الباب الثالث: باب التاء - الفصل الثالث والعشرون: فصل الميم من التاء المثناة الفوقية

فصل الميم من التاء المثناة الفوقية

م - أ - ت

صفحة : 1173

مؤتة بالضم والهمز، وجوز أهل الغريب بغير الهمز نقله شيخنا، وذكرها ابن منظور في آخر ترجمة مات، وقيدها بالهمز، وهو قول الفراء وثعلب، اسم أرض أو : ع بالشام، حيث التقت جيوش المسلمين وهرقل، وفي المراصد: أنها قرية من قرى البلقاء في حدود الشام. وقيل: إنها بمشارف الشام على اثنى عشر ميلا من أذرح، حيث قتل فيه أي في ذلك الموضع، ذو الجناحين جعفر بن أبي طالب الملقب بالطيار، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، رضى الله عنهم، على كل قبر منها بناء مفرد، وفيه أي في هذا الموضع كان تعمل السيوف المؤتية.

م - ت - ت
المت: المد ، مد الحبل وغيره، يقال: مت، ومط وقطل، مغط بمعنى واحد. ومت الشىء متا: مده. ومت في السير، كمد. المت : النزع على غير بكرة ، محركة، وهي من البئر معروفة. المت : التوسل والتوصل بقرابة أو حرمة، أو غير ذلك. وفي اللسان: المت كالمد، إلا أن المت توصل بقرابة ودالة يمت بها، وأنشد:

إن كنت في بكر تمت خئولة     فأنا المقابل في ذرى الأعمام وفي المحكم: مت إليه بالشىء يمت متا: توسل، فهو مات، أنشد يعقوب:

تمت بأرحـام إلـيك وشـيجة      ولا قرب بالأرحام ما لم تقرب

صفحة : 1174

وفي حديث على كرم الله وجهه: لا يمتان إلى الله بحبل، ولا يمدان إليه بسبب . والمت كالمتمتة ، قال ابن الأعرابي: متمت الرجل، إذا تقرب بمودة أو قرابة، قال النضر: متت إليه برحم، أي مددت إليه، وتقربت إليه. بيننا رحم ماتة، الماتة: الحرمة والوسيلة ، وجمعها موات، والموات: الوسائل. وفي الأساس: ويمات فلانا: يذكره الموات. ومتى، كحتى مشددة، وهو المشهور، وبه جزم المحققون، أو متتى مفكوكة هكذا في سائر نسخ القاموس، وقد أنكره طائفة، والذي في لسان العرب: وقيل: إنما سمى متثى، وهو مذكور في موضعه من حرف الثاء المثلثة، وهو أبو يونس النبي عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، لا أمه، نقله البخارى، وقلده الشهاب في العناية، واختلف اختياره فيه في شرح الشفاء له، وتابعه النور الحلبي في السيرة، لحديث ابن عباس، وجزم به في نور النبراس، ورجحه الحافظ. وعند الجمهور أن متى أم يونس عليه السلام، قالوا: ولم يشتهر نبي بأمه غير عيسى ويونس، عليهما السلام، قاله ابن الأثير في جامعه، وفي جامع الأصول وغيرهما، ونقله الحلبى في شرح الشفاء، وأقره وهو المتداول المنقول، ومثله حقق ابن عبد البر. قال شيخنا: وفي مرآة الزمان أنه كان بعد سليمان، وأنه من ولد بنيامين بن يعقوب عليه السلام. وفي لسان العرب: ومتى أبو يونس عليه السلام، سرياني. وقال الأزهري: يونس بن متى نبي كان يسمى متى على فعلى، فعل ذلك لأنهم لما لم يكن لهم في كلامهم في إجراء الاسم بعد فتحه على بناء متى حملوا الياء على الفتحة التي قبلها فجعلوها ألفا، كما يقولون من غنيت: غنى، ومن تغنيت تغنى. وقال الصاغاني: إن جعلت متى على فعل فعلا ماضيا من التمتية بمعنى التمديد، كتمطى من تمطط فموضعه المعتل، وإن جعلته فعلى من المضاعف فهذا موضعه. متى جد لمحمد بن يحيى بن خالد بن يزيد أبي يزيد المدني المحدث ، نقله الصاغاني. متى بالتشديد لغة في متى المخففة ، وأنشد أبو حاتم قول مزاحم العقيلي:

ألم تسأل الأطلال متى عهودهـا      وهل تنطقن بيداء قفر صعيدها

صفحة : 1175

قال أبو حاتم: سألت الأصمعي عن متى في هذا البيت فقال: لا أدري، وقال أبو حاتم: ثقلها كما تثقل رب وتخفف، وهي متى خفيفة فثقلها، قال أبو حاتم، وإن كان يريد مصدر متت متا أي طويلا أو بعيدا عهودها بالناس فلا أدري، قاله ابن منظور. وقال شيخنا: هي غريبة جدا، لم يذكرها أحد من النحاة، ولا من صنف في المفردات فقط، وأغفلها ابن مالك في التسهيل مع سعة حفظه، وكذا أبو حيان وغيرهم. قال الليث: مت : اسم أعجمي، والمسمى بهذا الاسم في المحدثين من الأعجام كثير ون، منهم: منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت بن بجير الكاغذى، روى عن الهيثم بن كليب، ذكره ابن نقطة. وأما متويه فإنه لقب الحافظ أبى بكر أحمد بن محمد بن الفرج، وابنه أبو زرعة محمد، ثقة، وحفيده عبد الله بن أبي زرعة، حافظ، وابنه أبو زرعة محمد بن عبد الله، سمع الدار قطنى وابن شاهين، أوردهم الخليلى في الإرشاد. وإبراهيم بن محمد بن متويه الأصبهاني، شيخ لابن المقرى، وولده مفتى أصبهان إمام الجامع محمد بن إبراهيم شيخ لابن مردويه. والمتات كسحاب : ما يمت به أي يتوسل أو يتوصل. ومته: طلب إليه المتات. وتمتى : لغة، مثل تمطى ، في بعض اللغات. تمتى في الحبل: اعتمد فيه ليقطعه أو يمده وأصله تمتت ، فكرهوا التضعيف، فأبدلت إحدى التاءين ياء، كما قالوا: تظنى، وأصله تظنن، غير أنه سمع تظنن ولم يسمع تمتت في الحبل، وأعاده في المعتل بمعناه، وسيأتي الكلام هناك، ولشيخنا هنا كلام ينظر فيه.

ومما يستدرك عليه: أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن متة، حدث عن أبي عبيدة بن محمد، وعنه أبو بكر بن مردويه.

م - ح ت
المحت: الشديد من كل شىء. المحت: اليوم الحار ، يوم محت: شديد الحر، مثل حمت، وليلة محتة. وقد محت، ككرم المحت : العاقل اللبيب هو المجتمع القلب الذكي ، و ج محوت ومحتاء ، كأنهم توهموا فيه محيتا، كما قالوا: سمح وسمحاء. المحت: الخالص ، يقال: عربي محت بحت، أي خالص. يقال: لأمحتنك ، أي لأملأنك غضبا ، نقله الصاغاني.

م - ر - ت
المرت: المفازة بلا نبات فيها، أرض مرت، ومكان مرت: قفر لا نبات فيه، وقيل: الأرض إلى لا ينبت فيها، وقيل المرت: الذي ليس به قليل ولا كثير. أو الأرض التي لا يجف ثراها، ولا ينبت مرعاها ، وقيل: المرت: الأرض التي لا كلأ بها وإن مطرت. وأرض مرت كالمروت ، بالفتح، حكاه بعضهم، قال كثير:

وقحم سيرنا من قور حسمـى    مروت الرعى ضاحية الظلال هكذا رواه أبو سعيد السكرى بالفتح، وغيره يروى مروت الرعى بالضم، ج: أمرات، ومروت بالضم. قيل: أرض ممروتة، كذلك ، قال ابن هرمة:

كم قد طوين إليك من ممروتة     ومناقل موصولة بمنـاقـل وأرض مرت ومروت، فإن مطرت في الشتاء فإنها لا يقال لها مرت؛ لأن بها حينئذ رصدا، والرصد: الرجاء لها كما ترجى الحاملة، ويقال: أرض مرصدة، وهي قد مطرت وهي ترجى لأن تنبت والاسم المروتة ، بالضم، كالسهولة. من المجاز: رجل مرت: لا شعر بحاجبه ، وكذا مرت الجسد: لا شعر عليه، قال ذو الرمة:

كل جنين لثق السربال

صفحة : 1176

مرت الحجاجين من الإعجال يعنى جنينا ألقته أمه قبل أن ينبت وبره. في الأساس: مرته يمرته إذا ملسه ، بالتاء والثاء جميعا. يقال: مرت الإبل: نحاها والمروت، كسفود: واد لبنى حمان كرمان ابن عبد العزى، له يوم بين بنى قشير وتميم، كذا في الصحاح. وأنشد قول أوس:

وما خليج من المـروت ذو شـعـب     يرمى الضرير بخشب الطلح والضال المروت : د، لباهلة أو لكليب ، كذا عزاه الفرزدق والبعيث، فقال الفرزدق:
تقول كليب حين متت جلودهـا      وأخصب من مروتها كل جانب

وقال البعيث:
أأن أخصبت معزى عطية وارتعت    تلاعا من المروت أحوى جميمها إلى أبيات كثيرة نسبا فيها المروت إلى كليب. مرت كجبل: ة، بأذربيجان ، على مرحلة من أرمية. وماروت، أعجمي ، وهو الصحيح الذي صوبه الأكثر، وهو رفيق هاروت، وقيل: من المرت، بمعنى الكسر، كما في التفسير وحواشيه، قاله شيخنا أو من المروتة وهو اسم المصدر من المرت. وقال الصاغاني: هو اسم أعجمي، بدليل منع الصرف، ولو كان من المرت لانصرف. والمرمريت: الداهية ، وقال بعضهم: إن التاء بدل من السين.

ومما يستدرك عليه: مرت الخبز في الماء، كمرده حكاه يعقوب. وفي المصنف: مرثه بالثاء ومارت: من الشهور الرومية.

م - ص - ت
مصت ، أهمله الجوهرى، وقال ابن دريد: مصت الجارية مصتا : نكحها ، كمصدها. والمصت لغة في المصد، فإذا جعلوا مكان السين صادا، جعلوا مكان الطاء تاء، وهو أن يدخل يده، فيقبض على الرحم، فيمصت ما فيها مصتا. في المحكم والعين: مصت الناقة مصتا : قبض على رحمها، فأدخل يده فاستخرج ماءه من رحمها. والمصت خرط ما في المعى بالأصابع لإخراج ما فيه، ونص العين: إذا نزا على الفرس الكريمة حصان لئيم أدخل صاحبها يده، فخرط ماءه من رحمها، قال: مسطها ومصتها، قال: وكأنهم عاقبوا بين الطاء في المسط والمصت، وسيأتي ذلك في م س ط.

م - ع - ت
معته أي الأديم، كمنعه ، يمعته معتا : دلكه ، والمعت نحو من الدلك.


م - ق - ت
مقته مقتا ، مقت إلى الناس، ككرم، مقانة ، هكذا في المصباح، والأفعال، والأساس، وصريح كلام المصنف أن مقاتة مصدر مقت، كنصر، وليس كذلك. وفي المحكم: المقت: أشد الإبغاض مقت مقاتة، ومقته مقتا أبغضه، كمقته تمقيتا، فهو مقيت ، فعيل بمعنى فاعل، ككريم وممقوت ، قال:

ومن يكثر التسآل ياحر لـم يزل      يمقت في عين الصديق ويصفح

صفحة : 1177

وفي الأساس: مقته مقتا، وهو بغض عن أمر قبيح. وفي المفردات للراغب: هو أشد البغض. قلت: والذي في الأساس مأخوذ عن عبارة الليث، فإنه قال: المقت: بغض عن أمر قبيح ركبه، فهو مقيت، وقد مقت إلى الناس مقاتة. عن الزجاج- في قوله تعالى: ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا - قال: المقت: أشد البغض، المعنى: أنهم علموا أن ذلك في الجاهلية كان يقال له: المقت، وكان المولود عليه يقال له المقتى فأعلموا أن هذا الذي حرم عليهم من نكاح امرأة الأب لم يزل منكرا في قلوبهم، ممقوتا عندهم. وفي الحديث: لم يصبنا عيب من عيوب الجاهلية في نكاحها ومقتها . ونكاح المقت: أن يتزوج الرجل امرأة أبيه بعده أي إذا طلقها، أو مات عنها، وكان يفعل في الجاهلية، وحرمه الإسلام. والمقتى: ذلك المتزوج ، قاله ابن سيده، أو ولده ، حكاه الزجاج. وما أمقته عندي وأمقتني له، قال سيبويه: هو على معنيين: إذا قلت: ما أمقته عندي فإنما تخبر أنه ممقوت، و إذا قلت: ما أمقتني له فإنما تخبر أنك ماقت . وقال قتادة- في قول الله تعالى: لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم - قال: يقول: لمقت الله إياكم حين دعيتم إلى الإيمان فلم تؤمنوا أكبر من مقتكم أنفسكم حين رأيتم العذاب. وفي الأساس: تمقت إليه، نقيض تحبب، وماقته، وتماقتوا.
واستدرك شيخنا: مقتى، وهي قرية قريبة من أيلة لها ذكر في غزوة تبوك. ومقت إذا خدم، ومنه المقتوى، ذكره المصنف في قتا وأهمله هنا.

م - ك - ت
مكت ، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: مكت بالمكان: أقام ، كمكد به، وقيل: إنها لثغة، وقيل: أبدلت المثناة من المثلثة، قاله شيخنا. يقال: استمكتت البثرة ، إذا امتلأت قيحا ، وهو قول ابن الأعرابي، نقله الأزهري في التهذيب في آخر ترجمة متك وهذا نصه: يقال: استمكت العد فافتحه، والعد: البثرة، واستمكاتها: أن تمتلىء قيحا، وفتحها: شقها وكسرها. كذا في اللسان.

م - ل - ت
ملته ، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: ملت الشيء يملته ملتا، كمتله :حركة أو زعزعه ، نقله ابن سيده. وقال الأزهري: لا أحفظ لأحد من الأئمة في ملت شيئا، وقد قال ابن دريد، في كتابه: ملت الشيء ملتا، ومتلته متلا، إذا زعزعته وحركته، قال: ولا أدري ما صحته. والأماليت: الإبل السراع ، نقله الصاغاني. قال شيخنا: قيل إنه اسم جمع، أو جمع لا مفرد له، وقيل: مفرده أملوت، أو إمليت، وأنكره أقوام من أهل اللغة. المليت، كسكيت: سنف - بكسر فسكون- المرخ أي ورق شجره، نقله الصاغاني.

م - و - ت
مات يموت موتا، مات يمات ، وهذه طائية، قال الراجز:

بنيتي سـيدة الـبـنـات     عيشى ولا نأمن أن تماتى

صفحة : 1178

مات يميت ، قال شيخنا: وظاهره أن التثليث في مضارع مات مطلقا، وليس كذلك، فإن الضم إنما هو في الواوى كيقول، من قال قولا، والكسر إنما هو في اليائي كيبيع، من باع، وهي لغة مرجوحة، أنكرها جماعة، والفتح إنما هو في المكسور الماضي، كعلم يعلم، ونظيره من المعتل خاف خوفا. وزاد ابن القطاع وغيره: مت، بالكسر في الماضي، تموت بالضم، من شواذ هذا الباب لما قررناه مرات: أن فعل المكسور لا يكون مضارعه إلا مفتوحا كعلم يعلم، وشذ من الصحيح نعم ينعم، وفضل يفضل، في ألفاظ أخر، ومن المعتل العين مت- بالكسر- تموت، ودمت تدوم. وجماعة اقتصروا هنا على هذه اللغة، وجعلوها ثالثة، ولم يتعرضوا لمات كباع؛ لأنه أقل من هذا، ومنهم الشهاب الفيومى في المصباح فإنه قال: مات الإنسان يموت موتا، ومات يمات- من باب خاف لغة ومت بالكسر أموت، لغة ثالثة، وهي من باب تداخل اللغتين، ومثله من المعتل دمت تدوم، وزاد ابن القطاع: كدت تكود، وجدت تجود، وجاء فيهما تكاد وتجاد. انتهى. قلت: وهو مأخوذ من كلام ابن سيده، وقال كراع: مات يموت، والأصل فيه موت بالكسر يموت، ونظيره دمت تدوم، إنما هو دوم. فهو ميت ، بالتخفيف، وميت ، بالتشديد، هكذا في نسختنا، والذي في الصحاح تقديم المشدد على المخفف بضبط القلم. ومات ضد حيي ، قال الأزهري عن الليث: الموت خلق من خلق الله تعالى. وقال غيره: الموت والموتان ضد الحياة. من المجاز: الموت: السكون، يقال: مات: سكن ، وكل ما سكن فقد مات، وهو على المثل، ومن ذلك قولهم: ماتت الريح، إذا ركدت وسكنت، قال:

إني لأرجو أن تموت الريح      فأسكن اليوم وأسـتـريح

صفحة : 1179

ومن ذلك قولهم؛ ماتت الخمرة: سكن غليانها، عن أبي حنيفة. من المجاز أيضا: مات الرجل، وهمد، وهوم إذا نام ، قاله أبو عمرو. ومن المجاز أيضا: ماتت النار موتا: برد رمادها، فلم يبق من الجمر شيء. ومات الحر والبرد: باخ. ومات الماء بهذا المكان، إذا نشفته الأرض. مات الثوب بلى ، وكل ذلك على المثل. وعبارة الأساس: ومات الثوب: أخلق، ومات الطريق: انقطع سلوكه، وبلد يموت فيه الريح، كما يقال: تهلك فيه أشواط الرياح. ومات فوق الرحل: استثقل في نومه، كل ذلك على المثل. وفي اللسان- في دعاء الانتباه-: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور سمى النوم موتا؛ لأنه يزول معه العقل والحركة، تمثيلا وتشبيها، لا تحقيقا. وقيل: الموت في كلام العرب يطلق على السكون. وقال الأزهري- ومثله في المفردات لأبي القاسم الراغب- ما نصه: الموت يقع على أنواع بحسب أنواع الحياة؛ فمنها ما هو بإزاء القوة النامية الموجودة في الحيوان والنبات، كقوله: تعالى: يحيى الأرض بعد موتها ومنها: زوال القوة الحسية كقوله تعالى: ياليتني مت قبل هذا ومنها: زوال القوة العاقلة، وهي الجهالة؛ كقوله تعالى: أو من كان ميتا فأحييناه فإنك لا تسمع الموتى . ومنها: الحزن والخوف المكدر للحياة، كقوله تعالى: ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومنها: المنام، كقوله تعالى: والتي لم تمت في منامها وقد قيل: المنام: الموت الخفيف، والموت: النوم الثقيل. وقد يستعار الموت للأحوال الشاقة، كالفقر، والذل، والسؤال، والهرم، والمعصية وغير ذلك، ومنه الحديث: أول من مات إبليس؛ لأنه أول من عصى وفي حديث موسى عليه السلام، قيل له: إن هامان قد مات، فلقيه فسأل ربه، فقال له: أما تعلم أن من أفقرته فقد أمته?: وقول عمر رضي الله عنه في الحديث: اللبن لا يموت أراد أن الصبي إذا رضع امرأة ميتة حرم عليه من ولدها وقرابتها ما يحرم عليه منهم لو كانت حية وقد رضعها، وقيل: معناه: إذا فصل اللبن من الثدي وأسقيه الصبي فإنه يحرم به ما يحرم بالرضاع، ولا يبطل عمله بمفارقة الثدي، فإن كل ما انفصل من الحي ميت إلا اللبن والشعر والصوف، لضرورة الاستعمال. انتهى. أو الميت، مخففة: الذي مات بالفعل. والميت ، مشددة، والمائت ، على فاعل: الذي لم يمت بعد ، ولكنه بصدد أن يموت. قال الخليل: أنشدني أبو عمرو:

أيا سائلي تفسـير مـيت ومـيت       فدونك قد فسرت إن كنت تعقـل
فمن كان ذا روح فـذلـك مـيت       وما الميت إلا من إلى القبر يحمل

وحكى الجوهري عن الفراء: يقال لمن لم يمت: إنه مائت عن قليل، وميت، ولا يقولون لمن مات: هذا مائت. قيل: وهذا خطأ، وإنما ميت يصلح لما قد مات ولما سيموت، قال الله تعالى: إنك ميت وإنهم ميتون .? قلت: ومن هنا أخذ صاحب القاموس ما جعله تحقيقا، وقد تحامل عليه شيخنا في شرحه. وجمع بين اللغتين عدى بن الرعلاء فقال:

ليس من مات فاستراح بميت      إنما الميت مـيت الأحـياء
إنما الميت من يعيش شقـيا       كاسفا باله قليل الـرجـاء
فأناس يمصصـون ثـمـادا      وأناس حلوقهم في الـمـاء

صفحة : 1180

فجعل الميت كالميت. وفي التهذيب: قال أهل التصريف: ميت كأن تصحيحه ميوت على فيعل، ثم أدغموا الواو في الياء، قال: فرد عليهم، وقيل: إن كان كما قلتم فينبغي أن يكون ميت على فعل، فقالوا: قد علمنا أن قياسه هذا، ولكنا تركنا فيه القياس مخافة الاشتباه، فرددناه إلى لفظ فيعل؛ لأن ميت على لفظ فيعل وقال آخرون: إنما كان في الأصل مويت مثل سيد وسويد، فأدغمنا الياء في الواو، ونقلناه، فقلنا: ميت. وقال بعضهم: قيل: ميت ولم يقولوا: ميت؛ لأن أبنية ذوات العلة تخالف أبنية السالم. وقال الزجاج: الميت: الميت، بالتشديد، إلا أنه يخفف، يقال: ميت وميت، والمعنى واحد، ويستوى فيه المذكر والمؤنث، قال تعالى: لنحيى به بلدة ميتا ولم يقل ميتة، انتهى. وقال شيخنا- بعد أن نقل قول الخليل عن أبي عمرو- ما نصه: وعلى هذه التفرقة جماعة من الفقهاء والأدباء، وعندي فيه نظر؛ فإنهم صرحوا بأن الميت مخفف الياء مأخوذ ومخفف من الميت المشدد، وإذا كان مأخوذا منه فكيف يتصور الفرق فيهما في الإطلاق، حتى قال العلامة ابن دحية في كتاب التنوير في مولد البشير النذير: بأنه خطأ في القياس ومخالف للسماع، أما القياس: فإن ميت المخفف إنما أصله ميت المشدد، فخفف، وتخفيفه لم يحدث فيه معنى مخالفا لمعناه في حال التشديد، كما يقال: هين وهين ولين ولين فكما أن التخفيف في هين ولين لم يحل معناهما، كذلك تخفيف ميت. وأما السماع فإنا وجدنا العرب لم تجعل بينهما فرقا في الاستعمال، ومن أبين ما جاء في ذلك قول الشاعر:

ليس من مات فاستراح بميت    إنما الميت مـيت الأحـياء

وقال آخر:
ألا يا ليتني والمرء مـيت      وما يغنى عن الحدثان ليت

صفحة : 1181

ففي البيت الأول سوى بينهما، وفي الثاني جعل الميت المخفف للحي الذي لم يمت، ألا ترى أن معناه: والمرء سيموت، فجرى مجرى قوله إنك ميت وإنهم ميتون قال شيخنا: رأيت في المصباح فرقا آخر، وهو أنه قال: الميتة من الحيوان جمعها ميتات، وأصلها ميتة بالتشديد، قيل: والتزم التشديد في ميتة الأناسى؛ لأنه الأصل، والتزم التخفيف في غير الأناسي فرقا بينهما؛ ولأن استعمال هذه أكثر في الآدميات، وكانت أولى بالتخفيف. ج: أموات وموتى، وميتون وميتون قال سيبويه: كان بابه الجمع بالواو والنون؛ لأن الهاء تدخل في أنثاه كثيرا، لكن فيعلا لما طابق فاعلا، في العدة والحركة والسكون، كسروه على ما قد يكسر عليه فاعل؛ كشاهد وأشهاد، والقول في ميت كالقول في ميت لأنه كالقول في مخفف منه. وفي المصباح: ميت وأموات كبيت وأبيات. وهي الأنثى ميتة ، بالتشديد، وميتة ، بالتخفيف، وميت ، مشددا بغير هاء، ويخفف، والجمع كالجمع. قال سيبويه: وافق المذكر كما وافقه في بعض ما مضى، قال: كأنه كسر ميت، وفي التنزيل: العزيز لنحيى به بلدة ميتا قال الزجاج: قال: ميتا؛ لأن البلدة والبلد واحد، وقال- في محل آخر- الميت: الميت، بالتشديد، إلا أنه يخفف، يقال: ميت وميت، والمعنى واحد، ويستوى فيه المذكر والمؤنث. والميتة: ما لم تلحقه الذكاة ، عن أبي عمرو. والميتة: ما لم تدرك تذكيته. وقال النووي- في تهذيب الأسماء واللغات-: قال أهل اللغة والفقهاء: الميتة: ما فارقته الروح بغير ذكاة، وهي محرمة كلها إلا السمك والجراد فإنهما حلالان بإجماع المسلمين. وفي المصباح: المراد بالميتة في عرف الشرع: ما مات حتف أنفه، أو قتل على هيئة غير مشروعة، إما في الفاعل أو في المفعول. قال شيخنا: فقوله: في عرف الشرع، يشير إلى أنه ليس لغة محضة، ونسبه النووي للفقهاء وأهل اللغة إما مرادفة، أو تخصيصا، أو نحو ذلك، مما لا يخفى. الميتة، بالكسر، للنوع من الموت. وفي اللسان: الميتة: الحال من أحوال الموت، كالجلسة والركبة، يقال: مات فلان ميتة حسنة، وفي حديث الفتن فقد مات ميتة جاهلية هي بالكسر: حالة الموت، أي كما يموت أهل الجاهلية من الضلال والفرقة، وجمعها ميت. قولهم: ما أموته، أي ما أموت قلبه؛ لأن كل فعل لا يتزيد لا يتعجب منه تبع فيه الجوهري وغيره، وهو إشارة إلى أنه ينبغي أن يحمل على موت القلب؛ لأن الموت لا يتعجب منه؛ لأن شرط التعجب أن يكون مما يقبل الزيادة والتفاضل، ومالا يقبل ذلك- كالموت والفناء والقتل- لا يجوز التعجب منه، كما عرف في العربية. والموات، كغراب: الموت مطلقا، ومنهم من خصه بالموت يقع في الماشية كما يأتي. من المجاز: أحيا الله البلد الميت، وهو يحيى الأموات والموات هو ، كسحاب: مالا روح فيه، وأرض موات: لا مالك لها من الآدميين، ولا ينتفع بها، وزاد النووي: ولا ماء بها، كما يقال: أرض ميتة. والموتان بالتحريك: خلاف الحيوان، أو أرض لم تحى بعد ، وهو قول الفراء، وقالوا: حرك حملا على ضده وهو الحيوان، وكلاهما شاذ؛ لأن هذا الوزن من خصائص المصادر، فاستعماله في الأسماء على خلاف الأصل، كما قرر في التصريف. وفي اللسان: الموتان من الأرض: ما لم يستخرج ولا اعتمر، على المثل، وأرض ميتة وموات، من ذلك، وفي الحديث:

صفحة : 1182

موتان الأرض لله ولرسوله، فمن أحيا منها شيئا فهو له الموات من الأرض مثل الموتان، يعنى مواتها الذي ليس ملكا لأحد، وفيه لغتان: سكون الواو، وفتحها مع فتح الميم. وفي الحديث: من أحيا مواتا فهو أحق به الموات: الأرض التي لم تزرع ولم تعمر، ولا جرى عليها ملك أحد، وإحياؤها: مباشرة عمارتها، وتأثير شيء فيها. ويقال: اشتر الموتان، ولا تشتر الحيوان، أي اشتر الأرضين والدور، ولا تشتر الرقيق والدواب. ويقال: رجل يبيع الموتان، وهو الذي يبيع المتاع، وكل شيء غير ذي روح، وما كان ذا روح فهو الحيوان. الموتان والموات ، بالضم: موت يقع في الماشية والمال ويفتح وهذا نقله أبو زيد في كتاب خبئة عن أبي السفر، رجل من تميم. وقال الفراء: وقع في المال موتان وموات، وهو الموت، وفي الحديث يكون في الناس موتان كقعاص الغنم ، وهو بوزن البطلان: الموت الكثير الوقوع، وزاد ابن التلمساني أن الضم لغة تميم، والفتح لغة غيرهم. قلت: وهو يخالف ما نقله أبو زيد عن رجل من بني تميم، كما تقدم. من المجاز: أمات الرجل: مات ولده، وعبارة الأساس: وأمات فلان بنين: ماتوا له، كما يقال: أشب فلان بنين: إذا شبوا له، وفي الصحاح: أمات الرجل: إذا مات له ابن أو بنون. أماتت المرأة والناقة ، إذا مات ولدها ، قال الجوهري: مرأة مميت ومميتة: مات ولدها، أو بعلها، وكذلك الناقة إذا مات ولدها، والجمع مماويت. من المجاز: يقال: ضربته فتماوت، إذا أرى أنه ميت وهو حي. و المتماوت : من صفة الناسك المرائي الذي يظهر أنه كالميت في عباداته رياء وسمعة، قالوا: هو الذي يخفى صوته، ويقل حركاته، كأنه ممن يتزيا بزي العباد، فكأنه يتكلف في اتصافه بما يقرب من صفات الأموات، ليتوهم ضعفه من كثرة العبادة. وفي الأساس: يقال: فلان متماوت، إذا كان يسكن أطرافه رياء. وفي اللسان: قال نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: المتاوتون: المراءون. وفي حديث أبي سلمة: لم يكن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم متحزقين ولا متماوتين يقال: تماوت الرجل إذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزهد والصوم، ومنه حديث عمر رضي الله عنه رأى رجلا مطأطئا رأسه فقال: ارفع رأسك فإن الإسلام ليس بمريض ورأى رجلا متماوتا فقال: لا تمت علينا ديننا أماتك الله . وفي حديث عائشة، رضي الله عنها نظرت إلى رجل كاد يموت تخافتا فقالت: ما لهذا?: قيل: إنه من القراء، فقالت: كان عمر سيد القراء، كان إذا مشى أسرع وإذا قال أسمع وإذا ضرب أوجع . ويقال: ضربته فتماوت، إذا أرى أنه ميت وهو حي. من المجاز قولهم: رجل موتان الفؤاد أي بليد غير ذكي ولا فهم، كأن حرارة فهمه بردت فماتت. وفي الأساس: رجل موتان الفؤاد لم يكن حركا حي القلب وهي بهاء ، يقال: امرأة موتانة الفؤاد. من المجاز: وبه موتة، الموتة، بالضم: الغشى وفتور في العقل، والجنون ؛ لأنه يحدث عنه سكون كالموت. وفي اللسان: الموتة: جنس من الجنون والصرع يعترى الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه عقله، كالنائم والسكران. وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله من الشيطان وهمزه ونفثه ونفخه، فقيل له: ما همزه? قال: الموتة قال أبو عبيد: الموتة: الجنون، يسمى همزا؛

صفحة : 1183

لأنه جعله من النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته. وقال ابن شميل: الموتة: الذي يصرع من الجنون أو غيره، ثم يفيق. وقال اللحياني: الموتة: شبه الغشية. مؤتة بالهمزة: اسم أرض بالشام ، وقد جاء ذكره في الحديث وذكر في م أ ت وإنما أعاده هنا إشارة إلى أنه قد رواه غير واحد من أهل الغريب بغير همز، ففي المصباح: مؤتة، بالهمز، وزان غرفة، ويجوز التخفيف: قرية من البلقاء بطريق الشام الذي يخرج منه أهله للحجاز، وهي قريبة من الكرك. وذو الموتة: فرس لبنى أسد ، كذا في النسخ، ومثله للصاغاني، والصواب: لبنى سلول، كما حققه ابن الكلبي، من نسل الحرون، كان يأخذه شبه الجنون في الأوقات، قال ابن الكلبي: وكان إذا جاء سابقا أخذته رعدة فيرمى نفسه طويلا، ثم يقوم فينتفض ويحمحم، وكان سابق الناس، فأخذه بشر بن مروان بالكوفة بألف دينار، فبعث به إلى عبد الملك. من المجاز: المستميت: الشجاع الطالب للموت ، على حد ما يجىء عليه بعض هذا النحو. وفي اللسان: المستميت: المستقتل الذي لا يبالي في الحرب من الموت، وفي حديث بدر: أرى القوم مستميتين أي مستقتلين، وهم الذين يقاتلون على الموت. المستميت : المسترسل للأمر ، قال رؤبة:عله من النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته. وقال ابن شميل: الموتة: الذي يصرع من الجنون أو غيره، ثم يفيق. وقال اللحياني: الموتة: شبه الغشية. مؤتة بالهمزة: اسم أرض بالشام ، وقد جاء ذكره في الحديث وذكر في م أ ت وإنما أعاده هنا إشارة إلى أنه قد رواه غير واحد من أهل الغريب بغير همز، ففي المصباح: مؤتة، بالهمز، وزان غرفة، ويجوز التخفيف: قرية من البلقاء بطريق الشام الذي يخرج منه أهله للحجاز، وهي قريبة من الكرك. وذو الموتة: فرس لبنى أسد ، كذا في النسخ، ومثله للصاغاني، والصواب: لبنى سلول، كما حققه ابن الكلبي، من نسل الحرون، كان يأخذه شبه الجنون في الأوقات، قال ابن الكلبي: وكان إذا جاء سابقا أخذته رعدة فيرمى نفسه طويلا، ثم يقوم فينتفض ويحمحم، وكان سابق الناس، فأخذه بشر بن مروان بالكوفة بألف دينار، فبعث به إلى عبد الملك. من المجاز: المستميت: الشجاع الطالب للموت ، على حد ما يجىء عليه بعض هذا النحو. وفي اللسان: المستميت: المستقتل الذي لا يبالي في الحرب من الموت، وفي حديث بدر: أرى القوم مستميتين أي مستقتلين، وهم الذين يقاتلون على الموت. المستميت : المسترسل للأمر ، قال رؤبة:

وزبد البحر له كتيت
والليل فوق الماء مستميت

وفي الأساس:- في المجاز-: وهو مستميت إلى كذا: مستهلك إليه يظن أنه إن لم يصل إليه مات. وفيه- في الحقيقة-: وفلان مستميت: مسترسل للموت، كمستقتل. واستميتوا صيدكم، ودابتكم، أي انتظروا حتى تتبينوا أنه مات. المستميت: غرقىء البيض ، قال:

قامت تريك بشرا مكنونا
كغرقىء البيض استمات لينا

أي ذهب في اللين كل مذهب، كما سيأتي. القوم أماتوا ، إذا وقع الموت في إبلهم أمات الله الشيء و موته ، بالتشديد للمبالغة، قال الشاعر:

فعروة مات موتا مستريحا    فها أنذا أموت كـل يوم

صفحة : 1184

من المجاز: أمات اللحم وموتة، إذا بالغ في نضجه وإغلائه وأميتت الخمر: طبخت، وسكن غليانها، وفي حديث البصل والثوم من أكلهما فليمتهما طبخا أي يبالغ في نضجهما وطبخهما؛ لتذهب حدتهما ورائحتهما. من المجاز أيضا: فلان يماوت قرنه، المماوتة: المصابرة والمثابتة . واستمات الرجل، : ذهب في طلب الشيء كل مذهب، قال:

وإذ لم أعطل قوس ودي ولم أضع      سهام الصبا للمستميت العفنجج يعني الذي استمات في طلب الصبا واللهو والنساء، كل ذلك عن ابن الأعرابي. وقال: استمات الشيء في اللين والصلابة: ذهب منها كل مذهب. استمات الرجل، إذا سمن بعد هزال ، عن ابن الأعرابي والمصدر الاستمات وأنشد:

أرى إبلي بعد استمات ورتعة      تصيت بسجع آخر الليل نيبها جاء به على حذف الهاء مع الإعلال، كقوله تعالى وإقام الصلاة وفي الأساس: في المجاز: واستمات الشيء استرخى.

ومما يستدرك عليه: موتت الدواب: كثر فيها الموت ومات الرجل، إذا خضع للحق واستمات الرجل، إذا طاب نفسا بالموت. والمستميت: الذي يتجان وليس بمجنون. والمستميت: الذي يتخاشع ويتواضع لهذا حتى يطعمه، ولهذا حتى يطعمه، فإذا شبع كفر النعمة. ويقال: استميتوا صيدكم، أي انظروا أمات أم لا؛ وذلك إذا أصيب فشك في موته. وقال ابن المبارك: المستميت: الذي يرى من نفسه الخير والسكون وليس كذلك. وشيء موموت: معروف، وقد ذكر في أ م ت ويقال: استمات الثوب ونام، إذا بلى. ومن المجاز: فلان مائت من الغم ويموت من الحسد. وموت مائت: شديد. وأبو بكر يموت بن المزرع بن يموت العبدي، محدث، واسمه محمد، ولقبه يموت. وتموت، بالفوقية: امرأة قال فيها أبوها أبو فرعون:
سميتها إذ ولدت تـمـوت
والقبر صهر ضامن زميت
ليس لمن ضمنه تـربـيت