الباب الثالث: باب التاء - الفصل الثاني عشر: فصل السين المهملة مع التاء

فصل السين المهملة مع التاء

س أ ت
سأته: يسأته، سأتا كمنعه: خنقه بشدة، مثل سأبه، عن أبي زيد. وقيل: إذا خنقه حتى يقتله. وفي رواية عن أبي عمرو: حتى يموت. عن الفراء: السأتان، محركة جانبا الحلقوم حيث يقع فيهما إصبعا الخانق، والواحد: سأت، بالفتح والهمز.

س ب ت
السبت: الراحة والسكون، والقطع، وترك الأعمال. وسبت، يسبت، سبتا: استراح، وسكن. وسبت الشيء، وسبته: قطعه، وخص اللحياني به الأعناق. وسبتت اللقمة حلقي، وسبتته: قطعته، والتخفيف أكثر. والسبت، السبات: الدهر، وسيأتي ما يتعلق به. السبت: الحلق، وفي الصحاح: حلق الرأس، سبت رأسه وشعره، يسبته، سبتا؛ وسلته؛ وسبده: حلقه. السبت: إرسال الشعر عن العقص. السبت: السير السريع، وأنشد لحميد بن ثور يمدح عبد الله بن جعفر:

ومطوية الأقراب أما نهارها     فسبت وأما ليلها فـذمـيل والسبت: سير فوق العنق. وقال أبو عمرو: هو العنق، وقيل: هو ضرب من السير. وفي نسخة: سير للإبل. وسبتت. تسبت، سبتا، وهي سبوت؛ قال رؤبة:

يمشي بها ذو المرة السبوت
وهو من الأين خف نحيت

صفحة : 1095

السبت: الحيرة والإطراق. السبت، السبق في العدو. والسبت: الفرس الجواد الكثير العدو. السبت: الغلام العارم الجري أي كثير الجري. السبت: ضرب العنق، ومن المجاز: سبت علاوته: ضرب عنقه. السبت يوم من الأسبوع معروف، وهو السابع منه، وإنما سمي به، لأن الله تعالى ابتدأ الخلق فيه، وقطع فيه بعض خلق الأرض. ويقال: أمر فيه بنوا إسرائيل بقطع الأعمال وتركها. وفي المحكم: إنما سمي سبتا، لأن ابتداء الخلق كان من يوم الأحد إلى يوم الجمعة، ولم يكن في السبت شيء من الخلق قالوا: فأصبحت يوم السبت منسبتة، أي: قد تمت وانقطع العمل فيها. وقيل: سمي بذلك، لأن اليهود كانوا ينقطعون فيه عن العمل والتصرف، ج: أسبت، وسبوت. قال الأزهري وأخطأ من قال: سمي السبت، لأن الله أمر بني إسرائيل فيه بالاستراحة؛ وخلق هو، عز وجل، السموات والأرض في ستة أيام، آخرها يوم الجمعة، ثم استراح، وانقطع العمل، فسمي السابع يوم السبت. قال: هذا خطأ، لأنه لا يعلم في كلام العرب سبت، بمعنى استراح؛ وإنما معنى سبت: قطع، ولايوصف الله تعالى وتقدس بالاستراحة؛ لأنه لا يتعب، والراحة لا تكون إلا بعد تعب وشغل، وكلاهما زائل عن الله تعالى. قال: واتفق أهل العلم على أن الله تعالى ابتدأ الخلق يوم السبت، ولم يخلق يوم الجمعة ساء ولا أرضا. قال: والدليل على صحة ما قال، ما روي عن عبد الله بن عمر، قال: خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الحجارة يوم الأحد، وخلق السحب يوم الاثنين، وخلق الكروم يوم الثلاثاء، وخلق الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الدواب يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة، فيما بين العصر وغروب الشمس . قال شيخنا: وصحح في شرح المهذب أن أول الأسبوع الأحد، لما رواه عبد الله بن سلام: إن الله ابتدأ الخلق، فخلق الأرض يوم الأحد والاثنين؛ والسموات يوم الثلاثاء والأربعاء؛ وما بينهما يوم الخميس والجمعة . قال القرطبي: وهو قول ابن مسعود، وغيره من الصحابة. وتعقب البيهقي ما رواه مسلم، أي حديث خلق الله التربة يوم السبت ، الحديث، بأنه لا يحفظ، ومخالف لأهل النقل والحديث. قال: وهو الذي جزم به أبو عبيدة، وقال: إن السبت هو آخر الأيام، وإنما سمي سبتا: لأنه سبت فيه خلق كل شيء وعمله، أي: قطع، وبه جزم في التفسير في البقرة. وقال الجوهري: وسمي يوم السبت، لانقطاع الأيام عنده. وقال السهيلي في الروض: لم يقل بأن أوله الأحد، إلا ابن جرير، واستدل له في شرح المهذب بخبر مسلم عن أبي هريرة السابق، ولهذا الخبر صوب الإسنوي - كالسهيلي، وابن عساكر - أن أوله السبت، انتهى. السبت: الرجل الكثير السبات: أي: النوم. السبت: الرجل الداهية المطرق كالسبات، بالضم. السبت: قيام اليهود، لعنهم الله تعالى، بأمر السبت. وفي لسان العرب: بأمر سبتها. وقد سبتوا، يسبتون، ويسبتون. قال تعالى ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ، والفعل: كنصر، وضرب. قال شيخنا: قضيته أن المصادر السابقة كلها في جميع المعاني يبنى منها الفعل بالوجهين، والذي في الصحاح أن الجميع بالكسر، ولا يضم إلا في: سبت، إذا نام. قلت: وكذلك في: سبت، إذا نام. قلت: وكذلك في: سبت اليهود، فإنه يروى فعله بالوجهين كما تقدم. السبت، بالكسر: جلود البقر مدبوغة كانت أو غير مدبوغة كذا في المحكم. ونقله غيره عن أبي زيد. وقال

صفحة : 1096

أبو حنيفة، عن الأصمعي وأبي زيد: لا يكون السبت إلا من جلد بقر مدبوغ. السبت، أيضا: كل جلد مدبوغ، أو المدبوغ بالقرظ. وفي الصحاح: السبت: جلود البقر المدبوغة بالقرظ، تحذى منه النعال السبتية، انتهى. وقال أبو عمرو: كل مدبوغ فهو سبت. قيل: مأخوذ من السبت، وهو الخلق. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأى رجلا يمشي بين القبور في نعليه، فقال: ياصاحب السبتين، اخلع سبتيك . قال الأصمعي: السبت: الجلد المدبوغ، قال: فإن كان عليه شعر، أو صوف، أو وبر، فهو مصحب. وقال أبو عمرو: النعال السبتية: هي المدبوغة بالقرظ. قال الأزهري: وحديث النبي، صلى الله عليه وسلم، يدل على أن السبت مالا شعر عليه؛ وقال عنترة:أبو حنيفة، عن الأصمعي وأبي زيد: لا يكون السبت إلا من جلد بقر مدبوغ. السبت، أيضا: كل جلد مدبوغ، أو المدبوغ بالقرظ. وفي الصحاح: السبت: جلود البقر المدبوغة بالقرظ، تحذى منه النعال السبتية، انتهى. وقال أبو عمرو: كل مدبوغ فهو سبت. قيل: مأخوذ من السبت، وهو الخلق. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأى رجلا يمشي بين القبور في نعليه، فقال: ياصاحب السبتين، اخلع سبتيك . قال الأصمعي: السبت: الجلد المدبوغ، قال: فإن كان عليه شعر، أو صوف، أو وبر، فهو مصحب. وقال أبو عمرو: النعال السبتية: هي المدبوغة بالقرظ. قال الأزهري: وحديث النبي، صلى الله عليه وسلم، يدل على أن السبت مالا شعر عليه؛ وقال عنترة:

بطل كأن ثيابه في سـرحة     يحذى نعال السبت ليس بتوأم مدحه بأربع خصال كرام: أحدها أنه جعله بطلا أي شجاعا، الثاني أنه جعله طويلا شبهه بالسرحة الثالث أنه جعله شريفا للبسه نعال السبت؛ الرابع أنه جعله تام الخلق ناميا، لأن التوأم يكون أنقص خلقا وقوة وعقلا وخلقا. كذا في اللسان. وفي الحديث: أن عبيد بن جريج قال لابن عمر: رأيتك تلبس النعال السبتية، فقال: رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، يلبس النعال التي ليس عليها شعر، ويتوضأ فيها، فأنا أحب أن ألبسها. قال: إنما اعترض عليه، لأنها نعال أهل النعمة والسعة. وفي التهذيب: كأنما سميت سبتية، لأن شعرها قد سبت عنها، أي حلق وأزيل بعلاج من الدباغ معلوم عند دباغيها ومثله في الصحاح وقال ابن الأعرابي: سميت النعال المدبوغة سبتية، لأنها انسبتت بالدباغ أن لانت، وهو قول الهروي. ومن المجاز: اخلع سبتيك. وأروني سبتي، كما في الأساس. وهو مثل قولهم: فلان يلبس الصوف والقطن والإبريسم، أي الثياب المتخذة منها، كذا في النهاية. ويروى: ياصاحب السبتيتين، على النسب، وهكذا وجد بخط الأزهري في كتابه. وإنما أمره بالخلع احتراما للمقابر، لأنه يمشي بينها. وقيل: كان بها قذر، أو لاختياله في مشيه. كذا في اللسان. قلت: وعلى قول ابن الأعرابي، والذي قبله في التهذيب، ينبغي أن يكون بفتح السين، وكذا ما نقله ابن التين عن الداوودي أنها منسوبة إلى سوق السبت. وفي المنتهى: أنها منسوبة للسبت، بالضم، وهو نبت يدبغ به، فيكون بالفتح، إلا أن يكون من تغييرات النسب. وأورده شيخنا. السبت، بالضم: نبات كالخطمي، عن كراع، ويفتح؛ أنشد قطرب:
وأرض يحار بها المدلـجـون    ترى السبت فيها كركن الكثيب

صفحة : 1097

والمسبت، كمحسن: الذي لا يتحرك، وقد أسبت. و: الداخل في يوم السبت، هكذا في سائر النسخ، والأولى في السبت من غير لفظ يوم ، كما هو في الصحاح واللسان وغيرهما؛ لأن المراد بالسبت هنا قيام اليهود بأمره، لا اليوم ،وقد أسبتوا. فتأمل. والسبات، كغراب: النوم، وأصله الراحة، تقول منه: سبت يسبت، هذه بالضم وحدها. وعن ابن الأعرابي في قوله، عز وجل: وجعلنا نومكم سباتا ، أي قطعا. والسبت: القطع، فكأنه إذا نام انقطع عن الناس. وقال الزجاج: السبات: أن ينقطع عن الحركة والروح في بدنه، أي: جعلنا نومكم راحة لكم أو السبات: خفته أي النوم، كالغشية، أو ابتداؤه، أي النوم في الرأس حتى يبلغ القلب، قاله ثعلب. ورجل مسبوت، من السبات، وقد سبت، عن ابن الأعرابي؛ وأنشد:
وتركت راعيها مسبوتا
قد هم لما نام أن يموتا

وفي التهذيب: والسبت: السبات، وأنشد للأصمعي:

يصبح مخمورا ويمسي سبتا أي مسبوتا. ويقال: سبت المريض، فهو مسبوت وفي حديث عمرو بن مسعود، قال لمعاوية: ماتسأل عن شيخ نومه سبات، وليله هبات السبات: نوم المريض والشيخ المسن، وهو النومة الخفيفة. السبات: الدهر كالسبت، ولو ذكره عند السبت، بقوله كالسبات كان أليق بصنعته. سبات، بلا لام: لقب إبراهيم بن دبيس الحداد المحدث عن محمد بن الجهم السمري. والسبت: برهة من الدهر، قال لبيد:

وغنيت سبتا قبل مجرى داحس    لو كان للنفس اللجوج خلـود وأقمت سبتا، وسبتة، وسنبتا، وسنبتة، أي: برهة من الدهر. وكفرسبت: ع بالشام بين طبرية والرملة. وكذا سوق السبت موضع آخر. وابنا سبات، بالضم: الليل والنهار، قال ابن أحمر:

وكنا وهم كابني سبات تفرقا     سوى ثم كانا منجدا وتهاميا قالوا: السبات: الدهر، وابناه: الليل والنهار. قال ابن بري: ذكر أبو جعفر محمد بن حبيب: أن ابني سبات رجلان، رأى أحدهما صاحبه في المنام، ثم انتبه وأحدهما صاحبه في المنام، ثم انتبه وأحدهما بنجد والآخر بتهامة. وقال غيره: ابنا سبات أخوان مضى أحدهما إلى مشرق الشمس لينظر من أين تطلع، والآخر إلى مغرب الشمس لينظر أين تغرب، كذا في لسان العرب. والمسبوت: الميت والمغشي عليه، وكذلك العليل إذا كان ملقى كالنائم يغمض عينيه في أكثر أحواله: مسبوت، وقد سبت، كما تقدم. انسبتت الرطبة: جرى فيها كلها الإرطاب. وانسبت الرطب، عمه كله الإرطاب. ورطب منسبت:عمه كله الإرطاب. انسبتت الرطبة: أي لانت ورطبة منسبتة، أي: لينة. والسبنتى، والسبندى: الجريء المقدم من كل شيء، والياء للإلحاق لا التأنيث، ألا ترى أن الهاء تلحقه والتنوين، يقال سبنتاة وسبنداة. قال ابن أحمر يصف رجلا:

كأن الليل لا يغسو عليه     إذا زجر السبنتاه الأمونا يعني الناقة. السبنتى: النمر، ويشبه أن يكون سمي به لجرأته، وقيل السبنتى: الأسد، والأنثى بالهاء؛ قال الشماخ يرثي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:

جزى الله خيرا من إمام وباركت     يد الله في ذاك الأديم المـمـزق
وما كنت أخشى أن تكون وفاتـه    بكفي سبنتى أزرق العين مطرق

صفحة : 1098

قال ابن بري: هكذا في الأصل، وإنما هو لمزرد أخي الشماخ، وروي لهما. يقول: ما كنت أخشى أن يقتله أبو لؤلؤة، وأن يجترئ على قتله، والأزرق: العدو. وقيل: السبنتاه اللبوءة الجريئة وقيل الناقة الجريئة الصدر، وليس هذا الأخير بقوي. ج: سبانت ومن العرب من يمجعها سباتى. ويقال للمرأة السليطة:سبنتاة، ويقال: هي سبنتاة، في جلد خبنداة. والسبتة، بالفتح: المعزى. والسبتان، بالكسر: الأحمق، والمتحير الذاهب اللب. وانسبت الخد: طال، وامتد مع اللين. والسبتاء بالمد: المنتشرة الأذن في طول أو قصر، نقله الصغاني. السبتاء من الأرض: مثل الصحراء وقيل: أرض سبتاء: لا شجر فيها. وقال أبو زيد: السبتاء: الصحراء، والجمع سباتى. وأرض سبتاء: مستوية. وسبتة: د، بالمغرب في العدوة قبالة الأندلس، وقال الشهاب المقري في أزهار الرياض: هي مدينة بساحل بحر الزقاق مشهورة، واختلف في سبب تسميتها بذلك، فقيل: لانقطاعها في البحر، من قولك: سبت الشيء، إذا قطعه، وقيل: لأن مختطها هو سبت بن سام بن نوح، وإليه أشار لسان الدين بن الخطيب التلمساني الغرناطي:
حييت يا مختط سبت بن نـوح     بكل مزن يغتـدي أو يروح
مغنى أبي الفضل عياض الذي      أضحت برياه رياض تفـوح

وفيها يقول أبو الحكم مالك بن المرحل من قصيدة طويلة، مطلعها:

سلام على سبتة المغرب أخية مـكة أو يثـرب

وفي مدحها يقول أيضا:

اخطر على سبتة وانظر إلى     جمالها تصبو إلى حسـنـه
كأنها عـود غـنـاء وقـد     ألقي في البحر على بطنه

صفحة : 1099

قال شيخنا ثم إن المشهور الجاري على الألسنة أن النسبة إليها بالفتح على لفظها، وجزم الرشاطي أن النسبة إليها: سبتي، بالكسر. وعندي فيه نظر، وإن قبله منه شيوخنا وأقروه، قياسا على البصرة ونحوه، انتهى. ومنها أبو الأصبغ عيسى بن علاء بن يزيد، سمع بقرطبة. وأبو القاسم محمد بن الفقيه المحدث أبي العباس أحمد بن حمد بن أحمد اللخمي الغرفي، ملك سبتة وابن ملكها، روى عن أبيه وغيره. وأبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الحافظ، نزيل مالقة، روى عن محمد بن غازي السبتي، وعنه أبو جعفر بن الزبير، وأثنى عليه الاثنان. من تاريخ الذهبي. وأبو الحكم مالك بن المرحل، ناظم الفصيح، أحد شيوخ أبي حيان. والقاضي المحدث عياض بن موسى بن عياض اليحصبي. وهذان من شرح شيخنا. وفي أزهار الرياض: الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن طاهر الحسيني العلوي، آخر أشراف سبتة، كان معاصرا للسان الدين بن الخطيب، وبينهما مصادقة ومكاتبة، وهو من ذرية أبي الطاهر الذي خرج من صقلية، وكانت لهم بسبتة وجاهة، أعادها الله دار إسلام. وبخط ابن خلكان: أبو العباس أحمد بن هارون الرشيد العباسي السبتي الزاهد، قبره ببغداد، منسوب إلى يوم السبت؛ لأنه ترك الدنيا، ورمى ولايته، وكان يتكسب بيده في يوم السبت، وينفقه في بقية الأسبوع، ويتفرغ للعبادة، توفي سنة 283، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة. والسبت، كفلز: الشبت بوزنه، وسيأتي في الشين، وهما معرباشوذا، بكسر الشين والواو؛ وقال أبو حنيفة: السبت نبت، معرب من شبت، قال: وزعم بعض الرواة أنه السنوت، كذا في اللسان. وقرأت في كتاب المعرب للجواليقي، ما نصه: قال الأزهري: وأما الشبت، لهذه البقلة المعروفة، فهي معربة. قال: وسمعت أهل البحرين يقولون لها سبت بالسين غير معجمة وبالتاء، وأصلها بالفارسية شوذ، وفيها لغة أخرى: سبط، بالطاء، انتهى. في الحلية الشريفة: كان في وجهه انسبات، أي: طول وامتداد، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: أسبت الحية، إسباتا: إذا أطرق لا يتحرك، وقال:

أصم أعمى لا يجيب الرقى     من طول إطراق وإسبات والسبت: الأسبوع، في الحديث: فما رأينا الشمس سبتا قيل: أراد أسبوعا، من السبت إلى السبت، فأطلق عليه اسم اليوم، كما يقال: عشرون خريفا، ويراد عشرون سنة. وقيل: أراد بالسبت: مدة من الزمان. قليلة كانت أو كثيرة. وقد تقدم. وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي: لاتك سبتيا، أي ممن يصوم السبت وحده. ومن الأعلام: أبو محمد سبتي بن أبي بكر بن صدقة البغدادي، من شيوخ الدمياطي، هكذا قيده في معجمه بلفظ النسبة، كمكي وحرمي.

س ب خ ت
سبخت، بضم السين والباء المشددة وسكون الخاء المعجمة، ومنهم من فتح السين، معرب، أو عربي: أهمله الجماعة. وهو لقب أبي عبيدة، وأنشد ثعلب:

فخذ من سلح كيسان     ومن أظفار سبخت

صفحة : 1100

وسبخت، أيضا: جد أبي بكر محمد بن يوسف الدينوري، حدث عن أحمد بن محمد بن سليمان البردعي، وعنه عيسى بن أحمد بن زيد الدينوري، ومات في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. ومما يستدرك عليه: سنبخت، بالضم وسكون النون وضم الموحدة وسكون الخاء المعجمة: مصري، فارسي، ذكره ابن يونس عن ابن غفير. وبالكسر ثم ياء، سيبخت: جد أبي الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد الكاتب، آخر من روى عن أبي القاسم البغوي. وسمبخت، بالضم وميم بدل النون: قرية بمصر من أعمال المنصورة.

س ب ر ت
السبروت، كزنبور: الأرض الصفصف، وفي الصحاح: السبروت من الأرض: القفر، والسبروت: القاع لانبات فيه. السبروت: الشيء القليل التافه، يقال: مال سبروت، أي: قليل. عن الأصمعي: السبروت: الفقير، كالسبريت . والسبرات، بالكسر فيهما، وهذه عن ابن دريد. والسبرت كقنفذ، وفي اللسان : السبرت، والسبروت، والسبرات: المحتاج المقل. وقيل : الذي لاشيء له، وهو السبريتة، والأنثى سبريتة أيضا. والسبروت أيضا : المفلس . وقال أبو زيد : رجل سبروت وسبريت، وامرأة سبروتة وسبريتة: إذا كانا فقيرين، من رجال ونساء سباريت، وهم المساكين والمحتاجون، انتهى. وأرض سبرات، وسبريت، وسبروت: لانبات بها، وقيل : لا شيء فيها. السبروت: الغلام الأمرد لانبات بعارضيه، و ج : سباريت، وسبار، وهذه الأخيرة نادرة، عن اللحياني. وحكى اللحياني عن الأصمعي: أرض بنى فلان سبروت وسبريت لاشيء فيها. حكى: أرض سباريت من باب : ثوب أخلاق، كأنه جعل كل جزء منها سبروتا، أو سبريتا. وعن أبي عبيد: السباريت: الفلوات التى لاشيء بها. وعن الأصمعي: السباريت: الأرض التى لاينبت فيها شيء؛ ومنها سمي الرجل المعدم سبروتا.

وسبرت الرجل: قنع، وتمسكن. والمسبرت، على صيغة المفعول: الأجرد، وهو الذي لاشعر عليه. والسنبريت، كزنجبيل: الرجل السيئ الخلق. وسبرت، كجعفر: سوق قديم بأطرابلس المغرب، ويأتى للمصنف فى الراء أنه مدينة بالمغرب، فلينظر. ومما يستدرك عليه: السبروت: الطويل. والسبروت: الدليل الماهر بالأرضين قال شيخنا: ذكره سيبويه، وقال: هو فعلول، كزنبور وعصفور، وصوبه الأكثر. وزعم بعض أهل الصرف أنه فعلوت، لأنه من سبرت الشيء: إذا اختبرته، وزيدت فيه التاء مبالغة، وأنكره جماعة، انتهى. وعلى هذا، فكان ينبغى للمصنف أن يشير له في حرف الراء، ولم يذكره هناك، وذكر السبرور بمعنى الفقير، وأرض لانبات بها. فلينظر بين الكلامين.

س ب س ت
ومما يستدرك عليه: سبستان، بكسرتين: هو شجر المخيط، ومعناها أطباء الكلبة، شبهت بها. وأصلها بالفارسية سك بستان، فسك: الكلب، وبستان الطبي: وأورده المصنف استطرادا م خ ط، فما أغنى ذلك عن ذكرها هنا، لئلا يكون إحالة على مجهول، فتأمل.

س ت ت
الست، بالكسر: م، أى معروف في الأعداد، لا يكاد يجهله أحد. وفي التهذيب، عن الليث: الست والستة فى التأسيس على غير لفظيهما، وهما في الأصل: سدس وسدسة، ولكنهم أرادوا إدغام الدال في السين، فالتقتا عند مخرج التاء، فغلبت عليها كما غلبت الحاء على العين في لغة سعد، فيقولون: كنت محهم، في معنى معهم. وبيان ذلك أنك تصغر ستة سديسة، وجميع تصغيرها على ذلك، وكذلك الأسداس وعن ابن السكيت: يقال: جاء فلان خامسا وخاميا، وسادسا وساديا، وساتا؛ وأنشد:

صفحة : 1101

إذا ما عد أربـعة فـسـال     فزوجك خامس وأبوك سادى قال: ومن قال سادسا، بناه على السدس، ومن قال: ساتا، بناه على لفظ ستة وست. وأصله سدس، فابدل السين تاء وأدغم فيه الدال. ومن قال ساديا وخاميا، أبدل من السين ياء. وقد يبدلون بعض الحروف ياء، كقولهم في إما: إيما، وفي تسنن: تسنى، وفي تقضض: تقضى، وفي تلعع: تلعى، وفي تسرر: تسرى. وعن ابن السكيت، تقول: عندي ستة رجال وست نسوة، وتقول: عندي ستة رجال ونسوة، أي: عندي ثلاثة من هؤلاء، وثلاث من هؤلاء، وإن شئت، قلت: عندي ستة رجال، ونسوة، ونسقت بالنسوة على الستة، أي: عندي ستة من هؤلاء، وعندى نسوة. وكذلك كل عدد احتمل أن يفرد منه جمعان، مثل الست والسبع وما فوقهما، فلك فيه الوجهان؛ فإن كان عدد، لايحتمل أن يفرد منه جمعان، مثل الخمس والأربع والثلاث فالرفع لاغير، تقول: عندى خمسة رجال، ونسوة، ولايكون الخفض، وكذلك الأربعة والثلاثة، وهذا قول جميع النحويين. حققه الجوهري وابن منظور. وسيأتى بحثه في س د س. عن ابن الأعرابي: الست، بالفتح: الكلام القبيح، يقال سته وسده: إذا عابه الست: العيب. وأما است، فإنه يذكر في باب الهاء؛ لأن أصلها سته. قولهم، ستي للمرأة، أي: ياست جهاتي، كأنه كناية عن تملكها له، هكذا تأوله ابن الأنباري. أو هو لحن. وفى شفاء الغليل: عامية مبتذلة، كذا قاله ابن الأعرابي. والصواب: سيدتي، ويحتمل أن الأصل سيدتي، فحذف بعض حروف الكلمة، وله نظائر، قاله الشهاب القاسمي، ونقل شيخنا، وعن السيد عيسى الصفوي، ما نصه: ينبغي أن لايقيد بالنداء، لأنه قد لا يكون نداء، قال: والظاهر أن الحذف سماعي، وأن النداء على التمثيل، لا أنه قيد، كما توهموه، انتهى. وأنشدنا غير واحد من مشايخنا للبهاء زهير:

بروحي من أسميها بستـي     فينظرني النحاة بعين مقت
يرون بأنني قد قلت لحنـا     وكيف وإنني لزهير وقتي
ولكن غادة ملكت جهاتـي      فلا لحن إذا ما قلت ستي

صفحة : 1102

ست: بنت أبي عثمان الصابوني المحدثة عن علي بن محمد الطرازي، وعنها عبد الخالق بن زاهر. وستيتة: اسم جماعة محدثات، منهن: ستيتة بنت القاضي أبي عبد الله المحاملي، اسمها أمة الواحد. وستيتة بنت عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن سبنك، سمع منها ابن ماكولا وعدة نسوة متأخرات. أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي الدمشقي محدث، روى عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، هو منسوب إلى ستيتة مولاة يزيد بن معاوية. قال الأمير: روى عنه شيخنا عبد العزيز الكناني، توفي سنة 417. وحصن ابن ستين قبالة ملطية من فتوح مسلمة بن عبد الملك بن مروان. وستيك بكسرالتاء المثناة بنت معمر، حدثت. وكذا ستيك بنت عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، سمعت من جدها، سمع منها أبو سعد بن السمعاني. وهو مصغر ستي بالعجمية فإنهم إذا أرادوا التصغير، ألحقوه بالكاف. أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن ستة، بالفتح: محدث أصبهاني، عن أبي محمد بن فارس، وعنه سليمان بن إبراهيم الحافظ. ومما بقي عليه: الستون، وهو عقد بين عقدي الخمسين والسبعين، هو مبني على غير لفظ واحده، والأصل فيه الست. وفي الحديث أن سعدا خطب امرأة بمكة، فقيل له: إنها تمشي على ست إذا أقبلت، وعلى أربع إذا أدبرت وهي بنت غيلان الثقفية التي قيل فيها: تقبل بأربع وتدبر بثمان، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف. وست العجم بنت محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع الهروي، روت عن ابن طبرزد، وحدث عنها الدمياطي وابن الخباز. وست النعم بنت عبد المحسن الأزجية، أجازت للمطعم وبنت الواسطي.

س ج س ت
سجستان، بكسر أوله وثانيه، وقد يفتح أوله، وهو المعروف على ألسنة العجم: كورة معروفة بالمشرق، وهي فارسية، ذكرها ابن سيده في الرباعي. وقال الجواليقي في المعرب: اسم مدينة من مدن خراسان، وقد تكلمت بها العرب:

رحم الله أعظما دفنوهـا    بسجستان طلحة الطلحات والنسبة إليه سجستاني وسجزئ، على اختلاف فيه. منها أبو داوود سليمان بن الأشعث بن إسماعيل بن بشير بن شداد بن عامر الأنصاري، صاحب السنن، توفي بالبصرة سنة 275. وسيأتي في س ج ن. وأحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني، من جلة أصحاب المزني ببغداد، ذكره الخليل.
س ح ت

صفحة : 1103

السحت، والسحت بالضم وبضمتين، وقرئ بهما قوله تعالى أكالون للسحت مثقلا ومخففا، وهو الحرام الذي لا يحل كسبه، لأنه يسحت البركة، أى يذهبها والسحت: كل حرام قبيح الذكر، أو ما خبث من المكاسب وحرم، فلزم عنه العار وقبيح الذكر، كثمن الكلب والخمر والخنزير. وفي حديث ابن رواحة وخرص النخل، أنه قال ليهود خيبر، لما أرادوا أن يرشوه: أتطعموني السحت ? أي الحرام، سمي الرشوة في الحكم سحتا. ويرد في الكلام على المكروه مرة، وعلى الحرام أخرى، ويستدل عليه بالقرائن. وقد تكرر في الحديث. ج: أسحات، كقفل وأقفال. إذا وقع الرجل فيها، قيل: قد أسحت الرجل فيها، قيل: قد أسحت الرجل، أي اكتسبه، أى الحرام. أسحت الشيء: استأصله، يقال: أسحت الرجل: إذا استأصل ما عنده، وقرئ في قوله، عز وجل: فيسحتكم بعذاب ، أي: يستأصلكم. وأسحت ماله: استأصله وأفسده، كسحت، فيهما،أي: في الاستئصال والاكتساب، يقال: سحت في تجارته، يسحت: اكتسب السحت. وسحت الشيء: استأصله، وسحت الحجام الختان سحتا: استأصله. وكذلك أسحته، وأغدقه يقال: إذا ختنت، فلا تغدف، ولاتسحت. وقال اللحياني: سحت رأسه، وأسحته: استأصله حلقا. أسحتت تجارته: خبثت وحرمت. السحت: شدة الأكل والشرب. ورجل سحت، وسحيت، ومسحوت. ويقال: رجل مسحوت الجوف والمعدة، وهو من لا يشبع، كذا في الصحاح. قيل المسحوت: الجائع، ومن يتخم كثيرا، وهذه عن الفراء، قال والناس يقولون: الذي لايتخم، فهو ضد والأنثى مسحوتة،وقال رؤبة يصف سيدنا يونس، صلوات الله على نبينا وعليه، والحوت الذي التهمه:

يدفع عنه جوفه المسحوت يقول: نحى، عز وجل، جوانب جوف الحوت عن يونس، وجافاه عنه فلا يصيبه منه أذى. ومن روى:

يدفع عنه جوفه المسحوت يريد أن جوف الحوت صار وقاية له من الغرق، وإنما دفع الله عنه. وفي الأساس: من المجاز: فلان مسحوت المعدة: شره. المسحوت: الرغيب الواسع الجوف لايشبع، وهو يرجع إلى المعنى الأول، غير أن المصنف فرق بينهما. ومال مسحوت ومسحت، أي: مذهب: قال الفرزدق:

وعض زمان يا ابن مروان لم    يدعمن المال إلا مسحتا، أو مجلف

صفحة : 1104

سحت، وأسحت: بمعنى، ويروى: إلا مسحت أو مجلف. ومن رواه كذلك، جعل معنى لم يدع: لم يتقار، ومن رواه: إلا مسحتا، جعل لم يدع، بمعنى لم يترك، ورفع قوله: أو مجلف، بإضمار، كأنه قال: أو هو مجلف، قال الأزهري: وهذا قول الكسائي، كالسحت بالضم والسحيت.وسحت الشحم عن اللحم، كمنع: قشره، مثل سحفه.وسحت الشيء، يسحته، سحتا: قشره قليلا كذا في اللسان، وفي التنزيل فيسحتكم بعذاب ، أي: يقشركم. قال ابن الفرج: سمعت شجاعا السلمي يقول: برد بحت، وسحت، ولحت: أي صادق، مثل:ساحة الدار، وباحتها. يقال: ماله سحت، ودمه سحت، أي: لاشيء على من أعدمهما، الأول بالاستهلاك، والثاني بالسفك، واشتقاقه من السحت، وهو الإهلاك والاستئصال. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أحمى لجرش حمى وكتب لهم بذلك كتابا، فيه: فمن رعاه من الناس، فماله سحت ، أي هدر. وعام أسحت: لارعي فيه. وأرض سحتاء: لا رعي فيها، هكذا في النسخ، وفي أخرى: وعام أسحت، وأرض سحتاء: لارعي فيهما. والسحتوت، بالضم: السويق القليل الدسم الكثير الماء، كالسحتيت، بالكسر، والخاء أعرف، السحتوت، أيضا: الثوب الخلق، كالسحت، والسحتي بفتحهما نقله الصاغانى. السحتوت أيضا: المفازة اللينة التربة نقله الصاغاني. سحيت بن شرحبيبل كزبير جد لمبرح بن شهاب بن الحارث بن ربيعة بن شرحبيل بن عمرو الرعيني، أحد وفد رعين الذين وفدوا على رسول الله، صلى الله عالى عليه وسلم، وشهد فتح مصر. وسحيت، أيضا: أحد الحبرين اللذين منعا تبعا عن تخريب المدينة، والآخر منبه، ذكر ذلك قاسم بن ثابت في رواية يونس، عن ابن إسحاق. كذا في الروض للسهيلي. وأنيس بن عمران الرعيني من بني سحيت، روى عنه الليث بن عاصم، وغيره. ومما يستدرك عليه: السحت: العذاب. ومن المجاز: سحتناهم: بلغنا مجهودهم في المشقة عليهم. وأسحتناهم، لغة. وفي الأساس فيسحتكم بعذاب : فيجهدكم به. والسحيتة، من السحاب: التي تجرف ما مرت به. وسحت وجه الأرض: سحاه. وأسحت الرجل، على صيغة الفعل للمفعول: ذهب ماله، عن اللحياني. وفي كتب الأنساب: سحتن، كجعفر، ابن عوف بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس: أبو بطن، سمي بذلك، لأنه أسر أسرى، فسحتهم، أي: ذبحهم. وقال ابن دريد: النون زائدة، كما قيل في رعشن. منهم: أبو الرضا عباد بن شبيب، روى عن علي، رضي الله عنه، وعنه جميل بن مرة، كذا قاله الدارقطني. وأحمد بن السحت، بالفتح: شيخ لسعيد بن بواش، نقله ابن الطحان. والسحتوت: الشيء القليل.

س ح ل ت
السحلوت، كزنبور: أهمله الجوهري والصاغاني، ونقل صاحب اللسان أنه المرأة الماجنة. قلت: وهو قلب السحلوت، كما سيأتي عن أبي عمرو.

س خ ت

صفحة : 1105

السخت: الشديد، قال اللحياني ويقال: هذا حر سخت لخت، أي: شديد، وهو معروف في كلام العرب، وهم ربما استعملوا بعض كلام العجم، كما قالوا للمسح: بلاس؛ كالسخيت، كأمير. وشيء سخت: صلب دقيق، وأصله فارسي. السخت بالضم أول ما يخرج من بطون ذوات الخف ساعة تضعه أمه قبل أن يأكل، ومن الصبيان: العقي ساعة الولادة، ومن ذوات الحافر الردج. والسخت من السليل، بمنزلة الردج يخرج أصفر في عظم النعل، وبما ذكرنا اندفع الإيراد الذي أورده شيخنا على عبارة المصنف. والسختيت: السحتيت، الحاء لغة في الخاء السختيت: دقاق التراب، وهو الغبار الشديد الارتفاع وأنشد يعقوب:
جاءت معا واطرقت شتيتا
وهي تثير الساطع السختيتا

ويروى: الشختيتا، وسيأتي ذكره. وقيل: هو دقاق السويق، وقيل: هو السويق الذي لا يلت بالأدم. عن الأصمعي: السختيت: السويق الدقاق، وكذلك الدقيق الحوارى سختيت، قال:

ولو سبخت الوبر العميتا
وبعتهم طحينك السختيتا
إذا رجونا لك أن تلوتـا

السختيت، أيضا: الشديد، رواه أبو عمرو عن ابن الأعرابي، يقال كذب سختيت، أي: شديد، وأنشد لرؤبة:

هل ينجيني حلف سختيت قال أبو علي: السختيت من السخت، كزحليل من الزحل، قلت: فلو أشار المصنف في أول المادة بقوله كالسخيت والسختيت، كان أحسن. والمسخوت: الأملس، يقال: خرق مسخوت: أي أملس مطمئن. والسختيان، بالكسر، ويفتح وحكى قوم فيه التثليث، وجزم شراح البخاري بأن الفتح هو الأكثر الأفصح واقتصر الشهاب في شرح الشفاء على كسر السين، وحكي في التاء الفتح والكسر، واقتصر ابن التلمساني في حواشي الشفاء على ضم السين وحكاية الوجهين في التاء، وقال: إنه يقال بالخاء والجيم. قال شيخنا: وأغرب الضبط فيه ما قاله التلمساني، ولا سيما حكاية الجيم، فإنها لا تعرف. وهو: جلد الماعز إذا دبغ، وهو على الصحيح معرب من فارسي، صرح به غير واحد من الأئمة. وقال صاحب الناموس: هو فارسي، أو مشترك، وفيه تأمل. ومنه أيوب السختياني، كذا في النسخ، وفي أخرى زيادة علامة الدال، أي وبلد، منه أيوب. وهو أبو بكر أيوب بن أبي تميمة كيسان عن أنس والحسن، وعنه الثوري وشعبة. قال الحسن: أيوب سيد شباب أهل البصرة، روى عن مالك، ومات سنة إحدى وثلاثين ومائة. وقال ابن الأثير: نسبه إلى عمل السختيان وبيعه، وهو الجلود العنابية، ليست بأدم. وذكر أيضا في هذه الترجمة أبا إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع السختياني، محدث جرجان، ثقة عن أبي الربيع الزهراني. وهدبة بن خالد، وعنه أبو بكر الإسماعيلي وابن عدي والحاكم، مات بجرجان سنة 305. قلت: وأحمد بن عبد الله السختياني روى عن السري بن يحيى، وعنه أبو طاهر المخلص. وسختان، كسحبان، وسخيت، كزبير: محدثان. وأبو عبد الله محمد بن سختيان الشيرازي المعدل، محدث، روى عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وعنه أبو القاسم الطبراني. ومما يستدرك عليه: اسخات الجرح، اسخيتاتا: سكن ورمه. وكذب سختيت: خالص، قال رؤبة:

هل ينجيني كذب سختيت
أو فضة أو ذهب كبريت

هكذا رووه، والصواب في الرواية:

هل يعصمني حلف سختيت
وفضة وذهب كبـربـت

صفحة : 1106

وعن أبي عمرو: السختيت، بالكسر الدقيق من كل شيء. وفي التهذيب، عن النوادر: نخت فلان بفلان، وسخت له: إذا استقصى في القول. وأبو عمرو ومحمد بن عمرو بن سختويه السختوي الكندي، محدث روى عن سعد بن الصامت، وعنه محمد بن شاذان. والسختوية بيت من المحدثين بسرخس، يقال لكل واحد منهم سختوي، منهم أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن علي، الليثي، وغيره.

س ر ت
سرت بالضم: أهمله الجماعة، وقال الصاغاني: هو د، بالمغرب وفي المرصد: أنها مدينة على بحر الروم بين برفة وطرابلس وأجدابية في جنوبها إلى البر، منها: أبو عثمان سعيد بن خلف بن جرير القيرواني، سمع بمكة من أبي جعفر العقيلي وأبي سعيد بن الأعرابي، وبمصر من أبي الحسن الدينوري العابد، وصحبه. وكان حافظا، أخباريا، نساكا، حليما طاهرا، أديبا. وسرتة، بالضم أيضا، وفي المراصد: أنها بالضم ثم الكسر، وشد المثناة الفوقية آخرها هاء تأنيث، وكذا ضبطه الصاغاني أيضا: د بجوف الأندلس شرقي قرطبة، منها قاسم بن أبي شجاع السرتي المحدث عن أبي بكر الآجري. قلت: وكذا عتيق بن أبي القاسم الأديب السرتي وعبد الجبار السرتي العابد مشهور. وبكسر أوله: عبد الله بن أحمد السرتي، عابد مغربي، حكى عنه إبراهيم بن أحمد بن شرف.

س ر خ ك ت
ومما يستدرك عليه: سرخكت بضم السين وسكون الراء وفتح الخاء المعجمة وسكون الكاف وآخره مثناة فوقية: قرية بسمرقند، منها: الإمام الفاضل أبو بكر محمد بن عبد الله بن فاعل الفقيه، روى عن أبي المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وتوفي بسمرقند في سنة 518.

س ر ف ت
السرفوت، بالضم: دويبة كسام أبرص، تتولد في كور الزجاجين، لا تزال حية ما دامت النار مضطرمة، فإذا خمدت ماتت.

س ت ن
ومما يستدرك عليه: ستان كسحبان، وهو في نسب ملوك بني بويه.

س ف ت
سفت، كسمع، يسفت، سفتا: أكثر من الشراب والماء لم يرو كذا بالواو في سائر النسخ. وفي اللسان فلم يرو، بالفاء. وسففت الماء أسفه كذلك، وهو قول أبي زيد، وسيأتي في س ف ف. وكذلك سفهته. والسفت، بالكسر لغة في الزفت، عن الزجاجي. وقيل: لثغة. قال ابن دريد: السفت، ككتف، منه يقال: طعام سفت: لا بركة فيه، لغة يمانية. واستفت الشيء: ذهب به، عن ثعلب.

س ق ت
سقت الطعام، كفرح: هو بالقاف بعد السين، سقتا بفتح فسكون، وسقتا محركة، فهو سقت، ككتف: لم تكن له بركة، هكذا ذكروه. ويشبه أن يكون لغة في: سفت، كما تقدم. وقد أهمله الجماعة.

س ك ت

صفحة : 1107

السكت والسكوت: خلاف النطق. قال شيخنا: وفي عبارة المصنف تفسير الشيء بنفسه لفظا ومعنى، وهو غير متعارف بين أهل اللسان، ولو فسره بالصمت كما في المصباح، أو قال: هو معروف، لكان أولى. قلت: وبما عبرنا يندفع الإيراد المذكور، كما هو ظاهر. وقد سكت، يسكت، سكتا، وسكوتا، كالسكات بالضم، والساكوتة فاعولة من السكت. وأخذه سكت وسكتة وسكات وساكوتة. ورجل ساكت وسكوت، وساكوت. السكت: الرجل الكثير السكوت، كالسكتيت بالكسر وياء بين تاءين. قال أبو زيد: سمعت رجلا من قيس يقول: هذا رجل سكتيت، بمعنى السكيت، كسكين. ورجل سكيت، بين الساكوتة والسكوت: إذا كان كثير السكوت، كذلك السكيت، والسكيت، مصغرا مشددا ومخففا، رواهما أبو عمرو. والساكوت، والساكوتة، يقال: رجل ساكوت وساكوتة: إذا كان قليل الكلام من غير عي، فإذا تكلم أحسن. قال الليث: يقال: سكت الصائت يسكت، سكوتا: إذا صمت، قال شيخنا عن بعض المحققين: إن السكوت هو ترك الكلام مع القدرة عليه. قالوا: وبالقيد الأخير يفارق الصمت، فإن القدرة على التكلم لا تعتبر فيه، قاله ابن كمال باشا، وأصله للراغب الأصبهاني، فإنه قال في مفرداته: الصمت أبلغ من السكوت، لأنه قد يستعمل فيما لا قوة له على النطق، ولذا قيل لما لا نطق له: الصامت والمصمت؛ والسكوت يقال لما له نطق، فيترك استعماله. قال شيخنا: فإطلاق الفيومي في المصباح - كغيره - أحدهما على الآخر، من الإطلاقات اللغوية العامة. السكت: من أصول الألحان، شبه تنفس، يراد بذلك الفصل بين نغمتين بلا تنفس، كذا في التهذيب، كالسكتة سكت يسكت سكوتا، وأسكت. وقيل: تكلم الرجل ثم سكت، بغير ألف. وأسكت: إذا انقطع كلامه، فلم يتكلم؛ وأنشد:

قد رابني أن الكري أسكتا
لو كان معنيا بنا لهيتا

والسكتة، بالفتح: داء، وهو المشهور بين الأطباء. وقد صرح به الجوهري، وغيره. وقال بعض أرباب الحواشي: هي بالكسر؛ لأنه هيئته. قلت: وهو غير صحيح، لمخالفته النقول. السكتة، بالضم: ما أسكت به صبيا، أو غيره. وقال اللحياني ماله سكتة لعياله، وسكتة، أي ما يطعمهم فيسكتهم به، وإليه أشار المصنف بقوله: وبقية تبقى في الوعاء، أي: من الطعام. السكيت، كالكميت، وقد يشدد فيقال: السكيت، وهو الذي يجيء آخر خيل الحلبة من العشر المعدودات، وهو القاشور والفسكل أيضا، وما جاء بعده لا يعتد به، كذا في الصحاح. وأوله المجلي، ثم المصلي ثم المسلي، ثم التالي، ثم المرتاح، فالعاطف فالحظي، فالمؤمل، فاللطيم. وفي اللسان: قال سيبويه: سكيت: ترخيم سكيت، يعني أن تصغير سكيت، إنما هو سكيكيت، فإذا رخم، حذفت زائدتاه. وسكت الفرس: جاء سكيتا. ورماه الله بسكاتة وسكات، بضمهما. قاله أبو زيد، ولم يفسره. قال ابن سيده: وعندي أن يسكته، أو بأمر يسكت منه.وهو على سكات الأمر، بالضم: أي مشرف على قضائه. وكنت على سكات هذه الحاجة: أي على شرف من إدراكها. كذا في اللسان. والسكات، بالضم، من الحيات: ما يلدغ قبل أن يشعر به، وهو مجاز. وحية سكوت، وسكات: إذا لم يشعر به الملسوع حتى يلسعه، وأنشد يذكر رجلا داهية:

فما تزدري من حية جبـلـية      سكات إذا ما عض ليس بأدردا

صفحة : 1108

وذهب بالهاء إلى تأنيث لفظ الحية. والأسكات من الناس، بالفتح، عن ابن الأعرابي، يقال: رأيت أسكاتا من الناس: أي فرقا متفرقة، ولم يذكر لها واحدا. وقال اللحياني: هم الأوباش، ومنهم من قال: إن واحده: سكت، وفيه تأمل. الأسكات: البقايا من كل شيء، كأنه جمع سكتة، وقد تقدم. الأسكات، أيضا: أيام الفصل وهي الأيام المعتدلات دبر الصيف نقله الصاغاني. في حديث ماعز فرميناه بجلاميد الحرة، حتى سكت ، أي مات عن أبي زيد: يقال: رجل سكت إذا كان قليل الكلام من غير عي، فإذا تكلم أحسن كالسكيت، وقد تقدمت الإشارة إليه. المسكت، كمعظم: آخر القداح وقد تسقط هذه عن بعض النسخ، كما قاله شيخنا. ومما يستدرك عليه: عن اللحياني: الاسم من: سكت، السكتة، والسكتة. وقيل: تعمد السكوت وأسكت. سكت: أطرق من فكرة، أو داء، أو فرق. وفي حديث أبي أمامة: وأسكت، واستغضب، ومكث طويلا أي: أعرض ولم يتكلم. ويقال: ضربته حتى أسكت، وقد أسكتت حركته فإن طال سكوته من شربة أو داء، قيل: به سكات. وساكتني فسكت. وأصاب فلانا سكات: إذا أصابه داء منعه من الكلام. وعن أبي زيد: صمت الرجل وأصمت، وسكت وأسكت، وأسكته الله وسكته، بمعنى. ورميته بسكاتة أي: بما أسكته. وفي المحكم: رماه بصماتة وسكاتة، أي: بما صمت منه وسكت. قال ابن سيده: وإنما ذكرت الصمات هنا، لأنه قلما، يتكلم بسكاتة، إلا مع صماتة، وسيأتي ذكره في وضعه. والسكوت من الإبل: التي لا ترغو عند الرحلة، قال ابن سيده: أعني بالرحلة هنا وضع الرحل عليها. وقد سكتت سكوتا، وهن سكوت؛ أنشد ابن الأعرابي:

يلهمن برد مائه سكـوتـا
سف العجوز الأقط الملتوتا

قال: ورواية أبي العلاء:

يلهمن برد مائه سفوتا من قولك: سفت الماء: إذا شرب منه كثيرا، فلم يرو، وأراد بارد مائه، فوضع المصدر موضع الصفة، كم قال:

إذا شكونا سنة حسوسـا
تأكل بعد الخضرة اليبسا

صفحة : 1109

وفي التهذيب السكتة في الصلاة أن تسكت بعد الافتتاح، وهي تستحب وكذلك السكتة بعد الفراغ من الفاتحة. وفي الحديث: ما تقول في إسكاتتك? قال ابن الأثير: هي إفعالة من السكوت، معناه. سكوت يقتضي بعده كلاما، أو قراءة مع قصر المدة. وقيل: أراد بهذا السكوت ترك رفع الصوت بالكلام، ألا تراه قال: ما تقول في إسكاتتك? أي سكوتك عن الجهر دون السكوت عن القراءة، والقول. وسكت الغضب، مثل سكن: فتر. وفي التنزيل العزيز: ولما سكت عن موسى الغضب . وقال الزجاج معناه: ولما سكن. وقيل: لما سكت موسى عن الغضب، على القلب، كما قالوا أدخلت القلنسوة في رأسي والمعنى أدخلت رأسي في القلنسوة. قال: والقول الأول الذي معناه سكن، هو قول أهل العربية قال: ويقال سكت الرجل، يسكت، سكتا:إذا سكن. وسكت، يسكت، سكوتا، وسكتا: إذا قطع الكلام، ونقله شيخنا عن بحر أبي حيان، ولكن ادعى في سكت الرجل أن مصدره السكوت فقط، وأورد به على المؤلف حيث لم يمييز بينهما مع أن المنقول عن الأئمة خلاف ذلك، كما قدمنا. وسكت الحر: اشتد، وركدت الريح. وأسكتت حركته: سكنت. وأسكت عن الشيء: أعرض. وفي الأساس: تكلم ثم سكت وإذا أفحم، قيل: أسكت. وللحبلى صرخة ثم سكتة. هذه هاء السكت. ومن المجاز: فلان سكيت الحلبة، للمتخلف في صنعته. وسكتان، كعثمان: قرية ببخارى، منها: أبو سعيد سفيان بن أحمد بن إسحاق الزاهد، محدث. وسكتان أيضا، ويقال: سجتان، بالجيم: بلد بالمغرب، وإليه نسب عيسى الكتاني، شيخ مشايخ مشايخنا. وآل باسكوتة: جماعة باليمن.

س ل ت

صفحة : 1110

سلت المعى، يسلت بالضم، سلتا، ويسلت بالكسر: إذا أخرجه بيده. وفي اللسان: السلت: قبضك على الشيء أصابه قذر ولطخ، فتسلته عنه سلتا، والمعنى تسلت حتى يخرج مافيه. من المجاز: سلت أنفه بالسيف، وفي المحكم: وسلت أنفه يسلته، سلتا: جدعه وفي حديث سلمان: أن عمر قال: من يأخذها بما فيها? يعني الخلافة، فقال سلمان: من سلت الله أنفه ، أي: جدعه وقطعه. سلت الشعر، وفي اللسان: سلت رأسه: أي حلقه. ورأس محلوت، ومسلوت، ومسبوت، ومحلوق: بمعنى واحد. سلت الشيء: قطعه، وفي حديث حذيفة وأزد عمان: سلت الله أقدامها أي: قطعها. وسلت يده بالسيف، قطعها، يقال: سلت فلان أنف فلان بالسيف سلتا: إذا قطعه كله. وفي حديث أهل النار: فينفذ الحميم إلى جوفه فيسلت ما فيها ، أي يقطعه ويستأصله. وأصل السلت: القطع. سلت دم البدنة: قشره بالسكين، عن اللحياني، هكذا حكاه. قال ابن سيده: وعندي أنه قشر جلدها بالسكين حتى أظهر دمها. سلت القصعة من الثريد، يسلتها، سلتا: إذا مسحها بإصبعه لتنظف. وفي الحديث: أمرنا أن نسلت الصحفة ، أي: نتتبع ما بقي فيها من الطعام ونمسحها بالأصابع، كاستلتها، وهذه عن الصاغاني. سلتت المرأة الخضاب عن يدها: إذا مسحته وألقته، وفي الصحاح: إذا ألقت عنها العصم. والعصم، بالضم: بقية كل شيء، وأثره من القطران والخضاب ونحوه. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، وسئلت عن الخضاب، فقالت اسلتيه وأرغميه . سلت فلانا: ضربه وجلده. سلت بسلحه: رمى، وذا من زياداته. والسلاتة بالضم: ما يسلت منه. وهو أيضا ما يؤخذ بالإصبع من جوانب القصعة لتنظف، يقال: انسلت عنا: أي انسل من غير أن يعلم به. والمسلوت: الذي أخذ ما عليه من اللحم. وقيل: السلت: هو إخراج المائع والرطب اللاصق بشيء آخر، قاله شيخنا. والسلت، بالضم: الشعير بعينه، أو ضرب منه، أو هو الشعير الحامض. وقال الليث السلت: شعير لا قشر له، أجرد. زاد الجوهري: كأنه الحنطة، يكون بالغور والحجاز يتبردون بسويقه في الصيف. وفي الحديث: أنه سئل عن بيع البيضاء بالسلت هو شعير أبيض لاقشر له، وقيل: هو نوع من الحنطة، والأول أصح، لأن البيضاء الحنطة. روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه لعن السلتاء والمرهاء السلتاء من النساء: التي لا تعهد يديها بالخضاب؛ وقيل: هي التي لا تخضب البتة. ومثله في الأساس وغيره. وأعطيني من سلاتة حنائك. وذهب مني الأمر فلتة، وسلتة: أي سبقني وفاتني؛ وقيل: هو إتباع. والأسلت من أوعب جدع أنفه، وهو الأجدع، وبه سمي الرجل. هو والد أبي قيس الشاعر صيفي بن الأسلت، واسم الأسلت: عامر، فهو لقب له. ومما يستدرك عليه في هذه المادة: يقال: سلته مائة سوط، أي: جلدته مثل: حلته. وفي الحديث: ثم سلت الدم عنها أي: أماطه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فكان يحمله على عاتقه ويسلت خشمه أي مخاطه عن أنفه، وأخرجه الهروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه كان يحمل الحسين على عاتقه، ويسلت خشمه ومسلاتة مدينة بالغرب. وسلنت، بتشديد اللام، ويقال سلمنت، بقلب إحدى اللامين ميما: قرية بمصر لبني حرام بن سعد.

س ل ح ت

صفحة : 1111

السلحوت، كزنبور: أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: هي السحلوت، وقد مر أنها الماجنة؛ قال:

أدركتها تأفر دون العنـتـوت
تلك الخريع والهلوك السحلوت

ونقله ابن السكيت أيضا هكذا.

س ل ف ت
ومما يستدرك عليه: سلفيت، بالفتح: قرية من أعمال نابلس، منها الشمس محمد بن محمد بن عبد الله المقدسي السلفيتي الشافعي، سمع على التقي القلقشندي سنة 859، وكان فقيها.

س ل ك ت
السلكوت، كزنبور: طائر قال شيخنا: صرح أبو حيان وغيره بأن تاءه زائدة. وقد أعادها المصنف - أيضا في الكاف وهنا - توهما.

س م ت
السمت بالفتح: الطريق، يقال: الزم هذا السمت؛ وقال:

ومهمهين قذفين مـرتـين
قطعته بالسمت لا بالسمتين

معناه: قطعته على طريق واحد، لا على طريقين؛ وقال: قطعته، ولم يقل: قطعتهما، لأنه عنى البلد. السمت: هيئة أهل الخير، يقال: ما أحسن سمته: أي: هديه، كذا في الصحاح. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فينظرون إلى سمته وهديه أي: حسن هيئته ومنظره في الدين، وليس من الجمال والحسن. وقيل: هو من السمت: الطريق. كذا قالوه. وظهر بما قدمناه أن السمت بهذا المعنى صحيح، فلا اعتداد بما قاله شيخنا بقوله: لا إخاله لغة صحيحة، وإنما أخذه من كلام بعض المولدين وأهل الغريب. السمت: السير على الطريق بالظن، وقيل: هو السير بالحدس والظن على غير طريق؛ وقال:

ليس بها ريع لسمت السامت السمت: حسن النحو في مذهب الدين. وهو يسمت سمته: أي ينحو نحوه، وفي حديث حذيفة ما أعلم أحدا أشبه سمتا وهديا ودلا برسول لله، صلى الله عليه وسلم، من ابن أم عبد يعني: ابن مسعود. قال خالد بن جنبة: السمت: اتباع الحق والهدي، وحسن الجوار. وقلة الأذية. قال: ودل الرجل: حسن حديثه ومزحه عند أهله. السمت: قصد الشيء. وإنه لحسن السمت: أي حسن القصد المذهب في دينه ودنياه. وسمت الطريق: قصده، وقال أعرابي من قيس:
سوف تجوبين بغير نعت
تعسفا أو هكذا بالسمت

صفحة : 1112

السمت: القصد. والتعسف: السير على غير علم ولا أثر. سمت، يسمت، بالكسر، ويسمت بالضم، سمتا، فبالضم معناه: قصد. وقال الأصمعي: يقال: تعمده تعمدا، وتسمته تسمتا: إذا قصد نحوه. وقال شمر: السمت: تنسم القصد. بالكسر، قال الفراء: سمت لهم، يسمت، سمتا: إذا هو هيأ لهم وجه العمل ووجه الكلام والرأي. ويونس بن خالد السمتي كان له لحية وهيئة ورأي، محدث بصري، هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا. وقال شيخنا: وصوابه: يوسف بن خالد، ونقله عن تحرير المشتبه، للحافظ ابن حجر، وهو ضعيف الرواية، روى عن موسى بن عقبة، وعنه ابنه خالد بن يوسف. والتسميت: ذكر الله تعالى على الشيء، وفي بعض نسخ الصحاح: ذكر اسم الله؛ وقيل: التسميت: ذكر الله، عز وجل، على كل حال. التسميت: الدعاء للعاطس، وهو قولك له: يرحمك الله. وقيل: معناه: هداك الله إلى السمت، وذلك لما في العاطس من الانزعاج والقلق؛ وهذا قول الفارسي. وقد سمته: إذا عطس، فقال: يرحمك الله، أخذ من السمت إلى الطريق والقصد، كأنه قصده بذلك الدعاء؛ أي: جعلك الله على سمت حسن. وقد يجعلون السين شينا، كسمر السفينة، وشمرها: إذا أرساها. وقال النضر بن شميل: التسميت الدعاء بالبركة، تقول: بارك الله فيه. قال أبو العباس: يقال: سمت العاطس تسميتا، وشمته تشميتا: إذا دعا له بالهدي وقصد السمت المستقيم. والأصل فيه السين، فقلبت شينا قال ثعلب: والاختيار بالسين، لأنه مأخوذ من السمت، وهو القصد والمحجة. وقال أبو عبيد: الشين أعلى في كلامهم، وأكثر. وفي حديث الأكل: سموا الله، ودنوا، وسمتوا ، أي: إذا فرغتم، فادعوا بالبركة لمن طعمتم عنده. والسمت: الدعاء. التسميت: لزوم السمت، وقصده، وفي حديث عوف بن مالك فانطلقت لا أدري أين أذهب، إلا أنني أسمت ، أي: ألزم سمت الطريق يعني قصده، وقيل: هو بمعنى أدعو الله. وسامته مسامتة، بمعنى: قابله، ووازاه. ومسمت النعل: أسفل من مخصرها إلى طرفها.

س م ن ت
سمنت، كسمند: ة بالصعيد، تناوح قوص.

س م ر ت
السمروت، أهمله الجماعة.وقال ابن السكيت في الألفاظ: هو، كزنبور: الرجل الطويل، نقله صاحب اللسان.

س ن ت
أسنتوا، فهم مسنتون: أصابتهم سنة وقحط، وأجدبوا؛ ومنه قول ابن الزبعري:

عمرو العلا هشم الثريد لقومه    ورجال مكة مسنتون عجاف

صفحة : 1113

وهي عند سيبويه على بدل التاء من الياء، ولا نظير له إلا ثنتان، حكى ذلك أبو علي، وفي الصحاح: أصله من السنة قلبوا الواو تاء، ليفرقوان بينه وبين قولهم: أسنى القوم: إذا أقاموا سنة في موضع. وقال الفراء: توهموا أن الهاء أصلية، إذ وجدوها ثالثة، فقلبوها تاء، تقول منه: أصابتهم السنة، بالتاء. وفي الحديث: وكان القوم مسنتين أي: مجدبين أصابتهم السنة، وهي القحط. وأسنت، فهو مسنت، إذا أجدب. وفي حديث أبي تميمة: الله الذي إذا أسنت أنبت لك ، أي: إذا أجدبت أخصبك. والسنت، ككتف: الرجل القليل الخير: قليله، وج: سنتون، ولا يكسر. وأرض سنتة، وكذلك مسنتة التي لم يصبها مطر، فلم تنبت؛ عن أبي حنيفة، قال: فإن كان بها يبيس من يبيس عام أول، فليست بمسنتة، ولاتكون مسنتة حتى لا يكون فيها شيء، قال: ويقال أرض سنتة: مسنتة. قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا، إلا أن يخص الأقل بالأقل حروفا، والأكثر بالأكثر حروفا؛ قال: وعام سنيت، ومسنت: جدب. وسانتوا الأرض: تتبعوا نباتها. والسنوت، كتنور، على المشهور، ويروى بضم السين، قاله ابن الأثير وغيره، فلا عبرة بإنكار شيخنا إياه، وقالوا: إن الفتح أفصح، السنوت، مثال سنور: لغة فيه عن كراع. وقد اختلف في معناه، فقيل هو الزبد، وقيل: هو الجبن، وهما معروفان، نقلهما الصاغاني، قيل: هو العسل؛ وأنشد الجوهري قول الحصين بن القعقاع اليشكري
جزى الله عـني بـحتـريا ورهـطه      بني عـبـد عـمرو ما أعف وأمجدا
هم السمن بالسنوت لا ألس بينهم            وهم يمنعون جارهم أن يقردا

أي: يذلل. والألس: الخيانة، قيل: السنوت: ضرب من التمر. قيل: السنوت: الرب، بالضم. وقيل: السنوت السبت وقد مر في س ب ت. قيل: السنوت الرازيانج، وهو الشمر بلغة مصر نقل الأربعة الصاغاني قيل: السنوت: الكمون يمانية، وبه فسر يعقوب قول الحصين المتقدم. وفسره ابن الأعرابي بأنه نبت يشبه الكمون. وفي الحديث أنه قال: عليكم بالسنا والسنوت ، قيل هو العسل، وقيل: هو الرب، وقيل: الكمون. وفي الحديث الآخر: لو كان شيء ينجي من الموت، لكان السنا والسنوت . يقال: سنت القدر، تسنيتا: إذا جعله أي الكمون، وطرحه فيها. والمسنوت، بصيغة المفعول: من يصاحبك فيغضب من غير سبب لسوء خلقه، نقله الصاغاني، مأخوذ من قوله: رجل سنوت: سيئ الخلق، أورده ابن منظور وغيره. ومما يستدرك عليه: يقال: تسنت فلان كريمة آل فلان: إذا تزوجها في سنة القحط، وفي الصحاح: يقال: تسنتها: إذا تزوج رجل لئيم امرأة كريمة، لقلة مالها وكثرة ماله. وعن ابن الأعرابي: أستن الرجل، وأسنت: إذا دخل في السنة. واستدرك شيخنا: رجل مسنت، أي: مسكين منقطع، لا شيء له، قال: ولعه مأخوذ من الأرض، أو العام، أو من أسنت القوم: أجدبوا؛ لأن المنقطع الذي لا شيء عنده أعظم من الجدب وعدم النبات.

س ن ب ت
سنبت، كجعفر: السيئ الخلق، كذا في التهذيب في الرباعي، ونقله عن ابن الأعرابي، كذا في اللسان.