فصل الراء مع المثلثة
ر - ب - ث
صفحة : 1259
الربث عن الحاجة هو: الحبس عنها ، يقال: ربثه عن أمره وحاجته يربثه، بالضم،
ربثا: حبسه وصرفه، كالتربيث ، وهذه عن الصاغاني. وقال شمر: ربثه عن حاجته،
أي حبسه، فربث، وهو رابث إذا أبطأ، وأنشد لنمير بن جراح:
تقول ابنة البكري مالي لا أرى صديقك إلا رابثا عنك وافـده أي بطيئا. وربثه كلبثه. وأمره ربيث ومربوث ، واحد. يقال: دنا فلان ثم ارباث كاحمار، قال شيخنا: وسمع مهموزا؛ فرارا من التقاء الساكنين اربأث كاطمأن، أي احتبس واربأثثت. اربأث أمرهم اربئثاثا، إذا انتشر وتفرق، ولم يلتئم، وهو مجاز. وفي الصحاح: اربث أمرهم : ضعف وأبطأ حتى تفرقوا . والربيثة: أمر يحبسك ، جمعه ربائث، وفي الحديث تعترض الشياطين الناس يوم الجمعة بالربائث أي بما يربثهم عن الصلاة، وفي رواية إذا كان يوم الجمعة بعث إبليس شياطينه- وفي رواية، جنوده- إلى الناس، فأخذوا عليهم بالربائث وفي حديث علي رضي الله عنه: غدت الشياطين براياتها، فيأخذون الناس بالربائث أي ذكروهم بالحوائج التي تربثهم؛ ليربثوهم بها عن الجمعة. قلت: ومثله في مختار الصحاح، وفي رواية: يرمون الناس بالترابيث قال الخطابي: وليس بشيء. قلت: وهذه الرواية التي أشار إليها شيخنا في شرحه، قال ابن الأثير: ويجوز- إن صحت الرواية- أن يكون جمع تربيثة، وهي المرة الواحدة من التربيث، تقول: ربثته تربيثا، وتربيثة واحدة، مثل قدمته تقديما وتقديمة واحدة. كالربيثي مثال الخصيصي. الربيثة والربيثي :الخديعة والحبس، يقال: فعل ذلك له ربيثي وربيثة أي خديعة وحبسا. وقال ابن السكيت: إنما قلت ذلك ربيثة منى، أي خديعة، وقد ربثته أربثه ربثا. وقال الكسائي: الربيثي من قولك: ربثت الرجل أربثه ربثا، وهو أن تثبطه وتبطىء به قال الشاعر:
بينا ترى المرء في بلهنية يربثه من حذاره أملـه وتربث في سيره، أي تلبث وربثه كلبثه. وارتبث أمرهم :تفرق، كاربث اربثاثا واربث القوم: تفرقوا. قال أبو ذؤيب:
رميناهم حتى إذا اربث أمرهم وصار الرصيع نهية للحمائل واربثت الغنم، وانبثت: انتشرت، ولا تزال غنمهم منبثة مربثة، واربثوا في منازلهم ورأيهم: تفرقوا، ويقال جريه كريث، وأمره ربيث، كذا في الأساس. وربث، كزفر، ابن قاسط بن بهراء في قضاعة .
ر - ث - ث
صفحة : 1260
الرث والرثة والرثيث: الخلق الخسيس البالي من كل شيء، تقول: ثوب رث، وحبل
رث، ورجل رث الهيئة في لبسه، وأكثر ما يستعمل فيما يلبس، والجمع رثاث،
كالأرث والرثيث . الرث :السقط من متاع البيت ، من الخلقان كالرثة بالكسر، ج
رثث ورثاث مثل قربة وقرب، ورهمة ورهام، وفي الحديث: عفوت لكم عن الرثة وهي
متاع البيت الدون. وفي اللسان: الرث والرثة جميعا: ردىء المتاع، وأسقاط
البيت من الخلقان. والرثة بالكسر أيضا : المرأة الحمقاء، وضعفاء الناس
وخشارتهم وهو مجاز، شبهوا بالمتاع الردىء، والجمع رثاث. رجل رث الهيئة:
خلقها باذها. وفي خلقه رثاثة، الرثاثة بالفتح والرثوثة بالضم :البذاذة .
وقد رث يرث رثاثة، ويرث رثوثة. قال ابن دريد: أجاز أبو زيد: رث وأرث ، وقال
الأصمعي: رث، بغير ألف، قال أبو حاتم: ثم رجع بعد ذلك، وأجاز: رث وأرث،
وقول دريد بن الصمة:
أرث جديد الحبل من أم معبد بعاقبة وأخلفت كل موعـد يجوز أن يكون على هذه اللغة، ويجوز أن تكون الهمزة للاستفهام دخلت على رث. وقد رث الحبل وغيره وأرثه البلى و غيره ، عن ثعلب، وأرث الثوب، أي أخلق. يقال للرجل إذا ضرب في الحرب فأثخن وحمل وبه رمق، ثم مات: قد ارتث فلان وهو افتعل على المجهول أي حمل من المعركة رثيثا، أي جريحا، وبه رمق . وفي اللسان: المرتث: الصريع الذي يثخن في الحرب، ويحمل حيا، ثم يموت، وقال ثعلب: هو الذي يحمل من المعركة وبه رمق، فإن كان قتيلا فليس بمرتث. والمرث مأخوذ من أرث حبله والاسم من ذلك الرثة. وارتث فلان ناقة له أو شاة :نحرها من الهزال .
ومما يستدرك عليه: ارتثوا رثة القوم: جمعوها، أو اشتروها. والرثيث: الجريح، كالمرتث، وفي حديث أم سلمة فرآني مرتثة أي ساقطة ضعيفة، وأصله من الرث: الثوب الخلق، والمرتث مفتعل منه. وفي الأساس، من المجاز: مر ببني فلان فارتثهم وكلام رث: غث سخيف، وفي هذا الخبر رثاثة وركاكة، إذا لم يصح.
ر - ع - ث
الرعثة، ويحرك : ما علق بالأذن من القرط ونحوه، و ج، رعاث كرقبة ورقاب،
ورعثة، بكسر ففتح، قال النمر:
وكل خليل عليه الـرعـا ث والحبلات كذوب ملق من المجاز: الرعثة :عثنون الديك الناتىء تحت منقاره، وهو لحيته، يقال صاح ذو الرعثاث، وديك مرعث، قال الأخطل يصف ديكا:
ماذا يؤرقني والنوم يعـجـبـنـي من صوت ذي رعثات ساكن الدار الرعثة بفتح فسكون كما قبله التلتله - هكذا في سائر أمهات اللغة، كالتهذيب، والمحكم واللسان فلا عبرة بقول شيخنا: فيه إغراب- تتخذ من جف الطلعة يشرب بها . وترعثت المرأة أي تقرطت . وصبي مرعث: مقرط، قال رؤبة:
رقراقة كالرشإ المرعث
صفحة : 1261
كارتعثت : إذا تحلت بالرعاث، وهذا عن ابن جنى، وفي الحديث قالت أم زينب بنت
نبيط: كنت أنا وأختاي في حجر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان يحلينا
رعاثا من ذهب ولؤلؤ . وعن ابن الأعرابي: الرعثة في أسفل الأذن، والشنف في
أعلى الأذن، والرعثة: درة تعلق في القرط. من المجاز: الرعث- محركة ويسكن-:
ابيضاض أطراف زنمتي العنز والشاة، وهما تحت الأذنين. وقد رعثت، كفرح رعثا
رعثت، مثل منع رعثا، وشاة رعثاء: لها تحت أذنيها زنمتان. من المجاز: الرعث
:العهن عامة، واحده رعثة، وقيل: هو العهن يعلق من الهودج ونحوه؛ زينة لها،
كالذباذب. وقيل: هو كل معلق رعث ورعثة كالرعثة، بالضم ، عن كراع، وخص بعضهم
به القرط والقلادة ونحوهما. قال الأزهري: وكل معلاق كالقرط ونحوه يعلق من
أذن، أو قلادة، فهو رعاث، والجمع رعث ورعاث ورعث، الأخيرة جمع الجمع.
والراعوثة: حجر في أعلى البئر يقوم عليه المستقي ، وفي بعض مصنفات الغريب
حجر يترك في أسفل البئر إذا حفرت، يجلس عليه من يريد تنقيتها، وهو
الراعوفة، بالفاء، حكي ذلك عن بعضهم كالأرعوثة بالضم، مثل الأرعوفة، وفي
حديث سحر النبي، صلى الله عليه وسلم ودفن تحت راعوثة البئر قال ابن الأثير:
هكذا جاء في رواية، والمشهور بالفاء، وهي هي، وسيذكر في موضعه. من المجاز:
الرعثاء: عنب له حب طوال ، على التشبيه بالزنمتين. و: شاة تحت أذنيها
زنمتان ، وقد تقدم. ورعثته الحية، كمنعه: قرمته ونالت منه قليلا ، نقله
الصاغاني.
ومما يستدرك عليه: المرعث، كمعظم: لقب بشار بن برد، سمى بذلك لرعاث كانت له في صغره في أذنه. وتفتح رعث الرمان: زهره، وهو جلناره، وهو مجاز. والرعوث: كل مرضعة، كالمرعث، كذا في الأساس. قلت: ولعله لغة في الغين، كما سيأتي، أو هو تصحيف.
ر - ع - ث
الرغوث كصبور :كل مرضعة قال طرفة:
فليت لنا مكان الملك عمرو
رغوثا حول قبتنا تخـور وفي
حديث الصدقة أن لا يؤخذ فيها الربى والماخض والرغوث أي التي ترضع. وشاة
رغوث ورغوثة: مرضع، وهي من الضأن خاصة، واستعملها بعضهم في الإبل فقال:
أصدرها عن طثرة الدآت
صاحب ليل خرش التبعاث
يجمع للرعاء فـي ثـلاث
طول الصوا وقلة الإرغاث
وقيل: الرغوث من الشاء: التي قد ولدت فقط، وقوله:
حتى يرى في يابس الثرياء حث
يعجز عن رى الطلى المرتغث
يجوز أن يريد تصغير الطلا الذي هو ولد الشاة، أو الذي هو ولد الناقة، أو غير ذلك من أنواع البهائم. وبرذونة رغوث: لا تكاد ترفع رأسها من المعلف، وفي المثل: آكل الدواب برذونة رغوث وهي فعول في معنى مفعولة، لأنها مرغوثة. وأورد الجوهري هذا المثل شعرا فقال:
آكل من برذؤنة رغوث
صفحة : 1262
ومن سجعات الأساس: ليت لنا مكانك رغوثا، بل ليت لنا مكانك برغوثا. كالمرغث
، على مثال مكرم، وهي المرأة المرضع، وجمع الرغوث رغاث، والرغوث أيضا:
ولدها. وقد أرغثت النعجة ولدها: أرضعته. في حديث أبي هريرة: ذهب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وأنتم ترغثونها يعني الدنيا، أي ترضعونها من رغثها
كمنع . وارتغثها إذا رضعها . وأرغثته: أرضعته . هو مع ما تقدم تكرار.
والرغثاء، كالعشراء ، وفتح الراء والغين لغة، نقله الصاغاني :عرق في الثدى
يدر اللبن. الرغثاء: عصبة تحته أي الثدي، كذا في التهذيب، قال: وضم الراء
في الرغثاء أكثر، عن الفراء. وقيل: الرغثاوان: العصبتان اللتان تحت
الثديين، وقيل: هما ما بين المنكبين والثديين مما يلي الإبط، وقيل: هما
مضيغتان من لحم بين الثندأة والمنكب بجانبي الصدر، وقيل: الرغثاوان: سواد
حلمتي الثديين. وأرغثه: طعنه في رغثائه ، كرغثه، عن الزجاج، قالت خنساء:
وكان أبو حسان صخر أصابها وأرغثها بالرمح حتى أقرت ورغث كزهي: اشتكاهل أي الرغثاء، والذي في مصنفات الغريب: رغثت المرأة ترغث: شكت رغثاءها. رغثه الناس: أكثروا سؤاله حتى فنى ما عنده، وقال أبو عبيد: رغث فلان فهو مرغوث- فجاء به على صيغة ما لم يسم فاعله- كثر ، وفي نسخة أكثر عليه السؤال حتى نفد وفي نسخة: ينفد ما عنده . و رغثه وأرغثه: طعنه بالرمح مرة بعد أخرى ، نقله الزجاج. وأرض رغاث، كغراب ، إذا كانت لا تسيل إلا من مطر كثير ، وضبطه الصاغاني كسحاب. والمرغث، كمحمد: موضع الخاتم من الإصبع ، وضبطه الصاغاني كمكرم.
ر - ف - ث
الرفث- محركة-: الجماع وغيره، مما يكون بين الرجل وامرأته، من التقبيل
والمغازلة ونحوهما، مما يكون في حالة الجماع. هو أيضا الفحش من القول
كالرفوث بالضم. وكلام النساء - كذا في سائر النسخ التي بأيدينا، ومثله في
الصحاح ووجد في نسخة شيخنا: وكلام الناس وهو خطأ، ولو أبدى له توجيها- في
الجماع ، كذا قيده غير واحد من الأئمة. أو ما ووجهن به من الفحش . وروى عن
ابن عباس أنه كان محرما، فأخذ بذنب ناقة من الركاب وهو يقول:
وهن يمشين بنا همـيسـا
إن تصدق الطير ننك لميسا
فقيل له: يا أبا العباس: أترفث وأنت محرم?: فقال: إنما الرفث ما روجع به النساء فرأى ابن عباس الرفث الذي نهى الله عنه: ما خوطبت به المرأة، فأما أن يرفث في كلامه، ولا تسمع امرأة رفثه فغير داخل في قوله تعالى : فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج كذا في اللسان. وقيل: الرفث: هو التصريح بما يكنى عنه من ذكر النكاح، ويقال: الرفث يكون في الفرج بالجماع، وفي العين بالغمز للجماع، وفي اللسان المواعدة به، كما يفهم من عبارة المصباح. وقال الأزهري: الرفث: كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة، نقله شيخنا في شرح كفاية المتحفظ. وقال الزجاج: لا رفث أي لا جماع ولا كلمة من أسباب الجماع وأنشد:
ورب أسراب حجيج كظم
عن اللغا ورفث التكلـم
صفحة : 1263
وقال ثعلب: هو أن لا يأخذ ما عليه من القشف، مثل تقليم الأظفار، ونتف
الإبط، وحلق العانة، وما أشبهه، فإن أخذ ذلك كله فليس هنالك رفث. وقد رفث
الرجل بها، ومعها كنصر وضرب، يرفث ويرفث رفثا، والأخير صرح به عياض في
المشارق، وفرح ، رفثا، محركة، وقيل: هو اسم، وكرم ، وهذا عن اللحياني وأرفث
كله: أفحش في شأن النساء، كذا في اللسان، والله تعالى أعلم.
ر -م - ث
الرمث بالكسر: مرعى للإبل ، وهو من الحمض كذا في الصحاح. في المحكم: شجر
يشبه الغضى لا يطول، ولكنه ينبسط ورقه، وهو شبيه بالأشنان، والإبل تحمض بها
إذا شبعت من الخلة وملتها. وقال أبو حنيفة في كتاب النبات: وله هدب طوال
دقاق، وهو مع ذلك كله كلأ تعيش فيه الإبل والغنم، وإن لم يكن معها غيره،
وربما خرج فيه عسل أبيض كأنه الجمان، وهو شديد الحلاوة، وله حطب وخشب،
ووقوده حار، وينتفع بدخانه من الزكام، وقال مرة: قال بعض البصريين: يكون
الرمث مع قعدة الرجل، ينبت نبات الشيح، قال: وأخبرني بعض بني أسد أن الرمث
يرتفع دون القامة فيحتطب، واحدته رمثة. الرمت :الرجل الخلق الثياب يقال:
رمث نكس، وقال شيخنا: هو مجاز. الرمث :الضعيف المتن أيضا، نقله الصاغاني.
الرمث بالفتح: الإصلاح والمسح باليد ، وفي أخرى المس ، يقال: رمثت الشيء،
أي أصلحته ومسحته بيدي، قال الشاعر:
وأخ رمـثـت رويســه ونصحته في الحرب نصحا الرمث بالتحريك: خشب يضم ، وفي نسخة يشد بعضه إلى بعض كالطوف ويركب عليه في البحر ، قال أبو صخر الهذلي:
تمنيت من حبـي عـلـية أنـنـا على رمث في الشرم ليس لنا وفر الشرم: موضع في البحر، والجمع أرماث، وفي الحديث: أن رجلا أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إنا نركب أرماثا لنا في البحر، ولا ماء معنا، أفنتوضأ بماء البحر? فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته قال الأصمعي: والرمث: هو هذا الطوف، وهو الخشب، فعل بمعنى مفعول، من رمثت الشيء إذا لممته وأصلحته. الرمث أن تأكل الإبل الرمث بالكسر، فتشتكى عنه هكذا في سائر الأمهات، ووجد في نسخة شيخنا منه بدل عنه ن وقد رمثت الإبل بالكسر ترمث رمثا فهي رمثة بفتح فكسر ورمثى ، على القصر، إبل رماثي كعذارى: أكلت الرمث فاشتكت بطونها، وقال أبو حنيفة: هو سلاح يأخذها إذا أكلت الرمث وهي جائعة فيخاف عليها حينئذ. وقال الأزهري- في ترجمة طلح -: الرمث والغضى إذا باحثتهما الإبل، ولم يكن لها عقبة من غيرهما يقال: رمثت، وغضيت، فهي رمثة وغضية. الرمث :بقية اللبن تبقى في الضرع بعد الحلب، والجمع أرماث. قاله ابن سيده. الرمث المزية ، في نوادر الأعراب: لفلان على فلان رمث ورمل، أي مزية، وكذلك: عليه فور ومهلة ونفل. الرمث علاقة لسقاء المخيض الرمث: الحلب، يقال: رمث ناقتك، أي أبق في ضرعها شيئا، والرمثة كالرمث، وقد أرمثها ورمثها. ويقال: رمث في الضرع ترميثا: أبقى فيه وفي: نسخة به شيئا، كأرمث ، قال الشاعر:
وشارك أهل الفصيل الفصي
ل في الأم وامتكها المرمث
صفحة : 1264
رمث على الخمسين وغيرها: زاد وإنما يستعملون الخمسين في هذا ونحوه؛ لأنه
أوسط الأعمار، ولذلك استعملها أبو عبيد في باب الأسنان وزيادة الناس فيها
دون سائر العقود. ورمثت غنمه على المائة: زادت، ورمثت الناقة على محلبها،
كذلك، وفي حديث رافع بن خديج- وسئل عن كراء الأرض البيضاء بالذهب والفضة،
فقال-: لا بأس إنما نهى عن الإرماث قال ابن الأثير: هكذا يروى، فإن كان
صحيحا، فيكون من قولهم: رمثت الشيء بالشيء، إذا خلطته، أو من قولهم: رمث
عليه، وأرمث، إذا زاد، أو من الرمث، وهو بقية اللبن في الضرع، قال: فكأنه
نهى عنه من أجل اختلاط نصيب بعضهم ببعض، أو لزيادة يأخذها بعضهم من بعض، أو
لإبقاء بعضهم على البعض شيئا من الزرع. الرمث: الحبل الخلق، وجمعه أرماث
ورماث، و حبل أرماث أي أرمام كما، قالوا: ثوب أخلاق. وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها: نهيتكم عن شرب ما في الرماث، والنقير قال أبو موسى: إن كان
اللفظ محفوظا، فلعله من قولهم: حبل أرماث، أي أرمام، ويكون المراد به
الإناء الذي فيه قدم وعتق، فصارت فيه ضراوة بما ينتبذ فيه، فإن الفساد يكون
إليه أسرع، وعن ابن الأعرابي: الرمث: الحبل المنتكث. وأرض مرمثة: تنبت
الرمث ، بالكسر. وأرمث فلان في ماله ، وكذا في ضرعه :أبقى، كاسترمث . أرمث
عليه في المنطق : أربى عليه. أرمث الحبل :لين . رمثت الشيء بالشيء، إذا
خلطته. و رمث أمرهم، كفرح ، رمثا: اختلط ، وعليه خرج حديث رافع ابن خديج،
كما تقدم. وبئر مرموثة: لها مقام من رمث، محركة، أي خشب ، نقله الصاغاني.
والرماثة- مشددة-: النعجة من بقر الوحش ، نقله الصاغاني. يقال: هم في
مرموثاء من أمرهم، أي اختلاط . ورمثة بالكسر: اسم ، قال أبو حنيفة: سمى
باسم النبات. والرميثة بالضم :ع قال النابغة:
إن الرميثة مانع أرماحـنـا ما كان من سحم بها وصفار رميثة اسم جماعة، منهم أسد الدين أبو عرادة رميثة بن أبي نمى بن أبي سعد الحسني، وفي ولده الإمارة بمكة. ومن ولده: الشمس أبو المجد محمد بن محمد بن محمد بن علي الرميثي البخاري الحنفي، ولد ببخارا سنة 818 وقرأ على ملا مسكين، قاضي سمرقند وبخارا، ووفد إلى مكة، وتديرها، وكان شيخ الباسطية بها مات سنة 895. وولده الشهاب أحمد، أجازه السخاوي والسيوطي، والديمي توفي سنة 948. وأخوه محمد ممن قرأ على السخاوي بالمدينة في سنة 894 ومما يستدرك عليه: الرمثة بالضم: البقية من اللبن يبقى في الضرع بعد الحلب. والرمث: السرقة، يقال: رمث يرمث رمثا، إذا سرق. والترمثية: بئر صغيرة قدر قعدة الإنسان، يجلس فيها الرجل من العرب يطلب سخونة الأرض، ذكرها ابن عصفور. قال أبو حيان: زيدت التاء فيها. واسترمثت الناقة: تركتها وقلت: لعلها تفيق. ويوم أرماث: أول يوم من أيام القادسية، وذلك في أيام سيدنا عمر، رضي الله عنه، وإمارة سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه. قال ياقوت: لا أدري أهو موضع، أم أرادوا النبت، قال عمرو بن شأس الأسدي:
عشية أرماث ونحن نـذودهـم
ذياد العوافي عن مشاربها
عكلا
صفحة : 1265
وأبو رمثة. صحابي معروف، وهو البلوى، ويقال: التميمي، ويقال التيمي- تيم
الرباب، وقد تقدم في ث ر ب. وأم رمثة، لا تعرف إلا بهذا، في شهود فتح خيبر،
قاله السهيلي في الروض.
ر - و - ث
الروثة: واحدة الروث والأرواث، وقد راث الفرس وغيره، وفي المثل: أحشك
وتروثني قال ابن سيده: الروث: رجيع ذي الحافر، والجمع أرواث، عن أبي حنيفة.
وفي التهذيب: يقال لكل ذي حافر: قد راث يروث روثا. فقول المصنف: وقد راث
الفرس، إنما هو مثال لا قيد. الروثة: ما يبقى من قصب البر في الغربال إذا
نخلته ، نقله الصاغاني. الروثة: مقدم الأنف أجمع، وقيل: طرف الأنف حيث يقطر
الرعاف، وقال غيره: وروثة الأنف: طرفه. والروثة: طرف الأرنبة ، يقال: فلان
يضرب بلسانه روثة أنفه، وفي حديث حسان بن ثابت أنه أخرج لسانه فضرب به روثة
أنفه أي أرنبته وطرفه من مقدمه. وفي حديث مجاهد: في الروثة ثلث الدية .
والمراث، كمبال: خوران الفرس ، أي مخرج الروث كالمروث، كمسكن ، أي من غير
قلب الواو ألفا. ورويثة: ع بين الحرمين الشريفين- زادهما الله تعالى شرفا-
به منهل ماء عذب.
ومما يستدرك عليه: روثة العقاب: منقارها، قال أبو كبير الهذلي:
حتى انتهيت إلى فراش عزيزة شغواء روثة أنفها كالمخصف وفي الحديث: أن روثة سيف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كانت فضة ، فسر أنها أعلاه مما يلي الخنصر من كف القابض. ورجل مروث: أي ضخم الأنف
ر - ي - ث
الريث: الإبطاء ، راث يريث ريثا: أبطأ، قال:
والريث أدنى لنجاح الذي تروم فيه النجح من خلسه وراث علينا خبره يريث ريثا: أبطأ، وفي المثل رب عجلة وهبت ريثا كالتريث ، يقال: تريث فلان علينا، أي أبطأ. الريث المقدار ، يقال: ما فعل كذا إلا ريثما فعل كذا، وقال اللحياني: عن الكسائي والأصمعي: ما قعدت عنده إلا ريث أعقد شسعى. بغير أن ويستعمل بغير ما ولا أن ، وأنشد الأصمعي لأعشى باهلة:
لا يصعب الأمر إلا ريث يركبه وكل أمر سوى الفحشاء يأتمر وهي لغة فاشية في الحجاز، يقولون: يريد يفعل، أي أن يفعل، قال ابن الأثير: وما أكثر ما رأيتها واوردة في كلام الإمام الشافعي، رضي الله عنه. ويقال: ما قعد عندنا فلان إلا ريث أن حدثنا بحديث ثم مر، أي ما قعد إلا قدر ذلك، وفي الحديث: فلم يلبث إلا ريثما قلت أي إلا قدر ذلك. وما أراثك علينا، أي ما أبطأ بك عنا، وفي نسخة ما أبطأك. والترييث: التليين والإعياء يقال: ريث الرجل والفرس، إذا أعييا أو كادا. وهو ريث بالتشديد، ككيس ورائث، أي بطىء ، الأول عن ابن الأعرابي. وفي حديث الاستسقاء عجلا غير رائث أي غير بطىء، وقيل: كل بطىء ريث، وأنشد:
سريعات موت ريثات إقامة
إذا ما حملن حملهن خفيف رجل مريث العينين كمعظم أي بطىء النظر
، عن الفراء، ونظر القناني إلى بعض أصحاب الكسائي فقال: إنه ليريث النظر،
وفي بعض الروايات: إنه ليريث إلى النظر في الحديث: كان إذا استراث الخبر،
أي استبطأ تمثل بقول طرفة:
صفحة : 1266
ويأتيك بالأخبار من لم تزود واسترثته: استبطأته، هو استفعل من الريث، وما
فلان بمستراث النصرة، وتقول: قد استغثته، فما استرثته. وريث بن غطفان بن
قيس عيلان أبو حي من قيس بن مضر. وريثة: اسم منهلة من المناهل التي بين
المسجدين، كذا في اللسان. وريث: موضع في ديار طيىء حيث يلتقى طيىء وأسد،
وهو أيضا جبل لبنى قشير، كذا في المراصد ونقله شيخنا. قال ابن منظور: وريث
عما كان عليه، أي قصر، وريث أمره، كذلك، وقول معقل بن خويلد:
لعمرك لليأس غير المري ث خير من الطمع الكاذب يجوز أن يكون أراث لغة في راث، ويجوز أن يكون أراد المريث المرء، فحذف.