فصل الحاء المهملة مع الثاء المثلثة
ح - ب - ث
الحبث، ككتف أهمله الجوهري، وقال الأصمعي: هو ضرب من الحيات وأنشد:
إن يك قد أولع بي وقد عبث
فاقدر له أصيلة مثل الحفث
أومج أنياب قزات أو حبث
أو ناب حاد جرشب شثن شرث
قال: القزات جمع قزة، وهي حية عوجاء بتراء ، هكذا نص الأصمعي.
ح - ت - ث
التحتيث: التكسر والضعف ، عن ابن الأعرابي، وهو تكسر الأعضاء وضعفها، وكذا
تكسر الأغصان ولينها.
ح - ث - ث
حثه يحثه حثا، إذا أعجله في اتصال، وقيل: هو الاستعجال ما كان. وحثه عليه،
واستحثه استحثاثا، وأحثه إحثاثا، واحتثه احتثاثا، وحثثه تحثيثا، وحثحثه
حثحثة، كل ذلك بمعنى حضه عليه، وندبه له وإليه، وهذا ظاهر في كون الحث
والحض مترادفين. وزعم الحريري أن بينهما فرقا، وأن الحث في السير، والحض في
غيره، ونقله عن الخليل. قاله شيخنا. ويقال: حثث فلانا فاحتث، لازم، متعد ،
قال ابن جني: أما قول تأبط شرا:
كأنما حثحثوا حصا قـوادمـه
أو أم خشف بذي شث وطباق
صفحة : 1231
إنه أراد حثثوا فأبدل من الثاء الوسطى حاء، فمردود عندنا، قال: وإنما ذهب
إلى هذا البغداديون، قال: وسألت أبا علي عن فساده، فقال: العلة أن أصل
البدل في الحروف إنما هو فيما تقارب منها، وذلك نحو الدال والطاء والتاء،
والظاء والذال والثاء، والهاء والهمزة، والميم والنون، وغير ذلك مما تدانت
مخارجه، وأما الحاء فبعيدة من الثاء، وبينهما تفاوت يمنع من قلب إحداهما
إلى أختها، كذا في اللسان. وأشار له شيخنا مختصرا، ونقل القلب عن ابن
القطاع في كتاب الأبنية. والحثحوث بالضم :الكثير ، عن أبي عمرو. هو أيضا
السريع ما كان. الحثحوث :المنكرة من المعزى . نقله الصاغاني. الحثحوث
:الحض، كالحث ، بالفتح. والحثيثي بالكسر، وفي الصحاح: الحثيثي: الحث، وكذلك
الحثحوث. قال ابن سيده: الحثحوث: الكتيبة ، أرى. والحثوث ، كصبور :السريع،
كالحثيث ، رجل حثيث، وحثوث: حاد سريع في أمره، كأن نفسه تحثه. وولي حثيثا،
أي مسرعا حريصا، وقوم حثاث. وامرأة حثيثة، في موضع حاثة. وحثيث، في موضع
محثوثة، قال الأعشي:
تدلى حثيثا كأن الصوا ر يتبعه أزرقى لحم شبه الفرس في السرعة بالبازي. والحثحاث ، بالفتح معطوف على ما قبله. يقال: خمس حثحاث، وحذحاذ وقسقاس كل ذلك: السير الذي لا وتيرة فيه، وقرب حثحاث، وثحثاح، وحذحاذ، ومنحب، أي شديد، وقرب حثحاث، أي سريع ليس فيه فتور، وخمس قعقاع، وحثحاث، إذا كان بعيدا، والسير فيه متعبا لا وتيرة فيه، أي لا فتور فيه. لا يتحاثون على طعام المسكين التحاث: التحاض أي لا يتحاضون. والتقوى أفضل ما تحاث الناس عليه، وتداعوا إليه. ما ذقت حثاثا ولا حثاثا، أي ما ذقت نوما، و ما اكتحل حثاثا، بالفتح ، قال أبو عبيدة: هو أصح وبالكسر رأى الأصمعي، وأوردهما ثعلب معا، ونقل الكسر عن الفراء، قال شيخنا: ونسبوا الفتح إلى أبي زيد أيضا، أي ما نام ، أنشد ثعلب:
ولله ما ذاقت حثاثا مطـيتـي ولاذقته حتى بدا وضح الفجر وقد يوصف به، فيقال: نوم حثاث، أي قليل، كما يقال: نوم غرار، وما كحلت عيني بحثاث، أي بنوم، وقال الزبير الحثحاث والحثحوث: النوم، وأنشد:
ما نمت حثحوثا ولا أنامه
إلا على مطرد زمامـه
وقال زيد بن كثوة: ما جعلت في عيني حثاثا، عند تأكيد السهر. وحثث الرجل: نام. وقال ابن درستويه: الحثاث: النوم الحثيث، أي الخفيف، فمن كسر الحاء شبهه بالغرار، وهو القليل من النوم، ومن فتحه شبهه بالغماض والذواق واللماج؛ لأنها أسماء القليل من الأكل والشرب والنوم، قال: وروى عن أعرابي أنه قال: الحثاث: القليل من الكحل، وهو عند غيره: القليل من النوم، وكذلك في نوادر اللحياني، ونقل عن الفهري: الحثاث: البرود، وهو الكحل، ونقله ابن هشام اللخمي وسلمه، ونقل ابن خالويه ما يخالفه. والحث بالضم: حطام التبن ، وهو ما تكسر منه. الحث أيضا: المترقرق ، هكذا في نسختنا، وفي اللسان: المدقوق من كل شيء، وفي التكملة: الخفي المتفرق من الرمل والتراب وليس بطينة صمغة، أو اليابس الغليظ الخشن من الرمل وأنشد الأصمعي:
حتى يرى في يابس الثرياء حث
يعجز عن ري الطلي المرتغث
صفحة : 1232
هكذا أنشده ابن دريد، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن عمه الأصمعي. الحث
:الخبز القفار ، عن أبي عبيد. وما لم يلت من السويق ، يقال: سويق حث، أي
ليس بدقيق الطخن، وقيل: غير ملتوت، وكحل حث، مثله، وكذلك مسك حث، وأنشد ابن
الأعرابي.
إن بأعلاك لمسكا حثا وحثحث الميل في العين :حرك . والحثحثة: الحركة
المتداركة، يقال: حثحثوا ذلك الأمر ثم تركوه، أي حركوه. وحية حثحاث،
ونضناض: ذو حركة دائمة، وفي حديث سطيح كأنما
حثحث من حضني ثكن أي حث وأسرع. حثحث البرق: اضطرب وخص بعضهم به اضطراب
البرق في السحاب وانتخال المطر، أو البرد أو الثلج من غير انهمار. والأحث:
ع في بلاد هذيل، ولهم فيه يوم مشهور، قال أبو قلابة الهذلي:
يا دار أعرفها وحشا
مـنـازلـهـا بين القوائم من
رهـط فـألـبـان
فدمـنة بـرحـيات الأحـث إلـى
ضوجى دفاق كسحق الملبس الفاني
ومما يستدرك عليه: الحثاثة بالكسر: الحر والخشونة يجدهما الإنسان في عينيه، قال راوية أمالي ثعلب: لم يعرفها أبو العباس. وتمر حث: لا يلزق بعضه ببعض، عن ابن الأعرابي، قال: وجاءنا بتمر فذ، وفض، وحث أي لا يلزق بعضه ببعض. وفرس جواد المحثة، أي إذا حث جاءه جرى بعد جرى. وحث الرجل، بالضم،: لغة في جث بالجيم، أي ذعر، فهو محثوث: مذعور. والحثاث، ككتاب: موضع من أعراض المدينة. والحث، بالضم: من منازل بني غفار بالحجاز.
ح - د - ث
حدث الشيء يحدث حدوثا ، بالضم، وحداثة بالفتح: نقيض قدم ، والحديث: نقيض
القديم، والحدوث: نقيض القدمة، وتضم داله إذا ذكر مع قدم كأنه إتباع، ومثله
كثير. وفي الصحاح: لا يضم حدث في شيء من الكلام إلا في هذا الموضع، وذلك
لمكان قدم، على الأزدواج، وفي حديث ابن مسعود أنه سلم عليه وهو يصلى فلم
يرد عليه السلام، قال: فأخذني ما قدم وما حدث يعني همومه وأفكاره القديمة
والحديثة، يقال: حدث الشيء، فإذا قرن بقدم ضم، للأزدواج. والحدوث: كون شيء
لم يكن، وأحدثه الله فهو محدث، وحديث، وكذلك استحدثه، وفي الصحاح: استحدثت
خبرا، أي وجدت خبرا جديدا. وحدثان الأمر، بالكسر: أوله وابتداؤه، كحداثته ،
يقال: أخذ الأمر بحدثانه وحداثته، أي بأوله وابتدائه، وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها، لولا حدثان قومك بالكفر لهدمت الكعبة وبنيتها والمراد به قرب
عهدهم بالكفر والخروج منه والدخول في الإسلام وأنه لم يتمكن الدين في
قلوبهم، فإن هدمت الكعبة وغيرتها ربما نفروا من ذلك. وحداثة السن: كناية عن
الشباب وأول العمر. الحدثان من الدهر: نوبه وما يحدث منه كحوادثه ، واحدها
حادث، وأحداثه واحدها حدث. وقال الأزهري: الحدث من أحداث الدهر: شبه
النازلة. وقال ابن منظور: فأما قول الأعشى:
فإما تريني ولي لـمة
فإن الحوادث
أودى بها فإنه حذف للضرورة وذلك لمكان الحاجة إلى الردف. وأما أبو علي
الفارسي، فذهب إلى أنه وضع الحوادث موضع الحدثان، كما وضع الآخر الحدثان
موضع الحوادث في قوله:
صفحة : 1233
ألا هلك الشهاب المستـنـير
ومدرهنا الكمي إذا نـغـير
ووهاب المئين إذا ألـمـت
بنا الحدثان والحامي النصور
وقال الأزهري: وربما أنثت العرب الحدثان، يذهبون به إلى الحوادث. وأنشد الفراء هذين البيتين، وقال: تقول العرب: أهلكتنا الحدثان، قال: فأما حدثان الشباب، فبكسر الحاء وسكون الدال. قال أبو عمرو الشيباني: تقول: أتيته في ربي شبابه وربان شبابه، وحديث شبابه، وحدثان شبابه، وحديث شبابه،، بمعنى واحد. قلت: وبمثل هذا ضبطه شراح الحماسة، وشراح ديوان المتنبي، وقالوا: هو محركة: اسم بمعنى حوادث الدهر ونوائبه، وأنشد شيخنا- رحمه الله- في شرحه قول الحماسي:
رمى الحدثان نسوة آل حرب
بمقدار سمدن له سـمـودا
فرد شعورهن السود بيضـا
ورد وجوههن البيض سودا
محركة، قال: وكذلك أنشدهما شيخانا ابن الشاذلي، وابن المسناوي، وهما في شرح الكافية المالكية، وشروح التسهيل، وبعضهم اقتصر على ما في الصحاح من ضبطه بالكسر كالمصنف، وبعضهم زاد في التفنن، فقال: حدثان: تثنية حدث، والمراد منهما: الليل والنهار، وهو كقولهم: الجديدان، والملوان، ونحو ذلك. والأحداث: الأمطار الحادثة في أول السنة ، قال الشاعر:
تروى من الأحداث حتى تلاحقت
طوائفه واهتز بالشرشر
المكر وفي اللسان: الحدث: مثل الولي، وأرض محدوثة: أصابها الحدث. قال
الأزهري: شاب حدث: فتى السن، وعن ابن سيده: رجل حدث السن، وحديثها، بين
الحداثة والحدوثة: فتى ، ورجال أحداث السن وحدثانها، وحدثاؤها. ويقال:
هؤلاء قوم حدثان: جمع حدث، وهو الفتى السن. قال الجوهري: ورجل حدث، أي شاب،
فإن ذكرت السن قلت: حديث السن. وهؤلاء غلمان حدثان، أي أحداث. وكل فتى من
الناس والدواب والإبل حدث، والأنثى حدثة، واستعمل ابن الأعرابي الحدث في
الوعل، قال: فإذا كان الوعل حدثا فهو صدع، كذا في اللسان. قلت: والذي قاله
المصنف صرح به ابن دريد في الجمهرة، ووافقه المطرزي في كتابه غريب أسماء
الشعراء، وابن عديس، كما نقله اللبلى عنه من خطه، والذي قاله الجوهري صرح
به ثعلب في الفصيح، واللحياني في نوادره. ونقل شيخنا عن ابن درستويه:
العامة تقول: هو حدث السن، كما تقول: حديث السن، وهو خطأ؛ لأن الحدث صفة
الرجل نفسه، وكان في الأصل مصدرا فوصف به، ولا يقال للسن حدث، ولا للضرس
حدث، ولا للناب، ولا تحتاج معه إلى ذكر السن، وإنما يقال للغلام نفسه: هو
حدث، لا غير، قال: فأما الحديث، فصفة يوصف بها كل شيء قريب المدة والعهد
به، وكذلك السن الحديثة النبات، والحديث السن من الناس: القريب السن
والمولد، ثم قال: وعليه أكثر شراح الفصيح. قلت: به سمى الحديث وهو: الجديد
من الأشياء. الحديث :الخبر ، فهما مترادفان، يأتي على القليل والكثير
كالحديثي ، بكسر وشد دال، على وزن خصيصي، تقول: سمعت حديثي حسنة، مثل
خطيئي، أي حديثا. ج أحاديث ، كقطيع وأقاطيع، وهو شاذ على غير قياس وقيل:
الأحاديث جمع أحدوثة، كما قاله الفراء وغيره، وقيل: بل جمع الحديث أحدثة،
على أفعلة؛ ككثيب وأكثبة. قد قالوا في جمعه: حدثان بالكسر، ويضم ، وهو
قليل، أنشد الأصمعي:
صفحة : 1234
تلهى المرء بالحدثان لهـوا
وتحدجه كما حدج المطيق وراه ابن الأعرابي: بالحدثان محركة، وفسره
فقال: إذا أصابه حدثان الدهر من مصائبه ومرازئه ألهته بدلها وحديثها عن ذلك
ورجل حدث بفتح فضم وحدث بفتح فكسر وحدث بكسر فسكون وحديث كسكين، زاد في
اللسان ومحدث، كل ذلك بمعنى واحد، أي كثيره حسن السياق له، كل هذا على
النسب ونحوه، هكذا في نسختنا، وفي أخرى: رجل حدث، كندس، وكتف وشبر، وسكيت
وهذا أولى؛ لأن إعراء الكلمات عن الضبط غير مناسب، وضبطها الجوهري فقال:
ورجل حدث وحدث، بضم الدال وكسرها، أي حسن الحديث، ورجل حديث مثل فسيق، أي
كثير الحديث، ففرق بين الأولين بأنهما الحسن الحديث، والأخير: الكثيره. قال
شيخنا: وفي كلام غيره ما يدل على تثليث الدال، وقال صاحب الواعي، الحدث: من
الرجال، بضم الدال وكسرها، هو الحسن الحديث، والعامة تقول الحديث، أي
بالكسر، والتشديد، قال، وهو خطأ، إنما الحديث: الكثير الحديث. والحدث:
محركة: الإبداء، وقد أحدث ، من الحدث. ويقال: أحدث الرجل؛ إذا صلع وفصح
وخضف، أي ذلك فعل، فهو محدث. وأحدثه: ابتدأه وابتدعه، ولم يكن قبل. الحدث
:د، بالروم وفي اللسان: موضع متصل ببلاد الروم، مؤنثة، زاد الصاغاني: وعنده
جبل يقال له: الأحيدب، وقد ذكر في موضعه. الحديث: ما يحدث به المحدث
تحديثا، وقد حدثه الحديث، وحدثه به. وفي الصحاح: المحادثة و التحادث
والتحدث والتحديث معروفات. المحادثة :جلاء السيف، كلإحداث يقال: أحدث الرجل
سيفه، وحادثه، إذا جلاه، وفي حديث الحسن حادثوا هذه القلوب بذكر الله
تعالى، فإنها سريعة الدثور معناه اجلوها بالمواعظ، واغسلوا الدرن عنها،
وشوقوها حتى تنفوا عنها الطبع والصدأ الذي تراكب عليها، وتعاهدوها بذلك،
كما يحادث السيف بالصقال، قال:
كنصل السيف حودث بالصقال
صفحة : 1235
من المجاز: ما جاء في الحديث: قد كان في الأمم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد
فعمر بن الخطاب قالوا: المحدث، كمحمد: الصادق الحدس، وجاء في تفسير الحديث
أنهم الملهمون، والملهم هو الذي يلقى في نفسه الشيء فيخبر به حدسا وفراسة،
وهو نوع يخص الله به من يشاء من عباده الذين اصطفى، مثل عمر، كأنهم حدثوا
بشيء فقالوه. المحدث بالتخفيف: ماءان : أحدهما لبنى الديل بتهامة، والآخر
على ستة أميال من النقرة. المحدث أيضا: ة، بواسط بالقرب منها، قرية أخرى
ببغداد . المحدثة بهاء: ع فيه ماء ونخل وجبيل يقال له: عمود المحدثة. وأحدث
الرجل :زنى ، وكذلك المرأة، يكنى بالإحداث عن الزنا. والأحدوثة بالضم :ما
يتحدث به ، وفي بعض المتون: ما حدث به. ونقل الجوهري عن الفراء، نرى أن
واحد الأحاديث أحدوثة، ثم جعلوه جمعا للحديث. قال ابن برى: ليس الأمر كما
زعم الفراء؛ لأن الأحدوثة بمعنى الأعجوبة، يقال: قد صار فلان أحدوثة. فأما
أحاديث النبي، صلى الله عليه وسلم، فلا يكون واحدها إلا حديثا، ولا يكون
أحدوثة، قال: وكذلك ذكره سيبويه في باب ما جاء جمعه على غير واحده
المستعمل، كعروض وأعاريض، وباطل وأباطيل، انتهى. قال شيخنا: وصرحوا بأنه لا
فرق بينها وبين الحديث في الاستعمال والدلالة على الخير والشر، خلافا لمن
خصها بما لا فائدة فيه، ولا صحة له، كأخبار الغزل ونحوها من أكاذيب العرب،
فقد خص الفراء الأحدوثة بأنها تكون للمضحكات، والخرافات، بخلاف الحديث،
وكذلك قال ابن هشام اللخمي في شرح الفصيح: الأحدوثة لا تستعمل إلا في الشر،
ورد عليه أبو جعفر اللبلى في شرحه، فإنه قال: قد تستعمل في الخير، قال
يعقوب في إصلاحه: يقال: انتشر له في الناس أحدوثة حسنة، قال أبو جعفر: فهذا
في الخير، وأنشد المبرد:
وكنت إذا ما زرت سعدى بأرضها
أرى الأرض تطوى لي ويدنو بعيدها
من الخفرات البيض ود جليسها
إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها
ومثل ذلك أورده الخفاجي في
سورة يوسف عليه السلام. رجل حدث الملوك، بالكسر إذا كان صاحب حديثهم
وسمرهم، وحدث نساء: يتحدث إليهن، كقولك: تبع نساء، وزير نساء. والحادث،
والحديثة، وأحدث كأجبل:مواضع : فحديثة الموصل: بليدة على دجلة. وحديثة
الفرات: قلعة حصينة قرب الأنبار. ذكرهما الشهاب الفيومي، والشمس محمد بن
محمد الحميدي في الروض المعطار في خبر الأمصار. وأما حادث: فإنها قرية على
ساحل بحر اليمن. وأحدث. لغة في أجدث، ذكره السكري في شرح شعر هذيل، وأنشد
بيت المتنخل السابق في الجيم، قال الصاغاني: وليس بتصحيف أجدث بالجيم.
والحدثة، محركة: واد قرب مكة، أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة. وأوس بن الحدثان
بن عوف ابن ربيعة النصرى، محركة: صحابي مشهور من هوازن، نادي أيام مني أنها
أيام أكل وشرب، روى عنه ابنه مالك، وقد قيل: إن لابنه هذا صحبة أيضا، وهو
منقول من حدثان الدهر، أي صروفه ونوائبه.
صفحة : 1236
ومما يستدرك عليه: حدث الأمر: وقع. ومحدثات الأمور: ما ابتدعه أهل الأهواء
من الأشياء التي كان السلف الصالح على غيرها، وفي الحديث: إياكم ومحدثات
الأمور جمع محدثة: بالفتح: هو مالك يكن معروفا في كتاب بني قريظة لم يقتل
من نسائهم إلا امرأة واحدة كانت أحدثت حدثا قيل: حدثها أنها سمت النبي صلى
الله عليه وسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل محدثة بدعة، وكل بدعة
ضلالة . وفي حديث المدينة: من أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا ، الحدث: الأمر
الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة، والمحدث يروى بكسر
الدال وفتحها، على الفاعل والمفعول، فمعنى الكسر: من نصر جانبا وآواه
وأجاره من خصمه، وحال بينه وبين أن يقتص منه، والفتح: هو الأمر المبتدع
نفسه، ويكون معنى الإيواء فيه: الرضا به، والصبر عليه، فإنه إذا رضي
بالبدعة، وأقر فاعلها ولم ينكرها عليه، فقد آواه. واستحدثت خبرا، أي وجدت
خبرا جديدا، قال ذو الرمة:
أستحدث الركب عن أشياعهم خبرا أم راجع القلب من أطرابه طرب كذا في الصحاح. وفي حديث حنين إني لأعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم وهو جمع صحة لحديث، فعيل بمعنى فاعل. وفي حديث أم الفضل: زعمت امرأتي الأولى أنها أرضعت امرأتي الحدثي هي تأنيث الأحدث، يريد المرأة التي تزوجها بعد الأولى. وقال الجوهري: الحدث والحدثي والحادثة والحدثان كله بمعنى. والحدثان، محركة: الفأس التي لها رأس واحدة، على التشبيه بحدثان الدهر، قال ابن سيده: ولم يقله أحد، أنشد أبو حنيفة:
وجون تزلق الحدثان فيه إذا أجراؤه نحطوا أجابا قال الأزهري: أراد بجون جبلا، وقوله: أجابا، يعنى صدى الجبل تسمعه. قلت: الشعر لعويج النبهاني. والحدثان بالكسر جمع الحدثان، محركة، على غير قياس، وكذلك كروان وورشان، في كروان وورشان، ونحطوا، أي زفروا، كذا حققه الصاغاني في العباب في ن ح ط. وسمى سيبويه المصدر حدثا؛ لأن المصادر كلها أعراض حادثة، وكسره على أحداث، قال: وأما الأفعال فأمثلة أخذت من أحداث الأسماء. وفي حديث فاطمة رضي الله تعالى عنها: أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدت عنده حداثا أي جماعة يتحدثون، وهو جمع على غير قياس، حملا على نظيره، نحو سامر وسمار، فإن السمار المحدثون. وفي الحديث: يبعث الله السحاب، فيضحك أحسن الضحك، ويتحدث أحسن الحديث قال ابن الأثير: جاء في الخبر أن حديثه الرعد، وضحكه البرق، وشبه بالحديث؛ لأنه يخبر عن المطر وقرب مجيئه، فصار كالمحدث به، ومنه قول نصيب:
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهلـه ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب وهو كثير في كلامهم، ويجوز أن يكون أراد بالضحك افترار الأرض وظهور الأزهار، وبالحديث ما يتحدث به الناس من صفة النبات وذكره، ويسمى هذا النوع في علم البيان المجاز التعليقي، وهو من أحسن أنواعه. وتركت البلاد تحدث، أي تسمع فيها دويا، حكاه ابن سيده عن ثعلب. ومن المجاز: صاروا أحاديث، كذا في الأساس. وناقة محدث، كمحسن: حديثة النتاج، نقله الصاغاني.
ح - ر - ث
صفحة : 1237
الحرث: الكسب ، كالاحتراث، وفي الحديث أصدق الأسماء الحارث ؛ لأن الحارث هو
الكاسب، واحتراث المال كسبه، والإنسان لا يخلو من الكسب طبعا واختيارا. قال
الأزهري: والاحتراث: كسب المال، والحرث العمل للدنيا والآخرة، وفي الحديث
احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا . وفي الأساس: ومن
المجاز: احرث لآخرتك، أي اعمل لها. وقد أطال فيه الهروى في الغريبين،
والأزهري في التهذيب، ونقله على طوله ابن منظور في لسانه. الحرث :جمع المال
وكسبه. وحرث، إذا اكتسب لعياله واجتهد لهم، يقال: هو يحرث لعياله، ويحترث،
أي يكتسب، وفي التنزيل العزيز ومن كان يريد حرث الدنيا أي كسبها. الحرث
:الجمع بين أربع نسوة ، عن أبي عمرو، وقد حرث كسمع. الحرث :النكاح
بالمبالغة ونص ابن الأعرابي: الجماع الكثير، وقد حرثها إذا جامعها جاهدا
مبالغا، وأنشد المبرد:
إذا أكل الجراد حروث قوم
فحرثي همه أكل الجراد
صفحة : 1238
الحرث :المحجة المكدودة بالحوافر ، لكثرة السير عليها. الحرث :أصل جردان
الحمار ، وهو نص عبارة الأزهري في التهذيب، وغير واحد من الأئمة، والجردان،
بالضم: قضيب كل ذي حافر، فلا يلتفت إلى قول شيخنا: هو من إغرابه على الناس.
من المجاز: الحرث :السير على الظهر حتى يهزل ، قال ابن الأعرابي: حرث الإبل
والخيل وأحراثها: إذا سار عليها حتى تهزل، وفي حديث معاوية أنه قال
للأنصار: ما فعلت نواضحكم? قالوا: أحرثناها يوم بدر أي أهزلناها، يقال:
حرثت الدابة وأحرثتها، أي أهزلتها. الحرث، والحراثة: العمل في الأرض زرعا
كان أو غرسا. وقد يكون الحرث نفس الزرع وبه فسر الزجاج قوله تعالى أصابت
حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته حرث يحرث حرثا، وفي التهذيب: لحرث: قذفك الحب
في الأرض للازدراع، والحراث: الزراع، وقد حرث، واحترث، مثل: زرع، وازدرع.
من المجاز: الحرث :تحريك النار وإشعالها بالمحراث. من المجاز: الحرث
:التفتيش. ظاهر كلامه الإطلاق، يقال: حرث إذا فتش، وفي كلام بعض الأئمة:
الحرث: تفتيش الكتاب وتدبره. الحرث :التفقه ، يقال: حرث، إذا تفقه، ويقال:
احرث القرآن، أي ادرسه، وهو مجاز، وحرثت القرآن أحرثه، إذا أطلت دراسته
وتدبرته، وفي حديث عبد الله احرثوا هذا القرآن أي فتشوه وثوروه، وفي بعض
النسخ: النفقة، بالنون، وهو خطأ. الحرث: تهيئة الحراث، كسحاب : اسم لفرضة ،
بالضم، تكون في طرف القوس يقع فيها الوتر، وهي الحرثة، بالضم، أيضا والجمع
حرث. قال الأزهري: والزندة تحرث ثم تكظر بعد الحرث، فهو حرث ما لم ينفذ،
فإذا أنفذ فهو كظر. و فعل الكل مما تقدم يحرث بالكسر ويحرث بالضم، إلا حرث،
بمعنى جمع بين أربع نسوة، فقد ضبطه أبو عمرو كسمع، وكذا حرث إذا تفقه وفتش،
فقد ضبط الصاغاني إياهما كسمع، فتأمل. وبنو حارثة: قبيلة من الأوس.
والحارثيون منهم جماعة كثيرون من الصحابة، وغيرهم. وذو حرث، كزفر: ابن حجر
، بالضم فسكون هو ابن الحارث الرعيني الحميري جاهلي من أهل بيت الملك، نقله
الصاغاني. وكزبير: اسم وكأمير: محمد بن أحمد بن حريث البخاري المحدث أبو
عبد الله، حدث عنه محمد بن عيسى الطرسوسى. وحرثان بالضم: اسم وهو حرثان ابن
قيس بن مرة بن كعب بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، منهم عكاشة بن محصن بن
حرثان. والحارث: الأسد قال شيخنا: هو علم جنس عليه، وهذا غريب، كأبي الحارث
كنيته، وهو الأشهر، وعليه اقتصر الجوهري، وابن منظور، وسيأتي لذلك المزيد
في ح ف ص. الحارث :قلة جبل بحوران ، هكذا في النسخ التي بأيدينا، والصواب-
على ما في الصحاح وغيره- قلة من قلل الجولان وهو جبل بالشام في قول النابغة
الذبياني، يرثى النعمان بن المنذر:
بكى حارث الجولان من فقد ربه وحوران منه خائف متضـائل قال ابن منظور: قوله: من فقد ربه، يعني به النعمان، قال ابن بري: وقوله: وحوران منه خائف، كقول جرير:
لما أتى خبر الزبير تواضعت
سور المدينة والجبال الخشع
صفحة : 1239
الحارث: اسم، قال سيبويه: قال الخليل: إن الذين قالوا الحارث إنما أرادوا
أن يجعلوا الرجل هو الشيء بعينه، ولم يجعلوه سمى به، ولكنهم جعلوه كأنه وصف
له غلب عليه، قال: ومن قال: حارث- بغير ألف ولام- فهو يجريه مجرى زيد، قال
ابن جنى: إنما تعرف الحارث ونحوه من الأوصاف الغالبة بالوضع دون اللام،
وإنما أقرت اللام فيها بعد النقل وكونها أعلاما، مراعاة لمذهب الوصف فيها
قبل النقل وجمع الأول: الحرث والحراث، وجمع حارث: حرث وحوارث، قال سيبويه:
ومن قال حارث، قال في جمعه: حوارث، حيث كان اسما خاصا كزيد. الحارثان :
الحارث بن ظالم ابن جذيمة ، بالجيم، هكذا المعروف عند أهل اللغة، ووقع في
بعض نسخ الصحاح مضبوطا بالحاء المهملة، وذكره أيضا في فصل ح ذ م، فقال
حذيمة بن يربوع، والمعروف عند أهل النسب جذيمة بالجيم، وهو ابن يربوع بن
غيظ بن مرة الحارث بن عوف بن أبي حارثة: ابن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة،
صاحب الحمالة. والحارثان- في باهلة-: الحارث بن قتيبة، و الحارث بن سهم ابن
عمرو ابن ثعلبة بن غنم بن قتيبة. وسموا حارثة، وحويرثا، وحريثا كزبير،
وحريثا، كأمير وحرثان بالضم ، وقد تقدم، فهو تكرار وحراثا، ككتان ومحرثا،
كمحدث ومحارثا، كمقاتل. محرثا كمحمد ، قال ابن الأعرابي: هو اسم جد صفوان
بن أمية بن محرث، صفوان بن أمية بن محرث، وصفوان هذا أحد حكام كنانة.
والحرثة- بالضم-: ما بين منتهى الكمرة ومجرى الختان . والحرثة أيضا:
المنبت، عن ثعلب. وعن الأزهري: الحرثة عرق في أصل أداف الرجل. والحراث،
ككتاب: سهم لم يتم بريه ، وذلك قبل أن يراش. الحراث : سنخ - بالكسر- النصل
. وعبارة ابن سيده: الحراث مجرى الوتر في القوس، و ج أحرثة كغطاء وأغطية.
في حديث بدر اخرجوا إلى معايشكم وحرائثكم . الحرائث: المكاسب ، من الاحتراث
والاكتساب و الواحد حريثة . قال الخطابي: الحرائث هي: الإبل المنضاة ، قال:
وأصله في الخيل إذا هزلت، فاستعير للإبل، قال: وإنما يقال في الإبل:
أحرفناها، بالفاء، يقال: ناقة حرف، أي هزيلة، ويروى حرائبكم - بالحاء
والباء الموحدة- جمع حريبة وهو مال الرجل الذي يقوم بأمره، وقد تقدم،
والمعروف بالثاء. حرث كصرد: أرض باليمن وذو حرث أيضا: حميري : وقد تقدم
قريبا، فهو تكرار. من المجاز: حرث النار بالمحراث: حركها، المحرث كمنبر
والمحراث كمحراب :ما أي خشبة تحرك به النار في التنور، والحرث: إشعال
النار، على ما تقدم. ومحراث النار: مسحاتها التي تحرك بها النار.
والحارثية: ع، م أي موضع معروف ببغداد بالجانب الغربي منها. منها الإمام
المحدث قاضي القضاة سعد الدين أبو محمد مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد بن
عباس الحارثي الحنبلي البغدادي قاضي القضاة بمصر، سمع من الأخوين: أبي
الفرج عبد اللطيف وعبد العزيز، ابني عبد المنعم الحراني، وابن علاق، وابن
عزون، وأبي الطاهر محمد بن مرتضى الحارثي، وغيرهم، حدث عنه السبكي، وذكره
في معجم شيوخه، توفي سنة 711 بمصر وهو ابن الحارث ابن مالك بن عبدان ،
بالعين المهملة والموحدة، وفي بعض النسخ غيدان، بالغين
صفحة : 1240
المعجمة والتحتية. وقولهم: بلحارث، لبنى الحارث ابن كعب، من شواذ التخفيف ؛
لأن النون واللام قريبا المخرج، فلما لم يمكنهم الإدغام؛ لسكون اللام،
حذفوا النون، كما قالوا: مست وظلت وكذلك يفعلون في كل: وفي نسخة: بكل قبيلة
تظهر فيها لام المعرفة مثل: بلعنبر وبلهجيم، فأما إذا لم تظهر اللام، فلا
يكون ذلك. وأبو الحويرث وهو المعروف ويقال: أبو الحويرثة - وهو قول شعبة-
:عبد الرحمن بن معاوية ابن الحويرث الأنصاري الزرقي المدني محدث مشهور
بكنيته، صدوق سيىء الحفظ، رمى بالإرجاء، مات سنة ثلاثين، وقيل: بعدها، أخرج
له أبو داوود والنسائي. والتحتية. وقولهم: بلحارث، لبنى الحارث ابن كعب، من
شواذ التخفيف ؛ لأن النون واللام قريبا المخرج، فلما لم يمكنهم الإدغام؛
لسكون اللام، حذفوا النون، كما قالوا: مست وظلت وكذلك يفعلون في كل: وفي
نسخة: بكل قبيلة تظهر فيها لام المعرفة مثل: بلعنبر وبلهجيم، فأما إذا لم
تظهر اللام، فلا يكون ذلك. وأبو الحويرث وهو المعروف ويقال: أبو الحويرثة -
وهو قول شعبة- :عبد الرحمن بن معاوية ابن الحويرث الأنصاري الزرقي المدني
محدث مشهور بكنيته، صدوق سيىء الحفظ، رمى بالإرجاء، مات سنة ثلاثين، وقيل:
بعدها، أخرج له أبو داوود والنسائي.
ومما يستدرك عليه: كيف حرثك، أي المرأة، وهو مجاز، والمرأة حرث الرجل، أي يكون ولده منها، كأنه يحرث ليزرع، وفي التنزيل العزيز نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم قال الزجاج: زعم أبو عبيد أنه كناية. والحرث: متاع الدنيا. والحرث: الثواب والنصيب، وفي التنزيل العزيز من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه . وحرث الأمر: تذكره واهتاج له، قال رؤبة:
والقول منسي إذا لم يحرث والحرثة- بفتح فكسر-: بطن من غافق، منهم أبو محمد لبيب ابن عبد المؤمن ابن لبيب الفرضي، كان من الخوارج. ومحراث الحرب: ما يهيجها. وأبو علي الحسن بن أحمد بن محارث المحارثي، شيخ لأبي سعد الماليني، هكذا ضبطه الحافظ. والحارث الحراب، في ح ر ب. والحراث: الكثير الأكل، عن ابن الأعرابي. وفي التهذيب: أرض محروثة ومحرثة: وطئها الناس حتى أحرثوها وحرثوها، ووطئت حتى أثاروها. وفي الحديث: وعليه خميصة حريثية قال ابن الأثير: هكذا جاء في بعض طرق البخاري ومسلم، قيل: هي منسوبة إلى حريث، رجل من قضاعة، قال: والمعروف جونية، وهو مذكور في موضعه، والله أعلم. وحرث عنفقته بالسكين: قطعها، وهو مجاز، وفي بعض نسخ الأساس: عنقه وعمر بن حبيب بن حماسة بن حويرثة الخطمي: جد أبي جعفر. وبني حريث، كزبير، قرية بمصر.
ح - ر - ب - ث
الحربث والحثرب كلاهما بالضم: نبت وفي المحكم: نبات سهلى، وقيل: لا ينبت
إلا في جلد، وهو أسود، وزهرته بيضاء، وهو يتسطح قضبانا، أنشد ابن الأعرابي:
غرك مني شعثي ولبثـي
ولمم حولك مثل الحربث
صفحة : 1241
قال: شبه لمم الصبيان في سوادها بالحربث، والحربث، بقلة نحو الأيهقان صفراء
غبراء تعجب المال، وهي من نبات السهل. وقال أبو حنيفة: الحربث: نبت ينسبط
على الأرض، له ورق طوال، وبين ذلك الطوال ورق صغار. وقال أبو زياد: الحربث:
عشب من أحرار البقل. وفي التهذيب: الحربث: من أطيب المراعي، ويقال: أطيب
الغنم لبنا ما أكل الحربث والسعدان، كذا في اللسان، والله أعلم.
ومما يستدرك عليه: حربثة بن عبد عمرو بن معاوية- بالضم-: شاعر فارس، ذكره الآمدى، وقيده هكذا.
ح - ر - ك - ث
الحركثة أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو الزعزعة ، يقال:
حركثه من موضعه.
ح - ف - ث
الحفث، ككتف ذات الطرائق من الكرش، زاد الأزهري: كأنها أطباق الفرث. وقيل:
هي هنة ذات أطباق أسفل الكرش إلى جنبها، لا يخرج منها الفرث أبدا، يكون
للإبل والشاء والبقر، وخص ابن الأعرابي به الشاء وحده دون سائر هذه
الأنواع. وقال الجوهري: الحفث حفث الكرش، وهي القبة بكسر القاف وتخفيف
الموحدة وتشديدها كالحفثة ، بزيادة الهاء والحفث بالكسر، ج أحفاث . وفي
التهذيب: الحفث والفحث: الذي يكون مع الكرش، وهو يشبهها. وقال أبو عمرو:
الفخث: ذات الطرائق، والقبة الأخرى إلى جنبه وليس فيها طرائق، قال: وفيها
لغات خفث، وحثف، وحفث وحثف، وقيل فثح، وثحف، ويجمع الأحثاف والأفثاح
والأثحاف كل قد قيل. الحفث : حية عظيمة كالجراب . والحفاث، كرمان: حية أعظم
منها أرقش أبرش يأكل الحشيش، يتهدد ولا يضر أحدا. وقال الجوهري: الحفاث:
حية تنفخ ولا تؤذي، قال جرير:
أيفايشون وقد رأوا حفاثـهـم قد عضه فقضى عليه الاشجع ونقل الأزهري عن شمر: الحفاث: حية ضخم عظيم الرأس، أرقش أحمر أكدر يشبه الأسود، وليس به، إذا حربته انتفخ وريده، قال: وقال ابن شميل: هو أكبر من الأرقم، ورقشه مثل رقش الأرقم لا يضر أحدا وجمعه حفافيث، وقال جرير:
إن الحفافيث عندي يا بني لجإ يطرقن حين يصول الحية الذكر يقال للغضبان إذا انتفخت أوداجه: قد احرنفش حفاثه، على المثل. وفي النوادر: افتحثت ما عند فلان وابتحثت بمعنى واحد، كذا في اللسان، والله أعلم. والحفاثية، ككراهية: الضخم العظيم.
ح - ل - ت - ث
الحلتيث ، بالمثلثة لغة في الحلتيت عن أبي حنيفة.
ح - ن - ث
صفحة : 1242
الحنث، بالكسر : الذنب العظيم، و الإثم ، وفي التنزيل العزيز وكانوا يصرون
على الحنث العظيم وقيل: هو الشرك، وقد فسر به هذه الآية أيضا. الحنث :الخلف
في اليمين . وفي الحديث: اليمين حنث أو مندمة الحنث في اليمين: نقضها،
والنكث فيها، وهو من الحنث: الإثم، يقول: إما أن يندم على ما حلف عليه، أو
يحنث، فيلزمه الكفارة. وحنث في يمينه: أثم. وقال ابن شميل: على فلان يمين
قد حنث فيها، وعليه أحناث كثيرة. وقال: فإنما اليمين حنث أو ندم والحنث حنث
اليمين إذا لم تبر الحنث :الميل من باطل إلى حق، أو عكسه قال خالد بن جنبة:
الحنث: أن يقول الإنسان غير الحق. وقد حنث الرجل في يمينه ،كعلم حنثا
وحنثا، وأحنثته أنا في يمينه، فحنث إذا لم يبر فيها. والمحانث: مواقع الحنث
الإثم ، قيل: لا واحد له، وقيل: واحده محنث، كمقعد، وهو الظاهر، والقياس
يقتضيه، قاله شيخنا. ومن المجاز: هو يتحنث من القبيح أي يتحرج ويتأثم.
وتحنث إذا تعبد ، مثل تحنف، وفي الحديث: كان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه
الليالي أي يتعبد، وفي رواية كان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه- وهو التعبد-
الليالي ذوات العدد ، قال ابن سيده: وهذا عندي على السلب، كأنه ينفي بذلك
الحنث الذي هو الإثم عن نفسه، كقوله تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك أي
انف الهجود عن عينك، ونظيره تأثم، وتحوب، أي نفي الإثم والحوب. وعن ابن
الأعرابي: يتحنث أي يفعل فعلا يخرج به من الحنث، وهو الإثم والحرج، ويقال:
هو يتحنث، أي يتعبد لله، قال: وللعرب أفعال تخالف معانيها ألفاظها، يقال:
فلان يتنجس، إذا فعل فعلا يخرج به من النجاسة، كما يقال: فلان يتأثم
ويتحرج، إذا فعل فعلا يخرج به من النجاسة، كما يقال: فلان يتأثم ويتحرج،
إذا فعل فعلا يخرج به من الإثم والحرج، وفي حديث حكيم ابن حزام: أرأيت
أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية، من صلة رحم وصدقة ، أي أتقرب إلى الله
تعالى بأفعال في الجاهلية. وفي التوشيح: يتحنث، أي يتعبد، ومعناه إلقاء
الحنث عن نفسه، كالتأثم والتحوب. قال الخطابي: وليس في الكلام تفعل: ألقى
الشيء عن نفسه غير هذه الثلاثة، والباقي بمعنى تكسب، قال شيخنا: وزاد غيره
تحرج، وتنجس، وتهجد، كما نقله الأبى عن الثعلبي، فصارت الألفاظ ستة. قال
شيخنا: قول المصنف الليالي ذوات العدد وهم، أوقعه فيه التقليد في الألفاظ
دون استعمال نظر، ولا إجراء لمتون اللغة على حقائقها، فكأنه أعمل قول
الزهري الذي أدرجه في شرح قولهم- في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم-:
كان يأتي حراء فيتحنث فيه، قال الزهري: وهو، أي التحنث: التعبد الليالي
ذوات العدد، فظن المصنف أن قوله، الليالي ذوات العدد قيد في تفسير يتحنث،
وقد صرح شراح البخاري، وغيرهم من أهل الغريب، بأن قول الزهري، الليالي ذوات
العدد، إنما هو لبيان الواقعة، ذكرها اتفاقية، لا أن التحنث هو التعبد بقيد
الليالي ذوات العدد، فإنه لا قائل به، بل التحنث هو التعبد المجرد، صرح به
غير واحد، فلا معنى لتقييد المصنف به. قلت وهو بحث قوي. تحنث
صفحة : 1243
:اعتزل الأصنام ، وهكذا في الصحاح واللسان. تحنث من كذا: تأثم منه ، ويجوز
أن تكون ثاؤه بدلا عن الفاء، صرح به الزمخشري وغيره.ل الأصنام ، وهكذا في
الصحاح واللسان. تحنث من كذا: تأثم منه ، ويجوز أن تكون ثاؤه بدلا عن
الفاء، صرح به الزمخشري وغيره.
ومما يستدرك عليه: بلغ الغلام الحنث، أي الإدراك والبلوغ، وهو مجاز، وقيل: إذا بلغ مبلغا جرى عليه القلم بالطاعة والمعصية، وفي الحديث: من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث دخل من أي أبواب الجنة شاء أي لم يبلغوا مبلغ الرجال، يقال: بلغ الغلام الحنث، أي المعصية والطاعة، و قيل: الحنث: الحلم. وفي اللسان: يقال للشيء الذي يختلف الناس فيه، فيحتمل وجهين: محلف ومحنث. والحنث: الرجوع في اليمين. وفي الحديث: يكثر فيهم أولاد الحنث أي أولاد الزنا، من الحنث المعصبة، ويروى بالخاء المعجمة والباء الموحدة.
ح - ن - ب - ث
حنبث، كجعفر ، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو اسم ، قال: ولا أدري ما
صحته.
ح - ن - ك - ث
الحنكث، كجعفر أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو نبت ، هكذا نقله في
التكملة.
ح - و - ث
الحوث. عرق الحوثاء للكبد ، عن النضر، وقيل: الكبد وما يليها قال الراجز:
إنا وجدنا لحمـه طـريا
الكرش والحوثاء والمريا
أوقع بهم فلان، ف تركهم حوث بوث، وحيث بيث ، بالواو وبالياء، وحيث بيث بكسر أولهما، مبنيات على الفتح في الكل وحاث باث ، مبنيان على الكسر وحوثا بوثا بالتنوين :إذا فرقهم وبددهم . وتركهم حوثا بوثا، أي مختلفين. وحاث باث- مبنيان على الكسر-: قماش الناس. وقال اللحياني: تركته حاث باث. ولم يفسره. قال ابن سيده: وإنما قضينا على ألف حاث أنها منقلبة عن الواو، وإن لم يكن هنالك ما اشتقت منه، لأن انقلاب الألف إذا كانت عينا عن الواو أكثر من انقلابها عن الياء. وروى الأزهري عن الفراء، قال: معنى هذه الكلمات: إذا أذللتهم ودققتهم. وقال اللحياني: معناه إذا تركته مختلط الأمر، فأما حاث باث فإنه خرج مخرج قطام وحذام، وأما حيث بيث، فإنه خرج مخرج حيص بيص. وعن ابن الأعرابي. يقال: تركتهم حاث باث، إذا تفرقوا، قال ومثلهما في الكلام مزدوجا: خاق باق، وهو صوت حركة أبي عمير في زرنب الفلهم قال: وخاش ماش: قماش البيت، وخازباز: ورم، وهو أيضا صوت الذباب، وتركت الأرض حاث باث، إذا دقتها الخيل. قد أحاث الأرض واستحاثها: أثارها ، وأحاثتها الخيل، وأحثت الأرض وأبثتها. وقال الفراء: أحثيت الأرض وأبثيتها، فهي محثاة ومبثاة، وقال غيره : أحثت الأرض وأبثتها فهي محاثة ومباثة، والإحاثة والإباثة والاستحاثة والاستباثة، واحد. استحاث الأرض، إذا ضاع شيء و طلب ما فيها . والاستحاثة: الاستخراج. أحاث الشيء: حركه وفرقه ، عن ابن الأعرابي، وقوله أنشده ابن دريد:
بحيث ناصى اللمم الكثاثا
مور الكثيب فجرى وحاثا
صفحة : 1244
قال ابن سيده: لم يفسره، قال: وعندي أنه أراد: وأحاثا، أي فرق وحرك، فاحتاج
إلى حذف الهمزة فحذفها، قال: وقد يجوز أن يريد: وحثا، فقلب. وحوث بالواو
لغة في حيث، طائية صرح به شيخه ابن هشام في المغنى، أو تميمية، وقال
اللحياني: هي لغة طيىء فقط. قال ابن سيده: وقد أعلمتك أن أصل حيث إنما هو
حوث على ما نذكره في ترجمة حيث، ومن العرب من يقول: حوث، فيفتح، رواه
اللحياني عن الكسائي، كما أن منهم من يقول: حيث، روى الأزهري بإسناده عن
الأسود. قال: سأل رجل ابن عمر: كيف أضع يدي إذا سجدت? قال: ارم بهما حوث
وقعتا. قال الأزهري: كذا رواه لنا، وهي لغة صحيحة، حيث وحوث: لغتان جيدتان،
والقرآن نزل بالياء، وهي أفصح اللغتين. والحوثاء: المرأة السمينة التارة،
وسيأتي في الخاء المعجمة فيما بعد. والحوثة، بالضم، اسم نقله الصاغاني.
ومما يستدرك عليه: حوث بالضم: قرية من بلاد عبس بالقرب من تعز، منها عبد الله بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن فضل الله بن ثامر العكي الفزاري العبسي الحنفي ويعرف بالنجري، أحد العلماء المشهورين، ترجمه السخاوي في الضوء.
ح - ي - ث
حيث: كلمة دالة على المكان ؛ لأنه ظرف في الأمكنة، كحين في الزمان وهو مذهب
الجمهور، وحكى عليه جماعة الاتفاق، قال شيخنا: وقد خالف الأخفش، فادعى أنها
تأتي وترد للزمان، وأقوى شاهد على دلالتها على الزمان قوله:
حيثما تستقم يقدر لك الله
نجاحا في غابر الأزمان
صفحة : 1245
وإن بحث فيه الدماميني في التحفة، وتكلف للجواب، وهي ظرف، وتدخل عليها ما
الكافة، فتتضمن معنى الشرط، كما في البيت، ولها أحكام مبسوطة في المغنى
وغيره. ويثلث آخره قال شيخنا: أي مع كل من الياء والواو والألف عند بعضهم،
فهي تسع لغات، ذكرها ابن عصفور وغيره، وبه تعلم قصور كلام المصنف. قلت: هذا
الذي ذكره شيخنا إنما هو في قولهم: تركته حاث باث، وحوث بوث، وحيث بيث-
بالواو، والياء، والألف، مع التثليث في آخره- وأما فيما نحن فيه، فلم يرد
فيه إلا حوث وحيث، ولم يرد حاث، ولم يقل أحد: إن الألف لغة فيه، وسنذكر في
ذلك كلام الأئمة. حتى يظهر أن ما ذكره شيخنا إنما هو تحامل فقط. ففي
التكملة: حيث- مبنيا على الكسر-: لغة في الضم والفتح. وفي اللسان: حيث: ظرف
مبهم من الأمكنة، مضموم، وبعض العرب يفتحه، وزعموا أن أصلها الواو، قال ابن
سيده: وإنما قلبوا الواو ياء طلب الخفة، قال: وهذا غير قوي. وقال بعضهم:
أجمعت العرب على رفع حيث في كل وجه، وذلك أن أصلها حوث فقلبت الواو ياء؛
لكثرة دخول الياء على الواو، فقيل: حيث، ثم بنيت على الضم؛ لالتقاء
الساكنين، واختير لها الضم ليشعر ذلك بأن أصلها الواو، وذلك لأن الضمة
مجانسة للواو، فكأنهم أتبعوا الضم الضم قال الكسائي: وقد يكون فيها النصب
يحفزها ما قبلها إلى الفتح. قال الكسائي: سمعت في بني تميم- من بني يربوع
وطهية- من ينصب الثاء على كل حال: في الخفض، والنصب، والرفع، فيقول: حيث
التقينا، ومن حيث لا يعلمون، ولا يصيبه الرفع في لغتهم، قال: وسمعت في بني
الحارث ابن أسد بن الحارث بن ثعلبة وفي بني فقعس كلها يخفضونها في موضع
الخفض، وينصبونها في موضع النصب فيقول: من حيث لا يعلمون، وكان ذلك حيث
التقينا. وحكى اللحياني، عن الكسائي أيضا، أن منهم من يخفض بحيث، وأنشد:
أما ترى حيث سهيل طالعا قال: وليس بالوجه. وقال الأزهري- عن الليث-: للعرب في حيث لغتان: فاللغة العالية حيث، الثاء مضمومة، وهو أداة للرفع الاسم بعده، ولغة أخرى حوث، رواية عن العرب لبني تميم: يظنون حيث في موضع نصب يقولون القه حيث لقيته ونحو ذلك كذلك وقال ابن كيسان: حيث حرف مبنى على الضم وما بعده صلة له، يرتقع الاسم بعده على الابتداء: كقولك: قمت حيث زيد قائم، وأهل الكوفة يجيزون حذف قائم، ويرفعون بحيث زيدا، وهو صلة لها، فإذا أظهروا قائما بعد زيد أجازوا فيه الوجهين: الرفع، والنصب فيرفعون الاسم أيضا وليس بصلة لها، وينصبون خبره ويرفعونه، فيقولون: قامت مقام صفتين، والمعنى: زيد في موضع فيه عمرو. فعمرو مرتفع بفيه، وهو صلة للموضع، وزيد مرتفع بفي الأولى وهي خبره، وليست بصلة لشيء قال: وأهل البصرة يقولون: حيث مضافة إلى جملة ف لذلك لم تخفض وأنشد الفراء بيتا أجاز فيه الخفض وهو قوله:
أما ترى حيث سهيل طالعا
صفحة : 1246
فلما أضافها فتحها كما يفعل بعند وخلف . وقال أبو الهيثم: حيث ظرف من
الظروف يحتاج إلى اسم وخبر، وهي تجمع معنى ظرفين، كقولك: حيث عبد الله قاعد
زيد قائم. المعنى: الموضع الذي فيه عبد الله قاعد زيد قائم، قال و حيث من
حروف المواضع، لا من حروف المعاني، وإنما ضمت؛ لأنها ضمنت الاسم الذي كانت
تستحق إضافتها إليه، قال: وقال بعضهم: إنما ضمت؛ لأن أصلها حوث، فلما قلبوا
واوها ياء ضموا آخرها. قال أبو الهيثم: وهذا خطأ؛ لأنهم إنما يعقبون في
الحرف ضمة دالة على واو ساقطة. قال الأصمعي: ومما تخطىء فيه العامة والخاصة
باب حين وحيث، غلط فيه العلماء مثل أبي عبيدة وغيره قال أبو حاتم: رأيت في
كتاب سيبويه أشياء كثيرة، يجعل حين حيث، وكذلك في كتاب أبي عبيدة بخطه. قال
أبو حاتم: واعلم أن حين وحيث ظرفان: فحين ظرف من الزمان، وحيث ظرف من
المكان، ولكل واحد منهما حد لا يجاوزه، والأكثر من الناس جعلوهما معا.
والله أعلم.