الباب الثالث: باب التاء - الفصل الخامس: فصل الجيم

فصل الجيم

ج ب ت
الجبت، بالكسر: كلمة تقع على الصنم، والكاهن، والساحر، ونحو ذلك. قال الشعبي في قوله تعالى: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت قال: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان؛ وعن ابن عباس: الطاغوت: كعب بن الأشرف، والجبت: حيي بن أخطب. وفي الحديث: الطيرة والعيافة والطرق من الجبت قال القاضي البيضاوي، في النساء: الجبت: أصله الجبس، وهو الذي لا خير فيه، قلبت سينه تاء. وبسطه الخفاجي في العناية. الجبت: كل ما عبد من دون الله تعالى. قال الجوهري: وهذا ليس من محض العربية، لاجتماع الجيم والتاء في كلمة واحدة، من غير حرف ذولقي.

ج ت ت
الجت: أهمله الليث، والجوهري وروى ثعلب عن ابن الأعرابي: هو جس الكبش ليعرف سمنه من هزاله، كذا في التهذيب. قال شيخنا: قيل: أصله جس، وأبدلت سينه تاء، كما قيل في الجبت، وصرح قوم بأنه غير عربي للعلة التي ذكرها الجوهري، بل هي في هذا أشد للاتصال.

ج ب ر ت
وبقي هنا على المؤلف: جبرت، وهو بلد بالحبش، ونسب إليه أقوام من العلماء.

ج ر ت
جرت، بالضم: أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وهي ة بصنعاء اليمن منها يزيد بن مسلم الجرتي، عن وهب بن منبه، وعنه المسلم بن محمد، ذكره الأمير. وإسماعيل بن إبراهيم بن الجرت، بالكسر، محدث، عن ابن وهب.

ج ر ف ت

صفحة : 1071

جيرفت بالكسر وضم الراء: أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هي كورة بكرمان فتحت في خلافة عمر، رضي الله عنه، منها: أبو الحسين أحمد بن عمر بن إبراهيم بن إسحاق الكرماني، حدث بشيراز عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين الأنماطي، وعنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.

ج ف ت
اجتفت: أهمله الجوهري، وفي نوادر الأعراب: يقال: اجتفت المال، واكتفته، وازدفته، وازدعبه اجترفه أجمع، وكذا: اكتلطه، واكتدده.

ج ل ت
جلته: أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: جلته، يجلته: ضربه، مثل جلده، لغة أو لثغة، كاجتلته، كاجتلده. وفي اللسان: ويقال: جلته عشرين سوطا: أي ضربته، وأصله: جلدته، فأدغمت الدال في التاء والمجلوت الألية أي الخفيفها وقد جلتت أليته: أي انحدرت في فخذه. واجتلته: شربه، أو أكله أجمع: والجليت: الجليد، لغة فيه، وهو ما يقع من السماء. وجالوت: اسم أعجمي، لاينصرف. وفي التنزيل العزيز: وقتل داود جالوت قال ابن دريد: فأما طالوت وجالوت وصابون، فليس من كلام العرب، وإن كان الأولان في التنزيل، فهما اسمان أعجميان. وجللتا، بضم الجيم وفتح اللام، وتضم اللام: ة بالنهروان، هكذا قيده الصاغاني.

ج ل خ ت
ومما يستدرك عليه: جلختى، بفتح الجيم واللام وسكون الخاء المعجمة وبعدها تاء مثناة فوقية وألف: ناحية بواسط، وإليها نسب أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد الجلختي الواسطي من مشاهير المحدثين، وكذا ابنه نصر الله بن محمد.

ج و ت
جوت جوت، مثلثة الآخر، مبنية الفتح لغة مشهورة، والكسر عن أبي عمرو، والضم عن الفراء: دعاء للإبل إلى الماء. فإذا أدخلوا عليه الألف واللام، تركوه على حاله قبل دخولهما؛ قال الشاعر، أنشده الكسائي:

دعاهن ردفي فارعوين لصوته    كما رعت بالجوت الظماء الصواديا نصبه مع الألف واللام، على الحكاية، كذا في الصحاح. وكان أبو عمرو يكسر التاء من قوله بالجوت، ويقول: إذا أدخلت عليه الألف واللام ذهبت منه الحكاية. والأول قول الفراء والكسائي. وكان أبو الهيثم ينكر النصب، ويقول: إذا أدخل عليه الألف واللام، أعرب، وينشده: كما رعت بالجوت. وقال أبو عبيد: قال الكسائي أراد به الحكاية مع اللام. قال أبو الحسن: والصحيح أن اللام هنا، زائدة، كزيادتها في قوله:

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر فبقيت على بنائها. ورواه يعقوب: كما رعت بالجوت. والقول فيها كالقول في جوت. وقد جاوتها، قال الشاعر:

جاوتها فهاجها جواته قال بعضهم: جايتها، وأنشد قول الشاعر: جايتها، وسيأتي جوت جوت: زجر لها. والاسم منه الجوات، كغراب. وإسحاق بن إبراهيم بن جوتى، كطوبى: محدث صنعاني، عن عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، وسعيد بن سالم القداح، وعنه أبو زيد محمد بن أحمد بن إبراهيم، وعلي بن بشر المقاريضي، وولده محمد بن إسحاق بن إبراهيم، شيخ للطبراني.

ج ي ت
جيت، بالكسر: حصن من أعمال نابلس، وهو غير جيب بالموحدة الذي من أعمال بيت المقدس، من فتوحات السلطان صلاح الدين، رحمه الله تعالى، وقد تقدم؛ أو أن أحدهما مصحف عن الآخر. وجايت الإبل: قال لها جوت جوت، وهو دعاؤه إياها إلى الماء؛ قال:

جايتها فهاجها جواته

صفحة : 1072

هكذا رواه ابن الأعرابي. وهذا إنما هو على المعاقبة، أصلها جاوتها، لأنه فاعلها من جوت جوت، وطلب الخفة فقلب الواو ياء. ألا تراه رجع في قوله: جواته، إلى الأصل الذي هو الواو، وقد يكون شاذا، نادرا. كذا في لسان العرب في ج و ت. وزاد في ج ي ت بعد ما ذكر رواية ابن الأعرابي: وهذا يبطله التصريف، لأن جايتها من الياء، وجوت جوت من الواو. اللهم إلا أن يكون معاقبة حجازية، كقولهم: الصياع في الصواع، والمياثق في المواثق. أو تكون لفظة على حدة، والصحيح: جاوتها. وهكذا رواه غير واحد.