الباب الثالث: باب التاء - الفصل الثالث عشر: فصل الشين المعجمة مع المثناة الفوقية

فصل الشين المعجمة مع المثناة الفوقية

ش أ ت

صفحة : 1114

الشئيت، كأمير، من الخيل: العثور، وليس له فعل يتصرف، هكذا صوبه أبو سهل في حواشي الصحاح. اختلفت نسخ الصحاح هنا، ففي نسخة: الشئيت، من الخيل: الفرس العثور، وفي أخرى: الشئيت من الفرس: العثور. وفي أخرى: الشئيت: الفرس العثور. قيل: هو الذي يقصر حافرا رجليه عن حافري يديه؛ قال عدي بن خرشة الخطمي:

وأقدر مشرف الصهوات ساط     كميت لا أحـق ولا شـئيت الشئيت، كما فسرنا. والأقدر، بعكس ذلك ورواية ابن دريد
بأجرد من عتاق الخيل نهد جواد لا أحق ولا شـئيت قال ابن الأعرابي: الأحق: الذي يضع رجله موضع يده. والجمع شؤوت، قال الأزهري: كذلك قال ابن الأعرابي وأبو عبيدة. وقد شرح الأصمعي بيت عدي بن خرشة، فقال الأقدر الذي يجوز حافرا رجليه حافري يديه. والشئيت: الذي يقصر حافرا رجليه عن حافري يديه. والأحق: الذي يطبق حافرا رجليه حافري يديه. ثم إن قوله: والذي يقصر إلى آخره، هكذا نص عبارة الصحاح والمحكم واللسان وغيرهم. قال شيخنا: وفيه إضافة التثنية إلى التثنية، وهو مما استقبحوه وعابوه وصرحوا بأنه لا يكاد يوجد في كلام العرب. كما في مقرب ابن عصفور، وغيره. فلو أتى به مفردا وقصد الجنس، لكان أجرى على ما رامه من الاختصار. انتهى. قلت: وهو تبع الجوهري ومن سبقه، فأورد العبارة بنصها، ولم يغير.

ش ب ت
الشبت، كطمر: أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: وهي هذه البقلة المعروفة، وقال أبو حنيفة: نبت، وزعم أن السبت، بالسين المهملة، معرب عنه. قلت: وقد تقدم أنهما معربا شوذ، وأن الطاء لغة فيه، كما يأتي إن شاء الله تعالى. ومما يستدرك عليه: شبيت، كزبير: جد شيخ بعض شيوخنا أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد الشبيتي الدمياطي، روى عن أبي عبد الله محمد بن محمد البديري.

ش ب ر ت
شبرت، كقنفذ: أهمله الجماعة، وقال الصاغاني: هي قلعة بالأندلس من قلاع الساحل.

ش ت ت
شت شعبهم، يشت، شتا، وشتاتا، وشتيتا: أي فرق. شت أيضا: إذا افترق. وأمر شت: أي متفرق، كانشت جمعهم. وتشتت: أي تفرق؛ قال الطرماح:

شت شعب الحي بعد التئام     وشجاك الربع ربع المقام واشتشت، مثله. وشتته الله، وأشته: بمعنى فرقه. الشعب الشتيت: أي المفرق المشتت. وعبارة الصحاح: المتفرق؛ قال رؤبة يصف إبلا:

جاءت معا واطرقت شتيتا
وهي تثير الساطع السحتيتا

وعن الأصمعي: شت بقلبي كذا وكذا: أي فرقه. ويقال: أشت بي قومي: أي فرقوا أمري. ويقال: شتتوا أمرهم: أي فرقوه. وقد استشت، وتشتت: إذا انتشر. ويقال: أخاف عليكم الشتات: أي الفرقة. الشتيت من الثغر: المفلق المفلج؛ قال طرفة:

من شتيت كأقاح الرمل غر

صفحة : 1115

وقوم شتى: متفرقون، وأشياء شتى. قال شيخنا: قيل: إنه جمع شتيت، كمرضى ومريض، وقيل: مفرد، وبسط فيه الخفاجي في العناية. انتهى. وفي الحديث: يهلكون مهلكا واحدا، ويصدرون مصادر شتى ، وفي الحديث في الأنبياء: وأمهاتهم شتى ، أي: دينهم واحد، وشرائعهم مختلفة. وقيل: أراد اختلاف أزمانهم. ويقال: إن المجلس ليجمع شتوتا من الناس، وشتى، أي: فرقا، وقيل: يجمع ناسا من غير قبيلة، أي: ليسوا من قبيلة واحدة. يقال: جاؤوا شتات شتات، بالفتح. هكذا في نسختنا، وفي نسخة: شتات وشتات، بزيادة الواو بينهما، وجوز شيخنا فيه أن يكون بالضم، كثلاث ورباع، كل هذا والتكرار لايظهر له وجه. والذي في لسان العرب، نقلا عن الثقات، ما نصه: ويقال: جاء القوم شتاتا، وشتات. أي: أشتاتا متفرقين. واحد الأشتات: شت. الحمد لله الذي جمعنا من شت: أي تفرقة. وهذا هو الصواب. وشتان بينهما، برفع نون البين، روى أبو زيد في نوادره قول الشاعر:

شتان بينهما في كل منـزلة    هذا يخاف وهذا يرتجي أبدا فرفع البين قال الأزهري: من العرب من ينصب بينهما، في مثل هذا الموضع، فيقول: شتان بينهما، ويضمر ما كأنه يقول: شت الذي بينهما، كقوله تعالى: لقد تقطع بينكم وقال حسان ابن ثابت:
وشتان بينكما فـي الـنـدى          وفي البأس والخبر والمنظر وقال آخر:
أخاطب جهرا إذ لهن تـخـافـت    وشتان بين الجهر والمنطق الخفت يقال: شتان ماهما، وشتان ما زيد وعمرو، وهو ثابت في الفصيح وغيره، وصرحوا بأن ما زائدة، وهما فاعله في المثال الأول؛ وفي ما زيد وعمرو ما زائدة، وزيد فاعل شتان، وعمرو عطف عليه. قالوا: والشاهد عليه قول الأعشى:

شتان ما يومي على كورها    ويوم حيان أخي جـابـر أنشده ابن قتيبة في أدب الكاتب، وأكثر شراح الفصيح، قاله شيخنا. يقال: شتان ما بينهما، أي: بعد ما بينهما. أثبته ثعلب في الفصيح، وغيره، وأنكره الأصمعي؛ ففي الصحاح: قال الأصمعي: لا يقال شتان ما بينهما. وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب: يقال: شتان ما هما، ولايقال: شتان ما بينهما وفي لسان العرب، وأبى الأصمعي: شتان ما بينهما. قال أبو حاتم فأنشدته قول ربيعة الرقي يمدح يزيد بن حاتم بن المهلب، ويهجو يزيد بن سليم:
لشـتان ما بـين الـيزيدين في الندى     يزيد سلـيم والأغر بن حاتم
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله             وهم الفتى القيسي جمع الدراهم

فقال: ليس بفصيح يلتفت إليه. وقال في التهذيب: ليس بحجة، إنما الأعشى المتقدم ذكره، معناه: تباعد الذي بينهما. قال ابن بري في حواشي الصحاح وقول الأصمعي: لا أقول شتان ما بينهما، ليس بشيء؛ لأن ذلك قد جاء في أشعار الفصحاء من العرب، من ذلك قول أبي الأسود الدؤلي:

فإن أعف يوما عن ذنوب وتعتدي   فإن العصا كانت لغيرك تقـرع
وشتان ما بيني وبينـك إنـنـي    على كل حال أستقيم وتضـلـع

قال ومثله قول الغيث

وشتان ما بيني وبين ابن خالد       أمية في الرزق الذي يتقسم

صفحة : 1116

قال أبو بكر: شتان ما عمرو، وشتان أخوه وأبوه، وشتان ما بين أخيه بشتان، ونسق الأب على الأخ، وفتح النون من شتان، لاجتماع الساكنين، وشبههما بالأدوات، ومن قال: شتان ما عمرو، رفع عمرا بشتان، وأدخل ما صلة، كذا في اللسان. ونقل مثل ذلك شيخنا عن اللبلي في شرح الفصيح، أي: بعد ما بينهما هذا على أنه اسم فعل ماض، بمعنى بعد، ولذلك بني على الفتح، لأنه نائب عن الماضي الذي هو لازم للفتح دائما. وفسره جماعة بافترق، وهو الذي عليه كثيرون، ولذلك اشترطوا في فعله التردد. وذهب جماعة إلى أنه مصدر، وهو الذي جزم به المرزوقي، والهروي في شرح الفصيح، والزجاج، وغير واحد، قاله شيخنا. وقد تكسر النون، عن الفراء، كما نقله الصاغاني، مصروفة عن: شتت، ككرم، فالفتحة التي في النون، هي الفتحة التي كانت في التاء، وتلك الفتحة تدل على أنه مصروف عن الفعل الماضي. وكذلك: وشكان، وسرعان، مصروف من: وشك وسرع، تقول: وشكان ذا خروجا، وسرعان ذا خروجا؛ وأصله: وشك ذاخروجا، وسرع ذا خروجا. روى ذلك كله ابن السكيت، عن الأصمعي. وقال أبو زيد: شتان: منصوب على كل حال، لأنه ليس له واحد. ثم إن كسر نون شتان، نقله ثعلب عن الفراء. وظاهر كلام الرضي أنه رأي للأصمعي أيضا، فإنه وجه في شرح الكافية اختيار الأصمعي، ومنعه: شتان ما بين، بأمرين: الأول: أنه ورد شتان، بكسر النون؛ والثاني: أن فاعله لا يكون إلا متعددا، كما هو ظاهر الاستعمال. وفسره بافترق؛ وافتعل كتفاعل،لا يكون فاعله إلا متعددا. وفي شرح الفصيح، لابن درستويه: تكسر نون شتان إذا ذهب إلى مثنى، فكسره، والعرب كلها تفتحه، ولم يسمع بمصدر مثنى، إلا إذا اختلف، فصار جنسين، وذلك أيضا قليل في كلامهم. قال: ويلزم الفراء إن كان اثنين أن يقول فيه، في موضع النصب والجر، شتين، بالياء، وهذا لا يجيزه عربي ولا نحوي. ونقله أبو جعفر اللبلي. قال شيخنا: وظاهر كلام شراح الفصيح وغيرهم في أن الفراء إنما حكى في نون شتان الكسر فقط، وأنه مثنى شت، وهو الذي جزم به ابن درستويه كما مر، ونقله اللبلي وسلمه، وليس الأمر كذلك، فإن المعروف أن الفراء إنما حكى الكسر المعروف أن الفراء إنما حكى الكسر لغة في الفتح. قال في تفسيره، عند قوله تعالى: ما هذا بشرا : أنشد بعضهم:

لشتان ما أنوي وينوي بنـو أبـي      جميعا فما هـذان مـسـتـويان
تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى     وكل فتى والمـوت يلـتـقـيان

صفحة : 1117

قال الفراء: يقال: شتان ما أنوي، بنصب النون وخفضها. هذا كلامه، وكذا نقل الصاغاني في العباب عنه: أن كسر النون لغة في فتحها، وليس فيه ما زعمه ابن درستويه، وبه يسقط ترديد الهروي في شرح الفصيح لما قال: والأصل قول الفراء، فإنه يجوز أن تكون النون على أصل التقاء الساكنين ويجوز أن يكون تثنية شت، وهو: التفرق. قال شيخنا: وزعم ابن الأنباري في الزاهر: لا يجوز كسر النون في: شتان ما بين أخيك وأبيك، قال: لأنها رفعت اسما واحدا، ويجوز كسرها في غيره، وهو: شتان أخوك، وشتان ما أخوك وأبوك، فيجوز في هذا كسر النون، على أنه تثنية شت، هذا كلامه، وفيه ما لا يخفى. ثم قال: وشتان اسم فعل على الصحيح. وقال ابن عصفور في شرح الإيضاح: وهو ساكن في الأصل، إلا أنه حرك لالتقاء الساكنين. وكان الحركة فتحة، إتباعا لما قبلها. وطلبا للخفة، ولأنه وقع موقع الماضي، وهو مبني على الفتح، فجعلت حركته كحركته. وزعم المرزوقي في شرح الفصيح: أن شتان مصدر، ولم يستعمل فعله، وهو مبين على الفتحة؛ لأنه موضوع موضع الفعل الماضي، تقديره: شت زيد، أي: تشتت، أو تفرق جدا. وقال ابن عصفور: وزعم الزجاج أنه مصدر واقع موقع الفعل، جاء على فعلان، مخالف أخواته فبني لذلك. وقال أبو عثمان المازني: شتان وسبحان، ويجوز تنوينهما، اسمين كانا أو في موضعهما. وقال أبو علي الفارسي، في التذكرة القصرية، بعد أن نقل قول المازني: شتان إذا كان في موضعه، فهو اسم للفعل، وهو شت بمنزلة صه، فإن نونته، فهو نكرة، وإن لم تنونه، فهو معرفة، فإن نقلت شتان عن أن يكون اسما للفعل، فجعلته اسما للتشتيت معرفة، صار بمنزلة

سبحان من علقمة الفاخر في أنه اسم للتنزيه، معرفة. وصحح ابن أم قاسم في شرح الخلاصة: أن شتان اسم فعل، بمعنى تباعد وافترق. قال: وذهب أبو حاتم والزجاج إلى أنها مصدر على فعلان، وهو واقع موقع الفعل. قلت: وقد تقدم نص كلام الزجاج وقال الرضي: إنها تدل على التعجب، وإن معنى شتان زيد: ما أشد الافتراق: وقال ابن جني: شتان وشتى، كسرعان وسكرى، يعني: أن شتى ليس مؤث شتان، كسكران وسكرى، وإنما هما اسمان تواردا وتقابلا في عرض اللغة من غير قصد. قلت: فعلى هذا قولهم في قول جميل:

أريد صلاحها وتريد قتلي      وشتى بين قتلي والصلاح إنه لضرورة الشعر، محل تأمل. ومحمود بن شتى، بالضم: محدث روى عن أبي الحسن علي بن أحمد الخرستاني، وعنه ابن خليل. وعمر بن السكن بن شتوبه الواسطي عن أبي عبد الله الضرير، بحديث كذب.

ش ح ت
ومما يستدرك عليه، هنا: شحت السكين: إذا شحذه، أثبته ابن الأثير، وقال في النهاية في الحديث هلمي المدية فاشحتيها بحجر، أو سنيها ويقال بالذال، وأنكره الجوهري والزمخشري، وتبعهما المجد حتى زعم الحريري في درة الغواص أنه من أوهام الخواص. وقال شيخنا: إذا ثبت الحديث، فهو أفصح الكلام.

ش خ ت
الشخت، بعد الشين خاء: هو الدقيق الضامر من الأصل لا هزالا أي: لا من الهزال، هكذا قيده في لسان العرب وغيره من الأمهات، فلا عبرة بقول شيخنا: هذا القيد خلت عنه الدواوين المشورة. وقيل: الشخت: هو الدقيق من كل شيء، حتى إنه يقال للدقيق العنق والقوائم: شخت منهم من يحرك الخاء؛ وأنشد:

أقاسيم جزأهـا صـانـع     فمنها النبيل ومنها الشخت

صفحة : 1118

والأنثى شختة. وج شخات، بالكسر.وقد شخت، ككرم، شخوتة، فهو شخت، وشخيت. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال للجني: إني أراك ضئيلا شخيتا . الشخت، والشخيت: النحيف الجسم، الدقيقة. يقال للحطب الدقيق: شخت. ويقال: إنه لشخت الجزارة: إذا كان دقيق القوائم؛ قال ذو الرمة:

شخت الجزارة مثل البيت سائره     من المسوح خدب شوقب خشب وإنه لشخت العطاء: أي قليله. والشخيت كسكيت، وكريم: الغبار الساطع، كالشختيت فعليل من الشخت الذي هو الضاوي الدقيق. وقيل: هو فارسي معرب، أنشد ابن الأعرابي:

وهي تثير الساطع الشختيتا وروي: الشخيتا. والذي رواه يعقوب: السخيتا والسختيتا، لأن العجم تقول: سخت، كذا في اللسان. ومن المجاز: زيد شخت الخلق: أي دنيه. كذا في الأساس. والتشخيت: الإبلاغ، نقله الصاغاني:

 ش ر ت
الشرنتى، كسبنتى، إشارة إلى زيادة نونه، فمجرده شرت: أهمله الجماعة، وهو طائر.

ش س ت
ومما يستدرك عليه: شستان، بالكسر، عرف به علي بن أبي سعد الأزجي المحدث، يقال له ابن شستان وأخوه مشرف والد ثابت، وعزيزة، حدثوا.

ش م ت
شمت العدو، كفرح وزنا ومعنى، شماتا، وشماتة، بالفتح فيهما، أو شمت الرجل: إذا فرح ببلية العدو. وقيل: البلية تنزل بمن يعاديه. وفي حديث الدعاء: أعوذ بك من شماتة الأعداء ، قالوا: شماتة الأعداء: فرح العدو ببلية تنزل بمن يعاديه. وأشمته الله تعالى به، وفي التنزيل العزيز: فلا تشمت بي الأعداء ، قال الفراء: هو من: أشمت، وروي عن مجاهد أنه قرأ: فلا تشمت بي الأعداء. قال الفراء: لم نسمعها من العرب. وقال الكسائي: لا أدري، ولعلهم أرادوا فلا تشمت بي الأعداء، فإن تكن صحيحة، فلها نظائر. العرب تقول: فرغت وفرغت، فمن قال فرغت، قال أفرغ، ومن قال فرغت، قال: أفرغ، كذا في اللسان. والشماتى بالفتح، والشمات بالكسر، هكذا مضبوط عندنا، ومثله في غير نسخ: الخائبون بلا غنيمة. قال ابن الأعرابي: رجعوا شماتى: أي خائبين. قال ابن سيده: ولا أعرف ما واحد الشماتى. وفي الصحاح: رجع القوم شماتا من متوجههم، بالكسر، أي: خائبين؛ وهو في شعر ساعدة، قال ابن بري: ليس هو في شعر ساعدة كما ذكر الجوهري، وإنما هو في شعر المعطل الهذلي:

فأبنا لنا مجد العلاء وذكره    وآبوا عليهم فلها وشماتها وقال: والفل: الهزيمة. والشمات: الخيبة. واسم الفاعل: شامت، وجمع شامت: شمات. والشوامت: قوائم الدابة، وهو اسم لها، واحدتها: شامتة. قال أبو عمرو: يقال: لا ترك الله له شامتة، أي قائمة. قال النابغة

فارتاع من صوت كلاب فبـات لـه    طوع الشوامت من خوف ومن صرد

صفحة : 1119

ويروى: طوع الشوامت، بالرفع، يعني بات له ماشمت به من أجله شماته. قال ابن سيده: وفي بعض نسخ المصنف: بات له ما شمت به شماته. قال ابن السكيت في قوله فبات له طوع الشوامت : يقول: بات له ما أطاع شامته من البردي والخوف أي: بات له ما تشتهي شوامته؛ قال: وسرورها به هو طوعها، ومن ذلك يقال: اللهم لا تطيعن بي شامتا، أي: لا تفعل بي ما يحب، فيكون كأنك أطعته. وقال أبو عبيدة: من رفع طوع أراد: بات له ما يسر الشوامت اللواتي سمعن به. ومن رواه بالنصب: أراد بالشوامت القوائم، يقول: فبات له الثور طوع شوامته، أي: قوائمه، أي: بات قائما. وبات فلان بليلة الشوامت: أي بليلة تشمت الشوامت. كل ذلك في لسان العرب. والتشميت: التسميت، وتشميت العاطس دعاء. وقال ابن سيده: شمت العاطس، وشمت عليه: دعا له أن لا يكون في حال يشمت به فيها، والسين لغة عن يعقوب. وكل داع لأحد بخير، فهو مشمت له ومسمت، بالشين والسين، والشين أعلى في كلامهم وأفشى. وفي التهذيت: كل دعاء بخير، فهو تشميت. وفي حديث زواج فاطمة لعلي، رضي الله عنهما: فأتاهما، فدعا لهما، وشمت عليهما، ثم خرج . وحكي عن ثعلب أنه قال: الأصل فيها السين، من السمت، وهو القصد والهدي، وفي حديث العطاس: فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر التشميت والتسميت الدعاء بالخير والبركة، والمعجمة أعلاهما، وشمت عليه؛ وهو من الشوامت: القوائم، كأنه دعاء للعاطس بالثبات على طاعة الله. وقيل: معناه أبعدك الله عن الشماتة، وجنبك ما يشمت به عليك، وقد تقدم طرف من ذلك في السين مع التاء، فراجعه. والذي ذكرناه خلاصة ما في اللسان، والفائق وغيرهما. التشميت: الجمع، يقال: اللهم، شمت بينهما. نقله الصاغاني. التشميت: التخييب. وشمته فلان: خيبه. عنه؛ وأنشد للشنفرى:

وباضعة حمر القسي بعثتها     ومن يغز يغنم مرة ويشمت والاسم: الشمات. والاشتمات: أول السمن، أنشد ابن الأعرابي:

أرى إبلي بعد اشتمات كأنمـا     تصيت بسجع آخر الليل نيبها وإبل مشتمتة: إذا كانت كذلك يقال: خرج القوم في غزاة، فقفلوا شماتي ومتشمتين. قال: والتشمت: أن يرجعوا خائبين بلا غنيمة. والعجب من المصنف كيف فرق المادة الواحدة في ثلاثة مواضع فلو قال: ورجعوا شماتى، ومشمتين، ومتشمتين: أي خائبين بلا غنيمة، ولا واحد للأول، كان أنسب لطريقته، كما لا يخفى. وملك مشمت، كمعظم: محيا وزنا ومعنى، من: حياه إذا دعا له بالتحية، أي: مدعو: مدعو له بتحايا الملوك. ومما يستدرك عليه: الحصين بن مشمت من بني حمان، ثم من بني تميم، وفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، مسلما، وأقطعه عين الأصيهب.

ش ن ب ر ت
ومما يستدرك عليه: أشنانبرت: من قرى بغداد، منها أبو طاهر إسحاق بن هبةالله بن الحسن الضرير، سكن دمشق، روى عنه أبو المواهب بن صصري.

ش ن ك ت
شنكات، بالكسر: أهمله الجماعة، وهو لعله اسم د، أي: بدل، أو جد. إلى أحدهما أحمد بن عبد الخالق بن الشنكاتي عن طراد، وعنه ابن طبرزد. وكامل بن عبد الجليل بن الشنكاتي. محدثان، الأخير عن أبي منصور القزاز، مات سنة 600. ومما يستدرك عليه: شنكيت مدينة بأقصى الغرب.

ش ي ت

صفحة : 1120

الشيتان مقتضى إطلاقه أن يكون بالفتح، والذي في لسان العرب بالكسر ضبط القلم من الجراد وغيره: جماعة قليلة، عن أبي حنيفة؛ وأنشد:

وخيل كشيتان الجراد وزعتها    بطعن على اللبات ذي نفيان ومما استدركه شيخنا: شيت بن آدم، عليه السلام، في قول من ضبطه بالمثناة الفوقية. قلت: وسيأتي في المثلثة.