الباب الثالث: باب التاء - الفصل الحادي عشر: فصل الزاي مع التاء

فصل الزاي مع التاء

ز أ ت
زأته: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: يقال: زأته علي غيظا، كمنعه، مثل زكته، أي: ملأه.

ز ت ت
الزت، والتزتيت: التزيين، قال الفراء: زتت المرأة والعروس، أزتها، زتا: زينتها. وتزتتت هي: تزينت. والتزتت: التزين، قال:

بني تميم زهنعوا فتاتكم    إن فتاة الحي بالتزتت

صفحة : 1091

وعن أبي عمرو: الزتة: تزيين العروس ليلة الزفاف. وتزتت للسفر: تهيأ له، وأخذ زتته للسفر، أي جهازه. لم يستعمل الفعل من كل ذلك إلا مزيدا، أعني أنهم لم يقولوا زت. قال شمر: لا أعرف الزاي مع التاء موصولة، إلا زتت. وأما أن يكون الزاي مفصولا من التاء، فكثير. كذا في لسان العرب.

ز ر ت
زرته، كمنعه. أهمله الليث، والجوهري. وقال غيرهما: زرده، وزرته، أي: خنقه، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: زراتيت، بمثناتين من فوق: قرية بمصر، ومنها الإمام المقرئ الشمس أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد الحنفي الزراتيتي، ولد سنة 748، وقرأ المغني على التنوخي وابن الشيخة والمطرز، ورافق في كثير من مسموعه الولي العراقي، والجمال ابن ظهيرة. وممن قرأ عليه، رضوان العقبي، وممن سمع منه المراكشي والأبي والحافظ بن حجر، الأخير حديثا واحدا، من جزء هلال الحفار الذي أودعه في متبايناته، توفي سنة 845.

ز ع ت
زعته، كمنعه: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: أي خنقه، كذعته، وذأته. وقد تقدم.

ز ف ت
الزفت: الملء، والغيظ. وزفته غيظا: ملأه. الزفت: الطرد، والسوق، والدفع، والمنع، والإزهاق، والإتعاب كل ذلك نقله الصاغاني. الزفت، بالكسر: كالقير، وقيل هو القار. والمزفت، كمعظم: الإناء المطلي به، وهو المقير، أحد أوعية الخمر. وفي الحديث: نهى عن المزفت والمقير . والزفت: غير القير الذي يقير به السفن، إنما هو شيء أسود أيضا، يمتن به الزقاق للخمر وقير السفن ييبس عليه، وزفت الحميت لا ييبس. الزفت: دواء، وهو شيء يخرج من الأرض، يقع في الأدوية، وليس هو ذلك الزفت المعروف. وازدفت المال: استوعبه أجمع، كاجتفته، واجترفه، نقله الصاغاني. في التهذيب عن النوادر: زفت فلان الحديث في أذنه، أي الأصم: أفرغه، كزكته زكتا، كما يأتي. وزفتا بالكسر: قرية بمصر، وتعرف بمنية الجواد.

ز ك ت
الزكت: الملء، أو ملء القربة، كالتزكيت فيهما، يقال: زكت الإناء زكتا، وزكته، كلاهما: ملأه وزكته الربو زكتا: ملأ جوفه. وعن الأحمر: زكت السقاء والقربة، تزكيتا: ملأته، والسقاء مزكوت ومزكت. وعن ابن الأعرابي: قربة مزكوتة، وموكوتة، ومزكورة، وموكورة، بمعنى واحد، أي مملوءة. ومثله عن اللحياني، وألإزكات، عن ابن دريد. زكت: ع، نقله الصاغاني. وأزكتت المرأة بغلام: ولدت كذا في الصحاح. والمزكوت: المهموم، أو المملوء هما، أو الكمد من الهم. وفي صفة علي، رضي الله عنه: كان مزكوتا أي: مملوءا علما من، زكت الأناء زكتا: إذا ملأته. وقيل: أراد: كان مذاء، من المذي. المزكوت من الجراد الذي في بطنه بيض، وكأنه بمعنى المملوء، وهو أصل معنى المزكوت. المكوت: الذي اشتد عليه البرد، نقله الصاغاني. قيل: إن قولهم: كان علي مزكوتا، مأخوذمن زكته الحديث زكتا: أوعيته إياه، أي: أحفظته، فهو مما يتعدى لمفعولين. وصحفه شيخنا، فقال: أوعبته، بالموحدة، أي: جمعته، والصواب بالتحتية، كما في غير أمهات.

ز م ت

صفحة : 1092

زمت، ككرم، زماتة: وقر ورزن. وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه كان من أزمتهم في المجلس أي: من أرزنهم وأوقرهم. كذا في الغريبين للهروي. ومن سجعات الأساس، وتقول: ما فيه زماتة، إنما فيه إماتة. والزميت، كأمير: الوقور في مجلسه، عن ابن الأعرابي. الزميت، كالسكيت: أوقر منه، وهو الحليم الساكن القليل الكلام، كالصميت. وقيل: الساكت، وقد تزمت. ورجل متزمت وزميت، وفيه زماتة، وهو من رجال زمتاء وفي الصحاح: وما أشد تزمته، عن الفراء؛ وقال الشاعر في الزميت بمعنى الساكن:

والقبر صهر ضامن زميت
ليس لمن ضمنه تـربـيت

الزمت، كزمج، وفي نسخة: كسكر، وهذا أقرب للعامة: طائر أسود: أحمر الرجلين والمنقار يتلون في الشمس ألوانا، دون الغداف شيئا، وتدعوه العامة أبا قلمون. وقد ازمأت، يزمئت، ازمئتاتا، فهو مزمئت: إذا تلون ألوانا متغايرة ومثله في اللسان. وزمته، كمنعه: خنقه. وذكره ابن منظور في ترجمة: ذعت.

ز ن ت
زناتة، بالكسر، وقد يفتح: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: وهي قبيلة عظيمة بالمغرب. قلت: وهم بنو زانا بن يحيى بن ضرى بن برماد غس بن ضرى بن وجيك بن مادغس بن برا بن بديان بن كنعان بن حام بن نوح عليه الصلاة والسلام، على ما حققه المقريزي، منها الزناتي الرمال المنجم المشهور فيهما. والزناتي الفقيه شارح: تحفة ابن عاصم ومحشي مختصر الشيخ خليل .

ز ي ت

صفحة : 1093

الزيت: فرس معاوية بن سعد بن عبد سعد. الزيت: دهن معروف، وهو عصارة الزيتون، قاله ابن سيده. وفي الأساس: هو مخ الزيتون. والزيتون شجرته، واحدته زيتونة. وقيل: الزيتون: ثمرته، وأطلق على الشجرة مجازا، وقيل: هو مشترك بينهما، قال ابن منظور: هذا في قول من جعله فعلونا. قال ابن جني: هو مثال فائت، ومن العجب أن يفوت الكتاب، وهو في القرآن العزيز، وعلى أفواه الناس، قال الله تعالى: والتين والزيتون قال ابن عباس هو تينكم هذا، زيتونكم هذا. قال الفراء: يقال: إنهما مسجدان بالشام: أحدهما مسجد دمشق، وثانيهما المسجد الذي كلم الله تعالى عنده موسى، عليه السلام، أو الزيتون: جبال الشام. قلت: ونسب شيخنا هذا القول، يعني زيادة النون، إلى السيرافي. وقيل: هو الظاهر، وعليه مشى الجوهري والزمخشري، وتبعهما المجد، وكفى بهما قدوة. وقال بعضهم بأن النون هي الأصل، وأن الياء هي الزائدة بين الفاء والعين، وعليه فوزنه فيعول، ومحل ذكره حينئذ النون. قال: وفي شرح الكافية: الزيتون فيعول، لما حكاه بعضهم عن العرب من قولهم: أرق زتنة. وقال ابن عصفور في كتابه الممتع: وأما زيتون، ففيعول، كقيصوم، وليست النون زائدة، بدليل قولهم: أرض زتنة، أي: فيها زيتون، وأيضا تؤدي الزيادة إلى إثبات فعلون، وهو بناء لم يستقر في كلامهم. قلت: وأما هذا فقد عرفت ما فيه من الاستبعاد من كلام ابن منظور. الزيتون: د، بالصين. الزيتون: ة، بالصعيد على غربي النيل، وإلى جنبها قرية أخرى يقال لها: الميمون. الزيتون: اسم جد أبي القاسم المظفر بن محمد بن زيتون اليزيدي البغدادي، عن أبي مسلم الكجي. وعبد السيد بن علي بن محمد بن الطيب، أبو جعفر المتكلم، عرف بابن الزيتوني، والد أبي نصر حنبل من أصحاب أبي الوفاء بن عقيل. انتقل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة، وبرع في الكلام، مات سنة 542. والزيتونة: موضع ببادية الشام، كان ينزله هشام بن عبد الملك. وعين الزيتونة بإفريقية. وأحجار الزيت: موضع بالمدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهو خارجها، به استشهد الإمام محمد المهدي بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، في وقعة مشهورة، ويقال له: قتيل أحجار الزيت. وقصر الزيت بالبصرة: صقع قريب من كلائها. وهولاء كلهن مواضع. ويقال للذي يبيع الزيت: زيات وللذي يعتصره: زيات. واشتهر به أبو صالح ذكوان السمان كذا يقوله أهل العراق، وأهل المدينة، وأهل مكة يقولونه الزيات، لأنه كان يبيعه، عن أبي هريرة، وعنه ابنه سهيل. وحمزة بن حبيب الزيات صاحب القراءة، عن الأعمش. وقال أبو حنيفة: الزيتون من العضاه، قال الأصمعي: حدثني عبد الملك بن صالح بن علي، قال: تبقى الزيتونة ثلاثين ألف سنة. قال: وكل زيتونة بفلسطين من غرس أمم قبل الروم يقال لهم اليونانيون. وزت الثريد والطعام، أزيته، زيتا: جعلت فيه الزيت، أو عملته بالزيت، فهو مزيت، على النقص، ومزيوت، على التمام. قال الفرزدق في النقص يهجو ذا الأهدام:

جاؤوا بعير لم تـكـن يمـنـية    ولا حنطة الشأم المزيت خميرها كذا في الصحاح، وهكذا أنشده أبو علي: والرواية:
أتتهم بعير لم تكن هجرية وقبله:

ولم أر سوقين غبرا كساقة     يسوقون أعدالا يدل بعيرها

صفحة : 1094

وعن اللحياني: زت الخبز والفتوت: لتته بزيت. وازدات فلان: إذا ادهن به، وهو مزدات، وتصغيره بتمامة: مزيتيت. وفي اللسان يقال زت رأسي ورأس فلان: دهنته به. وازت به: ادهنت. وزاتهم: أطعمهم إياه هذه رواية عن اللحياني، وعبارة الصحاح وزت القوم: جعلت أدمهم الزيت، انتهى. وزيتهم: إذا زودتهم الزيت. وأزاتوا: كثر عندهم الزيت، عن اللحياني أيضا. قال: وكذلك كل شيء من هذا إذا أردت أطعمتهم أو وهبت لهم، قلته: فعلتهم؛ وإذا أردت أن ذلك قد كثر عندهم، قلت: قد أفعلوا. واستزات: طلبه. وفي اللسان، والصحاح: جاؤوا يستزيتون: أي يستوهبون الزيت. والزيتية: فرس لبيد بن عمرو الغساني، قال الصاغاني: سميت بذلك، لأنها عرقت، فأنكرها ابن عمرو للونها عند العرق. وفي الأساس: جاء فلان في ثياب زيات: أي في ثياب وسخة. وطور زيتا: الذي وقع عليه الوحي، وقد أشار له الفراء في كلامه، وسيأتي في: طور إن شاء الله. وكفر الزيات: قرية بمصر.