الباب الثاني: باب الباء الموحدة - الفصل الخامس والعشرون: فصل النون مع الباء: الجزء الأول

فصل النون مع الباء

ن ب ب

صفحة : 954

نب التيس، ينب بالكسر، نبا ونبيبا، ونبابا بالضم في الأخير، ونببب: صاح عند الهياج والسفاد. قال عمر لوفد أهل الكوفة، حين شكوا سعدا: ليكلمني بعضكم، ولا تنبوا عندي نبيب التيوس أي: لا تضجوا. يقال: نب عتوده: إذا تكبر وتعاظم ، وقال الفرزدق:

وكنا إذا الجبار نب عتوده ضربناه تحت الأنثيين على الكرد عن ابن سيده: الأنبوب، أي بالضم، أطلقه اعتمادا على الشهرة، من القصب والرمح كعبهما، كالأنبوبة بالهاء. وقال الليث: الأنبوب، والأنبوبة: ما بين العقدتين من القصب والقناة. ومثله في الصحاح، إلا أنه قال فيه: والجمع أنبوب، وأنابيب. فظاهر عبارة المصنف أن الأنبوب واحد، وما بعده لغة فيه. والمفهوم من الصحاح أن الأنبوبة واحد وأن جمعه أنبوب، بغير هاء، وجمع الأنبوب أنابيب، فهو جمع الجمع ؛ وأنشد ابن الأعرابي:

أصهب هدار لكل أركب     بغيلة تنسل بين الأنبـب يجوز أن يعني بالأنبب أنابيب الرئة كأنه حذف زوائد أنبوب، فقال: نب ؛ ثم كسره على أنب، ثم أظهر التضعيف. وكل ذلك للضرورة. ولو قال: بين الأنبب، بضم الهمزة لكان جائزا. وهو مراد المصنف بقوله: ولعله مقصور منه، أي: من الأنبوب، صرح به أبو حيان، ونقله الصاغاني. ويسوغ حينئذ أن يقول: بين الأنبب، وإن كان يقتضي بين أكثر من واحد لأنه أراد الجنس، فكأنه قال: بين الأنابيب. من المجاز: ذهب في كل أنبوب، وهو من الجبل الطريقة النادرة فيه، هذلية، قال مالك بن خالد الخناعي:

في رأس شاهقة أنبوبها خصـر    دون السماء لها في الجو قرناس

صفحة : 955

من المجاز: له أنبوب، أي السطر من الشجر وغيره. الأنبوب: الأرض المشرفة إذا كانت رقيقة مرتفعة، والجمع أنابيب. عن الأصمعي يقال: الزم الأنبوب، وهو الطريق، والزم المنحر، وهو القصد. من المجاز: أنابيب الرئة، وهي مخارج النفس منها، على التشبيه بأنابيب النبات. والنبة: الرائحة الكريهة، والبنة، بتقديم الموحدة: الرائحة الطيبة، نقله ابن دريد هكذا. وتنبب الماء من كذا: تسيل منه، وفي بعض النسخ: تسايل ، ومنه أنبوب الحوض لسيل مائه أو على التشبيه بأنبوب القصب، لكونه أجوف مستديرا. ونبنب: إذا طول عمله في تحسين، عن أبي عمرو. من المجاز نبنب الرجل إذا حمحم، وهذي عند الجماع، عنه أيضا ؛ وهو على التشبيه بنبيب التيوس. ونبب النبات تنبيبا: إذا صارت له أنابيب، أي كعوب. ونببت العجلة كذلك، وهي بقلة مستطيلة مع الأرض. وأنبابة ظاهر إطلاقه الفتح، وهكذا ضبطه الصاغاني أيضا، وقال ياقوت، بالضم: ة بالري بالقرب منها من ناحية دنباوند. انتهى. أنبابة: قرية أخرى بمصر من الجيزة على شاطئ النيل، منها المحدث الصوفي إسماعيل بن يوسف الأنصاري الخرزجي. وقد زرت مقامه بها مرارا، روى شيئا من الحديث، وغلب عليه التنسك، وقد حدث بعض ولده. ومما يستدرك عليه: أنبوب القرن: ما فوق العقد إلى الطرف. ومن المجاز: شرب من أنبوب الكوز. وتقول: إني أرى الشر قصب، وشعب، ونبب، وكعب. ونب فلان نبيبا: طلب النكاح. وأنبه طول العزبة. ونقل شيخنا عن بعض الحواشي، كالمستدرك على المصنف: وفي الحديث: من أشكل بلوغه، فالإنباب دليله . قال: هو مصدر أنبب إنبابا، إذا نبتت عانته. قلت: هو تصحيف منه، والصواب: الإنبات، بالفوقية. انتهى. قلت: ويمكن أن يكون المراد بالإنباب هو هيجانه وحمحمته للجماع، فيكون دليلا على بلوغه، والله أعلم.

ن ت ب
نتب الشيء، نتوبا، بالضم، مثل: نهد، ونتأ، وقد مر. هكذا أورده الجوهري، وأنشد للأغلب العجلي:

أشرف ثدياها على التريب    لم يعدوا التفليك في التنوب

ن ج ب
النجيب، والنجبة كهمزة مثله في الصحاح ولسان العرب والمحكم، خلافا للعلم السخاوي في سفر السعادة، فإنه قال: النجيب: الكريم، فإذا انفرد بالنجابة منهم، قيل: هو نجبة قومه، وزان حلمة. وعبارة الصحاح: يقال: هو نجبة القوم إذا كان النجيب منهم. عن ابن الأثير: النجيب: الفاضل من كل حيوان. وقال ابن سيده: والنجيب من الرجال: الكريم الحسيب، وكذلك البعير والفرس، إذا كانا كريمين عتيقين. ج أنجاب، ونجباء، ونجب بضمتين. ورجل نجيب: أي كريم بين النجابة. قدتكرر في الحديث ذكر النجيب من الإبل، مفردا ومجموعا، وهو القوي منهما، الخفيف السريع. وناقة نجيب، ونجيبة. ج: نجائب ونجب. وقد نجب الرجل ينجب، ككرم، نجابة: إذا كان فاضلا نفيسا في نوعه، ومن حديث: إن الله يحب التاجر النجيب ، أي: الفاضل الكريم السخي. وأنجب الرجل: أي ولد نجيبا، قال الأعشي:

أنجب أزمان والده به     إذ نجلاه فنعم ما نجلا

صفحة : 956

وروى أيام بدل أزمان . ووجدت في هامش الصحاح: ويروي أيام والديه برفع أيام مضافة إلى الوالدين، فتكون الأيام فاعلة أنجب على المجاز وفي الرواية الأولى يكون في أنجب ضمير من الممدوح، والده رفع بالابتداء، والخبر محذوف، تقديره: أيام والداه مسروران به، لأدبه وكونه، وما أشبه ذلك. وأنجبت المرأة. تقول: رجل منجب كمحسن، وامرأة منجبة، ومنجاب بالكسر، إذا ولدا النجباء الكرماء من الأولاد.

وأمرأة منجاب: ذات أولاد نجباء، ونسوة مناجيب. والنجابة مصدر النجيب من الرجال، وهو الكريم ذو الحسب إذا خرج خروج أبيه في الكرم والفعل ،وكذلك النجابة في نجائب الإبل، وهي عتاقها التي يسابق عليها. والمنتجب، على صيغة المفعول: المختار من كل شيء. وقد انتجب فلان فلانا إذا استخلصه، واصطفاه اختيارا على غيره. والمنجاب، بالكسر: الرجل الضعيف، وجمعه مناجيب قال عروة بن مرة الهذلي:

بعثته في سواد الليل يرقبنـي     إذ آثر النوم والدفء المناجيب ويروي المناخيب وسيأتي. قال أبو عبيد: المنجاب: السهم المبري بلا ريش، ولا نصل. وقال الأصمعي: المنجاب من السهام: مابري وأصلح ولم يرش ولم ينصل، ونقل الجوهري عن أبي عبيد: المنجاب: السهم الذي ليس عليه ريش ولا نصل. المنجاب: الحديدة تحرك بها النار، وذا من زياداته. والمنجوب: الإناء الواسع الجوف وعبارة الصحاح: القدح الواسع. وقيل واسع القعر، وهو مذكور بالفاء أيضا، قال ابن سيده: وهو الصواب. وقال غيره: يجوز أن يكون الباء والفاء تعاقبا، وسيأتي. والنجبب، محركة: لحاء الشجر، أو قشر عروقها، أو قشر ما صلب منها. ولا يقال لما لان من قشور الأغصان: نجب، ولا يقال: قشر العروق، يكن يقال: نجب العروق، والواحدة نجبة. والنجب، بالتسكين: مصدر نجبت الشجرة أنجبها وأنجبها، إذا أخذت قشرة ساقها. قال ابن سيده: نجبه ينجبه بالضم، وينجبه بالكسر ، نجبا ونجبه تنجيبا، وأنتجبه: أخذ قشره. وذهب فلان ينتجب: أي يجمع النجب. وسقاء منجوب. وقال أبو حنيفة: قال أبو مسحل : سقاء منجب ، كمنبر قال أبن سيده وهذا ليس بشيء، لأن منجبا مفعل ومفعل لا يعبر عنه بمفعول سقاء نجبي محركة، كل ذلك: أي مدبوغ به، أي: بالنجب. وهو لحاء الشجر. أو المنجوب: المدبوغ بقشور سوق الطلح. بخط أبي زكريا في هامش الصحاح: بقشور الطلح. وهو خطأ. وقول الشاعر:

يا أيها الزاعم أني أجتلـب   وأنني غير عضاهي أنتجب فمعناه: أنني أجتلب الشعر من غيري، فكأني إنما آخذ القشر لأدبغ به من عضاه غير عضاهي. والنجب، بالفتح، ذكر الفتح مستدرك: السخي الكريم، كالنجيب، وهو صريح في أنه صفة عليه، كالضخم من ضخم ؛ قاله شيخنا. والنجب: بني كلاب، كذا هكذا في النسخ وصوابه : لبني كلب، هكذا في المعجم، وقال القتال الكلابي:

عفا النجب بعدي فالعريشان فالبترفبرق نعاج من أميمة فالحجر نجب بالتحريك، ومعاذ واديان وراء ماوان في ديار محارب ، ويقال له: ذو نجب أيضا. في حديث ابن مسعود:

صفحة : 957

الأنعام من نجائب القرآن أي: أفضله ومحضه أي: من مخالص سوره وأفاضلها. ونواجبه، أي، لبابه الذي ليس عليه نجب، أي قشر ولحاء، أو عتاقه، من قولهم: نجبته: إذا قشرت نجبه. قاله شمر، ولا يخفى أنهما قول واحد فلا حاجة إلى التفريق ب أو . والنجبة، بالضم: ماء لبني سلول، بالضمرين. ونجبة، بفتح فسكون: قرية من قرى البحرين لبني عامر بن عبد القيس، كذا في المعجم. وفي لسان العرب: النجبة، محركة: موضع بعينه، عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد:

فنحن فرسان غداة النجبـه    يوم يشد الغنـوي أربـه
عقدا بعشر مائة لن تتعبه قال: أسروهم، ففدوهم بألف ناقة. وذو نجب، محركة: واد لمحارب ولا يخفي أنه الذي تقدم ذكره آنفا، وله يوم، أي: معروف.قال ياقوت: كانت فيه وقعة لبني تميم علي بن عامر بن صعصعة، وفيه يقول سحيم بن وثيل الرياحي:

ونحن ضربنا هامة ابن خويلـد     يزيد وضرجنا عبـيدة بـالـدم
بذي نجب إذ نحن دون حريمنـا    على كل جياش الأجاري مرجم

وأنشد البلاذري في لمعالم لجرير:
فاسأل بذي نجب فوارس عامر     واسأل عيينة يوم جزع ظلال

وقال أيضا:

منا فوارس ذي نهد وذي نجب     والمـعلـمون صباحا يوم ذي قـــار

وقال الأشهب بن رميلة:
وغادرنا بذي نجب خليفا     عليه سبائب مثل القرام

صفحة : 958

واختلفت أقاويلهم في سبب الحرب، ليس هذا محلها. وأنجب الرجل: جاء بولد نجيب، وأنجب: ولد ولدا اجبانا، وهو ضد. فمن جعله ذما، أخذه من النجب، وهو قشر الشجر. قال شيخنا: وقد يقال: لا مضادة بين النجابة والجبن، فإن النجابة لا تقتضي الشجاعة حتى يكون الجبان مقابلا له وضده، فإن النجابة هي الحذق بالأمر والكرم والسخاء، وهذا لا يلزم منه الشجاعة، بل قد يكون الشجاع غير نجيب، ويكون النجيب غير شجاع، وهو ظاهر. فلا مضادة. انتهى. ونجيب بن ميمون الواسطي: محدث هراة. وأبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد البكري الفقيه الزاهد السهروردي، إلى سهرورد، قرية بين زنجان وهمذان: محدثان والى الثاني نسبت المحلة النجيبية ببغداد، والطريقة السهروردية وهو عم الإمام شهاب الدين ابي حفص السهروردي البكري صاحب الشهابية ؛ ولهما في كتب التواريخ تراجم جمة، ليس هذا محل ذكرها. وفاته: نجيب بن السري، روى عنه محمد بن حمير ؛ وأحمد بن نجيب بن فائز العطار، عن ابن المعطوشي، ومحمد بن عبد الرحمن ابن مسعود بن نجيب الحلي ، عن ابن قليب ، ونجيب بن أبي الحسن المقري. ذكرهم ابن سليم. ونجيب ابن عمار بن أحمد الأمير، أبو السرايا، روى عن أبي نصر. وأبو النجيب عبد الغفار الأموي. وأبو النجيب ظليم: تابعي، روى عن أبي سعيد. وأبو النجيب المراغي: شاعر. ذكرهم ابن ماكولا. ومما يستدرك على المؤلف: نجبة النملة، بالفتح: قرصها، في حديث أبي: المؤمن لا تصيبه ذعرة، ولا عثرة، ولا نجبة نملة، إلا بذنب . قال ابن الأثير: ذكره أبو موسى ها هنا. ويروي بالخاء المعجمة، كما سيأتي. ونقله ابن الأثير عن الزمخشري بالوجهين. ومنجاب، ونجبة: اسمان. وحمام منجاب: بالبصرة، قال ابن قتيبة: إلى منجاب بن راشد الضبي، وال أبو منصور الثعالبي: إلى امرأة، وفيه يقول القائل:

يا رب قائلة يوما وقد تعبـت     كيف السبيل إلى حمام منجاب قلت: ومنجاب بن راشد الناجي: يقال: له صحبة. وأما الذي نسب إليه الحمام فهو منجاب بن راشد بن أصرم الضبي، نزل الكوفة، وعنه ابنه سهم. وكان شريفا.

ن ح ب
النحب: رفع الصوت بالبكاء، كذا في الصحاح. وفي المحكم: أشد البكاء. كالنحيب، وهو البكاء بصوت طويل ومد. وقد نحب، كمنع، ينحب، نحبا. وفي المحكم والصحاح: ينحب، بالكسر، وانتحب انتحابا مثله. وقال ابن محكان:

زيافة لا تضيع الحي مبركها     إذا نعوها لراعي أهلها انتحبا وكل ذلك من المجاز. النحب: الخطر العظيم يقال: ناحبه على الأمر: خاطره، قال جرير:

بطخفة جالدنا الملوك وخيلنـا    عشية بسطام جرين على نحب

صفحة : 959

أي: على خطر عظيم. النحب: المراهنة، والفعل كالفعل، يقال: نحب، كجعل، أي: من باب منع، وإنما غيره تفننا. النحب: الهمة. النحب: البرهان. النحب الحاجة. وقيل في تفسير الآية قتلوا في سبيل الله، فأدركوا ما تمنوا، وذلك قضاء النحب. النحب: السعال، وفعله كضرب، يقال: نحب البعير، ينحب، نحابا، بالضم، إذا أخذه السعال. وقال الأزهري، عن أبي زيد: من أمراض الإبل النحاب، والقحاب والنحاز، وكل هذا من السعال. من المجاز: النحب: الموت قال الله تعالى: فمنهم من قضى نحبه أي: أجله، النحب أيضا: الأجل، قاله الزجاج والفراء يقال قضى فلان نحبه: إذا مات وفي الأساس: كأن الموت نذر في عنقه. وفي غيره: كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حتى يموت. قال الزجاج: النحب: النفس، عن أبي عبيدة. النحب: النذر، وبه فسر بعضهم الحديث: طلحة ممن قضى نحبه، أي: نذره، كأنه، ألزم نفسه أن يصدق الأعداء في الحرب، فوفى به، ولم يفسخ. وفي الأساس: ونحب فلان نحبا، ونحب تنحيبا: أوجب على نفسه أمرا، وهو منحب كمحدث، وفعله كنصر، تقول: نحبت أنحب، وبه صدر الجوهري، قال الشاعر: فإني والهجاء لآل لأم كذات النحب توفي بالنذور وقال لبيد:

ألا تسألان المرء مـاذا يحـاول    أنحب فيقضي أم ضلال وباطل يقول: عليه نذر في طول سعيه. النحب: السير السريع، مثل النعب، أ,رده الجوهري عن أبي عمرو. أو الخفيف في كثرة الدأب والملازمة. عن أبي عمرو النحب: الطول. وروى على الرياشي: يوم نحب، أي طويل. النحب: المدة والوقت. النحب: اليوم هكذا في النسخ، بالياء التحتية. وفي لسان العب: النوم، بالنون. النحب:السمن النحب: الشدة. والقمار، وهو قريب من المراهنة النحب: العظيم من الإبل نقله الصاغاني. من المجاز نحبوا تنحيبا، وذلك إذا جدوا في عملهم. نقله الجوهري، عن أبي عمرو، قال طفيل:

يزرن ألالا ما ينحبـن غـيره    بكل ملب أشعث الرأس محرم أو نحبوا: إذا ساروا، فأجهدوا حتى قربوا، من باب كرم، من الماء، والمصدر: التنحيب وهو شدة القرب للماء ؛ قال ذو الرمة:

ورب مفازة قذف جمـوح     تغول منحب القرب اغتيالا نحب السفر فلانا: إذا سار كثيرا، و أجهده. من المجاز: سير نحب، ومنحت كمحدث، أي سريع، وكذلك الرجل. وفي الصحاح: سار فلان على نحب: إذا سار فأجهد السير، كأنه خاطر على شيء فجد ؛ قال الشاعر:

ورد القطا منها بخمس نحب أي: دائب. وسرنا إليها ثلاث ليال منحبات اي دائبات. ونحبنا سيرنا: دأبناه: ويقال: سار سيرا منحبا: أي قاصدا، لا يريد غيره كأنه جعل ذلك نذرا على نفسه. قال الكميت:

يخدن بنا عرض الفلاة وطولهـا    كما صار عن يمني يديه المنحب

صفحة : 960

المنحب الرجل. قال ابن سيده: هذا البيت أنشده ثعلب، وفسره فقال هذا الرجل حلف: إن لم أغلب قطعت يدي. كأنه ذهب به إلى معنى النذر، كذا في لسان العرب، وفيه تأمل. والنحبة، بالضم: القرعة، وهو مأخوذ من قولهم: ناحبه إذا حاكمه وفاخره ؛ لأنها كالحاكمة في الاستهام. وهو من المجاز. وناحبت الرجل إلى فلان: مثل حاكمته. وفي الصحاح: قال طلحة. بن عبيد الله لابن عباس، رضي الله عنهما،: فهل لك في أن أناحبك وترفع النبي، صلى الله عليه وسلم ? قال أبو عبيد قال الأصمعي : ناحبت الرجل: إذا حاكمته أو قاضيته إلى رجل. وقال غيره: ناحبته ونافرته مثله، قال أبو منصور: أراد طلحة في هذا المعنى، كأنه قال لأبن عباس: أنافرك، أي: أفاخرك وأحاكمك، فتعد فضائلك وحسبك، وأعد فضائلي، ولا تذكر في فضائلك النبي، صلى الله عليه وسلم، وقرب قرابتك منه ؛ فإن هذا الفضل مسلم لك، فارفعه من الرأس، وأنافرك بما سواه. يعني: أنه لايقصر عنه فما عدا ذلك من المفاخر. ومثله في هامش الصحاح مختصرا. وفي الحديث، لو علم الناس ما في الصف الأول، لاقتتلوا عليه، وما تقدموا إلا بنحبة أي بقرعة. المناحبة: المخاطرة، والمراهنة. ويقال: ناحبه: إذا راهنه. وفي حديث أبي بكر،رضي الله عنه، في مناحبة الم غلبت الروم أي: مراهنته لقريش بين الروم والفرس. وانتحب الرجل: إذا بكى وتنفس أي: صعد نفسه شديدا. ويقال تناحبوا: إذا تواعدوا للقتال إلى وقت ما، وقد يكون التناحب لغير القتال أيضا. ومما يستدرك على المصنف: النواحب، وهن البواكي: جمع ناحبة. من المجاز: التنحيب: الإكباب على الشيء لا يفارقه. ويقال: نحب فلان على أمره. وقال أعرابي أصابته شوكة فنحب عليها يستخرجها أي أكب عليها . وكذلك هو في كل شيء: هو منحب في كذا. والنحيب: موضع بالبصرة، فيه قصر لعبد الله بن عامر بن كريز.

ن خ ب
النخبة، بالضم، والنخبة كهمزة، الأول قول أبي منصور وغيره، والثاني قول الأصمعي، وهي اللغة الجيدة: المختار، وجمع الأخير: نخب، كرطبة ورطب. وانتخبه: اختاره. ونخبة القوم ونخبتهم خيارهم وجاء في نخب أصحابه : أي في خيارهم والنخبة: الجماعة تختار من الرجال فتنزع منهم، في حديث علي، وقيل، عمر رضي الله عنهما: وخرجنا في النخبة . وهم المنتخبون من الناس المنتقون. وفي حديث ابن الأكوع: انتخب من القوم مائة رجل . ونخبة المتاع: المختار ينتزع منه. وعن الليث: انتخبت أفضلهم نخبة، وانتخبت نخبتهم. والنخب: النكاح، وعبارة الجوهري البضاع أو نوع منه. قال ابن سيده . وقال: وعم به بعضهم. وفعله كمنع ونصر. نخبها الناخب، ينخبها، وينخبها، نخبا. والنخب: العض، والقرص. يقال: نخبت النملة تنخب: إذا عضت. قال ابن السيد: ونخبة النملة والقملة: عضتهما. ومثله في النهاية، ونقله عن الزمخشري بالجيم والخاء المعجمة، وذكر الحديث ورفعه: ولا يصيب المؤمن مصيبة ولا ذعرة، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، ولا نخبة نملة، إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر . وكذا ذكره أبو موسى بهما.

النخب: النزع، تقول: نخبته، أنخبه: إذا نزعته، وأنتخبه: انتزعه. وفعلهما، كنصر، على ما بيناه.

صفحة : 961

النخب: الاست، كالمنخبة الأخير عن الفراء. والذي في لسان العرب: النخبة، بزيادة الهاء ؛ قال:

وأختل حد الرمح نخبة عامر    فنجا بها وأقصها القـتـل

وقال الراجز:

إن أباك كان عبدا جازرا     ويأكل النخبة والمشافرا قال: والمنخبة: اسم أم، سويد. النخب: الشربة العظيمة. عن أبي زيد، ونصه: النخبة بالضم مع الهاء. قال الصاغاني: وهي بالفارسية دوستكاني، بالضم. النخب: الجبن، وضعف القلب. يقال: رجل نخب ككتف، ونخب بفتح فسكون، ونخبة بزيادة الهاء ونخبة بالضم، ونخب كهجف، وهذه عن الصاغاني ومنتخب على صيغة والمفعول، ومنخوب ونخب، بكسر الأول والثاني مع تشديد الموحدة، لغة في: نخب،كهجف، نقله الصاغاني، وقال أكثر ما يروي في شعر جرير. وينخوب، ونخيب، كأمير: جبان كأنه منتزع الفؤاد أي: لا فؤاد له، أو الذي ذهب لحمه وهزل. واقتصر الجوهري على الأول والعاشر، والسابع، والسادس، وفسره بما ذكرنا. زاد في لسان العرب: ومنه نخب الصقر الصيد: إذا انتزع قلبه. وفي حديث أبي الدرداء بئس العون على الدين قلب نخيب، وبطن رغيب النخيب:الجبان الذي لا فوأد له، وقيل: هو الفاسد الفعل. أي جمع النخيب: نخب بضم النون والخاء، فإنه وأما المنخوب يجمع على المنخوبين.قد قال ابن الأثير: ويقال في الشعر، على مفاعل: مناخب. وقال أبو بكر: يقال للجبان نخبة، وللجبناء نخبات ؛ قال جرير يهجو الفرزدق :

ألـم أخـص الـفـرزدق قـد عـلـمـتـــم    فأمـسـى لا يكـش مــع الــقـــروم
لهم مر وللنخبات مر فقد رجعوا بغير شظى سليم والنخب، ككتف، واد بالطائف، عن السكوني وأنشد:

حتى سمعت بكم ودعتم نخـبـا    ما كان هذا بحين النفر من نخب وقال الأخفش: نخب: واد بأرض هذيل: وقيل: واد من الطائف على ساعة. ورواه بفتحتين، مر به النبي، صلى الله عليه وسلم. من طريق يقال لها الضيقة، ثم خرج منها على نخب حتى نزل تحت سدرة، يقال لها: الصادرة، كذا في المعجم. قلت: وفي حديث الزبير: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من لية، فاستقبل نخبا ببصره قال ابن الأثير: هو اسم موضع هناك، قال أبو ذؤيب يصف ظبية وولدها:

لعمرك ما خنساء تنسأ شـادنـا    يعن لها بالجزع من نخب النجل أراد: من نجل نخب ؛ فقلب ؛ لأن النجل الذي هو الماء في بطون الأودية جنس، ومن المحال أن تضاف الأعلام إلى الأجناس، كذا في لسان العرب. وقال ياقوت: النجل، بالجيم النز، وأضافه إلى النجل، لأن به نجالا كما قيل: نعمان ألاراك، لأن به الأراك، ويقال نخب: واد بالسراة. والمنخوب: الذاهب اللحم المهزول، وهم المنخوبون. والمنخاب: الرجل الضعيف الذي لا خير فيه، لغة في الجيم، جمعه: مناخيب. قال أبو خراش:

بعثته في سواد الليل يرقبـنـي    إذ آثر الدفء والنوم المناخيب قيل: أراد الضعاف من الرجال الذين لا خير عندهم. ويروي: المناجيب، وقد تقدم. وقد يقال في الشعر على: مناخب. من المجاز: استنخبت المرأة: طلبت أن تنخب، أي تجامع وعبارة الجوهري، إذا أرادته، عن الأموي ؛ وأنشد:

إذا العجوز استنخبت فانخبها    ولا ترجها ولا تهـبـهـا

صفحة : 962

عن ابن الأعرابي: أنخب الرجل، مثل أنجب: جاء بولد جبان، وأنخب: جاء بولد شجاع فهو ضد. فالأول من المنخوب، والثاني من النخبة. ومما يستدرك على المؤلف: ??? كلمة فنخب علي: إذا كل عن جوابك. عن ابن دريد والنخبة خو الثقر: وفي النهاية: النخب: خرق. الجلد. والنخاب، بالكسر: جلدة الفؤاد، قال:

وأمكم سارقة الحجـاب    آكلة الخصيين والنخاب وعبد الرحمن بن محمد البسطامي، شهر بابن النخاب، من المتأخرين. وفي المعجم: ينخوب، بالمثناة التحتية ثم نون: موضع، قال الأعشي:

يا رخما قاظ على ينخـوب   يعجل كف الخارئ المطيب وأنشد ابن الأعرابي لبعضهم:

وأصبح ينخوب كأن غباره    براذين خيل كلهن مغير والينخوبة: الاست، قال جرير: إذا طرقت ينخوبة من مجاشع. والينخوب: الطويل.

ن خ ر ب
النخروب بالضم، وأطلقه اعتمادا على أنه ليس لنا فعلول بالفتح ورجح آخرون الفتح بناء على زيادة النون، فوزنه نفعول، قال ابن الأعرابي: نون النخاريب زائدة، لأنه من الخراب ؛ قال أبو حيان: وأما نخربوت للناقة الفارهة، فقيل: نونه زائدة، وأصوله: الخاء والراء والباء، وليس بظاهر الاشتقاق من الخراب، فينبغي أصالة نونه، كعنبوت، في قوله سيبويه، قاله شيخنا. وقد مر ذكر تخربوت بالفوقية والكلام فيه. الشق في الحجر، واحد النخاريب. كذلك: الثقب في كل شيء نخروب. والنخاريب أيضا. الثقب المهيأة من الشمع، لتمج النخل العسل فيها، تقول: إنه لأضيق من النخروب.

ونخرب القادح الشجرة: ثقبها، وجعله ابن جني ثلاثيا من الخراب. وفي لسان العرب: النخارب: خروق كبيوت الزنابير، واحدها: نخروب. وشجرة ومنخربة بفتحها: إذا بليت وصارت فيها نخاريب، أي: شقوق، نقله الصاغاني.

ن خ ش ب
نخشب، كجعفر، بالشين المعجمة: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الصاغاني : هو د، أي: مدينة معروفة ببلاد ماوراء النهر بين جيحون وسمرقند. وليست على طريق بخارى ، وهي نسف نفسها، بينها وبين سمرقند ثلاث مراحل، لها تاريخ كبير جامع، في مجلدين لأبي العباس المستغفري. ونونها أصلية، لأنها من أسماء العجم. والنسبة إليها نخشبي على الأصل. من اعتبر تعريبها، فقال: نسفي على التغيير، فهو نسبة إلى المعرب، لا إلى أصل نخشب، كما يوهمه كلام المصنف، قال شيخنا. وقد نسب إليها جماعة من المحدثين ، والصوفية، والفقهاء: منهم: أبو تراب عسكر بن محمد بن أحمد، من كبار مشايخ الصوفية، المتوفى بالبادية، سنة خمس وأربعين ومائتين. والحافظ أبو محمد عبد العزيز ابن محمد بن محمد النسفي النخشبي العاصمي، أحد الأئمة، مات سنة 456. وأبو العباس جعفر بن محمد المستغفري النخشبي، مات سنة 456 كذا في المعجم.

ن د ب

صفحة : 963

الندبة بفتح فسكون، كذا في النسخة، وهو صريح إطلاقه. والصواب أنه بالتحريك في معنى: أثر الجرح الباقي على الجلد إذا لم يرتفع عنه. ج: ندب بفتح فسكون، كذا في نسختنا. قال شيخنا. هو أيضا بالتحريك، اسم جنس جمعى لندبة، كشجر وشجرة، وأنداب، وندوب، بالضم، كلاهما جمع الجمع. وقيل: الندب واحد، والجمع أنداب وندوب، كذا في اللسان وقال شيخنا: وأما الثاني فهو جمع لندب، كشجر وأشجار، وندوب شاذ أو هو جمع لندب ساكن الوسط على ما في بعض الأشعار ضرورة. وندب الجرح، كفرح، ندبا: صلبت ندبته، بفتح فسكون، على ما في النسخ، وقد تقدم أن الصواب فيه بالتحريك، كأندب، فيه. ندب الظهر، يندب، ندبا بالتحريك وندوبة، وندوبا، بالضم فيهما، فهو نديب، كذا في النسخ. وفي اللسان: فهو ندب، كفرح: صارت فيه ندوب، بالضم، جمع ندب، وهو الأثر وجرح نديب: مندوب، وجرح نديب: ذو نديب. وقال ابن أم حزنة يصف طعنة، واسمه ثعلبة بن عمرو:

فإن قتلـتـه فـلـم آلـه    وإن ينج منها فجرح نديب وأندب بظهره، وفي ظهره: غادر فيه ندوبا. وفي الصحاح: الندب: أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد، قال الفرزدق.

ومكبل ترك الحديد بسـاقـه    ندبا من الرسفان في الأحجال وفي حديث موسى، عليه الصلاة والسلام: وإن بالحجر ندبا ستة أو سبعة من ضربه إياه ؛فشبه أثر الضرب في الحجر بأثر الجرح. وفي حديث مجاهد: أنه قرأ سيماهم في وجوههم من أثر السجود فقال ليس بالندب، ولكنه صفرة الوجه والخشوع واستعاره بعض الشعراء للعرض، فقال:

نبئت قافية قيلت تنـاشـدهـا    قوم سأترك في أعراضهم ندبا

صفحة : 964

أي: أجرح أعراضهم بالهجاء، فيغادر فيها ذلك الجرح ندبا. وندبه إلى الأمر، كنصر، يندبه، ندبا: دعاه وحثه. والندب: أن يندب إنسان قوما إلى أمر أو حرب أو معونة، أي: يدعوهم إليه، فينتدبون له، أي: يجيبون ويسارعون. وقال الجوهري: يقال: ندبه للأمر، فانتدب له؛ أي دعاه له، فأجاب. ندبه إلى أمر: وجهه إليه. وفي الأساس: ندب لكذا، أو إلى كذا، فانتدب له، وفلان مندوب لأمر عظيم، ومندب له. وأهل مكة يسمون الرسل إلى دار الخلافة: المندبة. ومن المجاز: أضرت به الحاجة فأندبته إندابا شديدا: أي أثرت فيه. وما ندبني إلى ما فعلت إلا النصح لك ندب الميت بعد موته، هكذا قاله ابن سيده، من غير أن يقيد ببكاء، وهو من الندب الجراح، لأنه احتراق ولذع من الحزن. وفي الصحاح، ندب الميت: بكاه وعبارة الجوهري: بكى عليه وعدد محاسنه وأفعاله، يندبه، ندبا، والاسم الندبة، بالضم. وفي المحكم: الندب: أن تدعو النادبة الميت بحسن الثناء في قولها: وافلاناه: واهناه: واسم ذلك الفعل الندبة. وهو من أبواب النحو: كل شيء في ندائه واو. فهو من باب الندبة. وفي الحديث: كل نادبة، كاذبة إلا نادبة سعد ، هو من ذلك، وأن تذكر النائحة الميت بأحسن أوصافه وأفعاله. وفي المصباح: ندبت المرأة الميت، من باب قتل وهي نادبة، والجمع، نوادب، لأنه كالدعاء؛ فإنها تعدد محاسنه، كأنه يسمعها.قال شيخنا: ففيه أن الندبة خاصة بالنساء، وأن إطلاقها على تعداد محاسن الميت، كالمجاز، من، ندبه إلى الأمر: إذا دعاه إليه، وكلاهما صرح به جماعة. ثم قال: الندبة: مأخوذة من الندب، وهو الأثر، فكأن النادب يذكر أثر من مضى ويشبه أن يكون من الندب، وهو الخفة، ورجل ندب: أي خفيف كما يأتي. والندبة إنما وضعت تخفيفا، فهي ثلاثة اشتقاقات انتهى.

والمندوب: المستحب، كذا حققه الفقهاء. وفي الحديث كان له فرس يقال له المندوب أي المطلوب، وهو من الندب: وهو الرهن الذي يجعل في السباق، وقيل: سمى به لندب كان في جسمه، وهو أثر الجرح كذا في اللسان. مندوب، بلا لام: اسم فرس أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري، القائل: أنا أبو طلحة وأسمي زيد ركبه سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال فيه: وإن - كما في الصحاح -وجدناه لبحرا، وفي رواية : إن وجدناه بحرا . مندوب أيضا: اسم فرس مسلم بن ربيعة الباهلي. مندوب: ع كانت لهم فيه وقعة، وله يوم يسمى باسمه. والندب: الرجل الخفيف في الحاجة، السريع الظريف النجيب وكذلك الفرس. وفي الأساس: رجل ندب: إذا ندب، أي وجه، لأمر عظيم خف له. وأراك ندبا في الحوائج. ج: ندوب بالضم، وهو مقيس، وندباء، بالضم مع المد: توهموا فيه فعيلا، فكسروه على فعلاء، ونظيره سمح وسمحاء. وقد ندب، كظرف، يندب، ندابة: خف في العمل. نقله الصاغاني. وفرس ندب: قال الليث: الندب: الفرس الماضي، نقيض البليد. رمينا ندبا، بالتحريك، وهو الرشق بكسر الراء وفتحها. بينهم ندب، وهو الخطر، والرهان. ومنه أقام فلان على ندب على خطر، قال عروة بن الورد

أيهلك معـتـم وزيد ولـم أقـم     على ندب يوما ولي نفس مخطر

صفحة : 965

معتم وزيد: بطنان من بطون العرب، وهما جداه. وجدت، في هامش نسخ الصحاح، ما نصه: بخط الأزهري: أتهلك معتم وزيد، بالتاء المثناة. وقال: إنهما قبيلتان. وفي لسان العرب: السبق، والخطر، والندب، والقرع، والوجب: كله الذي يوضع في النضال والرهان، فمن سبق، أخذه؛ يقال فيه كله: فعل، مشددا، إذا أخذه. الندب: قبيلة من الأزد، وهو الندب بن الهون، منها أبو عمرو بشر بن جرير، وفي بعض نسخ الأنساب: حرب، بدل جرير، عن ابن عمرو وابي سعيد ورافع بن خديج، وعنه الحمادان: ابن سلمة، وابن زيد، ضعفه أحمد وأبو زرعة وابن معين ومحمد بن عبد الرحمن، نقلهما الصاغاني. يقول أهل النضال: ندبنا يوم كذا: أي يوم ابتدائنا للرمى. وندبة، كحمزة، مولاة ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، لها صحبة ذكرت في حديث لعائشة، رضي الله عنها. روى، عن معمر ضم نونها أيضا، ورواه يونس عن ابن شهاب، بضم الموحدة وفتح الدال تشديد التحتية، نقله الحافظ. والحسن بن ندبة، وهي أمه. وأبوه حبيب: محدث. والندبة، بفتح فسكون، من كل حافر وخف: التي لا تثبت على حالة. وفي التكملة: على سيرة واحدة. نقله الصاغاني. وعربي ندبة، بالضم، أي فصيح منطيق وخفاف، كغراب، بن ندبة، بالضم: اسم أمه، وكانت سوداء حبشية، ويفتح، عليه وأقتصر الجوهري. صحابي، وهو أحد أغربة العرب، كما تقدم، وأبوه عمير ابن الحارث السلمى. وباب المندب: مرسى ببحر اليمن، قال ياقوت: هو من ندبت الإنسان لأمر: إذا دعوته إليه والموضع الذي يندب إليه مندب، سمى بذلك لما كان يندب إليه في عمل. وهو اسم ساحل مقابل لزبيد باليمن وهو جبل مشرف، ندب بعض الملوك إليه الرجال حتى قدوه بالمعاول، لأنه كان حاجزا ومانعا للبحر عن ان ينبسط بأرض اليمن، فأراد بعض الملوك، فيما بلغني، أن يغرق عدوه، فقد هذ الجبل، وأنفذه إلى أرض اليمن، فغلب على بلدان كثيرة وقرى، وأهلك أهلها، وصار منه بحر اليمن الحائل بين أرض اليمن والحبشة، والآخذ إلى عيذاب وقصير إلى مقابل قوص. انتهى. قلت : والملك هو الإسكندر الرومي. ويحيط بهذا المرسى جبل عظيم، يقال له السقوطرى وإليه ينسب الصبر الجيد. ومنه إلى المخا مسافة يومين أو أكثر، وبينه وبين عدن ثلاث مراحل ضربه، فأندبه: أثر بجلده. وأندبه الكلم أي الجرح: إذا أثر فيه، قال حسان بن ثابت :

لو يدب الحولي من ولد الذر    عليها لأندبتها الـكـلـوم أندب نفسه، وأندب بها: خاطر بها، نقله الصاغاني.

صفحة : 966

وفي الحديث: انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي، وتصديق برسلي، أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة . رواه أبو هريرة ورفعه. أي أجابه إلى غفرانه، يقال: ندبته، فانتدب، أي: بعثته ودعوته، فأجاب أو ضمن، وتكفل له، أو سارع بثوابه وحسن جزائه، من قولهم ينتدبون له: أي يجيبون ويسارعون. وانتدبو إليه: أسرعوا. وانتدب القوم من ذوات أنفسهم أيضا دون أن يندبوا له، أو أوجب تفضلا: أي حقق، وأحكم أن ينجز له ذلك نقله ابن الأثير. انتدب فلان لفلان عند تكلمه: عارضه في كلامه. قولهم: خذ ما انتدب، وانتدم، واستبض، واستضب، وأوهب وتسنى: أي نض، قاله أبو عمرو ورجل مندبى، كهندبى، بكسر الدال المهملة فيهما وفتحهما مقصورا خفيف في الحاجة، سريع لقضائها فهو كقولك رجل ندب. ومما يستدرك عليه: ما ورد في قول عمر، رضي الله عنه إياكم ورضاع السوء فإنه لا بد من أن ينتدب؛ أي: يظهر يوما ما. وارتمى ندبا، أو ندبين: أي وجها، أو وجهين. والندابتان: من شيات الخيل، مذمومتان. وذو المندب، من ملوك الحبشة. ونديبة، كسفينة: قرية بمصر من أعمال البحيرة. والمندوب: الرسول بلغة مكة.

ن ر ب
نيرب الرجل: سعى، ونم قال شيخنا قد صرحوا بأن النون لا تجتمع مع الراء في كلمة عربية، وقد صرح به المؤلف في نرس، وكذا غير واحد، وأورده هنا بتصرفاته كأنها عربية محضة. نيرب: خلط الكلام. نيرب: نسج، وهو ينيرب القول: يخلطه؛ وأنشد:

إذا النيرب الثرثار قال فأهجرا ولا تطرح الياء منه، لأنها جعلت فصلا بين الراء والنون، كذا في اللسان من هنا يظهر الجواب لما أورده شيخنا؛ لأن قوله الذي تقدم إنما هو في الجمع بين الراء والنون إذا كان من غير فصل، وهذا بخلاف ذلك. والنيرب: الشر، والنميمة؛ قال عدي بن خزاعي:

ولست بذي نيرب في الصديق    ومناع خـير وسـبـابـهـا والهاء للعشيرة، كذا في الصحاح. قال ابن بري: صواب إنشاده:
ولست بذي نيرب في الكلام     ومناع قومي وسبـابـهـا
ولا من إذا كان في معشر       أضاع العشيرة وأغتابهـا
ولكن أطاوع سـاداتـهـا      ولا أعلم الناس ألقابـهـا

كالنيربة هكذا في النسخ، وصوابه كالمنربة، كذا في الهامش، وقيده الصاغاني هكذا، وهو قول أبي عمرو وسيأتي أن النيربة صفة للأنثى. النيرب: الرجل الجليد القوي. النيرب: ة بدمشق، عامرة مشهورة، على نصف فرسخ في وسط البساتين. قال ياقوت: أنزه موضع رأيته، يقال: فيه مصلى الخضر، عليه السلام؛ وقد ذكرها أبو المطاع وجيه الدولة بن حمدان وسماها النيربين، بلفظ التثنية، فقال:

سقى الله أرض النيربين وأهلها    فلي بجنوب الغوطتين شجون
فما ذكرتها النفس إلا استخفني     إلى برد ماء النيربين حـنـين

قلت: وقال أحمد بن منير:
بالـنـيربـين فمقرى فالـسرير فخم     رايا، فجـو حواشـي جـسـر جسـرين
فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف الأ      على فسطرا فجرمانا فقلبين

صفحة : 967

النيرب: ة بحلب، أو ناحية بها. أيضا: ع بغوطة دمشق. قاله: نصر. والنيربى هكذا مقصورا الداهية، نقله الصاغاني. يقال: رجل نيرب، على الصفة وذو نيرب: شرير، أي ذو شر. ونميمة وهي نيربة وهذا من المواضع التي خالف فيها قاعدة أصطلاحه، على أنها ليت بكلية، بل أغلبية. قاله شيخنا. يقال: الريح تنيرب التراب فوقه، وفي بعض الأمهات: على الأرض تنسجه، ومنه أخذ نيربة الكلام، وهو خلطه.

ومما يستدرك عليه: نيربى، بكسر النون مقصورا: قرية كبيرة ذات بساتين، من شرقي قرى الموصل من كورة المرج. كذا في المعجم.

ن ز ب
نزب الظبي، ينزب بالكسر، نزبا بفتح فسكون، ونزيبا كأمير، ونزابا كغراب، وهذ الأخير من الزيادات في هامش الصحاح: صوت، سوداء التيس منها أو الأنثى، أو خاص بالذكور منها وهي التيوس، وذلك عند السفاد، وهو الصحيح، وعليه اقتصر الجوهري والنيزب كحيدر: ذكر الظباء والبقر، عن الهجري؛ وأنشد:

وظبية للوحش كالمغاضب     في دولج ناء عن النيازب والنزب، محركة: اللقب، مثل النبز. قوله: تنازبوا: تنابزوا. قال ابن هشام: لم يسمع ونقله البدر الدماميني في أواخر بحث القلب من شرح التسهيل، وحرره شيخنا في شرح الكافية في مبحث القلب: إنه إنما سمع النزب دون تصاريفه، ولذلك حكموا عليه بأنه مقلوب من النبز، لأنه لو تصرفوا فيه، وبنوا منه الفعل، لصار أصلا مستقلا، وامتنع دعوى القلب، وحكم بالأصالة لكل منهما، كما قالوا في جبذ وجذب.


ن س ب
النسب، محركة: واحد الأنساب وقال ابن سيده: النسبة ، بالكسر والضم والنسب:القرابة، أو هو في الآباء خاصة. وقيل: النسبة مصدر الأنتساب. والنسبة، بالضم: الاسم والجمع نسب، كسدر وغرف. وقال ابن السكيت: ويكون من قبل الأم والأب. وقال اللبلي، في شرح الفصيح: النسب معروف، وهو أن تذكر الرجل فتقول: هو فلان بن فلان، أو تنسبه إلى قبيلة أو بلد أو صناعة. ومثله في التهذيب. وفي الأساس: من المجاز: بينهما نسبة قريبة. واستنسب الرجل، كانتسب: ذكر نسبه، قال أبو زيد: يقال للرجل، إذا سئل عن نسبه: استنسب لنا، أي: أنتسب لنا، حتى نعرفك. والنسيب: المناسب، والجمع نسباء، وأنسباء. رجل نسيب: أي ذو الحسب والنسب، كالمنسوب فيه، ويقال: فلان نسيبي،وهم أنسبائي.

، ونسبه ينسبه بالضم، نسبا بفتح فسكون، ونسبة بالكسر: عزاه. نسبه، ينسبه بالكسر، نسبا محركة، هكذا في سائر النسخ، وسقط من نسخة شيخنا، فاعترض على المضف ، ونسب القصور إليه، حيث قال: إن أجريناه على اصطلاحه في الإطلاق وضبطه بالفتح، بقي عليه المحرك، وإن حركناه بناء على الشهرة، ولم يعتبر الإطلاق، بقي عليه المفتوح. وبما ذكرناه من التفصيل يندفع ما استشلكه شيخنا. على أن النسب، كالضرب، من مصار الباب الأول، ما هو في الصحاح مضبوط ، والذي في التهذيب ما نصه:وقد اضطر الشاعر فأسكن السين؛ أنشد ابن الأعرابي:

يا عمرو يا ابن الأكرمين نسبا     قد نحب المجد عليك نحبـا

صفحة : 968

أي: نذرا. ونسبة، بالكسر: ذكر نسبه. نسبه : سأله أن ينتسب . ونسبت فلانا، أنسبه، بالضم، نسبا: إذا رفعت في نسبه إلى جده الأكبر. وفي الأساس: من المجاز: جلست إليه، فنسبني، فانتسبت إليه. وفي الصحاح: انتسب إلى أبيه: اعتزى. وفي الخبر: إنها نسبتنا، فانتسبنا لها . رواه ابن الأعرابي. وناسبه: شركه في نسبه. نسب الشاعر بالمرأة، وفي بعض: بالنساء، ينسب بالكسر، كذا في الصحاح، وينسب بالضم، كذا في لسان العرب. قلت: والأخير نقله الصاغاني عن الكسائي نسبا محركة، ونسبا كأمير ومنسبة الفتح، أي: مع كسر السين، وكذلك: منسبا، كمجلس، كما نقله الصاغاني: شبب بها في الشعر، وتغزل، وذلك في أول القصيدة، ثم يخرج إلى المديح، كذا قاله ابن خالويه. وقال الفهري، في شرح الفصيح: نسب بها: إذا ذكرها في شعره، ووصفها بالجمال والصبا وغير ذلك. وقال الزمخشري: إذا وصف محاسنها، حقا كان أو باطلا. وقال صاحب الواعي: النسيب، والنسب: هو الغزل في الشعر، قال: والنسيب في الشعر: هو التشبيب فيه، وهي المناسيب، والواحد منسوب. وقال ابن درستويه: نسب الشاعر بالمرأة ، ونسب الرجل : هما جميعا من الوصف لأن من نسب رجلا، فقد وصفه بأبيه أو ببلده أو نحو ذلك، ومن نسب بامرأة، فقد وصفها بالجمال والصبا والجودة وغير ذلك. قال شيخنا: وكذلك يطلق النسيب على وصف مرابع الأحباب ومنازلهم، واشتياق المحب إلى لقائهم ووصالهم، وغير ذلك مما فصلوه، وسموه التشبيب؛ لأنه يكون غالبا في زمن الشباب، أو لأنه يشتمل على ذكر الشباب والغزل لما فيه من المغازلة والمنادمة. والنساب، والنسابة: البليغ العالم بالنسب، وجمع الأول: النسابون، وأدخلوا الهاء في نسابة للمبالغة والمدح، ولم تلحق لتأنيث الموصوف، وإنما لحقت لإعلام السامع أن هذا الموصوف بما هي فيه قد بلغ الغاية والنهاية، فجعل تأنيث الصفة أمارة لما أريد من تأنيث الغاية والمبالغة، وهذا القول مستقصى في علامة. وتقول: عندي ثلاثة نسابات وعلامات، تريد ثلاثة رجال، ثم جئت بنسابات نعتا لهم. وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: وكان رجلا نسابة . يقال هذا الشعر أنسب أي أرق نسيبا وتشبيبا، كأنهم قد قالوا: نسيب ناسب، كشعر شاعر على المبالغة، فبني هذا منه. وأنسبت الريح: إذا اشتدت واستافت، أي: شالت التراب والحصى من شدتها. والنيسب، كحيدر: الطريق المستقيم الواضح وقيل: هو الطريق المستدق، كالنيسبان. وبعضهم يقول: نيسم، بالميم، وهي لغة. أو النيسب: ما وجد من أثر الطريق. والنيسب أيضا: النمل نفسها إذا جاء منها واحد في إثر آخر. قال ابن سيده: النيسب: طريق للنمل. وزاد غيره: والحية، وطريق حمير الوحش إلى مواردها. وعبارة الجوهري: النيسب: الذي تراه كالطريق من النمل نفسها، وهو فيعل؛ قال دكين بن رجاء الفقيمي:

عينا ترى الناس إليها نيسبـا     من داخل وخارج أيدي سبا قال الصاغاني: والرواية ملكا ترى الناس إليه أي: أعطه ملكا. نيسب. اسم رجل، عن ابن الأعرابي وحده. يقال: خط منسوب: أي ذو قاعدة. وشعر منسوب: أي فيه نسيب وتغزل، ج مناسيب: وأنشد شمر:

هل في التعلل من أسماء من حوب    أم في السلام وإهداء المنـاسـيب

صفحة : 969

ونسيبة بنت كعب الأنصارية: هي أم عمارة. نسيبة بنت سماك بن النعمان، أسلمت وبايعت، قاله ابن سعد، بفتح النون فيهما فقط. نسيبة بنت نيار بن الحارث، من بني جحجبي، قاله ابن حبيب. وأم عطية نسيبة بنت الحارث الغاسلة، بضمهما. وهن صحابيات رضوان الله عليهن أجمعين. وفاته ذكر نسيبة بنت أبي طلحة الخطمية، صحابية، ذكرها ابن سعد. وقيس بن نسيبة قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من بني سليم، فأسلم. ونسيبة بنت شهاب بن شداد، بالضم أيضا فيهما، والأخيرة هي التي قال فيها متمم بن نويرة:

أفبعد من ولدت نسيبة أشتكى  زوء المنية أو أرى أتوجع وكذا عاصم بن نسيب، وهو شيخ شعبة بن الحجاج العتكي، نقله الحافظ. وأنسب، كأحمد: حصن باليمن من حصون بني زبيد، نقله الصاغاني: فلان يناسب فلانا، فهو نسيبه: أي قريبه. وفي الصحاح: تنسب: أي ادعى أنه نسيبك، ومنه المثل: القريب من تقرب، لا من تنسب، أي: القريب من تقرب بالمودة والصداقة، لا ادعي أن بينك وبينه نسبا. ويقرب منه: ورب أخ لك لم تلده أمك ؛ وقال حبيب:

ولقد سبرت الناس ثم خبرتهـم     وبلوت ما وضعوا من الأسباب
فإذا القرابة لا تقرب قاطـعـا     وإذا المودة أقرب الأنـسـاب

من المجاز: المناسبة: المشاكلة، يقال: بين الشيئين مناسبة وتناسب: أي مشاكلة وتشاكل. وكذا قولهم: لا نسبة بينهما، وبينما نسبة قريبة. في النوادر نيسب فلان بينهما نيسبة: إذا أقبل وأدبر بالنميمة، وغيرها نقله صاحب لسان العرب، والصاغاني. ومما يستدرك عليه: النسيب، كأمير: لقب أبي القاسم الدمشقي، محدث مشهور. ونسب خاتون بنت الملك الجواد، روت عن إبراهيم بن خليل. والنسابة، بالفتح: كالقرابة.

ن ش ب
نشب العظم فيه، كفرح، نشبا محركة، ونشوبا، ونشبة بالضم فيهما، وعلى الأوسط اقتصر الجوهري: أي علق فيه، ولم ينفذ. وأنشبه، فانتشب، ونشبه بالتشديد: أعلقه، قال:

هم أنشبوا صم القنا في صدورهم   وبيضا تقيض البيض من حيث طائره ومن المجاز: في الحديث: لم ينشب ورقة أن مات قال ابن الأثير: لم يلبث، وحقيقته: لم يتعلق بشيء غيره ولا بسواه. ومثله في الفائق. ونشب في الشيء: ابتدأ، كنشم بالتشديد، حكاه اللحياني بعد أن ضعفها. قلت: وهكذا هو مضبوط في نسختنا . ولما غفل من ذلك شيخنا، قال: هو تفسير معلوم بمجهول. قال ابن الأعرابي: قال الحارث ابن بدر الغداني:كنت مدة نشبة بالضم، فصرت اليوم عقبة : أي كنت مدة إذا نشبت وعلقت بإنسان، لقي مني شرا، فقد أعقبت اليوم ورجعت عنه. يضرب لمن ذل بعد عزته. وقد أغفله الجوهري. قال شيخنا: وقوله نشبة: كان حقها التحيك. يقال: رجل نشبة: إذا كان علقا، فخففه لازدواج عقبة، والتقدير: ذا عقبة، وهذا الذي فسره به المصنف هو عبارة النوادر بعينها، فلا ينسب له القصور لفظا ومعنى كما قيل. قلت: سيأتي النسبة بالضم في كلام المصنف ما يناسب أن يفسر به في هذا المثل، فلا يحتاج إلى ضبطه بالتحريك ثم دعوي الازدواج، كما هو ظاهر. أنشد ابن الأعرابي:

وتلك بنو عدي قد تألـوا     فيما عجبا لناشبة المحال

صفحة : 970

فسره فقال: ناشبة المحال: البكرة، محركة التي لا تجري، أي: أمتنعوا منا، فلم يعينونا. شبههم في أمتناعهم عليه بامتناع البكرة من الجري كذا في لسان العرب وغيره فالمصنف أطلق في مقام التقييد. والنشاب، بالضم: النبل الواحدة بهاء، بالفتح: متخذه وصانعه. وقوم نشابة، بالفتح، والتشديد، وناشبة: يرمون به . كل ذلك على النسب، لأنه لا فعل له. والناشب: صاحبه، ومنه سمى الرجل ناشبا. والنشاب: السهام، واحدته نشابة. قاله الجوهري، وجمعه نشاشيب، كالكتاب وكتاتيب. والنشب والنشبة، محركتين، والمنشبة : المال. قال ابن دريد: ولم يقله غير أبي زيد. وقال غيره : هو المال الأصيل من الناطق والصامت. قال أبو عبيد: ومن أسماء المال عندهم: النشب والنشبة يقال:فلان ذو نشب، وفلان ماله نشب. والنشب: المال والعقار. ومن سجعات الأساس: لكم نسب، ومالكم نشب ، ما أنتم إلا خشب . وقد جعل شيخنا هذه العبارة نسخة في الكتاب، فلا أدري من أين نقلها ? ونقل عن أئمة الأشتقاق: أن النشب أكثر ما يستعمل في الأشياء الثابتة التي لا براح بها، كالدور والضياع. والمال أكثر ما يستعمل فيها ليس بثابت ، كالدراهم والدنانير. والعروض اسم المال، وربما أوقعوا المال على كل ما يملكه الإنسان، وربما خصوه بالإبل، وسيأتي بيان ذلك في محله. وأنشبت الريح يمعنى أنسبت بالسين المهملة، أي: اشتدت، وسافت التراب، كما تقدم، فقول شيخنا: لو أتي به المكان أولى وأظهر، غير مناسب لطريقته. عن الليث: نشب الشيء في الشيء نشبا ما ينشب الصيد في الحبالة. وقال الجوهري: أنشب الصائد: أعلق، أي علق الصيد بحبالته كذا في النسخ . وفي أخرى: بحباله. وأنشب البازي مخالبه في الأخيذة، قال:

وإذا المدينة أنشبت أظفارها     ألفيت كل تميمة لا تنفـع ونشبة، بالضم: اسم الذئب، أي: علم جنس عليه، فهو ممنوع من الصرف كأسامة. نشبة: أبو قبيلة من قيس، وهو نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف ابن سعد بن ذبيان، والنسبة إليه: نشبي، كسلمى كذا في كتاب يافع ويفعة منهم: أبو الحسن علي بن المظفر بن القاسم الدمشقي النشبي المحدث، سمع الخشوعي وطبقته، وأسمع أولاده: ابا بكر محمدا، وأبا العز مظفرا، وعبدا. وحدثوا. كتب عنهم الدمياطي. من المجاز: النشبة، بالضم: الرجل الذي إذا نشب في الأمر وعلق به، لم يكد ينحل عنه وإن كان غيا. وفي لسان العرب: هو من الرجال الذي إذا نشب بشيء لم يكد يفارقه. ولم يذكره الجوهري. والمنشب بالكسر كمنبر بسر الخشو. قال ابن الأعرابي: أتونا بخشو منشب، يأخذ بالحلق. ج: مناشب. من المجاز: نشب فلان منشب سوء ، بالفتح: إذا وقع فيما لا مخلص له عنه ، وفي نسخة: منه. يقال: برد منشب، كمعظم: أي: موشى على صورة النشاب. وعبارة الأساس: شيه يشبه أفاويق السهام. وانتشب: مطاوع أنشبه، أي أعتلق. أنتشب الحطب: جمعه، قال الكميت:

وأنفد النمل بالصـرائم مـا     جمع والحاطبون ما انتشبوا

صفحة : 971

انتشب فلان الطعام : لمه أي: جمعه واتخذ منه نشبا. ويقال: نشبت الحرب بينهم . وقد ناشبه الحرب: أي نابذه. في حديث العباس حتى تناشبوا حول رسول الله، صلى الله عليه وسلم أي: تضاموا نشب: أي دخل، وتعلق بعضهم ببعض. ونشبه الأمر: كلزمه، زنة ومعنى، عن الفراء. والنشب، محركة: شجر للقسي تعمل منه، من أشجار البادية، كالنشم؛ نقله الصاغاني. النشب: لقب جد على بن عثمان المحدث الدمياطي، سمع عبد الله بن عبد الوهاب بن برد الثقفي، وغيره. ومن المجاز: ما نشبت أفعل كذا: أي ما زلت. وفي الأساس: ما نشبت أقوله، نحو: ما علقت ، ولم ينشب أن فعل كذا : لم يلبث، وقد تقدم. ومما يستدرك عليك من المجاز: يقال نشبت الحرب بينهم نشوبا: أشتبكت، وفي حديث الأحنف: إن الناس نشبوا في قتل عثمان . وجاء رجل لشريح فقال : اشتريت سمسما، فنشب به رجل. فقال شريح: هو للأول. ومن المجاز: ناشب عدوه مناشبة. وتنشب في قلبه حبها. وأبو نشابة: من قرى مصر.والنشاب، ككتاب: الوتر، نقله الصاغاني.

ن ص ب
نصب، كفرح: أعيا، وتعب. وأنصبه هو، وأنصبني هذا الأمر. وهم ناصب: منصب، وهو الصحيح، فهو فاعل بمعنى مفعل، كمكان باقل بمعنى مقبل. قال ابن بري. وقيل: ناصب بمعنى المنصوب وقيل بمعنى: ذو نصب، مثل: تامر ولابن، وهو فاعل بمعى مفعول؛ لأنه ينصب فيه ويتعب. وفي الحديث: فاطمة بضعة مني، ينصبني ما أنصبها ، أي: يتعبني ما أتعبها. والنصب: التعب، وقيل، المشقة؛ قال النابغة:

كليني لهم يا أميبة ناصب أي: ذي نصب، مثل: ليل نائم: ذو نوم، ينام فيه. ورجل دارع: ذو درع، قاله الأصمعي. ويقال: نصب ناصب، مثل: موت مائت، وشعر شاعر. وقال سيبويه: هم ناصب هو على النسب، أو سمع: نصبه الهم ثلاثيا متعديا بمعنى اتعبه، حكه أبو علي في التذكرة، فناصب إذا على الفعل. نصب الرجل: جد. قال أبو عمرو. في قوله: ناصب نصب نحوي، أي جد. نصب لهم الهم، وأنصبه الهم، وعيش ناصب، وكذلك ذو منصبة: فيه كد? وجهد، وبه فسر الأصمعي قول ابي ذؤيب:

وغبرت بعدهم بعيش ناصب     وإخال أني لاحق مستتبـع والنصب بفتح فسكون، والنصب بالضم وبضمتين، ومنه قراءة أبي عمير وعبد الله بن عبيد: ومن سفرنا هذا نصبا: هو الداء، والبلاء، والتعب، والشر. قال الليث: النصب نصب الداء، يقال: أصابه نصب من الداء. وفي التنزيل العزيز: مسنى الشيطان بنصب وعذاب . والنصب، ككتف: المريض الوجع. قد نصبه المرض، ينصبه بالكسر: أوجعه، كأنصبه، إنصابا. نصب الشيء: وضعه، ورفعه؛ فهو ضد، ينصبه، نصابا كنصبه بالتشديد، فانتصب؛ قال:

فبات منتصبا وما تكردسا وتنصب كانتصب، وتنصب فلان، وانتصب: إذا قام افعا رأسه، وفي حديث الصلاة، لا ينصب رأسه، ولا يقنعه : أي لا يرفعه. والنصب: إقامة الشيء ورفعه، ومنه قوله.

أزل إن قيد وإن قام نصب نصب السير، ينصبه، نصبا: رفعه. وقيل: النصب: أن يسير القوم ليلهم، أو هو أن يسير طول يومه، قال الأصمعي. وهو سير لين. وقد نصبوا نصبا. وقيل نصبوا: جدوا السير؛ قال الشاعر:

صفحة : 972

كأن راكبها يهوي بمـنـخـرق    من الجنوب إذا ما ركبها نصبوا وقال النضر: النصب: أول السير ثم الدبيب ثم العنق، ثم التزيد، ثم العسج، ثم الرتك ثم الوخذ، ثم الهملجة. من المجاز نصب لفلان نصبا: إذا قصد له، وعاداه، وتجرد له. والنصب ضرب من أغاني الأعراب وقد نصب الراكب نصبا إذا غنى وعن ابن سيده: نصب العرب: ضرب من أغانيها. وفي الحديث: لو نصبت لنا نصب العرب ? أي: لو تغنيت. وفي الصحاح: أي لو غنيت لنا غناء العرب. يقال نصب الحادي: حدا ضربا من الحداء. وقال أبو عمرو النصب: حداء يشبه الغناء. وقال شمر: غناء النصب: ضرب من الألحان. وقيل: هو الذي أحكم من النشيد،و أقيم لحنه ووزنه كذا في النهاية، وزاد في الفائق: وسمى ذلك، لأن الصوت ينصب فيه، أي: يرفع ويعلى. نصب له الحرب، نصبا: وضعها، كناصبه الشر، على ما يأتي. عن ابن سيده: كل ما، أي: شيء رفع واستقبل به شيء، فقد نصب، ونصب هو. كذا في المحكم. والنصب، بالفتح: العلم المنصوب ينصب للقوم، قد يحرك. وفي التنزيل العزيز كأنهم إلى نصب يوفضون قرئ بهما جميعا. وقال أبو إسحاق. من قرأ إلى نصب، فمعناه إلى علم منصوب، يستبقون إليه ، ومن قرأ إلى نصب ، فمعناه إلى الأصنام. كما سيأتي. قيل: النصب: الغاية، والأول أصح عن أبي الحسن الأخفش: النصب في القوافي هو أن تسلم القافية من الفساد، وتكون تامة البناء فإذا جاء ذلك في الشعر المجزوء لم يسم نصبا، وإن كانت قافيته قد تمت. قال: سمعنا ذلك من العرب، وقال: ليس هذا مما سمى الخليل ، وإنما تؤخذ الأسماء العرب، انتهى كلام الأخفش كما حكاه ابن سيده ولما ظن شيخنا أن هذا مما سماه الخليل عاب المصنف، وسدد إليه سهم أعتراضه، وذا غير مناسب. وقال ابن سيده، عن ابن جني: لما كان معنى النصب من الانتصاب، وهو المثول والإشراف والتطاول، لم يوقع على ما كان من الشعر مجزوءا؛ لأن جزأه علة وعيب لحقه، وذلك ضد الفخر والتطاول. كذا في لسان العرب. وهو أي النصب في الإعراب، كالفتح في البناء. وهو اصطلاح نحوي، تقول منه نصبت الحرف، فانتصب. وغبار منتصب: مرتفع. وقال الليث: النصب: رفعك شيئا تنصبه قائما منتصبا. والكلمة المنصوبة ترفع صوتها إلى الغار الأعلى. وكل شيء انتصب بشيء، فقد نصبه. وفي الصحاح: النصب: مصدر نصبت الشيء: إذا أقمته. وصفيح منصب: أي نصب بعضه على بعض. عن ابن قتيبة: نصب العرب: ضرب من مغانيها، أرق من الحداء، ومثله في الفائق، وقد تقدم بيانه.