فصل الجيم مع الثاء المثلثة
ج - أ - ث
جئث الرجل، كفرح ، جأثا :ثقل عند القيام، أو عند حمل شيء ثقيل، و قد أجأثه
الحمل وعن الليث: الجأث: ثقل المشي، يقال: أثقله الحمل حتى جأث. وقال غيره:
الجأثان: ضرب من المشي، قال جندل بن المثنى:
عفنجج في أهله جآث جآب أخبار لها نجاث وجأث البعير بحمله، كمنع يجأث :مر به مثقلا ، عن ابن الأعرابي، وعن أبي زيد: جأث البعير جأثا، وهو مشيته موقرا حملا. عن الأصمعي: جأث الرجل يجأث جأثا، إذا نقل الأخبار ، وأنشد:
جآث أخبار لها نباث جئث ،كزهي جأثا، و جئوثا: فزع ، وقد جئت، إذا أفزع، فهو مجئوث، أي مذعور، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى جبريل عليه السلام، قال: فجئثت منه فرقا حين رأيته أي ذعرت وخفت. والجآت ككتان: الرجل السيىء الخلق الصخاب، والنقال للأخبار، والمتثاقل في المشي. وأنجأث النخل: انصرع . وجؤثة بالضم :قبيلة ، إليها نسب تميم. وجؤاثي، ككسالي: مدينة الخط ، وفي اللسان أنه موضع، قال امرؤ القيس:
ورحنا كأني من جؤاثي عشـية نعالي النعاج بين عدل ومحقب أو حصن ، وقيل: قرية بالبحرين معروفة، وسيأتي في ج و ث.
ج - ث - ث
صفحة : 1226
الجث: القطع مطلقا، أو انتزاع الشجر من أصله ، والاجتثاث أوحى منه، يقال:
جثثته واجتثثته فانجث. وفي المحكم: جثه يجثه جثا، واجتثه فانجث واجتث،
وشجرة مجتثة: ليس لها أصل. وفي التنزيل العزيز- في الشجرة الخبيثة- اجتثت
من فوق الأرض مالها من قرار فسرت بالمنتزعة المقتلعة، قال الزجاج: أي
استؤصلت من فوق الأرض، ومعنى اجتث الشيء، في اللغة: أخذت جثته بكمالها،
وجثه: قلعه، واجتثه: اقتلعه. وفي حديث أبي هريرة قال رجل للنبي، صلى الله
عليه وسلم، ما نرى هذه الكمأة إلا الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض، فقال:
بل هي من المن . الجث بالضم: ما أشرف من الأرض فصار له شخص، وقيل هو ما
ارتفع من الأرض حتى يكون كأكمة صغيرة ، قال:
وأوفى على جث ولـلـيل طـرة على الأفق لم يهتك جوانبها الفجر الجث، مقتضي قاعدته أن يكون هو وما بعده بالضم، كما هو ظاهر، والذي يفهم من الصحاح، وغيره من الأمهات أنه بالفتح كما بعده، فلينظر. :خرشاء العسل وهو ما كان عليها من فراخها أو أجنحتها، كذا في المحكم واللسان وغيرهما، والخرشاء بكسر الخاء المعجمة ومد الشين، هكذا في نسختنا، وهو الصواب، وقرر بعض المحشين في ضبطه كلاما لا معول عليه، وإنكار شيخنا هذه اللفظة وجعلها من الغرائب الحوشية غريب مع وجودها في اللسان والمحكم وهو نقل عبارة اللسان بعينها، وأسقط هذه اللفظة منها، ثم نقل عن ابن الأعرابي: أن الجث ما مات من النحل في العسل كميت الجراد، وقال: هو ظاهر، ولو عبر به المصنف- كما قال: ميت الجراد- لكان أخصر وأظهر، ولعمري هذا منه عجيب، فإن المصنف ذكر ذلك بعينه، فإنه قال الجث :ميت الجراد ، عن ابن الأعرابي. وقال ابن الأعرابي أيضا: جث المشتار، إذا أخذ العسل بجثه ومحارينه، وهو ما مات من النحل في العسل، وقال ساعدة بن جؤية الهذلي، يذكر المشتار تدلى بحباله للعسل:
فما برح الأسباب حتى وضعنه لدى الثول ينفى جثها ويؤومها يصف مشتار عسل ربطه أصحابه بالأسباب، وهي الحبال، ودلوه من أعلى الجبل إلى موضع خلايا النحل، وقوله: يؤومها، أي يدخن عليها بالأيام، والأيام: الدخان، والثول: جماعة النحل. الجث :غلاف الثمرة كالجف، والثاء بدل عن الفاء، وهذا بالضم دون غيره. في الصحاح: الجث الشمع، أو هو كل قذى خالط العسل من أجنحة النحل وأبدانها. والمجثة والمجثات ، بالكسر فيهما :ما جث به الجثيث ، كذا في المحكم، وفي الصحاح: حديدة يقلع بها الفسيل. قال أبو حنيفة: الجثيث: هو ما غرس من فراخ النخل ولم يغرس من النوى. وعن ابن سيده: الجثيث: ما يسقط من العنب في أصول الكرم. وقال الأصمعي: صغار النخل أول ما يقلع منها شيء من أمه فهو الجثيث، والودى والهراء والفسيل. وعن أبي عمرو: الجثيثة: النخلة التي كانت نواة فحفر لها، وحملت بجرثومتها، وقد جثت جثا. وعن أبي الخطاب: الجثيثة: ما تساقط من أصول النخل. وفي الصحاح: والجثيث من النخل: الفسيل، والجثيثة: الفسيلة، ولا تزال جثيثة حتى تطعم، ثم هي نخلة. وعن ابن سيده: الجثيث: أول ما يقلع من الفسيل من أمه، واحدتها جثيثة، قال:
أقسمت لا يذهب عني بعلها
أو يستوي جثيثها وجعلهـا
صفحة : 1227
البعل من النخل: ما اكتفى بماء السماء، والجعل: ما نالته اليد من النخل.
وجثة الإنسان بالضم: شخصه متكئا أو مضطجعا، وقيل: لا يقال له جثة إلا أن
يكون قاعدا أو نائما، فأما القائم فلا يقال جثته، إنما يقال قمته. وقيل: لا
يقال: جثة، إلا أن يكون على سرج أو رحل معتما، حكاه ابن دريد عن أبي الخطاب
الأخفش، قال: وهذا شيء لم يسمع من غيره. وجمعها: جثث وأجثاث، الأخيرة على
طرح الزائد، كأنه جمع جث، أنشد ابن الأعرابي:
فأصبحت ملقية الأجثاث قال: وقد يجوز أن يكون أجثاث جمع جثث الذي هو جمع جثة، فيكون على هذا جمع جمع. وفي حديث أنس: اللهم جاف الأرض عن جثته أي جسده. الجث بالكسر: البلاء ، نقله الصاغاني. وعن الكسائي: جئت الرجل جأثا وجث جثا، فهو مجئوث، ومجثوث، إذا فزع وخاف، وفي حديث بدء الوحى: فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء، فجثثت منه أي فزعت منه وخفت، وقيل: معناه قلعت من مكاني، من قوله تعالى اجتثت من فوق الأرض وقال الحربي: أراد جئثت، فجعل مكان الهمزة ثاء، وقد تقدم. جث :ضرب بالعصا. جثت النحل تجث بالضم :رفعت دويها ، أو سمعت لها دوياوفي نسخة: النخل: رفعت وديها وهو خطأ. وتجثجت الشعر: كثر . تجثجث الطائر: انتفض ورد رقبته إلى جؤجئه. مر رجل على أعرابي، فقال: السلام عليك، فقال الأعرابي: الجثجاث عليك. هو نبات سهلى ربيعي، إذا أحسن بالصيف ولي وجف. قال أبو حنيفة: الجثجاث من أحرار الشجر، وهو أخضر ينبت بالقيظ، له زهرة صفراء، كأنها زهرة عرفجة، طيبة الريح، تأكله الإبل إذا لم تجد غيره: قال الشاعر:
فما روضة بالحزن طيبة الثرى
يمج الندى جثجاثها وعرارهـا
بأطيب من فيها إذا جئت طارقا
وقد أوقدت بالمجمر اللدن نارها
واحدته جثجاثة، قال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من ربيعة أن الجثجاثة ضخمة يستدفىء بها الإنسان إذا عظمت، منابتها القيعان، ولها زهرة صفراء تأكلها الإبل إذا لم تجد غيرها. وقال أبو نصر: الجثجاث كالقيصوم، لطيب ريحه، ومنابته في الرياض. الجثجاث من الشعر: الكثير، كالجثاجث ، بالضم. وجثجث البرق: سلسل وأومض. وبحر المجتث : رابع عشر البحور الشعرية، كأنه اجتث من الخفيف، أي قطع، وزنه مستفع لن هكذا في النسخن مفروق الوتد، على الصواب، فاعلاتن فاعلاتن مرتين. قال أبو إسحاق: سمى مجتثا؛ لأنك اجتثثت أصل الجزء الثالث وهو: مف، فوقع ابتداء البيت من، عولات مس. قال الصاغاني. وإنما استعمل مجزوءا، وبيته:
البطن منها خميص والوجه مثل الهلال ومما يستدرك عليه: جثجث البعير: أكل الجثجاث. وبعير جثاجث، أي ضخم. ونبت جثاجث، أي ملتف. والجثاثة: ماء لغنى. والجث: الدوي. والجثي بضم فتشديد: من جبال أجإ، مشرف على رمل طيىء.
ج - د - ث
صفحة : 1228
الجدث محركة: القبر قال شيخنا: وجمع كثيرا من أسمائه بعض اللغويين، فقال:
للقبر أسماء: الجدث، والجدف، والرمس، والبيت، والضريح، والريم، والرجم،
والبلد، ذكرها ابن سيده في المخصص، والجنن، والدمس بالدال، والمنهال. ذكرهن
ابن السكيت، والعسكري، والجاموص، ذكره صاحب المنتخب، كذا في غاية الإحكام
للقلقشندي. ج أجدث ، بضم الدال، حكاه الجوهري وأنشد بيت المتنخل- الآتي
ذكره- شاهدا عليه، وهو جمع قلة وأجداث ، وفي الحديث نبوئهم أجداثهم ، أي
ننزلهم قبورهم، وقد قالوا: جدف فالفاء بدل من الثاء؛ لأنهم قد أجمعوا في
الجمع على أجداث، ولم يقولوا: أجداف. والجدثة بزيادة هاء :صوت الحافر،
والخف، و صوت مضغ اللحم ، كذا نقله الصاغاني. واجتدث الرجل :اتخذ جدثا ، أي
قبرا.
ومما يستدرك عليه: أجدث: موضع، قال المتنخل الهذلي:
عرفت بأجدث فنعاف عرق علامات كتحبير النـمـاط ضبطه السكري بالجيم وبالحاء. وقال ابن سيده: وقد نفي سيبويه أن يكون أفعل من أبنية الواحد، فيجب أن يعد هذا فيما فاته من أبنية كلام العرب، إلا أن يكون جمع الجدث الذي هو القبر على أجدث ثم سمى به الموضع، ويروي أجدف، بالفاء.
ج - ر - ث
الجريث، كسكيت: سمك معروف، ويقال له: الجرى، روى أن ابن عباس سئل عن الجري،
فقال: لا بأس إنما هو شيء حرمه اليهود، وروى عن عمار: لا تأكلوا الصلور
والأنقليس . قال أحمد بن الحريش: قال النضر:الصلور: الجريث والأنقليس:
مارماهي، وروى عن علي، رضي الله عنه، أنه أباح أكل الجريث وفي رواية أنه
كان ينهي عنه، وهو نوع من السمك يشبه الحيات، ويقال له بالفارسية
المارماهي. والجرثى: كقرشي: عنب ، كجرشي، بالشين، وسيأتي. وتجرثي الرجل،
إذا نتأت جرثئته، أي حنجرته نقله الصاغاني
ج - ر - ب - ث
جربث، بالضم ، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو ع أي موضع.
ج - ن - ث
الجنث بالكسر: الأصل ، والجمع أجناث وجنوث. وفي الصحاح: يقال: فلان من جنثك
وجنسك، أي من أصلك، لغة أو لثغة. وقال الأصمعي: جنث الإنسان: أصله، وإنه
ليرجع إلى جنث صدق. وقال غيره: الجنث: أصل الشجرة وهو العرق المستقيم
أرومته في الأرض ويقال: بل هو من ساق الشجرة ما كان في الأرض فوق العروق.
كذا في اللسان. روى الأصمعي، عن خلف، قال: سمعت العرب تنشد بيت لبيد:
أحكم الجنثى من عوراتها كل حرباء إذا أكره صل قال: الجنثى، بالضم: السيف بعينه، أحكم، أي رد الحرباء، وهو المسمار. ووجدت في هامش الصحاح: من رفع الجنثى في البيت ونصب كل أراد الحداد، ومن نصب الجنثى ورفع كل، أراد السيف. الجنثى أيضا :الزراد وقيل: الحداد، والجمع أجناث، على حذف الزائد، وقال الشاعر: وهو عميرة بن طارق اليربوعي:
ولكنها سوق يكون بياعهـا
بجنثية قد أخلصتها
الصياقل يعني به السيوف، أو الدروع، هكذا أورده الجوهري: أخلصتها الصيافل،
والقصيدة مجرورة، وهي لرجل من النمر، جاهلي، وقبل البيت.
وليست بأسواق يكون بياعها
ببيض تشاف بالجياد المناقل
صفحة : 1229
ووجد- بخط الأزهري- في التهذيب: الأول مجرورا، والثاني كما أورده الجوهري،
ومثله بخط أبي سهل في كتاب السيف، له. الجنثى بالضم من أجود الحديد، ويكسر
، أي في الأخير، قال أبو عبيدة: هذا الذي سمعناه من بني جعفر. عن ابن
الأعرابي: تجنث الرجل، إذا ادعى إلى غير أصله . تجنث عليه: رئمه وأحبه .
تجنث، إذا تلفف على الشيء يواريه ، أي يستره. تجنث الطائر: بسط جناحيه وجثم
، نقله الصاغاني.
ومما يستدرك عليه: جنثا، بالضم: ناحية من أعمال الموصل، وبالكسر: صقع بين بعلبك ودمشق. والبدر محمد بن علي بن عبد الرحيم بن عبد الولي، البعلي، عرف بابن الجنثاني بالكسر، ولد سنة 757، وسمع على الصلاح بن أبي عمر، وابن أميلة.
ج - ن - ب - ث
الجنبثة بضم الجيم وسكون النون وفتح الباء الموحدة، هكذا في النسخ، وفي
بعضها الجنبثنة بزيادة النون بعد المثلثة، وفي اللسان: الجنبثقة بالقاف بدل
النون، وقال: إنه نعت سوء للمرأة، أو هي المرأة السوداء ، رباعي لأنه ليس
في الكلام مثل جردحل.
ج - و - ث
الجوث- محركة- عظم البطن في أعلاه كأنه بطن الحبلي، قاله الليث. هو استرخاء
أسفله ، قاله ابن دريد. وهو أجوث، وهي جوثاء والجوثاء بالجيم: العظيمة
البطن عند السرة، ويقال: بل هو كبطن الحبلي، وعن أبي حيان: الجوثاء:
العظيمة السرة. والجوث والجوثاء: القبة، بكسر القاف وتخيف الباء الموحدة
المفتوحة، وضبط بعضهم بضم القاف وتشديد الموحدة خطأ، قال:
إنا وجدنـا زادهـم رديا الكرش والجوثاء والمريا وقيل: هي الحوثاء، بالحاء المهملة. وجؤاثي بالضم مهموز، ووهم الجوهري فذكره هنا في مادة الواو: اسم حصن بالبحرين، وفي الحديث أول جمعة جمعت بعد المدينة بجواثي. وفي اللسان- في الهمز- وجوأثي: موضع. قال امرؤ القيس:
ورحنا كأني من جؤاثي عشـية
نعالى النعاج بين عدل ومحقب
صفحة : 1230
ثم قال: وضبطه علي بن حمزة في كتاب النبات جواثي، بغير همز، فإما أن يكون
على تخفيف الهمز، وإما أن يكون أصله ذلك. وقيل: جؤاثي: قرية بالبحرين
معروفة. قال شيخنا: وضبطه عياض في المشارق بالواو، وقال: كذا ضبطه الأصيلي
بغير همز، وهمزه بعض، ومثله في المطالع، واقتصر ابن الأثير في النهاية على
كونه بالواو، وكذا رواة أبي داوود قاطبة. وفي معجم البكري: هي مدينة
بالبحرين لعبد القيس. وفي المراصد: جواثي بالضم، ويمد ويقصر: حصن لعبد
القيس بالبحرين ورواه بعضهم بالهمز. وجويث، كزبير: ع، ببغداد . وبكسر الواو
المشددة، وفتح الجيم:د، بالبصرة بنواحيها، منه أبو القاسم نصر بن بشر بن
علي العراقي القاضي، فقيه شافعي محقق محمود المناظرة، ولي القضاء بها، سمع
أبا القاسم بن بشران، وعنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي، ومات
بالبصرة سنة 477. قلت: ومنه أيضا الإمام المحدث علم الدين علي بن محمود بن
الصابوني الجويثي. وابنه الحافظ أبو حامد محمد بن علي، ذيل على كتاب ابن
نقطة بذيل لطيف، وهو بخطه عندي. وجوثة بالضم: ع، أو: حي ، ذكره ابن منظور
في المحلين، في الهمزة، فقال: قبيلة إليها نسب تميم، وهنا في الواو فقال:
جوثة: حي أو موضع، وتميم جوثة منسوبون إليهم، وفي حديث التلب أصاب النبي،
صلى الله عليه وسلم جوثة هكذا جاء في روايته، قالوا: والصواب حوبة، وهي
الفاقة.
ج - ه - ث
جهث الرجل، كمنع ، يجهث جهثا، :استخفه أي حمله الفزع أي الخوف أو الغضب ،
عن أبي مالك، أو الطرب أي السرور والفرح، وهو جاهث، وجهثان بهذا المعنى.