الباب الثالث: باب التاء - الفصل التاسع عشر: فصل الغين المعجمة مع المثناة الفوقية

فصل الغين المعجمة مع المثناة الفوقية

غ - ت - ت
غته بالأمر: كده وفي الماء: غطه أي غمسه، يغته غتا. وكذلك إذا أكرهه على الشىء حتى يكربه. غت الضحك يغته غتا: أخفاه ، وذلك إذا وضع يده، أو ثوبه على فيه يقال: غته بالكلام غتا، إذا بكته تبكيتا، وفي حديث الدعاء يا من لا يغته دعاء الداعين أي يغلبه ويقهره. الغت: ما بين النفسين من الشرب والإناء على فيه، وقد غت فيه. وغت الماء إذا شرب جرعا بعد جرع ونفسا بعد نفس من غير إبانة الإناء عن فيه . وعن أبي زيد: غت الشارب يغت غتا، وهو أن يتنفس من الشراب والإناء على فيه، وأنشد بيت الهذلي:

شد الضحى فغتتن غير بواضع     غت الغطاط معا على إعجال أي جذبن أنفاسا غير رواء. غت فلانا: غمه وأكربه، وقال شمر: غت فهو مغتوت، وغم فهو مغموم، قال رؤبة -يذكريونس والحوت:

وجوشن الحوت له مبيت
يدفع عنه جوفه المسحوت
كلاهما منغمس مغتوت
والليل فوق الماء مستميت

قال: والمغتوت: المغموم، كذا في اللسان، وفي حديث المبعث فأخذني جبريل فغتني . الغت والغط سواء، كأنه أراد عصرني عصرا شديدا حتى وجدت منه المشقة، كما يجد من يغمس في الماء قهرا غته: خنقه وغته: عصر حلقه نفسا أو نفسين، وقيل: أكثر من ذلك. غت الدابة شوطا أو شوطين وفي بعض الأمهات: طلقا أو طلقين، يغتها: ركضها وجهدها و أتعبها في ركضها . غت الشىء الشىء: أتبع بعضه بعضا سواء كان في الشرب أو في القول، قال:

شد الضحى فغتتن غير بواضع     غت الغطاط معا على إعجال وغتهم الله بالعذاب غتا؛ إذا غمسهم فيه غمسا متتابعا، وفي الحديث عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا عند عقر حوضى أذود الناس عنه لأهل اليمن حتى يرفضوا عنه، وإنه ليغت فيه ميزابان من الجنة أحدهما من ورق والآخر من ذهب طوله ما بين مقامي إلى عمان قال الليث: الغت، كالغط، وقال الأزهري: هكذا سمعت من محمد بن إسحاق: يغت، قال: ومعناه يجرى جريا له صوت وخرير، وقيل: يغط، قال: ولا أدري ممن حفظ هذا التفسير، قال الأزهري: ولو كان كما قال لقيل: يغت ويغط، ومعنى يغت: يتابع الدفق في الحوض لا ينقطعان، مأخوذ من غت الشارب، إذا تابع الجرع من غير إبانة الإناء قال: فقوله: يغت فيه ميزابان، أي يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا دائما من غير أن ينقطع، كما يغت الشارب الماء، ويغت متعد ها هنا؛ لأن المضاعف إذا جاء على فعل يفعل متعد، وإذا جاء على فعل يفعل، فهو لازم إلا ما شذ عنه، قال ذلك الفراء وغيره، كذا في اللسان.

ومما يستدرك عليه: ما جاء في حديث أم زرع، في بعض الروايات: ولا تغتت طعامنا تغتيتا ، قال أبو بكر: أي لا تفسده، يقال: غت الطعام يغت وأغتته أنا. وغت الكلام: فسد، قال قيس بن الخطيم:

ولا يغت الحديث إذ نطقت    وهو بفيها ذو لذة طرف

غ - ل - ت

صفحة : 1135

الغلت: الإقالة في الشراء والبيع. وبالتحريك، في الحساب: الغلط سواء، وقد غلت، قاله الليث، وابن الأعرابي، ونقله ابن التياني عن الأصمعي، وعن ابن دريد أو هو في الحساب خاصة، والغلط في القول ، وهو أن يريد أن يتكلم بكلمة فيغلط، فيتكلم بغيرها، هكذا فرقت العرب، ومثله في التهذيب. وقال ابن خالويه في شرح الفصيح: الصواب أن تقول: غلت في الحساب، وفي سائر الأشياء: غلط، وقال اللبلى في شرحه: قد حكى أبو جعفر الدينورى في كتاب إصلاح المنطق أنه يقال: غلت في الحساب غلتا، وغلط في القول غلطا، قال: ويقال: فيهما جميعا، قال شيخنا: وحكى مثله اليزيدي في نوادره، وعبد الواحد اللغوي في كتاب الإبدال، وابن الأعرابي في كتاب الإبدال، وابن الأعرابي في كتاب المعاقبات. وفي الحديث، عن ابن مسعود لا غلت في الإسلام وجعله الزمخشري عن ابن عباس، وقال رؤبة:

إذا استدر البرم الغلوت الغلوت: الكثير الغلت، واستدراره: كثرة كلامه. قلت: وهذا على قول من جعلهما واحدا، وفي حديث شريح كان لا يجيز الغلت قال: هو أن يقول الرجل: اشتريت هذا الثوب بمائة، ثم يجده اشتراه بأقل، فيرجع إلى الحق، ويترك الغلت. واغلنتي فلان عليه إذا علاه بالشتم والضرب والقهر مثل اغرندي، نقله الجوهري عن أبي زيد. والغلتة: أول الليل ، قال:

وجئ غلتة في ظلمة الليل وارتحل     بيوم محاق الشهر والدبران الغلتة بالضم: اسم الغلت يقال: اغتلته، وتغلته: أخذه على غرة : ومنه حديث النخعي: لا يجوز التغلت .

غ - م - ت
غمته الطعام يغمته غمتا، من باب ضرب، إذا ثقل على قلبه ، وفي بعض نسخ الصحاح: على فؤاده، وذلك إذا أكله دسما، فغلب على قلبه وثقل واتخم.

والغمت والفقم: التخمة، وقال الأزهري: هوأن يستكثر منه حتى يتخم، وقال شمر: غمته الودك، إذا اتخم فصيره كالسكران، فغمت الرجل كفرح ، إذا كان كذلك. غمته في الماء يغمته غمتا: غطه فيه يقال: غمت الشىء: غطاه يغمته غمتا. غمت نفسا، إذا رفع رأسه عند الشرب ، نقله الصاغاني.