الباب الثالث: باب التاء - الفصل الرابع عشر: فصل الصاد المهملة مع المثناة الفوقية

فصل الصاد المهملة مع المثناة الفوقية

ص ت ت
الصت شبه الصدم، و الدفع بقهر، أو الدفع، أو الضرب باليد. صته بالعصا، صتا: ضربه، قال رؤبة:

طأطأ من شيطانه التعتي
صك عرانين العدا وصتي

وقال البكري في شرح أمالي القالي: الصت: الصك، ولا يصرف، الصت: الصر، هكذا في النسخ. قال الصاغاني: وفيه نظر. والصتيت: الصوت، والجلبة؛ قال الهذلي:

تيوسا خيرها تـيس شـآم    له بسوائل المرعى صتيت أي: صوت. الصتيت الجماعة، وفي بعض الأمهات: الفرقة من الناس، ومنه قول الحارث بن حلزة:

وصتيت من العواتك لا تن    هاه إلا مبيضة رعـلاء كالصت بالفتح، كما هو مقتضى اصطلاحه، وضبطه الفراء في نوادره بالكسر. وصاته، مصاتة، وصتاتا بالكسر: نازعه، وخاصمه. وقال أبو عمرو: مازلت أصاته وأعاه، صتاتا، وعتاتا، وهي الخصومة. والمصتيت، بالكسر: الرجل المنكمش. والصت، بالكسر: الضد، كالصتة، بالضم. قال أبو عمرو: الصتة: الجماعة من الناس، وقيل: الصنف منهم. والصتية، بالضم مع تشديد المثناة الفوقية والتحتية: الملحفة، أو ثوب يمني يعرف بالمضف، اليوم، يرتدى به. والصنتيت، كحلتيت: الكتيبة من الجيش، والصنديد وهو السيد الكريم، أبدلت داله تاء لاتحاد مخرجهما، كما جرى عليه الصرفيون. وتحاتوا هكذا في نسختنا، وهو خطأ، وصوابه: وتصاتوا: تحاربوا، وتنازعوا، وتدافعوا. والصنتوت، بالضم: الفرد الواحد، وسأتي في ص ن ت: أنه الفرد الحريد، وسيأتي له أيضا هناك إعادة هذه الألفاظ. يقال: هو بصتته، أي: بصدده، فيه مثل ما في الصنديد من الإبدال. من المجاز: صته بداهية، أو بكلام: إذا رماه به. وقول أبي نصر الجوهري في صحاحه: وفي الحديث: قاموا صتيتين: أي جماعتين، خطأ، صوابه: في أثر ابن عباس، ولكن يقال إن الجوهري تبع في هذا ابن الأثير في النهاية، فإنه قال: وفي حديث ابن عباس، وهكذا صنيع الهروي في غريبيه، وهما يريان عموم الحديث. وكل ما لا يقال بالرأي، ورواه الصحابي، فهو محمول على الرفع إجماعا. وإذا كان كذلك، فلا خطأ. وتمامه أي الحديث، على رأي الجوهري وأهل الغريب، والأثر، على رأي المصنف ومن تبعه: أن بني إسرائيل لما أمروا أن يقتل بعضهم بعضا، وفي رواية: أن يقتلوا أنفسهم قاموا صتين، هكذا ذكره الزمخشري في الفائق، وأخرجه الهروي عن قتادة أن بني إسرائيل قاموا صتيتين. الصت، والصتيت: الفرقة من الناس. وقال أبو عبيد: أي جماعتين، ويروى: صنتيتين نقله الصاغاني.

ص ح ت
تصحت، بالتشديد: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الأصمعي: يقال: تصحت الرجل عن مجالستنا، أي: استحيا، نقله الصاغاني.

ص خ ت

صفحة : 1121

اصخات: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. ونقل الصاغاني عن أبي زيد، يقال: اصخات الجرح اصخيتانا: سكن ورمه. اصخات المريض: برأ. هذه المادة بالسين أشبه. هكذا رأيته في كتاب تهذيب الأفعال، لابن القطاع، وفي الصحاح ،وقد تقدم في سخت الإشارة إليه عن ابن منظور وغيره، فكان ينبغي للمصنف أن يذكره في محله. وإذا فرض أن الصاد لغة في السين، كان يشير إليه، أو يذكرهما في المحلين، كما هو من عادته.

ص ع ت
الصعت، بالفتح: أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو المربوع القامة، المعتدلها. يقال: رجل، وقال ابن شميل: جمل صعت الربة بالضم وتخفيف الموحدة، على وزن ثبة: إذا كان لطيف الجفرة، بضم الجيم. وأنشد ابن الأعرابي فيما روى ثعلب عنه:

هل لك ياخدلة في صعت الربه    معرنزم هامته كالجبـجـبـه وقال: الربة: العقدة، وهي هاهنا الكوسلة، وهي: الحشفة. كذا في اللسان. قلت: ويأتي للمصنف في جفر : أن الجفرة، بالضم: جوف الصدر، أو ما يجمع البطن والجنبين. وقد يأتي الكلام عليه هناك، إن شاء الله تعالى.

ص ف ت
الصفتيت، والصفتات، بكسرهما، والصفت كفلز، والصفتان كطرماح، أي بكسر الأول والثاني وتشديد المثناة الفوقية الصفتان، مثل صليان بكسر الأول وتشديد الثاني مع كسره: الرجل القوي الجسيم الشديد، أو الصفتان من الرجال التار اللحيم. هكذا في نسختنا، وصوابه التار اللحم، كما في غير ديوان، المجتمع الخلق، الشديد، المكتنز: والأنثى صفتات وصفتاتة. وقيل: لاتنعت المرأة بالصفتات واختلفوا في ذلك، قاله ابن سيده. وفي حديث الحسن، قال المفضل بن رالان: سألته عن الذي يستيقظ فيجد بلة، فقال: أما أنت فاغتسل، ورآني صفتاتا وهو الكثير اللحم المكتنزه أو الصفتات: القوي الجافي الغليظ، أو كفلز، للذي يغلب الناس بقوته أو بكلامه، أو في الصراع. وفي لسان العرب: والصفتان كالصفتات. ورجل صفتان عفتان: يكثر الكلام، والجمع صفتان وعفتان. والصفتة بالفتح: الغلبة، ومنه أخذ الصفت والصفتان. وتصفت الرجل: تقوى وتجلد كتصفتت، نقله الصاغاني.

ص ل ت

صفحة : 1122

الصلت: الجبين الواضح هكذا وقع في الأساس والصحاح، وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة، يقال: رجل صلت الوجه والخد. وقد صلت، ككرم، صلوتة بالضم. ورجل صلت الجبين: واضحه. وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه كان صلت الجبين ، قال خالد بن جنبة: الصلت الجبين: الواسع الجبين، الأبيض الجبين، الواضح. وقيل: الصلت: الأملس، قيل: البارز، يقال: أصبح صلت الجبين،يبرق؛ قال: فلا يكون الأسود صلتا. وعن ابن الأعرابي: صلت الجبين، يبرق؛ قال: فلا يكون الأسود صلتا. وعن ابن الأعرابي: صلت الجبين: صلبه. وكل ما انجرد وبرز، فهو صلت. وقال أبو عبيد: الصلت الجبين: المستوي. وقال ابن شميل: الصلت: الواسع المستوي الجميل. وفي حديث آخر: كان سهل الخدين، صلتهما . الصلت: السيف الصقيل المنجرد الماضي في الضريبة. وبعض يقول: لا يقال الصلت لما كان فيه طول. كالمنصلت، والإصليت بالكسر. ويقال: أصلت السيف: إذا جردته وربما اشتقوا نعت أفعل من إفعيل، مثل إبليس، لأن الله، عز وجل، أبلسه. وسيف إصليت: صقيل. ويجوز أن يكون في معنى مصلت وفي حديث غورث: فاخترط السيف، وهو في يده، صلتا أي: مجردا. وعن ابن سيده: أصلت السيف: جرده من غمده، فهو مصلت وضربه بالسيف صلتا، وصلتا، أي ضربه به، وهو مصلت. الصلت: السكين المصلتة، وقيل: هي الكبيرة، والجمع أصلات. وعن أبي عمرو: سكين صلت وسيف صلت، ومخيط صلت: إذا لم يكن له غلاف. وقيل: انجرد من غمده. وروى عن العكلي: جاؤوا بصلت مثل كتف الناقة. أي: بشفرة عظيمة. ويضم، وبه صدر في كتاب الأسماء والأفعال. الصلت: الرجل الماضي في الحوائج، الخفيف اللباس، كالأصلتي والمصلات والمصلت بالكسر فيهما، والمنصلت المسرع من كل شيء. وفي الصحاح: رجل مصلة، بكسر الميم: إذا كان ماضيا في الأمور، وكذلك أصلتي ومنصلت وصلت ومصلات. وفي الأساس: رجل أصلتي: سريع متشمر، وهو من مصاليت الرجال، قال عامر بن الطفيل:

وأنا المصاليت يوم الوغى    إذا ما المغاوير لم تقـدم

صفحة : 1123

الصلت: رجل. وأبو الصلت: والد أمية الشاعر الذي كاد أن يسلم. الصلت: ركض الخيل، وسيأتي. الصلت، بالكسر: مقلوب لصت، وهو اللص، وسيأتي. والصلتان، محركة من الرجال والحمر: الشديد الصلب، والجمع صلتان، عن كراع. وقال الأصمعي: الصلتان من الحمير: المنجرد القصير الشعر، من قولك: هو مصلات العنق، أي بارزه، منجرده. وعن الأحمر والفراء: الصلتان، والفلتان، والبزوان، والصميان، كل هذا من التفلت، والوثب، ونحوه. وقال الجوهري: الصلتان من الحمر: الشديد النشيط، والحديد الفؤاد من الحيل. الصلتان: اسم شعراء ثلاثة: عبدي إلى عبد القيس واسمه قثم، وضبي، إلى ضبة بن أد، وفهمي إلى فهم بن مالك. صلت الفرس: إذا ركضته. وانصلت في سيره: أي مضى وسبق. وفي الحديث: مرت سحابة، فقال: تنصلت أي تقصد للمطر، يقال: انصلت ينصلت: إذا تجرد، وإذا أسرع في السير. وعن أبي عبيد: انصلت يعدو، وانكدر يعدو، وانجرد يعدو: إذا أسرع بعض الإسراع. ومما يستدرك عليه في هذه المادة: في الصحاح: قولهم: جاء بمرق يصلت، ولبن يصلت: إذا كان قليل الدسم، كثير الماء. قالوا: ويجوز يصلد بهذا المعنى. وصلت ما في القدح: إذا صببته. ومن المجاز: نهر منصلت: شديد الجرية، قال ذو الرمة:

يستلها جدول كالسيف منصـلـت     بين الأشياء تسامى حوله العشب

ص م ت
الصمت، بالفتح، كما يفهم من إطلاقه، والصمت، بالضم، كما نقله ابن منظور في اللسان، وعياض في المشارق. وأنشدني من سمع شيخنا الإمام أبا عبد الله محمد بن سالم الحفني، قدس سره ونفعنا به، إلقاء في بعض دروسه:

إذا لم يكـن في السمع منـي تصامم    وفي بصري غض وفي منطقي صمـت
فحظي إذا من صومي الجوع والظما   فإن قلت يوما إنني صمت ما صمت

ورواية شيخنا عن شيخة ابن المسناوي: تصون بدل تصامم . والصموت، والصمات، بالضم فيهما أيضا: السكوت، وقيل: طوله. ومنهم من فرق بينهما، وقد تقدم في: سكت. وقال الليث: الصمت: السكوت. وقد أخذه الصمات. وأنشد أبو عمرو:

ما إن رأيت مـــن مـــغـــنــــيات
ذوات آذان وجمجمات أصبر منهن على الصمات

صفحة : 1124

ونقل شيخنا عن أهل الاشتقاق: فعال، بالضم، هو المشهور والمقيس في الأصوات، كالصراخ ونحوه. قالوا: والصمات محمول على ضده كالإصمات. قال السهيلي في الروض: صمت وأصمت، وسكت وأسكت: بمعنى، وتقدم الفرق بينهما، وفي الحديث: أن امرأة من أحمس حجت، وهي مصمتة أي: ساكتة لا تتكلم. والتصميت: السكوت، والتسكيت والاسم من صمت: الصمتة. ورماه بصماته، بالضم، أي: بما صمت منه. وروى الجوهري عن أبي زيد: رميته بصماته، وسكاته أي بما صمت به وسكت. وأصمته هو، وصمته: أسكته، لا زمان، متعديان. والصمات، بالضم: العطش، وبه فسر الأصمعي قول أبي عمرو السابق ذكره. وقيل: سرعة العطش في الناس والدواب. والصامت من اللبن: الخائر، ومثله في الصحاح. الصامت من الإبل: عشرون. من المجاز: ماله صامت، ولا ناطق: الصامت من المال: الذهب والفضة، والناطق منه الحيوان من الإبل والغنم، أي: ليس له شيء. وعن ابن الأعرابي: جاء بما صاء وصمت، قال: ما صاء: يعني الشاء والإبل، وما صمت: يعني الذهب والفضة. من المجاز: درع صموت، الصموت، بالفتح كصبور: الدرع الثقيل. وفي اللسان: الصموت من الدروع: اللينة المس، ليست بخشنة، ولا صدئة، ولا يكون لها إذا صبت صوت. وقال النابغة:

وكل صموت نثلة تبـعـية    ونسج سليم كل قضاء ذائل قال: يطلق أيضا على السيف الرسوب، وإذا كان كذلك، قل صوت خروج الدم، قال الزبير بن عبد المطلب:

وينفي الجاهل المختال عني    رقاق الحد وقعته صموت من المجاز: الصموت: الشهدة الممتلئة التي ليست فيها ثقبة فارغة نقله الصاغاني والزمخشري. الصموت: اسم فرس العباس بن مرداس السلمي، رضي الله عنه. أو فرس خفاف بن ندبة السلمي. وفي لسان العرب: وهو فرس المثلم بن عمرو التنوخي، وفيه يقول:

حتى أرى فارس الصموت على    أكساء خيل كـأنـهـا الإبـل ومعناه: حتى يهزم أعدءه، فيسوقهم من ورائهم ويطردهم كما تساق الإبل. وضربة صموت: إذا كانت تمر في العظام، لا تنبو عن عظم، فتصوت؛ قال الزبير بن عبد المطلب:

وينفي الجاهل المختال عني     رقاق الحد رقعته صموت وأنشد ثعلب بيت الزبير أيضا على هذه الصورة: ويذهب نخوة المختال عني رقيق الحد ضربته صموت وتركته ببلدة إصمت، كإربل، وهي القفرة التي لا أحد بها. تركته بصحراء إصمت. عن ابن سيده: تركته بوحش إصمت وإصمته، بكسرهن، عن اللحياني. ولي يفسره، وهو بقطع الهمز ووصله. قال أبو زيد. وقطع بعضهم الألف من إصمت، ونصب التاء، فقال:

بوحش الإصمتين له ذباب وقال ابن كراع: إنما هو ببلدة إصمت قال ابن سيده: والأول هو المعروف أي بالفلاة، فسره ابن سيده. قالوا سميت بذلك لكثرة ما يعرض فيها من الخوف، كأن كل واحد يقول لصاحبه: اصمت، كما قالوا في مهمه: إنها سميت لقول الرجل لصاحبه: مه مه؛ قال الراعي:

أشلى سلوقية باتت وبات لـهـا    بوحش إصمت في أصلابها أود

صفحة : 1125

أو تركته بصحراء إصمت: الألف مقطوعة مكسورة، أي: بحيث لا يدرى أين هو. ولقيته ببلدة إصمت: إذا لقيته بمكان قفر لا أنيس به. ثم إن إصمت من الأسماء التي لا تجرى، أي: لا تنصرف كما صرح به الجوهري وغيره، نقله عن أبي زيد، والعلتان هما: العلمية والتأنيث، أو وزن الفعل، حققه شيخنا. والمصمت، كمكرم:الشيء الذي لا جوف له. وأصمته أنا. يقال: باب مصمت، وقفل مصمت: أي مبهم، قد أبهم إغلاقه؛ وأنشد:

ومن دون ليلى مصمتات المقاصر

صفحة : 1126

عن ابن السكيت: ألف مصمت، كما تقول: ألف كامل، وألف أقرع، بمعنى واحد. ويشدد، فتقول: ألف مصمت، أي: متمم، كمصتم. وثوب مصمت إذا كان لا يخالط لونه لون. وفي حديث العباس: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الثوب المصمت من خز هو الذي جميعه إبريسم، لا يخالطه قطن، ولا غيره. والحروف المصمتة: ما عدا حروف الذلاقة، وهي ما في قولك مر بنفل، وأيضا قولك فر من لب. هكذا في نسختنا، بل سائر النسخ التي بأيدينا، ومثله في التكملة. وزاد: والإصمات أنه لا يكاد يبنى منها كلمة رباعية، أو خماسية، معراة من حروف الذلافة، فكأنه قد صمت عنها. وقد سقطت لظة ما عدا من نسخة شيخنا، ونقل عن شيخه ابن المسناوي أن الظاهر أن لفظة ما عدا إن وجدت في نسخة، فهو إصلاح؛ لأن أكثر الأصول التي وجدت حال الإملاء خالية عنها، وثبتت في نسخ قليلة. والصمتة، بالضم والكسر رواهما اللحياني: ما أصمت، أي: أسكت به الصبي من طعام ونحوه، كتمر، أو شيء ظريف. ومنه قول بعض مفضلي التمر على الزبيب: وماله صمتة لعياله، أي: ما يطعمهم، فيصمتهم به. وفي الحديث في صفة التمرة صمتة الصغير يريد: أنه إذا بكى، أصمت وأسكت بها، وهي السكتة، لما يسكت به الصبي. وصمتي صبيك: أي أطعميه الصمتة. والمصمت، كمحسن: سيف شيبان النهدي، نقله الصاغاني. والصميت: السكيت زنة ومعنى، أي طويل الصمت. ويقال: ما ذقت صماتا كسحاب: أي ما ذقت شيئا. عن الكسائي: تقول العرب: لا صمت يوما إلى الليل، بفتح فسكون؛ أو لا صمت يوم: بالرفع، إلى الليل، أو لا صمت يوم، بالخفظ، إلى الليل. فمن نصب أراد لا يصمت يوما إلى الليل؛ ومن رفع أراد أي لا يصمت يوم تام إلى الليل، ومن خفض فلا سؤال فيه. وفي حديث علي، رضي الله عنه: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا رضاع بعد فصال، ولا يتم بعد الحلم، ولا صمت يوما إلى الليل . من المجاز: جارية صموت الخلخالين: إذا كانت غليظة الساقين، لايسمع لهما أي لخلخاليها حس، أي صوت، لغموضه في رجليها. وأصمتت الأرض: إذا أحالت آخر حولين. ومما يستدرك عليه: يقال: لم يصمته ذلك: أي لم يكفه، وأصله في النفي، وإنما يقال ذلك فيما يؤكل أو يشرب. ويقال للرجل إذا اعتقل لسانه فلم يتكلم: أصمت، فهو مصمت. وفي حديث أسامة بن زيد قال: لما ثقل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هبطنا وهبط الناس، يعني إلى المدينة، فدخلت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوم أصمت فلا يتكلم، فجعل يرفع يده إلى السماء، ثم يصبها علي، أعرف أنه يدعو لي . قال الأزهري: قوله يوم أصمت ، معناه: ليس بيني وبينه أحد. ويحتمل أن تكون الرواية يوم أصمت، يقال: أصمت العليل، فهو مصمت، إذا اعتقل لسانه. وفي الحديث أصمتت أمامة بنت أبي العاص أن اعتقل لسانها. قال: وهذا هو الصحيح عندي، لأن في الحديث يوم أصمت فلا يتكلم. ورده ابن منظور، وقال: وهذا يعني أنه، صلى الله عليه وسلم، في مرضه اعتقل يوما فلم يتكلم لم يصح. وصمت الرجل: شكا إليه، فنزع إليه من شكايته؛ قال:

إنك لا تشكو إلـى مـصـمـت     فاصبر على الحمل الثقيل أو مت

صفحة : 1127

وفي التهذيب: ومن أمثالهم: إنك لا تشكو إلى مصمت أي: لا تشكو إلى من يعبأ بشكواك. ويقال بات فلان على صمات أمره: إذا كان معتزما عليه. وهو بصماته: إذا أشرف على قصده. قال أبو مالك: الصمات: القصد. وأنا على صمات حاجتي: أي على شرف من قضائها؛ يقال: فلان على صمات الأمر: إذا أشرف على قضائه، قال:

وحاجة كنت على صماتها أي: على شرف قضائها. ويروى: بتاتها. وبات من القوم على صمات: بمرأى ومسمع في القرب. ويقال للون البهيم: مصمت. ومن المجاز: فرس مصمت، وخيل مصمتات: إذا لم يكن فيها شية. وكانت بهما. وأدهه مصمت: لا يخالطه لون غير الدهمة. وفي الصحاح: المصمت من الخيل: البهيم، أي لون كان، لا يخالط لونه لون آخر. وحلي مصمت. إذا كان لا يخالطه غيره. وقال أحمد بن عبيد: حلي مصمت: معناه قد نشب على لابسه فما يتحرك، ولا يتزعزع، مثل الدملج والحجل وما أشبههما. ومن المجاز. الفهد مصمت النوم. كذا في الأساس. واستدرك شيخنا. البيت المصمت، وهو الذي ليس بمقفى ولا مصرع، بأن لا يتحد عروضه وضربه في الزنة، أي: في حرف الروي ولواحقه، كما حققه العروضيون.

ص م ع ت
الصمعيوت، هكذا في النسخ بالمثناة التحتية بعد العين المهملة. ومثله نص النوادر. والذي في لسان العرب والتهذيب: الصمعتوت، بالفوقية بدل التحتية، وهو كعنكبوت. وقد أهمله الجوهري. وفي نوادر أبي عمرو: هو الحديد الرأس، نقله الصاغاني والأزهري.

ص ن ت
الصنوت، كسفود: أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: هو الدوخلة بتشديد اللام الصغيرة، أو هو غلاف القارورة وطبقها الأعلى. ج: صناتيت. والإصنات: الإتراص. وفي نسخة: الإبرام والإحكام، كذا نقله الصاغاني. والصنتيت: أهمله الجوهري هنا، وذكره في ص ت ت؛ لأن النون زائدة، وكذا صاحب اللسان، وأعاده المصنف ثانيا، وهو الصنديد، أي السيد الكريم. وقال الأصمعي. الصنتيت: السيد الشريف. الصنتيت: الكتيبة، وقد تقدم. عن ابن الأعرابي: الصنتوت، بالضم: الفرد الحريد وقد تقدم. ونقل شيخنا عن ابن عصفور وابن هشام زيادة النون؛ لأنه من الصد، وتاءاه بدل من دالين. وقد تقدمت الإشارة هناك.
ص و ت
صات يصوت، كقال يقول. صات يصات، كخاف يخاف، صوتا، فيهما، فهو صائت، أي: صائح. والصوت: الجرس، معروف، مذكر؛ وقال ابن السكيت: الصوت: صوت الإنسان وغيره. والصائت الصائح. وفي الصحاح: فأما قول رويشد بن كثير الطائي: يا أيها الراكب المزجي مطيته سائل بني أسد ما هذه الصوت فإنما أنثه، لأنه أراد الضوضاء والجلبة والاستغاثة. قال ابن منظور: قال ابن سيده: وهذا قبيح من الضرورة، أعني تأنيث المذكر؛ لأنه خروج عن أصل إلى فرع، وإنما المستجاز من ذلك رد التأنيث إلى التذكير؛ لأن التذكير؛ هو الأصل، بدلالة أن الشيء مذكر، وهو يقع على المذكر والمؤنث، فعلم بذلك عموم التذكير، وأنه هو الأصل. والجمع: أصوات. وصات: إذا نادى، كأصات، وصوت به تصويتا، فهو مصوت. وكذلك إذا صوت بإنسان فدعاه، وعن ابن بزرج: أصات الرجل بالرجل: إذا شهره بأمر لا يشتهيه. يقال: رجل صات، وحمار صات: صيت. أي: شديد الصوت قال ابن سيده: يجوز أن يكون صات فاعلا، ذهبت عينه، وأن يكون فعلا مكسور العين؛ قا النظار الفقعسي:

صفحة : 1128


كأنني فوق أقـب سـهـوق    جأب إذا عشر صات الإرنان قال الجوهري: وهذا كقولهم رجل مال: كثير المال، ورجل نال: كثير النوال، وكبش صاف: كثير الصوف، ويوم طان: كثير الطين؛ وبئر ماهة، ورجل هاع لاع، ورجل خاف. وأصل هذه الأوصاف كلها فعل بكسر العين. انتهى. وفي الحديث: كان العباس رجلا صيتا ، أي: شديد الصوت عاليه، يقال: هو صيت وصائت، كميت ومائت، وأصله الواو، وبناؤه فيعل فقلب وأدغم. والصيت، بالكسر: الذكر، يقال: ذهب في الناس صيته، أي ذكره، وخصه بعضهم بالذكر الحسن. وفي الصحاح: الجميل الذي ينتشر في الناس دون القبيح، وأصله من الواو، وإنما انقلبت ياء، لانكسار ما قبلها، كما قالوا: ريح، من الروح، كأنهم بنوه على فعل، بكسر الفاء، للفرق بين الصوت المسموع وبين الذكر المعلوم. وفي الحديث: ما من عبد إلا له صيت في السماء أي ذكر وشهرة وعرفان قال: ويكون في الخير والشر كالصات والصوت، والصيتة، وربما قالوا: انتشر صوته في الناس، بمعنى الصيت. قال ابن سيده: والصوت في الصيت، لغة. وقال لبيد:

وكم مشتر من ماله حسن صيتة    لآبائه في كل مبدى ومحضر وفي الحديث: فصل ما بين الحلال والحرام ،الصوت، والدف يريد إعلان النكاح، وذهاب الصوت والذكر به في الناس، يقال: له صوت وصيت، أي ذكر. الصيت: المطرقة نفسها، قيل: الصيت: الصائغ. قيل: الصيقل، نقله الصاغاني. والمصوات،بالكسر: المصوت. قولهم: دعي، فانصات: أي أجاب وأقبل. انصات الرجل: ذهب في توار، نقله الصاغاني. انصات المنحني: إذا استوى هكذا في النسخ وفي أخرى استوى قائما، وصوابه، على ما في الصحاح وغيره: استوت قامته بعد انحناء، كأنه اقتبل شبابه. والمنصات: القويم القامة، قال سلمة بن الخرشب الأنماري، وقيل للعباس بن مرداس السلمي:

ونصر بن دهمان الهنيدة عاشها      وتسعين حولا ثم قوم فانصاتـا
وعاد سواد الرأس بعد ابيضاضه     وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا
وراجع أيدا بعد ضعـف وقـوة    ولكنه من بعد ذا كلـه مـاتـا

انصات به الزمان انصياتا: إذا صار مشهورا. يقال: مابالدار مصوات، أي: أحد يصوت. وفي بعض النسخ: مصوت، والمعنى واحد. ومما يستدرك عليه: أصات الرجل بالرجل: إذا شهره بأمر لا يشتهيه. وفي الحديث: أنهم كانوا يكرهون الصوت عند القتال هو أن ينادي بعضهم بعضا، أو يفعل أحدهم فعلا له أثر، فيصيح، ويعرف بنفسه على طريق الفخر والعجب. والعرب تقول: أسمع صوتا، وأرى فوتا: أي أسمع صوتا، ولا أرى فعلا. ومثله: إذا كنت تسمع بالشيء، ثم لا ترى تحقيقا، يقال: ذكر ولا حساس. من أمثالهم في هذا المعنى: لا خير في رزمة لا درة معها، أي: لا خير في قول ولا فعل معه. وكل ضربي من الغناء، صوت؛ والجمع الأصوات. وقوله، عز وجل: واستفزز من استطعت منهم بصوتك قيل: بأصوات الغناء والمزامير. وأصات القوس: جعلها تصوت. وفي الأساس: ساب المخبل الزبرقان، فقال لصحبه: كيف رأيتموني? قالوا: غلبك بريق سيغ، وصوت صيت .