الباب الثاني: باب الباء الموحدة - الفصل السابع والعشرون: فصل الهاء

فصل الهاء

ه ب ب

صفحة : 1020

الهب، والهبوب، بالضم: ثوران الريح، كالهبيب.في المحكم: هبت الريح، تهب هبوبا، وهبيبا: ثارت، وهاجت. وقال ابن دريد: هب هبا، وليس بالعالى في اللغة، يعني: أن المعروف إنما هو الهبوب، والهبيب. قلت: فالمصنف قدم غير المعروف على ما هو مستعمل معروف. وفي بغية الآمال، لأبي جعفر اللبلى: أن القياس في فعل المفتوح اللازم المضاعف أن يكون مضارعه بالكسر، إلا الأفعال الثمانية والعشرين، منها: هبت الريح. و الهب، والهبوب، والهبيب: الانتباه من النوم، هب، يهب. وأنشد ثعلب:

فحيت فحياها فهب فحلقت مع النجم رؤيا في المنام كذوب وأهب الله الريح، وأهبه من نومه: نبهه، وأهببته أنا. قال شيخنا: هب من نومه، من الأفعال التي استعملها العرب لازمة كما هو المشهور، ومتعدية أيضا، يقال: هب من نومه،وهبه غيره؛ واستدلوا لذلك بقوله تعالى في قراءة شاذة: قالوا يا ويلنا من هبنا من مرقدنا بدل قوله تعالى في المتواترة من بعثنا وقالوا: هبنا معناه: أيقظنا وبعثنا، وأنه يقال: هبنا ثلاثيا متعديا، كأهبنا رباعيا والقراءة نقلها البيضاوي وغيره، وجعوا الثلاثي والمزيد بمعنى. ولكن ابن جنى في المحتسب أنكر هذه القراءة، وقال: لم أر لهذا أصلا، إلا أن يكون على الحذف الإيصال، وأصله هب بنا، أي: أيقظنا. انتهى.

وفي الأساس، ريح هابة، وهبت هبوبا، وأهبها الله، وأستهبها. وجعل هب من نومه: انتبه، من المجاز.

ومنه أيضا، الهب: النشاط ما كان. وروى النضر بن شميل بإسناده في حديث رواه عن رغبان قال: لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يهبون إليهما كما يهبون إلى المكتوبة ، يعني: الركعتين قبل المغرب. أي: ينهضون إليهما. قال النضر: قوله يهبون. أي: يسعون.

وكل سائر هب، يهب، بالكسر، هبا وهبوبا: نشط.

وهبوبه: سرعته، كالهباب، بالكسر: النشاط. وهبت الناقة في سيرها، تهب بالضم، هبابا: أسرعت، وحكى اللحياني: هب البعير، مثله، أي نشط، قال لبيد:

فلها هباب في الزمام كـأنـهـا    صهباء راح مع الجنوب جهامها وإنه لحسن الهبة، بالكسر يراد به الحال.

الهبة: القطعة من الثوب. والهبة: الخرقة. ج هبب كعنب؛ قال أبو زبيد:

غذاهما بدماء القوم إذ شـدنـا     فما يزال لوصلى راكب يضع
على جناجنه من ثوبه هـبـب     وفيه من صائك مستكره دفع

يصف أسدا أتي لشبليه بوصلى راكب والوصل: كل مفصل تام، مثل مفصل العجز من الظهر. والهاء في جناجنه تعود إلى الأسد؛ وفي ثوبه إلى الراكب. ويضع: يعدو. والصائك: اللاصق. من المجاز: الهبة: مضاء السيف في الضريبة، وهزته. وفي الصحاح: هززت السيف والرمح، فهب هبة؛ وهبته: هزته، ومضاؤه في الضريبة. وحكى اللحياني: اتق هبة السيف، وهبته.

وسيف ذو هبة: أي مضاء في الضريبة؛ قال:

جلا القطر عن أطلال سلمى كأنما     جلا القين عن ذي هبة داثر الغمد وإنه لذو هبة: إذا كانت له وقعة شديدة.

الهبة، أيضا: الساعة تبقى من السحر، رواه الجوهري عن الأصمعي.

صفحة : 1021

من المجاز: عشنا بذلك هبة، وهي الحقبة من الدهر، كما يقال: سبة، كذا في الصحاح، وهو المروي عن أبي زيد، ويفتح فيهما، أي في اللذين ذكرا قريبا. وهذا غير مشهور عند أئمة اللغة، وإنما الوجهان في الهبة بمعنى هز السيف ومضائه، كما أسلفناه آنفا. وأما ما عداه فلم يذكر فيه إلا الكسر فقط.

وهبه السيف، يهب، هبا، وهبة بالفتح، وهبة بالكسر. وهذا كلامه يؤيد ما قلناه. وعن شمر: هب السيف، وأهببت السيف: إذا هززته، فاهتبه، وهبه أي: قطعه. و من المجاز: الهبة، بالكسر: هياج الفحل.

وهب التيس، يهب بالكسر، وعليه أقتصر الجوهري، وهو القياس ويهب بالضم شذوذا، وهو غير معروف في دواوين اللغة، ولكنا أسلفنا النقل عن أبي جعفر اللبلي أنه من جملة الأفعال الثمانية والعشرين، وبه صرح ابن مالك. ثم رأيت الصاغاني نقله عن الفراء. فقول شيخنا: في كلام المصنف نظر، لا يخلو من تأمل. هبيبا، وهبابا، وهبة بالكسر فيهما: هاج، و نب للسفاد، كاهتب وهبهب. وقيل: الهبهبة: صوته عند السفاد. وفي المحكم: وهب الفحل من الإبل وغيرها، يهب، هبابا، وهبيبا، واهتب: أراد السفاد.

وهب السيف، يهب، هبة، وهبا، اهتز. الأخيرة عن أبي زيد. وأهبه: هزه. عن اللحياني. وقال الأزهري: السيف يهب، إذا هز، هبة. وقد تقدم.

ومن المجاز يقال: هب فلان حينا، ثم قدم، أي غاب دهرا ثم قدم، وهذا عن يونس. وناس. وناس يقولون غاب فلان ثم هب، وهو أشبه، قال الأزهري: وكأن الذي حكي عن يونس أصله من هبة الدهر. قال ابن الأعرابي: هب، بالضم: إذا نبه، وهب، بالفتح، في الحرب: إذا انهزم.

صفحة : 1022

ومن المجاز: هب فلان يفعل كذا:، كما تقول: طفق يفعل كذا. و وقع في بعض الأحاديث هب التيس أي: هاج للسفاد، وقد تقدم. وهببت به: دعوته لينزو، فتهبهب: تزعزع، وقول الجوهري: هببته، خطأ. والذي نقله المصنف عن الصحاح، هو الصحيح؛ ونصه: هببته، لأهببت به، و النسخة التي نقلت منها هي بخط ياقوت صاحب المعجم، موثوق بها؛ لأنها قوبلت على نسخة أبي زكريا التبريزى وأبي سهل الهروي. فقول شيخنا: فيه نظر، دل على أن كلامه هو الخطأ. فإن هذا اللفظ، لم يثبت في الصحاح ولا قاله الجوهري، وكأن نسخته محرفة، فبني على التحريف، وخطأ بناء على التوهيم، والجوهري هو العالم العريف بانواع التصريف، فإنه إنما قال: هبهبته، بهاءين وباءين، وهو الصواب، انتهى، محل تأمل ونظر. فإن الصحيح ما ذكرناه منقولا، على أني رأيت الصاغاني حدد سهم ملامه على الجوهري، ونقل عنه مثل ما ذهب إليه شيخنا: وهبهبته: دعوته، هكذا في التكملة. والعجب من كلام شيخنا فيما بعد، ما نصه فالمصنف، رمه الله تعالى، زنى، فحد. وإلا فنسخنا المصححة وغيرها من نسخ راجعناها كثيرة كلها خالية عن دعواه، انتهى وحقيق أن ينشد: فكم من عائب قولا صحيحا وآفته من النسخ العقيمه والهبهبة: السرعة. و: ترقرق السراب، أي: لمعانه وقد هبهب هبهبة. الهبهبة: الزجر، والفعل منه: هب هب، وبعضهم خصه بالخيل، وسيأتي في: هاب وهو في روض السهيلي الذي استدركه شيخنا ناقلا عنه. وفي لسان العرب: وهبهب: إذا زجر، فكيف يدعى أن المصنف غفل عنه تقصيرا ? يا لله للعجب.الهبهبة: الانتباه من النوم. الههبة: الذبح، يقال: هبهب إذا ذبح والهبهبي: الرجل الحسن الحدأء. وهو أيضا: الحسن الخدمة، وكل محسن مهنة: هبهبي , وخص بعضهم به الطباخ والشواء. عن ابن الأعرابي: الههبي: القصاب، وكذلك الفعفعي.

الهبهبي: السريع، والاسم الهبهبة، وتقدم كالهبهب، والهبهاب، بالفتح فيهما. الهبهبي: الجمل الخفيف، وهي بهاء، يقال: ناقة هبهبية: سريعة خفيفة؛ قال ابن أحمر:

تماثيل قرطاس على هبهبـية     نضا الكور عن لحم لها متخدد أراد بالتماثيل: كتبا يكتبونها كذا في لسان العرب. في الصحاح: الهبهبي: راعي الغنم واقتصر على ذلك، أو تيسها وقد قدمه ابن منظور، وأنشد:

كأنه هبهبي نـام عـن غـنـم     مستأور في سواد الليل مذؤوب

صفحة : 1023

والهبهاب: الصياح، ككتان. الهبهاب: اسم من أسماء السراب، وفي المحكم: الهبهاب: السراب. وهبهب السراب هبهبة: إذا ترقرق الهبهاب: لعبة للصبيان أي لصبيان الأعراب، يسمونها الهباب. والهبهاب، كسحاب: الهباء، نقله الصاغاني. وتهبهب التيس: إذا تزعزع، وقد تقدم أنه مطاوع: هبهب به. ذكره الجوهري، وغيره. من المجاز: تهبب الثوب: بلي. في الصحاح: عن الأصمعي يقال: ثوب هبايب وخبايب، أي: بلا همز، وأهباب وهبب، أي: متخرق، متقطع. وقد تهبب. وهبيب، كزبير، ابن معقل هكذا في نسختنا بالميم والعين والقاف صحابي، له حديث في خبر الإزار. قلت: وهو حديث ابن لهيعة، عن زيد بن أبي حبيب: أن أسلم أبا عمران أخبره عن هبيب: وضبط ابن فهد والده مغفل كمحسن، قال: لأنه أغفل سمة إبله، ونسب إليه وادي هبيب بطريق الإسكندرية من جهة المغرب، نقله الصاغاني. من المجاز تيس مهباب، أي: كثير النبيب للسفاد. وزاد في لسان العرب: وكذلك تيس مهبب أي: كمعظم. في الصحاح: وهبت الريح، هبوبا، وهبيبا: أي هاجت. والهبيب والهبوب، والهبوبة: الريح المثيرة للغبرة، وتقول من ذلك: من أين هببت، يا فلان ? كأنك قلت: من أين جئت ? ومن أين انتهيت لنا ? من قول يونس المتقدم ذكره قولهم: أين هببت حنا بالكسر: أي أين غبت عنا ? ثم إن الذي في نسختنا: هببت حنا، بالحاء المهملة بدل العين، هو بعينه نص يونس. ورأيته هبة، أي: مرة واحدة في العمر. وفي الحديث أنه قال لامرأة رفاعة : لا، حتى تذوقي عسيلته. قالت: فإنه قد جاءني هبة أي: مرة واحدة من هباب الفحل، وهو سفاده. وقيل أرادت بالهبة الوقعة، من قولهم احذر هبة السيف، أي وقعته. هب السيف. واهتبه: قطعه. قد تهبب الثوب. وهببه: خرقه، عن ابن الأعرابي وأنشد:

كأن في قميصه المـهـبـب    أشهب من ماء الحديد الأشهب ولا يخفى أنه لو ذكرهما في أول المادة، في محلهما، كان حسنا لطريقته. والهبهب، كجعفر: الذئب الخفيف السريع، وقد جاء في قول الأخطل:

على أنها تهدي المطي إذا عويمن الليل ممشوق الذراعين هبهب ومما يستدرك عليه : هب النجم إذا طلع وفي الحديث إن في جهنم واديا يقال له هبهب يسكنه الجبارون . والهبهبي: الطباخ، والشواء، وقد تقدم. وهي: من هبوب الريح، هكذا في نوادر ثعلب، وهو ليس بثبت.

ه ج ب
الهجب: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: هو السوق، والسرعة في المشي، وغيره والضرب بالعصا، يقال: هجبته بالعصا: إذا ضربته بها.

ه د ب

صفحة : 1024

الهدب، بالضم على المشهور، وبضمتين لغة فيه: شعر أشفار العينين وهما من ألفاظ الجموع كمايدل له فيما بعد، فكان ينبغي أن يعبر في معناه بأشعار أشفار العينين، أو أنه أراد الجنس. وفي لسان العرب: الهدبة: الشعرة النابتة على شفر العين. الهدب: خمل الثوب، واحدتهما بهاء، أي: الهدبة. وطال هدب الثوب وهدابها وفي الحديث كأني أنظر إلى هدابها هدب الثوب، وهدبته، وهدابه: طرفالثوب مما يلي طرته. وفي حديث امرأة رفاعة إن ما معه مثل هدبة الثوب أرادت متاعه، وأنه رخو مثل طرف الثوب لا يغني عنها شيئا. ورجل أهدب: كثره أي الشعر النابت على شفر العين. وقال الليث: رجل أهدب: طويل أشفار العين كثرها. قال الأزهري: كأنه أراد بأشفار العين الشعر النابت على حروف الأجفان، وهو غلط. إنما شفر العين: منبت الهدب من حرفي الجفن، وجمعه أشفار. وفي الصحاح: الأهدب: الكثير أشفار . العين، وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كان أهدب الأشفار وفي رواية: هدب الأشفار : طويل شعر الأجفان. وفي حديث زياد: طويل العنق أهدب وهدبت العين، كفرح هدبا: طال هدبها، فهو أهدب العين، وهي هدباء. من المجاز الهيدب: السحاب المتدلي الذب يدنو مثل هدب القطيفة؛ أو هيدب السحاب: ذيله، وهو أن تراه يتسلسل في وجهه للودق، ينصب كأنه خيوط متصلة. وفي الصحاح: هيدب السحاب: ما تهدب منه، إذا أراد الودق، كأنه خيوط. قال أوس بن حجر، قال ابن بري: ويروي لعبيد ابن الأبرص يصف سحابا كثير المطر:

دان مسف فويق الأرض هيدبه    يكاد يدفعه من قام بـالـراح المسف: الذي قد أسف على الأرض، أي: دنا منها. والهيدب: سحاب يقرب من الأرض، كأنه متدل، يكاد يمسكه من قام براحته. قلت: وقرأت في المجلد الأول من التهذيب للأزهري، في باب عق، ما نصه: وسحابة عقاقة مشققة بالماء ومنه قول المعقر بن حمار لبنته، وهي تقوده وقد كف وسمع صوت رعد: أي بنية: ما ترين? قالت: أرى سحابة سحماء عقاقة كأنها حولاء ناقة، ذات هيدب دان وسير وان. قال: أي بنية: وائلي إلى قفلة، فإنها لا تنبت إلا بمنجاة من السيل. شبهت بحولاء الناقة في تشققها بالماء كتشقق الحولاء، وهو الذي يخرج منه الولد، والقفلة: شجرة انتهى. الهيدب: خمل الثوب، والواحد هيدبة. كان ينبغي أن يذكر عند قوله: والهدب: خمل الثوب . أما تفريقه في محلين، مخل لشرطه. قال شيخنا: على أن الخمل، عند كثيرين، غير الهدب، فن الهدب قالوا فيه: هو طرف الثوب الذي لم ينسج. وقال بعض: هو طرف من سدى بلا لحمة، وقد يفتل ويحفظ به طرف الثوب. والخمل: ما يتخلل به الثوب كله، وأكثر ما يكون في القطائف. من المجاز: الهيدب: ركب المرأة، أي فرجها إذا كان مسترخيا، لا انتصاب له. شبه بهيدب السحاب وهو المتدلي من أسفله إلى الأرض قال:

أريت إن أعطيت نهدا كعثبا    أذاك أم أعطيت هيدا هيدبا وقال ابن سيده: لم يفسر ثعلب هيدبا، إنما فسر هيدا، فقال: هو الكثير. من المجاز: الهيدب: المتسلسل المنصب من الدموع كأنه خيوط متصلة، عن الليث؛ وأنشد:

بدمـع ذي حــزازات    على الخدين، ذي هيدب

صفحة : 1025

هيدب: فرس عبد عمرو بن راشد سميت لطول شعر ناصيتها. وفي لسان العرب: قال: ولم أسمع الهيدب في صفة الودق المتصل ولا في نعت الدموع. والبيت الذي احتج به الليث، مصنوع لا حجة به، وبيت عبيد يدل على أن الهيدب من نعت السحاب. الهيدب من الرجال: العيي وفي نسخة: الغبي، بالغين والموحدة قال الأزهري: الهيدب: العبام من الأقوام، الفدم الثقيل، الضخم، الجافي؛ وأنشد لأوس بن حجر شاهدا: وشبه الهيدب العبام من ال_أقوام سقبا مجللا فرعا قال: الهيدب من الرجال: الجافي، الثقيل، الكثير الشعر. وقيل: الهيدب: الذي عليه أهداب تذبذب من بجاد أو غيره، كأنها هيدب من سحاب، الهدب كعتل، وقيل: الهدب: الضعيف، والهيدب: الأحمق، والهداب، أي: كرمان، وما رأيته لغيره. وهدبه أي الشيء، يهدبه: قطعه. الهدب: ضرب من الحلب، يقال: هدب الحالب الناقة، يهدبها، هدبا: احتلبها، رواه الأزهري عن ابن السكيت. وفي بعض النسخ: حلبها. وفي تهذيب ابن القطاع: هدبت كل محلوبة، هدبا: حلبتها بأطراف الأصابع. هدب الثمرة تهديبا، واهتدبها. اجتناها، وفي حديث خباب: ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها: أي: يجنيها ويقطفها كما يهدب الرجل هدب الغضا والأرطى. والهدب، محركة: أغصان الأرطى ونحوه مما لا ورق له، واحدته هدبة، والجمع: أهداب. الهدب، أيضا: ما دام من ورق الشجر، ولم يكن له عير، كالسرو والطرفاء والسمر. الهدب من النبات: ما ليس بورق، إلا أنه يقوم مقام الورق، وهذا عن ابي حنيفة؛ أو كل ورق ليس له عرض، بفتح فسكون، كورق الأثل والسرو والأرطى والطرفاء، وهذا عن الجوهري، كالهداب، كرمان؛ قال عدي ابن زيد العبادي يصف ظبيا في كناسه:

في كناس ظاهـر يسـتـره     من عل، الشفان، هداب الفنن الشفان: البرد، وهو منصوب بإسقاط حرف الجر، أي يستره هداب الفنن من الشفان.وفي هامش نسخة الصحاح ما نصه: أراد: يستر هداب الفنن الشفان من عل. والشفان: القطر القليل والفنن: الغصن. والهداب: ما مال منه. وفي حديث وفد مذحج أن لنا هدابها الهداب: ورق الأرطي، وكل ما لم ينبسط ورقه. وهداب النخل: سعفه. والواحدة منها هدبة، وهدابة بزيادة الهاء فيهما، محركا. أما هداب ففي المحكم: أنه اسم يجمع هدب الثوب وهدب الأرطي، واستشهد بقول العجاج، وفي نسخة هنا: هدابة، ككتابة، بدل هداب، وهو خطأ. وهدب الشجر، كفرح، هدبا: طال أغصانها، وتدلت من حواليها كأهدبت، أي: أغصان الشجرة، تهدلت من نعمتها، واسترسلت. قال ابن القطاع: أهدب الشجر: كثرت أغصانه. وقال أبو حنيفة: وليس هذا من هدب الأرطي، ونحوه. انتهى. وهدب الشجرة: طول أغصانها وتدليها. وقد هدبت، هدبا، فهي هدباء. والهدب: مصدر الأهدب والهدباء. الهدب، ككتف: الأسد، نقله الصاغاني. وفي الأساس: ومن المجاز: لبد أهدب: إذا طال زئبره. والهيدبي، بالدال والذال: جنس من مشى الخيل، فيه جد؛ قال امرؤ القيس:

إذا راعه من جانبيه كليهـمـا    مشى الهيدبي في دفه ثم فرفرا

صفحة : 1026

يقال: رجل هيدبي الكلام بياء النسبة، أي: كثيره، كأنه مأخوذ من: هيدب السحاب، وقيده الصاغاني: كبيره، بالموحدة. والهدبية، كعرنية مقتضاه أن يكون بضم ففتح وبعد الموحدة ياء مشددة، وضبطه ياقوت محركة، وقال: كأنه نسبة إلى الهدب، وهو أغصان الأرطي ونحوها مما لا ورق له، وضبطه الصاغاني أيضا هكذا: ماءة قرب السوارقية. في المعجم: قال عرام: إذا جاوزت عين النازية، وردت ماءة يقال لها الهدبية، وهي ثلاث آبار ليس عليهن مزارع ولا نخل ولا شجر. وهي بقاع كبيرة تكون ثلاثة فراسخ في طول ما شاء الله، وهي لبني خفاف، بين حرتين سوداوين، وليس ماؤهم بالعذب، وأكثر ما عندها من النبات الحمض، ثم تنتهي إلى السوارقية على ثلاثة أميال منها، وهي قرية غناء كبيرة من أعمال المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. الهدبة، بضم فسكون، وكهمزة، الأخيرة عن كراع: طائر، وفي اللسان: طويئر أغبر، يشبه الهامة، إلا أنه أصغر منها. وفي الأساس: قال الجاحظ. ليس للعرب اسم لما لا يبصر بالليل، وهو الذي يقال، له شبكور، أكثر من أن يقولوا: به هدبد. وابن الهيدبي: شاعر من شعراء العرب. وهدبة بن خالد القيسي، ويعرف بهداب، ككتان: محدث. وفاته: الحسين بن هداب المقري الضرير، مات سنة 562. وزيد بن ثابت بن هداب الوراق عن المبارك بن كامل، مات سنة 617. وهدبة بن الخشرم بن كريز من بني ذبيان بن الحارث بن سعيد ابن زيد أخي عذرة بن زيد، شاعر قتله سعيد بن العاص والي المدينة، لأمر جرى بينه وبين زيادة بن زيد الشاعر، فحصل بينهما المهاجاة، ثم تقاتلا، فقتله، انظر قصتهما في كتاب البلاذري. ومما يستدرك عليه: أذن هدباء، أي: متدلية، مسترخية. وهو في حديث المغيرة. ولحية هدباء: مسترسلة، وكذا عثنون هدب، وهو مجاز. ومنه أيضا: نسر أهدب: إذا كان سابغ الريش. والهدبة، أيضا: القطعة والطائفة. ودمقس مهدب: طويل شعر الناصية. والهدبان، من جياد الخيل عندهم، وينقسم إلى بيوت. قال الأزهري: والعبل، مثل الهدب سواء. والأهداب - في قول أبي ذؤيب:

يستن في عرض الصحراء فائره    كأنه سبط الأهداب مـمـلـوح الأكتاف قاله ابن سيده، وأنكره. وفي التهذيب: أهدب الشجر: إذا خرج هدبه. وذكر الجوهري وابن منظور هنا، الهندب والهندبا، وسيأتي في كلام المصنف فيما بعد. وفي الأساس، في المجاز: وضربه، فبدا هدب بطنه، أي: ثربه، هكذا وجدته، وهو خطأ، وصوابه هرب، بالراء، كما سيأتي في موضعه.

ه ذ ب
هذبه، يهذبه، هذبا قطعه، كهدبه، بالدال المهملة، ولم يذكره ابن منظور والجوهري، وهو في الأساس هذبه: نقاه، في الصحاح: التهذيب كالتنقية وأخلصه، وقيل: أصلحه، هذبه، يهذبه، هذبا، كهذبه تهذيبا. هذب النخلة: نقي عنها الليف. قال شيخنا، نقلا عن أهل الاشتقاق: أصل التهذيب والهذب: تنقية الأشجار بقطع الأطراف، لتزيد نموا وحسنا، ثم استعملوه في تنقية كل شي وإصلاحه وتخليصه من الشوائب، حتى صار حقيقة عرفية في ذلك، ثم استعملوه في تنقيح الشعر وتزيينه وتخليصه مما يشينه عند الفصحاء وأهل اللسان. انتهى. قلت. والصحيح، ما في اللسان: أن أصل التهذيب تنقية الحنظل من شحمه، ومعالجة حبه حتى تذهب مرارته، ويطيب؛ ومنه قول أوس:

ألم تريا إذ جئتما أن لحـمـهـا    به طعم شري لم يهذب وحنظل

صفحة : 1027

هذب الشيء، يهذب، هذبا: سال هذب الرجل في مشيه، وغيره كالفرس في عدوه والطائر في طيرانه يهذب، هذبا بفتح فسكون، وهذابة، كسحابة: أسرع، كأهذب إهذابا، وهذب تهذيبا، كل ذلك في الإسراع. وفي حديث سرية عبد الله بن جحش: إني أخشي عليكم الطلب، فهذبوا أي: أسرعوا السير، وفي حديث أبي ذر: فجعل يهذب الركوع ، أي: يسرع فيه، ويتابعه. أما قوله: هاذب، فقد حكاه يعقوب، قال: الطير يهاذب في طيرانه: أي يمر مرا سريعا؛ وهكذا أنشد بيت أبي خراش:

يبادر جنح الليل فهو مهـاذب    يحث الجناح بالتبسط والقبض والذي قرأت في ديوانه شعره: فهو مهابذ. قال لي الأصمعي: سمعت ابن أبي طرفة ينشد: مهابذ، وإنما أراد: مهاذب، فقلبه، فقال: مهابذ، يقال: هاذب يهاذب إذا عدا عدوا شديدا. وقد سمعت غيره يقول: مهابذ، أي: جاد. انتهى. والإهذاب، والتهذيب: الإسراع في الطيران، والعدو، والكلام؛ قال امرؤ القيس:

فللساق ألهوب وللـسـوط درة    وللزجر منه وقع أخرج مهذب ووجدت في الهامش: كان في المتن بخط أبي سهل:

وللزجر منه وقع أخرج مهذب     وقد كتبه بالحمرة على الحاشية:

فللزجر ألهوب وللسارق درة وللسوط منه...

كأنه رد على الجوهري.

هذب القوم: كثر لغطهم وأصواتهم، نقله الصاغاني. قال الأزهري: يقال: أهذبت السحابة ماءها: إذا أسالته بسرعة، وأنشد قول ذي الرمة:

ديار عفتها بـعـدنـا كـل ديمة   درور وأخرى تهذب الماء ساجر يقال: إبل مهاذيب: أي سراع في سيرها، وقال رؤبة:

صوادق العقب مهاذيب الولق يقال: ما في مودته هذب الهذب، محركة: الصفاء، والخلوص قال الكميت:

معدنك الجوهر المهذب ذو الإب     ريز بخ مـا فـوق ذا هـذب والهيذبي: الهيدبي، وهو ضرب من مشي الخيل. اسم من هذب، يهذب: إذا أسرع في السير، وقد تقدم. هكذا أورده الأزهري في التهذيب بالذال المجمة، كما هو صنيع الجوهري، وأقتصر ابن دريد في الجمهري على ذكرهما في الدال المهملة، وذكرهما في الموضعين ابن فارس في المجمل، وابن عباد في المحيط، وإياهما تبع المصنف. وقال ابن الأنباري: الهيذبي: أن يعدو في شق، وأنشد:

مشى الهيذبي في دفه ثم فرفرا ورواه بعضهم: مشى الهربذي وهو بمنزلة الهيذبي. من المجاز: رجل مهذب أي مطهر الأخلاق. وفي اللسان: المهذب من الرجال: المخلص النقي من العيوب. وقد تقدم بيان أصل التهذيب. ومما يستدرك عليه: التهذيب في القدح: العمل الثاني، والتشذيب: الأول، قاله أبو حنيفة، وقد تقدمت الإشارة إليه في ش ذ ب. وحميم هذب: هو على النسب، أي: ذو أهذاب، وقد جاء في قول ابي العيال. وعن الفراء: المهذب: السريع. وهو من أسماء الشيطان، ويقال له: المذهب، أي المحسن للمعاصي، وقد تقدم في موضعه. وهذب عنها: فرق، قاله السكري وأنشد لبعض الهذليين:
فهذب عنها ما يلي البطن وانتحى    طريدة متن بين عجب وكاهـل

ه ذ ر ب

صفحة : 1028

الهذربة: أهمله الجوهري، وقال الصاغاني عن ابن دريد: هو كثرة الكلام في سرعة، لغة في الهذرمة، أبدلت الميم باء، أو لثغة. وهذه هذيرباه بالضم وفتح الثاني وكسر الراء، كما تقول: هذه هجيراه: أي: عادته، عن الفراء. والهذربان، كعنفوان: الرجل الخفيف في كلامه وخدمته، والسريع فيهما نقله الصاغاني.

ه ذ ل ب
الهذلبة: أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الخفة والسرعة قال شيخنا: صرح غير واحد، منهم ابن دريد، بأنها لثغة في هذرمة، ابدلوا الراء لاما والميم موحدة، ولذا أغفلها الجوهري كغيره من أئمة اللغة.

ه ر ب
هرب يهرب، هربا بالتحريك من باب: نصر، كما تدل عليه قاعدة إطلاقه، وهو الصحيح واغتر بعض بالمصدر المحرك، فقال: إنه من باب فرح، وآخرون أنه من باب فتح، لوجود حرف الحلق، وجهل أن حرف الحلق إذا كان في أوله، فإنه لا يعتد به؛ وآخرون أنه من باب ضرب، والصحيح الأول، ومهربا، كطلب طلبا ومطلبا، هو مصدر ميمي، كمقعد، وهربانا بالتحريك،وهذه عن الصاغاني، لما فيه من الجولان والأضطراب: فر، يكون ذلك للإنسان وغيره من أنواع الحيوان. هرب غيره تهريبا، وهربته أنا. يقال: هرب من الوتد نصفه في الأرض: أي غاب، قال أو وجزة:

ومجنأ كإزاء الحوض منثلمـا    ورمة نشبت في هارب الوتد هكذا وقع في عبارة أئمة اللغة، ولا قلق فيها كما زعمه شيخنا، وما صوبه، لا يخلو عن تأمل. قال بعضهم: أهرب فلان، أي أغرق في الأمر، من تهذيب ابن القطاع أهرب: جد في الذهاب مذعورا، أو غير مذعور. وقال اللحياني: يكون ذلك للفرس وغيره مما يعدو. وقال مرة: جاء مهربا: أي جادا في الأمر. وقيل: جاء مهربا إذا أتاك هاربا فزعا. قلت: وعليه اقتصر الجوهري. أهربت الريح: سفت ما على وجه الأرض من التراب والقميم وغيره. أهرب فلان فلانا: إذا اضطره إلى الهرب. قال الأصمعي في نفي المال: ماله هارب، ولا قارب: أي صادر عن الماء، ولا وارد إليه. وقال اللحياني: معناه أي ماله شيء وماله قوم؛ قال: ومثله: ماله سعنة، ولا معنة. وعن ابن الأعرابي: الهارب: الذي يطلب الماء، أو معناه ليس أحد يهرب منه، ولا أحد يقرب إليه، أي فليس هو بشيء وفي بعض النسخ: شيء، من غير موحدة، وهو أحد أقوال الأصمعي. والميداني نسب القول الأول للخليل، وقد تقدم بعض من ذلك في ق ر ب فليراجع الحديث: قال له رجل: مالي ولعيالي هارب ولا قارب غيرها ، أي: مالي صادر عن الماء ولا وارد سواها، يعني ناقته. عن ابن الأعرابي: يقال: هرب الرجل، كفرح: إذا هرم، الميم لغة في الباء. من المجاز: ضربه فبدا هرب بطنه الهرب، بالضم: ثرب البطن هو، بفتح المثلة فالسكون، يمانية، هنا محل ذكره، وقد صحفه الزمخشري فقال: هذب بطنه، بالدال. وقد سبقت الإشارة إليه. المهرب، كمنبر: خشبة يقبل بها الزراع في حرذه، ويدبر نقله الصاغاني. والهاربية: مويهة لبني هاربة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، وهم هاربة البقعاء إخوة سعد وفزارة. وفي المعارف، لابن قتيبة: وقد بادت هاربة، إلا بقية يسيرة في بني سعد. وفي المعجم: قال بشر بن ابي خازم:

ولم نهلك لمرة إذ تـولـوا    وساروا سير هاربة فغاروا

صفحة : 1029

وذلك لحرب كانت بينهم، فرحلوا من غطفان، فنزلوا في بني ثعلبة بن سعد، فعدادهم اليوم فيهم، وهم قليل، قال هشام بن محمد الكلبي: لم أر هاربيا قط. وسموا هرابا، ومهربا، كشداد ومحسن. ومما يستدرك عليه: فلان لنا مهرب، وإليك منك المهرب. والمهرب: موضع الهرب، وأهرب الرجل: إذا أبعد في الأرض، وساح في الأرض وهرب فيها، بالفتح. وهروب: من قرى صنعاء باليمن. كذا في المعجم.

ه ر ج ب
الهرجاب بالكسر، والهرجب، كقرشب؛ الأخير عن الصاغاني: الطويل من الناس وغيرهم، ومن الإبل: الطويلة الضخمة، كالهرجال، والجمع: الهراجيب، والهراجيل. والهرجاب: العظيم الضخم من كل شيء، كذا في المعجم. وقيل: الهرجاب: التي امتدت مع الأرض طولا؛ وأنشد:

ذو العرش والشعشعانات الهراجيب ونخلة هرجاب: كذلك، قال الأنصاري:

ترى كل هرجاب سحوق كأنها    تطلى بقار أو بأسود نـاتـح وأورد الجوهري شاهدا على ناقة هرجاب قول رؤبة:

تنشطته كل هرجاب فنق قال ابن بري: ترتيب إنشاده في رجزه:

تنشطته كل مغلاة الـوهـق    مضبورة قرواء هرجاب فنق ومعنى تنشطته: أسرعت قطعه، والضمير يعود إلى الخرق الذي وصف قبل هذا في قوله:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق والمغلاة: الناقة التي تبعد الخطو. والوهق: المباراة والمسايرة. ومضبورة مجتمعة الخلق. والقرواء: الطويلة القرا، وهو الظهر. والفنق: الفتية الضخمة. وهرجاب، بالكسر: اسم في قول عامر بن الطفيل يرثي أباه:

ألا إن خير الناس رسلا ونجـدة   بهرجاب لم تحبس عليه الركائب وأنشد أبو الحسن:

بهرجاب ما دام الأراك به خضرا وأنشد الأزهري لابن مقبل:

فطافت بنا مرشـق جـأبة     بهرجاب تنتاب سدرا وضالا وفي تهذيب ابن القطاع: الهرجبة،: السرعة.

ه ر د ب
الهردبة، والهردب: عدو ثقيل. وقد هردب. ونص ابن القطاع، وغيره: الهردبة: عدو، فيه ثقل. والهردب، كقرشب، وكقرشبة: العجوز؛ قال:

أف لتلك الدلقم الهردبـه     العنقفير الجلبح الطرطبه العنقفير، والجلبح: المسنة والطرطبة: الكبيرة الثديين. قيل: هو الجبان، الضخم، القليل العقل، والمنتفخ الجوف الذي لا فؤاد له. وقال الأزهري في التهذيب: يقال للرجل العظيم الطويل الجسم: هرطال، وهردبة، وقنور وهقور.

ه ر ش ب
الهرشبة، كقرشبة: العجور المسنة. وفي التهذيب، في الرباعي: عجوز هرشفة، وهرشبة، بالفاء والباء: بالية، كبيرة.

ه ز ب
الهوزب: البعير الشديد، قاله الجرمي. والقوي الجري. وفي الصحاح الجرئ. على فعيل؛ قال الأعشي:

أزجي سراعيف كالقسي من ال    شوحط صك المسفع الحجـلا
والهوزب العود أمتطيه بـهـا     والعنتريس الوجناء والجمـلا

والهوزب: المسن الجرئ من الإبل، روي ذلك عن الأصمعي. الهوزب: النسر، لطول عمره. عن ابن دريد. والهيزب: الحديد، نقله الصاغاني، منه قيل: ليث هيزب، أي: حديد. والهازبي، مقصورا ويمد لغة فيه:جنس من السمك، نقله الصاغاني. وهزاب: اسم رجل.

ه ز ر ب

صفحة : 1030

الهزربة، بالزاي بدل الذال أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال ابن دريد، وان القطاع: هو الخفة والسرعة.

ه س ب
الهسب، بالهاء والسين المهملة: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: كالحسب بالحاء والسين، وزنا ومعنى. وقال ابن الأعرابي: الهسب: الكفاية.

ه ص ب
الهصب، بالهاء والصاد المهملة: أهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال ابن الأعرابي: هو الفرار نقله الصاغاني.

ه ض ب
هضبت السماء، تهضب بالكسر: مطرت. أو: دام مطرها أياما، لا يقلع. وهضبتهم: بلتهم بلا شديدا. وروضة مهضوبة. هضب الرجل: مشى مشى البليد من الدواب، نقله الصاغاني من المجاز. هضب في الحديث، أي أفاض واندفع فيه فأكثر؛ وهضب القوم في الحديث: خاضوا فيه دفعة بعد دفعة، وارتفعت أصواتهم: يقال: أهضبوا با قوم، أي تكلموا. وفي الحديث أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا معه في سفر فعرسوا، ولم ينتبهوا حتى طلعت الشمس، والنبي، صلى الله عليه وسلم نائم، فقال عمر: أهضبوا معنى أهضبوا أي: تكلموا، وأفيضوا في الحديث لكي؛ لكي ينتبه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بكلامهم.يقال هضب في الحديث، كاهتضب إذا اندفع فيه. كرهوا أن يوقظوه، فأراد أن يستيقظ كلامهم.

والهضبة، بفتح فسكون، ومثله في التهذيب والصحاح، زاد في لسان العرب: والهضب: الجبل المنبسط وفي أخرى: المتبسط ينبسط على وجه الأرض، أو كل جبل خلق من صخرة واحدة. وقيل: كل صخرة راسية، صلبة، ضخمة: هضبة. أو هو الطويل من الجبال الممتنع، المنفرد، ولا يكون إلا في حمر الجبال، تقول: علوت هضبة وهضابا. الهضبة: المطرة الدائمة العظيمة القطر. ويل: الدفعة منه. وفي حديث لقيط: فأرسل السماء بهضب أي: بمطر. وفي وصف بني تميم: هضبة حمراء قال ابن الأثير: قيل: أراد بالهضبة، المطرة الكثيرة القطر. وقيل: أراد به الرابية. وقال أبو الهيثم: الهضبة: دفعة واحدة من مطر ثم تسكن، وكذلك جرية واحدة. ج: هضب، مثل بدرة وبدر، نادر، وهو جمع هضبة المطر والجبل، وهضاب، ككتاب: جمع هضبة الجبل، ويصلح أن يكون جمعا لهضب بمعنى المطر، كما يؤخذ من كلام الجوهري. وجج: أي جمع الجمع: أهاضيب. في الصحاح عن أبي زيد: الأهاضيب: واحدها هضاب، وواحد الهضاب: هضب، وهي حلبات الطر بعد القطر هذا هو الصحيح، ولم يسمع فيه أنه جمع أهضب على ما هو مشهور في صيغ منتهى الجموع، كما زعمه شيخنا.

والأهاضب في قول الهذلي:
لعمر أبي عمرو لقد ساقه المنى     إلى جدث يوزى له بالأهاضب أراد الأهاضيب، فحذف اضطرارا. وزاد الجوهري وابن منظور في جمع هضبة المطر والرابية، هضب ، بفتح فسكون. قال شيخنا: المراد به الجمع اللغوي، فإنه اسم جنس جمعي. وزيد: هضب، محركة، في قول ذي الرمة:

فبـات يشـئزه ثـأد ويسـهـره    تذاؤب الريح والوسواس والهضب في الصحاح: هو جمع هاضب، مثل: تابع وتبع، وباعد وبعد، عن أبي عمرو. ويروى: الهضب، كعنب، وقد تقدم.

والهضب، كهجف: الفرس الكثير العرق، وهو مجاز. قال طرفة:

من عناجيج ذكور وقـح     وهضبات إذا ابتل العذر

صفحة : 1031

العناجيج: الجياد من الخيل، ويروي يعابيب. الهضب: الصلب الشديد. والهضب: الضخم من الضباب، وغيرها. وسرق لأعرابية ضب، فحكم لها بضب مثله، فقالت: ليس كضبي: ضبي ضب هضب. وغنم هضيب، كأمير: قليلة اللبن، كأنه مأخوذ من الهضب، وهو حلبة القطر. واستهضب: صار هضبا، وفي الأساس: هضبة. ويقال: أصابتهم أهضوبة، بالضم، من المطر، وهي الأهضوبة والجمع أهاضيب. وفي حديث علي رضي الله عنه: تمريه الجنوب درر أهاضيبه . وفي اللسان: الأهضوبة، كالهضب، وإياها كسر عبيد في قوله:

نحن قدنا من أهاضيب الملا ال     خيل في الأرسان أمثال السعالي والهضب: يجمع على أهضاب، ثم أهاضيب، كقول وأقوال، وأقاويل. وأنشد أبو الهيثم للكميت، يصف فرسا:

مخيف بعضه ورد وسـائره      جون أفانين إجرياه لا هضب وإجرياه: جريه، وعادة جريه. أفانين: أي فنون وألوان. لا هضب أي لا لون واحد. كذا في لسان العرب. وقال يصف قوسا.

في كفه نبعة مـوتـرة     يهزج إنباضها ويهتضب أي: يرن فيسمع لرنينه صوت. وعن أبي عمرو: هضب، وأهضب، وضب، وأضب: كله كلام فيه جهارة.

وفي النوادر: هضب القوم، وضهبوا، وهلبوا وألبوا، وحطبوا: كله الإكثار، والإسراع. وقول أبي صخر الهذلي:

تصاببت حتى الليل منهن رغبتي      رواني في يوم من اللهو هاضب معناه: كانوا قد هضبوا في اللهو، قال: وهذا لا يكون إلا على النسب، أي: ذي هضب.

ومن المجاز: وهو يهضب بالشعر وبالخطب: يسح سحا. كذا في الأساس. وفي حديث ذي المشعار: وأهل جناب الهضب ، الجناب، بالكسر: اسم موضع. وهضب، غير مضاف، جاء في شعر زهير:

فهضب فرقد فالطوي فثادق    فوادي القنان حزمه فمداخله وهضاب: موضع في قول الأخطل:

طهرت خيلنا الـجـزيرة مـنـهـم         وعسى أن تنـال أهـل هـضـاب
وهضب الجثوم، وهضاب شروري،
وهضب حرس، وهضب الدخـول،
وهضب الصراد، وهضب الصفـا،
وهضب غول، وهضب القـلـيب،
وهضب لبنى، وهضب مـداخـل،
وهضب المعا، وهضب وشجـى: مواضع، وسيأتي ذكرها في مواضعها.

ه ق ب
الهقب، بالفتح: السعة. الهقب كهجف: الواسع الحلق، يلتقم كل شيء. الهقب: الضخم في طول وجسم وخص بعضهم به الفحل من النعام. قال الأزهري: قال الليث: الهقب: الضخم، الطويل من النعام؛ وأنشد:

من المسوح هقب شوقب خشب الهقب: الطويل من غيره. والهقبقب: الصلب الشديد، نقله الصاغاني.

وهقب، بكسر أوله وسكون آخره: زجر للخيل خاصة.

ه ك ب
الهكب، بالفتح وبالتحريك: أهمله الجوهري، وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أنه الاستهزاء أصله هكم، بالميم. كذا في التهذيب للأزهري. والفتح الذي صدر به، نقله الصاغاني.

ه ل ب

صفحة : 1032

الهلب، بالضم: الشعر كله، أو ما غلظ منه، أي: من الشعر مطلقا، ومثله قال الجوهري. وجزم السهيلي في الروض بأنه الخشن من الشعر، وزاد الأزهري: كشعر ذنب الناقة، أو شعر الذنب وحده أو شعر الخنزير الذي يخرز به، واحدته هلبة. وبالتحريك: كثرة الشعر، وهو أهلب. والأهلب: الفرس الكثير الهلب. ورجل أهلب: غليظ الشعر. وفي التهذيب: رجل أهلب: إذا كان شعر أخدعيه وجسده غلاظا. والأهلب الكثير شعر الرأس والجسد.

والهلب أيضا: الشعر النابت على أجفان العين. والهلب: الشعر تنتفه من الذنب، واحدته هلبة. والهلب: الأذناب، والأعراف المنتوفة. وهلبه، أي: الفرس، هلبا: نتف هلبه، كهلبه تهليبا، فتهلب وانهلب، فهو مهلوب ومهلب. وفرس مهلوب: مجزوز الهلب، كما في الأساس. وفي اللسان: أي مستأصل شعر الذنب. وفي حديث أنس: لا تهلبوا أذناب الخيل ، أي: لا تستأصلوها بالجز والقطع.

هلبت السماء القوم: إذا بلتهم بالندى، أو نحو ذلك، أو مطرتهم مطرا متتابعا، وبهما فسر ما جاء في حديث خالد، رضي الله عنه: ما من عملي شي أرجى عندي عنه: ما من عملي شيء أرجى عندي، بعد لا إله إلا الله، من ليلة بتها، وأنا متترس بترسي، والسماء تهلبني أي: تبلني وتمطرني. وقد هلبتنا السماء: إذا أمطرت بجود. وفي التهذيب: يقال: أهلبتنا السماء، إذا بلتهم بشيء من ندى، أو نحو ذلك. والهلب: تتابع القطر، قال رؤبة

والمذريات بالذواري حصبا بها جلالا ودقاقا هلـبـا وهو التتابع والمر ومنه يقال هلب الفرس إذا تابع الجري، كأهلب فيهما.

ويقال: أهلب في عدوه إهلابا، وألهب إلهابا، وعدوه ذو أهاليب. والهلوب: المتقربة من زوجها، والمحبة له، المقصية غيره، المتباعدة عنه. الهلوب، أيضا المتجنبة منه، أي: من زوجها، والمتقربة من خلها، والمقصية زوجها ضد. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: رحم الله الهلوب بالمعنى الأول، ولعن الله الهلوب بالمعنى الثاني، وذلك من هلبته بلساني: إذا نلت منه نيلا شديدا؛ لأن المرأة تنال إما من زوجها، وإما من خدنها. فترحم على الأولى، ولعن الثانية. وعن ابن الأعرابي: الهلوب، الصفة المحمودة، أخذت من اليوم الهلاب: إذا كان مطره سهلا لينا، دائما، غير مؤذ. والصفة المذمومة، أخذت من اليوم الهلاب: إذا كان مطره ذا رعد وبرق وأهوال وهدم للمنازل. وأهلوب، كأسلوب: فرس دهر بالضم، بن عمرو، أو فرس ربيعة بن عمرو وفي التكملة فرس دهر بن عمرو بن ربيعة الكلابي. وفي المحكم: له أهلوب، أي: التهاب في العدو وغيره، مقلوب عن ألهوب، أو لغة فيه. قال ابن سيده: الهلاب، كشداد: الريح الباردة مع مطر، وهو أحد ما جاء من الأسماء على فعال، كالحباب والقذاف، قال أبو زبيد:

هيفاء مقبلة عجزاء مـدبـرة     محطوطة جدلت شنباء أنيابـا
ترنو بعيني غزال تحت سدرته    أحس يوما من المشتاة هلابا

صفحة : 1033

هلابا، هنا بدل من يوم، وأنيابا: منصوب على التشبيه بالمفعول به، أو على التمييز، كالهلابة، وهي: الريح الباردة مع القطر. ويوم هلاب: ذو ريح ومطر، كذا في الصحاح. الهلاب من الأعوام: الكثير المطر، كالأهلب يقال: عام أهلب، أي: خصيب، مثل أزب، وهو على التشبيه، كما في الصحاح. وفي التهذيب للأزهري، في ترجمة حلب: يوم حلاب ويوم هلاب، ويوم همام وصفوان وملحان وشيبان. فأما الهلاب: فاليابس بردا. وهلبة الشتاء بالضم، وهلبته بتشديد الثالث، يمعنى واحد، أي: شدته. قال الأموي: أتيته في هلبة الشتاء: أي في شدة برده، وأصابهم هلبة الزمان، مثل الكلبة، عن أبي حنيفة. من المجاز: هلبهم بلسانه، يهلبهم: هجاهم وشتمهم، كهلبهم تهليبا. قال ابن شميل: يقال إنه ليهلب الناس بلسانه: إذا كان يهجوهم ويشتمهم، يقال: هو هلاب، أي: هجاء، وهو مهلب، أي: مهجو. والمهلب: اسم، وهو منه. ومنه سمي المهلب بن أبي صفرة الأزدي العتكي الفارس الشاعر الأمير أبو المهالبة الأمراء والمحدثين: ومهلب على حارث وعباس، والمهلب على الحارث والعباس. أو هو مأخوذ من هلبه، أي الفرس، تهليبا: إذا نتف هلبه، وبه قال الجوهري، وابن منظور. عن أبي يزيد الغنوي. في الكانون الأول: الصن، والصنبر، والمرقي في القبر، وفي الكانون الثاني: هلاب ومهلب وهليب، كشداد ومحدث وأمير، هكذا في سائر النسخ التي عندنا، وهو في نسخة الطبلاوي، وفي أخرى: هليب، كزبير، ومثله في التكملة. وسقط هذا الضبط من نسخة شيخنا، فاعترض على المؤلف، وهو بارد مثل أيام باردة جدا، أو هي، أي: تلك الأيام في هلبة الشتاء. بالضم، أي: شدته. وعبارة اللسان: يكن في هلبة الشهر، أي في آخره. وهالب الشعر، ومدحرج البعر: من جملة أيام الشتاء. والأهلب: الذنب المنقطع، يقال: هلب ذنبه: إذا استؤصل جذا قال المسيب بن علس:

وإنهم قد دعوا دعوة    سيتبعها ذنب أهلب أي: منقطع عنكم، كقوله: الدنيا ولت حذاء، أي: منقطعة. الأهلب: الذي لا شعر عليه. الأهلب: الكثير الشعر أي: شعر الرأس والجسد فرس أهلب، ودابة هلباء، ومنه حديث تميم الداري: فلقيهم دابة أهلب ذكر الصفة، لأن الدابة، يقع على الذكر والأنثى، وهي الجساسة، ضد. والهلباء: الشعراء، أي: الدابة الكثيرة الشعر. الهلباء: الاست، اسم غالب وأصله الصفة. ورجل أهلب العضرط: في استه شعر، يذهب بذلك إلى اكتهاله وتجربته. حكاه ابن الأعرابي. وفي مجمع الأمثال للميداني، ومثله في المستقصى: أن امرأة قال لها ابنها: ما أجد أحدا إلا غلبته وقهرته، فقالت أي بني، إياك وأهلب العضرط، قال: فصرعه رجل مرة، فرأى في استه شعرة، فقال: هذا الذي كانت أمي تحذرني. يضرب في التحذير للمعجب بنفسه. من المجاز: أرض هلباء، أي: مجزوزة. والهلباء: ع بين مكة واليمامة، له يوم، قاله الحفصي. قال: وإنما سميت الهلباء، لكثرة نباتها، وأنها تنبت الحلي والصليان، وقال الشاعر:

سل القاع بالهلباء عنا وعنهم    وعنك وما نباك مثل خبير

صفحة : 1034

كذا في المعجم. يقال: وقعنا في هلبة هلباء بالضم، أي: داهية دهياء. عن أبي عبيد: الهلابة، بالضم: غسالة السلى، وهي في الحولاء. والحولاء: رأس السلى، وهي غرس كقدر القارورة، تراها خضراء بعد الولد، تسمى هلابة السقى. وليلة هالبة: مطيرة، من: هلبتهم السماء: إذا بلتهم، كما تقدم. والأهاليب: الفنون، واحدها أهلوب، بالضم قال خليفة الحصيني يقال: ركب منهم أهلوبا من الثناء، أي: فنا، وهي الأهاليب. قال أبو عبيدة: هي الأساليب، واحدها أسلوب. رجل هلب: نابت الهلب. والهلب: لقب أبي قبيصة يزيد بن قنافة كثمامة، ويقال: يزيد بن عدي بن قنافة الطائي. وسماه ابن الكلبي: سلامة، يضمه المحدثون فيقولون: الهلب، وشكر الله سعيهم، ونضر وجههم، لأنه من باب تسمية العادل بالعدل، مبالغة، خصوصا وقد ثبت النقل، وهم العمدة، والصواب: الهلب، ككتف. وهو ضبط ابن ناصر الدمشقي، والضم عن الجمهور، كما نقله خاتمة الحفاظ ابن حجر العسقلاني، رحمه الله تعالى. وسبب تلقيبه به لأنه كان أقرع، فمسحه أي: على رأسه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فنبت شعره. قال ابن دريد: كان أقرع، فصار أفرع. يعني: كان بالقاف، فصار بالفاء. وفي الحديث: إن صاحب راية الدجال في عجب ذنبه مثل ألية البرق ن فيها هلبات كهلبات الفرس ، أي: شعرات، أو خصلات من الشعر. وفي حديث معاوية: أفلت وانحص الذنب، فقال: كلا، إنه لبهلبه . وفي حديث المغيرة: ورقبة هلباء أي كثيرة الشعر. والهلبة: ما فوق العانة إلى قريب من السرة، عن ابن شميل، ومنه الحديث لأن يمتلئ ما بين عانتي وهلبتي . وفي نوادر الأعراب: اهتلب السيف من غمده وأعتقه وامترقه واخترطه إذا استله.

ه ل ج ب
الهلجاب بالكسر أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هي القدر العظيمة الضخمة وكذلك العيلم. كذا في التهذيب والتكملة.

ه ل ق ب
هلقب. نقل الأزهري عن أبي عمرو: جوع، هنبغ، وهنباغ. وهلقب ن وهلقس، أي: شديد. وهذه المادة أغفلها المؤلف كغيره، وهي في التهذيب، ونقلها في اللسان.

ه ن ب
الهنباء، بالضم هذا الضبط مع قوله كجلنار مستدرك، وفيه إطناب ووزنه به، مع الإجماع على زيادة همزته، غير مناسب، ووهم الجوهري في تخفيفه؛ لأنه قال: الهنب، بالتحريك، مصدر قولك: امرأة هنباء، أي: بلهاء، بينة الهنب؛ قال الشاعر:

مجنونة هنباء بنت مجنون إياه يعني بقوله في الشعر. روى الأزهري عن أبي خليفة أن محمد ابن سلام أنشده للنابغة الجعدي:

وشر حشو خباء أنت مولجه     مجنونة هنباء بنت مجنون وهي: البلهاء الورهاء. قال الصاغاني: فعلى ما ذهب إليه الجوهري تكون القافية مقيدة، ووزن البيت: مستفعلن مستفعلن فعولان، وإنما هم تصحيف والبيت من البسيط ثم ذكر البيت. قال: وآخره:

تستخنث الوطب لم تنقض مريرتـه     وتقضم الحب صرفا غير مطحون ووجدت بخط أبي زكريا عند قول الجوهري هذا، قلت: وقال غيره: الهنبى، مضموم الهاء مفتوح النون، مقصور: المرأة المجنونة، قال الشاعر:

وشر حشو خباء أنت مولجه     مجنونة هنبى بنت لمجنون

صفحة : 1035

انتهى. قال الأزهري: ويروى: هبتاء، من الهبتة، وهي الغفلة. وقال بعد إنشاد البيت: وهنباء على فعلاء، بتشديد العين والمد قال: ولا أعرف في كلام العرب له نظيرا. قال: الهنباء: الأحمق، كالهنبى، بالقصر في الكل، أي: مع تشديد النون، الأخير نقله الصاغاني. المهنب، كمنبر: الفائق الحمق، رواه الأزهري عن ابن الأعرابي. قال: وبه سمي الرجل هنبا. وقال ابن دريد: امرأة هنباء وهنبى، بالتحريك فيهما. هذا النقل عنه، غير صواب فإن الذي نقله عنه ابن منظور وغيره: امرأة هنباء، وهنبى، يمد ويقصر وأيضا على الفرض، فإن التحريك في كلام ابن دريد، راجع للثاني، لا لهما، كما توهمه، وأشار لذا شيخنا، فكلام المصنف يحتاج إلى التحرير، بعد تصحيح النقل. وهنب، بالكسر: اسم رجل وهو أبو قبيلة، وهو هنب بن أفصى ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد. وهو أخو عبد القيس. وأبو عمرو وقاسط، قاله ابن قتيبة. ولا عجب في تفسير المصنف كما توهمه شيخنا. وقبيلة أخرى تعرف بهنب بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحافي بن قضاعة ن ذكره الصاغاني. هنب: مخنث، نفاه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، والذي جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم، نفى مخنثين، أحدهما هيت، والآخر ماتع ، إنما هو هنب، فصحفه أصحاب الحديث قال الأزهري: رواه الشافعي وغيره: هيت، قال: وأظنه صوابا. هنب جد جندل بن والق المحدث، كنيته أبو علي، نقله الصاغاني.

ه ن ت ب
هنتب في أمره: أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: استرخى وتوانى.

ه ن د ب
الهندب، والهندبا والهندباء بكسر الهاء وسكون النون وفتح الدال، ونقله الجوهري عن أبي زيد حالة كونها مقصورة. قال الأزهري: أكثر أهل البادية، يقولون: هندب، وتمد، وكل صحيح. وقال كراع: هي الهندبا، مفتوح الدال مقصور، كل ذلك: بقلة م، أي: معروفة من أحرار البقول. وعن ابن بزرج: هذه هندباء وباقلاء، فأنثوا ومدوا، وهذه كشوثاء، مؤنثة. وقال أبو حنيفة: واحد الهندباء هندباءة. ثم إن المؤلف أورد هذه المادة هنا، بناء على أن النون أصلية، ولا قائل به، ولذا أوردها الجوهري في هدب، وبناء فعلل، كدرهم، قليل، غير أربعة ذكرها أئمة الصرف. واستطردتها وما يتعلق بها في كتابنا كوثري النبع لفتى جوهري الطبع ، فليراجع هنالك. ثم شرع في ذكر منافع هذه البقلة بقوله: معتدلة، نافعة للمعدة والكبد والطحال أكلا، وللسعة العقرب ضمادا بأصولها، وطابخها أكثر خطأ ن غاسلها، ولها مضار ومصالح أخر، استوعبها الحكيم الماهر داوود الأنطاكي في تذكرته، وفيها ما يرشدك إلى معرفة الكمية والكيفية والهيئة في تعاطيها، ومن لم يعلمها كان الضرر أكثر من النفع، وقال أبو حنيفة: الواحدة هندباة. وهندابة، بالكسر: اسم امرأة سوداء، وهي أم أبي هندابة الكندي الشاعر الفارس، واسمه زياد بن حارثة بن عوف بن قتيرة، حكاه ابن دريد، ونقله الصاغاني في هدب

ه ن ق ب
الهنقب، كجعفر: أهمله الجوهري والصاغاني، وقال ابن دريد: هو القصير، قال: وليس بثبت، وضبطه بعضهم بكسر الهاء وتشديد النون، كجردحل.

ه و ب

صفحة : 1036

الهوب: البعد، وبه صدر الجوهري. عن أبي عبيد: الهوب: الرجل الأحمق المهذار، أي: الكثير الكلام، كذا في الصحاح، وجمعه أهواب. الهوب: وهج النار، واشتعالها، يمانية. وهوب الشمس: وهجها، بلغتهم. يقال: تركته في هوب دابر، ويضم. ووجدت في هامش الصحاح بخط أبي زكريا، ورواه غيره: تركته في هوب دابر، مضافا: أي: بحيث لا يدرى أين هو. وهوب دابر: اسم أرض، غلبت عليها الجن. وقيل صوابه: هوت دابر بالتاء المثناة الفوقية، بدل الموحدة، قال الصاغاني: وهو أصح، ووهم الجوهري، وحيث إنه لم يثبت عنده، وهو عمدة أهل الظن لا ينسب الوهم إليه كما هو ظاهر. والأهواب، كأنه جمع هوب، وفي نسخة: الأهوب: ع بساحل اليمن، وهو فرضة زبيد مما يلي عدن، وفرضتها الأخرى التي تلي جدة غلافقة. والهويب، ككميت: ع بزيبد، وفي المعجم: قرية من قرى وادي زبيد باليمن. ومن محاسن الجناس، قول، الفاضل بن جياش الحبشي صاحب زبيد:

لله أيام الحصيب ولا خـلـت     تلك المعاهد من صبا وتصابي
لا عيش إلا ما أحاط بسوجـه     شط الهويب وساحل الأهواب

هكذا أورده يحيى بن إبراهيم العمكي في كتابه علم القوافي، ونقله الناشري في أنساب البشر.

ه ي ب
الهيبة: الإجلال، والمخافة وعن ابن سيده: الهيبة: التقية من كل شيء، كالمهابة. وقد هابه يهابه، كخافه يخافه، هيبا، وهيبة، ومهابة: خافه وراعه، كاهتابه، قال:

ومرقب تسكن العقبان قلـتـه     أشرفته مسفرا والشمس مهتابه

صفحة : 1037

وفي كتاب الأفعال: هابه من باب تعب: حذره، ويقال: هابه يهيبه، نقله الفيومي في المصباح. ونقل شيخنا عن ابن قيم الجوزية، في الفرق بين المهابة و الكبر، ما نصه: إن المهابة أثر امتلاء القلب بمهابة الرب ومحبته، وإذا امتلأ بذلك، حل فيه النور، ولبس رداء الهيبة، فاكتسى وجهه الحلاوة والمهابة فحنت إليه الأفئدة، وقرت بها العيون. وأما الكبر، فهو أثر العجب في قلب مملوء جهلا وظلمات، ران عليه المقت، فنظره شزر، ومشيته تبختر، لا يبدأ بسلام، ولا يرى لأحد حقا عليه، ويرى حقه على جميع الأنام فلا يزداد من الله إلا بعدا، ولا من الناس إلا حقارا وبغضا. انتهى. وهو هائب، وهو أصل الوصف. والأمر فيه: هب، بفتح الهاء، لأن الأصل فيه: هاب، سقطت الألف، لاجتماع الساكنين. وإذا أخبرت عن نفسك، قلت: هبت، وأصله: هيبت، بكسر الياء، فلما سكنت، سقطت، لاجتماع الساكنين، ونقلت كسرتها إلى ما قبلها. فقس عليه، كذا في الصحاح. رجل هيوب، كصبور: هو وما بعده يأتي للمبالغة، وفي حديث عبيد بن عمير: الإيمان هيوب إي يهاب أهله، فعول بمعنى مفعول، وهو مجاز، على ما في الأساس، والناس يهابون أهل الإيمان، لأنهم يهابون الله ويخافونه. وقيل: هو فعول بمعنى فاعل، أي: أن المؤمن يهاب الذنوب و المعاصي، فيتقيها. ويقال: هب الناس يهابوك، أي: وقرهم، يوقروك. وقد ذكر الوجهين الأزهري وغيره، وهياب كشداد، وهيب كسيد، وجوز في التخفيف كبين وهيبان كشيبان، وهيبان، بكسر المشددة مع فتحها، هكذا في النسخ الصحيحة، وسقط من بعضها، وهيابة بزيادة الهاء، لتأكيد المبالغة، كما في: علامة، كل ذلك بمعنى يخاف الناس زاد في اللسان: وهيوبة. رجل مهوب، وكذلك مكان مهوب، ويأتي للمصنف، رجل مهيب كمقيل، وهيوب كصبور، وهيبان كشيبان: إذا كان يخافه الناس، أما هيوب فقد يكون الهائب، وقد يكون المهيب. ومهيب وارد على القياس، كمبيع. وأما هيبان، فلم يذكره الجوهري، وبالغ في إنكاره شيخنا، وهو منه عجيب، فإنه قال ثعلب: الهيبان: الذي يهاب، فإذا كان ذلك كان الهيبان في معنى المفعول، ونقله ابن منظور وغيره، فكيف يسوغ لشيخنا الإنكار، والله حليم ستار ?: و تهيبني الشيء: بمعنى تهيبته أنا. قال ابن سيده: تهيبني الشيء، وتهيبته: خفته، وخوفني؛ قال ابن مقبل:

وما تهيبني الموماة أركبهـا     إذا تجاوبت الأصداء بالسحر قال ثعلب: أي لا أتهيبها أنا، فنقل الفعل إليها. وقال الجرمي: لا تهيبني الموماة، أي: لا تملأني مهابة. والهيبان، مشددة أي ياؤه مع فتحها، كما نقله أقوام عن سيبويه في الصحيح، وهو الذي في نسختنا ونقل قوم الكسر: الكثير من كل شيء. الهيبان: الجبان المتهيب الذي يهاب الناس، كالهيوب. ورجل هيوب: يهاب من كل شيء. قال الجرمي: هو فيعلان، بفتح العين، وضبط الجوهري بكسرها. وقال بعض العلماء: لا يجوز في الكسر، لأن فيعلان، لم يجيء في الصحيح، وإنما جاء في فيعلان كقيقبان. والوجه أن يقاس المعتل بالصحيح. قال شيخنا: هو قياس غير صحيح، ولا يعرف الفتح في المعتل، كما لا يعرف الكسر في الصحيح، إلا في نوادر. الهيبان: التيس، نقله الصاغاني. قيل: الهيبان: الخفيف النحز. الهيبان: الراعي، عن السيرافي. الهيبان: التراب، أنشد:

أكل يوم شعر مستحـدث    نحن إذا في الهيبان نبحث

صفحة : 1038

الهيبان: زبد أفواه الإبل. وفي سفر السعادة: الزبد الذي يخرج من فم البعير، ويسمى اللغام. وفي المجمل: هو لغام البعير، وأنشد الأزهري لذي الرمة:

تمج اللغام الهـيبـان كـأنـه    جنى عشر تنفيه أشداقها الهدل وجنى العشر، يخرج مثل رمانة صغيرة، فينشق عن مثل القز، شبه لغامها به. والبوادي يجعلونه حراقا يوقدون به النار، كذا في اللسان. هيبان: صحابي أسلمي، يروى عن ابنه عبد الله عنه، في الصدقة، كذا في المعجم. هكذا يقوله أهل اللغة، وقد يخفف، وهو قول المحدثين. وقد يقال هيفان، بالفاء، وهو قول بعضهم أيضا. من المجاز المهيب كمبيع والمهوب، والمتهيب بتشديد الياء المفتوحة: الأسد، لما يهابه الناس. من المجاز، أيضا: الهاب: الحية. الهاب: زجر الإبل عند السوق بهاب هاب، وقد أهاب بها الرجل: زجرها، وأهاب بالخيل: دعاها، أو زجرها بهاب، أو بهب، الأخير مرت الإشارة إليه في هب. وقال الجوهري: أهاب بالبعير، وأنشد لطرفة:

تريع إلى صوت المهيب وتتقي     بذي خصل روعات أكلف ملبد تريع: أي ترجع وتعود. وذي خصل أي ذنب ذي خصل. وروعات: فزعات. والأكلف: الفحل والملبد: صفته. يقال في زجر الخيل: هبي، أي: أقبلي، وأقدمي، وهلا: أي قربي. قال الكميت:

نعلمها هبي وهلا وأرحب    وفي أبياتنا ولنا افتلـينـا وقال الأعشى:

ويكثر فيها هبي واضرحي قال الأزهري: وسمعت عقيليا يقول لأمة كانت ترعى روائد خيل، فجفلت في يوم عاصف، فقال لها: ألا وأهيبي بها، ترع إليك. فجعل دعاء الخيل إهابة أيضا قال: وأما هاب ،فلم أسمعه إلا في الخيل دون الإبل. وأنشد بعضهم:

والزجر هاب وهلا ترهبه ومكان مهاب بالفتح، ومهوب، كقولك: رجل مهوب، وقد تقدمت الإشارة إليه ولو ذكرا في محل واحد كان أرعى لصنعته، ولكن لما قرنه بمهاب، اقتضى الحال تأخيره أي: مهول يهاب فيه وعلى الأول قول أمية بن أبي عائذ الهذلي:

ألا يا لقوم لطيف الخـيال    أرق من نـازح ذي دلال
أجاز إلينا علـى بـعـده     مهاوي خرق مهاب مهال

قال ابن بري: مهاب: موضع هيبة. ومهال: موضع هول. المهاوي: جمع مهوى ومهواة، لما بين الجبلين ونحوهما. قلت: وهكذا في شرح ديوان الهذليين، لابن السكري. وفي الصحاح: رجل مهوب، ومكان مهوب: بني على قولهم هوب الرجل، حيث نقلوا من الياء إلى الواو فيهما كذا في النسخ، وكأنه يعني مهابا ومهوبا. والذي في الصحاح: لما نقل من الياء إلى الواو فيهما لم يسم فاعله؛ وأنشد الكسائي:

ويأوي إلى زغب مساكين دونهم فلا، لا تخطاه الرفاق، مهوب قال ابن بري: صواب إنشاده: وتأوي بالتاء؛ لأنه يصف قطاة، ووجدت في هامش النسخة، ما نصه: هو حميد بن ثور، والمشهور في شعره:

تعيث به زغبا مساكين دونهم

صفحة : 1039

وهذا الشيء مهيبة لك. وهيبته إليه: إذا جعلته مهيبا عنده، أي: مما يهاب منه. وهيبته إليه: إذا جعلته مهيبا عنده، أي: مما يهاب منه. ومما يستدرك عليه: هابه، يهابه: إذا وقره، وإذا عظمه. والهيبان: رجل من أهل الشام عالم، بسببه أسلم بنو سعية، قاله شيخنا. ومن المجاز: أهاب بصاحبه: إذا دعاه، ومله: أهبت به إلى الخير، وأصله في الإبل. وهو في تهذيب ابن القطاع. وفي حديث الدعاء: وقويتني على ما أهبت بي إليه من طاعتك ، ومنه حديث ابن الزبير في بناء الكعبة: وأهاب الناس إلى بطحه ، أي: دعاهم إلى تسويته. وأهاب الراعي بغنمه: صاح لتقف أو لترجع، وذا في الصحاح. والإهابة: الصوت بالإبل ودعاؤها، كذلك قال الأصمعي وغيره، ومنه قول ابن أحمر:

إخالها سمعت عزفا فتحسبه     إهابة القسر ليلا حين تنتشر وقسر: اسم راعي إبل ابن أحمر، قائل هذا الشعر، وسيأتي في الراء. وهاب: قلعة عظيمة من العواصم. كذا في المعجم. وبئر الهاب: بالحرة ظاهر المدينة المنورة، بصق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الفراء: هو يخيب، ويهيب: لغة منكرة، إلا أن تكون إتباعا، كما نقله الصاغاني.