فصل الفاء مع المثلثة
ف - ث - ث
الفث: نبت يختبز ، بالخاء المعجمة والزاى، هكذا في سائر النسخ، ومثله في
اللسان والصحاح والمحكم، إلا ما شذ في بعضها: يختبى، بالخاء المعجمة
والياء، أي يدخر ويكنز، وأيده شيخنا بما حكاه ابن خزيمة عن بعض الأعراب،
والذين في الصحاح والمحكم واللسان: نبت يختبز حبه ويؤكل في الجدب ، وتكون
خبرته غليظة شبيهة بخبز الملة، قال أبو دهبل:
حرمية لم تختبز أمـهـا فثا ولم تستضرم العرفجا وروى ابن الأعرابي: الفث: حب يشبه الجاورس، يختبز ويؤكل. قال أبو منصور: وهو حب برى تأخذه الأعراب في المجاعات فيدقونه ويختبزونه، وهو غذاء ردىء، وربما تبلغوا به أياما، قال الطرماح:
لم تأكل الفث والدعاع ولم
تجن هبيدا يجنيه مهتبده الفث أيضا: شجر الحنظل هكذا في سائر
النسخ، وهو خطأ، والصواب: شحم الحنظل، وهو الهبيد. نقله الصاغاني. وفي
التهذيب: قرأت بخط شمر: الفث: حب شجرة برية. وقيل: الفث: من نجيل السباخ،
وهو من الحموض يختبز، واحدته فثة، عن ثعلب. وقال ابن الأعرابي: هو بزر
النبات، وأنشد:
عيشها العلهز المطحن بالفث وإيضاعها القعود الوساعـا والانفثاث: الانكسار
يقال: انفث الرجل من هم أصابه، انفثاثا، أي انكسر، وأنشد:
وإن يذكر بالإله ينخنث
وتنهشم مروته فتنفثث
صفحة : 1290
أي تنكسر. وفث الماء الحار بالبارد يفثه فثا: كسره وسكنه، عن يعقوب. عن
الأصمعي: فث جلته ، بالضم إذا نثر تمرها. والمفثة: الكثرة ، يقال: وجد لبنى
فلان مفثة، إذا عدوا فوجد لهم كثرة. وتمر فث : منتشر ليس في جراب ولا وعاء،
كبث، عن كراع، وعن اللحياني: تمر فث، وفذ، وبذ، أي متفرق . ما رأينا جلة
كثير مفثة أي كثير نزل ، محركة. وما افتثوا، بالضم: ما قهروا ولا ذللوا.
ف - ح - ث
فحث عنه ، أي عن الخبر كمنع يفحث: فحثا: فحص ، في بعض اللغات، كافتحث ،
يقال: افتحثت ما عند فلان: ابتحثت. والفحث، ككتف ، والفحثة: ذات الأطباق،
والجمع أفحاث. وفي الصحاح: الفحث: لغة في الحفث ، وهو القبة ذات الأطباق من
الكرش، وقد تقدم، ويقال: ملأ أفحاثه، أي جوفه.
ف - ر ث
صفحة : 1291
الفرث ، بفتح فسكون: السرجين ما دام في الكرش ، والجمع فروث، وفي المحكم:
الفرث: السرقين، والفرث والفراثة: سرقين الكرش. الفرث : الركوة الصغيرة،
لغة في القاف ، وهو غلط، وقد أخذ من نص الصاغاني، فإنه قال: القرث بالقاف:
الركوة، وبالفاء: غثيان الحبلى. فهو أورده من نص الأشباه، وليس مراده أن
القاف لغة في الفاء فتأمل. الفرث : غثيان الحبلى، كالانفراث والتفرث، وإنها
لمنفرث بها ، إذا غثت نفسها من ثقل الحبل. وقال أبو عمرو: يقال للمرأة:
إنها لمنفرثة، وذلك في أول حملها، وهو أن تخبث نفسها، فيكثر نفثها للخراشى
التي على رأس معدتها. قال أبو منصور: لا أدري منفرثة أم متفرثة، وقال غيره:
امرأة فرث: تبزق وتخبث نفسها في أول حملها، وفد انفرث بها. وفرث الجلة يفرث
ويفرث فرثا: شقها، ثم نثر جميع ما فيها وفي التهذيب: إذا فرقها. وأفرثت
الكرش، إذا شققتها ونثرت ما فيها. وفي الصحاح: ابن السكيت: فرثت للقوم جلة
فأنا أفرثها وأفرثها، إذا شققتها ثم نثرت ما فيها، انتهى. قيل: كل ما نثرته
من وعاء فرث فرث كبده يفرثها فرثا- من باب ضرب وهكذا في الصحاح وغيره، ولم
يذكر فيه أحد من الأئمة الوجهين، فقول شيخنا: ثم قضيته أن فرث الكبد، كضرب،
وفي الصحاح أنه بهما كالذي قبله غير متجه، كما هو ظاهر -: ضربها حتى تنفرث
كبده، وفي الصحاح: إذا ضربته وهو حي، كفرثها تفريثا، فانفرثت كبده أي
انتثرت ، وقوله: وهو حي، هكذا في نسختنا، بل سائر النسخ التي بأيدينا، وهو
مطابق عبارة الصحاح واللسان، وقد شذت نسخة شيخنا، فإنه وجد فيها: وهي حي،
بضمير المؤنث، وهو خطأ، ولا قلاقة في كلام المصنف على ما زعم. وفرث الحب
كبده، وأفرثها، وفرثها: فتتها، وفي حديث أم كلثوم بنت علي: قالت لأهل
الكوفة: أتدرون أي كبد فرثتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الفرث: تفتيت
الكبد بالغم والأذى. وأفرث الكبد وفرثها تفريثا، إذا شقها وألقى عنها
الفراثة ، وهو بالضم : الفرث، وهو السرقين، كما تقدم، أي ألقى ما فيها ،
وهو مأخوذ من عبارة ابن سيده والأزهري. ونص عبارة الأول: الفرث والفراثة
سرقين الكرش، وفرثتها عنه أفرثها فرثا، وأفرثتها، وفرثتها، كذلك. ونص عبارة
الثاني: وأفرثت الكرش، إذا شققتها ونثرت ما فيها، فالمصنف خلط بين
العبارتين. أفرث الرجل إفراثا: وقع فيه. وأفرث أصحابه: عرضهم للسلطان، أو
للأئمة الناس ، أو كذبهم عند قوم ليصغرهم عندهم، أو فضح سرهم. وفرث كفرح:
شبع يقال: شرب على فرث أي شبع. فرث القوم: تفرقوا . ومكان فرث، ككتف: لا
جبل ولا سهل . وجبل فريث: ليس بضخم صخوره، وليس بذى مطر ولا طين، وهو أصعب
الجبال حتى إنه لا يصعد فيه لصعوبته وامتناعه.
ومما يستدرك عليه: ثريد فرث: غير مدقق الثرد، كأنه شبه بهذا الصنف من الجبال. وقال اللحياني: قال القناني: لا خير في الثريد إذا كان شرثا فرثا، وقد تقدم ذكر الشرث. والمفارث: المواضع التي يفرث فيها الغنم وغيرها.
ف - ر - ن - ث
صفحة : 1292
ومما يستدرك عليه: فرنث، كجعفر: قرية من قرى دجيل، منها التاج أبو علي بن
محمد بن أبي علي النخعي الأشترى الفرنثى الشاعر المنشئ، قيده الحافظ هكذا.
ف - ي - ث
ومما يستدرك عليه: دير فيثون: جاء ذكره في الروض الأنف، واختلفوا فيه،
فقيل: إنه فيعول، فذكره في النون، وصححه جماعة، وقيل: إنه فعلون، فهذا
موضعه، وصححه جماعة أخرى وأغفله المصنف في الموضعين تقصيرا، قاله شيخنا.