الباب الرابع: باب الثاء المثلثة - الفصل الأول: فصل الألف

فصل الألف

أ - ب - ث
أبثه يأبثه من باب ضرب وأبث عليه يأبث أبثا: سبعه ، هكذا في النسخة، وهو نص ابن دريد، وهو الصواب، وفي بعضها: سبه عند السلطان خاصة. والأبث ، أي ككتف :الأشر، وبزنته والذي في الصحاح: الأبث: الأشر النشيط، قال أبو زرارة النصرى:

أصبح عمار نشيطا أبثا   يأكل لحما بائتا قد كبثا كبث، أي أنتن وأروح. ووجدت في هامش الصحاح مانصه: وجدت بخط الأزهري: ثعلب عن ابن الأعرابي: الأبث: القفز، يقال: أبث يأبث أبثا. عن أبي عمرو: أبث الرجل كفرح يأبث أبثا: شرب لبن الإبل حتى انتفخ وأخذ فيه كالسكر ، ونص عبارة أبي عمرو: وأخذه كهيئة السكر، قال: ولا يكون ذلك إلا من ألبان الإبل. من ذلك قولهم: إبل أباثي كسكارى أي: بروك شباع . والمؤتبثة: سقاء يملأ لبنا، ويترك فينتفخ ، نقله الصاغاني.

أ - ث - ت

صفحة : 1206

أث النبات يئث ويأث ويؤث مثلثة أثا، و أثاثة وأثاثا وأثوثا ، بالضم في الأخير :كثرو التف . والأثاث الكثرة و العظم من كل شيء. ويوصف به الشعر الكثير والنبات الملتف. أثت المرأة تؤث أثا :عظمت عجيزتها ، قال الطرماح:

إذا أدبرت أثت وإن هي أقبلتفرؤد الأعالي شختة المتوشح وأثثه إذا وطأه توطئة، ووثره توثيرا، فراشا كان أو بساطا، عن ابن دريد. وهو أث مقصور، قال ابن سيده: عندي أنه فعل، وأثيث ، أي كثير عظيم ، وشعر أثيث، أي غزير طويل، وكذلك النبات، والفعل كالفعل، قال امرؤ القيس:

أثيث كقنو النخلة المتعثكل ج إثاث ، بالكسر، ككريم وكرام، وأثائث بالياء وبالهمزة، كذا ضبط. وهي أثيثة، بهاء ، يقال: لحية أثيثة، وامرأة أثيثة، أي أثيرة كثيرة اللحم. والجمع كالجمع أي إثاث وأثائث، هكذا في سائر الأمهات، وقد ضبط شيخنا هنا بما لا يجدي نفعا. والأثائث: الكثيرات اللحم، أو الطوال التامات منهن قال رؤبة:

ومن هواى الرجح الأثائث
تميلها أعجازها الأواعث والأثاث ، كسحاب: الكثير من المال. وقيل: كثرة المال. وقيل: متاع البيت ما كان من لباس، أو حشو لفراش، أو دثار، قال الفراء: هو بلا واحد ، كما أن المتاع لا واحد له، وكذلك قال أبو زيد. هو المال أجمع أي كله: الإبل والغنم والعبيد والمتاع، والواحدة أثاثة ، بالفتح، وفي التنزيل العزيز أثاثا ورئيا . قال الفراء: ولو جمعت الأثاث لقلت: ثلاثة آثة، وأثث كثيرة. وقال شيخنا: قال بعض اللغويين: الأثاث: ما يتخذ للاستعمال والمتاع لا للتجارة. وقيل: هما بمعنى. وقيل: الأثاث: ما جد من متاع البيت لا ما رث وبلى، وبه جزم القرطبي. وفي الصحاح: تأثث فلان، إذا أصاب رياشا. والأثاثى: الأثافي وزنا ومعنى، وهي حجارة تنصب وتجعل القدر عليها. قال شيخنا: هو مما عدوه فيما أبدلت الثاء فيه من الفاء؛ كمغفور ومغثور، ولم يتعرض له هنا الجوهري ولا ابن منظور، ولا غيرهما من أئمة اللغة والتصريف، بناء على أن الهمزة زائدة، والثاء جعلت بدل الفاء. قلت: وهو لغة تميم خاصة، كما نقله الصاغاني. الأثافي بن الخزر بن ذي الصوفة بن أعوج فرس للحبطات وأثاثة، كثمامة، ويفتح : اسم رجل ، الفتح عن ابن دريد. أثاثة: اسم والد مسطح الصحابي ، رضي الله عنه، قريب سيدنا أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، قال ابن دريد: أحسبه مشتقا من هذا، يعني من تأثث الرجل، وسيأتي. قلت: وكذا أخته هند بنت أثاثة وعمرو بن أبي أثاثة العدوي صحابيان.

ومما يستدرك عليه: لحية أثة، وأثيتة، أي كثة. وتأثث الرجل: أصاب خيرا، وفي الصحاح: أصاب رياشا.

أ - ر - ث

صفحة : 1207

الإرث بالكسر: الميراث قتاله الجوهري، وأصل الهمز فيه واو. قلت: فكان الأولى ذكره في الواو، كما هو ظاهر. قال شيخنا: ثم إن هذا تفسير الشيء بنفسه؛ لأن الإرث والميراث مادة واحدة، فكان الأولى تفسيره بأوضح منه، نحو استيلاء الشخص على مال وليه الهالك، أو يقال: الإرث معروف. الإرث :الأصل يقال: هو في إرث صدق، أي في أصل صدق. وقال ابن الأعرابي: الإرث في الحسب، والورث في المال. وحكى يعقوب: إنه لفى إرث مجد، وإرف مجد، على البدل. الإرث :الأمر القديم الذي توارثه الآخر عن الأول وفي حديث الحج: إنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم يريد به ميراثهم ملته، وأصل همزته واو، كذا في النهاية. الإرث :الرماد ، قال ساعدة ابن جؤية:

عفا غير إرث من رماد كأنه    حمام بألباد القطار جـثـوم قال السكري: ألباد القطار: ما لبده القطر. الإرث :البقية من الشيء وفي نسخة أخرى: من كل شيء، وعبارة اللسان: الإرث من الشيء: البقية من أصله، والجمع إراث، قال كثير عزة:

فأوردهن من الدونـكـين     حشارج يحفون منها إراثا أرث بين القوم: أفسد، و التأريث: الإغراء بين القوم . هو أيضا :إيقاد النار ، وأرث النار: أوقدها، وفي حديث أسلم قال كنت مع عمر رضي الله عنه وإذا نار تؤرث بصرار التأريث إيقاد النار وإذكاؤها، وصرار، بالصاد المهملة: موضع قريب من المدينة. ومن المجاز: أرث بينهم الشر والحرب تأريثا، وأرج تأريجا: أفسد وأغرى، وأوقد نار الفتنة، وأنشد أبو عبيد، لعدي بن زيد:

ولها ظبـي يؤرثـهـا    عاقد في الجيد تقصارا ويقال: جاعل بدل عاقد كالأرث وهذا لم يذكره أحد من أئمة اللغة، ولم أجد له شاهدا في كتبهم. وتأرثت هي :اتقدت قال:

فإن بأعلى ذي المجازة سـرحة     طويلا على أهل المجازة دارها
ولو ضربوها بالفئوس وحرقـوا    على أصلها حتى تأرث نارهـا

والأرث بالضم: شوك شبيه بالكعر، إلا أن الكعر أسبط ورقا منه، قال: وله قضيب واحد في وسطه في رأسه مثل الفهر المصعنب، غير أن لا شوك فيه، فإذا جف تطاير، ليس في جوفه شيء، وهو مرعي للإبل خاصة، تسمن عليه، غير أنه يورثها الجرب، ومنابته غلظ الأرض. قاله أبو حنيفة. الأرث ،كصرد: الأرف على البدل، كذا في كتاب يعقوب، وهي الحدود بين الأرضين، كما يأتي، واحدتها: أرثة وأرفة، بالضم. والأرثة- بالضم-: الأكمة الحمراء . عود أو سرقين وفي بعضها سرجين يهيأ عند الرماد أي يدفن فيه، ويوضع عنده، ليكون ثقوبا للنار عدة لها لحين الحاجة . في المحكم: الأرثة: الحد بين الأرضين . وأرث الأرضين: جعل بينهما أرثة، جمعها أرث، كصرد، وهي: الأرثة والأرفة، والأرث والأرف. قال أبو حنيفة. الأرثة: المكان ذو الأراضة السهل . الأرثة :من ألوان الغنم سواد وبياض كالرقطة . وهو كبش آرث بالقصر وهي نعجة أرثاء وهي الرقطاء، فيها سواد وبياض. والإراث، ككتاب والأريث والإراثة :النار . الإراث أيضا :ما أعد للنار من حراقة ونحوها . ويقال: هي النار نفسها، قال الشاعر:

صفحة : 1208

محجل رجلين طلق اليدين     له غرة مثل ضوء الإراث وفي مجمع الأمثال، للميداني النميمة أرثة العداوة .

أ - ن - ث
آنثت المرأة إيناثا إذا ولدت أنثى وفي بعض: الإناث، فهي مؤنث. ومعتادتها أي إذا كان لها ذلك عادة فهي مئناث والرجل مئناث أيضا؛ لأنهما يستويان في مفعال، ويقابله المذكار، وهي التي تلد الذكور كثيرا. من المجاز: الأنيث من الحديد : ما كان غير الذكر وحديد أنيث: غير ذكر. ونزع أنيثه، ثم ضربه تحت أنثييه. وفي اللسان: الأنيث من السيوف: الذي من حديد غير ذكر، وقيل: هو نحو من الكهام. قال صخر الغي:

فيعلمه بأن العقل عندي     جراز لا أفل ولا أنيث أي لا أعطيه إلا السيف القاطع، ولا أعطيه الدية. وسيف أنيث: وهو الذي ليس بقاطع. من المجاز: المؤنث من الرجال :المخنث شبه المرأة في لينه، ورقة كلامه، وتكسر أعضائه كالمئناث والمئناثة، والأنيث. وبعضهم يقول: تأنث في أمره وتخنث، وقال الكميت- في الرجل الأنيث-:

وشذبت عنهم شوك كل قتـادة     بفارس يخشاها الأنيث المغمر والأنثيان: الخصيتان . في الأساس: ومن المجاز: ونزع أنثييه وضربه تحت أنثييه، الأنثيان: الأذنان ، يمانية، والأنوثة فيهما من تأنيث الاسم. وأنشد الأزهري لذي الرمة:

وكنا إذا القيسى نـب عـتـوده     ضربناه فوق الأنثيين على الكرد وفي أصل الجوهري: العبسي، وهو خطأ. قال: يعني الأذنين؛ لأن الأذن أنثى، وأورده الجوهري- على ما أورده الأزهري لذي الرمة- ولم ينسبه لأحد. قال ابن برى: البيت للفرزدق، قال: والمشهور في الرواية:

وكنا إذا الجبار صعر خده كما أورده ابن سيده. الأنثيان، من أحياء العرب :بجيلة وقضاعة ، عن أبي العميثل الأعرابي، وأنشد للكميت:

فيا عجبا للأنثـيين تـهـادتـا     أذاتى إبراق البغايا إلى الشرب من المجاز: قال الكلابي: أرض أنيثة ومئناث: سهلة منبات ، خليقة بالنبات، ليست بغليظة، وفي الصحاح: تنبت البقل سهلة. وبلد أنيث: لين سهل. حكاه ابن الأعرابي. ومكان أنيث، إذا أسرع نباته وكثر، قال امرؤ القيس:

بميث أنيث في رياض دميثة     تحيل سواقيها بماء فضيض

صفحة : 1209

ومن كلامهم: بلد أنيث دميث، طيب الريعة مرت العود. وزعم ابن الأعرابي: أن المرأة إنما سميت أنثى من البلد الأنيث، قال لأن المرأة ألين من الرجل، وسميت أنثى للينها، قال ابن سيده: فأصل هذا الباب- على قوله- إنما هو الأنيث الذي هو اللين. من المجاز: أنثت له في الأمر تأنيثا، وتأنثت: لنت له، ولم أتشدد. والإناث بالكسر :جمع الأنثى وهو خلاف الذكر من كل شيء وجمع الجمع أنث، كحمار وحمر، وفي التنزيل العزيز إن تدعون من دونه إلا إناثا وقرىء إلا أنثا جمع إناث مثل نمار ونمر، وقرأ ابن عباس: إن يدعون من دونه إلا أثنا. قال الفراء: هو جمع الوثن كالأناثى كعذارى، جاء ذلك في الشعر من قرأ: إلا إناثا، أراد الموات الذي هو خلاف الحيوان كالشجر والحجر والخشب، عن اللحياني. وعن الفراء تقول العرب: اللات والعزى، وأشباههما، من الآلهة المؤنثة. الإناث :صغار النجوم . يقال: هذه امرأة أنثى إذا مدحت بأنها كاملة من النساء، كما يقال: رجل ذكر، إذا وصف بالكمال، وهو مجاز. من المجاز أيضا: سيف أنيث، و مئناث ومئناثة بالهاء، وهذه عن اللحياني، وكذلك مؤنث، أي كهام ، وذلك إذا كانت حديدته لينة، تأنيثه على إرادة الشفرة، أو الحديدة أو السلاح. وقال الأصمعي: الذكر من السيوف: شفرته حديد ذكر، ومتناه أنيث. يقول الناس: إنها من عمل الجن.

ومما يستدرك عليه: قال ابن السكيت: يقال: هذا طائر وأنثاه، ولا يقال: وأنثاته. وقد أنثته فتأنث. والأنثى: المنجنيق، وقد جاء قول العجاج.

وكل أنثى حملت أحجارا وأنثيا الفرس: ربلتا فخذيها، قال الشاعر في صفة الفرس:

تمطقت أنيثياها بالعرق
تمطق الشيخ العجوز بالمرق

وسيف مؤنث، كالأنيث. وأنشد ثعلب:

وما يستوي سيفان: سيف مؤنـث   وسيف إذا ما عض بالعظم صمما وروى عن إبراهيم النخعي أنه قال: كانوا يكرهون المؤنث من الطيب، ولا يرون بذكورته بأسا. قال شمر: أراد بالمؤنث طيب النساء، مثل: الخلوق والزعفران وما يلون الثياب، وأما ذكورة الطيب: فما لا لون له. مثل: الغالية والكافور والمسك والعود والعنبر ونحوها من الأدهان التي لا تؤثر، كذا في اللسان.