الباب الرابع: باب الثاء المثلثة - الفصل الثامن عشر: فصل الفاء مع المثلثة

فصل الفاء مع المثلثة

ف - ث - ث
الفث: نبت يختبز ، بالخاء المعجمة والزاى، هكذا في سائر النسخ، ومثله في اللسان والصحاح والمحكم، إلا ما شذ في بعضها: يختبى، بالخاء المعجمة والياء، أي يدخر ويكنز، وأيده شيخنا بما حكاه ابن خزيمة عن بعض الأعراب، والذين في الصحاح والمحكم واللسان: نبت يختبز حبه ويؤكل في الجدب ، وتكون خبرته غليظة شبيهة بخبز الملة، قال أبو دهبل:

حرمية لم تختبز أمـهـا     فثا ولم تستضرم العرفجا وروى ابن الأعرابي: الفث: حب يشبه الجاورس، يختبز ويؤكل. قال أبو منصور: وهو حب برى تأخذه الأعراب في المجاعات فيدقونه ويختبزونه، وهو غذاء ردىء، وربما تبلغوا به أياما، قال الطرماح:

لم تأكل الفث والدعاع ولم     تجن هبيدا يجنيه مهتبده الفث أيضا: شجر الحنظل هكذا في سائر النسخ، وهو خطأ، والصواب: شحم الحنظل، وهو الهبيد. نقله الصاغاني. وفي التهذيب: قرأت بخط شمر: الفث: حب شجرة برية. وقيل: الفث: من نجيل السباخ، وهو من الحموض يختبز، واحدته فثة، عن ثعلب. وقال ابن الأعرابي: هو بزر النبات، وأنشد:
عيشها العلهز المطحن بالفث وإيضاعها القعود الوساعـا والانفثاث: الانكسار يقال: انفث الرجل من هم أصابه، انفثاثا، أي انكسر، وأنشد:

وإن يذكر بالإله ينخنث
وتنهشم مروته فتنفثث

صفحة : 1290

أي تنكسر. وفث الماء الحار بالبارد يفثه فثا: كسره وسكنه، عن يعقوب. عن الأصمعي: فث جلته ، بالضم إذا نثر تمرها. والمفثة: الكثرة ، يقال: وجد لبنى فلان مفثة، إذا عدوا فوجد لهم كثرة. وتمر فث : منتشر ليس في جراب ولا وعاء، كبث، عن كراع، وعن اللحياني: تمر فث، وفذ، وبذ، أي متفرق . ما رأينا جلة كثير مفثة أي كثير نزل ، محركة. وما افتثوا، بالضم: ما قهروا ولا ذللوا.

ف - ح - ث
فحث عنه ، أي عن الخبر كمنع يفحث: فحثا: فحص ، في بعض اللغات، كافتحث ، يقال: افتحثت ما عند فلان: ابتحثت. والفحث، ككتف ، والفحثة: ذات الأطباق، والجمع أفحاث. وفي الصحاح: الفحث: لغة في الحفث ، وهو القبة ذات الأطباق من الكرش، وقد تقدم، ويقال: ملأ أفحاثه، أي جوفه.

ف - ر ث

صفحة : 1291

الفرث ، بفتح فسكون: السرجين ما دام في الكرش ، والجمع فروث، وفي المحكم: الفرث: السرقين، والفرث والفراثة: سرقين الكرش. الفرث : الركوة الصغيرة، لغة في القاف ، وهو غلط، وقد أخذ من نص الصاغاني، فإنه قال: القرث بالقاف: الركوة، وبالفاء: غثيان الحبلى. فهو أورده من نص الأشباه، وليس مراده أن القاف لغة في الفاء فتأمل. الفرث : غثيان الحبلى، كالانفراث والتفرث، وإنها لمنفرث بها ، إذا غثت نفسها من ثقل الحبل. وقال أبو عمرو: يقال للمرأة: إنها لمنفرثة، وذلك في أول حملها، وهو أن تخبث نفسها، فيكثر نفثها للخراشى التي على رأس معدتها. قال أبو منصور: لا أدري منفرثة أم متفرثة، وقال غيره: امرأة فرث: تبزق وتخبث نفسها في أول حملها، وفد انفرث بها. وفرث الجلة يفرث ويفرث فرثا: شقها، ثم نثر جميع ما فيها وفي التهذيب: إذا فرقها. وأفرثت الكرش، إذا شققتها ونثرت ما فيها. وفي الصحاح: ابن السكيت: فرثت للقوم جلة فأنا أفرثها وأفرثها، إذا شققتها ثم نثرت ما فيها، انتهى. قيل: كل ما نثرته من وعاء فرث فرث كبده يفرثها فرثا- من باب ضرب وهكذا في الصحاح وغيره، ولم يذكر فيه أحد من الأئمة الوجهين، فقول شيخنا: ثم قضيته أن فرث الكبد، كضرب، وفي الصحاح أنه بهما كالذي قبله غير متجه، كما هو ظاهر -: ضربها حتى تنفرث كبده، وفي الصحاح: إذا ضربته وهو حي، كفرثها تفريثا، فانفرثت كبده أي انتثرت ، وقوله: وهو حي، هكذا في نسختنا، بل سائر النسخ التي بأيدينا، وهو مطابق عبارة الصحاح واللسان، وقد شذت نسخة شيخنا، فإنه وجد فيها: وهي حي، بضمير المؤنث، وهو خطأ، ولا قلاقة في كلام المصنف على ما زعم. وفرث الحب كبده، وأفرثها، وفرثها: فتتها، وفي حديث أم كلثوم بنت علي: قالت لأهل الكوفة: أتدرون أي كبد فرثتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الفرث: تفتيت الكبد بالغم والأذى. وأفرث الكبد وفرثها تفريثا، إذا شقها وألقى عنها الفراثة ، وهو بالضم : الفرث، وهو السرقين، كما تقدم، أي ألقى ما فيها ، وهو مأخوذ من عبارة ابن سيده والأزهري. ونص عبارة الأول: الفرث والفراثة سرقين الكرش، وفرثتها عنه أفرثها فرثا، وأفرثتها، وفرثتها، كذلك. ونص عبارة الثاني: وأفرثت الكرش، إذا شققتها ونثرت ما فيها، فالمصنف خلط بين العبارتين. أفرث الرجل إفراثا: وقع فيه. وأفرث أصحابه: عرضهم للسلطان، أو للأئمة الناس ، أو كذبهم عند قوم ليصغرهم عندهم، أو فضح سرهم. وفرث كفرح: شبع يقال: شرب على فرث أي شبع. فرث القوم: تفرقوا . ومكان فرث، ككتف: لا جبل ولا سهل . وجبل فريث: ليس بضخم صخوره، وليس بذى مطر ولا طين، وهو أصعب الجبال حتى إنه لا يصعد فيه لصعوبته وامتناعه.

ومما يستدرك عليه: ثريد فرث: غير مدقق الثرد، كأنه شبه بهذا الصنف من الجبال. وقال اللحياني: قال القناني: لا خير في الثريد إذا كان شرثا فرثا، وقد تقدم ذكر الشرث. والمفارث: المواضع التي يفرث فيها الغنم وغيرها.

ف - ر - ن - ث

صفحة : 1292

ومما يستدرك عليه: فرنث، كجعفر: قرية من قرى دجيل، منها التاج أبو علي بن محمد بن أبي علي النخعي الأشترى الفرنثى الشاعر المنشئ، قيده الحافظ هكذا.

ف - ي - ث
ومما يستدرك عليه: دير فيثون: جاء ذكره في الروض الأنف، واختلفوا فيه، فقيل: إنه فيعول، فذكره في النون، وصححه جماعة، وقيل: إنه فعلون، فهذا موضعه، وصححه جماعة أخرى وأغفله المصنف في الموضعين تقصيرا، قاله شيخنا.