وتقول : رأيت ملاعبات أظلال لهن ولا تقول :
أظلالهن ، لأنه يصير معرفة . وكان يقال لأبي براء ملاعب الأسنة . وهو عامر
بن مالك بن جعفر بن كلاب ، سمى بذلك يوم السوبان ، وجعله لبيد ملاعب الرماح
لحاجته إلى القافية ، فقال :
لو أن حيا مدرك الفلاح أدركه ملاعب الرماح في حاشية الصحاح : ذكر الآمدي ، في كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء : أن ملاعب الأسنة لقب ثلاثة من الشعراء: أحدهم هذا المذكور : والثاني عبد الله بن الحصين بن يزيد الحارثي . والثالث أوس بن مالك الجرمي ، وهو القائل:
إذا نطقت في بـطـن واد حـمـامة دعت ساق حر حر فابكيا فارس الورد وقولا فتي الفتيان الأسنة الورد واللعاب ، ككتان : الذي حرفته اللعب. وفرس م ، أي : معروف من خيل العرب ، قال الهذلي :
وطاب عن اللعاب نفسا وربـه وغادر قيسا في المكر وعفزرا اللعاب ، كالغراب : ما سال من الفم ، يقال : لعب يلعب ، ولعب يلعب كمنع وسمع ، الثانية عن ابن دريد : إذا سال لعابه كألعب إلعابا .و الأولى أعلى . وخص الجوهري به الصبي ، فقال : لعب الصبي ، قال لبيد :
لعبت على أكتافهم وحجورهم
وليدا وسموني مفيدا وعاصما
صفحة : 943
وكذا في الصحاح . وقال الصاغاني : روى قول لبيد بالوجهين . ورواه ثعلب :
وصدورهم بدل حجورهم وهو أحسن ، وفيه : ألعب الصبي : إذا صار له لعاب يسيل
من فيه . من المجاز : شرب لعاب النحل ، وهو عسله . وفي لسان العرب : ما
يعسله ، وهو العسل . من المجاز : سال لعاب الشمس : شيء تراه كأنه ينحدر من
السماء إذا حميت وقام قائم الظهيرة ، قال جرير :
أنخن لتهجير وقد وقد الحـصـى وذاب لعاب الشمس فوق الجماجم وقال الأزهري : لعاب الشمس هو الذي يقال له مخاط الشيطان ، وهو السهام ، بفتح السين ، ويقال له : ريق الشمس وهو شبيه الخيط ، تراه ، في الهواء إذا أشتد الحر ، وركد الهواء . ومن قال إن لعاب الشمس السراب ، فقد أبطل إنما ؛ السراب الذي يرى كأنه ماء حار نصف النهار ، وإنما يعرف هذه الأشياء من لزم الصحارى والفلوات ، وسار في الهواجر ، وقيل : لعاب الشمس : ما تراه في شدة الحر مثل نسج العنكبوت ، ويقال : هو السراب . كذا في الصحاح . واللعباء . ممدود : موضع كثير الحجارة بحزم بني عوال ، قاله ابن سيده ، وأنشد الفارسي :
تروحنا من اللعباء قصرا وأعجلنا الإهة أن تؤوبا ويروي الإلإهة ، وقال : إلاهة اسم الشمس . اللعباء : سبخة م أي معروفة بالبحرين بحذاء القطيف وسيف البحر ، منها الكلاب اللعبانية نسبة إلى اللعباء ، على قياس ، كما قاله الصاغاني . اللعباء أيضا : أرض باليمن . والاستلعاب في النخل : أن ينبت فيه شيء من البسر بعد الصرام ، بالكسر . قال أبو سعيد : استلعبت النخلة : إذا أطلعت طلعا ، وفيها بقية من حملها الأول . قال الطرماح يصف نخلة:
ألحقت ما استلعبت بـالـذي قد أني إذ حان وقت الصرام لعب الصبي ، وألعب ثغر ملعوب ، أي: ذو لعاب يسيل . واللعبة البربرية ، بالضم : دواء كالسور نجان يجلب من نواحي إفريقية يغش به السور نجان، مسمنة بالفتح . ذكرها ابن البيطار ، والحكيم داوود ، وغيرهما من الأطباء . ورجل لعبة ، بالضم أي : أحمق يلعب به ويسخر ، ولا يخفى أنه قد تقدم بعينه ، فذكره كالتكرار . وفي الأساس : تقول : فلان لعوب ولعاب ، وهذه ألعوبة حسنة . وفي غيره : لعاب الحية والجراد : سمهما . ومن المجاز : لعلبت به : تلعبت .
ل غ ب
صفحة : 944
لغب لغبا بفتح فسكون ، ولغوبا كصبور ، ولغوبا بالضم ، هكذا في نسختنا .
وأعتمد المصنف على ضبط القلم ، ولو ذكرها بعد أوزان الفعل ، لكانت الإحالة
على قواعد الصرف في مصادر الفعل ، ورد كل ضبط إلى ما يقتضيه قياسه كما فعله
الجوهري حيث قال : لغب ، يلغب ، بالضم ، لغوبا . ولغب ، بالكسر ، يلغب ،
لغوبا ، والذي حققه شيخنا تبعأ لأئمة الصرف أن لغبا يجوز فيه تسكين الغين
المعجمة وفتحها . وظاهره أنه يقال بسكونها خاصة ، وصرحوا بأن، اللغب بتسكين
الغين مصدر لغب كنصر ، كاللغوب بالضم والفتح ، والمفتوح مصدر ، لغب ، كفرح
، على القياس ، واللغوب الأول بالضم ، على قياس فعل المفتوح اللازم كالجلوس
، والثاني بالفتح شاذ ، ملحق بالمصادر التي على فعول ، كالوضوء والقبول .
وهذا تحقيق حسن . كمنع وسمع حكاهما الفيومي، وابن القطاع يروي لغب ، مثل
كرم . وهذه الأخيرة عن الإمام اللغوي أبي جعفر أحمد ابن يوسف الفهري اللبلي
، نسبة إلى لبلة : قرية من قرى الأندلس ، وهو أحد شيوخ ابن حيان . ومن أشهر
مؤلفاته في اللغة : شرح الفصيح ثم إن لغة الكسر ضعيفة ، صرح به في الصحاح ،
ولم يذكر لغة الضم . فقول شيخنا : وهذا عجيب من المصنف كيف أغرب بنقله عن
اللبلي، وهو في الصحاح وغيره? فيه نظر: أعيا أشد الإعياء، كذا في المحكم.
وفي الصحاح: اللغوب: التعب والإعياء، ومثله في النهاية والغريبين. قال
جماعة : اللغوب هو النصب ، أو الفتور اللاحق بسببه ، أو النصب جسماني ،
واللغوب نفساني. وهي فروق لبعض فقهاء اللغة. والأكثر على ما ذكره المصنف،
والجوهري، وابن الأثير، والهروي وغيرهم . قاله شيخنا . وألغبه ، وتلغبه
مشددا : فعل به ذلك ، وأتعبه . قال كثير عزة :
تلغبها دون ابن ليلى وشـفـهـا سهاد السرى والسبسب المتماحل وقال الفرزدق:
بل سوف يكفيك بازي تلغبها
إذا التقت بالسعود الشمس والقمر المراد بالبازي: هنا: عمرو بن
هبيرة. وتغلبها: تولاها، فقام بها، ولم يعجز عنها. واللغب، بفتح فسكون: ما
بين الثنايا من اللحم، نقله الصاغاني. اللغب: الريش الفاسد مثل البطنان
منه، كاللغب، ككتف، لغة فيه. من المجاز: اللغب: الكلام الفاسد الذي لا صائب
ولا قاصد: ويقال: كف عنا لغبك، أي: سيء كلامك، وفاسده، وقبيحه. اللغب،
كالوغب: الضعيف الأحمق بين اللغابة، كاللغوب بالفتح. وفي الصحاح عن
الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء: قال سمعت: أعرابيا من أهل اليمن. يقول:
فلان لغوب، جاءته كتابي، فاحتقرها، فقلت: أتقول: جاءته كتابي ? فقال: أليس
بصحيفة ? فقلت: ما اللغوب فقال: الأحمق. قلت: وقد سبقت الإشارة إليه في ك ت
اللغب: السهم الفاسد الذي لم يحسن بريه وعمله. وقيل: هو الذي ريشه بطنان،
كاللغاب، بالضم، يقال: سهم لغب، ولغاب، فاسد، لم يحسن عمله. وقيل: إذا
التقى بطنان أو ظهران، فهو لغاب ولغب. وقيل اللغاب من الريش: البطن، واحدته
لغابة، وهو خلاف اللؤام. وقيل: هو ريش السهم إذا لم يعتدل، فإذا أعتدل فهو
لؤام. قال بشر بن أبي خازم:
فإن الوائلي أصاب قومي
صفحة : 945
بسم ريش لم يكس اللغابا ويروي: لم يكن نكسا لغابا. فإما أن يكون اللغاب من
صفات السهم، أي: لم يكن فاسدا، وإما أن يكون أراد: لم يكن نكسا ريش لغاب
وقال تأبط شرا:
وما ولدت أمي من القوم عـاجـزا ولا كان ريشي من ذننابي ولا لغب قال الأصمعي: من الريش اللؤام واللغاب، فاللؤام ما كان بطن القذة يلي ظهر الأخرى، وهو أجود ما يكون، فإذا التقى بطنان أو ظهران هو لغاب ولغب. وفي الحديث: أهدي يكسوم، أخو الأشرم، إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم، سلاحا فيه سهم لغب ، وذلك إذا لم يلتئم ريشه ويصطحب لرداءته، فإذا التأم، فهو لؤام. وقيل: اللغب: الرديء من السهام، الذي لا يذهب بعيدا. ولغب عليهم، كمنع، يلغب، لغبا: أفسد عليهم، نقله الجوهري عن الأموي. لغب القوم يلغبهم: حدثهم حديثا خلفا بفتح فسكون، نقله الصاغاني عن أبي زيد، وأنشد:
أبذل نصحي وأكف لغبي وقال الزبرقان:
ألم أك باذلا ودي ونصـري وأصرف عنكم ذربي ولغبي لغب الكلب في إناء: ولغ. واللغابة واللغوبة ، بضنهما : الحمق والضعف. رجل لغوب بين اللغابة وقد تقدم. وألغب السهم: جعل ريشه لغابا ؛ أنشد ثعلب:
ليت الغراب رمى حماطة قلبه عمرو بأسهمه التي لم تلغـب ألغب الرجل: أنصبه، وأتعبه. وريش بلغب: لقب، كتأبط شرا، وهو أخوه. قد حرك غينه الكميت الشاعر في قوله:
لا نقل ريشها ولا لغب مثل: نهر ونهر، لأجل حرف الحلق، كذا في الصحاح. وفي هامشه: بخط الأزهري في كتابه:
لا نقل ريشها ولا نقب ووجدت في هامش آخر: هذا النصف الذي عزاه إلى الكميت، ليس هو في قصيدته التي على هذا الوزن أصلا، وهي قصيدة تنيف على مائة بيت، بل الوزن الوزن. ووهم الجوهري في قوله، بعد أن أنشد قول تأبط شرا، ما نصه: وكان له أخ يقال له ريش لغب. وقد سبقه في هذا الاعتراض على الجوهري الإمام الصاغاني فقال، بعد أن نقل كلامه: والصواب: ريش بلغب؛ وقال: البيت لم أجده في ديوانه، يعني بيت تأبط شرا السابق، وإنما هو لأبي الأسود الدؤلي يخاطب الحارث بن خالد، وبعده قوله:
ولا كنت فقعا نابتا بـقـرارة
ولكنني آوى إلى عطن رحب
صفحة : 946
والقطعة خمسة أبيات. ويروى لطريف بن تميم العنبري، قرأته في ديواني شعرهما.
قال شيخنا: هذا كلامه في العباب، ونقله الشيخ علي المقدسي، وسلمه. قلت: وهو
بعينه كلامه في التكلمة أيضا. قال شيخنا: وفيه نظر، فإن البيت الذي أنشده
في العباب ظانا أنه الشاهد الذي قصده المصنف، ليس هو المراد، بل ذاك لتأبط
شرا، أنشده الجوهري شاهدا على اللغب، بالفتح، بمعنى الريش الفاسد. ثم أورد
العبارة بعد ذلك. فالمصنف صرح بأن الغلط في ترك الباء في أول بلغب، لا في
التحريك، ولا في نسبة الشاهد للكميت، وكلام الصاغاني فيه ما أورد المصنف،
وهو الذي فيه الخلاف. وأما بيت تأبط شرا، فلا دخل له في البحث كما لا يخفى.
انتهى. قلت: لا خفاء في أن كلام الصاغاني، إنما هو في قول تأبط السابق
ذكره، وليس فيه ما يدل على أنه الشاهد الذي أورده المصنف، وهو ظاهر، فإن
قول الكميت من بحر، وقول تأبط شرا من بحر آخر. وأخذ بلغب رقبته، محركة: أي
أدركه، نقله الصاغاني. والتلغب: طول الطرد محركة، وفي نسخة: الطراد، وفي
نسخة من الصحاح: بفتح فسكون، قال:
تلغبني دهر فلمـا غـلـبـتـه غزاني بأولادي فأدركني الدهر ومن سجعات الأساس: تلعبت بهم القفار، وتلغبتهم الأسفار. ومما يستدرك على المؤلف: الملاغب، جمع الملغبة، من الإعياء وفي التنزيل العزيز: وما مسنا من لغوب ، ومنه قيل: ساغب لاغب، أي: معي. ومن المجاز: رياح لواغب، وأنشد ابن الأعرابي:
وبلدة مجهل تمسي الرياح بهـا لواغبا وهي ناو عرصها خاوي انتهى.
وفي الصحاح: وريش لغيب، قال الراجز في الذئب:
أشعرته مذلقا مـذروبـا ريش بريش لم يكن لغيبا واللغاب: موضع معروف. وكذلك اللغباء، قال عمرو بن أحمر:
حتى إذا كربت والليل يطلبها أيدي الركاب من اللغباء تنحدر ولغب فلان دابته، تلغيبا: إذا تحامل عليه حتى أعيا، وتلغب الدابة: وجدها لاغبا، نقله الصاغاني.
ل ق ب
اللقب، محركة: النبز اسم غير مسمى به. ج: ألقاب. قد لقبه به تلقيبا، فتلقب
به، وفي التنزيل: ولا تنابزوا بالألقاب ، يقول: لا تدعو الرجل بأخبث أسمائة
إليه. ولقبت الاسم بالفعل، تلقيبا: إذا جعلت له مثالا من الفعل، كقولك
لجورب فوعل.
ونبز فلان بلقب قبيح.
وتقول: الجار أحق بصقبه، والمرء أحق بلقبه. وتلاقبوا، ولاقبه ملاقبة.
ل ك ب
الملكبة، بالفتح: أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: الناقة الكثيرة الشحم،
المكتنزة اللحم. كذا في التكملة. ونسبه الأزهري إلى أبي عمرو. والملكبة
أيضا: القيادة، كذا في لسان العرب.
ل و ب
اللوب بالفتح، واللوب بالضم، واللؤوب كقعود، واللواب كغراب: العطش، أو هو
استدارة الحائم حول الماء، وهو عطشان، لا يصل إليه.
وقد لاب، يلوب، لوبا، ولوبا، ولوابا، ولوبانا محركة. وفي نسخة الصحاح، لوبانا، ضبطه كعثمان، أي:عطش، فهو لائب، والجمع لؤوب، كشاهد وشهود ؛ قال أبو محمد الفقعسي:
حتى إذا ما اشتد لوبان النجر
ولاح للعين سهيل بسحـر
صفحة : 947
والنجر: عطش يصيب الإبل من أكل بزور الصحراء، وعن ابن السكيت: لاب، يلوب:
إذا حام حول الماء من العطش: وأنشد:
بألذ منك مقبلا لـمـحـلاء
عطشان داغش ثم عاد يلوب واللوبة، بالضم القوم يكونون مع القوم
ولا يستشارون في شيء من خير ولا شر. اللوبة: الحرة، كاللابة. ج: لوب، ولاب،
ولابات، وهي الحرار. وأما سيبويه فجعل اللوب جمع لابة كقارة وقور، وساحة
وسوح. في الحديث: حرم النبي، صلى الله عليه وسلم، ما بين لابتي المدينة
وهما حرتان تكتنفانها. قال الأصمعي وأبو عبيدة، وفي نسخة من الصحاح: أبو
عبيد: اللوبة هي الأرض التي قد ألبستها حجارة سود، وجمعها لابات، ما بين
الثلاث إلى العشر، فإذا كثرت، فهي اللاب واللوب ؛ قال بشر يذكر كتيبة.
معالية لاهـم إلا مـحـجـر
فحرة ليلى السهل منها فلوبها وقال ابن الأثير: المدينة ما بين حرتين
عظيمتين. وعن ابن شميل: اللوبة تكون عقبة جوادا أطول ما يكون وقال الأزهري:
اللوبة: ما اشتد سواده، وغلظ، وانقاد على وجه الأرض سوادا وليس في الصمان
لوبة، لأن حجارة الصمان حمر، ولا تكون اللوبة إلا في أنف الجبل أو سقط أو
عرض جبل وفي حدث عائشة، ووصفت أباها، رضي الله عنهما بعيد ما بين اللابتين
أرادت: أنه واسع الصدر واسع العطن، فاستعارت له اللابة، كما يقال: رحب
الفناء، واسع الجناب. ونقل شيخنا عن السهيلي في الروض ما نصه: اللابة واحدة
اللاب، بإسقاط الهاء، هي الحرة، ولا يقال ذلك في كل بلد، إنما اللابتان
للمدينة والكوفة. ونقل الجلال في المزهر عن عبد الله بن بكر السهمي، قال:
دخل أبي على عيسى، وهو أمير البصرة، فعزاه في طفل مات له، ودخل بعده شبيب
بن شبة فقال: أبشر، أيها الأمير، فإن الطفل لا يزال محبنظئا على باب الجنة،
يقول: لا أدخل حتى أدخل والدي. فقال أبي: يا أبا معمر، دع الظاء، يعني
المعجمة، والزم الطاء ، يعني المعجمة، والزم الطاء. فقال له شبيب: أتقول
هذا وما بين لابتيها أفصح مني ? فقال له أبي: وهذا خطأ ثان، من أين للبصرة
لابة? واللابة: الحجارة السود، والبصرة الحجارة البيض.
صفحة : 948
أورد هذه الحكاية ياقوت الحموي في معجم الأدباء، وابن الجوزي في كتاب
الحمقى والمغفلين، وأبو القاسم الزجاجي في أماليه بسنده إلى عبد الله بن
بكر بن حبيب السهمي. انتهى. وسكت عليه شيخنا، وهو منه عجيب: فإن استعمال
اللابتين في كل بلد وارد مجازا، ففي الأساس: اللابة الحرة، وما بين لابتيها
كفلان: أصله في المدينة، وهي بين لابتين، ثم جرى على الألسنة في كل بلد. ثم
إن قول شيخنا عند قول المصنف: وحرم النبي، صلى الله عليه وسلم، إلخ، هذا
ليس اللغة في شيء، بل هو من مسائل الأحكام، ومع ذلك ففيه تقصير بالغ ، لأن
حرم المدينة محدود شرقا وغربا وقبلة وشآما، خصة أقوام بالتصنيف، إلى آخر ما
قال، يشير إلى أن المصنف في صدد بيان حدود الحرم الشريف، وليس كما ظن، بل
الذي ذكره إنما هو الحديث المؤذن بتحريمه - صلى الله عليه وسلم - ما بين
اللابتين كما لا يخفي عند متأمل تبعا للجوهري وغيره، فلا يلزم عليخ ما نسب
إليه من القصور. واللوباء، بالضم ممدودا : قيل هو اللوبياء عند العامة
يقال: هو اللوبياء، واللوبيا، واللوبياج، مذكر، يمد، ويقصر. وقال أبو زياد:
هي اللوباء، هكذا تقوله العرب، وكذلك قال بعض الرواة، قال: العرب لا تصرفه.
وزعم بعضهم أنه يقال لها الثامر، ولم أجد ذلك معروفا. وقال الفراء: هو
اللوبياء، والجودياء، والبورياء: كلها على فوعلاء، قال وهذه كلها أعجمية
وفي شفاء الغليل للخفاجي، والمعرب للجواليقي: إنه غير عربي. والملاب: طيب،
أي: ضرب منه، فارسي. زاد الجوهري: كالخلوق. وقال غيره: الملاب: نوع من
العطر. وعن ابن الأعرابي: يقال للزعفران: الشعر، والفيد والملاب، والعبير
والمردقوش، والجساد. قال: الملابة الطاقة من شعر الزعقران، قال جرير يهجو
نساء بني نمير:
ولو وطئت نساء بني نمير
على تبراك أخبثن الترابا
تطللى وهي سيئة المعري
بصن الوبر تحسبه ملابا
ولوبه به خلطه به، أي: الملاب، أو لطخه به. وشيء ملوب: أي ملطخ به ؛ قال المتنخل الهذلي:
أبيت على معاري واضحات
بهن ملوب كدم العـبـاط
صفحة : 949
والملوب، كمعظم الملطوخ بالملاب، أو المخلوط به من الحديد: الملوى، توصف به
الدرع. واللاب: د بالنوبة مشهور، نقله الصاغاني. اللاب: اسم رجل سطر أسطرا،
وبني عليها حسابا، فيل: أسطرلاب، ثم مزجا أي: ركبا تركيبا مزجيا، ونزعت
الإضافة، فقيل: الأسطرلاب، بالسين معرفة بالعلمية: والأصطرلاب، لتقدم السين
على الطاء، بناء على القاعدة، وهي: كل سين تقدمت طاء، فإنها تبدل صادا سواء
كانت متصله بها كما هنا، أو غير متصلة كصراط ونحوه. هكذا نقله الصاغاني.
قال شيخنا: ثم ظاهره أنه من الألفاظ العربية، وصرح في نهاية الأرب: بأن
جميع الآلات التي يعرف بها الوقت سواء كانت حسابية، أو مائية، أو رملية،
كلها ألفاظها غير عربية، إنما تكلم بها الناس، فولدها على كلام العرب،
والعرب لا تعرفها برمتها، وإنما جرى على ما اختاره من أنها ركبت ، فصارت
كلمة واحدة عندهم، فكان الأولى ذكرها في الهمزة أو في السين أو الصاد، ولا
يكاد يهتدي أحد إلى ذكرها في هذا الفصل كما هو ظاهر. وأكثر من ذكرها ممن
تعرض لها في لغات المولدين، أو جعلها من المعرب، ذكرها في الهمزة. انتهى.
قلت: وهو الصواب، فإن أهل الهيئة صرحوا بأنها رومية، معناها الشمس، فتأمل.
من المجاز: اللابة: الجماعة من الإبل المجتمعة السود، شبه سوادها باللابة:
الحرة، وقد تقدم أن اللابة لا تكون إلا حجارة سودا. اللابة: ع. وكفرلاب: د
بالشام، بناه هشام ابن عبد الملك بن مروان. واللوب، بالضم: البضعة، أي:
القطعة من اللحم التي تدور في القدر، نقله الصاغاني. اللوب: النخل، كذا في
نسختنا، بالخاء المعجمة، وهو سهو، صوابه: النحل، بالحاء المهملة، كالنوب،
بالنون، وذا عن كراع. وفي الحديث: لم يتقيأه لوب، ولا مجته نوب . واللواب،
بالضم: اللعاب، وهو لغة فصيحة لا لثغة كما توهم. يقال: إبل لوب، ونخل لوب
ولوائب: عطاش، بعيدة عن الماء. قال الأصمعي: إذا طافت الإبل على الحوض، ولم
تقدر على الماء، لكثرة الزحام، فذلك اللوب. تقول: تركتها لوائب على الحوض،
كذا في الصحاح قالوا: أسود لوبي، ونوبي: منسوب إلى اللوبة والنوبة، وهما
للحرة. قال شيخنا: وقيل هو نسبة إلى اللوب، لغة في النوب الذي هو جيل من
السودان، كما صرح به السهيلي في الروض. وألاب الرجل، فهو مليب: إذا عطشت،
أي حامت إبله حول الماء من العطش وأنشد الأصمعي:
صلب مليب ورده مـحـره وإن يصررها انطوت لصره ومما يستدرك عليه: اللوب: موضع افي بلاد العرب. قال منقذ بن طريف:
كأن راعينا يحدو بنـا حـمـرا
بين الأبارق من مكران
فاللوب كذا في المعجم، في: مكران ل و ل ب
صفحة : 950
الملولب، بفتح لاميه، على وزن مفوعل، أوله ميم مضمومة كأنه، اسم مفعول من
لولب المردود، وفي بعضها: على فعوعل، بالفاء المفتوحة أوله، وقد صححه
جماعة. وذكره الجوهري، في آخر مادة لوب، ما نصه: وأما المردود ونحوه، فهو
الملولب، على مفوعل. ووجدت في هامشه ما نصه: وبخط أبي زكريا: مفعوعل، وهو
سهو. قلت: وذكره هنا ترجمة مستقلة، ما فيه، أولا: فإنه ذكره الجوهري، فلا
يكون زيادة عليه، وثانيا: إن كانت الميم زائدة، فمحل ذكره في لولب، وقد
صححه جماعة. والظاهر أنه غير عربي، كما قيل. واللولب: مر ذكره في ل ب ب
وهنا ذكره ابن منظور، وجماعة .
ل ه ب
اللهب بفتح فسكون واللهب محركة، واللهيب كأمير، واللهاب بالضم، واللهبان
محركة: اشتعال النار: إذا خلص من الدخان. الأولى: لغة في الثانية، كالشمع
والشمع، والنهر والنهر. ومنه قراءة ابن كثير: تبت يدا أبي لهب ، أو لهبها:
لسانها، ولهيبها: حرها. قد ألهبها فالتهبت، ولهبها فتلهبت، أي: اتقدت،
وألهبتها: أوقدتها، وقال:
تسمع منها في السليق الأشهب معمعة مثل الضرام الملهب عن ابن سيده: اللهبان: شدة الحر في الرمضاء، ونحوها. وقال غيره: هو توقد الجمر بغير ضرام، وكذلك لهبان الحر في الرمضاء ؛ وأنشد:
لهبـان وقـدت حـزانـه يرمض الجندب فيه فيصر اللهبان: اليوم الحار، قال:
ظلت بيوم لهبان ضبـح
يلفحها المرزم أي لفـح
تعوذ منه بنواحي الطلح اللهبان: العطش، كاللهاب، واللهبة بضمهما مع التسكين
في الثاني، قال الراجز:
وبردت منه لهاب الحره وقد لهب، كفرح، يلهب ، لهبا، وهو لهبان، وهي أي: الأنثى لهبي، كسكران وسكري، ج لهاب بالكسر. وفي الأساس: من المجاز: رجل لهبان ولهثان، أي عطشان. واللهبة، بالضم: بياض ناصع نقله الصاغاني، وهو إشراق اللون من الجسد. اللهبة، بالتحريك: قبيلة من غامد، من الأزد، واسمه مالك بن عوف بن قريع بن بكر بن ثعلبة ابن الدول بن سعد مناة بن غامد، كذا في أنساب الوزير. وفي الإيناس: كان اللهبة هذا شريفا، وفيه يقول أبو ظبيان الأعرج الوافد على رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
أنا أبو ظبيان غير التكذبـه
أبي أبو العفا وخالي اللهبه
أكرم من تعلمه من ثعلبـه ذبيانها
وبكرها في المنسبه
صفحة : 951
نحن صحاب الجيش يوم الأحسبه وقال أبو عبيد: اللهبة: هو صاحب الراية يوم
القادسية. واللهب، محركة: الغبار الساطع، قاله الليث. وهو كالدخان المرتفع
من النار. اللهب، بالكسر: مهواة ما بين كل جبلين، هكذا في المحكم. وفي
الصحاح: الفرجة والهواء يكون بين الجبلين، هو الصدع في الجبل، عن اللحياني،
هو الشعب الصغير فيه، أي: الجبل، وفي شرح ابي سعيد السكري لأشعار هذيل:
اللهب: الشق في الجبل ثم يتسع كالطريق، واللصب والشقب: دون اللهب، كالطريق
الصغير. هو وجه فيه، أي: الجبل، كالحائط، لا يستطاع ارتقاؤه. وكذلك لهب أفق
السماء. وقيل: اللهب: السرب في الأرض. ج: ألهاب، ولهوب، ولهاب، ولهابة
بكسرهما. وضبط في نسخة الصحاح لهاب، كسحاب. ويقال: كم جاوزت من سهوب ولهوب?
قال أوس بن حجر:
فأبصر ألهابا من الطود دونها يرى بين رأسي كل نيقين مهبلا وقال أبو ذؤيب:
جوارسها تأرى الشعوف دوائبا وتنصب ألهابا مصيفا كرابها
وقال أبو كبير:
فأزال ناصحها بأبيض مفرط من ماء ألهاب بهن التألـب بنو لهب: قبيلة من الأزد في اليمن. وفي الإيناس: في الأسد، أي بسكون السين: لهب بن أحجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر ابن الأزد، وهو أهل العيافة والزجر، وفيهم يقول كثير بن عبد الرحمن الخزاعي:
تيممت لهبا أبتغي العلم عندهم
وقد رد علم العائفين إلى لهب وفي المحكم: لهب: قبيلة زعموا أنها
أعيف العرب، ويقال لهم: اللهبيون. وأبو لهب محركة، وتسكن الهاء لغة، وبه
قرأ ابن كثير كما تقدم: كنية بعض أعمام النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو عبد
العزي ابن عبد المطلب، والنسبة إليه اللهبي قيل: كنى أبو لهب لجماله. زاد
المصنف: أو لماله.
صفحة : 952
وقد تعقبه جماعة، وقالوا: إن المال لا يطلق عليه لهب، حتى يكنى صاحبه به.
قلت والذي يظهر عند التفكر إنه لمآله بالمد، ويدل لذلك قول شيخنا ما نصه:
وقيل إيماء إلى أنه جهنمي، باعتبار ما يؤول إليه. ولكنه لم يتفطن لما قلنا،
كما هو ظاهر، فافهم. وقال عياض في شرح مسلم: واختلف في جواز تكنية المشرك
وعدمه، فكرهه بعضهم، إذ في الكنية تعظيم وتفخيم، وتكنية الله لأبي لهب، ليس
من هذا، ولا حجة فيه إذ كان اسمه عبد العزي، ولا يسميه الله عز وجل بعبد
لغيره، فلذلك كنى، وقيل: بل كنيته الغالب عليه، فصار كالاسم له. وقيل: بل
هو لقب له، ليس بكنية، كنيته أبو عتيبة، فجرى مجرى اللقب والاسم، لا مجرى
الكنية. وقيل: بل جاء ذكر أبي لهب لمجانسة نارا ذات لهب في السورة ، من باب
البلاغة وتحسين العبارة ، انتهى ، واللهاب، بالكسر، أو بالضم: ع، كأنه جمع
لهب. والألهوب: اجتهاد الفرس في عدوه حتى يثير الغبار، أي: يرفعه. وعن
الأصمعي: إذا اضطرم جرى الفرس، قيل: أهذب إهذابا، وألهب إلهابا. ويقال
للفرس الشديد الجري، المثير للغبار: ملهب، وله ألهوب. وفي حديث صعصعة
لمعاوية: إني لأترك الكلام، فما أرهف به، ولا ألهب فيه أي: لا أمضيه بسرعة.
قال: والأصل فيه الجرى الشديد الذي يثير اللهب، وهو الغبار الساطع.
الألهوب: ابتداء عدوه، ويوصف فيقال: شد ألهوب. وقد ألهب الفرس: اضطرم جريه.
وقال اللحياني: يكون ذلك للفرس وغيره مما يعدو، قال امرؤ القيس:
فللسوط ألهوب وللـسـاق درة وللزجر منه وقع أخرج مهذب وفي الأساس: من المجاز: فرس ملهب. من المجاز أيضا: ألهب البرق إلهابا، وذلك إذا تتابع، وتدارك لمعانه، حتى لا يكون بين البرقتين فرجة. واللهابة، بالكسر: واد بناحية الشواجن، فيه ركايا يخرقه طريق بطن فلج ، وكأنه جمع لهب واللهباء: ع ، نقله ابن دريد، وهو لهذيل. لهاب، كغراب: ع لا يخفي إنه قد مر ذكره أولا، فهو تكرار. عن ابن الأعرابي: الملهب، كمنبر: الرائع الجمال، والكثير الشعر من الرجال. من المجاز: ثوب ملهب، كمعظم، وهو ما لم تشبع حمرته، وهو الذي نقص صبغه من الثياب. ومما يستدرك عليه: اللهابة، بالضم: كساء يوضع فيه حجر، فيرجح به أحد جوانب الهودج، أو الحمل. عن السيرافي، عن ثعلب. ومن المجاز: ألهبه الأمر. وأردت بذلك تهييجه وإلهابه. والتهب عليه: غضب، وتحرق ؛قال بشر بن أبي خازم:
وإن أباك قد لاقاه خرق من الفتيان، يلتهب التهابا وهو يتلهب جوعا، ويلتهب، كقولك: يتحرق، ويتضرم. واللهيب: موضع، قال الأفوه:
وجرد جمعها بيضا خفافـا
على جنبي تضارع
فاللهيب
صفحة : 953
ولهابة، بالكسر: فعالة، من التلهب وقال عمارة: اللهابة لهابة بني كعب ابن
العنبر، بأسفل الصمان. ولهبان بالفتح: قبيلة من العرب. ويستعمل اللهاب،
بالضم، بمعنى العطش، كما يستعمل في اتقاد النار. واللهبان كاللهفان. ولهب
بن قطن بن كعب، الكسر: أبو ثمالة، القبيلة التي ينسب إليها اللهبيون.
ولهبان. موضع. واللهيب بن مالك اللهبي: له حديث في الكهان، قال ابن فهد:
ظني أنه موضوع . وقيل : اللهب . وانظره في أنساب البلبيسي، وعلى بن أبي علي
اللهبي، محركة ويسكن، من ولد أبي لهب قال أبو زرعة: مدني، منكر الحديث:
وقال ابن الأثير: حجازي، يروي الموضوعات عن الثقات: لا يحتج به. قلت:
وإبراهيم بن أبي خداش اللهبي، عن ابن عباس: شيخ لابن عيينة والفضل بن عباس
بن عتبة بن أبي لهب اللهبي: شاعر مشهور، والزبير بن داوود اللهبي، عن أبي
دلامة وآخرون.
ل ه ذ ب
ألزمه لهذبا واحدا: أهمله الجوهري والصاغاني، وقال كراع: أي لزازا ولزاما.
كذا في اللسان.
ل ي ب
اللياب، كسحاب: أهمله الجوهري، والصاغاني هنا، وقد ذكره في ل و ب و، وقال
هو أقل من ملء الفم من الطعام، عن ابن الأعرابي،أو قدر لعقة منه تلاك في
رواية عنه وقوله: تلاك، بالتاء المثناة الفوقية مضمومة، وفي أخرى بالياء
آخر الحروف. وذكره ابن منظور في ل و ب، وأعاده في ليب أيضا. والصواب أن
ياءه منقلبة عن واو، فحمله ل و ب، فتأمل.