الباب الرابع: باب الثاء المثلثة - الفصل الثاني: فصل الباء الموحدة مع التاء المثلثة

فصل الباء الموحدة مع التاء المثلثة

ب - ث - ث

صفحة : 1210

بث الشيء و الخبر يبثه ، بالضم، ويبثه ، بالكسر، بثا، هكذا صرح به ابن منظور وغيره، فقول شيخنا-: أما الكسر فلم يذكره أحد من اللغويين، ولا من الصرفيين مع استيعابهم للشواذ والنوادر، فالظاهر أن المصنف اشتبه عليه ببت بالمثناة، بمعنى قطع، فهو الذي حكوا فيه الوجهين، وتبرع هو بزيادة لغة ثالثة غير معروفة، انتهى- منظور فيه، وكفى بابن منظور، صاحب اللسان، حجة. وأبثه إبثاثا وبثثه ، بالتشديد، للمبالغة. قد يبدل من الثاء الوسطى باء تخفيفا، فيقال: بثبثه ، كما قالوا في حثثت: حثحثت، كل ذلك بمعنى نشره وفرقه . أبثه فانبث : فرقه فتفرق، وخلق الله الخلق فبثهم في الأرض، وفي التنزيل العزيز: وبث منهما رجالا كثيرا ونساء أي نشر وكثر، وفي حديث أم زرع زوجي لا أبث خبره أي لا أنشره، لقبح آثاره. وبثبث الخبر بثبثة: نشره. وبثثتك السر بثا، هكذا في سائر النسخ، والذي صرح به غير واحد من أئمة اللغة: أبثثت فلانا سرى- بالألف- إبثاثا، أي أطلعته عليه، وأظهرته له. أما أبثثتك فمن البث، بمعنى الحزن، أي أظهرته أي بثي لك وفي الأساس: ومن المجاز: بثثته ما في نفسي، أبثه، وأبثثته إياه: أظهرته له، وباثثته سرى، وباطن أمري: أطلعته عليه، وبينهما مباثة ومنافثة، وبث الخبر فانبث. انتهى. وتمر بث ومنبث، إذا لم يجود كنزه فتفرق، وقيل: هو المنتثر الذي ليس في جراب ولا وعاء، كفث، وهو كقولهم: ماء غور. قال الأصمعي: تمر بث، أي متفرق بعضه من بعض منثور أي لعدم جودة كنزه. وبث الغبار، وبثبثه: هيجه وأثاره. وبثبث التراب: استثاره وكشفه عما تحته. والمنبث: المغشي عليه من الوجد والحزن، أو من الضرب، وأما قوله تعالى فكانت هباء منبثا فمعناه أي غبارا منتثرا. والبث: الحال والحزن، والغم الذي تفضى به إلى صاحبك. في حديث أم زرع: لا يولج الكف ليعلم البث قال الأزهري: البث في الأصل: أشد الحزن ، وفي نسخ التهذيب: شدة الحزن، والمرض الشديد، كأنه من شدته يبثه صاحبه. المعنى: أنه كان بجسدها عيب أو داء فكان لا يدخل يده في ثوبها فيمسه؛ لعلمه أن ذلك يؤذيها؛ تصفه باللطف. وقيل: إن ذلك ذم له، أي لا يتفقد أمورها ومصالحها، كقولهم: ما أدخل يدي في هذا الأمر، أي لا أتفقده. وفي حديث كعب بن مالك فلما توجه قافلا من تبوك حضرني بثي أي اشتد حزني. واستبثه إياه: طلب إليه أن يبثه إياه ، فالسين للطلب.

ومما يستدرك عليه: بث الخيل في الغارة يبثها بثا فانبثت. وبث الصياد كلابه يبثها بثا. وانبث الجراد: انتشر. وتمر منبث: غير مكنوز. وإبثيث، كعفريت: اسم جبل، كذا في المعجم. وبث المتاع بنواحي البيت: بسطه. قال الله عز وجل: وزرابي مبثوثة أي مبسوطة. وقال الفراء: مبثوثة، أي كثيرة. وفي حديث عبد الله فلما حضر اليهودي الموت، قال: بثبثوه حكاه الهروى في الغريبين. وأبثه الحديث: أطلعه عليه. قال أبو كبير:

ثم انصرفت ولا أبثك حـيبـتـي     رعش البنان أطيش مشي الأصور وبثبثت الأمر، إذا فتشت عنه وتخبرته.

ب - ح - ث

صفحة : 1211

بحث . البحث: طلبك الشيء في التراب. بحثه يبحثه بحثا، وابتحثه، فهو يتعدى بنفسه، وكثيرا ما يستعمله المصنفون متعديا بفي، فيقولون: بحث فيه، والمشهور التعدية بعن، كما للمصنف تبعا للجوهري وأرباب الأفعال. والبحث: أن يسأل عن شيء ويستخبر. وبحث عنه، كمنع يبحث بحثا: سأل. كذلك استبحث ، واستبحث عنه. قال الأزهري: ابتحث وتبحث عن الشيء بمعنى واحد، أي فتش عنه، وفي نسختنا: انبحث بدل ابتحث، وهو خطأ. وفي المثل: كالباحث عن الشفرة وفي آخر كباحثة عن حتفها بظلفها وذلك أن شاة بحثت عن سكين في التراب بظلفها، ثم ذبحت به. قولهم: تركته بمباحث البقر: مباحث البقر : المكان القفر، أو المكان المجهول ، يعني بحيث لا يدري أين هو. والبحث: المعدن يبحث فيه عن الذهب والفضة، قاله شمر. البحث :الحية العظيمة لأنها تبحث التراب. جاء في الحديث: أن غلامين كانا يلعبان البحثة قال شمر: البحثة أي بالفتح كما يدل عليه إطلاقه، ووجدته في بعض الأمهات مضبوطا بالقلم مضموم الأول قال ابن شميل: البحيثي بضم فتشديد ؛كسميهي ومثله ابن شميل بخليطي :لعب بالبحاثة بالضم أي التراب الذي يبحث عما يطلب فيه. قاله الأزهري. وانبحث: لعب به ، هكذا في نسختنا بتقديم النون على الموحدة، والصواب: وابتحث، من باب الافتعال وأنشد الأصمعي:

كأن آثار الظرابي تنتـقـث    حولك بقيري الوليد المبتحث في حديث المقداد: أبت علينا سورة البحوت انفروا خفافا وثقالا يعني: سورة التوبة والبحوث جمع بحث- قال ابن الأثير: ورأيت في الفائق: سورة البحوث، كصبور، أي بضبط القلم ومثله في نسختنا. قال: فإن صحت فهي فعول من أبنية المبالغة، ويقع على الذكر والأنثى، كامرأة صبور، ويكون من باب إضافة الموصوف إلى الصفة. وفي اللسان: سميت بذلك، لأنها بحثت عن المنافقين وأسرارهم، أي استثارتها وفتشت عنها، وفي الفائق أنها تسمى المبعثرة أيضا. البحوث من الإبل: التي إذا سارت تبحث التراب بأيديها أخرا ، بضمتين، أي ترمى إلى خلفها، وعزاه في التهذيب إلى أبي عمرو، وقال غيره: البحوث: الإبل تبتحث التراب بأخفافها أخرا في سيرها. والباحثاء ، بالمد: من حجرة اليرابيع، تراب يشبه ، وفي اللسان: يخيل إليك أنه القاصعاء وليس بها، والجمع باحثاوات. وبحاث، ككتان: اسم رجل من الصحابة، وهو بحاث بن ثعلبة، وقد روى فيه غير ذلك. وعلي بن محمد البحاثي راوى كتاب التقاسيم لابن حبان عن أبي العباس الوليد بن أحمد بن محمد الزوزني عنه ، كأنه نسبة إلى جده بحاث.

ومما يستدرك عليه: البحيث: السر، ومنه المثل: بدا بحيثهم كذا في مجمع الأمثال. وأبو جعفر محمد بن الحسين البحاث: محدث، قيده الماليني.

ب - ر - ث

صفحة : 1212

البرث: الأرض السهلة اللينة. هو الجبل ، كذا في نسختنا، وفي أخرى بالحاء المهملة بدل الجيم، من الرمل السهل الترب. هو أسهل الأرض وأحسنها قال أبو عمرو: سمعت ابن الفقعسي يقول-: وسألته عن نجد، فقال-: إذا جاوزت الرمل، فصرت إلى تلك البراث، كأنها السنام المشقق وقال الأصمعي، وابن الأعرابي: البرث: أرض لينة مستوية تنبت الشعير. وفي حديث يبعث الله منها سبعين ألفا، لا حساب عليهم ولا عذاب، فيما بين البرث الأحمر وبين كذا . البرث: الأرض اللينة قال: يريد به أرضا قريبة من حمص قتل بها جماعة من الشهداء والصالحين، ومنه الحديث الآخر: بين الزيتون إلى كذا برث أحمر والبرث: مكان لين سهل ينبت النجمة والنصى. ج من كل ذلك براث ، بالكسر على القياس، ومن سجعات الأساس: حبذا تلك البراث الحمر، والدماث العفر. وأبراث، وبروث على القياس، كبراث، وأما أبراث فشاذ، إلا أنه ورد في ألفاظ للعرب. في اللسان: فأما قول رؤبة:

أقفرت الوعساء فالعثاعث     من أهلها فالبرق البرارث فإن الأصمعي قال: جعل واحدتها بريثة ثم جمع وحذف الياء للضرورة، قال أحمد بن يحيى: فلا أدري ما هذا. وفي التهذيب: أراد أن يقول: براث، فقال برارث، أو هي خطأ كما في الصحاح. والعباب. قال شيخنا: وخطؤه عدم النظير في كلامهم، وأنه لم يسمع في غير هذا الرجز، ورؤبة وإن كان فصيحا، لكنه لقوة عارضته يضع أحيانا ألفاظا في شعره جيدة، ومنها مالا يوافق قياسهم، كهذا. انتهى. وفي حواشي ابن برى: إنما غلط رؤبة في قوله :فالبرق البرارث من جهة أن برثا اسم ثلاثي، قال: ولا يجمع الثلاثي على ما جاء على زنة فعالل، قال: ومن انتصر لرؤبة قال: يجيء الجمع على غير واحده المستعمل كضرة وضرائر، وحرة وحرائر، وكنة وكنائن، وقالوا: مشابه ومذاكر في جمع شبه وذكر، وإنما جاء جمعا لمشبه ومذكار، وإن كانا لم يستعملا، وكذلك برارث، كان واحده برثة وبريثة، وإن لم يستعمل. قال: وشاهد البرث- للواحد- قول الجعدي:

على جانبي حائر مفرط      ببرث تبوأنه معشـب
 

صفحة : 1213

والحائر: ما أمسك الماء، والمفرط: المملوء. والبرث: الأرض البيضاء الرقيقة السهلة، السريعة النبات، عن أبي عمرو، وجمعها براث، وبرثة، وتبوأنه: أقمن به. وقال أبو حنيفة: قال النضر: البرثة إنما تكون بين سهولة الرمل وحزونة القف. وأرض برثة- على مثال ما تقدم-: مريعة تكون في مساقط الجبال. عن ابن الأعرابي: البرث :الخريت أي الرجل الدليل الحاذق جاء به في باب الثاء، وقد ذكر في التاء. في التهذيب- في برت- عن أبي عمرو: برت الرجل، إذا تحير، و برث، كفرح ، بالثاء المثلثة إذا تنعم تنعما واسعا . وبرائى كعذارى :ة من نهر الملك من بغداد هي محلة عتيقة بالجانب الغربي منها. وجامع براثي، م أي معروف ببغداد ، نقله الصاغاني. أبو العباس أحمد بن محمد ابن خالد بن يزيد بن غزوان البغدادي، روى له الماليني، وذكره الحاكم في شيوخ العراق وخراسان، توفي سنة 302 وجعفر بن محمد بن عبدويه، من شيوخ ابن شاهين. وأبو شعيب أحد العابدين، قد حكى عنه حكيم بن جعفر، قال: من كرمت نفسه عليه رغب بها عن الدنيا، البراثيون محدثون . وأبو الرجاء أحمد بن المبارك بن أحمد بن أحمد بن بكر البراثي، روى بالبصرة عن علي بن محمد بن موسى التمار، وسمع منه أبو بكر الخطيب، ومات سنة 430.

ب - ر - ع - ث
برعث، كجعفر ، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: هو: ع ، وفي اللسان: مكان. البرعث كقنفذ: الاست كالبعثط ج براعث.

ب - ر- غ - ث
البرغوث بالضم ، كذا ثبت في نسختنا، وقد سقط ذلك من أكثرها، ووجهه الاعتماد على القاعدة المقررة: أنه ليس في كلام العرب فعلول- بالفتح- غير صعفوق، وقد ذكر الجلال السيوطي في كتاب البرغوث أنه مثلث الأول، وهو مثل قول الدميري: الضم فيه أشهر من الفتح، وكلاهما يحتاج إلى ثبت، قاله شيخنا. قلت: وكفى بهما قدوة وثبثا، م أي معروف، وهي دويبة شبه الحرقوص، وجمعه البراغيث. برغوث :د، بالروم . والبرغثة: لون كالطحلة بالضم، نقله الصاغاني.

ب - ع - ث

صفحة : 1214

بعثه، كمنعه يبعثه بعثا :أرسله وحده. وبعث به: أرسله مع غيره، كابتعثه ابتعاثا فانبعث . ومحمد صلى الله عليه وسلم خير مبعوث ومبتعث. وبعثه لكذا، فانبعث. وفي حديث ابن زمعة انبعث أشقاها يقال: انبعث فلان، لشأنه، إذا ثار ومضى ذاهبا لقضاء حاجته. بعث الناقة: أثارها فانبعثت: حل عقالها، أو كانت باركة فهاجها. وفي حديث حذيفة. إن للفتنة بعثات ووقفات، فمن استطاع أن يموت في وقفاتها فليفعل. قوله: بعثات، أي إثارات وتهييجات جمع بعثة، وكل شيء أثرته فقد بعثته، ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها، فبعثنا البعير، فإذا العقد تحته . بعث فلانا من منامه فانبعث: أيقظه، و أهبه . وفي الحديث: أتأني الليلة آتيان، فابتعثاني ، أي أيقظاني من نومي، وتأويل البعث: إزالة ما كان يحبسه عن التصرف والانبعاث. وفي الأساس: بعثه، وبعثره: أثاره، وعلى الأمر: أثاره. وتواصوا بالخير، وتباعثوا عليه. والبعث بفتح فسكون ويحرك وهو لغة فيه: بعث الجند إلى الغزو، وبعث الجند يبعثهم بعثا، والبعث يكون بعثا للقوم يبعثون إلى وجه من الوجوه، مثل السفر والركب. والبعث :الجيش ، يقال: كنت في بعث فلان، أي في جيشه الذي بعث معه، ج بعوث ، يقال: خرج في البعوث: وهم الجنود يبعثون إلى الثغور. اعلم أن البعث في كلام العرب على وجهين: أحدهما: الإرسال، كقوله تعالى: ثم بعثنا من بعدهم موسى معناه: أرسلنا. والبعث: إثارة بارك، أو قاعد. والبعث أيضا: الإحياء من الله للموتى، ومنه قوله تعالى: ثم بعثناكم من بعد موتكم أي أحييناكم. والبعث :النشر ، بعث الموتى: نشرهم ليوم البعث، وبعث الله الخلق يبعثهم بعثا: نشرهم، من ذلك، وفتح العين في البعث كله لغة. ومن أسمائه عز وجل الباعث: هو الذي يبعث الخلق، أي يحييهم بعد الموت يوم القيامة. البعث ككتف: المتهجد السهران كثير الانبعاث من نومه، وأنشد الأصمعي:

يا رب رب الأرق الليل البعث
لم يقذ عينيه حثاث المحتثث

وبعث الرجل كفرح: أرق من نومه. ورجل بعث، بفتح فسكون، وبعث، محركة، وبعث، ككتف: لا تزال همومه تؤرقه وتبعثه من نومه، قال حميد بن ثور:

تعدو بأشعث قد وهي سرباله     بعث تؤرقه الهموم فيسهر والجمع أبعاث. وانبعث الشيء، وتبعث: اندفع. وتبعث مني الشعر: انبعث؛ كأنه سال ، وفي بعض النسخ الصحاح: كأنه سار والبعيث : الجند، جمعه بعث. وبعيثك نعمة، أي مبعوثك الذي بعثته إلى الخلق أي أرسلته، فعيل بمعنى مفعول والبعيث : فرس عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وبنته الكاملة يأتي ذكرها. وباعث، وبعيث: اسمان. البعيث بن حريث الحنفي البعيث بن رزام ، هكذا في النسخ، وفي التكملة: والبعيث: بعيث بني رزام التغلبي. أبو مالك البعيث، واسمه خداش بن بشير المجاشعي، هكذا في نسختنا وفي بعضها بشر، ومثله في هامش الصحاح، وهو الصواب، وهو الذي هجاه جرير. وفي التكملة: والبعيث بن بشير راكب الأسد السحيمي، شعراء سمى الأخير لقوله- وهو من بني تميم:

تبعث مني ما تبعث بعدما اس     تمر فؤادي واستمر مريري

صفحة : 1215

قال ابن بري: وصوابه واستمر عزيمي . والمنبعث على صيغة اسم الفاعل: رجل من الصحابة، وكان اسمه مضطجعا، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم تفاؤلا، وذلك في نوبة الطائف، وهو من عبيدهم، هرب كأبي بكرة. وبعاث بالعين المهملة وبالغين المعجمة كغراب، ويثلث: ع بقرب المدينة على ميلين منها، كما في نسخة، وهذا لا يصح، وفي بعضها، على ليلتين من المدينة، وقد صرح به عياض، وابن قرقول والفيومي، وأهل الغريب أجمع، قال شيخنا: وجزم الأكثر بأنه ليس في بابه إلا الضم كغراب في المصباح: بعاث، كغراب: موضع بالمدينة، وتأنيثه أكثر، و يومه م ، معروف، أي من أيام الأوس والخزرج، بين المبعث والهجرة، وكان الظفر للأوس. قال الأزهري: وذكره ابن المظفر هذا في كتاب العين، فجعله يوم بغاث، وصحفه، وما كان الخليل- رحمه الله- ليخفى عليه يوم بعاث، لأنه من مشاهير أيام العرب، وإنما صحفه الليث، وعزاه إلى خليل نفسه، وهو لسانه، والله أعلم. وفي حديث عائشة رضي الله عنها، وعندها جاريتان تغنيان بما قيل يوم بعاث وهو هذا اليوم. وبعاث: اسم حصن للأوس. قلت: وهكذا ذكره أبو علي القالي في العين المهملة، كغراب، وقال: هكذا سمعناه من مشايخنا أيضا، وهي عبارة ابن دريد بعينها، ووافقه البكري، وصاحب المشارق، وحكى أبو عبيدة فيه الإعجام عن الخليل، وضبطه الأصيلي بالوجهين، وبالمعجمة عند القابسي، وهو خطأ. قال شيخنا: فهؤلاء كلهم مجمعون على ضم الباء، ولا قاتل بغير الضم، فقول المصنف: ويثلث، غير صحيح. في حديث عمر رضي الله عنه لما صالح نصاري الشام، كتبوا له؛ أن لا نحدث كنيسة ولا قلية، ولا نخرج سعانين ولا باعوثا الباعوث: استسقاء النصارى وهو اسم سرياني، وقيل: هو بالغين المعجمة والتاء المنقوطة، فوقها نقطتان، وقد تقدم الإشارة إليه.

ومما يستدرك عليه: البعث: الرسول، والجمع البعثان. والبعث: القوم المشخصون، وفي حديقة القيامة: يا آدم ابعث بعث النار أي المبعوث إليها من أهلها، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر، وهو البعيث، وجمع البعث بعوث، وجمع البعيث بعث، قال:

ولكن البعوث جرت علينا     فصرنا بين تطويح وغرم وبعثه على الشيء: حمله على فعله. وبعث عليهم البلاء: أحله، وفي التنزيل بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد وانبعث في السير، أي أسرع. وقرىء يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا أي من بعث الله إيانا من مرقدنا. والتبعات: تفعال من بعثه، إذا أثاره، أنشد ابن الأعرابي:

أصدرها عن كثرة الدآث
صاحب ليل خرش التبعاث وباعيثا: موضع معروف.

ب - غ - ث

صفحة : 1216

البغاث، مثلثة ، قالوا في ضبطه: أوله مثلث الضبط، وآخره مثلث النقط، ووسطه غين معجمة، قاله شيخنا. وقال أبو زيد: زعم يونس أنه يقال له: البغاث، بالكسر والضم، الواحدة بغاثة وبغاثة. وقال الأزهري: سمعناه بكسر الباء، ويقال: البغاث بفتح الباء، فظهر بما قلنا التثليث. وفي التهذيب: البغاث والأبغث :طائر أغبر من طير الماء، كلون الرماد، طويل العنق، والجميع البغث والأباغث. قال أبو منصور: جعل الليث البغاث والأبغث شيئا واحدا، وجعلهما معا من طير الماء، قال: والبغاث عندي غير الأبغث، فأما الأبغث: فهو من طير الماء معروف، وسمى أبغث لبغثته، وهو بياض إلى الخضرة، وأما البغاث فكل طائر ليس من جوارح الطير. يقال: هو اسم للجنس من الطير الذي يصاد، والأبغث قريب من الأغبر. وقال بعضهم: من جعل البغاث واحدا فإن ج بغثان كغزلان وغزال، ومن قال للذكر والأنثى بغاثة فجمعه بغاث، مثل نعامة ونعام ويكون النعامة للذكر والأنثى. وقال سيبويه: بغاث بالضم- وبغثان بالكسر. وفي حديث جعفر بن عمرو رأيت وحشيا، فإذا شيخ مثل البغاثة ، هي الضعيف من الطير. وفي حواشي ابن بري: قول الجوهري ع ابن السكيت- البغاث: طائر أبغث إلى الغبرة، دون الرخمة، بطىء الطيران قال-: هذا غلط من وجهين: أحدهما:أن البغاث اسم جنس، واحدته بغاثة، مثل: حمام وحمامة، وأبغث صفة، بدليل قولهم: أبغث بين البغثة، كما تقول: أحمر بين الحمرة، وجمعه بغث، مثل: أحمر وحمر، قال: وقد يجمع على أباغث، لما استعمل استعمال الأسماء، كما قالوا: أبطح وأباطح، وأجرع وأجارع. والوجه الثاني: أن البغاث ما لا يصيد من الطير، وأما الأبغث فهو ما كان لونه أغبر، وقد يكون صائدا، وقد يكون غير صائد، قال النضر بن شميل: وأما الصقور فمنها: أبغث، وأحوى، وأبيض، وهو الذي يصيد به الناس على كل لون، فجعل الأبغث صفة لما كان صائدا أو غير صائد، بخلاف البغاث الذي لا يكون منه شيء صائدا. وقيل: البغاث: أولاد الرخم، والغربان. وقال أبو زيد: البغاث: الرخم واحدتها بغاثة. وقال غيره: البغاث طير مثل السوادق لا يصيد. وفي التهذيب: كالباشق لا يصيد شيئا من الطير، الواحدة: بغاثة، ويجمع على البغثان. قال ابن سيده: البغاث، بالكسر والضم :شرار الطير وما لا يصيد منها، واحدتها بغاثة بالفتح، الذكر والأنثى في ذلك سواء. بغاث :ع ، عن ثعلب. وقال الليث: يوم بغاث: يوم وقعة كانت بين الأوس والخزرج. قال الأزهري: إنما هو بعاث بالمهملة وتقدم تفسيره، وهو من مشاهير أيام العرب، ومن قال: بغاث، فقد صحف. في المثل: إن البغاث بأرضنا يستنسر يضرب مثلا للئيم يرتفع أمره. وقيل: معناه أي من جاورنا عز بنا أي إن البغاث- مع كونه ذليلا عاجزا لا قدرة له- إذا نزل بأرضنا، وجاورنا، حصل له عز النسر، وانتقل من الذلة إلى العزة والمنعة، وهو مجاز. والبغثاء مثل الرقطاء من الغنم وفي بعض الأمهات: من الضأن، وهي التي فيها سواد وبياض، وبياضها أكثر من سوادها. وقد بغث كفرح بغثا والاسم البغثة بالضم وهو بياض إلى الخضرة. من المجاز: خرج فلان في البغثاء والغثراء والبرشاء، وهم أخلاط الناس وجماعتهم. والأبغث: الأسد لبغثته، وذا من التكملة. الأبغث :ع ، ذو رمل، وقد أهمله ياقوت في

صفحة : 1217

المعجم. الأبغث طائر أغبر، وهو غير البغاث على الصحيح، كما سلف تحقيقه. والبغيث على فعيل الحنطة، والطعام المخلوط يغش بالشعير كالغليث واللغيث، عن ثعلب، وهو مذكور في موضعه، قال الشاعر:المعجم. الأبغث طائر أغبر، وهو غير البغاث على الصحيح، كما سلف تحقيقه. والبغيث على فعيل الحنطة، والطعام المخلوط يغش بالشعير كالغليث واللغيث، عن ثعلب، وهو مذكور في موضعه، قال الشاعر:

إن البغيث واللغيث سيان والبغيثاء ، مصغرا ممدودا، من البعير: موضع الحقيبة منه، وذا من زياداته.

ب - ق - ث
بقث أمره، وطعامه، وحديثه وغير ذلك، إذا خلطه ، ومثله في اللسان.

ب - ل - ث
البليث كأمير: نبت، قال الشاعر:

رعين بليثا سـاعة ثـم إنـنـا     قطعنا عليهن الفجاج الطوامسا وهو كلأ عامين، أسود كالدرين بليث إتباع دميث وسيأتي. وبلت بفتح فسكون: اسم، وهو جد سماك بن مخرمة بن حمين الأسدي الهالكي، له صحبة، وقال الحافظ: كان في زمن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

ب - ل - ع - ث
البلعثة بالعين المهملة قبل المثلثة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: هي الرخاوة في غلظ جسم وسمن، و امرأة بلعثة، وهي: الغليظة المسترخية، وهو بلعث .

ب - ل - ك - ث
بلكوث، كزنبور ، أهمله الجوهري، وضمه بناء على أنه ليس عندهم فعلول، بالفتح، غير صعفوق، وهو اسم رجل وهو: بلكوث بن طريف، وإياه عني الأخطل بقوله:

سرين لبلكوث ثلاثا عـوامـلا    ويومين لا يطعمن إلا الشكائما وبلاكث: ع قال بعض القرشيين- هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، كان متوجها إلى الشام، فلما كان ببعض الطريق تذكر زوجته، وكان مشغوفا بها، فكر راجعا-:

بينما نحن بالبـلاكـث فـالـقـا     ع سراعا والعيس تهـوى هـويا
خطرت خطرة على القلب من ذك    راك وهنا فما استطعت مـضـيا
قلت لبيك إذ دعاني لـك الـشـو    ق وللحاديين حـثـا الـمـطـيا نقلته من الحماسة لأبي تمام. وبلكثة: قارة عظيمة.

ب - ن - ك - ث
ومما يستدرك عليه: بنكث، كدرهم: قصبة الشاش، منها: الهيثم بن كليب البنكثي، معروف، ضبطه الحافظ هكذا.

ب - ن - ث
البينيث على وزن فيعيل أهمله الجوهري، وفي التهذيب- في الرباعي- عن ابن الأعرابي أنه :سمك بحري فإن كانت ياءاه زائدتين، فهو من الثلاثي، قال أبو منصور: وهو غير الينبيث، أي بتقديم المثناة التحتية على النون، قال: وكلام العرب يأتي على فيعول وفيعال، ولم يجىء على فيعيل غير البينيث فلا أدري أعربي هو أم دخيل?

 ب - و - ث

صفحة : 1218

باث الشيء، و عنه يبوث بوثا :بحث، كأبات، وابتاث إباثة، وابتياثا. باث متاعه وماله يبوثه بوثا، إذا بدده . باث التراب يبوث ويبيث بوثا وبيثا، و استباثه: استخرجه ، وسيأتي في ب ى ث؛ لأنها كلمة يائية واوية. حاث باث: قماش الناس، واوية ويائية، وقولهم: تركهم حاث باث- مكسورتين- و جىء به من حوث بوث ، أي من حيث كان ولم يكن، وينونان فيقال: تركهم حوثا بوثا. وعن ابن الأعرابي: يقال: تركهم حاث باث أي متفرقين وفي مجمع الأمثال: تركت دارهم حوث بوث أي أثيرت بحوافر الدواب وخربت. ويقال تركهم حوثا بوثا و حوث بوث، وحاث باث وحيث بيث، أي فرقهم وبددهم. وهذا من مركبات الأحوال.

ومما يستدرك عليه: باث المكان بوثا وبيثا:حفر فيه، وخلط فيه ترابا. وباث التراب يبوثه بوثا، إذا فرقه. وجاء بحوث بوث، إذا جاء بالشيء الكثير. وقال أبو منصور: وبثة: حرف ناقص، كأن أصله بوثة، من باث الريح الرماد يبوثه، إذا فرقه، كأن الرماد سمى بثة لأن الريح يسفيها، وذكره المصنف في المعتل، وهذا موضع ذكره، وقد نبهنا عليه هناك.

ب - ه - ث
البهثة- بالضم-: البقرة الوحشية ، قال الشاعر:

كأنها بهـثة تـرعـى بـأقـرية     أو شقة خرجت من جنب ساهور بهثة: اسم رجل . وبطنان: أحدهما من بني سليم وآخر من بني ضبيعة بن ربيعة. وفي الصحاح: بهثة، بالضم: أبو حي من سليم، وهو بهثة بن سليم بن منصور. قال عبد الشارق بن عبد العزى الجهني:

تنادوا يالبهثة إذا رأونا     فقلنا أحسنى ملأ جهينا الملأ: الخلق، والأملاء: الأخلاق. البهثة من البهث، وهو البشر وطيب الملقى، وقد بهث إليه كمنع، وتباهث، إذا تلقاه بالبشر وحسن اللقاء وكذلك بهش إليه، بالشين، كما سيأتي.

ب - ه - ك - ث
البهكثة ، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هي السرعة في ما أخذ فيه من العمل ، نقله الصاغاني، وصاحب اللسان.

ب - ي - ث
تركهم حيث بيث. أي فرقهم وبددهم . وباث التراب يبيثه بيثا، واستباثه: استخرجه، وعن أبي الجراح الاستباثه: استخراج النبيثة من البئر. والاستبائة: الاستخراج. قال أبو المثلم الهذلي- وعزاه أبو عبيد إلى صخر الغي، وهو سهو، حكاه ابن سيده:

لحق بني شعارة أن يقولوا     لصخر الغي ماذا يستبيث ومعنى يستبيث: يستثير ما عند أبي المثلم من هجاء ونحوه. وباث، وأباث، واستباث، ونبث بمعنى واحد. وباث المكان بيثا؛ إذا حفر فيه وخلط فيه ترابا. وحاث باث مبنى على الكسر: قماش الناس.