الباب الرابع: باب الثاء المثلثة - الفصل العشرون: فصل الكاف مع المثلثة

فصل الكاف مع المثلثة

ك - ب - ث
الكباث، كسحاب: النضيج من ثمر الأراك ، قاله ابن الأعرابي. وفي المحكم: وقيل: هو ما لم بنضج منه، وقيل: هو حمله إذا كان متفرقا، واحدته كباثة، قال:

يحرك رأسا كالكباثة واثقـا     بورد فلاة غلست ورد منهل وفي الصحاح: ما لم ينضج من الكباث فهو برير. وقال أبو حنيفة: الكباث فويق حب الكسبرة في المقدار، وهو يملأ مع ذلك كفى الرجل، وإذا التقمه البعير فضل عن لقمته. وكبث اللحم، كفرح: تغير وأروح . عن أبي عمرو: الكبيث: اللحم قد غم وقد كبثته أنا: غممته . هو لحم كبيث، ومكبوث وينشد لأبي زرارة النصرى:

أصبح عمار نشيطا أبثا
يأكل لحما بائتا قد كبثا

والكنبث بالضم: الصلب الشديد، والمنقبض البخيل، كالكنبوث والكنابث ، بضم أولهما أيضا، والنون زائدة، وقيل بأصالتها، وسيأتي للمصنف بعد. وتكبيث السفينة هو أن تجنح أي تمال إلى الأرض، ويحول ما فيها إلى السفينة الأخرى . وكباثة بن أوس، بالفتح: أخو عرابة، له صحبة، ذكره الجماهير، استدركه شيخنا.

ك - ب - ع - ث
الكبعثاة ، أهمله الجماعة، وقال الصاغاني: هو لغة في القبعثاة، وهو عفل المرأة .

ك- ث - ث
الكث: الكثيف ، كث الشىء كثاثة، أي كثف. ورجل كث اللحية، وكثيثها ، والجمع كثاث، وفي صفته صلى الله عليه وسلم أنه كان كث اللحية أراد كثرة أصولها وشعرها، وأنها ليست بدقيقة ولا طويلة، وفيها كثافة. قال ابن دريد: لحية كثة : كثيرة النبات، قال: وكذلك الجمة. امرأة كثاء وكثة، إذا كان شعرها كثا. وقوم كث، بالضم ، مثل قولك: رجل صدق اللقاء، وقوم صدق. والكثكث، كجعفر، وزبرج : دقاق التراب، وفتات الحجارة ، ويقال: التراب عامة، يقال: بفيه الكثكث مثل الأثلب والإثلب. والكثكثى بالضم في الأول والثالث مقصورا، وتفتح كافاه عن الفراء: لعبة لهم بالتراب ، نقله الصاغاني. والكاث ، مشددا: ما ينبت مما يتناثر من الحصيد فينبت عاما قابلا، قاله ابن شميل. والكثاثاء ، بالمد: الأرض الكثيرة التراب ، قاله ابن دريد. قال الخطابي: ولم يثبت عندي الكثاث: التراب. وكث الرجل بسلحه: رمى فهو كاث، نقله الصاغاني. كثت اللحية تكث كثا، كثاثة وكثوثة وكثثا ، بفك الإدغام: كثرت أصولها، وكثفت وقصرت وجعدت فلم تنبسط. واستعمل ثعلبة بن عبيد العدوى الكث في النخل، فقال:

شتت كثة الأوبار لا القر تـتـقـى
ولا الذئب تخشى وهي بالبلد المقصى

صفحة : 1296

عني بالأوبار ليفها، وإنما حمله على ذلك أنه شبهها بالإبل. ورجل كث، ج كثاث . وقد أكث وكثكث ، قال الليث الكث والأكث: نعت كثيث اللحية، ومصدره الكثوثة. وعن أبي خيرة: رجل أكث، ولحية كثاء بينة الكثث، والفعل يكث كثوثة، وأنشد ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه:

بحيث ناصى اللمم الكثاثا
موو الكثيب فجرى وحاثا يعني باللمم الكثاث النبات، وأراد بحاث: حثا، فقلب. وفلان قدومه على كث منخره، أي على رغم أنفه. ومن سجعات الأساس: من كان في لحيته كثاثة، كان في عقله غثاثة

ك - ح - ث
كحث ، أهمله الجوهري، وقال الليث: كحث له من المال كمنع كحثا، وكحثة، إذا غرف له غرفة بيديه ، كذا في التكملة، وفي بعض النسخ: بيده منه ، وهكذا في اللسان.

ك - ر - ث
الكراث كرمان، وكتان الأخيرة عن كراع : بقل معروف خبيث الرائحة كريه العرق، ويقال فيه أيضا: الكراث، بالتخفيف والفتح، قاله أبو على القالي. وكسحاب: شجر كبار جبلية، كذا عن أبي حنيفة، وقد رأيتها بجبال الطائف وقالك أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من أزد السراة قال: الكراث شجرة جبلية لها ورق دقاق طوال، وخطرة ناعمة إذا فدغت هريقت لبنا، والناس يستمشون بلبنها، وقال أبو ذرة الهذلي:

إن حبيب بن اليمان قد نشـب
في حصد من الكراث والكنب

قال السكرى: الكراث: نبات أو شجر. كراث : جبل ، وبه فسر قول ساعدة بن جؤية:

وما ضرب بيضاء يسقى دبوبها
دفاق فعروان الكراث فضيمها

وكرثه الأمر و الغم يكرثه بالكسر، ويكرثه ، بالضم كرثا: ساءه و اشتد عليه وبلغ منه المشقة، كأكرثه . قال الأصمعي: لا يقال: كرثه، وإنما يقال: أكرثه، على أن رؤبة قد قاله:

وقد تجلى الكرب الكوارث كذا في الصحاح، وفي حديث على وغمرة كارثة أي شديدة شاقة، من كرثة الغم، أي بلغ منه المشقة. وإنه لكريث الأمر، إذا كع ونكص ، وأمر كريث: كارث. وكل ما أثقلك فقد كارث. وكل ما أثقلك فقد كرثك. وعن الليث يقال: ما أكرثني هذا الأمر، أي ما بلغ منى مشقة. والفعل المجاوز كرثته. وقد اكترث هو اكتراثا، وهذا فعل لازم. وقال الأصمعي: يقال: كرثني الأمر، وقرثني إذا غمه وأثقله وانكرث الحبل: انقطع . واكترث له: حزن. يقال: ما أكترث له ، أي ما أبالي به ، هكذا في سائر النسخ ومثله في نسخة الصحاح، وجعل على قوله به إشارة إلى أنه هكذا بخط المصنف، ووجد في بعض نسخ الصحاح له بدل به، وفي أخرى ما أباليه، وإذا كان ذلك فإن قول شيخنا في الصحاح: ما أكترث به، غير متجه، اشتبه عليه اللفظ باللفظ. وفي النهاية: الأصل فيه ألا يستعمل إلا في النفي، وشذ استعماله في الإثبات كما في بعض الأحاديث. وقال بعض اللغويين: اكترث، كالتفت، وزنا ومعنى: وفي العناية: الاكتراث: الاعتناء. والكريثاء ، والكراثاء، والقريثاء، والقراثاء: بسر طيب ، وقد تقدم الخلاف فيه. يقال: أمر كريث، أي كارث شديد. وفي الأساس: كرثه الأمر: حركة، وأراك لا تكترث له: لا تتحرك له ولا تعبأ به.

ك - ش -ث

صفحة : 1297

الكشوث بالفتح، وهي أفصح لغاته، وعليها اقتصر الجوهرى ويضم، والكشوثى مقصورا ويمد، والأكشوث بالضم- وفي المحيط للصاحب بن عباد، يقال له: كشوث وأكشوث، وكشوث، وكشوثاء وشكوثاء. ووجد بخط الأزهري: كشوث، بالضم صورة لا مقيدا، وابن الأنبارى أورده في المقصور والممدود له: الكشوثاء: الذي تسميه العامة الكشوث، وهذه أي اللغة الأخيرة خلف بفتح فسكون أي ساقطة رديئة، وجوزه الدينورى، وقال: هو لغة أهل السواد -: نبت يتعلق بالأغصان ولا عرق له في الأرض ، قال الشاعر:

هو الكشوث فلا أصل ولا ورق     ولا نسيم ولا ظل ولا ثـمـر وفي المعجم: يكشوثا: موضع في شعر أبي تمام، ويروى يكسوما. قلت: ويروى أيضا: أكشوثا، والبيت المذكور يمدح فيه أبا سعد الثغرى، هو هذا:

كل حصن من ذى الكلاع وأكشو     ثاء أطلعت فيه يوما عصـيبـا

ك - ل - ث
انكلث الرجل، أهمله الجوهرى وصاحب اللسان، وقال ابن فارس: أي تقدم ، قال الصاغاني: ولم يتابع ابن فارس عليه: ولعله بالتاء الفوقية. والمكلث كمنبر الرجل الماضي في الأمور . قلت: وهو خطأ؛ فإن الماضي في الأمور هو المكلت المصلت، بالتاء الفوقية، كما حققه الصاغاني، وقد صحفه المصنف، فتأمل.

ك - ل - ب - ث
الكلبث، كجعفر وقنفذ وعلبط وعلابط ، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو البخيل المنقبض . وهو أيضا: الصلب الشديد، كذا في اللسان.

ك - ن - ث
الكنثة، بالضم ، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو ذوردجة بفتح الأول والثاني وسكون الراء ففتح الدال والحاء المهملات، هكذا في أكثر الأصول، والصواب بالجيم تتخذ من آس وأغصان خلاف تبسط و تنضد عليها الرياحين، ثم تطوى قال: وإعرابه كنثجة، وبالنبطية كنثا، كذا في اللسان والتكملة.

ك - ن - ب - ث
الكنبث، كقنفذ وعلابط وزنبور ، أهمله الجوهرى، وقال ابن دريد: الصلب الشديد. قد مر الكلام عليه في ك ب ث.

والمنقبض البخيل ، كالكلبث. وكنبث وتكنيث: تقبض ، وفي اللسان: رجل كنبث وكنابث: تداخل بعضه في بعض، وقد تكنبث. وعن ابن الأعرابي: الكنباث: الرمل المنهال. قلت: هكذا ذكره، فليحقق، لا يكون مصحفا عن الكنثاب، وقد تقدم في ك ث ب.

ك - ن - د - ث
الكندث، كقنفذ، وعلابط أهمله الجوهرى، وقال ابن دريد: الصلب ، نقله الصاغاني وصاحب اللسان.

ك - ن - ع - ث
تكنعث الشىء: تجمع وكنعث وكنعثة: اسم مشتق منه، ذكره ابن منظور، فهو مستدرك على المصنف والصاغاني.

ك - ن - ف - ث
الكنفث بالفاء كقنفذ وعلابط ، أهمله الجوهرى، وقال ابن دريد: هو القصير ، نقله الصاغاني وصاحب اللسان.

ك - و - ث

صفحة : 1298

الكوث: القفش -بالقاف والفاء والشين المعجمة- الذي يلبس في الرجل . قال أبو منصور: وكأن المقطوع الذي يلبس الرجل يسمى كوثا تشبيها بكوث الزرع، ويقال له القفش، وكأنه معرب، كذا في اللسان، وهو نوع من الخفاف الصغار. كوث الزرع تكويثا، قال النضر: تكويث الزرع: أن يصير أربع ورقات وخمسا ، وهو الكوث وكوثى، بالضم ، ثلاث مواضع: ة ، وقيل: بلدة بالعراق ببابل، وتسمى كوثى الطريق. وكوثى ربا: من ناحية بابل، بأرض العراق أيضا، وبها ولد سيدنا الخليل عليه السلام وطرح في النار. ومحلة بمكة لبنى عبد الدار بن قصى، كذا في المشترك لياقوت. وفي الروض الأنف: أن كوثى من أسماء مكة. قلت: ونسبه ابن منظور لكراع. قال السهيلي: وأما التي يخرج منها الدجال فهي كوثى ربا، ومنها كانت أم إبراهيم عليه السلام، وأبوها هو الذي احتفر نهر كوثى، قاله الطبرى. وفي اللسان: قال محمد بن سيرين: سمعت عبيدة قال: سمعت عليا رضى الله عنه يقول: من كان سائلا عن نسبتنا فإنا نبط من كوثى . وروى ابن الأعرابي: أنه سأل رجل عليا: أخبرني يا أمير المؤمنين عن أصلكم معاشر قريش، فقال: نحن قوم من كوثى. واختلف الناس في قوله: نحن قوم من كوثى، فقال طائفة: أراد كوثى العراق، وهي سرة السواد التي ولد بها إبراهيم عليه السلام، وقال آخرون: أراد بقوله كوثى مكة، وذلك لأن محلة عبد الدار يقال لها: كوثى، فأراد علي: أنا مكيون أميون من أم القرى وأنشد لحسان:

لعن الله منزلا بطن كـوثـى      ورماه بالفقـر والإمـعـار
ليس كوثى العراق أعني ولكن     شرة الدار دار عبـد الـدار

قال أبو منصور: والقول هو الأول، لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم فإنا نبط من كوثى ولو أراد كوثى مكة، لما قال نبط، وكوثى العراق هي سرة السواد من محال النبط، وإنما أراد على أن أبانا إبراهيم كان من نبط كوثى وأن نسبنا انتهى إليه ونحو ذلك، قال ابن عباس: نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى والنبط من أهل العراق، وهذا من على وابن عباس رضي الله عنهم تبرؤ من الفخر بالأنساب، وردع عن الطعن في الأنساب، وتحقيق لقوله عز وجل إن أكرمكم عند الله أتقاكم كذا في اللسان. والكوثة بالفتح، وفي أخرى: والكويثة : الخصب عن أبي عمرو. وكوث الرجل بغائطه تكويثا: أخرجه كرءوس الأرانب ، على التشبيه. والكاث، مخففة: بمعنى الكاث المشددة ، وقد سبق معناه. والكوثى: القصير، كالكوتى، من التهذيب. وكوثى بن الرعلاء: شاعر، وقد ذكر في ك و ت. وكاث: قلعة بخوارزم.