فصل الحاء المهملة مع المثناة الفوقية
ح ب ت
حبتة بنت الحباب: أهمله الجوهري، وهي في نسب الأنصار. حبته بنت مالك بن
عمرو بن عوف: صحابية، من نسلها الإمام أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب.
وقيل: خنيس بن سعد بن حبتة، أخو النعمان بن سعد. وحبتة أمهم، فهم حبتيون.
وهو القاضي. أول من سمي قاضي القضاة، ولاه الهادي ثم الرشيد، وبه انتشر
مذهب الإمام أبي حنيفة، رضي الله عنه، روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري
والأعمش وأبي إسحاق الشيباني، وعنه محمد بن الحسن وغيره، ولد سنة 113 وتوفي
سنة 182 ببغداد. قال الأزهري في آخر ترجمة بحت: وحبتون بالكسر: اسم جبل
بالموصل.
ح ب ر ت
كذب حبريت، كبحريت: أهمله الجوهري، وأورده ابن الأعرابي، ومثله حنبريت: أي
خالص مجرد، لا يستره شيء.
ح ت ت
حته، أي الشيء، عن الثوب وغيره، يحته، حتا: فركه، وقشره، فانحت، وتحات.
واسم ما تحات منه: الحتات كالدقاق. وهذا البناء من الغالب على مثل هذا،
وعامته بالهاء. وكل ما قشر، فقد حت. وفي الحديث أنه قال لامرأة سألته عن
الدم يصيب ثوبها، فقال لها: حتيه ولو بضلع معناه: حكيه وأزيليه. والضلع:
العود. الحت والحك، والقشر، سواء، وقال الشاعر:
وما أخذا الديوان حتى تصعلكا زمانا وحت الأشهبان غناهما حت: قشر وحك. وفي حديث كعب: يبعث من بقيع الغرقد سبعون ألفا، هم خيار من ينحت عن خطمه المدر أي،: ينقشر ويسقط عن أنوفهم التراب. الحت، والانحتات، والتحات، والتحتحت: سقوط الورق عن الغصن وغيره. وفي الحديث: تحاتت عنه ذنوبه أي: سقطت. وشجرة محتات: أي منثار. والحتت: داء يصيب الشجر، تحات أوراقها منه. كانحتت، وتحاتت، وتحتحتت قال شيخنا: أنث باعتبار المعنى، وهو الأفصح في اسم الجنس الجمعي، والتذكير فصيح. وتحات الشيء: أي تناثر، وفي الحديث: ذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء وسط الشجر الذي تحات ورقه من الضريب ، أي: تساقط. والضريب: الجليد. حت الشيء: حطه. من المجاز: الحت: الجواد من الفرس الكثير العرق، قيل: السريع العرق منه. وفرس حت: سريع، كأنه يحت الأرض. والحت: سريع السير من الإبل، والخفيفة، كالحتحت كذلك الظليم، وقال الأعلم بن عبد الله الهذلي:
على حت البراية زمخري الس واعد ظل في شري طـوال وإنما أراد حتا عند البراية، أي: مريع عند ما يبريه من السفر وقيل: أراد حت البري، فوضع الاسم موضع المصدر. وخالف قوم من البصريين تفسير هذا البيت فقالوا: يعني بعيرا، فقال الأصمعي: كيف يكون ذلك، وهو يقول قبله:
كأن ملاءتي على هجف
يعن مع العشية للرئال
صفحة : 1073
قال ابن سيده: وعندي أنه إنما هو ظليم، شبه به فرسه أو بعيره، ألا تراه
قال: هجف. وهذا من صفة الظليم. وقال: ظل في شري طوال، والفرس والبعير لا
يأكلان الشري، إنما يهتبده النعام. والشري: شجر الحنظل. وقال ابن جني:
الشري: شجر تتخذ منه القسي. قال: وقوله: ظل في شري طوال، يريد أنهن إذا كن
طوالا سترنه، قزاد استيحاشه، ولو كن قصارا لسرح بصره، وطابت نفسه، فخفض
عدوه. كذا في لسان العرب. الحت أيضا: الكريم العتيق، هكذا فسره غير واحد.
الحت: الميت من الجراد، وج أحتات، لا تجاوز به هذا البناء، حمل على المعتل،
لأنه تقرر أن فعلا بالفتح، لا يجمع على أفعال، إلا في ألفاظ ثلاثة: أحمال،
وأزناد، وأفراخ، وجاءت ألفاظ معتلة أو مضاعفة توجد مع الاستقراء، قاله
شيخنا. الحت: مالا يلتزق من التمر، يقال: جاء بتمر حت: لا يلتزق بعضه ببعض.
الحت: سيف أبي دجانة سماك بن خرشة الأنصاري، رضي الله عنه وسيف كثير بن
الصلت الكندي. الحت، بالضم: الملتوت من السويق، كذا في النسخ. والذي في
التكملة، سويق حت: أي غير ملتوت. الحت: قبيلة من كندة، تنسب إلى بلد، لا
إلى أب، أو أم. وعبارة ابن منظور: ليس بأم، ولا أب. الحت: جبل من القبلية
محركة،كذا هو مضبوط. وحت، مبنيأ على الكسر: زجر للطير. قال ابن سيده: وحتى:
حرف من حروف الجر، كإلى، ومعناه للغاية، كقولك: سرت اليوم حتى الليل، أي:
إلى الليل، ومثلوا لها أيضا بقوله تعالى: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع
إلينا موسى و حتى مطلع الفجر وغيرهما. تأتي للتعليل، نحو: أسلم حتى تدخل
الجنة ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم أي: كي يردوكم، أقره ابن هشام وابن
مالك وأبو حيان، وأنكره الأندلسي في شرح المفصل، ونقله الرضي وسلمه، وزعموا
أنها إنما تكون دائما بمعنى إلى الغائية. تأتي بمعنى إلا في الاستثناء، أي:
لا في الوصف ولا في الزيادة. هكذا قيدوا، صرح به ابن هشام الخضراوي وابن
مالك، ونقله أبو البقاء عن بعضهم، وأدل الأمثلة على المراد ما أنشده ابن
مالك من قول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة حتى تجود وما لـديك قـلـيل هو حرف يخفض، عدها الجماهير من حروف الجر، وإنما تجر الظاهر الواقع غاية لذي أجزاء، أو ما يقوم مقامه، على ما أوضحه ابن هشام في المغني والتوضيح وغيرهما ويرفع إذا وقع في ابتداء الكلام. وفي الصحاح: وقد تكون حرف ابتداء، يستأنف بها الكلام بعدها، كما قال:
فما زالت القتلى تمج دماءها بدجلة حتى ماء دجلة أشكل وهو قول جرير يهجو الأخطل، ويذكر إيقاع الجحاف بقومه، وبعده: لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم ونحن لكم يوم القيامة أفضل وفي المغني: الثالث من وجوه حتى: أن تكون حرف ابتداء، أي حرفا تبدا بعده الجمل، أي: تستأنف، فتدخل على الجملة الاسمية؛ وأنشد: قول جرير السابق، وقول الفرزدق:
فواعجبا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل ومجاشع ولا بد من تقدير محذوف قبل حتى في هذا البيت، أي: فواعجبا: يسبني الناس حتى كليب: وتدخل على الفعلية التي فعلها مضارع كقراءة نافع: حتى يقول الرسول ، وكقول حسان:
يغشون حتى ما تهر كلابهم
لا يسألون عن السواد المقبل
صفحة : 1074
وعلى الفعلية الماضوية، نحو: حتى عفوا وقالوا وينصب، أي: يقع الفعل المضارع
بعدها منصوبا بشروطه التي منها: أن يكون مستقبلا، باعتبار التكلم، أو
باعتبار مستقبلا، باعتبار التكلم، أو باعتبار ما قبلها. وفي الصحاح، ولسان
العرب: وإن أدخلتها على الفعل المستقبل، نصبته بإضمار أن، تقول: سرت إلى
الكوفة حتى أدخلها، بمعنى إلى أن أدخلها؛ فإن كنت في حال دخول، رفعت، وقرئ:
وزلزلوا حتى يقول الرسول ويقول. فمن نصب، جعله غاية؛ ومن رفع، جعله حالا
بمعنى حتى الرسول هذه حاله. قال شيخنا: وظاهر كلامه أن لها دخلا في رفع ما
بعدها، وليسي كذلك كما عرفت: وأنها هي الناصبة وهو مرجوح عند البصريين،
وإنما الناصب عند الجمهور أن مقدرة بعد حتى ، كما هو مشهور في المبادئ.
ولهذا، أي لأجل أنها عاملة أنواع العمل في أنواع المعربات، وهي الأسماء
والفعل المضارع، قال الفراء: أموت، وفي نفسي من حتى شيء؛ لأن القواعد
المقررة بين أئمة العربية أن العوامل التي تعمل في الأسماء، لا يمكن أن
تكون عاملة في الأفعال ذلك العمل ولا غيره، ولذلك حكموا على الحروف العاملة
في نوع بأنها خاصة به، فالنواصب خاصة بالأفعال، كالجوازم لا يتصور وجدانها
في الأسماء، كما أن الحروف العاملة في الأسماء كحروف الجر، وإن وأخواتها
خاصة بالأسماء، لا يمكن أن يوجد لها عمل في غيرها، وحتى كأنها جاءت على
خلاف ذلك، فعملت الرفع النصب والجر في الأسماء والأفعال، وهو على قواعد أهل
العربية مشكل. والصواب أنه لا إشكال ولا عمل، وحتى عند المحققين إنما تعمل
الجر خاصة بشروطها. وأما الرفع، فقد أوضحنا أنها يقال لها الابتدائية، وما
بعدها مرفوع بما كان مرفوعا به قبل دخولها، ولا أثر لها فيه أصلا، وإنما
نصب الفعل بعدها له شروط، إن وجدت، نصب، وإلا بقي الفعل على رفعه، لتجرده
من الناصب والجازم. وأما الناصبة، فهي الجارة في الحقيقة، لأن نصب الفعل
بعدها إنما هو بأن مقدرة على ما عرف، ولذلك يؤول الفعل الواقع بعدها بمصدر
يكون هو المجرور بها، فقوله تعالى حتى يرجع ، تقديره: حتى أن يرجع، وأن
والفعل: مؤولان بالمصدر، وهي، في المعنى، كإلى الدالة على الغاية.
والتقدير: إلى رجوع موسى إلينا، وبه تعلم ما في كلام المصنف من التقصير
والقصور، والتخليط الذي لا يميز به المشهور من غير المشهور، ولا يعرف منه
الشاذ من كلام الجمهور، قاله شيخنا، وهو تحقيق حسن. وفي لسان العرب: وتدخل
على الأفعال الآتية، فتنصبها بإضمار أن ، وتكون عاطفة بمعنى الواو. وقال
الأزهري: وقال النحويون: حتى تجيء لوقت منتظر، وتجيء بمعنى إلى، وأجمعوا أن
الإمالة فيها غير مستقيم، وكذلك في على. ولحتى في الأسماء والأفعال، أعمال
مختلفة. وقال بعضهم: حتى، فعلى، من الحت، وهو الفراغ من الشيء، مثل: شتى من
الشت. قال الأزهري: وليس هذا القول مما يعرج عليه؛ لأنها لو كانت فعلى من
الحت، كانت الإمالة جائزة، ولكنها حرف أداة، وليست باسم ولا فعل. وفي
الصحاح، وغيره: وقولهم: حتام، أصله: حتى ما، فحذفت ألف ما للاستفهام، وكذلك
كل حرف من حروف الجر يضاف في الاستفهام إلى ما، فإن ألف ما يحذف فيه، كقوله
تعالى: فبم تبشرون ، و فيم كنتم ، و عم يتساءلون . وهذيل تقول: عتى، في:
حتى، كذا في اللسان. حتى: جبل بعمان وحتاوة: ة بعسقلان، منها أبو صالح عمرو
بن خلف عن رواد بن الجراح، وعنه محمد بن الحسين بن قتيبة، روى له الماليني،
وذكره ابن عدي في الضعفاء. تقول: ما في يدي منه حت كما تقول: ما في يدي منه
صفحة : 1075
شيء. وفي الأساس: ما في يدي منه حتاتة. الحت. سقوط الورق عن الغصن وغيره.
والحتوت، كصبور من النخل: المتناثر البسر، كالمحتات. يقال شجرة محتات: أي
منثار. وتحات الشيء: تناثر. وتحاتت أسنانه: تناثرت. والحتات، كسحاب:
الجلبة، محركة، نقله الصاغاني عن الفراء. وكغراب: قطيعة بالبصرة، نقله
الصاغاني. والحتات، بالكسر: من أعراض المدينة. الحتات بن عمرو الأنصاري أخو
أبي اليسر كعب بن عمرو، مات في حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد
أسلم. أو هو الحباب بباءين موحدتين، وهو الذي صححه جماعة، وصرح ابن المديني
بأنه المشهور. أما قول الفرزدق:. وفي الأساس: ما في يدي منه حتاتة. الحت.
سقوط الورق عن الغصن وغيره. والحتوت، كصبور من النخل: المتناثر البسر،
كالمحتات. يقال شجرة محتات: أي منثار. وتحات الشيء: تناثر. وتحاتت أسنانه:
تناثرت. والحتات، كسحاب: الجلبة، محركة، نقله الصاغاني عن الفراء. وكغراب:
قطيعة بالبصرة، نقله الصاغاني. والحتات، بالكسر: من أعراض المدينة. الحتات
بن عمرو الأنصاري أخو أبي اليسر كعب بن عمرو، مات في حياة رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، وقد أسلم. أو هو الحباب بباءين موحدتين، وهو الذي صححه
جماعة، وصرح ابن المديني بأنه المشهور. أما قول الفرزدق:
فإنك واجد دوني صعودا جراثيم الأقارع والحتات فيعني به الحتات بن يزيد، لا ابن زيد المجاشعي، وحتات: لقب، واسمه بشر، ذكر ابن إسحاق، وابن الكلبي، وابن هشام: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، واخى بين الحتات ومعاوية، فمات الحتات عند معاوية في خلافته، فورثه بالأخوة، فخرج إليه الفرزدق، وهو غلام، فأنشده:
أبوك وعمي يا معـاوي أورثـا
تراثا فيحتاز التراث أقـاربـه
فما بال ميراث الحتات أكلـتـه وميراث
حرب جامد لك ذائبه?
صفحة : 1076
الأبيات. فدفع إليه ميراثه، ووهم الحوهري، وهما صحابيان. وفي الإصابة.
الحتات، بالضم، هو ابن زيد بن علقمة بن جري بن سفيان بن مجاشع بن دارم
التميمي الدارمي المجاشعي، ذكره ابن إسحاق وابن الكلبي وابن هشام فيمن وفد
من بني تميم على النبي، صلى الله عليه وسلم. ووجدت في هامش لسان العرب، ما
نصه: وأورد هذا البيت، يعني: الجوهري، بيت الفرزدق، في ترجمة قرع، وقال:
الحتات بشر بن عامر بن علقمة، فليراجع. الحتات بن يحيى بن جبير اللخمي:
محدث. ورمدة حتان: سيأتي في ر م د. والحتحتة: السرعة، والعجلة في كل شيء.
وهو مجاز، ومنه: حته مائة سوط: ضربه، وعجل ضربه. وحته دراهمه: عجل له
النقد. ومنه المثل: شر السير الحتحتة . والحتحات: بمعنى الحثحاث بالمثلثة،
وسيأتي ذكره. وأحت الأرطى، وهو شجر: أي يبس. ومما يستدرك عليه: انحت شعره
عن رأسه، وانحص: إذا تساقط. والحتة: القشرة. وحت الله ماله حتا: أذهبه
فأفقره، على المثل. وتركوهم حتا بتا، وحتا فتا: أي أهلكوهم. ومن المجاز
أيضا: حته عن الشيء، يحته، حتا: رده. وفي الحديث: أنه قال لسعد، يوم أحد:
احتتهم، يا سعد، فداك أبي وأمي ، يعني: ارددهم. قال الأزهري: إن صحت هذه
اللفظة، فهي مأخوذة من حت الشيء، وهو قشره شيئا بعد شيء، وحكه. والحت:
القشر. والحتات من أمراض الإبل: أن ياخذ البعير هلس، فيتغير لحمه وطرقه
ولونه، ويتمعط شعره، عن الهجري. وقال الفراء؛ حتاة، أي: حتى هو.
ح ذ ر ق ت
ما يملك حذر قوتا هكذا بالقاف عندنا في النسخة، وفي غيرها من الأمهات
بالفاء: أي شيئا. وفي التهذيب: أي قسطا، كما يقال: فلان لا يملك إلا قلامة
ظفر.
ح ر ت
الحرت: الدلك الشديد حرت الشيء، يحرته، حرتا. الحرت: القطع المستدير،
كالفلكة ونحوها. قال الأزهري: لا أعرف ما قال الليث في الحرت: إنه قطع
الشيء مستديرا، قال: وأظنه تصحيفا، والصواب خرت الشيء يخرته، بالخاء؛ لأن
الخرتة هي الثقب المستدير، كما سيأتي. الحرت: صوت قضم الدابة العلف ونحوه،
نقله الصاغاني. والمحروت: أصل الأنجذان، وهو نبات كما يأتي في نجذ، واحدته
محروتة، وقلما يكون مفعول اسما، إنما بابه أن يكون صفة كالمضروب والمشؤوم،
أو مصدرا كالمعقول والميسور. وعن ابن شميل: المحروت: شجرة بيضاء، تجعل في
الملح، لا تخالط شيئا إلا غلب ريحها عليه، وتنبت في البادية، وهو ذكية
الريح جدا، والواحدة محروتة. والحرتة، بالضم، عن أبي عمرو: أخذ لذعة الخردل
إذا أخذ بالأنف، والثابت في روايته بالخاء. في الصحاح: رجل حرتة، كهمزة،
وهو الأكول. عن ابن الأعرابي: حرت الرجل، كسمع: إذا ساء خلقه. الحرات،
كسحاب: صوت التهاب النار، نقله الصاغاني. وحوريت: ع، ولا نظير لها سوى
صوليت، ذكرهما أبو حيان في شرح التسهيل، وابن عصفور في الممتع، ولم
يفسراهما، واتفقا على أن وزنهما فعليت، وبحث ابن عصفور أن أصلهما الكسر
فخفف، ورده أبو حيان بأنه لم يسمع كسرهما حتى يدعى التخفيف: واقتصر في
الإرشاد على ذكر صوليت، قاله شيخنا وصريح كلامهما أن التاء زائدة؛ لأنهما
وزناهما بفعليت، وكلام المصنف مصرح بأن التاء من أصول الكلمة، فافهم.
ح ف ت
صفحة : 1077
حفته الله، حفتا: أهلكه، ودق عنقه. والشيء حفته: دقه، قال الأزهري: لم أسمع
حفته، بمعنى دق عنقه، لغير الليث، قال: والذي سمعناه: عفته ولفته، إذا لوى
عنقه وكسره، فإن جاء عن العرب حفته بمعنى عفته، فهو صحيح، ويشبه أن يكون
صحيحا لتعاقب الحاء والعين في حروف كثيرة. وفي الصحاح: الحفت: الدق. وفي
غيره: الحفت: الهلاك. ومن سجعات الأساس: ويقال لمن انتفخت أوداجه غضبا:
احرنفش حفاته. الحفت، ككتف: لغة في الحفث. والحفيتأ، بالفتح، مهموز، مقصور:
الرجل القصير مع السمن، كذا نقل عن الأصمعي، ومثله حفيسأ: وأنشد ابن
الأعرابي:
لا تجعليني وعقيلا عدلين
حفيتأ الشخص قصير الرجلين
ورجل حفيتأ، وحفيتي: قصير لئيم الخلقة، وقيل: ضخم. وقد مر ذكره والإشارة إليه في باب الهمز كذا قاله، ولم يذكره هناك، فهو إحالة غير صحيحة.
ح ل ت
الحليت: الجليد والصقيع، بلغة طيئ. الحليت: البرد بفتح فسكون، وروي عن ابن
الأعرابي، قال: يوم ذو حليت: إذا كان شديد البرد، والأزيز مثله. الحليت،
كسكيت: صمغ الأنجذان، كالحلتيت. وهو عقير معروف، قاله ابن سيده. وقال ابن
سيده: الحلتيت عربي أو معرب، قال: ولم يبلغني أنه ينبت ببلاد العرب، ولكن
ينبت بين بست وبلاد القيقان. قال، وهو نبات يسلنطح، ثم يخرج من وسطه قصبة،
تسمو في رأسها كعبرة. قال: والحلتيت، أيضا: صمغ يخرج في أصول ورق تلك
القصبة. قال: وأهل تلك البلاد يطبخون بقلة الحلتيت ويأكلونها، وليست مما
يبقى على الشتاء. وفي الصحاح: الحلتيت: صمغ الأنجذان، ولا تقل: الحلتيث،
بالثاء، وربما قالوا: حليت، بتشديد اللام. وفي التهذيب: الحلتيت: الأنجرذ
وأنشد:
عليك بقنأة وبسنـدروس وحلتيت وشيء من كنعد قال الأزهري: هذا البيت مصنوع، ولا يحتج به. قال: والذي أحفظه عن البحرانيين: الخلتيت، بالخاء: الأنجرذ، قال: ولا أراه عربيا محضا. حليت: ع بنجد، أو هو كقبيط، عن أبي حاتم، وهو من أخيلة الحمى بضرية، عظيمة كثيرة القنان، وكان فيها معدن ذهب، من ديار بني كلاب، قال امرؤ القيس: فغول فحليت فنفي فمنعج إلى عاقل فالخبت ذي الأمرات وحلت رأسه، يحتلته، حلتا، من باب ضرب: حلقه، ومنه: حلت رأسي: أي حلقته، وصرح ابن دريد وغيره بأنه لثغة. حلت بسلحه: رماه. حلت دينه: قضاه، من حلت ديني: أي قضيته. حلت الصوف: مرقه. قال الأزهري عن اللحياني: حلأت الصوف عن الشاة حلأ، وحلته حلتا. حلت فلانا: أعطاه. عن الأصمعي: حلته كذا سوطا: جلده. وحلته: ضربه. حليت، كزبير: ع ببلاد جهينة، وليس بتصحيف حليت، نقله الصاغاني. يقال: جمل محلات، كمحراب: إذا كان يؤخر حمله أبدا، نقله الصاغاني. والحلاتة بالضم، والحلاءة: نتافة الصوف؛ وما تقذفه، وفي نسخة: تقذيه، ومثله في التكملة، الرحم في أيام وفي بعض النسخ: في حدثان نتاجها. عن ابن الأعرابي: الحلت: لزوم ظهر الخيل. ومما يستدرك عليه: الحلتان، محركة: موضع.
ح م ت
يوم حمت، بالتسكين: شديد الحر، وليلة حمتة، ويوم محت، وليلة محتة، وقد حمت
يومنا، ككرم: إذا اشتد حره، كمحت. كل هذا في شدة الحر؛ وأنشد شمر:
من سافعات، وهجير حمت
صفحة : 1078
والحميت: المتين من كل شيء حتى إنهم ليقولون: تمر حميت، وعسل حميت. وما
أكلت تمرا أحمت حلاوة من التعضوض، أي: أمتن، ويأتي قريبا. الحميت: وعاء
السمن كالعكة، وقيل: وعاء السمن الذي متن بالرب، وهو من ذلك كالتحموت،
بالفتح، عن السيرافي، والتاء زائدة، وهو في لسان العرب، ونقله الصاغاني عن
ابن دريد. ولما لم يطلع عليه شيخنا استغربه. قيل: الحميت: الزق الصغير. وفي
حديث عمر، رضي الله عنه، قال لرجل أتاه سائلا، فقال: هلكت، فقال له: أهلكت،
وأنت تنث نثيث الحميت قال الأحمر: الحميت: الزق المشعر الذي يجعل فيه السمن
والعسل والزيت، أو الزق بلا شعر قال الجوهري، وهو للسمن. قال ابن السكيت:
فإذا جعل في نحي السمن الرب، فهو الحميت، وإنما سمي حميتا، لأنه متن بالرب.
وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه فإذا حميت من سمن قال: هو النحي والزق. وفي
حديث وحشي: كأنه حميت ، أي زق. وفي حديث هند لما أخبرها أبو سفيان بدخول
النبي، صلى الله عليه وسلم، مكة، قالت: اقتلوا الحميت الأسود تعنيه
استعظاما لقوله، حيث واجهها بذلك. وتمر حمت بالتسكين، وحمت ككتف، وحامت،
وحميت، وتحموت: كل ذلك بمعنى شديد الحلاوة. وهذه التمرة أحمت حلاوة من هذه،
أي: أصدق حلاوة، وأشد، وأمتن. وحمت الجوز وغيره. وفي بعض الأمهات: ونحوه،
كفرح: إذا تغير وفسد. وتحمت لونه: صار خالصا، نقله الصاغاني. عن ابن شميل:
حمتك الله تعالى عليه يحمتك أي صبك الله عليه. ومما يستدرك عليه: غضب حميت:
شديد؛ قال رؤبة:
حتى يبوخ الغضب الحميت يعني الشديد، أي ينكسر ويسكن، كذا في الصحاح.
ح ن ب ر ت
كذب حنبريت: خالص، لا يخالطه صدق. وماء حنبريت وصلح حنبريت. قد أهمله
الجوهري، وأورده ابن الأعرابي: أي خالص. وضاو حنبريت: ضعيف جدا. واختلف في
وزنه، فقيل: هو فعلليل، فحروفه كلها أصلية غير المثناة التحتية، وهو خماسي
الأصول. وقيل: هو فنعليت. فأصوله ثلاثة والنون والتحتية والفوقية زوائد،
وعليه فمحله الراء، وكان ينبغي التنبيه عليه هناك وهنا على عادته، قاله
شيخنا.
ح ن ت
الحانوت فاعول، من: حنت قال ابن سيده: معروف، وقد غلب على دكان الخمار. وهو
يذكر ويؤنث؛ قال الأعشى:
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني شاو
مشل شلول شلشل شـول
وقال الأخطل:
ولقد شربت الخمر في حانوتها وشربتها بأريضة مـحـلال الحانوت، أيضا: الخمار نفسه، قال القطامي: كميت إذا ما شجها الماء صرحت ذخيرة حانوت عليها تناذره وقال المتنخل الهذلي:
تمشى بيننا حـانـوت خـمـر
من الخرس الصراصرة القطاط
صفحة : 1079
قيل: أي صاحب حانوت. وفي حديث عمر، رضي الله عنه أنه أحر بيت رويشد الثقفي،
وكان حانوتا يعاقر فيه الخمر ويباع . قلت: وهو صريح في أن ضمير كان راجع
إلى البيت، لا إلى رويشد، وهكذا حققه الزمخشري، وشذ شيخنا فأرجعه إلى
رويشد. ثم قال ابن منظور: وكانت العرب تسمي بيوت الخمارين: الحوانيت، وأهل
العراق يسمونها المواخير، واحدها حانوت وماخور. والحانة أيضا مثله. وهذا
موضع ذكره؛ لأن هذه الحروف أصول فيه، وقيل: إنهما من أصل واحد، وإن اختلف
بناؤهما، وأصلها حانوة بوزن ترقوة، فلما سكنت الواو، انقلبت هاء التأنيث
تاء. وذكر الزمخشري قولا آخر، وهو: أنه من حنو فوقع فيه التقديم والتأخير
كطاغوت، وعليه فموضعه المعتل. وذكره الجوهري هناك على ما سيأتي عليه
الكلام. قال أبو حنيفة والنسبة إلى الحانوت حاني وحانوي. قال الفراء: ولم
يقولوا: حانوتي. قال ابن سيده: وهذا نسب شاذ البتة، لا أشذ منه، لأن حانوتا
صحيح، وحاني وحانوي معتل، فينبغي أن لا يعتد بهذا القول. ووقع في نسخة
شيخنا: حانوتي، بالتاء بدل حانوي، وقال: هذا الموافق للأصل الذي أختاره،
الجاري على قواعد التصريف، ثم رده لقول الفراء. وهو غلط، وفي كلامه، خبط.
فتأمل.
ومما يستدرك عليه أيضا: ما في التهذيب، عن أبي زيد: رجل حنتأؤ، ومرأة حنتأوة، وهو الذي يعجب بنفسه، وهو في أعين الناس صغير. وهذه اللفظة ذكرها المصنف في: حتأ، تبعا لابن سيده، وقد تقدم هناك. قال الأزهري: أصلها ثلاثية، ألحقت بالخماسي بهمزة وواو، زيدتا فيها فكان ينبغي أن ينبه عليها هنا.
ح ض ر م و ت
ومما يستدرك عليه: حضرموت، وهي: مدينة مشهورة باليمن، وقبيلة، وذكره المؤلف
في حضر، وكان ينبغي التنبيه عليه هنا؛ لأنها صارت كلمة واحدة بالتركيب.
ح و ت
الحوت: السمكة، كما في الصحاح. وفي المحكم: الحوت: السمك، معروف. وقيل: هو
ما عظم، وج: أحوات، وحوتة بكسر الحاء وفتح الواو، وحيتان بالكسر، وعلى
الأول والثالث اقتصر الجوهري وابن منظور. الحوت: اسم برج في السماء من
الاثني عشر. بنو الحوت بن الحارث الأصغر بن معاوية بن الحارث الأكبر: بطن
من كندة. وقال ابن حبيب: في كندة بنو حوت، وهو الحارث بن الحارث بن معاوية
بن ثور، وهو كندة. الحوت بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم
بن همدان، منهم: الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب بن أسد بن مخلد بن حوت
الفقيه صاحب علي، رضي الله عنه، ذكره ابن الكلبي. وأبو بكر عثمان بن محمد
المعافري، عرف بابن الحوت، محدث، من أهل طليطلة. والحوتاء من النساء،
الضخمة الخاصرة، وفي اللسان: الخاصرتين، المسترخية اللحم. والحائت: الكثير
العذل. من المجاز: حاوته: إذا راغمه، كذا في النسخ. والذي في الصحاح، ولسان
العرب، والأساس، وغيرها راوغه، وهو الصواب، ودافعه، وشاوره، وكالمه
بمشاورة. أو حاوته بمعنى كالمه بمواعدة، وهي في البيع، نقله الصاغاني. وفي
الأساس: حاوتني فلان: رواغني وخادعني، وظل يحاوتني بخدعه: أي يداورني، كفعل
الحوت في الماء، وأنشد ثعلب:
ظلت تحاوتني رمـداء داهـية يوم الثوية عن أهلي وعن مالي حات الطائر على الشيء، يحوت: أي حام حوله. والحوت، والحوتان محركة: حومان الطائر حول الماء. وفي نسخة: الطير، والوحشي حول الشيء. وقد حات به يحوت قال طرفة بن العبد:
ما كنت مجدودا إذا غدوت
وما لقيت مثل ما لقـيت
صفحة : 1080
كطائر ظل بنا يحوت
ينصب في اللوح فما يفوت
يكاد من هيبتنا يموت
وفي الحديث: قال أنس: جئت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وعليه خميصة حوتية ، قال ابن الأثير: هكذا جاء في بعض نسخ مسلم، قال: والمحفوظ جونية، أي: سوداء، قال: وأما بالحاء، فلا أعرفها، وطالما بحثت عنها، فلم أقف لها على معنى، وجاءت في رواية: حوتكية، منسوبة إلى الحوتكي، وهو الرجل القصير الخطو، أو هي منسوبة إلى رجل اسمه حوتك. وفي الأساس: الحيوت، كتنور، وهو ذكر الحيات. وهو حوتي الالتقام. وكفر الحوتة، محركة، من قرى مصر.