الباب الثالث: باب التاء - الفصل الثاني: فصل الباء

فصل الباء

ب ب ر ت

مما يستدرك عليه فيه: بابرت، بكسر الباء الثانية وسكون الراء: مدينة حسنة من نواحي أرزن الروم وأرمينية، كذا في المعجم: وفي أنساب البلبيسي: بابرتا: قرية بأعمال الموصل من نواحي بغداد، منها: أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسن بن أبي الأصابع الحربي البابرتي، ولد بها، ونشأ بالجزيرة، أخذ عنه السمعاني.

ب ت ت
البت: الطيلسان من خز ونحوه هذه عبارة الجوهري. وفي المحكم: هو كساء غليظ، مهلهل، مربع، أخضر. وقيل: هو من وبر وصوف. وفي كفاية المتحفظ: هو كساء غليظ، من صوف أو وبر. وفي التهذيب: البت: ضرب من الطيالسة، يسمى الساج، مربع، غليظ، أخضر. والجمع البتوت. وفي المحكم: أبت، وبتات. وفي حديث دار الندوة: فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل عليه بت وفي حديث علي، رضي الله عنه: أن طائفة جاءت إليه فقال لقنبر: بتتهم ، أي أعطهم البتوت. وفي حديث الحسن: ولبسوا البتوت والنمرات . وبائعه، وزاد في الصحاح: والذي يعمله: بتي، وبتات مثله، ومنه عثمان بن سليمان بن جرموز البتي مولى بني زهرة، من أهل الكوفة، وانتقل إلى البصرة كان يبيع البتوت. رأى أنسا، وروى عن صالح بن أبي مريم والحسن وعنه شعبة والثوري. وقال الدارقطني: هو عثمان بن مسلم بن هرمز. وأحد القولين تصحيف. والبت فرسان. البت كالمدينة بالعراق قرب راذان، وكان أهلها قد تظلموا قديما إلى الوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات من آفة لحقتهم فولى عليهم رجلا ضعيف البصر، فقال شاعر منهم:

أتيت أمرا يا أبا جعـفـر      لم يأته بر ولا فـاجـر
أغثت أهل البت إذ أهلكوا      بناظر ليس له نـاظـر

ومنها أبو الحسن أحمد بن علي الكاتب البتي، أديب كيس، له نوادر حسنة، مات 405، وكان كتب للقادر بالله مدة. كذا في المعجم. وعثمان الفقيه البصري، روى الحديث، فسمعه منه أبو القاسم التنوخي وغيره. وقال الذهبي: هو فقيه البصرة، زمن أبي حنيفة. قلت: وهو بعينه الذي تقدم ذكره، وقد اضطرب هنا كلام أئمة الأنساب وكلام صاحب المعجم، فلينظر: البت: أخرى، بين بعقوبا بالباء الموحدة في أوله، وفي نسخة: بالمثناة التحتية، وبو هرز، بكسر الهاء وسكون الراء وآخره زاي، وهي قرية كبيرة. وبتة، بالهاء: ببلنسية، بفتح الموحدة واللام وسكون النون، وهي من مدن الغرب، منها أبو جعفر أحمد بن عبد الولي بن أحمد بن عبد الولي، الكاتب الشاعر الأديب، ومن شعره:

غصبت الثريا في اليعاد مكانـهـا     وأودعت في عيني صادق نوئهـا
وفي كل حال لم تضئ لي بحـيلة      فكيف أعرت الشمس حلة ضوئها

أحرقه النسطور بها سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. البت: القطع المستأصل، يقال: بتت فانبتت. وفي المحكم: بت الشيء، يبت بالضم، ويبت بالكسر، الأول على القياس؛ لأنه المعروف في مضارع فعل المفتوح المتعدي، والثاني على الشذوذ، بتا، كالإبتات: قطعه قطعا مستأصلا؛ قال:

فبت حبال الوصل بيني وبينها     أزب ظهور الساعدين عذور

صفحة : 1047

وفي الصحاح: يبته، ويبته، وهذا شاذ؛ لأن باب المضاعف إذا كان يفعل منه مكسورا، لا يجيء متعديا، إلا أحرف معدودة، وهي: بته يبته ويبته، وعله في الشرب يعله ويعله، ونم الحديث ينمه، وينمه، وشده يشده ويشده، وحبه يحبه وهذه وحدها على لغة واحدة، وإنما سهل تعدي هذه الأحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن. وبتته تبتيتا، شدد للمبالغة. انتهى. البت: الانقطاع، أشار إلى أنه يستعمل لازما أيضا، كالانبتات مصدر أنبت، يقال: سار حتى انبت. ورجل منبت: أي منقطع به، وهو مطاوع بت، كما يأتي، وصرح النووي في تهذيب الأسماء واللغات بأن كلا منهما يستعمل لازما ومتعديا، تقول: بتة وأبته، فبت وأبت. عن الليث: أبت فلان طلاق امرأته، أي: طلقها طلاقا باتا. والمجاوز منه الإبتات. قال أبو منصور قول الليث في الإبتات والبت موافق قول أبي زيد، لأنه جعل الإبتات مجاوزا، وجعل البت لازما: ويقال: بت فلان طلاق امرأته ،بغير ألف، وأبته بالألف، وقد طلقها البتة، ويقال: الطلقة الواحدة تبت وتبت، أي: تقطع عصمة النكاح إذا انقضت العدة. وطلقها ثلاثا بتة، وبتاتا: أي بتلة بائنة يعني: قطعا لاعود فيها. وفي الحديث طلقها ثلاثا بتة، أي: قاطعة. وفي الحديث: لا تبيت المبتوتة إلا في بيتها هي المطلقة طلاقا بائنا، قال شيخنا: وقوله بائنة ، غير جار على قواعد الفقهاء؛ فإن البائنة هي التي تملك المرأة بها نفسها بحيث لا يردها إلا برضاها، كطلاق الخلع ونحوه. وأما البتة، فهي المنقطعة التي لا رجعة فيها إلا بعد زوج. انتهى. ولا أفعله ألبتة، بقطع الهمزة كما في نسختنا، وضبط في الصحاح بوصلها، قالوا: كأنه قطع فعله. ولا أفعله بتة بغير اللام، لكل أمر لا رجعة فيه، ونصبه على المصدر. قال ابن بري: مذهب سيبويه وأصحابه أن البتة لا تكون إلا معرفة: البتة، لاغير، وإنما أجاز تنكيره الفراء وحده، وهو كوفي. ونقل شيخنا عن الدماميني في شرح التسهيل: زعم في اللباب أنه سمع في البتة قطع الهمزة، وقال شارحه في العباب: إنه المسموع. قال البدر: ولا أعرف ذلك من جهة غيرهما؛ وبالغ في رده وتعقبه، وتصدى لذلك أيضا عبد الملك العصامي في حاشيته على شرح القطر للمصنف. وفي حديث جويرية، في صحيح مسلم: أحسبه قال جويرية، أو البتة قال: كأنه شك في اسمها، فقال أحسبه جويرية، ثم استدرك فقال: أوأبت، أي أقطع أنه قال جويرية، لا أحسب وأظن. والبتة اشتقاقها من القطع، غير أنه يستعمل في كل أمر يمضي لا رجعة فيه لا التواء. البات: المهزول الذي لا يقدر أن يقوم. وقد بت، يبت بالكسر، بتوتا بالضم. يقال للأحمق المهزول: هو بات. وأحمق بات: شديد الحمق. قال ألأزهري: والذي حفظناه من أفواه الثقات: أحمق تاب من التباب، وهو الخسران، كما قالوا: أحمق خاسر، دابر دامر. البات: السكران يقال: سكران بات: منقطع عن العمل بالسكر، وذا عن أبي حنيفة. وهو أي السكران لا يبت كلاما، بالضم، ولا يبت بالكسر، وهما ثلاثيان، ولا يبت رباعيا، الثانية أنكرها الأصمعي، وأثبتها الفراء: أي ما يبينه. وفي المحكم: أي ما يقطعه. وعن الأصمعي: سكران ما يبت، أي: صار بحيث لا يقطع أمرا، وكان ينكر يبت، أي بالكسر. وقال الفراء: هما لغتان، ويقال: أبتت عليه القضاء، وبتته: أي قطعته. خذ بتاتك، البتات: الزاد؛ وأنشد لطرفة:

صفحة : 1048


ويأتيك بالأنباء من لم تبـع لـه     بتاتا ولم تضرب له وقت موعد

وقال ابن مقبل:

أشاقك ركب ذو بتات ونسوة      بكرمان يغبقن السويق المقندا البتات: الجهاز، بالفتح. البتات: متاع البيت، والجمع أبتة. وفي الحديث أنه كتب لحارثة بن قطن ومن بدومة الجندل من كلب: إن لنا الضاحية من البعل، ولكم الضامنة من النخل، ولا يحظر عليكم النبات، ولا يؤخذ منكم عشر البتات قال أبو عبيد: لا يؤخذ منكم عشر البتات يعني المتاع ليس عليه زكاة مما لا يكون للتجارة. ج إبتة. وبتتوه: زودوه وأعطوه البتوت، وقد تقدم في كلام سيدنا علي رضي الله عنه لقنبر. وتبتت الرجل: تزود، وتمتع، من الزاد والمتاع. وبتى، كحتى، ويكتب بالألف أيضا: من قرى النهروان من نواحي بغداد، وقيل هي قرية لبني شيبان وراء حولايا، وفي نسخة المعجم: وراء حولى، قال: كذا وجدته مقيدا بخط أبي محمد عبد الله ابن الخشاب النحوي، قال عبد الله بن قيس الرقيات:

انزلا بي فأكرماني ببتا     إنما يكرم الكريم كريم وبتان، ككتان: ناحية بحران، ينسب إليها محمد بن جابر بن سنان البتاني صاحب الزيج قال ياقوت: وذكره بعد الثلاثمائة. وأما بتان، بالضم فتخفيف المثناة الفوقية فهي من قرى نيسابور من أعمال طريثيث ذكرها غير واحد. عن الكسائي انبت الرجل، انبتاتا: إذا انقطع ماء ظهره، وزاد في الأساس: من الكبر؛ وأنشد الكسائي:

لقد وجدت رثية من الكبـر    عند القيام وانبتاتا في السحر يقال: هو على بتات أمر، أي: مشرف عليه؛ قال الراجز:
وحاجة كنت على بتاتها وطحن بتا: أي ابتدأ في الإدارة باليسار، قال أبو زيد: طحنت بالرحى شزرا، وهو الذي يذهب بالرحى عن يمينه، وبتا: أدار بها عن يساره، وأنشد:

ونطحن بالرحى شزرا وبتـا     ولو نعطى المغازل ما عيينا

صفحة : 1049

وفي الحديث: فأتي بثلاثة أقرصة على بتي؛ أي: منديل من صوف، ونحوه، والصواب بني، بالضم، أي بضم الموحدة وبالنون المكسورة مع تشديدها وآخره ياء مشددة، أي طبق، أو نبي بتقديم النون على الموحدة، أي: مائدة من خوص. قال شيخنا: الذي ذكره يأهل الغريب: فوضعت على نبي، كغني، وفسروه بالأرض المرتفعة، وهو الصواب الذي عليه أكثر أئمة الغريب، وعليه اقتصر ابن الأثير وغيره. وأما ما ذكره المصنف من الاحتمالات، فإنها ليست بثبت. وأبو الحسن علي بن عبد الله بن شاذان بن البتتي القصار، كعرني بالضم، هكذا في نسختنا، ومثله في أنساب البلبيسي نقلا عن الذهبي، وشذ شيخنا فضبطه كعربي، محركة، خلاف العجمي: مقرئ مجيد ختم في نهار واحد أربع ختمات، إلا ثمنا، مع إفهام التلاوة، ذكره الحافظ الذهبي، ولم يبين النسبة، وزاد الحافظ تلميذ المصنف: ذكره ابن النجار، وأن قراءته تلك كانت على أبي شجاع بن المقرون، بمحضر جمع من القراء، مات سنة 607 وقد ضبطه ابن الصابوني بمثلثة قبل ياء النسب. قلت: وهذا من قبيل طي الزمان. وهذه الغريبة، وإن لم تتعلق باللغة، فقد أوردها في بحره المحيط، لئلا يخلو عن النكت والنوادر: ومما يتعلق بالمادة: قولهم، تصدق فلان صدقة بتاتا، وبتة بتلة: إذا قطعها المتصدق بها من ماله، فهي بائنة من صاحبها، قد انقطعت منه. وفي النهابة: صدقة بتة، أي: منقطعة عن الإملاك. وفي الحديث: لا صيام لمن لم يبت الصيام من الليل وذلك من الجزم والقطع بالنية، ومعناه: لا صيام لمن لم ينوه قبل الفجر، فيجزمه ويقطعه من الوقت الذي لا صوم فيه، وهو الليل. وأصله من البت: القطع ،يقال: بت الحاكم القضاء على فلان: إذا قطعه وفصله، وسميت النية بتا، لأنها تفصل بين الفطر والصوم. وفي الحديث: أبتوا نكاح هذه النساء ، أي: اقطعوا الأمر فيه، وأحكموه بشرائطه، وهو تعريض بالنهي عن نكاح المتعة؛ لأنه نكاح غير مبتوت، مقدر بمدة. وأبت يمينه: أمضاها، وبتت هي: وجبت، بتوتا. وهي يمين باتة. وحلف على ذلك يمينا بتا، وبتة، وبتات. ويقال: أعطيته هذه القطيعة بتا بتلا. وأبت الرجل بعيره من شدة السير. ولا تبته حتى يمطوه السير. والمطو: الجد في السير. وأبت بعيره: قطعه بالسير. والمنبت في الحديث: الذي أتعب دابته حتى أعطب ظهره، فبقي منقطعا به. ويقال للرجل إذا انقطع في سفره، وعطبت راحلته: صار منبتا؛ ومنه قول مطرف: إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى . وقال غيره: يقال إذا انقطع به في سفره ،وعطبت راحلته: قدانبت، من البت: القطع، وهو مطاوع بت، يقال: بته، وأبته؛ يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده، ولم يقض وطره، وقد أعطب ظهره. وبت به، وبت عليه الشهادة وأبتها: قطع عليه بها، وألزمه إياها. وقال الليث: يقال انقطع فلان عن فلان، فانبت حبله عنه، أي: انقطع وصاله وانقبض؛ وأنشد:

فحل في جشم وانبت منقبضـا      بحبله من ذوي الغر الغطاريف

ب ج خ س ت
باجخست، بالجيم بعد الألف ثم خاء: قرية بمرو، على أربع فراسخ؛ منها: أبو سهل النعماني الأكار، عابد صالح، كتب عنه السمعاني.

ب ج س ت
وبجستان، بالكسر: قرية بنواحي نيسابور، منها أبو القاسم الموفق ابن محمد بن أحمد الميداني، من أصحاب محمد بن كرام. روى، وحدث.

ب ح ت

صفحة : 1050

البحت: الصرف، يقال: شراب بحت: غير ممزوج، وفي حديث عمر، رضي الله عنه: وكره للمسلمين مباحتة الماء ، أي: شربه بحتا غير ممزوج بعسل، أو غيره. البحت: الخالص من كل شيء يقال: عربي بحت، وأعرابي بحت. وهي بهاء. وخمر بحت، وخمور بحتة. وفي الصحاح: عربي بحت: أي محض، وكذلك المؤنث والاثنان والجمع، وإن شئت، قلت: امرأة عربية بحتة، وثنيت، وجمعت، وقيل: لايثنى، ولا يجمع، ولا يحقر. وأكل الخبز بحتا: بغير أدم، وأكل اللحم بحتا: بغير خبز. وقال أحمد بن يحيى: كل ما أكل وحده مما يؤدم، فهو بحت، وكذلك الأدم دون الخبز. قد بحت الشيء، ككرم، بحوتة: صار بحتا، أي محضا، ويقال: برد بحت لحت، أي: شديد. وباحت فلان القتال إذا صدق القتال وجد فيه، ولم يشبه بهوادة. وباحته الود: خالصه. وفي المحكم: باحته الود: أخلصه له. باحت الرجل فلانا: كاشفه. والمباحتة: المكاشفة. باحت دابته بالضريع، وهو يبيس الكلإ، ونحوه: أطعمها إياه بحتا خالصا. وذا من زياداته. ومحمد بن علي بن بحت السمرقندي محدث، كتب أبو سعد الإدريسي، عن رجل، عنه.

ب ح ر ت
البحريت، بالكسر: أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: هو الخالص المجرد الذي لا يستره شيء، يقال: كذب حبريت، وبحريت، وحنبريت: كل ذلك معنى واحد.

ب خ ت
البخت: الجد، والحظ، معرب، أو مولد. وفي العناية، في الجن: أنه غير عربي فصيح. وفي المصباح: هو عجمي. وفي شفاء الغليل: أن العرب تكلمت به قديما، ومثله في لسان العرب، قال الأزهري: لا أدري أعربي هو، أم لا ? البخت، بالضم: الإبل الخراسانية تنتج من بين عربية وفالج، دخيل في العربية أعجمي معرب، وبعضهم يقول: إن البخت عربي، وينشد لابن قيس الرقيات:

إن يعش مصعب فإنا بخـير     قد أتانا من عيشنا ما نرجي
يهب الألف والخيول ويسقي     لبن البخت في قصاع الخلنج

صفحة : 1051

كالبختية. جمل بختي، وناقة بختية. وفي الحديث: فأتي بسارق قد سرق بختية وهي الأنثى من الجمال البخت، وهي جمال طوال الأعناق، كذا في النهاية. و ج: بخاتي غير مصروف لأنه بزنة جمع الجمع، وبخاتى كصحارى، وبخات بحذف الياء، ولك أن تخفف الياء فتقول: البخاتي، والأثافي، والمهاري. وأما مساجدي ومدائني، فمصروفان، لأن الياء فيهما غير ثابتة في الواحد، كما تصرف المهالبة والمسامعة إذا أدخلت عليها هاء النسب. والبخات: مقتنيها، ومستعملها. والبخيت: ذو الجد، قال بن دريد: ولا أحسبها فصيحة. والمبخوت: المجدود. وبخت نصر، بالضم، أي: أوله وثالثه وفتح النون وتشديد الصاد المهملة: ملك، م أي: معروف، وهو الذي سبى بني إسرائيل، وسيأتي ذكره في ن ص ر إن شاء الله تعالى. وعطاء بن بخت، بالضم، تابعي. وعبد الوهاب بن بخت، وسلمة بن بخت: محدثان. بخيت كزبير: اسم جماعة، ومحمد بن أحمد بن بخيت، عن الحسن بن ناصح، وعنه ابن عدي في الكامل. وبختي ككردي، واسمه يحيى بن عمر الكوفي الثققي: عباد، زاهد، روى عنه الحسين بن علي الجعفي. أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت، كزبير، الدقاق البخيتي نسبة إلى جده المذكور له جزء طبرزدي. روى له الماليني، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. إذا كان يوم القيامة يرجع القرآن من حيث نزل، له دوي كدوي النحل ، الحديث. وبخته: إذا ضربه، نقله الصاغاني. والبخاتي، على لفظه الجمع: قرية بمصر من المنوفية.

ب ر ت
البرت، بالضم: السكر الطبرزد، بإعجام الذال، وهو لغة اليمن، نقله شمر، كالمبرت، كمنبر، هكذا ضبطه غير واحد، ورواه المصنف، وهو الثابت في أصوله. وقال شمر: يقال للسكر الطبرزد: مبرت، ومبرت، بفتح الراء مشددة. قلت: وعلى الثاني اقتصر الجوهري، كما أن المؤلف اقتصر على الأول، وكلاهما وارد صحيح. البرت: الفأس، يمانية، ويفتح. وكل ما قطع به الشجر: برت. البرت: الرجل الدليل الماهر، ويثلث، والجمع أبرات. وعن الأصمعي، يقال للدليل الحاذق: البرت والبرت، وقاله ابن الأعرابي أيضا، رواه عنهما أبو العباس؛ قال الأعشى يصف جمله:

أدأبته بمهامه مـجـهـولة     لا يهتدي برت بها أن يقصدا يصف قفرا قطعه، لا يهتدي به دليل إلى قصد الطريق؛ قال: ومثله قول رؤبة:

تنبو بإصغاء الدليل البرت البرت، بالفتح: القطع. وكل ما قطع به الشجر: برت. والبرنتى، كحبنطى: السيئ الخلق. والمبرنتي: القصير المختال في جلسته وركبته، المنتصب. فإذا كان ذلك فيه، فكان يحتمله في فعاله وسؤدده، فهو السيد. المبرنتى، أيضا: الغضبان الذي لا ينظر إلى أحد. المبرنتي: المستعد المتهيئ للأمر. ابرنتى للأمر: إذا تهيأ. وعن أبي زيد: ابرنتيت للأمر، ابرنتاء: إذا استعددت له، ملحق بافعنلل بياء، انتهى. وفي لسان العرب عن اللحياني: ابرنتى فلان علينا، يبرنتي: إذا اندرأ علينا. وبيروت: د بالشام بساحله، منه أبو محمد سعد بن محمد، محمد. وأبو الفضل العباس بن الوليد، من خيار عباد الله، ذكره ابن الأثير، مات سنة 270. والبريت، كسكيت: الخريت، أي: الدليل الماهر، قاله شمر. قال أبو عبيد: البريت: المستوي من الأرض، ويقال: هو الجدبة المستوية، وأنشد:

بريت أرض بعدها بريت

صفحة : 1052

وقال ابن سيده: البريت في شعر رؤبة، فعليت، من البر، قال: وليس هذا موضعه. وقال الليث: البريت اسم اشتق من البرية، فكأنما سكنت الياء فصارت الهاء تاء لازمة كأنها أصلية: كما قالوا: عفريت، والأصل عفرية. البريت بالضبط السابق: موضعان بالبصرة. والذي نقل عن شمر: يقال: الحزن والبريت أرضان بناحية البصرة لبني يربوع وفي لسان العرب: البريت مكان معروف، كثير الرمل، وقال رؤبة:

كأنني سيف بها إصـلـيت     تنشق عني الحزن والبريت البريت، بفتح الباء صريحه أنه بفتح الأول مع بقاء التشديد، فيستدرك على أليت ودريء وسكينة، كما تقدم في أ ل ت. وهكذا ضبطه الصاغاني، فرس إياس بن قبيصة الطائي، أو هو كزبير، وعلى الوجهين شواهد الأشعار، كما قاله الصاغاني، وشذ شيخنا فجوز أن يكون كأمير، وهو قياس باطل في اللغة. عن أبي عمرو: برت الرجل، كسمع، إذا تحير. والبرتة، بالضم: الحذاقة بالأمر، كالإبرات، يقال: أبرت الرجل: إذا حذق صناعة ما. وعبد الله بن عيسى بن برت، بالكسر، بن الحصين البعلبكي محدث عن أحمد بن أبي الحوارى. والقاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى، قال الذهبي: لقي مسلم بن إبراهيم وطبقته. وابنه أبو حبيب العباس بن أحمد، يروي عن عبد الأعلى بن حماد وغيره مات سنة 308. وأحمد بن القاسم؛ البرتيان محدثان الأخير شيخ للطبراني، ولكنه لم يذكر أن البرتي نسبة إلى أي شيء. وقرأت في معجم البلبيسي أنه نسبة إلى البرت، مدينة بين واسط وبغداد. ومما يستدرك عليه: برتا بن الأسود بن عبد شمس القضاعي، قال ابن يونس: له صحبة كذا في معجم ابن فهد. والقاسم بن محمد البرتي، بالكسر شيخ للطبراني أيضا. وعلي بن محمد بن عبد الله البرتي الواسطي، عن أبي صاعد والبغوي. وزيدان بن محمد بن زيدان البرتي شيخ للدارقطني وابن شاهين. وأبو جعفر محمد بن إبراهيم البرتي الأطروش عن عمر بن شبة. وأحمد بن محمد بن مكرم البرتي، عن علي بن المديني، وعنه أبو الشيخ. وخمر برت، بفتح فسكون وكسر الموحدة: قرية من نواحي خلاط.

ب ر ه ت
برهوت، محركة كجملون وحلزون: واد معروف، أو بئر عميقة بحضرموت اليمن، لا يستطاع النزول إلى قعرها، وهو مقر أرواح الكفار، كما حققه ابن ظهيرة في تاريخ مكة. ويقال: برهوت، بضم الباء وسكون الراء، كعصفور، فتكون تاؤها على الأول زائدة، وعلى الثاني أصلية، وأخرج الهروي عن علي، رضي الله عنه، والطبراني في المعجم عن ابن عباس، رضي الله عنهما: شر بئر في الأرض برهوت . وقد أعاده الصنف في بره، وذكر اللغتين هناك، ودل كلامه أن التاء زائدة على اللغتين، كما دل هنا على أنها أصلية، على اللغة التي ذكر، فليتأمل.

ب س ت

صفحة : 1053

بست، بالفتح: أهمله الجوهري وقال الصاغاني: هو واد بأرض إربل. وأما أبو نصر أحمد بن زياد الزراد الدهقان المعروف بابن أبي سعيد السمرقندي، فإنه كان قصيرا فلقب بست بالعجمية، وهو القصير. ونسب إليه أبو بكر محمد بن أحمد بن أسد الحافظ، كذا في الأنساب. ويقال أيضا البستاني، بإثبات الألف. وهو بغدادي هروي الأصل. بست، بالضم: د، بسجستان وقال ابن الأثير: مدينة بكابل، بين هراة وغزنة، كثيرة الخضرة والأنهار، منه: أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمي إمام عصره، له تصانيف لم يسبق إلى مثلها، أخذ الفقه عن أبي بكر بن خزيمة بنيسابور، وتولى القضاء بسمرقند وغيرها، وتوفي سنة 354 بها. وإسحاق بن إبراهيم بن عبد الجبار القاضي أبو محمد، وله مسند، روى عن قتيبة وابن راهويه، مات سنة 357، وهو شيخ ابن حبان. أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي، قد أعاده في خ ط ب، صاحب معالم السنن وغريب الحديث وغيرهما، إمام عصره. وأبو الفتح علي بن محمد الشاعر المشهور. وعبد الغفار بن فاخر بن شريف أبو سعد الحنفي البستي، محدث. ويحيى بن الحسن. والخليلان ابنا أحمد القاضي. ابن أحمد الفقيه، البستيون محدثون. وبست، بالكسر ثم مثناة تحتية ساكنة، ثم سين مهملة ساكنة أيضا وتاء مثناة فوقية: قرية بالري، منها أبو عبد الله أحمد بن مدرك عن عطاف بن قيس الزاهد. والبست، بالفتح: نوع من السير، قيل: هو لثغة، وأصله بسس بسينين، أو هو سير فوق العنق، أو السبق في العدو، كالسبت في الكل. والبستان، بالضم: الحديقة من النخل، كما ورد في شعر الأعشى. ونقل عن الفراء أنه عربي، وأنكره ابن دريد. وفي شفاء الغليل: بستان، معرب بوستان، قيل: معناه بحسب الأصل: آخذ الرائحة، وقيل: معناه مجمع الرائحة، قاله شيخنا. قلت: مقتضى تركيبه من بو و ستان أن يكون آخذ الرائحة كما قاله، وهو المعروف في اللسان، وسقط الواو عن الاستعمال، ثم توسع فيه حتى أطلقوه على الأشجار. وبستان ابن معمر على أميال يسيرة من مكة، والعامة تقول: ابن عامر وبمصر: البستان: حيث مدفن العلماء. وعلي بن زياد البستاني، محدث، ورى عن حفص بن غياث، وعنه عبد الله بن زيدان البجلي، ذكره النرسي. والبستنبان: هو حافظ البستان، وقد نسب إليه جماعة من المحدثين.

ب س ك ت
ومما يستدرك عليه: بسكت، كدرهم: بلدة بالشاش، منها أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن النجم، مات بعد الأربعمائة.

ب ش ت

صفحة : 1054

بشت، بالضم والشين المعجمة: أهمله الجوهري، وهو د، بخراسان، منه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن نصر الحافظ البشتي صاحب المسند المشهور بأيدي الناس، روى عن ابن راهويه وغيره. والحسن بن علي بن العلاء، عن ابن محمش وطبقته، مات سنة 458. أبو صالح محمد بن مؤمل العابد، عن أبي عبد الرحمن السلمي وغيره، مات سنة 483. وأحمد بن محمد اللغوي الخارزنجي، البشتيون محدثون. وبشيت ، كأمير: ة بفلسطين بظاهر الرملة، كذا بخط الرواسي، منها أبو القاسم خلف بن هبة الله بن قاسم بن سراج المكي، توفي بعد ثلاث وستين وأربعمائة بمكة. وبشتان ، بالفتح: ة بنسف، منها: بشر بن عمران، عن مكي بن إبراهيم البلخي. وباشتان: موضع بأسفرايين، كذا في المعجم. وقرية بهراة، منها: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله المفسر، روى له أبو سعد الماليني. ومما يستدرك عليه: بشت بالضم: لقب عبد الواحد بن أحمد الأصبهاني الحلاوي، حدث عن ابن المقري، ومات سنة 435.

ب ع ت
المبعوت، بالعين والتاء المثناة في آخره. أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصاغاني : هو بمعنى المبعوث، كما يقال للخبيث: خبيت. وقال شيخنا: استعمل هكذا من غير تصريف فيه، ولذا قيل: إنه لحن، أو لثغة.

ب غ ت
البغت، بالفتح وإعجام الغين، وروى شيخنا فيه التحريك لكونه حلقي العين، والبغتة، والبغتة، محركة، وقال الزمخشري: قرأة أبو عمرو: حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة بتشديد الفوقية بوزن جربة، ولم يرد في المصادر مثلها. وأشار البلقيني إلى هذا، كما قاله شيخنا: الفجأة بالضم فسكون، ويمد، وهو أن يفجأك الشيء. وفي التنزيل العزيز. وليأتينهم بغتة ، قال يزيد بن ضبة الثقفي:

ولكنهم بانـوا ولـم أدر بـغـتة    وأعظم شيء حين يفجؤك البغت وقد بغته، كمنعه بغتا: إذا فجأه والمباغتة: المفاجأة، باغته مباغتة وبغاتا: فاجأه، ويقال: لست آمن من بغتات العدو، أي: فجآته. في حديث صلح نصارى الشام: ولا يظهروا باغوتا الباغوت: عيد للنصارى، قال ابن الأثير: كذا رواه بعضهم، وقد روي: باعوثا، بالعين المهملة والثاء المثلثة، وسيأتي ذكره. الباغوت: قال النابغة:

نشوان في جوة الباغوت مخمور وما رأيته في المعجم. وفي الأساس، يقال: لا رأي لمبغوت. والمبغوت: المبهوت.

ب ق ت
بقت الأقط، كضرب: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: أي خلطه، كبقطعه. والمبقت، كمعظم: الأحمق المخلط العقل. هو لقب عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ، وأمه فاختة بنت قرظة، كان من أضعف الناس عقدة، وأحمقهم، ويكنى أبا سليمان، شهد مرج راهط مع الضحاك بن قيس ثم هرب. قال أبوه: سلني حوائجك قال: عبيد يمشون معي ويحفظوني. وكان يمدح، فيسر ذلك أمه، فتصل مادحيه، وتستميح لهم معاوية، فقال فيه الأخطل في قصيدته:

لأحبرن لابن الخلـيفة مـدحة    ولأقذفن بها إلى الأمـصـار
قرم تمهل في أمية لـم يكـن      فيها بـذي أبـن ولا خـوار
بأبي سلـيمـان الـذي لـولايد   منه علقت بظهر أحدب عاري

صفحة : 1055

كذا في أنساب البلاذري. لقب بكار بن عبد الملك بن مروان، ويعرف بأبي بكر، أمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله. قال البلاذري: وكان أبو بكر ضعيفا، حج من المدينة حين وردها ماشيا على اللبود.

ب ك ت
بكتة، يبكته، بكتا، من باب كتب، كما صرح به القرطبي في كتابه المصباح الجامع بين أفعال ابن القطاع والصحاح . قال شيخنا: وهو كتاب غريب جامع مختصر. قلت: ولم أطلع عليه. وأشار بذلك للرد على من قال إنه من باب ضرب،: ضربه بالسيف والعصا ونحوهما، عن الأصمعي: بكته: إذا استقبله بما يكره، كبكته تبكيتا، فيهما. والتبكيت: التقريع والتعنيف وعن الليث: بكته بالعصا تبكيتا، وبالسيف ونحوه. وقال غيره: بكته تبكيتا: إذا قرعه بالعذل تقريعا ؛ وفي الحديث أنه أتي بشارب، فقال بكتوه . التبكيت: التقريع والتوبيخ، يقال له: يا فاسق: أما استحيت? أما أتقيت الله? قال الهروي: ويكون باليد وبالعصا ونحوها. التبكيت والبكت: الغلبة بالحجة، يقال: بكته، وبكته، حتى أسكته. وفي الأساس: ألزمه بالسكت، لعجزه عن الجواب عنه. والمبكت، كمحدث: المرأة المعقاب، وهي التي من عادتها تلد ذكرا بعد أنثى، كما تقدم. وبنكت كدرهم: قرية من سغد سمرقند، منها أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد الفقيه، سمع بمكة أبا محمد عبد الملك بن محمد بن عبيد الله الزبيدي.

ب ل ت
بلته، يبلته، بلتا: قطعه. بلت، كفرح ونصر: انقطع، كانبلت. قال ابن منظور: زعم أهل اللغة أن بلته، مقلوب عن: بتله، قال: وليس كذلك، لوجود المصدر، وأنشد في الصحاح للشنفري:

كأن لها في الأرض نسيا تقصه     على أمها وإن تخاطبك تبلـت أي: تنقطع حياء. ومن رواه، بالكسر، يعني: تقطع وتفصل ولا تطول. وانبلت الرجل: انقطع في كل خير وشر. وبلت الرجل يبلت، وبلت، بالكسر، وأبلت: انقطع من الكلام، فلم يتكلم. وبلت يبلت: إذا لم يتحرك، وسكت. وقيل: بلت الحياء الكلام: إذا قطعه. والبليت، كسكيت لفظا ومعنى وهو الزميت، عن أبي عمرو. البليت: الرجل الفصيح الذي يبلت الناس، أي يقطعهم. وقيل: البليت من الرجال: البين العاقل اللبيب الأريب، عن أبي عمرو أيضا؛ وأنشد:

ألا أرى ذا الضعفة الهبيتا
المستطار قلبه المسحوتا
يشاهل العميثل البليتا
الصمكيك الهشم الزميتا

وعبر ابن الأعرابي عنه بأنه التام، وأنشد:

وصاحب صاحبته زميت
ميمن في قوله بليت
ليس على الزاد بمستميت

قال: وكأنه ضد، وإن كان الضدان في التصريف. وقد بلت ككرم: إذا فصح. عن أبي عمرو: يقال: أبلته يمينا: إذا حلفه، وبلت هو. البلت، كصرد: طائر، سيأتي في كلام المصنف فيما بعد مكررا. مبلت، كمقعد: ع، والذي في الجمهرة: مبلث، آخره ثاء مثلثة، فلينظر. المبلت، كمعظم: المحسن من الكلام، كالمسرج، عن الكسائي. المبلت، أيضا: المهر المضمون، بلغة حمير، قال:

وما زوجت إلا بمهر مبلت أي مضمون. هكذا أنشده الجوهري، وهو للطرماح، والرواية:

وما ابتلت الأقوام ليلة حرة    لنا عنوة إلا بمهر مبلـت

صفحة : 1056

وبلتيته بلتاتا كقلسيته قلساء: قطعته. وبلت، بفتح فسكون: اسم. وفي حديث سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: احشروا الطير، إلا الشنقاء، والرنقاء، والبلت قال؛ ابن الأثير: الشنقاء: التي تزق فراخها. والرنقاء: القاعدة على البيض البلت، كصرد: طائر محترق الريش، إن وقعت ريشة منه في الطير أحرقته. هكذا نص عبارته. ومما يتعلق به: البلت، محركة: الانقطاع. ورجل بلت، كزيد: عدل. وبلت الكلام: فصله تفصيلا. وتبا له بلتا: أي قطعا، أراد: قاطعا، فوضع المصدر موضع الصفة. ويقال: لئن فعلت كذا وكذا، ليكونن بلتة ما بيني وبينك، إذا أوعده بالهجران وكذلك، بتلة ما بيني وبينك، بمعناه. وبابلت: موضع بالري، منه يحيى بن عبد الله بن الضحاك الحراني الرازي، عن الأوزاعي. ذكره ابن أبي مريم.

ب ل خ ت
البلختة، بكسر الباء واللام وسكون الخاء المعجمة، أهمله الجماعة، وهو نبات ينبسط على الأرض، ولا يعلو، من خواصه المجربة إذا تغرغر به أي بمائه أسقط العلق من الحلق، وهذا النبت غريب، ذكره حذاق الأطباء.

ب ل ه ت
ومما يستدرك عليه: بلهوت ، بالضم: واد بحضرموت، فيه بئر برهوت، أو بالعكس، كما جاء في حديث علي رضي الله عنه.

ب ن ت
بنت، بالضم: أهمله الجوهري، وهي ة ببلنسية من بلاد المغرب، وفيها يقول:

البنت شر مـكـان    لا أعدمن فيه بوسا
عدمت هارون فيه     فابعث إلي بموسى

هكذا أنشدناه شيوخنا، وهو من بديع الجناس. وبنته، أيضا: قرية بباذغيس، منها أبو عبد الله محمد بن بشر، روى عن أبي العباس الأصم وغيره، قاله ابن الأثير. قال أبو عمرو: بنت عنه، تبنيتا: إذا استخبر عنه، فهو مبنت، وأكثر السؤال عنه، وأنشد:

أصبحت ذا بغي وذا تغبش
مبنتا عن نسبات الحربـش
وعن مقال الكاذب المرقش

وبنته بكذا: بكته به، نقله الصاغاني. وبنته الحديث: إذا حدثه بكل ما في نفسه، عن الفراء.

ب ن ك ت
ومما يستدرك عليه: بنكت، كقنفذ: بلدة بما وراء النهر، ومنها نصير بن الحسين البنكتي، قيده الحافظ هكذا.

ب و ت
البوت، بالضم: أهمله الجوهري وقال أبو حنيفة: شجر من أشجار الجبال، جمع بوتة، و نباته كالزعرور، وكذلك ثمرته، إلا أنها إذا أينعت اسودت سوادا شديدا، وحلت حلاوة شديدة، وله عجمة صغيرة مدورة، وهي تسود فم آكليها ويد مجتنيها، وثمرتها عناقيد كعناقيد الكباث، والناس يأكلونها، حكاه أبو حنيفة، قال: وأخبرني بذلك الأعراب. وبوتة: ة بمرو، والنسبة بوتقي، منها أبو الفضل أسلم بن أحمد بن محمد بن فراشة والبوتقي المحدث، روى عن أبي العباس أحمد بن ومحبوب المحبوبي. وغيره، وعنه أبو سعيد محمد بن علي النقاش. وتوفي بعد سنة خمسين وثلاثمائة.

ب و ن ت
بونت، بضم أوله وفتح الواو وسكون النون: د بالمغرب بالأندلس، وفيه حصن منيع قيل: إنه لغة في بنت السابق؛ منه أبو الطاهر إسماعيل بن عمر البونتي، علق عنه السلفي، وأبو محمد عبد الله بن فتوح بن موسى بن عبد الواحد الفهري البونتي، مؤلف كتاب الشروط والوثائق.

ب ه ت

صفحة : 1057

بهته، كمنعه، يبهته، بهتا بفتح فسكون، وبهتا محركة، وبهتانا بالضم، أي: قال عليه مالم يفعل. والبهيتة: البهتان، وقال أبو إسحاق: البهتان: الباطل الذي يتحير من بطلانه، وهو من البهت، بمعنى التحير، والألف والنون زائدتان، وبه فسر قوله عز وجل: أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا أي: مباهتين آثمين. البهت، والبهيتة: الكذب. بهت فلان فلانا: إذا كذب عليه، وفي حديث الغيبة: وإن لم يكن فيه ما تقول، فقد بهته ، أي كذبت وافتريت عليه. وبهت الرجل بهتا: إذا قابلته بالكذب، كالبهت بالضم فالسكون، فيهما. والبهت بالفتح: حجر، م، أي: معروف. البهت: الأخذ بغتة وفجأة، وفي التنزيل العزيز: بل تأتيهم بغتة فتبهتهم هكذا استدل له الجوهري، قال شيخنا: والاستدلال فيه نظر؛ لأن المفاجأة في الآية مأخوذة من لفظ بغتة، لا من البهت، كما هو ظاهر. قلت: وقال الزجاج: فتبهتهم، أي تحيرهم حين تفاجئهم بغتة. البهت: الانقطاع والحيرة. وقد بهت، وبهت: إذا تحير. رأى شيئا فبهت: ينظر نظر المتعجب، فعلهما كعلم ونصر وكرم، أي مثلثا، وبها قرئ في الآ ية كما حكاه ابن جني في المحتسب. بهت، مثل زهي، أفصحها، وهو الذي في الفصيح وغيره، وصرح به ابن القطاع والجوهري وغيرهما، بل اقتصر عليه ابن قتيبة في أدب الكاتب ومنع غيره، تقليدا لثعلب. وفي التكملة: وقرأ الخليل: فباهت الذي كفر وقرأ غيره: فبهت، بتثليث الهاء وفي اللسان: بهت وبهت، وبهت الخصم: استولت عليه الحجة وفي التنزيل العزيز فبهت الذي كفر تأويله: انقطع وسكت متحيرا عنها. قال ابن جني: قراءة ابن السميفع فبهت الذي كفر، أراد: فبهت إبراهيم الكافر، فالذي على هذا في موضع نصب. قال: وقراءة ابن حيوة: فبهت، بضم الهاء، لغة في بهت. قال: وقد يجوز أن يكون بهت، بالفتح، لغة في: بهت، قال: وحكى أبو الحسن الأخفش قراءة: فبهت، كخرق دهش، قال: وبهت، بالضم، أكثر من بهت، بالكسر، يعني: أن الضمة تكون للمبالغة، كقولهم: قضو الرجل. قلت: فظهر بما ذكر أن الفتح فيه ليس مما تفرد به المجد، بل قرأ به ابن السميفع، ونقله التياني في مختصر الجمهرة وغيره، وقال أبو جعفر اللبلي نقلا عن الواعي: فبهت الذي كفر، أي: بقي متحيرا، ينظر نظر المتعجب. وفي الصحاح: وهو مبهوت، ولا يقال: باهت، ولا بهيت. وهكذا قاله الصاغاني، وأصله للكسائي، وهو مبني على الاقتصار في الفعل على: بهت، كعني؛ وأما من قال: بهت، كنصر ومنع، فلا مانع له في القياس، وقد نقله اللبلي في شرح الفصيح. قالوا: باهت وبهات، وبهيت، يصلح لكونه بمعنى المفعول كمبهوت، وبمعنى الفاعل كباهت، والأول أقيس وأظهر، قاله شيخنا. والبهوت، كصبور: المباهت وقد باهته. وبينهما مباهتة وعادته أن يباحث ويباهت. ولا تباهتوا ولا تماقتوا، كما في الأساس. والمراد بالمباهت الذي يبهت السامع بما يفتريه عليه. و ج بهت، بضمتين، وبالضم؛ وفي حديث ابن سلام، في ذكر اليهود: إنهم قوم بهت ؛ قال ابن الأثير: هو جمع بهوت، من بناء المبالغة في البهت، مثل صبور وصبر، ثم يسكن تخفيفا وبهوت بالضم، قال شيخنا: لا يدرى هو جمع لماذا? أو اسم جمع، ولا يصلح فيما ذكر أن يكون جمعا إلا لباهت، كقاعد وقعود، وهو قد نفاه عن الكلام، فليتأمل. قلت: قال ابن سيده: وعندي أن بهوتا جمع باهت، لا جمع بهوت، لأن فاعلا يجمع على فعول، وليس فعول مما يجمع على فعول. قال:

صفحة : 1058

فأما ما حكاه أبو عبيد، من أن عذوبا جمع عذوب، فغلط، إنما هو جمع عاذب. فأما عذوب، فجمعه عذب. وابن بهتة. بتسكين الهاء. وقد يحرك: أبو حفص عمر بن محمد بن حميد بن بهتة محدث، عن أبي مسلم الكجي وابنه أبو الحسن محمد بن عمر، عن المحاملي، هكذا قيده الأمير بهتة بالفتح، ومثله للصاغاني، هو في تاريخ الخطيب بالتحريك مجود الضبط. وقول الجوهري: فابهتي عليها، أي: فابهتيها، لأنه لا يقال: بهت عليه على ما تقدم تصحيف وتحريف، والصواب: فانهتي عليها بالنون، لا غير. ولنذكر أولا نص عبارة الجوهري، ثم نتكلم عليه. قال: وأما قول أبي النجم:فأما ما حكاه أبو عبيد، من أن عذوبا جمع عذوب، فغلط، إنما هو جمع عاذب. فأما عذوب، فجمعه عذب. وابن بهتة. بتسكين الهاء. وقد يحرك: أبو حفص عمر بن محمد بن حميد بن بهتة محدث، عن أبي مسلم الكجي وابنه أبو الحسن محمد بن عمر، عن المحاملي، هكذا قيده الأمير بهتة بالفتح، ومثله للصاغاني، هو في تاريخ الخطيب بالتحريك مجود الضبط. وقول الجوهري: فابهتي عليها، أي: فابهتيها، لأنه لا يقال: بهت عليه على ما تقدم تصحيف وتحريف، والصواب: فانهتي عليها بالنون، لا غير. ولنذكر أولا نص عبارة الجوهري، ثم نتكلم عليه. قال: وأما قول أبي النجم:

سبي الحماة وابهتي عليها فإن على مقحمة، لا يقال: بهت عليه، وإنما الكلام بهته، انتهى. فبين أنه قول أبي النجم، وأنه وابهتي بالواو دون الفاء. قال شيخنا: قد سبقه إليه ابن بري، والصاغاني وغيرهما. ورواه المصنف على ما أثبت في صحاحه. فإن كانت رواية ثابتة، فلا يلتفت لدعوى التصحيف؛ لأنها في مثله غير مسموعة والحذف والإيصال باب واسع لمطلق النحاة وأهل اللسان، فضلا عن العرب الذين هم أئمة الشأن. وإن لم تثبت الرواية كما قال، وصحت الرواية معهم، ثبت التصحيف حينئذ بالنقل، لا لأنه لا يقال، كما قال، وليس عندي جزم في الرواية حتى أفصل قوليهما، وأنظر مالهما وما عليهما؛ وإنما ادعاء التحريف بمجرد أنه لا يتعدى بهت بعلى، دعوى خالية عن الحجة، انتهى. قلت: وأما نص ابن بري في حواشيه على ما نقله عنه ابن منظور وغيره: زعم الجوهري أن على في البيت مقحمة، أي زائدة؛ قال: إنما عدى ابهتي بعلى، لأنه بمعنى: افتري عليها، والبهتان افتراء، وقال: ومثله مما عدي بحرف الجر، حملا على معنى فعل يقاربه بالمعنى، قوله عز وجل: فليحذر الذين يخالفون عن أمره تقديره: يخرجون عن أمره؛ لأن المخالفة خروج عن الطاعة. قال: ويجب على قول الجوهري أن تجعل عن في الآية زائدة. وعن، وعلى: ليستا مما يزاد كالباء، انتهى. وهو قول أبي النجم يخاطب امرأته، وبعده:

فإن أبت فازدلفي إليهـا
وأعلقي يديك في صدغيها
ثم اقرعي بالود مرفقيهـا
وركبتيها واقرعي كعبيها
وظاهري النذر به عليها
لا تخبري الدهر به إبنيها

صفحة : 1059

هكذا أنشده الأصمعي. ومما يستدرك عليه: بهت الفحل عن الناقة: نحاه، ليحمل عليها فحل أكرم منه. ويقال: يا للبهيتة، بكسر اللام، وهو استغاثة. والبهت: حساب من حساب النجوم، وهو مسيرها المستوي في يوم. قال الأزهري: ما أراه عربيا، ولا أحفظه لغيره. وبهوت، بالضم: قرية بمصر من قرى الغربية، نسب إليها جماعة من الفقهاء والمحدثين، منهم الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن القاضي جمال الدين يوسف بن الشيخ نور الدين علي البهوتي الحنبلي العلامة خاتمة المعمرين، عاش نحوا من مائة وثلاثين سنة، أخذ عن أبيه وعن جده، وعن الشيخ شهاب الدين البهوتي الحنبلي، وعن الشيخ تقي الدين الفتوحي صالح منتهى الإرادات، وأبي الفتح الدميري المالكي شارح المختصر؛ والخطيب الشربيني والنجم الغيطي، والشمس العلقمي، وعنه الشهاب المقري، ومنصور بن يونس بن صلاح البهوتي الحنبلي، وعبد الباقي بن عبد الباقي البعلي، وغيرهم.

ب ي ت
البيت من الشعر : ما زاد على طريقة واحدة ، يقع على الصغير والكبير ، قد يقال للمبني من المدر ، م وهو معروف ، والخباء : بيت صغير من صوف أو شعر فإذا كان أكبر من الخباء، فهو بيت ، ثم مظلة إذا كبرت عن البيت، وهي تسمى بيتا أيضا إذا كان ضخما مزوقا . وقال ابن الكلبي: بيوت العرب ستة: قبة من أدم، ومظلة من شعر، وخباء من صوف، وبجاد من وبر، وخيمة من شجر، وأقنة من حجر ، وسوط من شعر ، وهو أصغرها. وقال البغدادي: الخباء: بيت يعمل من وبر أو صوف أو شعر، ويكون على عمودين أو ثلاثة، والبيت يكون على ستة أعمدة إلى تسعة. وفي التوشيح: إنهم أطلقوا الخباء على البيت كيف كان، كما نقله شيخنا، ج: أبيات، كسيف وأسياف، وهو قليل، وبيوت بالضم كما هو الأشهر، وبالكسر، وقرئ بهما في المتواتر، وجج، أي: جمع الجمع على ما ذكره الجوهري أباييت، وهو جمع تكسير، حكاه الجوهري عن سيبويه، وهو مثل أقوال وأقاويل، وبيوتات جمع سلامة لجمع التكسير السابق. حكى أبو علي، عن الفراء أبياوات، وهذا نادر، وتصغيره بييت وبييت، الأخير بكسر أوله، ولا تقل: بويت، ونسبه الجوهري للعامة، وكذلك القول في تصغير شيخ وعير وشيء وأشباهها. البيت: الشرف، والجمع: البيوت، ثم يجمع بيوتات جمع الجمع. وفي المحكم: والبيت من بيوتات العرب: الذي يضم شرف القبيلة، كآل حصن الفزاريين، وآل الجدين الشيبانيين، وآل عبد المدان الحارثيين. وكان ابن الكلبي يزعم أن هذه البيوتات أعلى بيوت العرب. ويقال: بيت تميم في بني حنظلة، أي: شرفها. وقال العباس رضي الله عنه، يمدح سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

حتى احتوى بيتك المهيمن من    خندف علياء تحتها النطـق

صفحة : 1060

أراد ببيته شرفه العالي. البيت أيضا: الشريف، وفلان بيت قومه: أي شريفهم، عن أبي العميثل الأعرابي. من المجاز: البيت: التزويج، يقال: بات فلان، أي: تزوج، وذا عن كراع. ويقال: بنى فلان على امرأته بيتا: إذا أعرس بها، وأدخلها بيتا مضروبا، وقد نقل إليه ما يحتاجون إليه من آلة وفراش وغيره. وامرأة متبيتة: أصابت بيتا وبعلا. بيت الرجل: القصر، ومنه قول جبريل، عليه السلام: بشز خديجة ببيت من قصب أراد: بقصر من لؤلوة مجوفة، أو بقصر من زمرذة. وبيت الرجل: داره. وبيته: قصره، وشرفه. ونقل السهيلي في الروض مثل ذلك عن الخطابي، وصححه؛ قال: ولكن لذكر البيت هاهنا، بهذا اللفظ - ولم يقل: بقصر - معنى لائق بصورة الحال، وذلك أنها كانت ربة بيت إسلام ، لم يكن على الأرض بيت إسلام إلا بيتها حين آمنت. وأيضا، فإنها أول من بنى بيتا في الإسلام، بتزويجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ورغبتها فيه، وجزاء الفعل يذكر بلفظ الفعل، وإن كان أشرف منه. ومن هذا الباب من بنى لله مسجدا، بنى الله له مثله في الجنة ثم لم يرد مثله في كونه مسجدا، ولا في صفته، ولكن قابل البنيان بالبنيان، أي: كما بنى، بني له، فوقعت المماثلة لا في ذات المبني. وإذا ثبت هذا، فمن ها هنا اقتضت الفصاحة أن يعبر لها عما بشرت به بلفظ البيت، وإن كان فيه مالا عين رأته، ولا أذن سمعته، ولا خطر على قلب بشر. انتهى بتصرف يسير، وهو كلام حسن، راجعه في الروض. وفي الصحاح: البيت أيضا: عيال الرجل؛ قال الراجز:

مالي إذا أنزعها صأيت
أكبر قد غالني أم بيت

وهو مجاز. وبيت الرجل: امرأته، ويكنى عن المرأة بالبيت. وقال ابن الأعرابي: العرب تكني عن المرأة بالبيت، قاله الأصمعي، وأنشد:

أكبر غيرني أم بيت? سمى الله تعالى الكعبة البيت الحرام، شرفها الله تعالى. قال ابن سيده: وبيت الله تعالى: الكعبة. قال الفارسي: وذلك كما قيل للخليفة: عبد الله، وللجنة: دار السلام. قلت: فإذا هو علم بالغلبة على الكعبة، فيكون مجازا، كالذي يأتي بعده، هو قوله: البيت: القبر، أي: على التشبيه، قاله ابن دريد، وأنشد للبيد:

وصاحب ملحوب فجعنا بيومه      وعند الرداع بيت آخر كوثر وفي حديث أبي ذر: كيف تصنع إذا مات الناس، حتى يكون البيت بالوصيف? قال ابن الأثير: أراد بالبيت هنا القبر. والوصيف: الغلام. أراد أن مواضع القبور تضيق فيبتاعون كل قبر بوصيف. في ألأساس: من المجاز قولهم: تزوجت فلانة على بيت: أي على فرش يكفي البيت. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها تزوجني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على بيت قيمته خمسون درهما أي: على متاع بيت، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه. من المجاز: البيت بيت الشاعر، سمي بيتا، لأنه كلام جمع منظوما، فصار كبيت جمع من شقق ورواق وعمد. وقول الشاعر:

وبيت على ظهر المطي بنيتـه    بأسمر مشقوق الخياشيم يرعف

صفحة : 1061

قال: يعني بيت شعر كتبه بالقلم. كذا في التهذيب. وفي اللسان: والبيت من الشعر، مشتق من بيت الخباء، وهو يقع على الصغير والكبير، كالرجز والطويل، وذلك لأنه يضم الكلام، كما يضم البيت أهله، ولذلك سموا مقطعاته أسبابا وأوتادا، على التشبيه لها بأسباب البيوت وأوتادها، والجمع أبيات. وحكى سيبويه في جمعه: بيوت، وهكذا قاله ابن جني. قال أبو الحسن: وإذا كان البيت من الشعر مشبها بالبيت من الخباء وسائر البناء، لم يمتنع أن يكسر على ما كسر عليه. والبيوت، كخروب: الماء البارد يقال: ماء بيوت: بات فبرد، قال غسان السليطي:

كفاك فأغناك ابن نضلة بعدها     علالة بيوت من الماء قارس قال الأزهري: سمعت أعرابيا يقول: اسقني من بيوت السقاء. أي: من لبن حلب ليلا، وحقن في السقاء حتى برد فيه ليلا. وكذلك الماء، إذا برد في البرادة ليلا: بيوت. وأما ما أنشده ابن الأعرابي:

فصبحت حوض قرى بيوتا قال أراه أراد قرى حوض بيوتا، فقلب. والقرى: ما يجمع في الحوض من الماء؛ فأن يكون بيوتا صفة للماء، خير من أن يكون صفة للحوض، إذ لا معنى لوصف الحوض. كذا في اللسان. البيوت: الغاب من الخبز كالبائت، يقال: خبز بائت، وكذلك البيوت. البيوت، أيضا: الأمر يبيت له - وفي نسخة: عليه. ومثله في الصحاح - صاحبه مهتما به، قال الهذلي أمية بن أبي عائذ:

وأجعل فقـرتـهـا عـدة     إذا خفت بيوت أمر عضال وهم بيوت: بات في الصدر، قال:

على طرب بيوت هم أقاتله في المحكم: بات يفعل كذا وكذا يبيت ويبات بيتا وبياتا كسحاب، ومبيتا كمقيل، وبيتوتة: أي يفعله ليلا، وليس من النوم. وأخصر من هذا عبارة الجوهري: بات يبيت ويبات بيتوتة؛ وبات يفعل كذا: إذا فعله ليلا، كما يقال: يفعل كذا: إذا فعله ليلا، كما يقال: ظل شيخنا عن العلامة الدنوشري في معنى قوله: وليس من النوم، أن الفعل ليس من النوم، أي: ليس نوما، فإذا نام ليلا، لايصح أن يقال: بات ينام؛ قال: وبعضهم فهم قوله: وليس من النوم، على غير هذا الوجه، وقال: معناه: وليس ما ذكر من الصادر من النوم، أي: ليس معناه بالنوم، فليتأمل، قال ويجوز، على هذا، أن يقال: بات زيد نائما. وقوى جماعة هذا الفهم، قاله الشيخ ياسين في حواشي التصريح، وقال ملا عبد الحكيم في حواشيه على المطول: لما أنشد:

وبات وباتت له ليلة

صفحة : 1062

البيت: إن بات فيه، تامة، بمعنى: أقام ليلا ونزل به، نام أو لا، فلا ينافي قوه: ولم ترقد انتهى. قلت وقال أبن كيسان: بات يجوز أن يجري مجرى نام، وأن يجرى مجرى كان، قاله في كان وأخواتها. قال الزجاج: كل من أدركه الليل فقد بات، ،نام أو لم ينم. وفي التنزيل العزيز والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما . والاسم من كل ذلك، البيتة. وفي التهذيب عن الفراء: بات الرجل: إذا سهر الليل كله في طاعة الله، أو معصيته. وقال الليث: البيتوتة: دخولك في الليل، يقال: بت أصنع كذا وكذا، قال: ومن قال: بات فلان، إذا نام، فقد أخطا، ألا ترى أنك تقول: بت أراعي النجوم. معناه: بت أنظر إليها فيكف ينام وهو ينظر إليها: وقد بت القوم، وبت بهم، وبت عندهم، حكاه أبو عبيد. يقال: أباتك الله إباتة حسنة، وبات بيتوتة صالحة. قال ابن سيده، وغيره: وأباته الله بخير، وأباته الله أحسن بيتة، بالكسر أي أحسن إباتة لكنه أراد به الضرب من المبيت، فبناه على فعله، كما قالوا: قتلته شر قتلة، وبئست الميتة، إنما أرادوا الضرب الذي أصابه من القتل والموت. وبيت الأمر: عمله، أو دبره ليلا. وفي التنزيل العزيز: بيت طائفة منهم غير الذي تقول ، وفيه: إذ يبيتون ما لا يرضى من القول . وقال الزجاج: كل ما فكر فيه، أو خيض بليل، فقد بيت. ويقال: بيت بليل، ودبر بليل، بمعنى واحد. وقوله. والله يكتب ما يبيتون أي: يدبرون، ويقدرون من السوء ليلا. وبيت الشيء: أي قدر. وفي الحديث أنه كان لا يبيت مالا ولا يقيله ، أي: إذا جاءه مال، لا يمسكه إلى الليل، ولا إلى القائله، بل يعجل قسمته. بيت النخل: شذبها من شوكها وسعفها، وقد مر التشذيب في ش ذ ب. بيت القوم، العدو: أوقع بهم ليلا، والاسم البيات، وأتاهم الأمر بياتا، أي: أتاهم في جوف الليل. ويقال: بيت فلان بني فلان: إذا أتاهم بياتا، فكبسهم وهم غارون. وفي الحديث: أنه سئل عن أهل الدار يبيتون أي: يصابون ليلا. وتبييت العدو: هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم، فيؤخذ بغتة، وهو البيات، ومنه الحديث: إذا بيتم فقولوا: حم، لا ينصرون . وفي الحديث: لا صيام لمن لم يبيت الصيام أي: ينوه من الليل، يقال: بيت فلان رأيه إذا فكر فيه وخمره. وكل ما دبر فيه وفكر بليل فقد بيت. ومنه الحديث: هذا أمر بيت بليل . والبيتة، بالكسر: القوت، كالبيت بغير هاء، يقال: ما عنده بيت ليلة، ولا بيتة ليلة: أي قوت ليلة. والبيتة، أيضا: حال المبيت، قال طرفة:

ظللت بذي الأرطى فويق مثقف      ببيتة سوء هالكا أو كهـالـك

صفحة : 1063

المبيت: الموضع الذي يبات فيه والمستبيت: الفقير. يقال: امرأة متبيتة: إذا أصابت بيتا وبعلا. وتبيته عن حاجته: إذا حبسه عنها. فلان لا يستبيت ليلة: أي ماله بيت ليلة من القوت. وسن بيوتة، بالتشديد: أي لا تسقط، نقله الصاغاني. وبيات، كسحاب: ة الصواب في هذه ككتان، والأشبه أن تكون من قرى المغرب، فإنه ينسب إليها محمد بن سلمان بن أحمد المراكشي الصنهاجي البتاتي المقري، من شيوخ الإسكندرية، سمع ابن رواح، وعنه الواني كما قيده الحافظ. بيات: كورة قرب واسط، منها عز الدين حسن بن أبي العشائر بن محمود البياتي الواسطي عن الكمال أحمد الدخميسي، وعنه أبو العلاء الفرضي. ومما يستدرك عليه: البيوت الغير المسكونة في قوله تعلى: ليس عليكم جناح الآية، يعني بها الخانات وحوانيت التجار، والمواضع التي تباع فيها الأشياء، ويبيح أهلها دخولها. وقيل: إنه يعني بها الخربات التي يدخلها الرجل لبول أو غائط. وقوله تعالى: في بيوت أذن الله أن ترفع قال الزجاج: أراد المساجد، قال: وقال الحسن: يعني بيت المقدس. قال أبو الحسن: وجمعه تفخيما وتعظيما. وقد يكون البيت للعنكبوت والضب وغيره من ذوات الجحر، وفي التنزيل العزيز وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ، وفي المحكم: قال يعقوب: السرفة دابة تبني لنفسها بيتا من كسار العيدان، وكذلك قال أبو عبيد، فجعل لها بيتا. وقال أبو عبيد، أيضا: الصيدان دابة تعمل لنفسها بيتا في جوف الأرض، وتعميه. قال: وكل ذلك أراه على التشبيه ببيت الإنسان. والبيت: السفينة، قال نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، حين دعا ربه: رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا ، فسمى سفينته التي ركبها بيتا. وأهل بيت النبي، صلى الله عليه وسلم: أزواجه، وبنته، وعلي، رضي الله عنهم. قال سيبويه: أكثر الأسماء دخولا في الاختصاص: بنو فلان، ومعشر مضافة، وأهل البيت، وآل فلان. وفي الصحاح: هو جاري بيت بيت، قال سيبويه: من العرب من يبنيه، كخمسة عشر، ومنهم من يضيفه، إلا في حد الحال. وهو جاري بيتا لبيت، وبيت لبيت أيضا. وفي التهذيب: هو جاري بيت بيت، أي: ملاصقا، بنيا على الفتح؛ لأنهما اسمان جعلا واحدا. وابتات: أي: بيت، نقله الصاغاني. وعن ابن الأعرابي: العرب تقول: أبيت وأبات، وأصيد وأصاد، ويموت ويمات، ويدوم ويدام وأعيف وأعاف، ويقال: أخيل الغيث بناحيتكم، وأخال، لغة، وأزيل، يقال: زال، يريدون أزال، كذا في لسان العرب. وأبيات حسين، وبيت الفقيه أحمد بن موسى: مدينتان باليمن. وبيت: اسم موضع، قال كثير عزة:

بوجه بني أخي أسد قنونا    إلى بيت إلى برك الغماد قلت: وقرأت في المعجم لياقوت: إنه يبت، بتقديم التحتية على الموحدة، فلا أدري أيهما أصح، فليراجع. وبنوالبيتي: قبيلة من العلوية باليمن.