الباب الثالث: باب التاء - الفصل الثامن عشر: فصل العين المهملة مع المثناة الفوقية

فصل العين المهملة مع المثناة الفوقية

ع - ب - ت
ومما يستدرك عليه: عبت يده عبتا: لواها، فهو عابت، واليد معبوتة. كذا رأيته في هامش الصحاح.

ع - ت - ت
عته يعته عتا: رد د عليه الكلام مرة بعد مرة وكذلك عاته. عته بالمسألة: ألح عليه، وفي حديث الحسن: أن رجلا حلف أيمانا فجعلوا يعاتونه، فقال: عليه كفارة أي يرادونه في القول، ويلحون عليه فيكرر الحلف. عته بالكلام يعته عتا: وبخه ووقمه، والمعنيان متقاربان، وقد قيل بالثاء. وعاته معاتة وعتاتا وفي نسخة اللسان عتاتة، إذا خاصمه، وعن أبي عمرو: ما زلت أعاته وأصاته عتاتا وصتاتا، وهي الخصومة. قلت: وقد تقدم الإشارة إليه في صتت. والعتعت، كبلبل، عن ابن الأعرابي، وضبطه أبو عمرو بالفتح مثل ربرب، وهو الجدي، فلو قال: العتعت كبلبل: الجدي، ويفتح، كان أحسن. وقال ابن الأعرابي: هو العتعت، والعطعط، والعريض، والإمر، والهلع، والطلى، واليعمور، والرعام والقرم. والرغال، واللساد العتعت: بالضم: الشاب القوى الشديد، قاله أبو عمرو، وأنشد:

لما رأته مؤدنا عظـيرا
قالت أريد العتعت الذفرا
فلا سقاها الوابل الجورا
إلهها ولا وقاها العـرا

صفحة : 1130

العتعت: الرجل الطويل التام، أو هو الطويل المضطرب والعتت، محركة: غلظ في الكلام وغيره، أو شبيه بغلظ والعتعتة: الجنون، عن ابن الأعرابي، كالعبعبة، بموحدتين، كما تقدم، ودعاء الجدى بعت عت، وفي الصحاح: حكاه أبو حاتم، أو زجر له، وقد عتعت الراعى؛ بالجدى، إذا زجره، وقيل: عتعت به: دعاه. وتعتت في كلامه تعتتا: تردد، ولم يستمر فيه وعتى لغة في حتى، وقد تقدمت الإشارة إليه في حت، وقرأ ابن مسعود عتى حين في معنى حتى حين، قال شيخنا: ونقلها في العباب عن هذيل وثقيف، واقتصر في التسهيل على أنها ثقفية، قال الصاغاني: وجميع العرب إنما يقولون: حتى بالحاء.

ع - ر - ت
عرت الرمح يعرت عرتا كنصر وضرب وسمع ، الأخير عن الصاغاني، وعلى الثاني اقتصر في الصحاح: صلب عرت إذا اضطرب، و كذلك البرق إذا لمع واضطرب. يقال: برق ورمح عرات كشداد، للشديد الاضطراب، كما تقول: رمح عراص وعتار، ووجد في نسختنا برق معطوفا على لمع، وهو خطأ، والصواب ما ذكرنا. العرت: الدلك. وعرت أنفه: تناوله بيده فدلكه يعرته ويعرته، نقله الصاغاني.

ع - ف - ت
عفته يعفته عفتا: لواه والعفت واللفت: اللي الشديد، وكل شىء ثنيته فقد عفته تعفته عفتا، وإنك لتعفتني عن حاجتي، أي تثنيني عنها. عفته يعفته: كسره، أو كسره كسرا بلا ارفضاض ، يكون في الرطب واليابس، وعفت عنقه، كذلك، عن اللحياني. عفت كلامه يعفته عفتا إذا تكلف في عربيته فلم يفصح، وكذلك عفت في كلامه وعفط أو عفته: لواه عن وجهه و كسره، لكنة ، كعفطه، وهي عربية كعربية الأعجمي. ورجل عفات وعفاط، والتاء تبدل طاء لقرب مخرجهما، كما سيأتي. وفي الصحاح عن الأصمعي: عفت يده يعفتها عفتا إذا لواها ليكسرها. وفي اللسان: عفت فلان عظم فلان يعفته عفتا، إذا كسره. والأعفت والعفت :الأحمق ، وهي عفتاء وعفتة، وعن ابن الأعرابي: امرأة عفتاء، وعفكاء، ولفتاء، ورجل أعفت، وأعفك، وألفت، وهو الأخرق. الأعفت في بعض اللغات :الأعسر وقيل: هي لغة بني تميم وأقره الجوهري، وكذلك الألفت. والأعفت، أيضا: الكثير التكشف إذا جلس، وفي حديث ابن الزبير أنه كان أعفت حكاه الهروى في الغريبين، وهو مروى بالثاء ورجل عفتان بالكسر وتشديد الثالث كصفتان زنة ومعنى أي جلد جاف قوى. قال الأزهري: ومثال عفتان في كلام العرب سلجان، قال ابن سيده: رجل عفتان وعفتان: جاف قوى جلد، وجمع الأخيرة عفتان، على حد دلاص وهجان لا حد جنب؛ لأنهم قد قالوا: عفتانان، فتفهمه، كذا في اللسان، وأنشد الأصمعي:

حتى يظل كالخفاء المنجئت
بعد أزابي العفتان الغلـث

صفحة : 1131

قال شيخنا: وحد دلاص هو استعمال اللفظ مفردا وجمعا حقيقة فيهما، كهذين اللفظين، وفلك وما أشبهه، ووزنه في المفرد كالمفردات، فهما ككتاب مفردين، وفي الجمع كرجال، وفلك مفردا كقفل، وجمعا كحمر، وأما نحو جنب فهو في الحالتين مفرد، لأنه ملحق بالمصادر؛ ولذلك علله بأنه يثنى، أي والمصدر إذا وصف به التزم إفراده وتذكيره، وإنما يثنى غيره، انتهى. وهو تحقيق حسن، غير أن الذي قاله إنما يتمشى على الأخيرة لا على كليهما، وانظر عبارة اللسان يظهر لك العيان. ويقال : رجل عفتاني ، ويروى الرجز بعد أزابى العفتانى الغلث بتخفيف الياء من أزابى والعفيتة: العصيدة كاللفيتة.

ع - ل - ف - ت
رجل علفوت كجردحل، و علفوت مثل زنبور، و كذا علفتاني هكذا بالياء مشددة، وفي التهذيب بغيرها جسيم أحمق يرمى بالكلام على عواهنه ، وفي التهذيب في الرباعي: هو الضخم من الرجال الشديد، وأنشد:

يضحك منى من يرى تكركسى
من فرقى من علفتان أدبس
أخيب خلق الله عند المحمس

التكركس: التلوث والتردد، والمحمس: موضع القتال.

ع - م - ت
عمت يعمت عمتا: من حد ضرب، كما هو مقتضى قاعدته :لف الصوف بعضه على بعض مستطيلا و مستديرا حلقة ليجعل في اليد فيغزل بالمدرة كعمت تعميتا، ورواية التشديد عن الصاغاني، وتلك القطعة عميتة و ج أعمتة وعمت ، بضمتين في الأخير، هذه حكاية أهل اللغة، قال ابن سيده: الذي عندى أن أعمتة جمع عميت الذي هو جمع عميته؛ لأن فعيلة لا يكسر على أفعلة، والعميتة من الوبر كالفليلة من الشعر، ويقال: عميتة من وبر أو صوف، كما يقال: سبيخة من قطن، وسليلة من شعر، كذا في الصحاح. وفي التهذيب: عمت الوبر والصوف: لفه حلقة فغزله، كما يفعله الغزال الذي يغزل الصوف، فيلقيه في يده، قال: والاسم العميت، وأنشد:

يظل في الشاء يرعاها ويحلبها    ويعمت الدهر إلا ريث يهتبد يقال عمت العميت يعمته عمتا، قال الشاعر:

فظل يعمت في قوط وراجلة يكفت الدهر إلا ريث يهتبد قال: يعمت: يغزل، من العميتة، وهي القطعة من الصوف، ويكفت يجمع ويحرص إلا ساعة يقعد يطبخ الهبيد، والراجلة: كبش الراعى يحمل عليه متاعه، وقال أبو الهيثم: عمت فلان الصوف يعمته عمتا، إذا جمعه بعد ما يطرقه وينفشه، ثم يعمته ليلويه على يده ويغزله بالمدرة، قال: وهي العميتة، والعمائت جماعة عمت فلانا: قهره وكفه يقال: فلان يعمت أقرانه، إذا كان يقهرهم ويكفهم، يقال ذلك في الحرب، وجودة الرأي، والعلم بأمر العدو وإثخانه. عمته، إذا ضربه بالعصا غير مبال من أصاب العميت، كالسكيت: الرقيب الظريف ، ورجل عميت: ظريف جرىء، وقال الأزهري: العميت: الحافظ العالم الفطن، قال:

ولا تبغ الدهر ما كفيتا
ولا تمار الفطن العميتا

العميت :السكران، و يقال : الجاهل الضعيف ، قال الشاعر:

كالخرس العماميت ومن لا يهتدي إلى جهة .

ع - ن - ت

صفحة : 1132

العنت محركة: الفساد، والإثم، والهلاك والغلط، والخطأ، والجور، والأذى، وسيأتي، ودخول المشقة على الإنسان . وقال أبو إسحاق الزجاج: العنت في اللغة: المشقة الشديدة، والعنت: الوقوع في أمر شاق. وقد عنت، وأعنته غيره العنت: لقاء الشدة يقال: أعنت فلان فلانا إعناتا، وفي الحديث الباغون البراء العنت قال ابن الأثير: العنت المشقة، والفساد، والهلاك، والإثم، والغلط، والخطأ، والزنا ، كل ذلك قد جاء، وأطلق العنت عليه، والحديث يحتمل كلها، والبرآء: جمع برىء، وهو والعنت منصوبان، مفعولان للباغين، وقوله عز وجل: وعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم أي لو أطاع مثل المخبر الذي أخبره بما لا أصل له، وكان قد سعى بقوم من العرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ارتدوا، لوقعتم في عنت، أي في فساد وهلاك، وفي التنزيل ولو شاء الله لأعنتكم معناه: لو شاء لشدد عليكم وتعبدكم بما يصعب عليكم أداؤه، كما فعل بمن كان قبلكم. وقد يوضع العنت موضع الهلاك، فيجوز أن يكون معناه لو شاء لأعنتكم، أي لأهلككم بحكم يكون فيه غير ظالم. وقال ابن الأعرابي: الإعنات: تكليف غير الطاقة، وفي التنزيل ذلك لمن خشى العنت منكم يعني الفجور والزنا. وقال الأزهري: نزلت هذه الآية فيمن لم يستطع طولا، أي فضل مال ينكح به حرة، فله أن ينكح أمة، ثم قال: لمن خشى العنت منكم وهذا يوجب أن من لم يخش العنت، ولم يجد طولا لحرة أنه لا يحل له أن ينكح أمة. قال: واختلف الناس في تفسير هذه الآية، فقال بعضهم: معناه: ذلك لمن خاف أن يحمله شدة الشبق والغلمة على الزنا، فيلقى العذاب العظيم في الآخرة، والحد في الدنيا، وقال بعضهم: معناه أن يعشق أمة، وليس في الآية ذكر عشق، ولكن ذا العشق يلقى عنتا، وقال أبو العباس محمد بن يزيد الثمالي: العنت ها هنا الهلاك، وقيل: الهلاك في الزنا، وأنشد:

أحاول إعناتي بما قال أو رجا أراد إهلاكي، ونقل الأزهري قول أبي إسحاق الزجاج السابق، ثم قال: وهذا الذي قاله صحيح، فإذا شق على الرجل العزبة وغلبته الغلمة ولم يجد ما يتزوج به حرة، فله أن ينكح أمة؛ لأن غلبة الشهوة، واجتماع الماء في الصلب ربما أدى إلى العلة الصعبة. وفي الصحاح: العنت: الإثم، وقد عنت، قال الأزهرى: في قوله تعالى عزيز عليه ما عنتم أي عزيز عليه عنتكم، وهو لقاء الشدة والمشقة وقال بعضهم: معناه: عزيز، أي شديد ما أعنتكم، أي ما أوردكم العنت والمشقة. يقال: العنت: الوهى والانكسار ، قال الأزهري: والعنت: الكسر، وقد عنتت يده، أو رجله، أي انكسرت، وكذلك كل عظم، قال الشاعر:

فداو بها أضلاع جنبيك بعدما    عنتن وأعيتك الجبائر من عل ويقال: عنت العظم عنتا فهو عنت: وهي وانكسر، قال رؤبة:

فأرغم الله الأنوف الرغما
مجدوعها والعنت المخشما

صفحة : 1133

وقال الليث: الوثء ليس بعنت، لا يكون العنت إلا الكسر، والوثء: الضرب حتى يرهص الجلد واللحم ويصل الضرب إلى العظم من غير أن ينكسر. العنت أيضا : اكتساب المأثم ، وقد عنت عنتا، إذا اكتسب ذلك. قال ابن الأنباري: أصل التعنت التشديد، فإذا قالت العرب: فلان يتعنت فلانا، ويعنته، وقد عنته تعنيتا ، فالمراد شدد عليه، وألزمه بما يصعب عليه أداؤه ، قال: ثم نقلت إلى معنى الهلاك، والأصل ما وصفنا. انتهى. وأعنته، مثل عنته، وقد تقدم الإيماء إليه. والعنتوت بالضم: يبيس الخلى بفتح فسكون: نبت. وجبل مستدق في الصحراء ، وعبارة اللسان: جبيل مستدق في السماء، وقيل: هي دون الحرة، قال:

أدركتها تأفر دون العنـتـوت
تلك الهلوك والخريع السلحوت

العنتوت: أول كل شىء ، نقله الصاغاني. العنتوت: الشاقة المصعد من الآكام، كالعنوت ، كصبور، يقال: أكمة عنوت، إذا كانت طويلة شاقة المصعد. وعنتت عنه ، بتاءين، إذا أعرض عنتت قرن العتود إذا ارتفع وشصر، نقله الصاغاني. والعانت: المرأة العانس ، قيل: هو إبدال، وقيل: هو لغة، وقيل: لثغة. قاله شيخنا. وفي العناية للشهاب في المعارج العنت: المكابرة عنادا، وفي ق: العنت: اللجاح في العناد. يقال: جاءه فلان متعنتا، أي طالبا زلته . وفي الأساس: وتعنتنى: سألني عن شىء أراد به اللبس على والمشقة. وفي اللسان: روى المنذرى عن أبي الهيثم أنه قال: العنت في كلام العرب: الجور، والإثم، والأذى، قال: فقلت له: التعنت من هذا? قال: نعم، يقال: تعنت فلان فلانا إذا أدخل عليه الأذى. ويقال للعظم المجبور إذا هاضه شىء -وعبارة اللسان إذا أصابه شىء فهاضه-: قد أعنته، فهو عنت ككتف، ومعنت كمكرم، قال الأزهري: معناه أنه يهيضه، وهو كسر بعد انجبار، وذلك أشد من الكسر الأول، ويقال: أعنت الجابر الكسير إذا لم يرفق به فزاد الكسر فسادا، وكذلك راكب الدابة إذا حمله على ما لا يحتمله من العنف حتى يظلع، فقد أعنته، وقد عنتت الدابة. وجملة العنت: الضرر الشاق المؤذى، وفي حديث الزهري: في رجل أنعل دابة فعنتت هكذا جاء في رواية، أي عرجت، وسماه عنتا؛ لأنه ضرر وفساد، والرواية فعتبت -بتاء فوقها نقطتان ثم باء تحتها نقطة- قال القتيبى: والأول أحب الوجهين إلى. ويقال: عنت العظم، كفرح عنتا، فهو عنت: وهي وانكسر، قال رؤبة:

فأرغم الله الأنوف الرغما
مجدوعها والعنت المخشما

وقد تقدم عن الليث: أن العنت لا يكون إلا الكسر، ويقال: عنتت يده أو رجله، وكذلك كل عظم، فذكر المصنف له هنا ثانيا في حكم التكرار؛ لأنه داخل تحت قوله: والوهى والانكسار، وهو يشمل اليد والرجل والعظم. ومما يستدرك على المؤلف: العنتوت: الحز في القوس، قال الأزهري: عنتوت القوس: هو الحز الذي تدخل فيه الغانة، والغانة: حلقة رأس الوتر.

ع - ه - ت
رجل متعهت ، أهمله الجوهري ورواه أبو الوازع عن بعض الأعراب أي ذو نيقة بكسر النون وتعته ، أي تحير، قال ابن منظور: كأنه مقلوب عن المتعته.

صفحة : 1134