الباب الثالث: باب التاء - الفصل العشرون: فصل الفاء مع المثناة الفوقية

فصل الفاء مع المثناة الفوقية

ف - أ - ت

صفحة : 1136

افتأت الرجل على افتئاتا، وهو رجل مفتئت، وذلك إذا قال عليك الباطل ، كذا قاله أبو زيد، وعن غيره: افتأت على ما لم أقل: اختلقه . قال ابن شميل في كتاب المنطق: افتأت فلان علينا يفتئت، إذا استبد علينا برأيه . جاء به في باب الهمز. وقال ابن السكيت: افتأت بأمره ورأيه، إذا استبد به وانفرد. قال الأزهري: قد صح الهمز عن ابن شميل، وابن السكيت في هذا الحرف، وما علمت الهمز فيه أصليا. وفي الصحاح: هذا الحرف سمع مهموزا، ذكره أبو عمرو، وأبو زيد، وابن السكيت، وغيرهم، فلا يخلو: إما أن يكونوا قد همزوا ما ليس بمهموز، كما قالوا حلأت السويق، ولبأت بالحج، ورثأت الميت، أو يكون أصل هذه الكلمة من غير الفوت، انتهى. افتئت الرجل، على بناء المفعول: مات فجأة ، نقله الصاغاني وقال شيخنا: هو من الألفاظ التي لم يتقدم لها استعمال في كلامهم. قلت: وكأنه لغة في افتيت بالياء كما سيأتي.

ف - ت - ت
الفت: الدق ، فت الشىء يفته فتا، وفتته: دقه. يقال: الفت: الكسر ، وخصه بعضهم بالأصابع . قال الليث: الفت: أن تأخذ الشىء بإصبعك، فتصيره فتاتا؛ أي دقاقا، فهو مفتوت وفتيت، وفي المثل: كفا مطلقة تفت اليرمعا . اليرمع: حجارة بيض تفت باليد. وقد انفت وتفتت الفت والثت: الشق في الصخرة ، وهي الفتوت والثبوت. والفتيت والفتوت : الشىء المفتوت وقد غلب على ما فت من الخبز، وفي التهذيب: إلا أنهم خصوا الخبز المفتوت بالفتيت. ومن الأساس: ونزلت به فسقاني الفتيت، والفتوت: خبز مفتوت كالسويق. وقال غيره: الفتيت: الشىء يسقط فيتقطع ويتفتت. كلمة بشىء ف فت في ساعده ، أي أضعفه وأوهنه، ويقال: فت فلان في عضدى، وهد ركنى، إذا كسر قوته وفرق أعوانه، وذا مما يفت كبدى، وفت فلان في عضد فلان -وعضده: أهل بيته- إذا رام إضراره بتخونه إياهم. نثرن في ملاعبهن فتات مسك الفتات بالضم : ما تفتت منه، وهو الكسارة والسقاطة. وفتات الشىء: ما تكسر منه، قال زهير:

كأن فتات العهن في كل منزل     نزلن به حب الفنا لم يحطـم وقال أبو منصور: وفتات العهن والصوف: ما تساقط منه. يقال: فلان لا يساوي فتة بعرة الفتة بالفتح ويضم: بعرة أو روثة يابسة تفت توضع تحت الزند ويقدح فيها ، وفي الصحاح الفتة: ما يفت ويوضع تحت الزندة الفتة: الكتلة من التمر والفتفتة: أن تشرب الإبل دون الرى ، قال ابن الأعرابي: فتفت الراعى إبله، إذا ردها عن الماء ولم تقصع صوارها يقال: بينهم فتافت، أي سرار لا يسمع ولا يفهم ، وفي الأساس: مالك تفتفت إلى فلان أي تساره، وما هذه الدندنة والفتفتة? عن الفراء أولئك أهل بيت فت، مثلثة الفاء: منتشرون غير مجتمعين. ومما يستدرك عليه: يقال: ما في يدى منك فت ولا حت، أي شىء

ف - خ - ت

صفحة : 1137

الفخت: ضوء القمر أول ما يبدو، وعم به بعضهم، قال أبو عبيد: يقال: جلسنا في الفخت، وقال شمر: لم أسمع الفخت إلا ها هنا قال أبو إسحاق: قال بعض أهل اللغة الفخت: لا أدري، اسم ضوئه أم اسم ظلمته، واسم ظلمة ظله على الحقيقة: السمر، ولذا قيل للمتحدثين ليلا: سمار، قال أبو العباس: الصواب فيه ظل القمر، وقال بعضهم: الصواب ما قاله: لأن الفاختة بلون الظل أشبه منها بلون الضوء، كذا في لسان العرب. الفخت: نشل الطباخ الفدرة بكسر الفاء، وهي القطعة من اللحم من القدرة ، هكذا بالهاء في النسخ التي عندنا، وهو لحن، والصواب -كما في لسان العرب وغيره- بغير هاء. الفخت: قريب الشبه من الفخ للصائد. الفخت: ثقوب مستديرة تكون في السقف وقد انفخت. والفاختة واحدة الفواخت : طائر ، وهو ضرب من الحمام المطوق، قال ابن برى: ذكر ابن الجواليقى أن الفاختة مشتقة من الفخت الذي هو ضوء القمر. وتفخت الرجل مشى مشيتها ، وفي غالب الأمهات: تفختت، أي المرأة، وقال الليث: إذا مشت المرأة مجنبخة قيل: تفختت تفختا قال: أظن ذلك مشتقا من مشى الفاختة الطائر، وقوله: مجنبخة، إذا توسعت في مشيها، وفرجت يديها من إبطيها. تفخت الرجل، إذا تعجب في مشتيه. ويقال: هو يتفخت، أي يتعجب فيقول ما أحسنه: وفخته بالسيف كمنعه : قطعه. فخت الإناء فختا : كشفه ، نقله ابن القطاع فخت رأسه بالسيف: ضربه به، وقطعه، نقله ابن القطاع. فختت الفاختة: صوتت وفاختة : هي أم هانئ بنت أبي طالب ، أخت على، رضى الله عنهما، وقد قيل: اسمها عاتكة، وقيل غير ذلك. فاختة بنت عمرو الزاهرية فاختة بنت الوليد بن المغيرة المخزومية، صحابيات .

وفاته: فاختة بنت الأسود بن المطلب القرشية الأسدية، زوجة أمية بن خلف، فإنها صحابية أيضا. وانفخت السقف: انثقب ، نقله الصاغاني. وزاد في الأساس: فخت: كذب وهو أكذب من فاختة وهو يتفخت: يتكذب.

ف - ر - ت

صفحة : 1138

الفرات، كغراب يكتب بالتاء والهاء، لغتان فصيحتان مشهورتان، كالتابوت والتابوه، نقله شيخنا عن التوشيح، ولا يجمع إلا نادرا :الماء العذب جدا ، وعبارة الكشاف: الشديد العذوبة، والبيضاوي: القامع للعطش لفرط عذوبته، وقال الزمخشري: لأنه لا يرفت العطش، أي يسكنه، ويكسر سورته، كأنه مقلوب، نقله شيخنا، وقد تقدم ر - ف - ت في محله فراجعه. وعبارة اللسان هو أشد الماء عذوبة، وفي التنزيل العزيز هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج . الفرات: اسم نهر بالكوفة معروف بين الشام والجزيرة، وربما قيل بين الشام والعراق. وفي المصباح: الفرات: نهر عظيم مشهور يخرج من آخر حدود الروم ويمر بأطراف الشام، ثم بالكوفة، ثم بالحلة، ثم يلتقى مع دجلة في البطائح، ويصيران نهرا واحدا، ثم يصب عند عبادان في بحر فارس، وقول أبي ذؤيب. فجاء بها ما شئت من لطمية يدوم الفرات فوقها ويموج ليس هنالك فرات؛ لأن الدر لا يكون في الماء العذب إنما يكون في البحر ، وقوله: ما شئت في موضع الحال، أي جاء بها كاملة الحسن، أو بالغة الحسن، وقد يكون في موضع جر على البدل من الهاء. الفرات من الأعلام . وبكر بن أبي الفرات: مولى أشجع، يروي عن أبي هريرة. وبنو الفرات مشهورون بالفضل، وبيتهم بيت الحديث والوزارة، منهم: أبو أحمد العباس بن الفضل ابن جعفر بن الفضل بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، ذكره الرازي في مشيخته. قد فرت الماء ككرم، فروتة ، إذا عذب ، فهو فرات. عن ابن الأعرابي فرت الرجل كفرح ، إذا ضعف عقله بعد مسكة. حكى ابن جنى: فرت الرجل كنصر يفرت فرتا: فجر، ومنه فرتنى بفتح فسكون، مقصورا: وهي المرأة الفاجرة ، ذهب فيه إلى أن نونه زائدة، وأما سيبويه، فجعله رباعيا، قال شيخنا: وظاهره مطلقا، والمعروف أن فرتني من الأعلام، كما في قصائد العرب. وفرتني: إحدى قينتى ابن خطل المأمور بقتله، وهو متعلق بأستار الكعبة، كما في قصة الفتح، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهما أيضا يوم الفتح كما في الصحيح، لكن قال السهيلي: إن فرتنى أسلمت، وإن الأخرى أمنت ثم أسلمت، وإن الأخرى أمنت ثم أسلمت، ونقله ابن سعد. والفرت، بالكسر ، لغة في الفتر ، عن ابن جنى، مقلوب منه. يقال: مياه فرتان بالضم والكسر، الكسر حكاه الفيومي. مياء فرات ومياه فرات بالضم والكسر، كما ضبط في نسختنا، وقد تقدم أنه لا يجمع إلا نادرا، أي عذبة جدا.

ومما يستدرك عليه: الفراتان: الفرات ودجيل، كما في الصحاح، ووقع في عبارة بعضهم: الفرات ودجلة. وفرات بن حيان بن ثعلبة الربعي ثم العجلي: صحابي. وفرات بن ثعلبة البهراني: شامي، قيل: له رؤية، ولم يثبت

ف - س - ت
الفستات بالضم، أهمله الجوهري هنا، وصاحب اللسان كذلك، وقال الصاغاني: هو لغة في الفسطاط، وتكسر فاؤهما ، كما سيأتي، وقد ذكره الجوهري وصاحب اللسان في ف س ط مع لغاته الستة، فكتبه ها هنا بالأحمر محل تأمل.

ف - ل - ت

صفحة : 1139

الفلتة بالفتح: آخر ليلة من الشهر، وفي الصحاح: آخر ليلة من كل شهر، أو آخر يوم من الشهر الذي بعده الشهر الحرام كآخر يوم من جمادى الآخرة، وذلك أن يرى فيه الرجل ثأره، فربما تواني فيه، فإذا كان الغد دخل الشهر الحرام ففاته، قال أبو الهيثم: كان العرب في الجاهلية ساعة يقال لها: الفلتة يغيرون فيها، وهي آخر ساعة من آخر يوم من أيام جمادى الآخرة يغيرون تلك الساعة، وإن كان هلال رجب قد طلع تلك الساعة؛ لأن تلك الساعة من آخر جمادى الآخرة ما لم تغب الشمس وأنشد:

والخيل ساهمة الوجو     ه كأنما يقمصن ملحا
صادفن منـصـل ألة    في فلتة فحوين سرحا

وقيل: ليلة فلتة: هي التي ينقص بها الشهر ويتم، فربما رأى قوم الهلال ولم يبصره الآخرون، فيغير هؤلاء على أولئك، وهم غارون، وذلك في الشهر، وسميت فلتة؛ لأنها كالشيء المنفلت بعد وثاق، وأنشد ابن الأعرابي:

وغارة بين اليوم والليل فلتة      تداركتها ركضا بسيد عمرد شبه فرسه بالذئب. يقال: كان ذلك الأمر فلتة، أي فجأة من غير تردد و لا تدبر . وعبارة المصباح: أي فجأة، حتى كأنه انفلت سريعا؛ وفي الحديث إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها قيل: الفلتة هنا مشتقة من الفلتة، آخر ليلة من الأشهر الحرم، فيختلفون فيها أمن الحل هي أم من الحرم، فيسارع الموتور إلى درك الثأر، فيكثر الفساد، وتسفك الدماء، فشبه أيام النبي صلى الله عليه وسلم بالأشهر الحرم، ويوم موته بالفلتة في وقوع الشر من ارتداد العرب، وتوقف الأنصار عن الطاعة، ومنع من منع الزكاة، والجري على عادة العرب في أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها. ونقل ابن سيده عن أبي عبيد: أراد: فجأة، وكانت كذلك؛ لأنها لم تنتظر بها العوام إنما ابتدرها أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين وعامة الأنصار إلا تلك الطيرة التي كانت من بعضهم، ثم أصفق الكل له بمعرفتهم أن ليس لأبي بكر رضي الله عنه منازع ولا شريك في الفضل، ولم يكن يحتاج في أمره إلى نظر ولا مشاورة. وقال الأزهري: إنما معن فلتة: البغتة، قال: وإنما عوجل بها مبادرة لانتشار الأمر حتى لا يطمع فيها من ليس لها بموضع. وقال ابن الأثير: أراد بالفلتة الفجأة، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة، فعصم الله تعالى من ذلك، ووقى، قال: والفلتة: كل شيء فعل من غير روية، وإنما بودر بها خوف انتشار الأمر. وقيل: أراد بالفلتة الخلسة، أي أن الإمامة يوم السقيفة مالت الأنفس إلى توليها، ولذلك كثر فيها التشاجر، فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعا من الأيدي، واختلاسا، كما في لسان العرب، ومثله في الفائق، والمحكم، وغيرها، ووجدت في بعض المجاميع: قال علي بن الإسراج: كان في جواري جار يتهم بالتشيع، وما بان ذلك منه في حال من الحالات إلا في هجاء امرأته، فإنه قال في تطليقها:

ما كنت من شكلى ولا كنت من     شكلك يا طـالـقة الـبـتـه
غلطت في أمرك أغـلـوطة       فأذكرتني بـيعة الـفـلـتـه

صفحة : 1140

و أفلتني الشيء وتفلت مني . وأفلت الشيء و انفلت بمعنى واحد وأفلته غيره : خلصه، وفي الحديث تدارسوا القرآن فلهو أشد تفلتا من الإبل من عقلها التفلت والانفلات والإفلات: التخلص من الشيء فجأة من غير تمكث، وفي الحديث أن رجلا شرب خمرا فسكر فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما حاذى دار العباس انفلت، فدخل عليه، فذكر ذلك له، فضحك، وقال: أفعلها? ولم يأمر فيه بشيء وفي حديث آخر فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تفلتون من يدي أي تتفلتون، فحذفت إحدى التاءين تخفيفا. ويقال: أفلت فلان جريعة الذقن يضرب مثلا للرجل يشرف على هلكة ثم يفلت، كأنه جرع الموت جرعا ثم أفلت منه. والإفلات يكون بمعنى الانفلات لازما، وقد يكون واقعا، يقال: أفلته من الهلكة، أي خلصته، وأنشد ابن السكيت:

وأفلتني منها حمارى وجبتـي    جزى الله خيرا جبتي وحماريا وعن أبي زيد: من أمثالهم في إفلات الجبان، أفلتني جريعة الذقن إذا كان قريبا كقرب الجرعة من الذقن، ثم أفلته، قال أبو منصور: معنى أفلتني، أي انفلت مني، وقيل: معناه أفلت جريضا، قال مهلهل:

منا على وائل وأفلتـنـا      يوما عدى جريعة الذقن وسيأتي البحث في ذلك في ج ر ض، وعن ابن شميل: أفلت فلان من فلان، وانفلت، ومر بنا بعير منفلت ولا يقال مفلت، وفي الحديث عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته أي لم ينفلت منه. وافتلت الشيء: أخذه في سرعة، قال قيس بن ذريح:

إذا افتلتت منك النوى ذا مودة     حبيبا بتصداع من البـين ذي شـعـب
أذاقتك مر العيش أو مت حسرة   كما مات مسقى الضياح على الألب

صفحة : 1141

وافتلت الكلام واقترحه، إذا ارتجله وافتلت فلان على بناء المفعول وعبارة الصحاح: على ما لم يسم فاعله، أي مات فجأة . وعن ابن الأعرابي: يقال للموت الفجأة، الموت الأبيض، والجارف، واللافت، والفاتل. يقال: لفته الموت، وفلته، وافتلته، وهو الموت الفوات والفوات وهو أخذة الأسف، وهو الوحى. والموت الأحمر: القتل بالسيف، والموت الأسود: هو الغرق والشرق، وفي الحديث: أن رجلا أتاه فقال: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها، فماتت ولم توص، أفأتصدق عنها? فقال: نعم قال أبو عبيد: افتلتت نفسها: يعني ماتت فجأة ولم تمرض فتوصي، ولكنها أخذت نفسها فلتة. يقال: افتلته، إذا استلبه. افتلت بأمر كذا: فوجىء به قبل أن يستعد له هكذا في سائر النسخ، وفي أخرى: فجىء به، بغير الواو، الأول من المفاجأة، والثاني من الفجأة، ويروي بنصب النفس، ورفعها، فمعنى النصب افتلتها الله نفسها، يتعدى إلى مفعولين، كما تقول: اختلسه الشيء، واستلبه إياه، ثم بنى الفعل لما لم يسم فاعله، فتحول المفعول الأول مضمرا، وبقي الثاني منصوبا، وتكون التاء الأخيرة ضمير الأم، أي افتلتت هي نفسها، وأما الرفع فيكون متعديا إلى مفعول واحد أقامه مقام الفاعل، وتكون التاء للنفس، أي أخذت نفسها فلتة. وكل أمر فعل على غير تلبث وتمكث فقد افتلت، والاسم الفلتة، وقال حصيب الهذلي:

كانوا خبيئة نفسي فاقتلتهـم     وكل زاد خبىء قصره النفد

صفحة : 1142

قال: افتلتهم: أخذوا مني فلتة، زاد خبىء: يضن به. والفلتان، محركة : المتفلت إلى الشر، وقيل: الكنيز اللحم، والفلتان: السريع، والجمع فلتان، عن كراع. والفلتان النشيط ، يقال: فرس فلتان، أي نشيط حديد الفؤاد. في التهذيب: الفلتان والصلتان، من التفلت والانصلات، يقال ذلك: للرجل الشديد الصلب ، ورجل فلتان: نشيط حديد الفؤاد. الفلتان. الجرىء ، يقال رجل فلتان وامرأة فلتانة. الفلتان بن عاصم الجرمى صحابي الفلتان طائر ، زعموا أنه يصيد القردة ، قال أبو حاتم: هو الزمج، وهو يضرب إلى الصفرة، وربما أخذ السخلة والصغير، وكذا في حياة الحيوان وغيره. وكساء فلوت ، كصبور، وضبط في بعض النسخ كتنور، وهو خطأ : لا ينضم طرفاه على لا بسه من صغره ، وقيل: لخشونته أو لينه، كما قاله ابن الأعرابي، وثوب فلوت: لا ينضم طرفاه في اليد، وقول متمم في أخيه مالك: عليه الشملة الفلوت، يعنى التي لا تنضم بين المزادتين، وفي حديث ابن عمر: أنه شهد فتح مكة ومعه جمل جزور، وبردة فلوت قال أبو عبيد: أراد أنها صغيرة لا ينضم طرفاها، فهي تفلت من يده إذا اشتمل بها. وعن ابن الأعرابي: الفلوت: الثوب الذي لا يثبت على صاحبه للينه أو خشونته، وفي الحديث: وهو في بردة له فلتة أي ضيقة صغيرة لا ينضم طرفاها، فهي تفلت من يده إذا اشتمل بها فسماها بالمرة من الانفلات يقال: برد فلتة وفلوت، كذا في لسان العرب. أراه يتفلت إلى صحبتك، من تفلت إليه إذا نازع فيه تفلت عليه إذا توثب ، وفي الحديث: إن عفريتا من الجن تفلت على البارحة أي تعرض لي في صلاتي فجأة، وتقول: لا أرى لك أن تتفلت إلى هذا، ولا أن تتلفت إليه. في الأساس: فالته به مفالتة وفلاتا: فاجأه. و الفلات المفاجأة نقله الصاغاني وسيأتي في ف ل ط أن الفلاط بمعنى المفاجأة لغة هذيل، نقله الجوهري وغيره. وسموا أفلت وفليتا وفليتة، كأحمد وزبير وسفينة ، فمن الأول: أفلت بن ثعل بن عمرو بن سلسلة الطائي، أبو غزية وعدي أمراء الحجاز والعراق، ومن الثاني: فليت العامري عن حبرة بنت دجاجة، وآخرون، ومن الثالث فليتة بن الحسن بن سليمان بن موهوب الحسني بينبع، والأمير الشجاع فليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر الحسنى، ابن أخي شميلة، الذي سمع على كريمة المروزية، ملك مكة بعد أبيه، وتوفي سنة 527، وشكر، ومفرج، وموسى، بنو فليتة هذا، وصفهم الذهبي بالإمارة. قلت: والشريف تاج الدين هاشم بن فليتة، ولي مكة، وكذا ولده قاسم بن هاشم، ومنهم الأمير قطب الدين عيسى ابن فليتة ولي مكة أيضا، وحفيده الأمير محمد بن مكثر بن عيسى، هو الذي أخذ عنه مكة قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسنى جد الأمراء الموجودين الآن، كذا ذكره تاج الدين بن معية النسابة، وذكر عبد الله بن حنظلة البغدادي في تاريخه: أن قتادة أخذ مكة من يد مكثر بن عيسى سنة 597، وأبو فليتة قاسم بن المهنى الأعرج الحسيني: أمير المدينة زمن المستنصر العباسي، وأخذ مكة وتولاها ثلاثة أيام في موسم سنة 571. وفرس فلتان، بالكسر، ويحرك، وفلت كصرد، و فلت، بضم فتشديد مثل قبر ، أي سريع ، نقله الصاغاني هكذا، وقد تقدم النقل عن الثقات أن الفلتان، محركة:

صفحة : 1143

الفرس النشيط الحديد الفؤاد السريع، وجمعه الفلتان، بالكسر، عن كراع. ومالك منه فلت، محركة، أي لا تنفلت منه ، أي لا تخلص. من المجاز فلتات المجلس: هفواته وزلاته . وفي حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم ولا تنثى فلتاته أي زلاته، والمعنى: أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن في مجلسه فلتات فتنثى، أي تذكر، أو تحفظ وتحكي، وقيل: هذا نفى للفلتات ونثوها، كقول ابن أحمر: النشيط الحديد الفؤاد السريع، وجمعه الفلتان، بالكسر، عن كراع. ومالك منه فلت، محركة، أي لا تنفلت منه ، أي لا تخلص. من المجاز فلتات المجلس: هفواته وزلاته . وفي حديث صفة النبي صلى الله عليه وسلم ولا تنثى فلتاته أي زلاته، والمعنى: أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن في مجلسه فلتات فتنثى، أي تذكر، أو تحفظ وتحكي، وقيل: هذا نفى للفلتات ونثوها، كقول ابن أحمر:

لا تفزع الأرنب أهوالـهـا      ولا ترى الضب بها ينجحر لأن مجلسه كان مصونا عن السقطات واللغو، وإنما كان مجلس ذكر حسن، وحكم بالغة، وكلام لا فضول فيه.

ومما يستدرك عليه: قولهم: افتلت عليه، إذا قضى عليه الأمر دونه، وفي المستقصى: أفلت وانحص الذنب. وأفلت بجريعة الذقن، وقد تقدم. وأفلت إلى الشيء كتفلت: نازع. والفلتة: الأمر يقع من غير إحكام وقال الكميت: بفلتة بين إظلام وإسفار والجمع فلتات، لا يتجاوز بها جمع السلامة، واللافت، والفاتل: موت الفجأة والفلاتة بالتشديد: ناحية متسعة بالمغرب. وفالته، كلافته: صادفه، عن ابن الأعرابي.

ف - ه - ت
المفهوت أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو المبهوت . قلت: قيل: الفاء أبدلت عن الباء وقيل: لثغة، قاله شيخنا.

ف - و - ت
فاته الأمر فوتا وفواتا: ذهب عنه وفي المصباح: فات الأمر، والأصل: فات وقت فعله، ومنه فاتت الصلاة، إذا خرج وقتها ولم تفعل فيه. وفاته الشيء: أعوزه. قال شيخنا: وهذا وإن عده بعضهم تحقيقا فهو لا يصلح في كل تركيب، إنما يأتي في مثل الصلاة، وأما الفوات في غيره فاستعمل بمعنى السبق، والذهاب عنه، ونحوه. انتهى. وليس عنده فوت ولا فوات، عن اللحياني. وفي اللسان والأساس: الفوت: الفوات، فاتني كذل، أي سبقني. وجاريته حتى فته، أي سبقته. وقال أعرابي: الحمد لله الذي لا يفات، ولا يلات، كافتاته ، وهذا الأمر لا يفتات، أي لا يفوت، روى الأصمعي بيت ابن مقبل:

يا حار أمسيت شيخا قد وهى بصري   وافتيت ما دون يوم البعث من عمري

صفحة : 1144

قال: هو من الفوت. قال الجوهري: الافتيات: افتعال من الفوت، وهو السبق إلى الشيء دون ائتمار من يؤتمر، وقال ابن الأثير: الافتيات: الفراغ وسيأتي بيان ذلك قريبا. يقال: فاته الشيء، وأفاته إياه غيره، و في حديث أبي هريرة: قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم تحت جدار مائل، فأسرع المشي، فقيل: يا رسول الله، أسرعت المشي، فقال: إني أكره موت الفوات يعني: موت الفجأة ، هو من قولك: فاتني فلان بكذا: سبقني به. وعن ابن الأعرابي: يقال للموت الفجأة: الموت الأبيض، والجارف، واللافت، والفاتل، وهو الموت، الفوات، والفوات، وهو أخذة الأسف وقد تقدم هذا بعينه قريبا. يقال: هو فوت فمه، وفوت رمحه، و فوت يده، أي حيث يراه ولا يصل إليه . وتقول: هو منى فوت الرمح، أي حيث لا يبلغه، وقال أعرابي لصاحبه، ادن دونك، فلما أبطأ قال: جعل الله رزقك فوت فمك، أي تنظر إليه قدر ما يفوت فمك، ولا تقدر عليه. وفي الأساس واللسان: وهو مني فوت اليد والظفر، أي قدر ما تفوت يدي، حكاه سيبويه في الظروف المخصوصة. والفوت: الخلل و الفرجة بين الإصبعين، وعبارة غيره: بين الأصابع، والجمع أفوات. فلان لا يفتات عليه ، أي لا يعمل شيء دون أمره وزوجت عائشة ابنة أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر- وهو غائب- من المنذر بن الزبير، فلما رجع من غيبته قال: أمثلي يفتات عليه في أمر بناته? أي يفعل في شأنهن شيء بغير أمره? نقم عليها نكاحها ابنته دونه، ويقال لكل من أحدث شيئا في أمرك دونك: قد افتات عليك فيه. والافتيات: الفراغ، يقال: افتات بأمره، أي مضى عليه ولم يستشر أحدا. لم يهمزه الأصمعي. وروي عن ابن شميل، وابن السكيت: افتأت فلان بأمره- بالهمز- إذا استبد به، قال الأزهري: قد صح الهمز عنهما في هذا الحرف، وما علمت الهمز فيه أصليا. قلت: وقد تقدم ذلك بعينه في أول الفصل، فراجعه. وافتات الكلام: ابتدعه وارتجله، كافتلته. نقله الصاغاني. افتات عليه في الأمر: حكم ، وكل من أحدث دونك شيئا فقد فاتك به، وافتات عليك فيه. ويقال: افتات عليه، إذا انفرد برأيه دونه في التصرف في شيء، ولما ضمن معنى التغلب عدي بعلى. وتفاوت الشيئان ، أي تباعد ما بينهما، تفاوتا، مثلثة الواو حكاهما ابن السكيت، وقد قال سيبويه: ليس في المصادر تفاعل ولا تفاعل. وقال الكلابيون في مصدره: تفاوتا، ففتحوا الواو، وقال العنبري: تفاوتا، بكسر الواو، وحكى أيضا أبو زيد تفاوتا وتفاوتا- بفتح الواو وكسرها- وهو على غير قياس؛ لأن المصدر من تفاعل يتفاعل: تفاعل، مضموم العين، إلا ما روى من هذا الحرف، كذا في الصحاح. قال شيخنا، أما الضم فهو القياس، وعليه اقتصر الفيومي في المصباح، وأما الكسر فقالوا: إنه محمول على المعتل من هذا الوزن كالتداني والتواني، ولا يعرف في الصحيح في غير هذا المصدر، وأما الفتح فإنه على جهة التخفيف، والتثليث حكاه ابن قتيبة في أدب الكاتب، وصرح بأنه لا نظير له، وصرح به ابن سيده وابن القطاع. والفويت، كزبير: المتفرد برأيه لا يشاور أحدا، وفي بعض النسخ المنفرد، للمذكر والمؤنث ، يقال: رجل فويت، وامرأة فويت، كذلك، عن الرياشي، وهمزهما أبو زيد. في التنزيل العزيز: ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت المعنى: ما ترى في خلقه

صفحة : 1145

تعالى السماء اختلافا ولا اضطرابا، وعن الليث: فات يفوت فوتا فهو فائت، كما يقولون بون بائن، وبينهم تفاوت وتفوت، وقرىء: ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت و تفوت ، فالأول: قراءة أبي عمرو، قال قتادة: المعنى: من اختلاف، وقال السدي: من تفوت، وهو في قراءة حمزة والكسائي، أي من عيب، يقول الناظر: لو كان كذا وكذا لكان أحسن ، وقال الفراء: هما بمعنى واحد. يقال: تفوت عليه في ماله أي فاته به ، وفي الحديث: أن رجلا تفوت على أبيه في ماله، فأتى أبوه النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له ذلك، فقال: اردد على ابنك ماله، فإنما هم سهم من كنانتك قوله: تفوت: مأخوذ من الفوت، تفعل منه، ومعناه أن الابن لم يستشر أباه، ولم يستأذنه في هبة مال نفسه، فأتى الأب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: ارتجعه من الموهوب له، واردده على ابنك، فإنه وما في يده تحت يدك، وفي ملكتك، وليس له أن يستبد بأمر دونك، فضرب كونه سهما من كنانته مثلا لكونه بعض كسبه، وأعلمه أنه ليس للابن أن يفتات على أبيه بماله، وهو من الفوت: السبق، تقول: تفوت فلان على فلان في كذا، وافتات عليه، إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه، ولما ضمن معنى التغلب عدى بعلى، وقد تقدم. السماء اختلافا ولا اضطرابا، وعن الليث: فات يفوت فوتا فهو فائت، كما يقولون بون بائن، وبينهم تفاوت وتفوت، وقرىء: ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت و تفوت ، فالأول: قراءة أبي عمرو، قال قتادة: المعنى: من اختلاف، وقال السدي: من تفوت، وهو في قراءة حمزة والكسائي، أي من عيب، يقول الناظر: لو كان كذا وكذا لكان أحسن ، وقال الفراء: هما بمعنى واحد. يقال: تفوت عليه في ماله أي فاته به ، وفي الحديث: أن رجلا تفوت على أبيه في ماله، فأتى أبوه النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له ذلك، فقال: اردد على ابنك ماله، فإنما هم سهم من كنانتك قوله: تفوت: مأخوذ من الفوت، تفعل منه، ومعناه أن الابن لم يستشر أباه، ولم يستأذنه في هبة مال نفسه، فأتى الأب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: ارتجعه من الموهوب له، واردده على ابنك، فإنه وما في يده تحت يدك، وفي ملكتك، وليس له أن يستبد بأمر دونك، فضرب كونه سهما من كنانته مثلا لكونه بعض كسبه، وأعلمه أنه ليس للابن أن يفتات على أبيه بماله، وهو من الفوت: السبق، تقول: تفوت فلان على فلان في كذا، وافتات عليه، إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه، ولما ضمن معنى التغلب عدى بعلى، وقد تقدم.

ومما يستدرك عليه: افتات برأيه: استبد به. وفاته في كذا: سبقه، وقد سبق ذكرهما. وزعموا أن رجلا خرج من أهله فلما رجع، قالت له امرأته: لو شهدتنا لأخبرناك وحدثناك بما كان، فقال لها: لم تفاتي، فهاتي.