الباب الثالث: باب التاء - الفصل الرابع: فصل الثاء المثلثة

فصل الثاء المثلثة

ث ب ت
ثبت الشيء، يثبت، ثباتا بالفتح، وثبوتا بالضم، فهو ثابت، وثبيت، وثبت بفتح فسكون. شيء ثبت: أي ثابت. وأثبته هو، وثبته، بمعنى. ويقال: ثبت فلان في المكان، يثبت، ثبوتا: إذا أقام به، فهو ثابت. والثبيت، كأمير: الفارس الشجاع الصادق الحملة، كالثبت بفتح فسكون. وقد ثبت الرجل ككرم، ثباتة ككرامة، وثبتة بالضم: أي صار ثبيتا. الثبيت، أيضا: الثابت العقل. قال العجاج

ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر والثبيت: الثابت القوة والعقل، قال طرفة:

الهبيت لا فؤاد له     والثبيت قلبه قيمه هكذا أنشده في الصحاح، والذي بخط الأزهري هكذا:

فالهبيت لا فؤاد له والثبيت قلبه فهمه ورجل ثبت الجنان من رجال ثبت، وثبت القدم: لم يزل في خصام أو قتال. وفارس ثبت، ورجل ثبت وثبيت: عاقل متماسك، أو قليل السقط، كذا في الأساس. وفي اللسان: رجل ثبت الغدر إذا كان ثابتا في قتال أو كلام؛ وفي الصحاح: إذا كان لسانه لا يزل عند الخصومات. الثبت من الخيل: الثقف في عدوه، أي: جريه، كالثبيت أيضا. والثبات، بالكسر: شبام البرقع، وهو خيوطه. الثبات: سير يشد به الرحل، وجمعه: أثبتة. المثبت، كمكرم: الرحل المشدود به، أي: بالسير؛ قال الأعشى:

زيافة بالرحل خـطـارة     تلوي بشرخي مثبت قاتر وفي حديث مشورة قريش في أمر النبي صلى الله عليه وسلم، قال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق. المثبت: من لا حراك به من المرض، يقال: أثبت فلان، فهو مثبت: إذا اشتدت به علته، وهو مجاز كذا المثبت، بكسر الباء وهو الذي ثقل من الكبر وغيره، فلم يبرح الفراش، ومنه قولهم: به داء ثبات، بالضم، أي: معجز عن الحركة، أي: يثبت الإنسان حتى لا يتحرك. من المجاز أيضا: ثابته مثابتة، وأثبته إثباتا: إذا عرفه حق المعرفة. وأثبت الشيء معرفة: قتله علما. ونظرت إليه، فما أثبته ببصري. وإثبيت. بالكسر كإزميل: اسم أرض، أو ماء لبني يربوع بن حنظلة، ثم لبني المحل منهم، قاله نصر، وأنشد للراعي:

نثرنا عليهم يوم إثبيت بعدماش   فينا الغليل بالرماح البواتر أو هو ماء لبني المحل بن جعفر بأود، كذا روي عن السكري في شرح قول جرير:

صفحة : 1067

أتعرف أم أنكرت أطلال دمنة    بإثبيت فالجونين بال جديدها وفي اللسان: أرض، أو موضع، أو جبل وقال الراعي:

تلاعب أولاد المها بكراتهـا     بإثبيت فالجرعاء ذات الأباتر

صفحة : 1068

وثابت، وثبيت: اسمان، ويصغر ثابت من الأسماء ثبيتا. فأما ثابت، إذا أردت به نعت شيء، فتصغيره ثويبت. أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ثابت البخاري الثابتي، نسبة إلى جد والده ثابت المذكور فقيه شافعي من أهل بخارى سكن بغداد، وحدث بها عن أبي القاسم بن حبابة، وتفقه على أبي حامد الأسفراييني، وأفتى، وكان له حلقة بجامع المنصور، وتوفي في رجب سنة 449. ومما بقي عليه ذكره: الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي بن ثابت الحافظ، صاحب التصانيف المشهورة، توفي ببغداد في شوال سنة 463. وأبو سعد أسعد بن محمد بن أحمد بن أبي سعد بن علي الثابتي؛ قيل إنه من أولاد زيد بن ثابت الأنصاري من أهل بنجديه، تفقه على مذهب الشافعي، وروي عن أبي سعيد البغوي، وتوفي سنة 545 بها. وقريبه أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الثابتي، صوفي سمع الكثيرن قتل سنة 548 بدولاب الخازن بمرو. وأبو طاهر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين، الثابتي من ولد ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، بغدادي صالح، عن عبد الكريم بن الحسين بن رزبة وتوفي سنة 536. وعبد الرحمن بن محمد بن ثابت بن أحمد الثابتي الخرقي أبو القاسم، المعروف بمفتي الحرمين، روى عن أبي محمد عبد الله بن أحمد وغيره، وعنه أبو بكر البشاري، ومات سنة 495. وأبو ثبيت، كزبير: يزيد بن مسهر، من بني همام بن مرة، ذكره الأعشى في شعره. وأبو ثبيت الجمازي شيخ لعبد الحميد بن جعفر. وثبيت بن كثير، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وعنه يحيى بن حمزة. وهانئ بن ثبيت الحضرمي، عن ابن عباس. وعقبة بن أبي ثبيت البصري شيخ لشعبة. محدثون. من المجاز أثبت فلان، فهو مثبت، إذا اشتدت به علته، أو أثبتته جراحه فلم يتحرك. وقوله تعالى وعز ليثبتوك أي: ليجرحوك جراحة لا تقوم معها ليحبسوك، وهو أيضا مجاز. وفي حديث أبي قتادة فطعنته، فأثبته ، أي: حبسته وجعلته ثابتا في مكانه لا يفارقه، ومنه أيضا: ضربوه حتى أثبتوه، أي: أثخنوه. وجدته من الأثبات والأعلام الثقات، وهو ثبت من الأثبات: إذا كان حجة، لثقته في روايته، وهو جمع ثبت، محركة، وهو الأقيس. وقد يسكن وسطه. وفي المصباح: رجل ثبت: متثبت في أموره. وثبت الجنان: ثابت القلب، والاسم ثبت بفتحتين. وقيل للحجة: ثبت، بفتحتين، إذا كان عدلا ضابطا، والجمع الأثبات، كسبب وأسباب. وفي اللسان: ورجل له ثبت عند الحملة، بالتحريك، أي: ثبات. وتقول أيضا: لا أحكم بكذا إلا بثبت، أي: بحجة. وفي حديث قتادة بن النعمان: بغير بينة، ولا ثبت . وفي حديث صوم يوم الشك: ثم جاء الثبت أنه من رمضان الثبت، بالتحريك: الحجة والبينة. تثبت في الأمر والرأي، واستثبت: إذا تأنى فيه، ولم يعجل. واستثبت في أمره: إذا شاور، وفحص عنه. وثبيته، كجهينة: بنت الضحاك، أو هي نبيتة بالنون، لها إدراك. ثبيتة بنت يعار الأنصارية، وبنت النعمان، بايعت، قاله ابن سعد؛ صحابيتان. وثبيتة بنت الربيع بن عمرو الأنصارية؛ وثبيتة بنت سليط، ذكرهما ابن حبيب. ثبيتة بنت حنظلة الأسلمية، تابعية روت عن أمها، قاله الحافظ. ومما يستدرك عليه: يقال للجراد، إذا رز أذنابه ليبيض: ثبت، وأثبت. وأثبته السقم: إذا لم يفارقه. وثبته عن الأمر: كثبطه. وطعنه فأثبت فيه

صفحة : 1069

الرمح: أي أنفذه. وأثبت حجته: أقامها وأوضحها. وقول ثابت: صحيح. وفي التنزيل العزيز يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، وكله من الثبات. والثبت، محركة: الفهرس الذي يجمع فيه المحدث مروياته وأشياخه، كأنه أخذ من الحجة؛ لأن أسانيده وشيوخه حجة له، وقد ذكره كثير من المحدثين. وقيل: إنه من اصطلاحات المحدثين، ويمكن تخريجه على المجاز. وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن ثبات، كسحاب، الأندلسي الفقيه، سمع أبا علي الغساني، وعنه أبو عبد الله بن أبي الخصال. ومن المجاز: أثبت اسمه في الديوان: كتبه. وثبت لبدك: دعاء بدوام الأمر. وهذان من الأساس.ح: أي أنفذه. وأثبت حجته: أقامها وأوضحها. وقول ثابت: صحيح. وفي التنزيل العزيز يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، وكله من الثبات. والثبت، محركة: الفهرس الذي يجمع فيه المحدث مروياته وأشياخه، كأنه أخذ من الحجة؛ لأن أسانيده وشيوخه حجة له، وقد ذكره كثير من المحدثين. وقيل: إنه من اصطلاحات المحدثين، ويمكن تخريجه على المجاز. وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن ثبات، كسحاب، الأندلسي الفقيه، سمع أبا علي الغساني، وعنه أبو عبد الله بن أبي الخصال. ومن المجاز: أثبت اسمه في الديوان: كتبه. وثبت لبدك: دعاء بدوام الأمر. وهذان من الأساس.

ث ت ت
الثت: أهمله الجوهري، واستعمله أبو العباس بمعنى العذيوط وهو الثموت، والذوذح، والوخواخ، والنعجة، والزملق. بمعنى الشق في الصخرة، وجمعه ثتوت، عن ابن الأعرابي. وقال أبو عمرو: في الصخرة ثت، وفت، وشرم، وشرن، وخق، ولق.

ث ر ن ت
بدن مثرنت، كمغرند أهلمه الجوهري، وقال أبو عمرو: أي مخصب، والتاء منونة تنوين المنقوص، لأنه اسم فاعل من اثرنتى البدن، كاثرندى: إذا كثر لحم صدره. وفي بغية الآمال، لأبي جعفر اللبلي: وهذا المثال، أعني افعنلى، لا يتعدى عند سيبويه البتة، وقد حكى بعضهم تعديه، وأنشد:

قدجعل النعاس يغرنديني    أدفعه عني ويسرنديني ورد البيتين أبو بكر الزبيدي: وقال أحسبهما مصنوعين؛ وليس كما قال، قد ذكرهما غير واحد من أئمة اللغة. وسيأتي تحقيق ذلك.

ث ف ت
ومما يستدرك عليه: ثافت: قرية باليمن، ذات كروم كثيرة، بينها وبين صنعاء يومان. ويقال: أثافت، قال الهمداني: ويقال أثافة بالهاء، والتاء أكثر، قال الأصمعي: وقفت باليمن على قرية، فقلت لامرأة، بم تسمى هذه القرية? فقالت: أما سمعت قول الشاعر الأعشى:

أحب أثافت ذات الكرو    م عند عصارة أعنابها قال ياقوت: وخبرني الرئيس الكباري من أهل أثافت، قال: وكانت تسمى في الجاهلية درنى، وإياها عنى الأعشى بقوله:

أقول للشرب في درنى وقد ثملواشيموا وكيف يشيم الشارب الثمل وكان الأعشى كثيرا ما يتجر فيها، وكان له معصار للخمر يعصر فيها ما جزل له أهل أثافت من أعنابهم.

ث م ت
الثموت، كقبول: أهمله الليث والجوهري، وروى ثعلب عن ابن الاعرابي أنه قال: الثموت: العذيوط، وهو الذي إذا غشي المرأة أحدث، وهو الثت أيضا. وقد تقدم.

ث ن ت

صفحة : 1070

ثنت اللحم، كفرح، ثنتا: إذا تغير وأنتن. ثنتت الشفة، وكذلك اللثة: إذا استرخت ودميت، فهي أي اللثة ثنتة. ولحم ثنت: مسترخ، ونثت مثله بتقديم النون. ورجل ثنتاية، بالكسر: أي فحاش سيئ الخلق بذيء اللسان، نقله الصاغاني.

ث و ت
ثات: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وهو مخلاف باليمن، ومنه ذو ثات الحميري. وهو قيل من أقيالها، وهو ذو ثات ابن عريب بن أيمن بن شرحبيل بن الحارث بن زيد بن ذي رعين. قاله الهمداني. قال الدارقطني: أبو خزيمة إبراهيم بن يزيد بن مرة بن شرحبيل الرعيني الثاتي، نسبة إلى ثات بن رعين من أجداده وهو الثاني عشر من جدوده، لا إلى ذي ثاث، ولي القضاء بمصر. روى عنه جرير بن حازم ومفضل فضالة، وقال ابن الأثير: ورع زاهد، عن يزيد بن أبي حبيب: ولي القضاء كرها، مات سنة 154. قلت وترجمة القاضي نور الدين علي بن عبد القادر الطوخي في كتاب قضاة مصر، وبسط في ترجمته؛ ومنهم من صحف جده بباب، بالموحدتين، فليتفطن لذلك. وقد ذكره المصنف في ت ن أ، فصحفه، وقد نبهنا عليه هناك.

ث ه ت
ثهت، كفرح، ثهتا بفتح فسكون، وثهاتا بالضم: أهمله الجوهري. وقال ابن بزرج: أي دعا وصوت، يقال: ما أنت في ذلك الأمر بالثاهت ولا المثهوت: أي بالداعي ولا المدعو. قال الأزهري: وقد رواه أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
وانحط داعيك إلى إسكات
من البكاء الحق والثهات

والثاهت: الحلقوم يخرج منه الصوت، أو البلدم بالكسر، هو مقدم الصدر، أو جليدة يموج فيها القلب، وهي جرابه؛ قال:
ملئ في الصدر علينا ضبا
حتى ورى ثاهته والخلبـا

ومما يستدرك عليه: ثهت على غريمه تثهيتا: إذا صاح أعلى صياحه، وكذلك: قعط، وجور. وجوق، كذا في نوادر الأعراب.